عرض المادة

هل عملي مقبول ؟

هل عملي مقبول ؟

الحمدلله رب العالمين ، وأصلّي وأسلّم على أشرف خلق الله ، نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

أما بعد :

أحبتي الفضلاء ، وأخواتي الغاليات حياكم الله وبياّكم , و سدّد على طريق الحق إلى جنة المأوى خُطاي وخُطاكم !

أسأل الله سبحانه بمنّه وكرمه وجوده ورحمته أن يتقبل منّا هذا اللقاء .

من تكلم فيه ، ومن سمعه ، ومن شاهده،أسأله سبحانه وتعالى أن لا يكل المتكلم والسامع فيه إلى أنفسهم طرفة عين !إن ربي على ذلك لقدير.

وأسأله سبحانه أن يجعله خالصاً كله ، وأن يجعله صالحاً !

..................................................................................

 

الموضوع اليوم :هل عملي مقبول ؟

 

هل أعمالي مقبولة ؟!

 

أنت أخي الغالي وأختي الغالية تنظرون الآنو تقرؤون كلام الله سبحانه وتعالى وهذا يُعد مجلس ذكر يذكر فيه سبحانه وتعالى , يذكر فيه آيات الله وكلامه ، يذكر فيه أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام .

صلينا اليوم لكن صلواتنا ، وصدقاتنا ، وكلامنا ، نصحنا ، أمرنا بالمعروف ، ونهينا عن المنكر، ودعوتنا إلى الله هل هذه الأعمال مقبولة أو لا ؟

هذا سؤال يجب أن يشغل كل مسلم !

هل الله سبحانه تقبل ما فعلته , أم أنه هباءً منثورًا ؟

لأن المؤمن إذا قرأ كلام الله عز وجل يخاف ويرجو! قال الله عز وجل:}وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ{

سبحان الله !

أول ماسمعت عائشة رضي الله عنها هذه الأية ، من النبي عليه الصلاة والسلام

قالت :

يارسول الله هذه الأية نزلت في السُرّاق والزناة وفي العصاة الذين يفجُرُون في الأرض ؟

قال النبي عليه الصلاة والسلام :

ظنّت أن تكون الإجابة نعم ! .. لأن قلوبهم وجلة وهم خائفونمع أنهم يعملون !

قال : لا يابنت الصديق هؤلاء الذين يصلّون ، ويصومون، ويتصدقون ، ويخافون أن لا يتقبل الله منهم !!

إذن من علامات الإيمان - و هذه الآية في سورة المؤمنون وفي سياق الكلام عن أهل الإيمان - فإذًا المؤمن يحمل هم قضية هل قُبل عملي أو ماقُبل ؟

 

أسوأ حالات المرء أن يظن أن عمله قُبل وأنتهت القضية !!

فمن علامات الإيمان :

أن تسأل نفسك : هل قُبل عملي أو ماقُبل ؟!.

لأجل هذا من عرف الله سبحانه وتعالى تجد عنده القضية هذه متأصلة في قلبه ,وإمام الموحدين ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن قال الله عنه :

}وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ{

أول سؤال :} رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا{

القضية ليست قضية أنتفعلأولا تفعل! بل  هل قبلها سبحانه وتعالى أو لا ؟

لأجل هذا قال الله جل في علاه } إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ{

إنما : اداة حصر وقصر، }إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{

سبحانك يارب ! لأجل هذا يقول ابن عمر رضي الله عنهما :

لو أعلم أن الله تقبل مني عملاً واحداً لتمنيت أن أموت !

ولو سمعأحدناهذا سيقول:ما هذه المبالغة عمل واحد !!

أعمال كثيرة قُبلت منّا , لكن نقول :لا!! فهو يعلم ماذا يقصد الله سبحانه في هذا القرآن الكريم !! يعلم ماذا يعني }إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{

قال :إذا تقبل الله منّي فأنا من المتقين !وما أعظم أن تموت متقيًا لله عز وجل !لأنك ستنال السعادة في كل الأحوال .

تنالها فوق الأرض،فإن جاءتك مصيبة ،جعل الله لك منها مخرجاً !

و تنالهاتحت الأرض،فإن الله سبحانه وتعالى ينزل عليك الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الأخرة !!

و إذا حشر؟ }إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا{

وعند الصراط}ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا{

أي أن أمور المتقي - أسأل الله أن يجعلنا من المتقين- ضُمنت له ! فإذن الرجل يتكلم بكلام يفهم معناه !!

 

}إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{

فكيف أعرف عملي قُبل أو لم يُقبل ؟

في هذا الخصوص وفي هذا الجانب سنرى كلام من آيات الله سبحانه وتعالى ، وحديث النبي عليه الصلاة والسلام ، وكلام للعلماء .

فأي عمل في الأرض ، أي عمل تعمله لله عز وجل يجب أن تتوفر فيه شرطين حتى يقبل:

 

الأول : أن يكون العمل خالصاً لله عز وجل .

لا لأحد فيه شيء ولا بنسبة واحد في المئة ! أي أنك تعمل عمل 99 % لله و1% تريد أن يراك فيه فلانفلن يقبله الله عز وجل!

لقوله جل في علاه في الحديث القدسي (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً )أي عمل (أشرك فيه معي)لاحظ لميقلأشركني مع غيري!! لا ، بل أشرك فيه معي لأن الأصل لله سبحانه جل جلاله !

(أشرك فيه معي غيري ) ثم ماذا ؟ هل قال تركته وعمله ؟! لا

قال ( تركته وشركه )!

يعني كل العمل هذا لا أقبله و لا أريده !

لا يقبله الله سبحانه وتعالى , قال الله عز وجل }وَمَا أُمِرُوا{

أمر!

}وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ َ{أي عبادة ؟ لا !

}مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ{سبحانك يارب !! }أَلَا لِلَّهِ{

وحده لا أحد معه لا 1% ، ولا 2% ، ولا 3% .

}أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ{

فما لم يكن خالصًالله عز وجل لا يقبله الله سبحانه وتعالى !.

و لقد تكلمنا عن الإخلاص في حلقة مضت ،ولمسنا جانب من هذا المقام , وهنا اليوم أحبتي الفضلاء أخواتي الغاليات سنركز في الشرط الثاني من شروط قبول العمل وهو : الإتباع .

مامعنى الإتباع ؟

أخلصت لله عز وجل ، وما اتبعت في أمر الله أمر النبي عليه الصلاة والسلام ، فالعمل لا يقبل نهائياً .. لا يقبل نهائياً !!.

