عرض المادة

مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ

مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله، وأُصلِّي وأُسلَّم على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.

أما بعد:

أسأل الله سبحانه وتعالى في هذا اللِّقاء قبل الأخير أن يُبارك فيه كلَّه وأن يجعلهُ خالصاً لوجهِه كلَّه وأن ينفع به كلَّه وألّا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عينٍ ولا أقلّ من ذلك وأُصلِّي وأُسلِّم على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.

أما بعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

شرّفني الله عزّ وجلّ بمُتابعة المسابقة فكان بعض المشاهدين يقول بعضُنا فاز وبعضُنا خرج

فقلت: (والله لم يخرج أحد، جميعُهم فازوا يكفيهم شرفاً أنّ النبي عليه الصلاة والسلام علّمنا أمور لو كُشفت لنا الآن لرأينا الملائكة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام تحفُّ المجلس إلى عنان السماء، يحضروه -مجلس القرآن- قال: " ويذكرُهم الله فيمن عنده " فالأسماء التي يذكرُها البشر في الأرض يوجد منها مايُذكر في السماء ، فلا ندري !

ولكن أسأل الله عزّ وجلّ كما شرّفنا بالإسلام من بين المليارات وكما شرّفنا من بين المسلمين أن نكون على سنة النبي عليه الصلاة والسلام أن يشرّفنا بالقرآن ويُتمّ علينا بالقبول إنّ ربي على ذلك قدير (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتقين.

نبدأ بآيتين، أحبابي الله عزوجل يقول : (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا)

يقول الله لو أشاء أن يرسل لكل قرية رسول ينذرهم، ماذا الذي يليها ؟

(فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)

مالمقصود بـ (بهِ) ؟ بالقرآن

ما علاقة أنّ كل قرية تحتاج نذير ثم قال أنّ القرآن يكفي عن نذير في كل قرية ؟

قال الله عزوجل (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) وانتهت الآية ؟ لا

أي جهاد الآن بالنووي وبالأسلحة وبالجيوش البحرية والبرية وبالقوّات المسلحة ليست جهاداً كبيراً، ولكنّ الجهاد بالقرآن جهاداً كبيراً ، لأنه يخترق القلوب فيُغيّر كل شخص يجعله مُناصراً للدين بعد أن كان عدوًّا من أعداء الدّين .

ولأجل هذا فُتحت دُول بعد الله سبحانه وتعالى برسالة من هذا القرآن.

لمّا ذهب مصعب بن عُمير للمدينة هو وعبد الله بن مكتوم ماذا كانوا يفعلون ؟ كيف أُقنعت المدينة وتغيَّرت الدنيا ؟كيف ؟ بالقرآن، فقط كانوا يقرؤون القرآن فغيّروا بالنفوس.

جاء سعد بن معاذ يسأل ماهذا الكلام الذي قلته ؟ ماذا يصنع من أراد الدخول في دينكم ؟

فتغيير مفاهيم وعقائد من دون سلاح يُعتبر قوة عجيبة جداً فلذلك سمَّاه الله تعالى جهاداً كبيراً.

لو قمنا بالواجب هذا لفُتحت دول بدون سلاح.

لأجل هذا الله سبحانه وتعالى يُعلّمك أن الكفّار من أهم قضاياهم أن يُحرِّكوا أذنابهم في بلاد المسلمين لكي يُشوِّهوا سمعة القرآن وحلقات التحفيظ.

ما علاقة هذا بأن الكافر يخاف أن يُهزم ؟

من الأهداف الكُبرى عند الكفّار –أصحاب القرار- والتي بيّنها الله في القرآن والتي هي من الأخبار التي ذكرها الله في القران ولم تنقلها وسائل الإعلام.

قال الله عزّ وجلّ: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ )

لا تسمعوا لهذا القرآن هذا من جهة أقوامهم فقالوا عن أصحاب القرآن إرهابيين ومفجّرين فلا تسمعوا لهذا القرآن.

والغوا فيه هذا من جهة الناس الذين يسمعونه من المسلمين أي حرّكوا أذنابكم ليقولوا عن حلقات التحفيظ انها تسبب الإرهاب وشوّهوا سمعتها.

