عرض المادة

وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا

وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا

بسم الله الرحمن الرحيم

احمد الله سبحانه وتعالى رب العالمين الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين وأصلي  وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفدى عليه الصلاة والسلام .

أما بعد :

مثل ما عودناكم بداية الحلقة نسأل بعض الاسئلة:

قلنا بالأمس  أن علاقة القرآن بالإيمان ثلاث علاقات؟ وذكرنا منها واحدة أن القرآن بفضل الله             عز وجل قد يستحدث إيماناً لم يكن موجود  قبل قط؟!

قلنا ان لم يكنهناك إيمان يأتي القرآن بفضل الله عزوجل فينشأ إيمان جديد لم يكن موجود لكن بشروط؟ منها الكبر

الله الله إذاً الله سبحانه وتعالى علمنا إذا كانت هذه الصفات بك

حال استقبالك للقرآن حتى لو كنت مشركاً  وأنت تريد الحق وطبقت هذه الأمور الثلاثة التي هي:استماع وليس السماع وانصات وعدم الكبِر الخضوع والتواضع ماهو الدليل الذي اتينا به؟

أول قضية قلنا الجن صح أم لا؟ نعم هم قالوا (إِنَّا سَمِعْنَا) لكن الله جل جلاله لما علق قال(يستمعون) والعبرة على تقدير الله سبحانه وتعالى وتقييمه وحكمه وليس على كلام الجن وهذه هنا عظمة

لإجل هذا فيه فائدة انك  أحياناً تستحقر عملك ولكن تقييمه  وتقديره عند الله عزوجل أعظم مما قيمت به نفسك أنت ، الجن قالو(سَمِعْنَا) وسمعنا الله سبحانه قال لا هم(اسْتَمَعَوا ) وأعظم من يحكم هو من!؟

الله سبحانه وتعالى وأنصتوا  فأعطاهم الله الوعد الذي هو الرحمة ..

فتغيرت العقيدة صح أم لا؟! تغيرت  العقيدة من الكفروالشرك إلى الإيمان والتوحيد حتى لو كنت لست مشركاً بل كنت داعية بالشرك قسيساً أي مركز دعوة لشرك واجتمعت بك هذه الثلاث الأمور يفتح الله سبحانه وتعالى قلبك فتتغير العقيدة  وذكرنا مثال تذكرونه؟ الذي ذكرناه حتى لو أن الانسان ليس كافراً قسيس أي يعلم الكفار ؟

(ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا )ماهي الشروط التي حققوها حتى فتح الله هذه القلوب ؟

(وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) هنا تتفتح أغلاف القلوب السؤال الذي يسأله نفسه الشخص كل شخص مسلم يقوله له انا  إذا لم يفتح الله قلبي للقرآن إذاً عندي مشكلة في أحد هذه الثلاثة إما انني لم استمع جيداً أو انني لم أنصت أو إنني مستكبر وضحت أحبتي؟

لان مستحيل انت تحقق الشروط ولا يعطيك الله الوعد مستحيل ، هذه تجدها عند غير رب العالمين أما عند رب العالمين لا ..

أنت إذا سمعت حديث أي شخص يتحدث أو تسمع حديث أحد، في حديثه تحديد مصيرك مثلاً أنت أتيت تقدم وظيفة ثم إذا قال لك الشروط واحد وو ، تقول له دقيقة بالله  أعيد مركز وتسجل وبالله عندكم رسالة عندكم بروشور ،كل هذا يعطيك إياها ه مرة واحد لماذا هذا التركيز!                                 لإجل ذلك الله قال(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ) لم يذكر الناس(لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ)شخص قلبه مفتوح لان الله قال القلوب هذه بها عيوب (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)                           أسأل الله ان يفتح العيون التي هنا إذا فتحت تصبح ترى وتفلح .                                             من أجل ذلك قال الله (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)

فإذا استمعت لهذه الشروط يعطيك الله الوعد قال الله (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ )  شخص قلبه تعبان مابعد إلى الآن أستحدث هذا الإيمان الذي دخل القلب جاهز مفتوح ، الربيع فقط ينتظر مطراً .

قال (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ) لا يصلح ألقى السمع يصبح سامع وهو شهيد ،مركز ماهي الكلمات التي ذكرت وضحت أحبتي؟!

فرق بين إنني ألقي السمع وبين إنني ألقي السمع وأنا شهيد ، كل كلمة أشعر أنها تكلمني أنا وتخاطبني ،حين يأتيك خطاب خاص بك أنت ،غير حين يأتيك خطاب عام صحيح؟

نحن دائماً نقرأ القرآن الشيطان يأتي  ويجعل الخطاب كأنه لأشخاص آخرون لا ، الخطاب لك أنت،  فإذا أنت مركز يصبح اسمك شهيد (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) لذلك الله سبحانه لايريدنا نقرأ القرآن بهذه الطريقة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا )-طريقة سريعة-

لا لاهذه لاتصح ،الله سبحانه وتعالى قال(ولا)وخذ الجائزة خذ الفرصة  والكنز الذهبي الذي سأذكره واسأل نفسك وكل من يرآني يسأل نفسه هذا السؤال ..

قال الله عزوجل(وَلَا تَعْجَلْ )خذ الآية التي قبلها(وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) ماذا بعدها (فَتَعَالَى اللَّهُ)أنت تسمع حديث أي أحد تركز فالله سبحانه أولى جل في علاه(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ) ماذا بعدها ؟ ماشعرت أنك اتقيت أو أحدث لك ذكراً يمكن أنك مستعجل (وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ   وَقُل )هذه ما قلناها من منا كل مايقرأ القرآن يقول  : يارب زدني علما قبل أن يغلق المصحف يقول يارب             الله يقول لك اقرأ بهدوء و(قُل)  تحصل على طعم القرآن ، نحن ماشين مستغنيين لا لا انتبه حبيبي الغالي .                   