لكن لابد مع هذا العمل }وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ{

عملت هذا العمل ، وأخلصت ، لكن اجتهدت وزودت من عندك أو انقصت على هواك ، هنا نقول خالفت الشرط الثاني ،وهو اتباع النبي عليه الصلاة والسلام !

فهل عملك هذا موافق لعمل النبي عليه الصلاة والسلام أولا ؟

فإذا كان العمل خالصًاوليس موافقًا للنبي عليه الصلاة والسلام فهو باطللايقبل! .

و إذا كان متبع للنبي عليه الصلاة والسلام لكن نيتك ليراك فلان وفلانةفلايقبل!.

إذن لابد أن تتوفر في العمل هذين الشرطين :

إخلاص و متابعة!!

 

فماذا تعنيالمتابعة ؟

مامعنى أن أتابع النبي عليه الصلاة والسلام ؟

هذا الجانب ضل فيه من ضل ، وزل فيه من زل ، وأسأل الله سبحانه أن يرزقنا وإياكم الإقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام .

لأن الأصل كما قال ربي جل في علاه ، عن هذا الركن الركين من أركان قبول العمل}وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ{

لماذاأُرسل الرسل ؟

}وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ{

لأجل هذا قال الله عز وجل }وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا{

إذن القضيةليست قضية أن أخلص لله ،وأعمل أعمال ليست في الدين من شيء !

لأجل هذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين وغيرها من حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها،  وأبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه،

قال في الحديثين : ( من عمل ليس عليه أمرنا )

ماذا يعني أمرنا ؟

ديننا !!

( من عمل عملاً ليس عله أمرنا فهو رد )

أي لا يرجو ولا يفكر أن الله سيقبله ، بل سيرده !

أي مردود عليه , لايقبله الله سبحانه وتعالى ! كرجلٍ صلى لكن ابتدع في صلاته ، وتصدق ولكن ابتدع في صدقته ، عمل أعمالًا، و سبّح تسبيحات ،وقال أدعية ماأنزل الله بها من سلطان ! فهذا  ابتدع في دين الله ، ونتيجة عمله قال: ( فهو رد )

( ومن أحدث في أمرنا هذا ) أي في الدين ( ماليس منه فهو رد ) أي لا يظن أنه سيُقبل ، بلسيجهد نفسه ، ويتعبها ولن يحصل على أي حسنة !.

لأجل هذا حبيبي الغالي أحتاج أنا وأنت وأنتِ أختي الغالية إلى هذين الركنين في كل عمل !!

لأجل هذا قال أحد السلف:

ما يُعمل من عمل إلا وضُرب له صحيفتين كيف ؟ ولمن ؟!!

أي كيف عملت هذا العمل؟ ولمن ؟ فإذا كنت عملت لله عزوجل خالصًا لوجه الله عزوجل فأبشر بالخير!ثم كيف عملته؟! هل هو موافق لعمل النبي صلى الله عليه وسلم أوابتدعت عبادة من عندك !!

لأجل هذا علينا أن نتمسك بهذين الركنين ، فمن المحزن أن نعمل ثم لا تُقبل منا ! و إن سأل سائل هل من الممكن أن الواحد يعمل ويشتغل ويُحسن الظن بالله عزوجل ثم لا يحسب الله له هذه الأعمال هل ممكن ذلك؟ !

نعم !! هل تريد دليل قال الله عزوجل }وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ {يعني عمل وصلى وزكى وحج وصام وسعى وتصدق واستغفر وسبح تسبيحات وذكر الله كثيرًا! قال الله }وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ{أي هذا العمل المسطّر في الصحائف }وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً{ سبحانك }فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا{ أعمال وطاشت هباءً ونثرًا!أين تعب الرجال؟، وتعب النساء!قيام وصيام أينذهب ؟انتهى}قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا{ - الله لا يجعلنا وإياكم منهم –

من هم يارب؟؟ }الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ{ ضلّ سعيهم ! سعوا! كل الآيات تُثبت أنهم سعوا ،وعملوا، وتعبدوا !!

}قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا*الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ{ يعني هو واثق الآن أن عمله مقبول وانتهت القضية!

}وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا{ سبحانك يارب ! - اللهم لا تجعلنا منهم - .

إذًا أحبتي القضيةليست قضية سعيت ، وعملت فقط ! لا !

لأجل هذا قال الله عزوجل }وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ{ عمل وخالص لوجه الله عزوجل }وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا{هؤلاء ما ضل سعيهم ، لا !! هؤلاء سعيهم مشكورًا ،لماذا ؟

لأنه كلما عمل العمل سأل نفسه لمن عملت هذا العمل؟ لله عزوجل ، ثم يسأل نفسه وكيف عملت هذا العمل ؟هل هو من تلقاء نفسي؟ ،أو من فعل النبي عليه الصلاة والسلام ؟!

لأجل هذا النبي عليه الصلاة والسلام أرسل ثم توضأ أمام الصحابة وضوءًا ، ثم قال مَن توضأ نحو وضوئي هذا- سبحان الله أي لا تخترع وضوء من عندك– بل توضأ مرة أو مرتين أو ثلاث هذه هي السنةالتي عملها النبي عليه الصلاة والسلام.

و لما حج النبي عليه الصلاة والسلام ، ورأوه الناس يتنقل بين المشاعر، ويفعل العبادات ، ويتعبد الله عزوجل ، قال :( خذوا عني مناسككم)  ولاحظوا عنّي! وليس عن أحد غيري !! فهذا الدين شرع (إن هذا الأمر دين فلينظر أحدكم عن من يأخذ دينه)( صلوا كما رايتموني أصلي) فلما انتهت القضية، قال النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع قرأ على الصحابة}الْيَوْمَ{ منذ ذلك اليوم ، ليسلأحد من أهل الارض أن يزيد في دين الله، أو ينقص منه إلا بنص شرعي!!

قال الله عزوجل }الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي{من هنا نصدق أنه كامل ! و لا يحتاج إلى تكميل }وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ{ سبحانك !

الله يقول رضيت لك هذا الدين !، بأحكامه ،وشرائعه هذه ، فمابقي جانب إلا وقد غطاه الدين ! }وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا{ الإسلام!!من أين نأخذه ؟!

من قول الله عزوجل ، ومن النبي عليه الصلاة والسلام !

لأجل هذا قال النبي عليه الصلاة والسلام - روحي له الفدا- :  ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به ) تمسكتم به و ليس بغيره ، (تمسكتم به ) انظر الوعد (لن تضلوا بعدي أبدا ) ضمان أنك لن تضل ، ولن تزيغ ، وعملك يقبل !! فماهما هذين الشيئين؟ (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلو بعدي أبدا كتاب الله وسنتي ).