الهدف؟ ماهو الهدف؟ لعلَّكم تغلِبون

تغلِبون ؟ ماعلاقة أن تغلبه في أن يعرف القرآن ؟

يقول: أمة محمد لو عرَفَت القرآن يستحيل أن تغلِبَها، لا أحد يهزمها

مثل : من يدخل في صفقة موقن أنّه إمّا رابح أو رابح

لا يغلب من يفهم القرآن ..

هم يعلمون أنّ القرآن لو تشرّبه أهل الإسلام ،والله لن يقف في وجههم أحد

فهم يقابلون من يدخل في قضيّة إما رابح أو رابح

إن قتلته فهو رابح وإن قتلك فهو رابح أيضاً .

يقول تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَين)

لذلك لم يقل الله تعالى ومن يُقاتل في سبيل الله فيُقتَل أو يَقتِل

بل قال: (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )

انظر إلى الدِّقة في القرآن تنقُلكَ إلى أعلى !

من الممكن يُقتل لكنّه لا يُغلب لأنه إذا قُتل ذهب إلى الجنّة (عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) فلا يُقهر ولا يُغلب.

فهو داخل في صفقة إما رابح أو رابح وحتى أجعله ينهزم لابد أن أبعده عن القرآن           (وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)

 قال الله عز وجل:(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) 

كفروا فيما أشابههم ؟ انتبه أن تقول كلام مثل كلام الكفار ..