قال الله( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا )هذا القرآن مليء بالعلوم ، مليء  ، هذا القرآن مشحون                   ( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ)                       فلماذا تأتي لهذا النهر العذب وتذهب عطشان لايصح من أجل ذلك النبي ﷺ  كان حريص على قضية مراجعة  الحفظ وكان جبريل يقول له الآية ثم الرسول ﷺ مباشرة يعيدها مثلاً يقول له              (الم )يقول النبي( الم)فجآءه النهي لما صعد جبريل نزل مرة اخرى  قال له يقول لك الله جل في علاه(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)                                                                           قال تعالى ( ثُمّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) لكن ، هل حققت الشروط أم لا ؟

هناك آية ثالثة في كتاب الله تطلب منك الهدوء أثناء التلاوة ، ماهي ؟ 

( وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا  ) لِمَ العجلة إذًا ؟

إن أهم حكمة و غاية من إنزال القرآن هي التدبر ، هو أن يصِلَ إلى قلبك ، لا تُركز فيما عدا ذلك 

خطأنا أننا نُركز على الأامور الخارجية المحسوسة ، كالسمع و البصر و الحفظ و الكم 

لا ليس هذا هو القصد ؛ ينبغي للتركيز ان يكون هاهنا [ و يشير الشيخ الى قلبه ] .                           قال الله تعالى ( وَ بِالحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا )

 على عجل ؟ لا  ( وَ قُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النّاسِ

( وَ قُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَ نَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا

هل قال بعدها : قلِ اقرؤوه ؟ لا ، قلِ احفظوه ؟ لا

بل قال : ( قُلِ ءَامِنُوا بِهِ ) . 

حقيقة الإيمان هي لما أعطيك رسالة مفادُها ان شخصًا ينتظرك الان في الخارج و معه سلاح ، سيأتي إليك و يؤذيك ، إن قرأت ما كتب في الرسالة و لم تؤمن به فإنك لن تهتم به إطلاقًا ، لن يؤثر في قلبك، لكن ان قرأته و أنت تعلم أن مصدر هذه الرسالة صادق فإن قلبك يتنبّه له ، إذًا لمِ القلب بالذات ؟

مداخلة:

في بعض من البلدان الاسلامية يتدارسون القرآن بالطريقة التقليدية ، طريقة الكتاتيب خصوصًا ، فالحفظ يكون بطريقة سريعة أيضًا ، بالترديد و التكرار و معلمهم يقوم بذلك معهم ، و بعد أن يفرغون من الحفظ يأتي دور التدبر ، فهم يعتمدون على خطوتين ، الحفظ أولًا  ثم التدبر ثانيًا ، فهل هناك إشكال في اتباع هذه الطريقة ؟ 

يرد الشيخ قائلًا : رائع ...رائع  ، لا بأس بذلك ، الأهم إيجاد الوقت للتدبر بعد الحفظ ، و هذا لا يحدث دائمًا مع القرءاة السريعة ، لأن التدبر أصلًا  يُعينك على الحفظ ، الآية التي تتدبرها  لن   (تُخطِأ ) فيها ، لن تنساها بعون الله عزوجل . 

مثال بسيط لـِ يتضح المعنى / في اول يوم اجتمعت معكم قلنا أن كل آية قبل نزولها فإنها قد أحكمت و فصلت ، اليوم حضرت معنا آية في التدبر .                    

يتساءل الشيخ : أنا لا أعلم لِمَ يُطلق عليه الناس مسمى التّأمل ؟

الله تعالى أسماه تدبر ، بكن لا أعلم لِم يقولون عنه تأمل ؟! أحتاج فعلًا أن أرى النص الذي ذُكر فيه كلمة تأمل وجدت الكثير من الكتب المطبوعة تحت مسمى " تأملات قرآنية "                                 الله تعالى يقول ( أَفَلَا  يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ ) ( أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ ) ( لِيَدَّبَّرُوا )                                    فما أجمل من أن نُسمي الأشياء بمسمياتها التي أطلقها الله تعالى عليها ، الله أسماه تدبر ؛ إذًا هو تدبر..

مثال آخر / اليوم إمامنا الفاضل ( أبا سعود ) أخطأ في الآيات التي قرأها في الصلاة ، و أكاد أجزم أنه لو تدبرها من قبل لما حدث ذلك الخطأ ، حتى لو كنت إمامًا و من خلفك هم أئمة الحرم جميعهم  و قُرّاء العالم أجمع ، إضافة إلى ذلك لو كان معهم مصاحف لـِيُنبّهوك إذا أخطأت ، إطلاقًا لن  تشعر بخوف أو رهبة .  

في قوله تعالى ( كَانُوا قَلِيلًا  مِنَ الّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ )( وَ بِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )( وَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ  لِّسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ ) لم يذكر الله تعالى أنه ( حق معلوم ) لماذا ؟ لِأنها ليست زكاة . 

في سورة المعارج ذكر تعالى أنه ( حقٌّ  معلوم ) ؛ لأن سياق الآيات يحتاج إلى ذلك ، هذه ليست قضية زائدة لا طائل منها ، إنه ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءَايَاتُهُ ثُمّ فُصِّلَتْ ) فلما أحكمها العليم و فصلها الخبير جعل فيها ( حقٌّ معلوم ) .

لكن يبقى السؤال : مالفرق بين سياق الآيات في السورتين ؟! "الذاريات و المعارج "

الإجابة : سياق الآيات في سورة الذاريات ذكرت النوافل من العبادات ، ذكرت أُناسًا انتهوا من أداء الفرائض و الواجبات و انتقلوا إلى النوافل ( كَانُوا قَلِيلًا  مِنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) ، صلاة الليل ليست واجبة و إنما مستحبة ، الليل عادةً وقت النوم و الراحة بعد عناء و مشقّة العمل في النهار ، فالواجب عليه فقط صلاتي العشاء و الفجر  ، لكنه فضّل القيام لصلاة الليل ، فهو متعدٍّ من الفرائض إلى النوافل ؟ و مثلها كذلك قوله تعالى ( وَ بِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) هذا ليس واجبًا ، لكنه استحب فعل ذلك ! فبما أنه تعدّى الفرائض إلى النوافل ، فهذا يعني أنه إدّى الزكاة الواجبة أصلًا .  

(وَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ ) لا يحتاج إلى تحديد مقداره " فهي ليست زكاة يخرج منه ربع العشر " هو حقّ لِأيّ أحد  دون حدٍّ معين ، فهي صدقة و ليست زكاة .

بينما في سورة المعارج الأمر يختلف قال تعالى ( الَّذِينَ هُمْ عَلَى  صَلَاتِهِم دَائِمُونَ ) هي الصلوات الخمس المفروضة في اليوم و الليلة ، و أيضًا ( وَ الَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ) هي الزكاة المشروعة بنصاب محدد .

هذه فرائض و ليست نوافل ، ( وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) لا مُزاح في ذلك ، هذه أمور واجبة ، إنها ركائِز الدين و هي ليست بنافلة . 