فلماذاقلنا قبل قليلإلا بنص شرعي؟!

لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال -  في الحديث الذي أخرجه أبو داوود وغيره –قال: ( عن حديث العرباض بن سارية لما قال (وعظنا النبي عليه الصلاة والسلام موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون)إلى أن قال (فإنه من يعش منكم (الشاهد ) فسيرى اختلافًا كثيرًا ) !!

رأينا إختلافًا كثيرًا،فكل يوم يخرج لنا في الدين شيء جديد ! كالمولد النبوي ،

و الطواف حول القبور، وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان !!

فماذا قال لنا رسول الله؟! قال:  (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم )

فالأمر الأول : يكفي أنك ما تملك إلا هذين المصدرين ، ومنهما جاء الإجماع والقياس ، كلها جاءت من هذين المصدرين من الكتاب والسنة .

فلما يُجمع العلماء فهم على شيء من الكتاب والسنة، كذلك لمّا يقيسون كلها من الكتاب والسنة،ثم قال (وإياكم ومحدثات الأمور) وهي التي يخترعها شخص من الناس،ثم ياتي ناس آخرون يقلدون ! ويحسبون أنه دين ! من عهد هذا المخترع المبتدع إلى عهد النبي عليه الصلاة والسلام وهذا الأمر ما شُرع،  لكن الناس بدأوا يتبعون ! }وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{ فمصيبة أن أكونلا أعلم !

فلا أعلم رياضيات ليست مصيبة، لا أعلم في العلوم ليست مشكلة؛لأنه لن يكون لديك مشكلة في يوم العرض ، لكن لا أعلم ديني و أخترع !!

هنا تكونالمصيبة !لذلك عليك أن لاتطبق أي أمر إلا وأنت تعلم أن الله عزوجل أو رسوله صلى الله عليه وسلم أمربه !

فالإنسان إما أنهيعلم أو لا يعلم، فإن كانيعلم فالحمد لله يعمل ، وإذا كان لا يعلم أو شاك }فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ { (وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة )في الدين تكون بدعة!!

لكن في الحياة مثل محدثةالسياراتفليست مشكلة ،  إشتري سيارة ،تريد أن تُصلح سيارتك أصلحها ،تريد أن تضعفيها أنوار ضع فيها، تريد أن تضع فيها زخارف ضع فيها .

أي شيءلا يُخالف الشرع ليست في مشكلة، لكن لا تشرع شيء في الدين ، تزيد ، تزخرف في الدين ما ليس منه .

لكن ستزخرف بيتك تصبغه ، تغيّره ، تضع المجلس هنا هذه في الدنيا لا بأس،لكن في الدين لا!!  إنتبه !!

لأنك أنت لست مخولًا!!فالشارع هو الله سبحانه وتعالى،شرع بواسطة النبي عليه الصلاة والسلام ! إذًا من سواهما مما لم يأتي به نص فليس له حق أن يضيف في الدين كلمة، ولا يضيف بالدين حرف ، ولا يشرع !

فمن قال : عدد كذا له كذا ! مَن أنت حتى ترتب الامور والأجور؟!! أأالله أذن لكم أم على الله تفترون !

إذًا القضية (فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) فالواحد منّالا يريد أن يضل،وهليوجد أحد منّا يريد أن يضل ؟

بل كل واحد منّا يريد أن يكون على الصراط المستقيم }وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ{ثم بعد هذا تضل ،وتضيع خلف المبتدعة هؤلاء!!

فلنرى الآن المولد النبوي الذي ضج فيه العالم - والعياذ بالله - هذا المولد مَنالذيأتى به ؟ متى تألف ؟ هل أمر به الله عزوجل ؟ هل أمر به النبي عليه الصلاة والسلام؟أسال نفسك هذه الأسئلة !!

النبي عليه الصلاة والسلام قال " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " هل أمر به هؤلاء ؟لا .

إذاً من أمر به ؟ هنا نسكت ولا نعلم . يطبلون في المولد ولا يعلمون .. }وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ{لماذا ماذا ترجو ؟ترجو أن يتقبل الله منك هذا اليوم ؟ يقول نعم .. نقول والله لن يتقبل منك الله .

لأنه قال عليه السلام " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " فهو لم يقل احتفلوا بمولدي !!! ولم يحتفل هو أيضاً !!

فهل غش النبي صلى الله عليه وسلم أمته ؟ لا والله حاشاه روحي له فدا عليه الصلاة والسلام .

فلن يقبل الله عملاً من كائنٍ من كان مادام ليس عليه أمر من النبي صلى الله عليه وسلم ، ويحسب أنه من الدين.

وإذا سألته قلت لمَ تعمل هذه الأعمال مادامت لن تقبل ؟ وليس عليها أمر النبي عليه الصلاة والسلام؟  ولم يفعلها الصحابة ؟ - وهم يحبونه عليه الصلاة والسلام أكثر منا ويخافون الله أكثر منا ويتحرون مواطن القبول أكثر منا ؟ من هذا الذي قال أن الدين ليس كامل ؟ ويحتاج مولد ويحتاج شيء آخر ؟

فهذا اتهام لكلام الله عز وجل لأنه قال }الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ{ بدون مولد الدين كامل !!

فهذا الذي يضع مولد يرى أن الدين ناقص !  وهذا شرخ في العقيدة ، ومخالفة لكلام الله،  فهو لم يقتنع بكلام الله }الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ{ ويظن أن هناك شيء ناقص لم يبلغنا إياه النبي عليه الصلاة والسلام ! وهذا اتهام آخر للنبي عليه الصلاة والسلام . ولمّا تسأل الذين يحتفلون : هذا خير أم شر ؟ سيقولون خير ! وهل النبي عليه الصلاة والسلام إذاً مادلنا على الخير ؟!

قال النبي عليه الصلاة والسلام " وأنه ما كان من نبي إلا دل أمته " ونحن أمة محمد عليه الصلاة والسلام .. " إلا ودل أمته على خير مايعلمه لهم وحذرهم من شر ما يعلمه لهم " إذًا النبي عليه الصلاة والسلام علمنا كل شيء في فعلنا ، ولم يبقِ لنا شيئاً ناقص ليكمله هذا الجاهل أو غيره والناس وراءه !!}وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ{ .. }وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ{ ..

