عرض المادة

لحظة

لحظة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ابدأ بسم الله مستعيناً .. راضٍ به مقدّراً معيناً والحمد لله الذي هدانا .. إلى طريق الحق واجتبانا أحمده سبحانه وأشكره .. ومن مساوئ عملي أستغفره واستعينه على نيل الرضا .. وأستمد لطفه فيما قضى.

حبيبي الغالي سأسألك سؤال : كم يوم في حياتك أصابك صداع!

اليوم فكر كم مرة أصابك صداع كاد أن ينفجر رأسك !

أوشكت أن تموت من شدة الألم كم مرة؟

الآن الآن تشعر منها بشيء

لا .. ذهبت

كم مرة بُشرت ببشارة أوشكت أن تطير من الفرح ؟

إما بنجاح إما بمولود إما بزواج أين هي الآن؟ أين ذهبت!!

وكم من معصية تلذذت بها في وقتها إما نظرة بالبصر بالأذن

أو بالسمع أو باليد أو بالأقدام أو بالقلب أو باللسان ,

كم من لذة أضحكتك ؟ أين هي الآن ؟ لكنها سُجلت شئنا أم أبينا

سجلت ذهبت لذتها لكن هي بقيت !

كم مرة يا أخي استيقظت من النوم رغم أن ورائك عمل ,

ثم تذكرت الجنة

وتذكرت أن هناك موقف سوف يكرم فيه أقوام ,

وتذكرت قول الله عز وجل

( كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *وبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون )

فقلت اللهم اغفر لي , ونفضت فراشك وتجافيت

عن مضجعك ثم توضأت ثم صليت ووضعت جبينك في التراب

وقلت اللهم اجعل هذه الليلة وهذه السجدة أذكرها يوم ألقاك ,

تُسعد قلبي يوم تخذل الناس معاصيهم ,

ذهب التعب ذاك اليوم الآن لا تذكر شي ,

لكن ما بقي كتب لك هنا ورفع ذكرك هناك ..

أتكلم عن تلك اللحظة التي أريد أخي الآن أن تتنقل بفكرك إلى ذلك

الرضيع الذي ما أمهله الله عز وجل لم يمهله أكثر من شهرين ,

حدد الله عز وجل

مع ذلك الملك يوم أن كان ذلك الرضيع جنينًا في بطن أمه ذو أربعة

أشهر أرسل الله الملك فحدد عمره أن هذا بعد شهرين سوف ينزل

عليه ملك ويأخذ

روحه , ما أمهل ذلك القلب بأن ينبض أكثر من شهرين

فإذا بذلك الجنين بعد شهرين , وبعد النبضة التي حدد الله عز وجل

أن تكون الأخيرة إذا به ينبضها ويستكمل

عمره فيقف ذلك القلب وينزل ذلك الملك ويقبض الروح , وإذا بالأهل

يأتون و يجدونه لا يتحرك , قلب لا ينبض ,

أنفاس لا تخرج , أفواه لا تتحرك ,

أذان لا تسمع وقد كانت قبل دقائق تسمع , بكت أمه , 
بكى أباه غسلوه كفنوه صلوا عليه دفنوا ذلك

الرضيع ذو الشهرين في قبره ..

و إذا بالأرض تتصدع من فوقه شيئا فشيئا فيرى النور

فإذا به يخرج من تلك الأرض رضيعا فيرفع رأسه إلى السماء والغبارمن فوق رأسه يتناثر يرفع رأسه إلى السماء فإذا بالسماء تتشقق وتتقطع ,

ينظر إلى النجوم فإذا بها تنتثر , ينظر إلى الشمس فإذا بها تكور ثم تجمع الشمس مع القمر ثم تسجر في البحر , فإذا بذلك

البحر يشتعل نارا ثم يلتفت إلى الناس إذا بهم حفاة عراة يجرون

ويتراكضون فينظر من بين هؤلاء الناس إلى أغلى

إنسانة في الوجود التي طالما بكت حين مرض وطالما تقطع قلبها يوم قيل مات ,

ينظر إليها فإذا بها لا تُعنى به ولا تنظر إليه , ثم يلتفت إلى الجبال

( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي )

تعرف من هو ربك؟

الذي يسمع كلامك الآن ويرى ما في بالك ويعلم ما في صدرك الآن ,وما تكنه صدورنا سبحانه ينظر إلينا في هذه اللحظة

والله هو الذي سينسف الجبال

( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي )

التفت إلى ذلك الرضيع تجد شعره ذلك الأسود إذا به يشتعل

شيبا ,, أسألك بالله ما الذي جعل تلك

الأم التي تقطع قلبها ولم تجف دموعها

ما الذي جعلها تترك ذلك الجنين الذي لم تتهنى به في الدنيا ,

ما الذي جعلها تهرب منه !!

