القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
تأملات في قصة موسى عليه السلام
تأملات في قصة موسى
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
الذي خلق فأبدع ما خلق ، لا تنفعه طاعة ما أطاع ولا تضره معصية من فسق خلق
السماوات والأرض رتقاً ثم فتق بقدرته ما رتق أقسم جل جلاله (فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ( وثم قال (فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )؟
وأصلي وأسلم على أشرف من خلقه ربي وأشرف من قال وصدق بأبي وأمي عليه الصلاة
والسلام .
أما بعد :
أحبتي الفضلاء .. ، ذكرنا في الأمس أنه يوجد بعض الكنوز التي يجب أن يقتنصها الانسان
كل مافتح المصحف أو كل ماتعرّض لكتاب الله مراجعةً أو حفظاً أو تدبراً .
هل أحد
يعرفها ؟ قلنا لابد لأي متعرض للقرآن أن يقتنص هذه الفرصة ، شروط أن يفتح الله
قلبك وهناك استماع وليس سماعاً وانصات ، وهذا شرط يحقق لك الوعود الكثيرة ، وقصص
القرآن اذا تكلمت عن الحق والباطل ومايقصم الله أهل الباطل قصمة نهائية حتى يتنظف
الصف ولايبقى أحداً في الرمادي! لو بقي أحد لطال البلاء فالآن كل ماطال البلاء معناه
أن أحدهم لم تسقط أقنعته! رأينا كثير
سقطت أقنعتهم فيهم علماء وفيهم سياسيين وفيهم وفيهم أليس كذلك؟ كنا نراهم قدوات هذا لو البلاء انقطع قبله بيوم كان باقي الآن
مخدوعين به!
صحيح؟
والله لو اخذنا مئات السنين ما كشفنا الأقنعة التي كشفها الله بشهرين وثلاثة لكن اسأل الله أن يثبتنا .. والله
توقعت كل واحد فيكم فعلها اليوم، يفترض ماتغلق المصحف ولاتنهي مراجعة سورة أو حفظ
سورة إلا وقد قُلت هذا الكلام الله أكبر { وَلَا تَعْجَلْ
بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ } { وقُل
{ياجماعة
وقل!!! يجب أن لاتغلق المصحف إلا وأنت قد قلت ! { وَقُل
رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } فكم أحبتي من آية مررنا عليها
وصفحة انتقلنا منها وماقلنا ربي زدني علما ! هذه الآية جاءت بعد ماذا؟ بعد
ذكر القرآن ، أعطاك خطوات عملية وبعض الناس تقول كيف نتدبر؟ والله
يعطينا ويقول لك قل! لإجل هذا إذا قلتها من قلب سوف تبدأ ترى الآيات التي
تليها تقرأها بشكل مختلف! الآن كم حصل لنا من خطوات عملية للتدبر سواء في
السماع ولإجل يرحمك الله رحمة خاصة
كيف القرآن يجعل الأمور لديك واضحة ؟
مافيها غبش وقلنا الشروط : والشرط الأول هو ( الاتباع ) وسوف
نفصّل
كيف اتبع؟ وكيف أعرف اني اتبعت؟
الشروط هي
ستة: لا خوف، ولايحزن ، ولا يضل ولا يشقى .. أي
ماذا؟ انه لايخاف وهو آمن ، ماذا سوف يأتيك إذا طبقت الشرط الواحد؟ إذا لم تخف
فأنت آمن وإذا لم تحزن فأنت سعيد وإذا ماضللت فأنت مهتدي وإذا ماشقيت فأنت سعيد في
حياتك ثم قلنا الخامسة هي السلام تكون في سلام، سلام داخلي ومطمئن وذهنك مطمئن
العالم من حول تنتفض وانت مطمئن .
وانه إذا
زادوك الناس خوفاً بالكلام! يزداد إيمانك ، الناس تريدك تخاف وأنت تآمن أكثر
. { الَّذِينَ
قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ } يريدك أن
تخاف ويقول الله العظيم
أولئك اقوام مختلفين نفسياتهم مختلفة تقوله فاخشوهم!
{ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
وَقَالُوا } أنت تخيفني بمن؟؟؟ قل لي لأقل لك من
معي ؟
{ فَزَادَهُمْ
إِيمَانًا وَقَالُوا } يعبر لك عن الذي
بداخله وإحساسه فلا تلومه، دعوه لاتلوموه دعوه فقد علم الذي لاتعلموه ، فماذا
رد؟ { قَالُوا
حَسْبُنَا اللَّهُ } تعلم من معي؟ تخيفني بمن؟ معي الله
! لكن ماقالوا والله ما معنا إلا الله وحسبي الله ونعم الوكيل ( بنبرة خوف ويأس )
لماذا تقل هكذا؟
أنت لما يكون معك الملك! أتقول والله ما معي الا الملك؟ بنفس
النبرة؟ لا تقولها بهيبة وقوة!
لماذا عند الله تقولها و كأنك
معتمد على ضعيف؟ والله من هو؟
لذلك: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ
حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }
لهذا اختصر لك الله الموقف وقال سبحانه { أَلَيْسَ
اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ } هل يخوفونك
بأحد بمثل قوة الله لا ! جل
جلاله الله ..{
بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ } والله للخلق
أقل عند الله قوة من النمل!!!! عندنا ، أنت تستطيع أن تأتي وتدمر قرية كاملة والله
نحن أهون عند الله من جهه القوة من النمل عندنا .
{ أَلَيْسَ
اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ }إذا ما اقنعك هذا
الكلام وما أقنعك بقوة رب العالمين وسكنت نفسك واطمئن قلبك والله! قال: { وَمَن
يُضْلِلِ اللَّهُ } إذا ما اقنعتك !