 

و إن سأل سائل: كيف نجمع بين قوله تعالى } وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا { وبين قوله }وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ{ فهل هي خاصة بالكفار ؟

 

 

نقول هذه في الكفار وفي كل من عمل عملاً ليس خالصاً لله ، كائناً من كان ، ولهذا قال الله عز وجل } وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{هذا الخطاب وهو النبي عليه الصلاة والسلام !!

وقال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي بكر: " الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل " قال أبو بكر يارسول الله ما المخرج ؟ قال قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم وأستغفرك مما لا أعلم " .

فإذا كان العمل يفتقد أحد الشرطين فالله سيجعله هباءاً منثوراً ! خصوصاً في قضية الإخلاص : }وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً { لأجل هذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه عن ربه : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه " !

فالله سيجعله هباءاً منثوراً ؛ لأنه أشرك مع الله .

أما قوله }وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ{ نعم فالله أعز وأجل من أن يضيع عمل مخلص ، متبع للنبي عليه الصلاة والسلام ، لكن إن اختل أحد الشرطين فلن يقبله الله سبحانه وتعالى .

 

ثم نعود و نكمل الحديث عن المولد : فنقول لهم : هل أنتم تحبون النبي عليه الصلاة والسلام أكثر من الصحابة ؟أكثر من أبو بكر وعمر ؟قالوا : لا ..

 

إذا لماذا تفعلون أفعال لم يفعلوها ، لا أبو بكر ، ولا عمر ، ولا الصحابة من بعدهم وهم أتقى وأحب !!.

أيضاً يقولون نحن نحب النبي عليه الصلاة والسلام ! والله كذبتم والله لو أحببتموه لأطعتموه !

والدليل لما نزلت آية الإمتحان التي قال الله فيها لما كثر المدّعون، تسأل الصغير يحب الله ، و الكبير يحب الله ، الذكر يحب الله ،الأنثى تحب الله . فنزلت آية الإمتحان } قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {

إذًا القضية قضية اتباع لا ابتداع !! فلو كنت صادقاً تحبه لاتبعته ..

و تجد البعض  يقولون نقسم ( والنبي ) ياحبيبي الغالي هذا لا يجوز هذا شرك ..

قال النبي صلى الله عليه وسلم " من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت " وفي الحديث الآخر " من حلف بغير الله فقد كفر " "وقد أشرك" برواية أخرى .

الشاهد :  أنك تقوله فما دمت تحبه يا أخي فلا تفعل !! لو كنت صادقاً في محبته لأطعته ..إن المحب لمن يحب مطيع !!

فلنترك هذه التزييفات ، والخداعات ، والكلام الضائع الذي كله كذب !

لا تحبه ولو أحببته لأطعته  ،فالنبي عليه الصلاة والسلام يكره البدعة ، إن كنت تحبه فأنت تكرهها !!

النبي عليه الصلاة والسلام حذر من البدعة ، تحبه أنت احذرها !  النبي عليه الصلاة والسلام أمر باتباعه هو  لو كنت تحبه لاتبعته هو !

فالقضية ليس فيها خير : لأنها رد !! ولا صادقين فيها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بها !  وليست والله من الدين والدين منها برئ !!..

فمن هو هذا الذي نصب نفسه مشرّع ، وقال إن الدين يحتاج أن تضع فيه مولد !!

 

الدين كامل و هو بهذايتهم الدين !!

 

اذكر مرة صليت خلف إمام في إحدى البلدان العربية صلاة التراويح ، والله  كانت أسرع صلاة تراويح صليتها في حياتي ! ، يعني منذ بدأنا العشاء إلى أن انتهينا من التراويح لا أعلم كيف ! وكأن المسجد على أسنة رماح أو جمر ..

فلما انتهى الإمام قال : الصلاة على النبي اللهم صلّ وسلم على محمد ، فيقول من خلفه : الله أكبر !

فقلت : اسمعك أخي تقول : وصل اللهم وسلم على نبينا محمد ، قال : سبحان الله الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام فيها شيء!!

 

قلت له: الصلاة على النبي عليه الصلاه والسلام ليس فيها شيء مطلقًا، لكن الموطن هذا ليس موطن للصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ، وهذا  بأمر النبي عليه الصلاة والسلام وفعل النبي عليه الصلاة والسلام .

قال : لا ، أن أصلّي على النبي هذا خير، وأصلي على النبي في أي وقت.

قلت : ممتاز فما رأيكإذا سجدت وأنا ساجد بدل أنأقول : سبحان ربي الأعلى ، أقول (قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد) !

قال : لا يصح. قلت : بس سبحان الله هذا خير ، و القرآن أيضًا يعني كلام الله عز وجل! قال: لا هذا ليس موطنه.

قلت : ممتاز،مَنالذي يحدد هذا الذكر هذا موطنه ، وهذا ليس موطنه أنتواختراعك،أم النبي عليه الصلاة والسلام والقران قبله ؟!

قال : النبي عليه الصلاة والسلام .

قلت له:  النبي عليه الصلاة والسلام لمّا قال السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمه الله ، قال :استغفرالله استغفرالله استغفرالله و لميقل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام !!

فالشاهد أُلجم و لم يعد عنده كلام يقوله ! فالشاهد قلت له: هل تظن أن ما تفعله أنت الآن و الذي نشرته لمأموميك أنهأحسن من فعل النبي عليه الصلاة والسلام!!

النبي استغفر هنا ، فإذًا ما كان يسعك ما وسع النبي عليه الصلاه والسلام ! الشاهد تغيّر وجهه لكن سكت ليس عندهمايقول .

و نحن الآن في الصلاة كم واحد نسمعه إذا سلّم قال : استغفرالله استغفرالله استغفرالله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام !

تقول له:  يا حبيبي الغالي من أين جئتبكلمة تعاليت ؟!

يستحيل يقول قرأتهافي حديث ، أو يقول سمعتهافي درس ، لن يعطيك مصدر!

سمع الناس فقط ! سمعت الناس يقولون فقلت كما يقولون !!

و هذا الأمر في وتعاليت ما قالها النبي ! بل تجد هذا واحد كان يصلي و كان خاشع في الصلاة، ثم قال تباركت شعر أنها ماتكفي قال :وتعاليت ! فقاموا الناس من وراءه وتعاليت !!

أحبتي هذا دين ! والله سنسأل هل طبقنا كلام النبي صلى الله عليه و سلم؟ أمزدنا من عندنا ؟!

ما لأحد حق أن يُضيف أو يُنقص من هذا الدين شئ !! هذا دين .

نحن لماذاأُنزل لنا كتاب ؟؟ وأُرسل لنا رسول ؟!