( يَا أَيُّهَا النَّاس )

لم يكلم الجدران, والله لو كلم الجدران لتزلزلت ولو أنزل

على الجبال لتدكدكت , لكن ! أنزل علينا اللهم آتنا

عقولا تنفعنا عندك ..

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ )

يعني انتبه اعمل وافعل كالذي يمشي على الشوك قبل

أن يضع قدمه قبل أن تتكلم بالكلمة قبل أن ترسل هذه اليد قبل أن

تنظرهذه النظرة كأنك تمشي على شوك قبل أن تضع قدمك

تعرف أين تضعها

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ )

لماذا ؟

لأنك سوف تقف في يوم

( إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَة )

هناك سوف تندم إن لم تتق الله , دمعاتك تُجري فيها الأنهار

لا يؤبه فيك , دمعتك اليوم غالية , لأجل هذا يخبرك الله

سبحانه وتعالى أن هذه الآيات لا تنفع الموتى أبدا , تنفعكم أنتم ,

وقد يكون في الغد منا من لم تنفعه هذه الكلمات !

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيم )

جبار السموات والأرض العظيم هو الذي سماها يوم عظيم..

( يَوْمَ تَرَوْنَهَا )

سوف ترى تلك الأم التي كانت ترضع رضيعها

 )تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ )

أنا وأنت( سُكَارَى ) ,,والله ما شربنا الخمر هناك

( وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد )

ولكن عذاب الله شديد , هو الرحمن نفسه ,,هو الغفور

الرحيم يقول  ولكن عذاب الله شديد , أسألك بالله لماذا

شاب شعر رأسه !

هل لأنه زنى؟ هل لأنه ما قام يصلي الفجر؟ هل لأنه نام

عن صلاة الفجر؟ أم لأنه في يوم من الأيام نظر إلى حرام؟

أم لأنه رأى الذنوب التي عليه فشاب شعره خوفا من عواقبها !!

هذا بلا ذنب يخاف مصيره لأنه رأى أشياء لم يتوقعها ,

بدلت الأرض غير الأرض والسموات , فشاب شعره ما أوقفه الله تعالى ,, ولم يسأله عبدي لما نظرت إلى الحرام؟!

ألم أعطيك نظرا وحرمت غيرك؟ , لن أتكلم عن تلك اللحظة

لأن الكل سوف تمر عليه..

· هل تعرف أي لحظة أريد أن أتكلم عنها !؟

تعال أنظر إلى اللحظة التي لا تمر على كل واحد منا لحظة مرت

على أقوام لعلّنا نستيقظ وننظر أين هؤلاء الأقوام الذين

مرت عليهم اللحظة !

وأين من عاش في وقتهم ما مرت عليه اللحظة هذه وكيف

هذا رفعته تلك اللحظة إلى الفردوس الأعلى! وهؤلاء في السنين

ما ازدادوا في جهنم إلا سعيرا وخسران!!

لحظة يوم أن ذلك القلب ينفض الغبار عن أغشيته يوم

أن تلك العيون تنظر , وذلك القلب يبصر , يوم أن تسأل نفسك

أنت وتقول كم لي من نفس , إذا كانت نفس غير

نفسي تُعذَب ارجع يا قلب ونم !

إذا كانت ليس عندك إلا نفس واحدة لا والله في تلك اللحظة التي

ينظر الله عز وجل إلى قلبك وإذا به يتغير فإذا بحملة

العرش تبدأ تستغفر لك يعطون الأمر , من تلك اللحظة متــــى ؟

تعرفون ماعز رضي الله عنه !!؟

ماعز اقترف جريمة عظيمة , ما عز زنى اختلى بها

واعدها وكلمها بلسان , الله عز وجل أعطاه إياه ونسي , تحركت

شفاهه بنعمة أعطاه الله إياه

تحركت يده لمس تلك المرأة بيد,, الله سخرها له ,

تحركت قدمه إلى تلك المرأة بأقدام,, الله الذي سخرها له ونسي أن الله يراه في تلك اللحظات وانتزع منه الإيمان كما قال ابن عباس

(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)

مع أن الصحابي جلس مع النبي عليه الصلاة والسلام انتهى

ما عز وقضى حاجته وانتهت شهوته تفرقا من رآهما ؟!!