أنا ماقارنت بملك وقلت سيحفظ الدولة التي بجانبها ! انا قلت انا الذي سوف اكفيك
قال الله {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ
وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِه وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ } إذا ما
اقنعك { فَمَا
لَهُ مِنْ هَادٍ } والذي اقنتع؟ ما
الذي لديه ياربي سبحانك جل جلالك؟ { وَمَن
يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ ۗ } يطمئن الذي
اهتدى { أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ
ذِي انتِقَامٍ }
إذا أراد أن ينسف عدوك نسفه في لحظة ،فإذا ماعندك خوف
ولاحزن ولاضلال ولا شقى ثم قلنا تعيش في
سلام ، الله اكبر أين الدليل أن يجب بها اتباع؟
{ يَهْدِي
بِهِ اللَّهُ مَنِ } حفظ؟ لا ، سمع؟ لا ،مايضمن لك الله سبحانه أي شيء بقلبك إلى
الآن ، إلى الآن كلها في الجزء الأعلى ، لكن إذا بدأت تتبع ، إذا صلحت
الجوارح تتدبر تلقائياً وإذا صلحت صلح سائر الجسد ، وبعض
الناس تقول التقوى هنا – في القلب- والايمان هنا – في القلب-
والله لو كان هنا – في القلب- ، لخرَج في الخارج! أما
لأنه تعبان من داخل فأصبح الذي بالخارج تعبان ، لكن الله سبحانه وتعالى جعل الأمر
واضح ، لو صلَح القلب لصلح سائر الجسد
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ
مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ } {وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }
ماذا يليها ؟ {بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ }
الحيرة ؟ لو عرفت شيئاً وأريد أن أكون على بصيرة ؟
ماهو دليل الحيرة؟
إذا حققت شرط الاتباع ،تأتيك عدم الحيرة ؟
يطرح الشيخ سؤال للحضور ماهي الآية ؟
من الاجوبة :
{وَنُقَلِّبُ
أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } لا أين شرط الاتباع؟
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ
جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ
إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ
لَا يُؤْمِنُونَ } { إِن
يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن
رَّبِّهِمُ الْهُدَى}
الله اكبر .. وهذه تدخل تبّع من قال الله
عنهم عزوّجل ولا يضلوا
{ المص كِتَابٌ
أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ
وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُوا} اتبعو ، حتى يكون ليس هناك
حرج في قلبك .
{الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ
هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }
هذه أيضاً مثل فلا يضلوا ولايشقى
الاجابة :
قال تعالى : { وَإِذَا
لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ
مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ } الأمور واضحة لديه {هَٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ } فقط؟
لا {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ }
خذها قاعدة في القرآن :
طبّق ماتفهم ، يفهمّك الله مالم تكن
تفهم
بالتفصيل :
اعمّل بما تعلم يوجد آيات واضحة جداً ولاتحتاج
تفسير
إذا بدأت تجاهد نفسك في تطبيق هذه الآية ابتغاء
لاجل ان يفتح الله قلبك ، والله سوف ترى
قراءتك للآيات التي كنت تقرأها أمس وقبل التطبيق وكأنه
كلام آخر ولم تقرأه من قبل
مثال :أحد سمع كلامنا الآن، ثم قرأ آية واضحة
مثلاً { قُل
لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ }
ماتحتاج تفسير هذه آية مفهومة
إذا بدأت تجاهد نفسك في العمل بهذا المفهوم يفتح الله
عيون قلبك ! ، ترى أشياء لم تكن تراها من قبل ، مررت بها ختمات كثيرة ؟ بل حافظها
مثل أسمك ؟
لم يحصل وحدث انها وقفت قلبك وتفكرّت بها ؟
والله تحدث فرحة ، بل الله جلّ وعلاه يذكر الفرح
بالقرآن مذموماً في الغالب !
كـ { لَا يُحِبْ
الْفَرِحِيِنْ } { لَا تَفْرَحْ }
وذكر مرّه إخباراً عن أناس فرحوا قال عزوجل { وَلَا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ } يا جماعة القرآن
هذا عجيب
تحزن لآية وستخرج دمعتك ! ثم تقلب لفرح
تخيّل أحد يرى أمامه ميت؟ ميت أين؟
إن قلت لك في حادث تقول : ميّت
إن قلت لك في سبيل الله : انتبه تقول ميت
تخيّل انه مقتول أمامك إما في الشاشة أو إما ان مقتول
أمامك في سبيل الله ، نفسيك تتغيّر تماماً إذا سمعتها ، ردّت فعلك الحدث الذي
أمامك يتغير!
تخيّل وهو أمامك وأنت تراه وتقول انتهى ترك
الدنيا ..
قال تعالى : { وَلَا
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ
عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }
لكن أنا آراه ميتاً؟ انتبه تقول ميت ، قُل قتل لكن
لاتقل ميت ، إن وقف عند هذه الآية فتقول انتهى ميّت ! لكن الله يقل لك { بَلْ } كل حرف في هذا القرآن يهز قلبك
{ بَلْ
أَحْيَاءٌ } أين ؟ { عِنْدَ رَبّهِم }
وأنت أين ؟
{ عِنْد اَهلِهِم }
فشتّان بين جواره وجوارهم
رأيت كيف أن القرآن يقلب تفكيرك وشعورك رأساً على عقب
! وتعرف أنه هو أساساً أفضل منك ! ينبغي انه هو الذي يبكي عليك، لكن بل هو
سيقول كلام يُبشرّك ليتك أن تأتي .
{ بَلْ أَحْيَاءٌ
عِندَ رَبِّهِمْ } ماذا ؟ جائعون؟
الآن الحي قد يكون جائع، مُحاصر وجائع
لكن لا! هو انتهى اليوم لايوجد جوع ولاخوف
قال الله :{ عِندَ
رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }
قد تكون عند أهلك تأكل لكن فرقاً بين أكلك وأكله !!!
لاتقارن ابداً
انت الآن تبكي على أحد، قد وصف الله حالته النفسية
: { فَرِحِينَ }
هل مرة سمعت أن أحداً يبكي على أحدهم فرِحاً؟ ، فرحين
بماذا؟
{ فَرِحِينَ بِمَا
آتَاهُمُ اللَّهُ } هم رأوا شيئاً جعلهم ينسون كل ما في الدنيا ومافيها
{ فَرِحِينَ بِمَا
آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ } فقط فرحين؟ تعدى فرحهم كل مافي
الدنيا
{ وَيَسْتَبْشِرُونَ
} بمن ؟ { بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم }
أنت تبكي عليه وهو يقول ياليت قومي يعلمون، أنت لو
تعلم أين هو ؟، لكان قلت يارب أريد أن أذهب { وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا
بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ }
أنت الآن بين براميل، وهو يقول لك المكان الذي هو به
ليس به خوف! { أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ }
سؤال : هل معنى هذا دليل أنني لا أبكي على الشهيد ،
ولا أحزن ؟
قال الله : {
وَيَسْتَبْشِرُونَ } يستبشرون ، بماذا ؟ { بِنِعْمَةٍ مِّنَ
اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ }
، تخيل أن الجسد الذي أمامك هذا المقتول
يعبر يقول لك : { وَيَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ } ، دلال أتاه دلال ، وجاءه نعيم ، وجاءه كرم لا يدري من أين أتاه من { بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ
اللَّهَ } كل الذي فعلته الآن
جاء دور تستلم الثمن ، الآن ليس هناك وقت تسلم عمل ، الآن تستلم الثمن .
{بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ
اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } ، كيف حصلوا عليها ؟ بكل سهولة وبساطة أتتهم ؟ لا
{ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ } نتساءل منطقياً يقول :
هذا النعيم ويرزقون وأحياء ، ثمن ماذا ؟
قال : { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ
وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ }
سبحان الله !!
الذي مات وقتل لا أقدر أقول ماتوا ،
القرآن يجعلك أن تصحح كلامك ، وقال
: الذين ، ماذا ؟.
هؤلاء هم الذين كانوا إذا أتيت تخيفهم يزدادوا
إيماناً .
وضحت أحبتي؟
نعود للسؤال : لما قتل عبد الله بن حرام ، لم يكن
عنده إلا ولد واحد الذي هو جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الأنصاري .
لم يكن عنده إلا بنات ، لا أحد يحب أبوه مثل جابر ، فرأى
أبوه مقطع ، فلما رأى أبوه مقطع والدماء تثعب من كل مكان ، لم يقدر يتحمل جلس
يبكي.
فيمسك أبوه ويبكي ، لا يقدر ينادي ، يبكي ، يبكي دماء
في كل مكان قلبه يدمع ، فجاءه النبي عليه الصلاة والسلام وقال : يا جابر ما يبكيك
؟
اللهم صلِ وسلم عليه ، قال : يا رسول الله ، أبي هذا
، لو ولد جارنا بكيت عليه ، لو واحد في الحارة بكيت عليه ، يا رسول الله هذا الذي
رباني بعد الله عز وجل ،
قال : أتدري ماذا صنع الله بأبيك ؟ ، تعلم الآن في مواقف أنت لا تراها ؟ أنت الآن وضعت نقطة ونحن دائماً نضع النقطة مبكراً.
النقطة التي نضعها نحن هي نقطة البداية عند أناس
غيرنا ، النهاية ، نقطة النهاية عندنا هي بداية نعيم عند أناس ، ماذا قال النبي
عليه الصلاة والسلام ؟
قال : ما كلم الله عبداً من عباده كفاحاً بلا ترجمان
إلا أباك.
فقال الله : فقال له : يا عبد الله ، يا عبد الله بن
حرام ، يكلمه رب العالمين جل جلاله في علاه . قال : يا عبد الله بن حرام إني قد رضيت عنك فما
يرضيك عني .
ماذا طلب ؟ قال : يارب اعدني فيها أقتل فيك مرة ثانية
، أريد أن أذوق طعم (فرحين ويستبشرون
قال : يارب أبغى أذوق الطعم أرجعني مرة ثانية ، لإجل
هذا النبي عليه الصلاة والسلام كانت أمنيته وددت أن أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم
أعود .
ما قال أحج فأموت حاج ، ولا أموت ساجد ، قال فأعود
فأقتل.
قال : فقال الله جل في علاه أما إني قد كتبت عليهم
أنهم إليها لا يرجعون ، قال : إذاً ياربي أخبر من ورائي فنزل قول الله عز وجل
ويستبشرون { وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ
لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ }
تكفكفت دموع جابر بن عبد الله ، الشاهد أنه مشكلة لما
الآن أحدهم يخرج من هذا البرنامج ويبكون عليه الناس ، لو قلت لك أنه الآن ذهب إلى
قصر ، جاءته هدية قصر واستقبله ملك بلدهم ، وأعطاه مزرعة بخمسين مليار ، وأعطاه
وأعطاه ، الدموع التي عندك تقول ليتني ، تبكي على نفسك.{ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ
فَوْزًا عَظِيمًا }
إذاً الشاهد أحبتي لماذا ذكرنا هذه الآية ؟ ، ولماذا ذكرنا
قضية النفسية هذه التي تتغير ؟ لأن القرآن يغير نفسيتك لأنك إذا فهمت الآيات ، وأتيت
تطبق الواقع تجد ، تعرف ما معناه { فَزَادَهُمْ
إِيمَانًا } يصبح الذي يهز غيرك لا يهزك .
تخيلوا الآيات
التي قلنا يطبقها أي أحد ، { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
أَبْصَارِهِمْ } تخيل أني بدأت
أجاهد نفسي ، ومرة تغلبني نفسي ثم أنطرح بعدها ركعتين توبة لله عز وجل يا الله
يارب أنك تسامحني ، يارب تسامحني ما يغلق قلبي بسبب هذه النظرة التي فعلتها ، ولا
يوجد أحد مننا لا يخطأ ، جميعنا غرقانين بالذنوب ، لكن هناك شيء اسمه رحلة من أنجح
رحلاتك في حياتك ، اسمها رحلة { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا } ما معنى
جاهدوا فينا ، مرة يخطأ ، ويتوب فوراً . اليوم
سمعناها أحبتي من أحد المتسابقين { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً } لا سمعناها من الشيخ في صلاة
العشاء ، { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ
ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ } عنده
الحساسات تعمل بسرعة { ذَكَرُوا }
عرف أنه بيحرم من تدبر أشياء ما يفهمها ، لأنه خالف شيء يفهمه . قال الله : { ذَكَرُوا اللَّهَ } ثم استغفروا ، لا ، فاء ..
شاهد كل حرف في القرآن له طعم ، يقول الله هذا فوراً
، بسرعة يعود ، ذكروا الله يعني كأنها أحداث متسارعة ، رأيت المقاطع التي بالتلفاز
أحياناً مقطع وبعده مقطع ولا يوجد بينهم
فاصل.
هذا فوراً (ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ
مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
كل ما أذنب يتوب ، هذا يدخل في محبة رب العالمين ، إن الله يحب التوابين .
فهذه المجاهدة ، { وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا فِينَا
} تبدأ تفتح أغلاف القلوب .