حتى يُقال لك افعل كما أمرك الله ، وأمرك النبي عليه الصلاة والسلام .

 

وكم من واحد نسمعه حين يقول سمع الله لمن حمده يقول :ربنا ولك الحمد ولك الشكر!

حبيبي الغالي كلمة الشكر من أين جئت بها ؟ هل قالها النبي عليه السلام ؟

مستحيل!لم يقلها النبي عليه الصلاة والسلام!

ولو سألته من أين جئت بها ؟ قال : الشكر كلمةجيدة ليست سيئة، كلمةجيدة لكن كلام النبي عليه الصلاة والسلام أفضل منها !

إذا فتحنا المجال الآن في الصلاة، و تركنا كل شخص يزيد ما يحلو له ، والله سنجد الولد يصلي بجوارأبيه و سمع أباه - وهو درسها في المدرسة ربنا ولك الحمد حمدًا طيبًا كثيرًا وهذا أعظم من كلمة شكر- لكنلأنه سمعها من أبيه؛  قلد أباه!!

ثم يكبر هذا الابن وينجح و يتخرج فيريد أن يشكر الله أكثر فيقول : شكر وامتنان لله عز وجل !! ثم شعرأنها ما تكفي فقال : ولك الشكر كثيرًا جدًا ، أكثر شكر يارب!

ثم البنت أخذت امتياز قالت : ربنا ولك الحمد ياربأكتر شكر في العالم !! و بدأتتؤلف كلام ، ثم يأتي أجيالنا من بعدنا فانظر للصلاة كيف تكون !! ستختفي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم و تضيع !

إيّاكأن تزيد !!

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم 33 مرة ، إذًا خلاص 33 مرة .

لا تزيد في العبادةولاتخترع ، لما قال النبي 33 خلاص ،لا تقل جربت 35 وطلع أحسن !!

الدين ليس بالتجربة،تصلك رسائل قل لا إله الا الله 33 مرة،  وسبحان الله 43 مرة،و سيصلك خبر جميل مجرب!!..

يا أخي هذه جربها في بيتك لكن لا تجربها على النبي عليه الصلاة والسلام !!

الأدعية و الأعمال التي حددها النبي عليه الصلاة والسلام بوقت ، أو بعدد، أو رتب عليها أجر ، هذا من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام !!

هو الذي يعلمه الله وأذن له الله !!  لكنأنا وأنت ما أذن لنا الله عز وجل أن نخترع في الدين ، ونشوهه !

إذًا اتفقنا أن لا نعمل عملًاقبل أن نتأكد من عمل الرسول صلى الله عليه وسلم له ، فأي شخص يرسل لك رسالة - خذها قاعدة حبيبي الغالي – فيها انشر تؤجر قل له :مَن قال لك هذا الكلام ؟ من أين حصلت على الكلام هذا ؟!

يقول النبي عليه الصلاة والسلام  في الكذب عليه: ( إن كذبًا علي ليس ككذبٍ على احد) تقول فلان قال ، وتزود كلام أوتنقص كلام هذا ذنب ، لكن ما أُنزل عن النبي صلى الله عليه و سلم إذا زدت من عندك، أو انقصت من عندك ، سواءً في العمل أوفي كلام النبي عليه الصلاة والسلام فهذه مصيبة!!

(إن كذبًا علي ليس ككذبٍ على احد) هذه الكلمات، سبع كلمات أثّرت في صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام أيّما تأثير!!

أكثر الصحابة روايةأقل من سمع الحديث بعد سماع هذا الحديث ، وسماع حديث النبي عليه الصلاة والسلام الآخر ( من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

فالذي يقول هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام انشر تؤجر بدون أن يتأكد ، فهو يكذب على النبي عليه الصلاة والسلام وينشر الأكاذيب !!

قال: ( فليتبوأ مقعده من النار) -أعاذنا الله وإياكم من النار-  يقول أحد ممّن صاحب ابن مسعود رضي الله عنه يقول : سمعته يقول:  قال الله ، قال الله ، قال الله ، قال ويحدثنا ، قال ولمّا اسمعه يقول قال رسول الله،  قال فكان في يوم من الأيام  ،وكنا جلوس عنده ثم قال : قال الله ، قال الله ، ثم قال:  قال رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : وأنا انظر الى وجه ابن مسعود،قال فأحمر وجهه ! وانتفخت أوداجه !قال : ثم سكت،  ثم قال : قال رسول الله ، ثم طأطأ برأسه،ثم حل شئ من ازاره، ثم سكت، ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ثم أورد لنا حديثًا، ثم ما إن انتهى من الحديث قال : أو نحوه ، أو قريب منه ،أو كما قال عليه الصلاة والسلام قال : فلمّا تعجب القوم من هذا الكلام ، قال:إني سمعته عليه الصلاة والسلام يقول ( إن الكذب علي ليس كالكذب على أحد)  إني سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ( من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)  هذا حَذَر مَن؟!!

ها حذر رجل قال النبي عليه الصلاة والسلام عنه لما صعد النخلة،وجاء الهواء ،وحرّك إزاره ، وضحك الصحابة من دقة ساقيه ! قال النبي عليه الصلاة والسلام :

(ممتضحكون ؟)

(من دقة ساقيه! والذي بعث محمد بالحق إنها أثقل في الميزانمن جبل أحد)

ثقيل عند الله عز وجل! قدره ثقيل !و ناس قال الله عزوجل عنهم }فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا{ !

قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث : ( يؤتى  رجل سمين ثم يلقى في الميزان كله عمله قال فلا يساوي عند الله شيئ) فهذا حذّر الصحابة من القضية،فكيف اليوم يتساهل الناس!

ونسمع من يقول:أنا اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم لكن ماأشعر بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم كما  نسمع من الشيوخ ! فكيف أشعر بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟

و علينا أن نعرف اثر المعصيه في قبول العمل لأن بعض الناس يشتكي عدم الخشوع في الصلاه وتدبر القران وقيام الليل يعني يا شيخ نبغا نصيحتكم لأنو هذا الدين عظيم نسوي معصيه وكدا مثلا زي صلاه التروايح وكدا يقول ما خشعت مثلا او في قراءة القران مثلا ما تدبرت ودي نصيحتك!! جزاك الله خير....