ما رآهما من أحد من الصحابة و لا أحد ممن في الأرض كلها ,

ما أحد رآهم إلا أن رب العزة والجلال

( لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ

* هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَام )

كان يراك وأنت في رحم أمك أفلا يراك وأنت على الأرض!

لو أنت في رمضان وتسللت بتعمد منك قطرة ماء وأنت تتمضمض

قطرة تسللت ودخلت إلى حنجرتك هناك و نزلت أنت

تعرف أن الله رآها أم لا إذا كان الله يرى , أعلم أن الإجابة نعم إذا كان الله يرى تلك القطرة فكيف لا يراك أنت بحجمك !!

علم ماعز أنه ماراه أحد من البشر بدأ يسأل نفسه, زنيت

الآن لكن والذي نفسه بيده لتوقفن يا ماعز , و والذي نفسه

بيده ليسألنك الله يا ماعز

بدأت تلك الأطراف تؤنب ماعز تذكر أنها سوف تشهد عليه ,

تذكر أنها سُخرت له ولكن سوف تتكلم تلك الأيادي وتلك

الأقدام وسوف تقول يا ربي

هو الذي زنى , ماعز لم يتحمل أن رب العزة والجلال

الذي لما هان عليه قوم عاد هانوا عليه عصوه , أستصلحهم عصوه ,

رزقهم عصوه , أنعم عليهم زادهم في الجسم بسطة

ينحتون من الجبال بيوتا

( وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِين )

هانوا عليه فحملهم بريح فدكهم دكا رؤوسهم كأعجاز

نخل خاوية كل القوم هانوا عليه لما عصوه ..

هان عليه فرعون الذي أعطاه الملك ثم دس رأسه في التراب ,

هان عليه قارون فلا يعلم أحد أين خسفت به الأرض

وفي أي قاع سحيق !

لا يعرف أحد , هان عليه قوم شعيب فأرسل لهم سحب

ثم أمطرتهم بالنيران حتى احترقوا , فعلم ماعز أنه عصى

الذي لما هان عليه هؤلاء القوم أبادهم , أنه عصى الذي عصاه

إبليس فخلد في النار

عصى من طرد آدم بذنب واحد يوم أن أكل فكيف بزنا !!

لم يتحمل ماعز تلك المسائل بدأ يمشي يذهب إلى الصحابة ,

حسنًا يا ماعز خذ النبي عليه الصلاة والسلام بكلمة

على إنفراد وقل له

لكنه لم يتحمل , جاءه إبليس كم مرة قال يُفتضح أمرك أمام

الصحابة لكنه يعلم أن ذلك الموقف لا ينفع فيه الصحابة ,

انظر ماعز ما تحمل أنه

يقول يا رسول الله أريدك في كلمة على إنفراد , ما تحمل إلى

أن جلس قال يا رسول الله ماعز زنا فطهره يا رسول الله ,

النبي عليه الله والسلام يعلم أن ماعز ما جاء لأجل يتوسطوا

له الصحابة , وما جاء ماعز و هو يعلم أنهم سيجلدونه جلدتين فقط ! يعرف النبي عليه الصلاة والسلام ماذا يريد هذا , يريد أنه يوقففيؤتى بالحجارة !

لو أقول لأحدكم سأعطيك قصر لكن , وبكل قوتي سآخذ

حجر وبكل قوتي وأنت واقف سأضربك أين ستصيبك لا أدري ..

والله لن يوافق

لو قلت له ابرة سأضعها في عينك الآن , والله لن توافق ,

هذا ماعز جاء وهو يعلم و يعرف النبي عليه الصلاة والسلام

أنه يطلب أن يمثل أمامهم

فيأخذ كل واحد حجر فيدُك بها جمجمة ما عز , و يدُك بها عينه

فتفقع عينه ويدُك بها أسنانه ويكسرها , حتى يموت

قال ويحك وارجع فاستغفر الله يغفر لك , يعرف أن هذا صادق ..

رجع ماعز فتذكر قول الله الذي رآه

( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون )

كُتبت يا ماعز اعمل ما شئت , فما تحمل ماعز رجع إلى النبي

فقال يا رسول الله ماعز زنا فطهره يا رسول الله , قال

ويحك ارجع لله فاستغفر..

رجع فتذكر

( أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا *

فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا )

على الركب , وماعز معهم وقد زنا فكيف يكون بأي وجه تلقى

الله يا ماعز ! فرجع قال يا رسول الله ماعز زنا فطهره قال أماعز مجنون !!

قالوا يا رسول الله ما عرفنا عليه جنون قال أشرب الخمر !!