أحدهم يقول ما علاقة إنني لا أشاهد حرام ، أو ما أسمع
حرام ، أو أني أفهم ،أنا أفهم { وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا }
لكن والله إنني لم أقف يعني مستمر ، نعم قلبك مغلق ، لكن الذي يجاهد نفسه ، و يبدأ
يراجع ، والله اني اغتبت اليوم ، ويبدأ يدعي له في المجلس ، ويذهب يكلمه يتفهم
الموضوع ، أي ان الحساسات لديه تعمل ، أي الامبيرات الحرارة والبنزين تعمل ، لا
يمشي والحرارة مرتفعة والامبيرات منخفضة ، والبنزين فارغ ، ولديه حساسية زائدة. الحساسية هذه اسمها النفس
اللوامة ، أقسم الله بها .
الشيخ يقول : هب إنني لم أفعلها ، ما علاقة هذا في موضوع ربيع قلبي ، الذي
هو موضوع البرنامج (تدبر القرآن ) . توجد
آية نصّت على أنك إذا أذنبت الذنب ، وعادي عندك ، قلبك هذا سيتولى إقفاله رب
العالمين ، الذي يذكر الآية له جائزة .
أريد آية يا جماعة تتحدث عن إقفال القلوب ـ يقفلها
الله أنها لا تتدبر القرآن (وَمَنْ
أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا )، هذا يعني بشكل عام . الآية
نصّت على أنك إذا أذنبت والأمر عندك عادي سيغلق قلبك ، (أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ
قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
لكن هذا الكلام لا يوجد معاصي ، ما ذكر المعاصي.
( خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ )، لكن أين الذنب الذي أنه أذنب وشيء عادي
عنده ؟ نقرب
لكم الآية موجودة في سورة الكهف ..
الآية فيها ثلاث عناصر
: الأول: أنه يذنب وعادي
العنصر الثاني : ان الله سبحانه سيجعل على قلبه قفل
.
(ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ) (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)
(وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا
)
(ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا)
أي أنه لم يتب لم يشعر والاحساس لديه صفر .
قال الله
سبحانه:(فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ)
كأنه لم يذنب أصلًا الحساسات لا
تعمل ونسي ماذا؟ ( مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ )الأعمال
كأنه لم يذنب، جميعنا نذنب لكن لابد
أن نشعر انك اذنبت وتعود تتوب فرق بين الذي يذنب
وينسى وبين الذين ذكروا الله (فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) الله يعامل الناس(لَيْسُوا سَوَاءً) (هُمْ دَرَجَاتٌ
عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)
رأيتهم لإجل هذا وضعت
لهم درجات، هذا إذا اذنب فوراً لا يرتاح قلبه يعود لي النفس اللوامة لديه
تعمل, فقال الله :)وَ نَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا ) أين؟ يُحفظ الجزء الذي في الأعلى ما ذكره الله سبحانه وتعالى
قال:(إِنَّا جَعَلْنَاعَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ) أن يقرؤه؟ لا أقرأ ، أختم عشرين ختمة لكن لن تشعر بشيء, أن
يحفظوه احفظ لكن والله ما تفقهه وتجعلك تقرأ الآية ولا أنت تفهم شيء وتقرأ خمس
صفحات ولو أوقفك أحدهم وقال : أعطني فائدة هزت قلبك من هذه الخمس آيات تقول :ماذا يعني فائدة ؟ أنا انتهيت فقط حروف!
وضحت أحبتي وضحت الآية ؟ فقال
الله عزوجل انتبه تنسى الذنب إذاً أحبتي إذا قُرىء القرآن أرجوك استمع لا تسمع
استمع وإذا كان عندك شيء أغلق القرآن لا تجعله يعمل وتتحدث ، احتراماً له إذا أردت
الله أن يفتح قلبك قال الله سبحانه وتعالى
في الآية التي ذكرناها قبل قليل : (قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ
هَٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ) تريد
أنت هذه البصائر تريد الرحمة تريد كل هذه الاشياء التي ذكرتها ..
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
إذا سمعت قل ربي يارب زدني علما ، الله الذي قال لك استمعت
وانصت وزدني علما ثم قررت إني اتبع الذي افهمه وبدأت تجاهد نفسك القرآن مليء. الآن مثلاً حين
تقرأ انظر لما قال الله (بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ
وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) أنت الآن لما تقرأ سورة
المؤمنون تقول ماذا ؟ (قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ) أول ما يأتيك الشيطان ماذا يقول لك ؟ ابشر بخير، الله يتحدث عنك سبحانه
وتعالى أنت منهم صحيح أم لا؟ قل للشيطان انتظر اصبر ، قل له انا في 3 آيات بعدها
بسأل نفسي إذا كانت بي بسمع حديثك ، ما الآيات التي تليها (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) أرجوك لا
تذهب للتي تليها ، قف قليلاً أغلق المصحف ضعه بعيد عنك قف مع نفسك عشرة دقائق فقط
، قل انا الآن لو مت اليوم ووضعت الصلاة أنا خاشع أنا اعرف نفسي ، إذا ما خشعت
ابدأ رحلة المجاهدة في أي ركعة ما خشعت فيها ، أرجوك .. وأنت ساجد قل يالله يارب ذهبت
واحدة لم أشعر بطعمها يارب التي تليها يارب لاتحرمني فضلك ، انظر الركعة الثانية ماذا
تشعر به ؟
(قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ) لولا هذا التضرع ويارب (مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ) فالله سبحانه
وتعالى هو عدل فيعامل من يجاهد نفسه غير الذي لا يجاهد نفسه الذي يحاول يطبق ما
يفهم يفهمه الله مالا يفهم ،حتى نحن يا جماعة البشر لو يقول لي أحدكم ، بالله اعطني
المنديل أرجو وأنا ما اعطيته المنديل ثم اقوله تأمر شيء يقول أنت الآن بالاشياء
التي طلبناها منك ما اعطيتنا شيء تريد اعطيك شيء ولله المثل الاعلى سبحانه وتعالى
لأجل هذا قال الله عزوجل (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ)
و دائماً نقف هنا لا في شيء بقي عليك أنت لديك واجب عليك انت ، بقي شيء متوقع منك
أنت (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ) هو إذا يستجيب له ،هو ما يستجيب لي (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) نحن لانريد نحقق ولا شرط ونريد الوعود جميعها
عندنا , أحدهم يأتي لوظيفة ومطلوب فيها دكتوراة ولغتين ويأتي ويقول أنا معي متوسط أريد
الوظيفة لا يعطونه إياه صحيح ؟ لا تقول من أين أبدأ الله سبحانه وتعالى أعطاك في
القرآن كل شرط كل مؤهل أعطاك الله انه طبقّه أحدهم أعظم منك بمراحل ،ولإجل ما تقنط
أعطاك من طبقّه وهو أسوء منك بمراحل.