الناس تتساهل ، فيرسلون في الرسائل انشر تؤجر ، انشر تؤجر

والله العظيم لو أحد يرسل لك رسالة الآن يقول : فيه بيان من الديوان الملكي ، أو أي مكان بأن من داوم يوم الجمعة سيأخذ إجازة ليومي السبت ، والأحد وقال لك تحت انشر تؤجر ،هل ستنشره ؟

والله لن تنشره ،ستتأكد من الذي قال؟،  ومن أينجاء هذا الكلام ؟ ، ستسأل

والله لن تنشر حتى تتأكد ، وهي قضية دوام ليوم أو يومين !

فكيف على الدين ؟

مجرد ضغطة زر لكن والله أقسم بالله ، الذي لا إله إلا هو ستحمل ذنب كل من وصلت له الرسالة من عندك ، سواءً تعلم أولا تعلم.

والله ستحمل ذنبه ، والله لو ترسل الرسالة لمليون عبر السنين حتى يقبض الله الأرض و من عليها !!ستأخذ ذنب كل واحد نشرت له حديث أنت لا تعرف صحته .

و لا يقل أحد إن نيتي حسنة ، النية الحسنة لاتصلح العمل الفاسد !!

الله عز وجل لم يكلفك بنشر مالا تعلم !!

أنت تملك خيارين : إما أن  ترسل ، أولا ترسل، إذا لم ترسل لأنك لاتعرف ، لن يسألك الله عز وجل , لماذا لم تتأكد منه ؟! و لماذا لا تدري هو حديث صحيح أولا !

لكن إن أرسلته بدون أن تتثبت وتتأكد والله ستحمل أوزار كل من نُقل لهم ! فهذا هو الكذب على النبي صل الله عليه وسلم !

وإن عملوا بالبدع ،و بما يغضب الله سبحانه وتعالى فأنت تملك خيارين :

إما أن اسأل واتثبت وهذا أفضل ، اسأل هل الحديث هذا صحيح ؟ أو غير صحيح؟

و يوجد علماء اليوم بكل مكان , كما يوجد موقع الدرر السنية- نحسبه و القائمين عليه من الأخيار والله حسيبهم - يعطيك درجة الحديث ، خلاصة الدرجة هل هو صحيح ، أو غير صحيح ، فلا ترسل مالاتعلم.

والله لن يسألك الله لماذالم ترسل يافلان ؟ ما دمتلاتعرف !, لكن سيسألك الله إن أرسلت وأنت لاتعرف و لم تتأكد !}فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{

و انتبه حبيبي الغالي نرى الناس تُرسل اليوم اشياء تافهةو تنسبها للدين كذبًا وهم  والله أبجديات الدين لايعرفونها!

فنجد فيه تلبيسعلى الناس ، تلبيس عجيب !  في القنوات بالذات في القنوات الفضائية، جاءني أحد أقربائي في أول مشوار الهداية - اسأل الله يثبتنا واياكم وان يرينا واياكم الحق حق ويرزقنا اتباعه- جاء يسألني وهو متعجب يقول :

الطواف على القبور ليس فيه شيء ؟

قلت : و مَن قال لك ليس فيه شيء؟

قال : جاء اليوم رجل في التلفاز يقول الطواف في القبور ليس فيه شيء .

و عندما سأله الرجل قال له : لا يا أخي كيف تطوف على القبر يعني تعبدها ؟

اسمع رد الرجل ، رجل محترف في الكذب! محترف في تلبيس الشرك على المسلمين!

وهذهشبهة طبعاً ، و الشبهة هذهلا تمر على طالب علم ،أو على من عنده شيء من العلم في العقيدة، لكن تمر على العامة ، وأكثر الناس عامة وجهلة ، لا يعلمون في الدين !

بمعنىإن سألته عن أحسن حلاق يصفه لك ،أحسن عقار يصفه لك ،أحسن أرض و كم المتر هنا يخبرك، كم نسبة القبول في الجامعة يخبرك،كل شيء يخبرك عنه إلا الدين!! }يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ{

فماذا يقول هذا الرجل ؟

يقول :الطواف بالقبور نحنلانعبدها . اسمع الشبهة !

يقول : نحن لما نطوف على القبور نحن لا نعبدها!

لا مانعبدها نحن نعبد الله ، نحن لما نطوف على الكعبة هل نحن نعبدها ؟

اسمعلكلامه كيف !

نحن لما نطوف على الكعبة نعبدها ؟ نحن نعبد الله عز وجل مانعبد الكعبة .

فالناس العامة والوسط لايدرون ولا يفقهون في الدين !! فيقولوا: والله صحيح!

نحن لما نطوف على الكعبة نحنلانعبدها نعبد الله

و نحن لما نطوف على القبور لانعبدها نعبد الله !.

و هذا اسمه جهل مركب !

بمعنى أنهناك جاهل يعلمأنه جاهل وهذا مشكلة لكن أقل من الأخرى.

و هناك جاهل لايعرف أنه جاهل هذا اسوأ شيء في العالم !لا يعلم و لا يعلم أنه لا يعلمهذه هيالمصيبة!

الرد على هذا الجاهل الذي تنصب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام قال ( نطق الرويبضة، قالوا :من هو الرويبضة ؟

قال : الرجل التافه يتكلم في أمور المسلمين العامة ).

يفتي ويلبس على الناس، }فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ{

يقولون هذا مثل هذا !

}فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ{

الشاهد - الرد على هذا التافه علامة زمانه الرد عليه - نقول له :

ياجاهل إن الله سبحانه إذا أوقفنا بين يديه ، وقال عبدي لِمَ طفت بهذه الغرفة السوداء؟

أقول : يارب قلت وقولك الحق}وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ{!

فأنت يارب أمرتنا أن نطوف بالبيت العتيق ، يارب: أنت أمرتنا في كتابك بقولك جل جلالك}وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ{

يارب: أنت قلت وقولك الحق}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ{

وقلت}  وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ{

ورسول الله عليه الصلاة والسلام طاف بالبيت سبعاً ، وقال للناس(خذوا عنّي مناسككم)

فنحن يارب استمعنا لأمرك ، وامتثلنا لأمرك ، وأمر نبيك عليه الصلاة والسلام .

 

لكن لما يقول لي ربي لماذا طفت بالقبر يامبتدع ؟ فلن تقدر أن تقول الله أمرني ، ولا النبي عليه الصلاة والسلام قال!

بل لعن النبي عليه الصلاة والسلام من فعل ذلكفقال : ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )

إذن ببساطة نقول له : ياجاهل الله ماقال طوفوا على القبور! وقال لنا : طوفوا على الكعبة !

فأنا لما اطوف على الكعبة أعبد الله ، نعم بأمر الله عز وجل،  وأمر النبي عليه الصلاة والسلام !