*إذًا بعد اليوم ما إن تصبح إمامًا و قرأت بسورة الذاريات و ردّ عليم أحد المأمومين مصحّحًا لك  بـِ ( حقٌّ  معلوم ) قل له : اطمئن  ولتطمئن أنت قبله (: 

مداخلة

الصحابة رضوان الله عليهم و الأئمة هم قدوتنا و أسوتنا ، لكننا نسمع مما يُنقلُ لنا عنهم و يُروى أن عثمان بن عفّان رضي الله عنه كان يختم القرآن الكريم تلاوةً كل في ليلة ، و الإمام الشافعي كذلك , بل إنه يختمه في اليوم مرتين ، فهل هذا تدبر ؟! أم أن هؤلاء نحسبهم و الله حسيبهم و لا نُزكّي على الله أحدًا أنهم قد وصلوا إلى شيء من المنزلة لم نصِل نحنُ إليه ؟

رد الشيخ قائلًا  : نحن قدوتنا الأساسية المطلقة هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، و اذا استذكرنا حديث الرسول عليه الصلاة و السلام من الصحابي الذي استأذنه ان يقرأ القرآن كله في يوم ، و كان الجواب : أن أقل مدة ممكنة هي ٣ أيام ، و الصحابي يراجع النبي عليه السلام و يقول : أقدر في يوم و الرسول ينهاه عن ذلك ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ( اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ ) قُلْتُ : إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً ... حَتَّى قَالَ ( فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ ) .

لذلك ينبغي علينا قبل أن نتّخذ من أي شخص قدوة ؛ أن نقتدي برسولنا عليه الصلاة و السلام ، هو القدوة العظمى و الكبرى ، ذُكِر ذلك في القرآن أصلًا ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ  "و أُسوة بمعنى : قدوة "    لو تدبّرناها !!!  . 

لِأجل هذا هؤلاء الأئمة العظام قالوا كلمات تكتب بماء الذهب في هذا الشّأن خاصّة ، قال الإمام الشافعي : إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و دعوا ما قُلت ، و في رواية : فاتبعوها و لا تلتفتوا إلى قول أحد  .

لأنه لا يوجد أصلًا  مقارنة بين من نقتدي به القدوة المطلقة وهو رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام و بين أي شخص آخر ، اقتدائنا بالرسول الكريم هو اقتداءٌ كامل بالأقوال و الأفعال بلا استثناءات ؛ أمّا غيره من البشر فننظر إلى أفعاله ، إن كان منها ما يوافق أفعال الرسول عليه الصلاة و السلام فعلنا مثله ؛ و إلّا  فلا نقتدي به

مداخلة /  ماذا لو كانت القراءة السريعة بدون تدبر من أجل مراجعة الحفظ ؟

رد الشيخ : لا مانع ، لكن القراءة التدبرية تُعين على الحفظ و تثبته ، و هي أكثر نفعًا من الترديد المستمر ، هذا هو نص القرآن ، و هكذا علّم الرسول الكريم صحابته رضوان الله عليهم ، بل هكذا علّم الله نبيه صلى الله عليه وسلم عندما كان يردد بسرعة أثناء تدارسه القرآن مع جبريل عليه السلام

لو تساءلنا ؛ ما كان هدف النبي عليه الصلاة و السلام من التردسد المستمر ؟! الجواب : كان يريد الحفظ و تثبيت الحفظ

فجاءته البشائر الرّبّانية : [ سنؤتيك الحفظ ] 

أُوتي رسولنا الكريم ٣ بشائر : ١/ جمعه  ٢/ قرآنه ٣/ بيانه     ... 

 "فلتوقن أن الآيات التي تتدبرها سوف تبقى و تثبت و تترسخ بعقلك أكثر من الآيات التي حُفظت دون تدبر                                                                                                   لمّا تلوْنا اليوم في صلاة الفجر قوله تعالى ( إَنَّ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ ...) أجزم بإذن الله أنك لن تنسى أنها بعد الآيات التي أُمِرنا فيها بالإستعانة بالصبر و الصلاة ، أيضًا لمّا تتلو قوله تعالى ( إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) تُدرك أنه إذا كان الله معك ماذا يحدث لك و أنت صابر ؟

حتى الموت يقلِبُهُ حياةً ! الله أكبر ...

تُصبح الآيات لديك مترابطة فيما بينها ..

الشيخ: ( الٓمٓ *ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ )

أقول هذه سريعاً  لكن قد أقول )ذلك الكتابُ لاريبَ فيه) وأقف!   ..

ما أعظم الله ، كل الكتب ندم أصحابها أن يألفوها أن لو زادوا، لو أخّروا ، لو نقّصوا

(هُدىً لِّلْمُتَّقيِنَ ) وأقف عليها .. أقول يارب اجعلني من المتقين الذي ذكرتهم في الآية .

* ظنُّك الحسنات الذي سوف آخذها هنا عندك عشر إلى سبعمائة ضعف،، قد تأخذ اشنى عشر ، في هذهِ السرعة قد تأخذ عشر فقط الحد الأدنى .. لكن  بعد الوقفة هذه والدعاء والتفاعل مع القرآن قد تضرب سبعمائه في آيه واحدة ! على كل حرف !

وضحت ؟

فمن قال : اجمع أكثر عدد من الحروف وليس أكبر عدد من الحسنات .

- السؤال يحتاج تصحيح يا شيخي .. ليس كل سؤال  وهذا يعلِّمُكَ إياه القرآن  .. يحتاج جواب   بعض الأسئلة تحتاج أصلاً تصحيح السؤال قبل أجاوب وهذا  موجود في القرآنِ والسنّة .

-سائلٌ يُناقش الشيخ قائلاً: النقطة تبع الربط سريعة، أنا في ورد التدبّر أقرأ :                        (الٓمٓ *ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ)

ثم انطلق  -الله سبحانه وتعالى- في وصف المتقين الذين وصْفهُم أن الكتاب هدىً لهم .. وَصَفَ المتقين .. ثم دخل على المنافقين ووصفَ أنهم بعيدين عن القرآن ، ثم وَصَفَ طرق تعاملهم مع الناس ومع -الله سبحانه وتعالى- وبعدَ هذا مثّل عليهم وبعدَ هذا مثّل في حالهم وضعفهم .. بعد هذا كله وجّه توجيه أنّ ( الله هو ربُّ السماواتِ والأرض ) ثم قال (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا ) الله أكبر .. رجع للآية الأولى!