مثال سريع :
تذكرون أحبتي قصة موسى عليه السلام قال الله له :(( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا
مُوسَىٰ * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ
غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ)) أي الخلاصة
انني لا اقدر اتركها ، بعض اهل التفسير قالوا انه استأنس بربه استرسل في الحديث ،
صحيح لكن سياق الآية يقول أعظم من هذا وأكثر من هذا، أن الله يريد أن يعلمك أن
العصا هذه ليست أي عصا وجدها قبل خطوتين لا ، هذه العصا غالية عنده ،قال :لا أقدر ياربي
اتركها ولا خطوة أتوكأ عليها في كل خطوة ،لا استغني عنها وأهش بها غنمي بدلاً أن
اصعد كل شجرة اضرب الشجرة تنزل يأكلون مريحتني في حياتي .
قال ابن عباس
رضي الله عنه وكم خوفت فيها من سبع وكم دافعت فيها من عدو وكم نصبتها في الحر
وجعلت عليها قطعة قماش حتى استظل بها .
(( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ
أُخْرَىٰ)) يعني هذه غالية عندي قطعة مني, لإجل ذلك حين تأتي عند طفل
وتسأله وتقول له ما هذه اللعبة ماشاء الله يقول لك : نعم والله هذه اللعبة اشتريناها
السنة الماضية أي إذا كنت تريد أن تأخذها ممكن ، لكن لما يقول لك أرأيت هذه اللعبة
اشتريناها بقيمتها كذا ، وتضيء نور وتمشي بالريموت أي انتبه تطلبها مني لا تقرب
عليها صحيح ؟.
ولله المثل الأعلى فالله يقول أن موسى يقول: هذه العصا غالية عندي لا اقدر
أتخلى عنها لا لي ولا لغنمي ولا مقابل العدو ولا شيء ،الله قال : ألقها سبحان الله
الله يحب موسى عليه السلام فيقول ألقها المفترض إذا تحب أحدهم وتعرف انه يحب شيء
تقول له اجعله معك، الله يعلمك ان هذا الذي يحبني صادق ما ألقيت عليه محبتي من
فراغ ولا اصطنعته لنفسي من فراغ ولا جعلته يصنع من عيني من فراغ، قال الله (قَالَ
أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ) ثم ألقها ، لا .. هذا نحن نفكر قليلاً ، لا نسي كل الفوائد
التي أخذها من العصا ،نسي كل الراحة التي قدمت لها العصا (فَأَلْقَاهَا
فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ) دائماً في
القرآن إذا قدمت خطوة قوية انتبه تنتظر العطاء ، لإنك دائماً في
القرآن تختبر اختبارين ، كل قصص القرآن ، الاختبار الأول : أن تترك شيء تحبه لأجل
الله ، الاختبار الثاني: أن تأخذ شيء تكره لأجل الله .
دائماً نحن ننجح في الأولى ونبقى ننتظر نرى رؤيا ربي رضا
عني ، بعض الناس تركت البنك الربوي وابحث لي عن وظيفة أخرى ! انت لم تتركها لأجل الله تركتها لأجل الوظيفة الأخرى .
موسى ماقال ربي تعطيني عصا أخرى، وهذا ليس حرام لايوجد
دليل إن العصا حرام !
الله أمرني انتهى الوضع فألقاها .
نجح
هو الآن في الإختبار يا إخوان ؟
الجمهور : نجح ..
الشيخ : لا ٥٠ ٪ نجح فقط لابد أن ننتبه يا أحبتي الله
لايعطيك ٥٠٪ لأجل كذا ، لو كان النجاح بعد ٥٠٪ كان لا تجد في الكون ولا أحد عاصي
كل الناس يتوبون ، انتهى أتوب يعطيني الآن هيا ، لكن لأجل تختبر تائب لأجل ربه ولا
يريد الرد !
سبحان الله ياربي هذا جزاءه لأنه تركه لأجلك ( أعطاه
الحية ). لابد
الاختبار، يقول لك هكذا أي قصة بالقرآن لابد أن تتحدث عن الامتحان . فإذا هي حية وليتها
حية صامته ، حية تسعى تذهب تتحرك يمين ويسار. قال الله {فَلَمَّا
رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ }
تأتي في وجهه حين رأها موسى هكذا {وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ} مامعنى ولم
يعقب ؟ لايلتفت
مثال ؛ أنت لو يلاحقك كلب وأنت تركض تلتفت قليلاً
لترى كم بينك وبينه صحيح أم لا ؟ لكن لو أطلقت عليك أسد والله لن تلتفت لأنك تخاف
أن تلتفت وتقل السرعة وجزء من الثانيه يسبقك وتكون القاصبة إذاً ماذا قال الله
تعالى {وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ}.
ثم قال الله تعالى {يَا
مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ } ماأعظم الله، قال خذها ولا تخف ماقال
سبحانه لاتخف وخذها أنت الآن لمَّا يأتي أحدهم معه كلب ويخيفك أكرمكم الله ، ماذا
يقول لك لاتحاف إلمسه يطمئنك لاتخاف لاتخاف صحيح ؟
الله ماقال لاتخاف وألمسها قال خذها ولا تخف شاهد
الثقة أنا قلت لك خذها .
الجمهور : هذا اختبار ياشيخ ايضاً .
الشيخ : هو اختبار لكن انظر التقديم والتأخير حتى حين
قال اخلع نعليك حتى ماقال لماذا وهو وادي وفيه تراب لا لا انا قلت لك تنفذ ، أما
العطاء الذي سيأتيك والله لاتحلم فيه .
قال الله خذها ولا تخاف ماذا قال موسى ؟
هل قال والله ياربي ألقيتها لأجلك ، والله الآن لا أستطيع
على الأقل أتحمل إني أمسك عصا وأصعد أشجار وأدافع عدوي بأي شيء لكن لا أستطيع
أخذها حية وحية مخيفة أيضاً فموسى عليه السلام مد يده وخذها قال الله( قَالَ
خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ ) لكن
رأيت هذه اليمين التي أطاعتني سأخرجها بيضاء للناظرين لكن هذا الموقف الذي قمت به
نجاح هذه الخطوتين سأحل لك فيها كل أمورك إلى أن تلقاني كل ماجاءت مشكلة عند موسى
عليه السلام يحلها الله بالعصا مع إن ليس لها علاقة بالعصا ، لكي يذكر الذي يقرأ
القرآن هذه التي تركها لأجلي وهو يحبها وأخذها لأجلي وهو يخافها .