لكن العمل الذي أتيت أنت به كله شرك ، وبدع مانزل الله بها من سلطان!

فلا والله لا آخذ كلام من أي أحد , أنا أخذ كلام من الله عز وجل ،وامتثله ،وأخذ أمر النبي عليه الصلاة والسلام وامتثله .

قال لي أحدهم : أنا اذكر في يوم من الأيام كنت مع بعض الصوفية في مناظرة، وهذا مما استفدته من الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني حفظه الله.

فقال لي :أنتم لاتحبون الرسول فقلت : لماذا ؟

قال :لأنكم لاتحتفلون بالمولد .

قلت : هل المولد علمه الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أو ماعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ .

طبعاً إذا قال ماعلمه الرسول فنسب الجهل للرسول ثم يكفر بهذا -قال علمه الرسول

قلت : فهل بلّغه أو مابلغه ؟

فإذا قال مابلغه نسب الخيانة للرسول .. قال : بلّغ!

قلت :اذكر لي لو حديث ضعيف ،أو موضوع عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال  فيه احتفلوا بالمولد ؟

قال :أنا أعده بدعة حسنة !! وزيادة الخير خيرين!

فقلت له :إذا كان زيادة الخير خيرين ، إذن صلاة المغرب ثلاث ركعات نصليها أربع فيها ركوع ،وفيها سجدتين ،وفيها زيادة الفاتحة !

قال : لا . قلت له : كما تقول بدعة حسنة !!

قلت إذا على بدعة حسنة غدًا يأتينا زنا حسن ، ولواط حسن ، وشراب حسن وهكذا

ولله الحمد أُغلق عليه .

فقال لي : أن هناك استنباط من حديث عند الإمام أحمد ومسلم وابن داوود بإن النبي كان يصوم يوم الاثنين ولما سُئل عن ذلك قال: (يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه) .

طبعاً قلت له أنا : إذا كان المراد من الإقامة من المولد شكر الله فيه على نعمة ولادة الرسول فإن المعقول والمنقول يجب أن يكون الشكر من نوع ما شكره الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو الصوم! ليس اقامة المواليد وغير ذلك .

والأمر الثاني : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصم يوم الاثنين 12/ربيع أول .

إنما صام يوم الاثنين ! فهذا يتكرر كل شهر!

فلماذا يكون في يوم واحد من السنة ؟

فقلت له : رواية عند البخاري ومسلم والترمذي وعند الإمام أحمد أن معاوية بن سفيان رضي الله عنه :كان يستلم أركان الكعبة كلها فقال له ابن عباس رضي الله عنه أنه لا يستلم هذان الركنان غير اليماني والحجر الأسود ، فقال معاوية : ليس شيء من البيت محجور . زاد الإمام أحمد ( فقال ابن عباس رضي الله عنهما : }لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ{

فقال معاوية : صدقت .جزاك الله خير وحفظك الله

 

أي عمل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلمإذًا يُؤخذ ،قال النبيصلى الله عليه وسلم :

(لما قدِم المدينة ورأى الناس يصومون يوم عاشوراء ، قال : مايفعلون؟ علام يصومون؟ قالوا : يوم نجى الله فيه موسى، قال : نحن أحق بموسى منهم)، فإذاً النبي

فعله إذا أنتهت قضيتنا لانجادل، مادام النبي صلى الله عليه وسلمفعله وعمله انتهت القضية.

لكن الآن هناك شيء مبتدع في الدين، لم يكن موجود بالأصل ، مثل شخص من الصوفية قال لي : عن منزلة عندهم اسمها منزلة اليقين هذه أعلى منازلهم ، من يصلها لا يحتاج إلى عبادة الله ، ولايصلي ،ولايصوم ،ولايحج ولا أي شيء، يفعل مايريد أي لأنه وصل لمنزلة اليقين مادليلهم!

قال "من القرآن" }وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ{ قال : هذا أتاه اليقين!،

فقلت له : اليقين في الآية معناه الموت، قال: لا هذا في التفاسير التي عندكم، في التفاسير التي لدينا اليقين ليس معناه الموت، قلت له طيب اقرأ معي }مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ{ ممتاز أكمل }وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ{ماذا! }حَتَّى{ حرف غاية، حتى ماذا! قال }حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ{إذاً ماذا صار معنى اليقين؟! والله لم يرد !!

هنا تخوض ، ولاتصلي ، وتكذب ثم جاءه اليقين جاءه الموت!

قال لأجل هذا قال الله بعدها }فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ{ إذا ياجماعة هويؤلف }فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ { وليت شعري مايقولون في تلك الموالد، يقولون في قصائدهم الشركية الكفرية سأقول لك بيت مما قاله البصيري ويفتخرون في مديح النبي صلى الله عليه وسلم :

يقولون : يانبي الله مالي من ألوذ به إلاك، إلاك أنت !

قالت : مالي من ألوذ به إلاّك عند حدوث الحادث العمم، إن لم تكن يوم القيامة آخذاً بيدي فقل يازلّة القدم، فمن علومك الدنيا بأكملها ومن علومك علم اللوح والقلم، سبحان الله! هذا تبعيض من علوم النبي النبي صلى الله عليه وسلم .

علم اللوح والقلم ! يعرف اللوح والقلم ، والأقدار ،والغيب ، ويعلم كل شيء، نقول لكل كاذب افترى هذا الكلام ، ونقول لكل جاهل سمع هذا الكلام ضع هذا الكلام في ورقة، الآن الكلام هذا يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب!

هذا كلام رجل ضعيف من أهل الأرض، وصدّقه رجال ونساء من أهل الأرض، فضعهم كلهم على جنب، وأتي بكتاب الله العلي العظيم ،وأجعله مقابل تلك الإفتراءات .

هم يقولون أن النبي صلى الله عليه و سلم بعض من علومه علم اللوح ،والقلم !

وهذا كتاب الله عزّوجل وهو يقول }قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ{!

حتى الملائكة؟!}قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ{فنُصدّق كلام الله العزيز الحكيم أو كلام هذا الرجل الضعيف؟!

لا والله نأخذ كلام الله، قال الله عزوجل للنبي صلى الله عليه وسلم قل للناس في سورة الأعراف }قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي{ لا أحد أغلى عند النبي صلى الله عليه وسلم  بعد الله من نفسه }قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا{ أبداً، هناك إستثناء }إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ{ فقط ،}وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ{هناك مَن يقول يعلم انتهت قضيته، والنبي صلى الله عليه وسلم  أصدق منه والله !

أصدق القائلين }وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا{، }وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ { يقول : لو كنت أعلم الغيب مامسني السوء في حياتي!