فقام أحد الصحابة قال والله ماعز لم يشرب خمرا يا رسول الله ..

قال ويحك أتعرف ما هو الزنا ! علك ما زنيت يا ماعز قال

والله يا رسول الله لقد أتيت من امرأة حرام ما يأتيه الرجل منا في زوجته حلال

يعني زنيت , أخذوا ما عز في طريقه إلى هناك تخيل

نفسك ثانية أنك تقاد الآن وسوف نضربك !!

ما تراجع ماعز , قيدوا ماعز فإذا بأحد الصحابة يأخذ حجرا

فإذا به يستقر في عين ماعز فإذا به يفقئها فإذا بالدماء تنزل ,

لم قال يا رسول الله خلاص فقئت عيني ,

ينتظر ماعز إذا بالحجر الثاني يأتي ويهشم رأس ماعز

والثالث يدك أسنانه فإذا بماعز تميل تلك العنق وترتفع تلك

الروح وتجري تلك الدماء فيقف ذلك القلب , رجع الصحابة ,

كلها الآن لسبب لحظة وقف فيها يحاسب فيها نفسه ..

علم ماعز أنه ليس له نفسين يعذب بواحدة لأنها زنت

وتنعم الثانية في الجنة , ولم يستطع إبليس أن يثنيه ,

قال أحد الصحابة لأخيه أرأيت هذا الذي ستر الله

عليه ففضح نفسه حتى رجم كالكلاب !

من سمعه ؟! سمعهم الله فأرسل رسالة إلى محمد عليه الصلاة والسلام ,

فما أخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام مما سمع منهما

حتى بلغوا عند جيفة حمار قد انتفخ وارتفعت أقدامه ,

قال فلان قال لبيك يا رسول الله , وقال و أنت يا فلان قال

لبيك قال انزلا , وقف الرسول عليه الصلاة والسلام وقال

أنتما الاثنين انزلا فكُلا من جيفة هذا الحمار , قطعوه الآن وكلا

الآن قالا غفر الله لك يا رسول الله

من يأكل من جيفة هذا الحمار ! قال ما نلتما من

أخيكما آنفا أشد والله لو قطعتم الآن الحمار و أخرجتم قلبه و أخرجتم

أحشائه و أخرجتموها و أكلتموها حتى سالت الدماء

أهون عند الله من أن تتكلمون عليه , ثم قال لهم الرسالة التي أتت من فوق

أتت رسالة من فوق سبع سموات , الذي خافه ماعز فرحمه ,

من خشي الرحمن ما قال من خشي القهار هو الرحمن لكن

يحذركم نفسه من خشي القهار من خشي الجبار لا والله من خشي

الرحمن هو الرحمن إذا أقبلت عليه لكن أخذه أليم شديد إذا

أخذ القرى وهي ظالمه

قال والذي نفسي بيده أخبرهم عن الرسالة ,

الآن قل لهم يا محمد أين ماعز الآن قل لهم يا محمد ,

قال والذي نفسي بيده إن ماعز الذي

رجمتموه قبل قليل وقلتم رجم كالكلاب والله والذي نفسي بيده

إن ماعز في أنهار الجنة ينغمس فيها الآن ..

سبحان الله أي لحظه رفعت ماعز من زاني إلى الفردوس الأعلى ..

تعال ..

وانظر معي إلى مرثد ابن أبي مرثد الذي كان يتناوب مع

النبي عليه الصلاة والسلام في بدر أي فخر أن يركب مكان

النبي عليه الصلاة والسلام ثم ينزل ويمسك الناقة لنبي عليه الصلاة والسلام ,

هل تعرف مرثد ابن أبي مرثد !! مرثد كانت له عشيقه رضي الله عنه ,

يحبها حبا أوصله إلى الجنون لكن أتت اللحظة هذه

حولت ذلك الجنون إلى عقل وحولت ذلك القلب الذي

انطرح إلى الدنيا إلى الآخرة ,

فجاء والناس يُفتنون في مكة , جاء مرثد ليحمل أسرى

المسلمين وينطلق بهم من مكة , يُهرب كل يوم واحد

حتى يذهب به إلى المدينة ,

وكانت له عشيقه يقال لها عَناق يبيت عندها في كل ليلة ويزنى بها ,

قبل تأتيه تلك اللحظة و أتمنى أن تأتي هذه اللحظة قبل أن نموت

لما جاءت تلك اللحظات وغير مرثد إذا بعناق تأتيه فإذا به

يستخفي

منها ويهرب فيندس في مكان , فإذا بها كأنها لمحت مرثد قالت مرثد !؟

فإذا بها تقترب منه قالت مرثد !؟

حتى كان مستترا فإذا بها تفتح عليه قالت مرثد !؟

"الآن قد أسلم مرثد وهي مازالت على الشرك"

فقالت له مرثد بت عندنا الليلة تعال بت عندي الليله أما لك

من فراش وطي وعيش رخي قال يا عناق

انصرفي عني قالت يا مرثد بت عندي الليلة!