الشيخ : الله أكبر .. أنتَ سؤالك الآن داخل فيه أسئله كثيرة ، سؤال عظيم هذا فعلاً ..            الله أكبر .. الله أكبر

أنا الآن لا أعرف أجاوب على أيّ سؤالٍ فيهم !

كل سورة ، صدر السوةه يُعلِّمُك حتى وأنتَ ليسَ بحافظ يُعلِّمك  ما الذي ستراه داخل ثنايا السورة  الله أكبر .. وآخر السورة يُعلِّمك الختام ، كيف تصل لهذهِ الآية كلها  يُلخّص لك الذي مضى كله!

كل سورة  مقدمتها تعلِّمُك ماذا سيأتيك ؟ ، تعطيك قواعد رئيسية وحقائق ، من ثم تُعطيك أُناس فعلوا هذا وحصّلوا هذا ..

مثلاً  :

قول الله عز وجل : {الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ،  مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}

سبحانك يارب ! الآن أعطاك .. قال لك : ليسَ كل من آمنَت بلسانه أن تقول لهُ ممتاز! .. ستأتي فتن مختلفة ( فتنة البيت، فتنة خارج البيت ، فتنه مع الناس الذي تدعوهم ..)   أعطاك أنه يوجد فتن! ما قال لك : ( ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين ) آمنوا  !

لا لا قال : هو زَعَمْ أنه آمن لكن أنا سأقول له  هل هو صادق ام كاذب  ؟؟

وكل من زَعَمَ الإيمان وعَمِلَ أعمال ليسَ بمقتضى الإيمان ، يظن أنه سيسبق لخير !

قال له الله : (سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)

هل تظن أنك ستسبق الخير ؟ مستحيل ..

الذي قال له أنا مؤمن ومع الفتن  أثبت  أنه مؤمن  (مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ )هذا الثابت

(فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (

هُنا أقول لك أنني معك وأسمعك ، ثم قال لك في الأخير ، أنا لستُ بحاجتك ،، اذا أنت عَمِلتَ الخير ؟ فإنّ هذهِ لك .(وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ(

ثم أعطاكَ الفتن الذي ممكن أن تمر عليك .. أول فتنة أعطاكَ اياها في بيتكم ، فتنه من أهلك

(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ) (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا)

مافيها وصاحبهما.. الموضوع هنا ليس بموضوع (بر) الموضوع موضوع فتنه الآن في لقمان ( بر(

وضحت أحبتي؟ .. الموضوع الآن لايوجد بهِ بر الآن قال :(إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ (

وذكرَ لكَ فتنة أن الفتنة الذي تأتيك قد تكون من أحب الناس إليك  يُخيّرُكَ بأمر يُخالف الإيمان .

وهنا الفتنه ان تنجح .. تُصاحبهُ في الدنيا معروفاً لكنّك ماذا ؟ تثبت على إيمانك

(وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ) والذي بعدها ؟

( ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)

أعلِّمُكَ هل أنتَ صادق ام كاذب ؟! نجحت ام لا؟!  لأنك أنت قلت مؤمن والذي بعدها ؟

(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ  ) قالو سنسجنك ،سنعذِّبُك ، ستخسر وظيفتك ! يبدأ يُقارن جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّه !!

فيقول في نفسهِ -الله سبحانه وتعالى-

(يعني ميخالف .. ميخالف ) .. تحسب أنك آمنت هُنا !!

قال له الله : {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}  وضحت ؟

لاتجعل فتنة الناس كعذاب ماذا ؟ .. كعذابِ الله

- وهو في أيامِ الرخاء ممتاز !

( وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ)

سبحانه - هو يعلم بما في صدور العالمين ، لكن قال سأظهر لك عن طريق الفتنة هل هو صادق أم كاذب .. والذي بعدها ؟؟

(وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ)

- ثم أعطاك .. أن أحياناً الناس تقول ( والله ودنا نطبّق الدين لكن ضغوط خارجية!

( جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ) يعني خائف انت من أسلحتهم  وعندك ربٌّ سيُحاسبك على تغيير دينك ! ( جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ )

لهذا قال بعدها فوراً {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا(

أنتَ تريد التغيير لكي تصبح مثلهم ؟؟ أليس كذلك ؟؟

(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا (

لابد أن تغير أنت ! ( ضغوط خارجية ) أليسَ كذلك !

(وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)

(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ)

ثم قال لك جلسَ هذا الابتلاء مع نوح ألف سنة .

نعم ممكن أن يصبح البلاء طويل .. لكن  في الأخير ماذا حصل  ؟؟

قصة نوح كلها هُنا مانحتاج منها إلا آيتان

الشاهد الذي يذكر لك  العاقبة  يذكر لك ( فتنّاه ) وقال : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ          فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَة) وماذا بعد ؟؟

( الذين كانوا يظنون أنهم يسبقونا )

)سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ( وما الذي بعد الآية ؟ (فَأَنجَيْنَاهُ )

ثم ذكرَ قصة إبراهيم عليه السلام ، قال له ( انظر في نار سنحرِّقُك ) نار !      

 لكن إبراهيم ماجعلَ نارهم مثل نارُ الله  صحيح ؟؟

فإذاً الله هُنا يُعطيك أمثله تخدم مقدمة السورة

ترى يعطيك أناس فهموا ورجَوا لقاء الله وتراني آتيتهم ( فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ(

انا كنت أسمع وأعلم ماكانوا فيه (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

والذين كانوا سيُحَرِّقونه ؟! هؤلاء  (سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)

أين ذهبوا ؟!

لمّا أُلقيَ إبراهيم في النار ما قال  والله نار !

لمّا رأى النار .. قال مستحيل أنا اغير عقيدتي

فما جعلَ فتنةِ الناس ماذا ؟  كعذابِ الله

وأهل النار   ماذا قال لهم ؟؟ ( وَ مَأْوَاكُمُ النَّارُ )

(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا)

والله الذين أنت معتمد عليهم وتعتقد بأنهم معك فـوالله  (إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ)

كل السورة تتكلم عن أناس ظنوا أنهم سيسبقون لكن يعطيك الله نهايتهم بأنهم (راحوا فيها)  وأناس صدقوا مع الله وانظر كيف نجّاهم، قلت لك قبل قليل (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ) الآن آخر آية يقول: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)

مثلما أعطى أولئك سيعطي هؤلاء، مثلما نجى إبراهيم سينجيك ولكن هذه تحتاج لمجاهدة (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)

وضحت أحبتي؟

كل سورة تتكلم في البداية تأتيك في المنتصف كلها ...