ولكان علم في يوم أُحد قبل أنه تكسر رباعيته - عليه الصلاة والسلام روحي له الفداء -  وقبل أن يشجرأسه ،لو يعلم الغيبلعلم أن الكافر أخذ الحجر، لو كنت أعلم لكان ابتعدت ولم يحصل ماحصل لكن ماعلِمت إلا وضربتني بأمر الله عزوجل ! وقدر الله عزوجل }وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{ أما القوم الذين لايؤمنون بكتاب الله فعندهم أنه يعلم الغيب ، وأنه إله ، وأنه رب وأنه يملك تغيير الكون عليه الصلاة والسلام!!، و ماهذا إلا افتراء على النبيعليه الصلاة والسلام.

وهو يقول كلام كله سوء أدب مع النبي عليه الصلاة والسلام.

أنه هو يقول لا أملك ، وأنت تقول :لا ،لا تملك لنفسك } لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ{انتبه! هذا محاداة الرسولعليه الصلاة والسلام.

}لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ{انظر محادّاة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول :}وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ{يقول: لا ،لا أنت تعلم الغيب!!

والله قلة أدب وقلة حياء مع النبي عليه الصلاة والسلام.

إذا الله يقول :}يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ{ يجمع الله الرسل ، نوح عليه السلام، محمد عليه الصلاة والسلام، موسى عليه السلام ، موقف لايعلم عظمته إلا الله عزّوجل ! فيسأل يقول الله للرسل }يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ {

ماذا قالوا؟!

}ۖقَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ.{لاندري!  وهذا يقول: لا ،إنهم يعلمون!!

يا أخي الله يقول أنهم لايعلمون!}ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ{ إذا لانفتري على النبي عليه الصلاة والسلام ، لانفتري والله إنها من أعظم الفرية! وأعظم الذنوب أن تفتري على الله شيئاً ما أنزله!  وماحدّثك به نبيك عليه الصلاة والسلام !

}قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِش مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ{ أعلى منها }وَالْإِثْم { أعلى منها }وَالْبَغْي بِغَيْرِ الْحَقّ{ أعلى منها }وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ{ أعظم شيء ! أكبر كلمة! أنك تقول على الله عزوجل مالاتعلم!!

فحبيبي الغالي:

يكفينا أن النبي عليه الصلاة والسلام علّم أصحابه ، غرس فيهم هذه القضية ، فصاروا يتحرون مواطن الإتباع !

فقال عمر بن الخطاب في البخاري وهو يطوف بالبيت لما رأى الحجر الأسود، يرسل رسالة للأمة كلها، ومن معه ينظر للحجر الأسود قال " والله إني لأعلم أنك حجر لاتضر ولاتنفع ولولا " انظر الشاهد "ولولا أني رأيت رسول الله عليه الصلاةوالسلام " رأيت! " رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقبلك ماقبلتك "  لو لم أره يفعل مافعلت لكن رأيت النبي عليه الصلاة والسلام!

قبّلك فأنا سأقبلك ؛لأن النبي عليه الصلاة والسلام فعل! و يأتيك شخص الآن ممن ناقشتهم من القرآنيين ،يقول لك في القرآن الله لم يقل ذلك !

" شخص كان مبتعث في الصين وأتى قال لي أخوه أتعبنا لا يأخذ دليل إلا من القرآن، قلت له: لا تأخذ شيء إلا من القرآن؟! قال :نعم ، قلت : جميل،  تصلي أو لاتصلي؟ قال :كيف لا أصلي؟

قلت :كيف تصلي؟  كم تصلي في الفجر؟ قال :اثنتين !

والظهر؟ قال :أربع، والمغرب ؟ قال : ثلاث ،قلت : ممتاز هل تريني هذه في القرآن؟! عدد الركعات هذه هل هي موجودة في القرآن ؟

قال : هاه !!قلت:أنت تقول لا أتبع إلا القرآن، طلعها لي في القرآن ! والله ساكت، سألته :كيف تتوضأ؟

قال لي صفة الوضوء ، قلت : طلعها لي في القرآن ! طلع لي أن الزكاة ربع العشر! تفاصيلها ! طلعها لي في القرآن ! فأغلق عليه فتذكرت حديث النبي عليه الصلاة والسلام، عند أبي داوود والترمذي وغيره مما قال النبي عليه الصلاة والسلام

(لا أَلْفِيَنَّ أحدَكم مُتَّكِئًا على أَرِيكَتِهِ يأتِيه أمرٌمِمَّا أمرْتُ به أو نَهيتُ عنه فيقولُ : لا أدري . ماوجدْنا في كتابِ اللهِ اتبعناه )جالس متبخترمعناه مالم يكن في كتاب الله لا نأخذه !

فحبيبي الغالي خلاصة الموضوع والختام أننا يكفينا إتباع النبيعليه الصلاة والسلام!

 

و إن قال قائل :محبة النبي صلى الله عليه وسلم لا أستشعرها ، نقول: تحرى اتباع النبي عليه الصلاة والسلام ، واسأل الله عز وجل في دعائك!

فمن عنده مشكلة ، وهو مضطر،فليدعو الله ، فوالله إن الله ليجيب المضطر إذا دعاه!

تعرف على النبي عليه الصلاة والسلام ، أقرأعنه ، وادعُ؛ لأنه لا نؤمن حتى يكون أحب إلينا من أنفسنا ، و أموالنا، و أولادنا، والناس أجمعين !

حتى قال : الآن يا عمر !

وحتى نثبت على أمر الله عزوجل و أمر نختم بهذه الآية }وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًاعَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا{! لاحظوا فعلوا ولم يقل حفظوا !! فعلوا و طبقوا ما أمروا به لكان ماذا ؟

خيرًا لهم وأشد تثبيتًا!!

أسأل الله جل جلاله أن يتقبل منا ومنكم مايسّر ، و أجرى على هذه الألسن ،وما أسمع هذه الأذان ، إن ربي ذلك على قدير وأسأل الله أن يجعلها ثقلًا في موازيننا يوم نلقاه وأن يجعلها عزا لنا و إياكم  في الدنيا و الآخرة و أصلي وأسلم على أشرف خلق الله نبينا عليه الصلاة والسلام

وجزاكم الله خيرا ..،


للاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://www.abdelmohsen.com/play-721.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده



  محاضرة هل عملي مقبول بصيغة wrd   محاضرة هل عملي مقبول بصيغة pdf


  • الخميس PM 08:51
    2015-09-03
  • 7647
Powered by: GateGold