(لَوْ كَانُوا عِندَنَا) ماذا؟ (مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا) ممتاز إذًا ما دام الذي يدافع عن دين الله سبحانه وتعالى هو الذي سيموت؟ إذًا أنت لن تموت، أنت جالس؟ أنت لم تذهب؟ لن تموت (قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ماذا يليها؟ -انظر كيف القرآن يجيب على كل الأسئلة التي لديك- (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ) سبحان الله ! انظر كيف العظمة (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) أحدهم خرج في سبيل الله عز وجل ينصر نصرة الدين ثم مات -لا لا نقول مات لأن القرآن يضبط لسانك- نقول قُتِل (قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) في الطريق أي ما قُتلت، ماذا لهم هؤلاء؟ (لَمَغْفِرَةٌ) ذنوب ذهبت كلها، ثم (وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) من هُم؟ اجمع كل الأوراق النقدية في العالم، واجمع كل الذهب في العالم، واجمع كل صكوك الأراضي في العالم، واجمع كل شيء، الذي عطيته الآن أخذت أكثر مِن الذي جمع كل الدنيا.
الآية التي تليها ما هي؟ ما الفرق بينهم؟ هذا مات وهذا قُتل وهؤلاء ماتوا وهؤلاء قتلوا، أولئك لهم مغفرة ورحمة وخير مما يجمعون، أوراث صُدّعت انظر قصرك هذا خير من قصور الدنيا كلها، موضع الصوت فيه أحسن من الدنيا كلها.
وأولئك -في الآية التي تليها- ماتوا وقُتلوا (وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ) أي باقي سنحاسبك، أرأيت الفرق؟ ففي قتل وفي موت وفي قتل أيضًا وفي موت، لكن الأولى مضمونها في سبيل الله وهُنا موضوعك مختلف، و الثاني؟ لا (لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ) نرى ثم نحاسبك حساب بحساب، رأيت العظمة في القرآن ؟ القرآن يرفعك نفسيًا تشعر أنك لست إنسانًا طبيعيًا مثل الناس! لالا أنت -ليس كِبر لا (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ) تُجّار؟ لا لا (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
فقضية الكفار يحاولون عن طريق أنفسهم هم وعن طريق أذنابهم أن يصرفوك عن القرآن؛ لأنه لو صرفك عن القرآن؟ إذًا أنت مهزوم! وأيضًا (لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) حتى لم يقل لعلكم تقتلونهم -تقتلون المسلمين- لالا (تَغْلِبُونَ) هنا الغَلبه! وضحت أحبتي؟ 
لأجل ذلك قال الله تعالى (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) الله جل في عُلاه يقول في سورة الرعد (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا) ماذا حَلَّ به؟ (سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ) إذا لديك حديث ستقوله وأنت تقول الحديث هذا الجبال تتزحزح من مكانها، (أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ) تُصبح مروج تتقطّع الأرض!
في أحد أسباب نزل الآية وتفاسيرها أنهم قالوا كفّار قريش : لو أنه فُتِّحت لنا من المعجزات عن طريق النبي عليه الصلاة والسلام لتنقلب مكة من صحراء قاحلة إلى أن تصبح كلها مروج.
فقال الله (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ) الأرض القاحلة تنبت، ماذا عن قلوبنا! (أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) الموتى! لو فيه حديث ينهض هذا  الميّت ويحرك كل خلاياه وسيحرك قلبه وسيحرك كِلاه، وسيجري الدماء المتجلطة، لكان هذا القرآن! (أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) يا أحبتي، أين أثر هذا القرآن في حياتنا! هذا الذي بعد الله سبحانه نُريده من خلال هذا البرنامج.
الشيخ أسامة سأل في ذلك اليوم سؤال جميل، قال: الآن الله سبحانه وتعالى قال جل في علاه: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ) قال هل نطبقها فوراً هكذا؟ الآن شخص تولّى  في دولة مثلًا كانت غارقة في الجهل في الدين هل يطبق كل شيء؟ من عظمة القرآن أنه ليس فقط يعطيك الحلول، بل الحلول وكيف تطبّق الحلول! خطط عجيبة.
الله سبحانه علّمك إذا كان فيه شّر مستأصل ؟ الناس في الأصل طبقات، فيه ناس حلولهم حكمة فقط تقول له هذا أحسن من هذا ويترك هذا مباشرة لن يجادلك لا يريد موعظة ولا أن تجلس تكرر عليه عشرين مرة، قلت مرة واحدة وانتهى، لكن كم نسبة هؤلاء؟ قليل! قليلة الطبقة العالية هذه التي يفهمها فوراً، وفيه أناس لا حلولهم لابد أن تقول له هذه فيها ضرر مشكلة وهذه كَذَا، أربعة طبقات الناس التي ذكرها الله في القرآن.
حُرمت الخمر، وكانوا يشربونها مثل الماء والشاي! متعلقين بها، حرمت على كم مرحلة؟ على أربعة مراحل، المرحلة الأولى ماهي؟ (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا) هُنا لم يقل الله سبحانه وتعالى أن بها ضرر وأن بها إثم، لالا قال لكنّها ليست (رِزْقًا حَسَنًا) ففي طبقة عالية من الناس قالوا: مادام الله سبحانه وتعالى قال: (وَرِزْقًا حَسَنًا) إذًا ليست هي رزقاً حسناً، ليست هي الأفضل فأنا سأقطعها الآن، لكن هؤلاء قليل يمكن ١٠٪ ، يمكن ١٥٪ في المئة، قليل.
لكن بقي ٨٥٪  ! قال نقول لهم المرحلة الثانية (لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى(
فأحدهم قال بعد الفجر إلى الظهر كلها وقت عمل، صحيح؟
وبين الظهر والعصر لا يوجد وقت، لن يكفيه أن يشرب ثم يذهب الوقت
وبين العصر والمغرب نفس الشيء لن يتمكن من الصحوة، وبين المغرب والعشاء أسوأ 
والعشاء نائم، تعبان من الفجر مستيقظ.
 والناس أصبح كلامهم إذا تركتها لأجل الصلاة فلن يكون هناك وقت ، انتهى، أنا صلاتي أولى لدي من هذه، نقول هؤلاء يمكن ٣٥٪ مثلاً .
وجاء آخرون يقولون لدي وقت بعد الفجر قبل الإشراق، أو أنه شرب له قليلاً بعد الظهر، المهم أنه -هي لم تحرّم بعد لكن ٥٠٪ انقطعت- جاءت المرحلة الثالثة ماهي؟ (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ) إثم مفرد أم جمع؟ -هذه الآية قد تعينك بعد الله في  حياتك كلها حتى التجارية- إذا فهمت القاعدة هنا -حتى التجارية ، ليس فقط التجارية  كل حياتك ستفهمها حتى لو تتناقش مع أي شخص ، ستفيدك هذه الآية، وكل الآيات ستفيدك .
(فِيهِمَا إِثْمٌ) مفرد أم جمع؟ إثم مفرد ، ومنفعة مفرد ولكنّ الآية قالت (مَنَافِعُ) القرآن ينقلك من إنسان ينظر لأعداد لإنسان يقدّر الأمور بتقديرات، يرى وزن كل واحدة، حتى في التجارة إذا كنت ستشارك شخصًا قال لك هذا المحل من مزاياه كذا ،وهو كريم وغيره وليس فيه عيب إلا واحد، القرآن ينقلك ويرتقي بفكرك حتى إنك تقول نعم ،ولكن الواحد هذا قد يكون وزنه أكثر من العشرين منفعة التي قلتها لي
قال الله سبحانه وتعالى الإثم واحد والمنافع كثيرة ، لكن ترى الواحد هذا؟ (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ) من كل المنافع التي قالها لك فلا تقتنع دائمًا من كثرة العدد! وضحت؟ الأشياء التي لها أوزانها،
قال (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا) الآن تقريبًا أكثر من ٥٠٪ توقفوا عن شرب الخمر أي ٣٠٪ قالوا انتهينا هذا لم يعد صالح فليس به (رِزْقًا حَسَنًا) لا الآن واضح الكلام أن إثمه أكبر من نفعه
ويبقى الجزء القليل هذا هو الذي تطبق عليه الحكم في الأخير وتقول له انتهى هذا حرام.           ما هي الآية؟.

قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ ) أكثر العالم انتهوا  توقفوا  والآن بقي الجزء القليل وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ) انتهى!، فحرمت هنا على البقية ، لاحظت؟! .

سألني أحدهم قال لي : الآن أنت تتكلم دائم عن القرآن أن فيه تفصيل لكل شيء ،والآن توجد دورات تدريبية تعلم الإنسان مهارات التواصل ومهارات الاقناع وغيرها من المهارات هل القرآن غطى هذه الاشياء؟  سأذكر مثال على عجل .. قبل كم سنة كُنت في مجلس وكان  شخص للتو جاء من أمريكا ، أول شخص في الدول العربية أو في المنطقة يكون في الدول العربية كلها ، يحصل على الدكتوراة في التنمية البشرية المهم أتى الرجل وهو مليء بالمعلومات ماشاءالله عليه ، وكل واحد يحب شيء يتكلم عنه ولا تلومه ،، فالشاهد ان كل واحد يأتي يتحدث عن الفن الذي يحبه صحيح!، فجاء هذا الرجل من يوم دخلنا ، أنا صامت و الناس صامتة ، وهو يتكلم عن التنمية البشرية وأساليب الاقناع لانلومه ، رجل تعب سنين ، وأنا استمع ، أحبتي بفضل الله الواحد الأحد كل ماوفقك الله في هذا القرآن كل ما أصبحت الأمور التي تأتيك بالأساس هي توزن في القرآن والسنة وليس العكس !، فلا تنبهر بأي شيء لان لديك مرجع تعيد إليها الأمور ، هو أصلاً المقياس الحقيقي ، فكان يتحدث وأنا والله استمع ، والناس منبهرة ، يعني كأن أول مرة يسمعون كيف اقنع ، والرجل ماشاءالله تبارك الله أعطاه الله لا من جهة الأسلوب ولا من جهة العلم يعني هو يتحدث بعلم ، قال : من مهارات الاقناع إني اذا أردت اقنع أحدهم عندي بيني وبينه مشكلة اختلاف ، أريد اقنعه فيه أنه يوافق ، فيقول: لا أبدأ بنقطة الاختلاف ! أبدأ بنقاط الاتفاق .

 كم نقطه ؟ ثلاث إلى خمس بشرط أن تكون نقاط ملموسة ، يعني متفق انا وإياه فيها ، فمثلا : سأفتح موضوع مع واحد منكم فيه نقطة اختلاف ، فأقول ماشاءالله تبارك الله أتلاحظ هذه الوجوه بمجرد ان تنظر إليها ينشرح صدرك فيقول نعم ، ماتلاحظ ماشاءالله اضاءة الخيمة هذه فيقول نعم ، وماتلاحظ ماشاءالله تبارك الله أجواء القرآن مع رمضان  تشعر أن الشيطان ليس معنا فيقول نعم ، نعم ،نعم هذه نعم بأربع مرات تجعل لديه قابلية  انه يقول نعم في الخامسة ، هو انتهى شَعر إن أنا وإياه متفقين أصلاً صحيح!                   فسمعت هذا الكلام وما سمعته من أحد قبله ، البحث في القرآن والسنة ، فحتى أقوي  كلامه وأصدقه أو اخذه على إطلاقه يستحيل أن يكون فيه شيء ينفعك في دينك أو دنياك ولا تجده في القرآن !، لكن بشرط شيء ينفعك ، إما تجده واضح في القرآن و يعلمك طريقة الوصول إليه ، فبحث سريع بفضل الله سبحانه وتعالى في القرآن ، لا أقدر أقوله مثله أو ليس بمثله ، حتى أرى لإن الله سبحانه وتعالى يقول:(وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ )      يُعدل أي شيء فيه مشكلة هنا أو خلل أو نقص يعدله (وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ) ، فأصبحت انظر  القرآن كيف الله سبحانه بعث الأنبياء صحيح ، هل أنهم بدءوا بنقاط اختلاف أم لا ؟! حتى أعلم ، كلامك جميل وأبحاثك جميلة لكن كم من الابحاث مابُذل فيه أشياء طويلة ثم قال في الاخير والله بحث ، القرآن يرتقي بعقلك لا تصدق أي شيء .