أنت لديك أشياء كثيرة لايحبها ربي لكن باقية لديك
والعكس وضحت يا أحبتي ؟
انظر للعظمة الآن التي ستأتي في القرآن بخصوص الإتباع
نحن قلنا قبل قليل كل ماطبقت التي تفهمه يفهمك الله مالم تفهمه ويزيد إيمانك .
الاختبار الثاني : موسى عليه السلام أمام السحرة ، كم
حية ؟ كثير قال الله (وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ )وإذا قال الله
عظيم ، أعلم أنه عظيم .
الاختبار الثاني أصعب أم الاختبار الأول ؟ الحية التي جعل موسى {وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ} أم (سَحَرُوا
أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ )
؟ لاشك أن الاختبار الثاني أصعب بكثير
كل
ما تقدمت في الإيمان لا يقل بلاءك بل يزيد
بلاءك ، لكن أثر بلاءك على نفسك ولا شيء . تذكرون حين قلنا واقف ومعه واقي
ضد الرصاص وتأتيه عشرون رصاصة ولا يشعر بشيء والذي بجانبه ليس لديه واقي ضد الرصاص
وتأتي ضربة في رجله يتلوى ويبكي ، فالله يقول كلما رفعت إيمانك سأقلل خوفك ، مهما
زادت البلاءات والمخاوف ، وضحت ؟ فكانت البلاءات كبيرة أكبر من الاختبار الأول ،
لكن موسى عليه السلام لم {وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ
يُعَقِّبْ ۚ} جالس ، لكن هل لم يخاف أبداً ؟ قليلاً (فَأَوْجَسَ
فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ) بشر ! لكن يا جماعة
الاختبار الأصعب ولم {وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ} يا أخي دولة
ضدك ! وجمع الناس جميعهم من أجل أن يهزمك وأحدهم شرس يقطع رؤوس الأطفال ، قال الله
عزوجل (قلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ) الاختبار الثالث أصعب من الثاني أو الأول
أسهل ؟ الآن أتاه فرعون ولا يريد أن يتحداه يوم الزينة من الفائز والغالب في
السحر؟ لا .. لا الآن قال : (إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ )
(وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ ) ما غائظكم ومقطع رؤوس أطفالكم ، إذاً
الاختبار الثالث أصعب أم الأول ؟ الثالث هل موسى {وَلَّىٰ
مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ} ؟ هل أوجس لو قليلاً ؟لا ولا شيء ، قال : (قَالَ
كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) أنت تخيفني مِنْ مَن ؟
لاحظ يزيد البلاء حتى حين جاء كانوا سيموتون وجف الضرع ومات الزرع ويموتون بني
إسرائيل (وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ) الله قادر يحضر السحب وينزل المطر صحيح؟ قال الله
: (فَقُلْنَا
اضْرِب ) أرجوكم
لنأخذها واحدة تلو الواحدة ، جميع الآيات يوجد بها حرف ( الفاء ) كل الآيات مع
موسى عليه السلام ( حرف الفاء ) لا يوجد ( ثم ) لماذا ؟ لأن هو حين قيل له ( ألقها ) (فَأَلْقَاهَا) ما تأخر فلم يتأخر الله عنه لأجل ذلك حين قال :(قَالَ
كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) ما هو أول حرف ؟ (الفاء ) (اضْرِب بِّعَصَاكَ ) البحر
يتأخر (فَانفَلَقَ )
تأخر ؟ (فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )
لأنه سريع نتأخر فتتأخر إجابة دعواتنا .
فلما
قال الله عزوجل : (وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ
لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ) لم
نقول ( ثم ) .
تدبر
لأجل لا تخطأ (فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ)
التراب أسهل ، الله يريد أن يخبرك بأن كل القصص في القرآن في جميع المراحل لا يفرج
الله مشكلة لأحدهم يحبه من أقرب أبوابه ، يفرجها من أصعب
أبوابها ، ولا قصة فرجها الله من أصعب أبوابها لأن البشر إذا قال : قف نستطيع أن
نفعل لنرى الأبواب المفتوحة ، الله يفتحها من أصعب أبوابها .
- فرجت
وكنت اظنها لا تفرج ، الله قادر عزوجل اضرب بعصاك التراب ؟ أسهل من الحجر
فقال
أصعب شيء ماذا ؟ الحجر، (فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ
الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ ) والآية الأخرى (فَانبَجَسَتْ مِنْهُ) أحدهم يقول نحن أين وموسى أين عليه السلام ؟
صحيح ؟
قلنا
يأتي الله بأحدهم أعظم منك بمراحل فعلها ويأتي بأحدهم أسوء منك بمراحل فعلها .
كيف
الله جمع لهم الإيمان في لحظة ؟!
أتوا
قبل الإيمان يتزلفون عند فرعون يقولون له ( إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا)
تعطينا
(
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ )
قال
الله أول ماتبين لهم الحق وعرفوا من هو رب العالمين الذي فرج لموسى أمامهم !
فعل
مثل الجن قالوا :( وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ
آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا
رَهَقًا )
السحرة
ما ألقوا عصا أنفسهم سقطوا ، سقطوا ونجحوا أم لم ينجحوا؟
نجحوا
أم لم ينجحوا ؟ ( قَالُوا آمَنَّا
بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَىٰ
وَهَارُونَ )
لا
50% الآن هم تركوا شيء مثل ماترك موسى العصا ، تركوا شيء يحبونه صحيح ؟
لكن
قلنا الله يختبرك تترك شيء تحبه وتاخذ شيء تكره صحيح ؟
فأول
ماقال :( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *
رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ )
ماذا
بقي ؟ بدأت تهتز الحية ، فرعون بدأ يتحدث
وضحت احبتي ؟
أول شيء ألقوا أنفسهم وثم جاء فرعون قال ( اقَالَ
فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ)
وبدأ يعمل الإعلام ( إِنَّهُ
لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ)
( وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ
كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ (
حين نجحوا 50% لابد أن يأخذون شيء يكرهونه لأجل
الله ويثبتون ، صحيح ؟
قال ( فَلَأُقَطِّعَنَّ
أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ
النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
) شاهد كلام خطير (أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ )
لكن هؤلاء عندهم في قلوبهم الله وضع لهم
ماذا ؟ واقي ضد الرصاص أصبحوا أعلم
فلما قال لهم هذا الكلام ،قلنا
يتدبروا القرآن وثم يتذكروا أولي الالباب
فكانوا يقيسون كلامه أشد عذاباً وابقى .