في البداية تتحدث عن أناس ظنوا ظن خاطئ ثم أعطاك الله قصص الذين ظنوا ظن خاطئ وأين ذهبوا، وناس يرجون لقاء الله .

(مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ  وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) أثبت لك الله أنه سمع ورأى وعلم أحوالهم ونجاهم، ترى أجل الله إلى الآن ، والله لا يخلف وعده حتى لو مات الشخص، ما أعظم الله، هو وحده من يستطيع أن يعطيك وأنت حي أو ميت، بل يستطيع أن يعطيك وأنت في حفرة تحت الأرض ما لا يحلم به ملوك الأرض كلهم.

تأمل في أوائل الآيات من سورة محمد، وهذه الآية أذكر كنت اقرأها لأن مقدم البرنامج سألني فقال: لو قتل؟

فلما قلت الآية كانت كالمدفع ..

 

قال الله عز وجل في رابع آية من سورة محمد عليه الصلاة والسلام :(ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ

لَانتَصَرَ مِنْهُمْ) الله قادر بأن يخسف ببشار اليوم وبكل الأعداء، يستطيع أن يخلصنا منهم الآن.            إذًا مالحكمة؟ يقول: ( وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ)

لو في هذا البلاء واحد قُتل؟

قال الله: (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ)

لن تذهب حتى ولو قُتل، لأنه ذهب لمكان أعظم من الدنيا كلها

- المقدم كان يسألني: لو قتلوا ماذا سيحدث لهم؟

قلت: (سَيَهْدِيهِمْ ) لكن هو مات!

لا لم يمُت إياك أن تقول أنه ميت؛ هذا قتل في سبيل الله، لو مات من مرض قل ميت، لو مات في حادث قل ميت، ولكن إن قتل في سبيل الله فانتبه أن تقول، بل لا تفكر بذلك، المقتول في سبيل الله غير الناس، هو بدأت حياته الحقيقية الآن.

قال تعالى: (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ *سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ)

الآن يرون الصلاح والهداية..

(وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ) قال لهم هذا قصرك

والله لأحدكم أعرف بقصره في الجنة من بيته في الأرض.

إذاً ليس هناك شيء نقول أن عنده تنتهي ..

قلنا (مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ )

لأجل هذا قال الله عز وجل عن المؤمن المتدبر للقرآن جعلنا الله منهم

قال عز وجل: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ) العالين؟

لا، لا أحد فوقك إذا أنت بعد الله مؤمن بهذا الكلام والله لا أحد يقدر على كسرك.                      قال: (وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ)

إن كنتم مسلحين؟ لا

إن كنتم مدججين؟ لا

إن كان العالم كله معكم؟ لا

قال: ( إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

السؤال المنطقي يقول واحد: والآلام التي تحصل الآن هل تجعلنا نهون؟

قال الله: (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ)

يجيبك القرآن العظيم

يعني إذا أنت مركز وتسأل سؤال سيجاوبك وبالتفصيل، إن كنت تقول أن هذه الآلام تجعلك تحزن وتتعب، فالجواب هو: لا، إن كنت مؤمن لا شيء سيكسرك، ستظل دائًما في الأعلى.

قال: (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ)

إن كان عندكم أرامل فكان لديهم أرامل أيضًا ، إن لديك أعضاء مبتورة فلديهم من عنده أعضاء مبتوره .

(وَتِلْكَ الْأَيَّامُ ) الآن يفصل لك السؤال الذي سألته في قلبك

(وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) مرة يرتفع أهل الباطل، فيتنظف الصف، فوج هائل من المنافقين تسقط أقنعتهم فجأة، كنت تحسب أنهم علماء أجلاء ولكن فجأة تجدهم مع من ارتفع من أهل الباطل، تنظيف للصف

فمالحكمة من تداول هذه الأيام، مرة لهؤلاء ومرة لهؤلاء؟

قال الله: ( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا)

من يستحق أن يكونوا أعلون، مهما تزلزلت الدنيا ما هانوا، مهما أصابهم القرح ما حزنوا ، إذاَ فالأمر الأول: تصفية للصف وتنقية له، ينعدم الصف الرمادي، القرآن كله مستحيل تجد في نصّه أن الله أنهى وقصم الظالمين وأبقى واحد منهم في هذا الخط الرمادي، هناك خط أبيض وخط أسود وخط رمادي، وكل هذه الابتلاءات لأجل تنظيف هذا الخط الرمادي ولن يبقى فيه ولو فرد واحد، ولو تبقى شخص واحد في الخط الرمادي للآن لم يحدد بين الخطين الأبيض والأسود لما أنهى الله الأزمات

بل أنه يشتد البلاء حتى يختار إما يمين (أبيض) أو يسار (أسود)

إذاً هنا قال الله:  ( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا)

تجده ثابت في الأبيض حتى لو قل عددهم وتقطعت أجسادهم، لا يتزحزح عن هذا الخط ، اسأل الله أن يثبتنا وإياكم يارب ..

قال الله:( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا)

في مرحلة التصفية هذه هناك من اشتقت إليهم فأصطفيه .

يقول تعالى:  ( وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ)

فيه أناس نجحوا في الاختبار، وليسوا في حاجة لاختبارات أخرى، فسأرفعه عندي وأجازيه.. وضحت؟

قال بعدها: ( وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)

لا تظن أني عندما سلطته ليقتل حبيبي بأني أكره هذا الحبيب، هو قتل حبيبي لأني أريد أن اتخذه شهيدًا.

ثلاثة:(وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ)

هو سينهيهم ولكن لابد أن لا يبقى في الصف الرمادي أحد.

هل هناك دليل على هذا الكلام؟

كل قصص القرآن أدلة على هذا، وأعطيكم مثال أو مثالين على عجلة..

الآن الله سبحانه وتعالى لما جعل فرعون يتبع موسى، الله قادر على أن يمحقه وهو في مصر قبل أن يتبعه، لكنه عز وجل قال: (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس)

فيه أناس في الخط الرمادي نحن لا نعرفهم، والله لا يجعلنا منهم، وفيه أناس بالرمادي جالس يتربص (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ) يكون مع المسلمين حين ينتصرون، لكن إن كان للكافرين نصيب فهو معهم، لذلك هو يجلس في المنتصف مذبذب بين ذلك، تارة هنا وأخرى هناك، بحسب الأقوى.

فالله عز وجل يزيد من قوة الكفار حتى يخرج المنافق ويُكشف، فليس له مكان مع المؤمنين، ويستحيل معرفته إلا إذا قوي الكفار ولم يجد شيء عند المسلمين، حين لا يملكون المال ولا يكون عندهم عدة ولا عتاد وحماية من البشر، فلا يملك إلا البضاعة عندهم فيذهب.