 

 مثال :مجموعة باحثين عملوا بحث في أمريكا قالوا: الآن نريد نبحث علاقة النور           بالإنتاجية ؟! فذهبوا لبعض الشركات فقالوا: نحن لكم علينا نزودكم بالإنتاجية في الأشهر لدينا طريقة وتدْخل يزيد الإنتاجية ! فمدراء الشركات كلهم قالوا له تفضل ، تزيد إنتاجية!، أي أنه يقلل التكلفة ويزيد الدخل للشهر و الشهرين استخرجه في نصف الشهر !

فماذا فعلوا؟!، دخلوا فريق الباحثين ومعهم أوراقهم ويسجلون على كل موظف وكذا، وبدءوا يزيدون النور ، اليوم الأول: زادوا النور ، وثم يرون انتاجية الموظفين  ، لابسين المعطف ويدورون على الموظفين ، ثم اليوم الثاني : وزادوا النور أكثر ، وكل مايزيدون النور اكثر الانتاجية تزيد! ، فقالوا الشركات: ماهذا ؟ سنضع نور على رأس كل واحد ،  (نتخلص من بعض الموظفين و نقلل التكلفة )، فقالوا النور يزيد الإنتاجية ، جاء فريق باحثين آخرين ، فقالوا سنرى تأثير نقلل النور ونرى الإنتاجية ؟! ، نفس البحث فعلوه!

لكن بدلاً من أن يزيدون النور يقللون النور ، فاليوم الأول الثاني والثالث والرابع والإنتاجية ماذا بها  ؟! تزيد !، فقالوا : كيف !! قالوا: النور ليس له علاقة ، أتى أحدهم أوقفني وينظر إلي والعالم كلها تعمل ، نعم خائفين ، فالقضية  قضية أن أحدهم واقف على رأسك لكن  لا تدري هل هو باحث أو أحد اقرباء صاحب الشركة يراقبنا لاندري ، فأصبحوا العالم يحضرون ( الله يرزقنا الخوف منه سبحانه ) ، فالشاهد القرآن تأتيك الأبحاث أي شيء تقوله للناس انظر القرآن يعطيك الحق (وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ) ، فجلست انظر القرآن ، الله سبحانه أرسل الرسل لقوم مخالفين لإجل يقنعهم صحيح ام لا؟! ، هل بدءوا معهم بنقاط اختلاف أم ائتلاف ؟! ،هل طريقة الرجل صحيحة أم غير صحيحة ؟! ، نرجع ونرى في القرآن              لكن لما جلست أفكر أقول سبحان الله الأنبياء بالذات النبي ﷺ هم جميعهم لكن سأخذ مثال النبي ﷺ ، لما يجمع كفار قريش لا يوجد نقاط ائتلاف ! أرحم واحد بالناس هم أدشر ناس وأقسى قلوب في العالم ! ، يدفنون بناتهم !، يدفن بنته ويشاهدها تبكي ويغلق عليها القبر ! ، هو ﷺ الأمين وهم يقتلون بعضهم لإجل ناقة وقطع طريق  ! ، أين نقاط الائتلاف الذي يبدأ به النبي عليه الصلاة والسلام ؟!! ، فمراجعة سريعة بالأحداث الذي ذكرها الله بالقرآن وجدت مبادىء لم يذكرها  الباحث ، الأصل صحيح مثلاً لكن انظر التفصيل أعطاك الله تفاصيل ليست موجودة ، وأعلمك ماذا قال آخر اللقاء ، ولعله يسمعني الآن ، يقول الله سبحانه وتعالى لما جاء النبي ﷺ يتحدث معهم أين نقاط الائتلاف حتى أقنعك في نقاط الاختلاف؟!! ، قال تعالى ( قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) نقطة اختلاف أو ائتلاف؟!! اتفاق ، لا يقولون المناة والعُزى معروفة الربوبية والألوهية هو الله (سَيَقُولُونَ الِلَّهِ ۚ) ما الآية التي تليها ؟ (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )

(سَيَقُولُونَ الِلَّهِ ۚ) (قل مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)

كانت القبائل الأقوى تُجير القبائل الضعيفة .

يقول الله تعالى (وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ) أي إذا أراد الله أن يحميك ، يحميك ، وإذا أراد أحد أن يصل إليك لا يصل إليك سبحانه جل جلاله

سَيَقُولُونَ الِلَّهِ ۚ  وفي قراءة حفص سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ

ثم بعد ذلك أفلا تذكرون ، أفلا تتقون ، فأنا تسحرون

هذه الطريقة لم يقولها ، هذه الطريقة وردت في القرآن

جميعها تبدأ بنقاط الائتلاف ثم نقاط الاختلاف

سنذكرها الآن كاملة :

(أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)

بدأت بالربوبية وثم الألوهية وهي نقطة الاختلاف في قوله (ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ)

قال تعالى (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62(أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )

جميعها بدأت بالربوبيه ( الله ) ثم بدأت بالألوهية (أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ)

قال تعالى (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ*فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ )

فصّل الله لك الألوهية في قوله (فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ)

 وقال سبحانه (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )

يُخير بالبداية يريد من القرآن والسنة.

أحبتي نذكر هذه القطرات فأي شيء تريده ، هو مذكور في القرآن

قال الله(مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ) يوجد بها تفسير الكتاب الذي هو اللوح المحفوظ والقرآن الكريم .

فاختلاف المفسرين فهو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد .

وذكر من المبادىء كيف أقنع موظف أن يحبني ، من السهل أن تكسب المواقف فالمدير بإمكانه أن يكسب أي موقف  ، كيف ؟

يريد منك أن تداوم إما أن تداوم أو انك تفصل من العمل ، كسب موقف ولكن خسر قلبك ، فيقول لك أن تتأخر غداً أو بعده لو تتأخر دقيقة فقط راتبك هذا الشهر سيخصم منك ، إذاً كسب القلوب هو الذي جاء في القرآن والسنة .

النبي صلى الله عليه وسلم كسب قلوب الناس ، فيه إدارة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لا توجد إدارة مثل هذه بالعالم أوامر الله عند النبي صلى الله عليه وسلم  بأسلوب الإدارة لا تُدرس .

يقول الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )

أنا ؟ أخفص جناحي لمن اتبعني ! الذي اتبعني يخفض جناحه لي ، فلو أنا خفضت جناحي للموظفين سيتراكمون علي  ، إذا تريد أن تطبق طبّق جميعها لا تترك بعضها وتعمل بعضها .

إذا طبقتها جميعها سيحصل لك مثل المحصلة للنبي عليه الصلاه والسلام سيحبونك ويقدرونك ويحترمونك .

فالنبي صلى الله عليه وسلم يحبونه ويقدرونه و رغم لطفه معهم وخضوعه لهم  وخفض  جناحه لهم إلا أنهم  لا يقدرون برفع أعينهم بعين النبي عليه الصلاة والسلام كيف جمعوا              الإجلاء هذا مع المحبة !

فقال أحد : والله ما كنا نملىء أعيننا ونشبع من نظر وجهه عليه الصلاة والسلام .

كل من يقابل النبي صلى الله عليه وسلم يظن عنده أنه أفضل شخص بالعالم .

عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلاَسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: (عَائِشَةُ) ، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ ، فَقَالَ: (أَبُوهَا)، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟                                      قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب )، فَعَدَّ رِجَالًا".

هذه ليست مجاملة كاذبة فهذه سنة ،  فكيف النبي صلى الله عليه وسلم يكسب قلب في ثانية !

الله عزوجل يقول :(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ ) إذا لديك خمس كلمات وعُمل لك جميل  فالله عزوجل يقول قل الأفضل منها ..