قالوا أنت مجنون ؟
تريد انا اضعك، جعل فتنة الناس كعذاب الله
أنت يالصغير عذابك أشد وأبقى موضوعنا ليس
معك
مثل ماقالوا الجن ( وَأَنَّهُ
كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا )
(قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ ) (قَالُوا
لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
)
ثم ماذا يقولون ؟
يحلفون بالله (وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ
)
لا يحتاج أن يحلفون صحيح ؟ والله مانأثرك
قبل مانفهم نحن كنا فاهمين خطأ
الآن (وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ
فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )
آتي أقوى قوتك التي لديك (فَاقْضِ
مَا أَنتَ قَاضٍ )
الذي بيدك افعله وأعلى مافي خيلك اركبه
هذا الذي قاله هود عليه السلام لما قال ( فَكِيدُونِي
جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ )
يكلم من ؟ يكلم أي قوم ؟
يكلم قوم ، الواحد فيهم يمر من عند الجبل
جبل يمر من عنده يحفر بيده ويخرج قصر
(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ
)
يلعب أي تخيل أحدهم جالس يلعب عند الرمال ويعمل
لك بيت ويذهب ويتركه
يمر عند جبل ويحفره حفرتين بيديه وممكن يحفر
صدرك ياهود عليك السلام
النخلة يحملها بيده ، فما تخاف ياهود عليك السلام ؟
قال ( فَكِيدُونِي
جَمِيعًا ) جميعكم ؟
واحد يكفي ( ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ
)لا تقول بعد قليل الآن تعال ،أين قوتك ياهود عليه السلام؟
قال (إِنِّي تَوَكَّلْتُ
عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ
صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
)
نسف الله نواصيهم وأصبحت دكا ( كَأَنَّهُمْ
أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ )
فقالوا ( قالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ
عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ
قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) إذاً ماذا يريدون ؟
اكمل الآية (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا (
أنا موضوعي الآن أكبر منك أنت صغير لا أفكر
فيك
افكر فالذي خلق هذا الكون كله أنت
قالوا ( إِنَّا آمَنَّا
بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا )
الآن أنا قضيتي أحل الماضي مع رب العالمين
( وَمَا
أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ) ماذا قالوا ؟
انت تقول أنك أبقى وعذابك أبقى ،أنت
ولا شيء أعلمك من الأبقى
ثم اسمعوا ماذا قالوا ؟ الناس كيف فهموا في هذه اللحظة
مثل الجن .
الايمان لو أدخله الله في قلبك تتغير كل
الموازين عندك
اسأل الله أن يملىء قلوبنا بالإيمان
اكمل الاية التي تليها ؟(
إِنَّهُ
مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ )
أنت تقول عذاب وأبقى تقول أقطعكم ونموت
انت تجلس في عذاب لا تموت
،ولا هي حياة تأنسك
( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا
وَعَشِيًّا ۖ)
أنت تذهب إليها مصيرك واضح )إِنَّهُ
مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ)
دعاة مثل الجن ، هو هذا الايمان إذا دخل
يصنع منك بعد الله إنك لا تستطيع أن تصمت
القضية حين تدخل قلبك تختلف حين تدخل عقلك
حين تدخل قلبك يتبناها ،ماذا الذي جعله هذا كله عندهم حتى في الآية
الثانية ؟
قالوا ( رَبَّنَا أَفْرِغْ
عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ )
من الذي علمهم كل هذه الادعية ومن علمهم ماهو
التوكل على الله ؟
ما هذا الفهم العظيم ؟ (فَاقْضِ مَا أَنتَ
قَاضٍ)
لا يوجد تراجع انجحوا الآن ؟ نجحوا أم لا ؟
نجحوا الآن ، الآن 100%
لأجل هذا سبحان الله كما قال ابن تيمية رحمه
الله : " الله يغار على قلب من يحب سبحانه وتعالى فلما
رأى الله جل جلاله ابراهيم عليه السلام انشغل بإسماعيل اختبره
انه يذبحه فماذا فعل ؟ ماذا فعل اسماعيل ؟
إذا قيل لأحدهم من أجل أن يرضى رب العالمين اقطع اصبع ولدك
والله لايقطع لو ظفر ،يخاف ينتفض وهو يقطع الظفر
قال الله عز وجل في المنام انه يذبح اسماعيل
مثل عصا موسى لكن أين هذا عن هذا ،ماذا
قال الله سبحانه وتعالى ( فَلَمَّا أَسْلَمَا )
عائلة جميعهم ناجحين هذا يلقي عصا وهذا يلقي
ولده
لكن لاحظ انهم جميع
الاشياء التي اختبروا فيها القوية
لم يضرهم منها شيء ،أي قيل له خذ عصاك لكن خذها الآن صحيح ؟
كل موقف تتركه لأجل الله وأنت تحبه وتأخذ
شيء وأنت تكره
أقسم بالله نفس هذا الموقف يفرج عنك حياتك
كلها
لاحظ العصا موقف واحد، لكن كم 100%
لأجل ذلك النبي عليه الصلاة والسلام حين
قال في آخر الزمان في الحديث الصحيح
(القابض
فيه على دينه كالقابض على الجمر)
أم قال كممسك الجمر ؟ ولا قال كلامس الجمر ؟هذا
فيه اعجاز علمي وطبي
الآن لو قال لامس الجمر هذه
حياتنا إلا من رحم الله
نحن نلمس الدين قليلاً والله لا نستطيع على
صلاة الفجر .. قيام الليل
لا نغتاب ولا مجلس .. نلمس
لكن لما تقبض على الجمرة ماذا الذي حصل ؟
إذا قبضت على الجمرة يصبح فيه شيئين :
الشيء الأول : الجمرة ماذا الذي يزيد
اشتعالها ؟
الأكسجين عندما تغطيها تطفىء ،فأنت الآن مع
القبض أنت سددت كل أماكن الأكسجين
فالجمرة لا تزيد اشتعال
،الجلد فيه سبع طبقات
الطبقة التي تشعر بالألم واحدة فقط
حين يعطونك الإبرة تشعر فقط بنغزة الأولى فقط
!