فالله عز وجل علمنا حين خرج موسى عليه السلام ومعه  بنو إسرائيل ...

هم أبيض وصف فرعون أسود صحيح؟ لا عندنا هذا ..

الله يقول لك لا ، هذا الصف الابيض غير صافي فيحتاج إلى زيادة بلاء وأخبرك كم واحد منهم سيخرج ، فقط نقربهم قليلاً واخرج الذي في صدورهم الذي انت لم تراه ، فجلس أصبح يقرب فرعون ست مئة ألف مدججين بالسلاح وأتوا فلما ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ)

 يالله من قوى الآن؟  

هؤلاء كانوا متحملين صامتين فزاد الله البلاء حتى يُمحصّ الذين آمنوا .. 

أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) انا بقرب الفتنة عندك حتى تخرج يمين يسار الجنة هذي غالية ليست حديث فارغ ، اسأل الله ان يثبتنا واياكم .

 قال الله { فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} للآن صامتين فلما رأوا بأعينهم قالوا  انتهى أصحاب موسى ! اخرج من الأبيض واذهب  للرمادي أو اذهب لهناك ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ).

أي الموضوع انتهى ، لم يقولوا قد ندرك لا بل انتهى وضعنا ، حتى بدؤا يلومون موسى عليه السلام يلومون الذي بالخط الابيض يقولون وهقتنا يقولون أوذينا ليتك جعلتنا نغسل ملابسهم ونخدمهم! 

قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ }

لماذا ورطتنا ؟ أنظر سبحان الله إلى العظمة أين كانت الكلمات تلك قبل قليل؟ لا كان الدين ممتاز مع موسى عليه السلام .

فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } لم يبقى إلا اثنين فقط !               { قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ } قال : كلاّ ! أين أسلحتك ودباباتك فقط اعطني عنصر واحد يجعلك تقول كلاّ على الاقل ليتك صامت ! { قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } ماقال سوف يهديني ! بل سيهدين 

الآن ، دبرني أمام ثلاث مئة ألف ساحر .

أنا ربي سيهديني لما انكشف الخط ولم يبقى أحد في الخط الرمادي تجد كلمة ( فاء ) فوراً في كل القرآن ، لان الحكمة المتداولة بين الناس من البلاء زُلزلوا

حتى يصفي الصف أول مايتنظف الصف تأتيك حرف ( الفاء ) فوراً .                            قال  { فأوحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ }

الآن علمنا من في الرمادي ومن في الأسود ومن في الأبيض ولو لم يكن في الابيض إلا واحد سيقسم الله الظالم هنا! { فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ} 

العصا هذه ماذا تفعل؟ لو بركة أو مسبح ما فعلت فيه شيء صحيح ؟ لهذا هو قال معي ربي!             لم يقل معي العصا !

سؤال ، مالحكمة بإن الله دائماً يقول العصا ! العصا يا أخي ما تؤثر البحر أطنان من البواخر كيف تؤثر فيه العصا؟ 

الله يريد ان يرسل لك رسالة وأنت تقرأ القرآن أن الأسباب التي معك ، اذا استنفذت الوسع الذي لديك، فأي سبب معك { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ

واحدة في المخّاض لاتستطيع تحريك منديل !

نخله؟ سأجعلها تتساقط عليك رطباً جنياً . 

فأول ما اتى ( فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ )و انفلق ؟ لا 

(فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) ثم يسلك هم طريقاً  في البحر يبساً حتى لاتزلق ليس تغرق ، أن النهاية بعد مايتنظف الصف مادام البلاء مستمر إذاً إلى الآن الصف لم يتضح

 وقال تعالى { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ }

مثل وهم لايفتنون { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ }

قائم يريد الشهادة في سبيل الله وناس تزعم تتمنى الموت .

(مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ) الآن فيه ، يخبرك الله أن فيه أقوام يسقط إذا أحد من القيادات انتكس أو تغير يتغيرون معه ! أو مات أو قتل أو أُسِر ينتهي!   هل انت تقاتل لاجله؟ وتنصر الدين لإجله عليه الصلاة والسلام ،{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ} 

لانه أصلاً ليس من المؤمنين الذين سقطوا مع التمحيص وقال تعالى { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ                  مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ

من عظمة هذا القرآن أين ماتكون يعطيك! 

إذا ماتعرف القراءات يعطيك ،إذا تعرف القراءات يعطيك أشياء زيادة { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} ألم أقل لكم النبي عليه الصلاة والسلام إذا مات انقلبتم على عقبيكم؟ كأي من نبي قُتل! ومعه ربيون كثير وماوهنوا هل وضح المعنى يا أحبتي؟ معه ربيٌون كانوا ، يرجع لك بالقضية الأصلية التي قبلها بوجه ! { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا } يقول لك انظر إلى هؤلاء مات نبيهم وهم ربيون .                                                        معنى ربيون : 

جموع كثيره وعلماء وفقهاء ، قُتل ولكن الربيون ماذا بهم؟ ماوهنوا ! ليس لإجل نبيهم ذهب انتهى، أنا لإجل الله سبحانه وتعالى.                             

قال عزوجل { فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } وليس في سبيل نبيهم هل وضحت ؟ والآيه التي قبلها بوجه ، قال تعالى { وَلَا تَهِنُوا } هناك أعطاك قضية وهنا أعطاك أناس طبقوا القضية وضحت؟

أعطيك لتعرف بإنها مستطاعة ماتقول مستحيل أنا ليس بملَك ! لا فيه أناس قبلك وطبقوها ولذلك قبلها بآية {  قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ } ليس أنت أول واحد يواجه هذه الظروف التي تواجهها! لكن سأعطيك أناس واجههوها ونجحوا وأناس واجههوا وفشلوا .

قال تعالى { فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا } وهناك؟ { وَلَا تَهِنُوا وَلَاَ تَحْزَنُوا }           قال بعدها؟ 

{وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} كل ماتأتيهم

وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا } { فما وَهَنُوا

{وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ} { وما ضَعُفُوا

{ يُمحّص } { فمَا اسْتكَانوا } ثابت ! مات نبيهم وقتل!

أنا أقاتل لإجل الله عزوجل ، ثم أعطاني الله قضية ذهبية وقال لك الله سبحانه وتعالى سِر من أسرار ثباتهم { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} أنت الآن مزكّيك الله أنك ماوهنت وأنك ربّي ولا استكنت ولاضعفت! ورغم كل هذا وشهادتك في سبيل الله!