قال انصرفي يا عناق قالت والله و أقسمت وألت على نفسها

إن لم يطعها في هذا الأمر ويبت عندها الليلة ويزني بها

أنها تخبر وتفضح أمره عند قريش حتى يعذب هناك مع بلال حتى

يقطع ويجر مرثد على وجهه , ماذا قال مرثد ؟

قال عناق اسمعي إن رجلا

"انظر اللحظة كيف ترفعه عند الله عز وجل"

قال يا عناق إن رجل يبيع جنة عرضها الأرض و السموات تكون

ملك له ينظر بنظره مئتين عام في ملكه

كما قال ابن عمر يبيع حور لو بصقت في البحر المالح

الاجاج لصار عذب فرات بإذن الله يبيع وقفه عند الله عز وجل

أن يقول الله عز وجل تركتها لأجلي أدخل الجنة ,

قال إن رجل يبيع جنه عرضها الأرض والسموات

بلذة ساعة لمجنون إذا بها تصيح يا قريش ها هو مرثد ,

فإذا به يفر , هل رفضها مرثد لأنها قبيحة وإلا كبرت في السن

وإلا قل حبها في قلبه لا والله , طوال الطريق وهو يفكر

فيها من مكة للمدينة ,

ذهب للنبي عليه الصلاة والسلام دخل يريد النبي عليه الصلاة والسلام

قال يا رسول الله هو ورسول الله فقط , قال يا رسول الله

"انظر يثبت لنا هذا الدين أنهم كانوا يتركونها لله والله انهم

يحبون النساء

وعندهم شهوة

" قال يا رسول الله أأتزوج عناق " أتأذن أني أتزوجها حلال !

قلبه متقطع متعلق بها لكن الله أغلى"

أأتزوج عناق يا رسول الله ؟!

فإذا بجبريل ينزل بعد أن اهتزت السموات , قولوا لمرثد

(وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِك )

والنتيجة

( وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِين )

هل قال حسنًا انا لي فترة قصيرة مسلم أو قال لا يضر أهم شي لا إله الا الله !!

هذه اللحظة كيف رفعت مرثد حتى عُد بألف

رجل يعد مرثد كألف رجل .

 

قال وعزتي وجلالي لا يكون عبدٌ من عبيدي على ما أكره فينتقل

إلى ما أحب إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحب

هل علمت هذه المعلومة !!

ما كان عبد من عبادي وعزتي وجلالي على ما اكره "كان يعاكس

كان ظالم نفسه مسكين ظلم نفسه ظلم مخيف هي التي

سوف تعذب ويظن أنها أخرى" ,و إبليس

(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ)

أخوتي متى تأتينا هذه اللحظة التي ترفع الواحد منا !!

أسالك بالله ..

يوسف عليه السلام لو أنه زنى بامرأة العزيز

هل سيكون يوسف يوسف !! وهل سوف تنزل

سورة باسم يوسف!

لا وربي لحظات دقائق , هي جميله وهو شاب تدفعه شهوته

الغريزيه وأعزب وفي غرفه لا يخاف من أحد ولا يستحي

من فضيحة وهذه هي التي

(غَلَّقَتِ الْأَبْوَاب)

وتهيأت له كأحسن ما يكون وهي من أجمل النساء قالت يا يوسف

(هَيْتَ لَكَ)

أنا لم أتهيأ كل هذا إلا لأجلك أقبل يا يوسف قال

(قَالَ مَعَاذَ اللَّه )

لا يريد أن يسقط من عين الله عز وجل يريد أن بعد العشر دقائق

هذه يكون أغلى الناس عند رب الناس سبحانه

(إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ)

ما قلت من صواب فمن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له وما قلت من خطأ فمن نفسي والشيطان , واستغفر الله وأصلي وأسلم على أشرف من وطأت قدمه الثرى

بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام وجزاكم الله خير.


للاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://abdelmohsen.com/play-221.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده

 




  لحظة word   لحظة pdf


  • الاثنين PM 08:50
    2016-10-24
  • 7856
Powered by: GateGold