التي لمست تلك الطبقة وثم يدخلون الإبرة لا تشعر بها ؟
فالجمرة الآن أو بعد أن تزيد اشتعال
،لكن احرقت أين ؟
الطبقة التي تشعر فيها بالألم
لأجل ذلك ترى بعض الناس لايغتاب ولا يجد مشكلة في هذا الكلام
تعطيه بعدها عشرين جمرة انتهى ،لماذا ؟
( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ
)
نحن نلمس قليلاً ، قليلاً ،لأجل
ذلك كل ماطبقت ماتفهم كل أثر الذي يليه من صالحك أنت
وكلما تأخرت بدلاً من ( الفاء) تصبح ( ثم )
أيضاً تتأخر العطايا لك ،
تفريج الكربات التي أمامك
الشاهد أن الله سبحانه وتعالى لما قال ( فَلَمَّا
أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ )
تعلم ما معنى تلّه ؟
هذا
رأسه { تَلَّهُ لِلْجَبِينِ }
يعني أسقط رأسه أرضًا ، والله لو عدوّك أتحداك أن تَتُلَّه إلى أن يضرب الجبين
أتحداك يعني نفسيًّا قبل لا تصل فيه شيء يوقفك تهدىء السرعة قليلاً ، لا يقول الله
سبحانه لم يقف إلى أن ضرب رأسه في الأرض ؛
لأن ربي الذي قال له قال : { تَلَّهُ
} ولده أصلاً جاءه بعد الكِبَر! ولد ما
يقول لا لأبيه { يَا
أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ
} فالله يقول : { تَلَّهُ لِلْجَبِينِ } أي
مباشرة يضرب على الجبين و هل فقد إسماعيل؟ لا { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }
لكنه نجح ولكن الآن خذ إسماعيل صح مثل ما موسى عليه السلام اختبرناه بالعصا
وأعطيناه إياه ، هو اختبار وضحت أحبتي أنه
كل اختبار تنجح فيه صح والله أنك ستخرج فائز في الأخير .
-
مداخلة .. إبراهيم عليه السلام لمـّا أمره الله أن يذبح إسماعيل جاء صراحة في ذهني
أنّ إبراهيم أمره الله - تعالى - أن يذبح ابنه الوحيد فاستجاب من أجل الله فكم من
أهواء ومعاصي أمرنا الله أن نذبحها ما ذبحناها !
يالله الله يعيننا قل : آمين . لأجل ذلك إذا قرأت في
القرآن أو سمعت { إِيَّاكَ
نَعْبُدُ } ثم أتت { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ما
شعرت بعدها بشيء حُقَّ لك أن تبكي في سجودك وتقول : يارب ما شعرت، { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } تعرف ما معناها؟ يعني أي عبادة في رأسك تريدها: التدبر، الخشوع، تصبح
هنا في { إِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ } أي عبادة لا تقدر تحصّلها إلا
بالاستعانة أسهل العبادات التي هي الذِّكْر على عظمتها الذِّكْر لا يحتاج وضوء ولا
يحتاج تذهب مكة ولا يحتاج تستقبل القبلة ما يحتاج أنت قاعد،جالس، نائم هذه العبادة
ما يُوفَّق لها أي أحد ! ما تحتاج لياقة ولا تحتاج أن تكون شبعان مع ذلك كم تَمُرّ
من ساعة ما ذكرت الله لا في نفسك ولا عند غيرك !!
إذًا
هي قضية توفيق كيف من الذي يعطيه الله هذا ؟ على قَدْر استعانة العبد على قَدْر ما
يأخذ { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ }.
-
مداخلة .. الله يبارك فيك شيخنا الحبيب ، لا أدري إذا توافقني في هذه كَأَنَّ
العبد يعني طبعًا الموضوع هو الاستجابة لأمر الله - سبحانه وتعالى - كَأَنَّ العبد
في وقت الراحة لو خُيِّر أو طُلِبَ منه أن يستجيب لأمر الله في وقت الراحة ممكن
يعني يقول : نعم ، وممكن يقول : لا مثل جنابك ضربت مثال: لو طُلِبَ منك أن تقطع
اليد فممكن الإنسان يقول : معقول أنا أقطع أصبع يدي! ويتصارع من الداخل نعم لا ،نعم
لا، لكن سبحان الله! لمـّا يصبح في أرض الواقع تتفاجىء من أُناس يعني تقول : هذا
لو تطلب منه خمسين ريال ما كان يعطي لما يصبح في أرض الواقع تجده مغوار كيف يعني
وقت سبحان الله يكون كيف ؟
هذا
بالضبط الذي حصل مع السحرة من كان يتوقع من السحرة نُصرَة أهل الحق! أهل السحرة ما
جاءوا ساكتين لا جاءوا مُعَادِين ومع ذلك في لحظة ،لحظة صفاء صَدَقُوا فيها مع رب
العالمين استقبلوا الدليل اتَّبعوا الدليل انتهت، هي القضية قضية اتَّبِع أنت
تتَّبِع الأولى يأخذ الله -سبحانه وتعالى - بخُطاك .
لأجل
ذلك سوف نختم بهذه الآية يقول فيها كثير من السلف يقولون:
أنّ من علامة الحسنة الحسنة بعدها صحيح ؟ هل هذا فيه دليل من القرآن ؟ لأجل أن
ننتهي وبه نختم ، كم أبعدنا عن القرآن يا جماعة ؟ هذه الكلمة نحاسب فيها ونتكلم
فيها كثير من السلف ،فيه آية في القرآن لأجل ما نطيل ونختم يقول الله -سبحانه
وتعالى-: {وَالَّذِين اهْتَدَوا} أنت تبذل
خطوة سأزيدك أنا أشياء غريبة ما تشعر بها مثل السحرة {زَادَهُم هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}.
فأسأل
الله - جلّ في علاه - أن يجعلنا وإياكم ممن يستجيب لله - سبحانه وتعالى - حقّ
الاستجابة التي تُرضيه - في علاه - ، ونسأله - سبحانه - أن يعيننا على كلّ عملٍ
يُرضيه، ويعيننا على ترك كل عمل لا يُرضيه - سبحانه وتعالى - وأُصلّي وأُسلّم على
أشرف من وَطِئَت قدمه الثَّرَى بأبي وأمي - عليه الصلاة والسلام - وجزاكم الله
خيرًا.
-
السبت PM 04:11
2018-04-14 - 15822