  هنا سر الثبات قال الله { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا } لانهم يعرفون الذنوب هذه قربتهم شرور كثيرة وبعدت عنهم خيرات  كثيرة ويريدون أن يقطعوا مسافات كثيرة فقالوا {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}

لإجل أن نقطع المسافة! { قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا

ولانستطيع الثبات بدونك { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}

أعطاهم الله كل هذه؟ نعم والله أعطاهم .

فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }                                     انظر لما يقول لك الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران لما يقول الله جل في علاه :

{  وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ

انظر سر الرسوخ الإيمان بالقرآن، {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا  وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَاب}          الله مسميه راسخ، يعلمك سبب رسوخه أنه دائماً يخاف من الزيغان.         

وضحت أحبتي؟ الله يصفه بأنه راسخ، راسخ

لو وصف الله أحد راسخ: فهو راسخ، لأجل هذا جاء في بعض تفاسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ } ما قراءتها؟ أحد الإخوة أجاب: (لتزول) بفتح اللام

في بعض تفاسير هذه الآية أن مكر الكفار بالمؤمنين لو جاء على جبل زحزحه وما زحزح الصحابة، ولا يزحزح ماذا ؟ لأنهم جبال، اسأل الله أن يجعل.. كل ما رسخ الإيمان في قلبك تكون راسخ، اسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من الراسخين، {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.

الآن أحبتي نحن وعدناكم بالشروط الخمسة والوعود، قلنا خمسة وعود والله ستحل عليك! لأن نحن ذكرنا الآن يا جماعة كافر وقسيس طبّق شروط ثلاثة وأعطاه الله ماذا؟ لعلكم ترحمون وفتح على قلبه! وغيّر عقيدته، صحيح؟ المسلم لو فعلها والله ليجد أكثر، ذكر أكثر من مكان في القرآن، قبل أن نذكر الشرط نذكر قضية أن القرآن يستحدث إيمان ويثبت الإيمان الموجود ويزيد الإيمان، أي مهما  كانت حالتك لإجل هذا الله سمى القرآن {هدى} مرة للناس، يهدي الناس ينقلهم من غير مسلمين إلى مسلمين، وقال سبحانه: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } ينقله من منزلة إلى منزلة أعلى، {وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } في السياق محسنين، على حسب موضعك أنت ومنزلتك الايمانية القرآن ينقلك  إلى أعلى، مستحيل توصل إلى مرحلة ما فيها هداية أعلى منها، فالدليل القضية الثانية التي هي أن القرآن بعد الله عز وجل يثبت الإيمان الموجود، كل ما زاد إيمانك ثبّت لك هذا الموجود بعد الله سبحانه وتعالى.

ما الدليل؟ في التثبيت؟ {كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} ما قال سبحانه وتعالى به عقلك! ما قبلها؟ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} شاهد التوحيد ما قال سبحانه وتعالى لنثبت القرآن فؤادك؛ لنثبت نحن بهِ، هو سبب فلابد أن تطلب العلم من أين؟

من الله لإجل يعطيك إياه سبحانه وتعالى، لأن الله إذا أعطاك إياها يعطيها لك صح سبحانه في علاه، {كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} لكن لا تستعجل، ماذا؟ {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } إذا فهمته وثبته في قلبك ، اجعل العالم يناقشونك في أي موضوع، في الإلحاد، في النصرانية، في أي شيء

 { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ}  إذا وقعته في قلبك، اجعله يطرح أي موضوع، { إلا جئناك بمثل} ؟ لا هو يعطيك المثل، أنا أعطيك الحق، { إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ} هو يُفصل {وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} إذا هو يقول لك شبهه و يفسر فيها سأعطيك الحق وأحسن تفسيرا.

 لإجل الله سبحانه وتعالى قال: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}

 الآية فيها تصوير عظيم كأنك تراه بالصوت والصورة،  الآية هذه فيها قاذف ومقذوف ومقذوف به، دائماً المقذوف به أصغر من المقذوف، صحيح؟ رصاصة تذبح الرجال ما حجمها؟ ما تأتي حجم اصبعه، صحيح؟ ودبابة تفجرها قنبلة! وصاروخ يهدم مبنى صحيح؟ فدائماً المقذوف بهِ أصغر من المقذوف صحيح؟ فالحق سبحان الله دائماً صغير، صغير من جهة الأمور المادية تجدهم أضعف عدد و أضعف عدة، والتبرعات، والمال، دائماً هم الأقل، لما تقارن التبشيريين والتنصيريين والحملات هذه كلها أموال طائلة ولا أحد يقول لهم أين ذاهبين؟  أهل الحق عندهم تبرع بربال أو بريالين والدين أسرع دين انتشار في العالم، لماذا؟ فالله يقول لك ترى الحق الذي عندك لا تستحقره إن كان صغير لأن القاذف ليس أنت! وضحت؟

قال الله:{ بَلْ نَقْذِفُ}  لو أنها عليك والله لتضيعها

 إذًا القاذف هنا الله والقوة بالقاذف جل وعلا وليست في بعظمة المقذوف به فقال الله سبحانه وتعالى:لو إنه أنت يمكن تضربه في الكتف ويعرف أنه يمشي، لكن إذا القاذف الله عز وجل قال: يصيبه هنا (أشر الشيخ على الدماغ) {فَيَدْمَغُهُ} في الدماغ، {فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} لا يتحرك بعدها وضحت؟ إذًا فيه قاذف ومقذوق ومقذوف به .

فلا تحقر الحق الذي معك لأجل هذا قال الله عز وجل: {إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا} ما قال وتكيدون كيدا كان قد ضاع الدين من زمان! قال { وَأَكِيدُ كَيْدًا} اسأل الله أن يكيد لنا جل في علاه، {كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} الآن قال الشيخ قول الله: {كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} فيه آية أخرى

{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } لاحظ الآن أتت هنا للمسلمين لأن فيه قبلها آمنوا، فإذٍا الله سبحانه وتعالى وعدك أن القرآن هذا يثبتك الله به ؟ الشرط الآن نأتي عليه يا شيخ ..

 الله أكبر ماهي الآية التي قبلها (لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي ) إذاً الكلام صياغة عن القرآن                            (وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) الذي هو؟ القرآن                                            ِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ ) هذه فيها علامة لكل مفتي يريد أن يعرف أن فتواه التي  أجتهد فيها أصاب فيها الحق أو لا ، فلينظر من الذي فيها من الذي فرح في الفتوى هذه ،وضحت ؟

لأن الواحد يقول أنه مجتهد عالم أجتهد العالم المجتهد من له آلية الإجتهاد له أجران إذا أصاب أجر إجتهاده  وتعبه وتحصيله للعلم ، وأجر إصابة الحق ،إذا أجتهد وما أصاب الحق أعطاه أجر أجتهاده وتعبه ، لكن لايعطيه أجر إصابة الحق  لكن القرآن ما تركه يكون تائه .

( إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) فبين الله له علامة لإجل إذا يحتاج يراجع فتواه أم لا ؟

قال إذاً ( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا) قبلها (وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ)           يفتنك بمال يفتنك بمنصب يفتنك بأن والله الآن الظروف الخارجية لكن نريد يفتنك من جميع الاتجاهات من هو المقصود الآن ؟

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط لإجل لا أحد يأتي يقول  العالم الفلاني !                     رسول الله صلى الله عليه وسلم  قيلت له هذه الكلمة الرسول صلى الله عليه وسلم                    قال الله ( لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْك لِتَفْتَرِيَ) النبي عليه الصلاة والسلام الكلام يوجه إليه تفتري حاشاه عليه الصلاة والسلام لكن الكلام من قاله ؟ قاله الله قال ( لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ) غير الحق لانريده في الحكم هذا ، وكيف أعرف في علامة أعرف أني أتبعتهم أو أني فتنة وأنا لا أدري            ( وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلا) يضعونك في الصفحة الأولى أنت، أنت هذا الشيخ العصري  هذا البطل ويبدأ يقدمونك ،من الذي يقدمك ؟ يقدمونك أهل الباطل إذا قدمك أهل الباطل وفرحوا فيك وأتخذوك خليلا فأعلم إنك قد فتنت وقد تكون قد فتنت وأفتريت على الله فراجع،راجع ..

راجع فإذا راجعت قال الله (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) كل فتاوك على الكتاب والسنة  قليلاً تعرف ثمن القليل هذا ؟ فتوى واحدة ضد .

تضيعك أين ؟ قال الله عزوجل  (إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ ) أي ضعف العذاب في الحياة لماذا ؟ لان تغريدتك هذه أخذها مليون واحد وفتنوا والحلال والحرام ويأتي بعد موتك والعالم تعمل على تغريدتك والعالم يقول والله  أفتى فلان أنا بفعل ويجاهر ويستدل (وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ) لأن فتاويك يستشهدون بمعاصيك عليها انتهى ..أعذب في الدنيا ضعف العذاب وفي القبر وأتي يوم القيامة )ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً)

أحدهم يسأل سؤال منطقي هنا يقول قائل لو أنني فتنة طيب لو أنني فتنة (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ ) لا أحد يريدك (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ )لا نريد هذا  متعصب متشدد              (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا) هل هذه ممكن فيها أسثناء لأي سبب  قال(  سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا) ماذا  بعدها ؟ كيف مُت وسأل..

(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ) انتبه هذا من وسائل على التسديد (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) تدخل قناة تدخل لقاء بتتشاور مع حوار

(وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) لإجل يثبتك (وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) لماذا يكفيني أدخل صحيح ؟ لا قد تفتن داخل فأنت تحتاج أن الله يثبتك وأنت داخل ويثبتك وأنت تخرج لاتكفي (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًاوَقُلْ جَاءَ الْحَق )             إذا أنت طبقت الخطوات العقلية هذه والله بثبتك مثل ماثبتت نبيك عليه الصلاة والسلام (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) أين الحق ؟

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) وضحت أحبتي  ؟ لإجل هذا نقول الذي تدبرها لا تخطأ فيها أصلاً تجيب على سؤال منطقي؟ شيء عجيب وتفصيل

(آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)قلنا الآن القرآن يستحدث إيمان  ويثبت الإيمان الذي عندك ما الشرط أحبتي الذي تحصل فيه الخمسة ؟عدم الخوف والحزن والشقاء و الضلال وعدم الحيرة صحيح  خمس وعود والله الذي لا إله غيره أنها وعود من رب العالمين لكن أنت لا تركز على الوعود لأنها ستأتيك إذا حققت الشرط ركز على ماذا ؟ تحقيق الشرط ، ما الشرط ؟ يقول الله سبحانه وتعالى ستجد الشرط متكرر مع كل الوعود كل الوعود التي ذكرت ، آيات تفصل لك الشرط التي يحصل لك بعد الله الوعود كلها أول شيء قلته ياشيخ الخوف والحزن صحيح (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ )تبع ماسمع ولا حفظ ، أبدأ بنفسك وأنت تسمع (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً )راجع الآن كم مرة شاهدتهم يتحدثون وتحدثت إذاً هنا ينقص منك الوعدين هذه قال الله (فَمَنِ اتَّبَعَ) ما قال من حفظ ولا سمع لا تطالب بهذه وأنت ما تبعت تقول ماحصلت هذه إذا ما حصلتها راجع ماذا ؟ فمن تبع .

 ما الضمانين ؟ (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) بقي إثنين الشقاء والضلال  قال: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) لا تركز على الكلام (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) قلنا فيها السلام يسلمك من كل هذه المصائب ويدل لك على الطريق الصحيح  قال الله عزوجل (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ) فالتوحيد ماقال هو يهدي، مع أن القرآن يهدي فيه هداية دلالة لكن هداية توفيق لا، هذه لها رب العالمين سبحانه وتعالى  .

قال الله ) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ )  من حفظ لا من سمع من قرأ لا(مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَه) أين يذهب ؟              (سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ) أعلمك أن حياتك قابلة للتغير هذا الشرط كانت جوانب مظلمة سأفتحها لك (مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.)

أسال الله سبحانه وتعالى أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وقائدنا إلى جناته جنات النعيم ، اللهم وعلمنا منه ما نُسينا ماجهلنا وذكرنا منه مانسينا وازرقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك واغفر لنا ولوالدينا يارب العالمين ، اللهم أنصر إلاسلام والمسلمين في كل مكان وأخذل أعداء الدين في كل مكان اللهم أعنا على أتباع القرآن لتحقيق الشروط التي  ربي وعدت إنك على ذلك قدير و بالإجابة جدير وأن ذلك عليك يسير وصلى وسلم على من أشرف وطئت قدمه التراب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .

 

 

  • السبت AM 02:54
    2018-03-24
  • 28279
Powered by: GateGold