الشرط الواحد الذي يحقق الله جميع الوعود (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) إذا لديك أكثر من كلمة اختر منها الأفضل .

(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ ِإنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا )

تخيل ! لو إنني اخترت أي كلمة  وليست الأفضل والأحسن فينزلها الشيطان إلى آخر حد فلو اخترت الافضل والأحسن مهما نزلها الشيطان سوف ينزلها  إلى الحسنى ، فلابد من اختيار الافضل والأحسن من الكلمات .

الشرط الوحيد الذي يحقق لك الله الوعود )فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ( يقول سبحانه ) وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ ِإنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا  ( فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل الناس بالتي هي أحسن في البخاري ،كان النبي صلى الله عليه وسلم  يمر على أخو أنس بن مالك ومعه طائر فيقول : يا أبا عمير ما فعل النغير؟ جرب هذا التعامل مع الأطفال ستجد أن الطفل سيسعد كثيرًا عندما تحاوره في الأشياء التي يحبها .

يقول الشافعي رحمه الله ما بت تلك الليلة حتى استخرجت تسعين فائدة من هذا الحديث،

عبدالله بن عمر رأى رؤيا تأويلها أنه لا يصلي الليل رأى أن ملكان أتاه وأخذاه إلى شفير النار ثم ارتاع فقال له الملكان : لن تراع لن تراع فقام مفزوعًا إلى أخته حفصة بنت عمر رضي الله عنهما فقال رأيت النار أمامي فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم  فلم يقل النبي هذا ليس بصاحبي لانه لم يقم الليل بل قال نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل فما تركها بعد ذلك يقول سالم مولى ابن عمر لما شاب عارضاه ورقّ عظمه لم يعد يذهب للماء فكان وهو جالس .

نختم بأهمية الحوار مع الأطفال وقد جاء في كتاب الله " قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ "نبي الله يوسف قال لأبيه يعقوب عليهما السلام رأيت إحدى عشر كوكب والشمس والقمر سجدوا لي لو قال لك أحد أطفالك لم تصدقه لكن نبي الله يعقوب عليه السلام لم يقل : يا طفل بل قال : (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ )لم يقل لا تقصص فقط، بل قال على إخوتك ربما يقول اخواني وأقرب الناس لي لكن أبيه قال (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا) وحتى لا يستغرب من كيد اخوانه له أدخل طرف ثالث فقال ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) حتى يبعد عنه الشك في اخوته ثم قال )وَكَذَٰلِكَ يَجۡتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَعَلَىٰٓ ءَالِ يَعۡقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَا عَلَىٰٓ أَبَوَيۡكَ مِن قَبۡلُ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيم( أجاب له على كل سؤال ربما يخطر في باله ويحلل له تحليل منطقي وعمره ست سنوات بعد ذلك لما أتم ثلاثين سنة )وَرَفَعَ أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّداۖ وَقَالَ يَٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاۖ (

قال وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وكيف أحسن لحظة بعد الفراق؟ (وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ)

هذه أحسن لحظة الآن فيه مشاكل من بعد ماطردوني أخواني أنت علمتني قلت لي ليسوا هُم فأنا فهمت الدرس (مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) طبعاً يا أخوان نحن لا نفصّل في الداخل من بعد مافصّلت في اثنى عشر وجه وجدت العجائب من الحوار القليل لكن قلنا بسرعة قطرات ، ماذا بعد هذه الآية؟(إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ) يعني كُل الأشياء التي حصلت بي الذي كان من الممكن تجعلني في عالم آخر ، يعني شخص ترك من أهله ومرمي في البئر وبعدها مُتهم في عرضه بعدها في السجن هذا مستحيل يكون له مستقبل لكنّه لطيف يعطي بخفاء سبحانه وتعالى ،أنت حين تأتي وتغطي طفلك في البرد لا تأتي من الغد الصباح وتقول له وجدتك نائم وبردان وغطيتك لالا فعلتها لأنك تحبه ،الله جلّ جلاله ولله المثل الأعلى يعطيك عطايا بالخفاء وأنت لاتدري عنها،قال (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ) وقال بعدها(إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) أنت قلت لي أنه عليم حكيم وضحت! انتبه يُعلمك الله انظر رسوخ  الكلام الذي تقوله إذا كمّلت الكلام والحوار مع الصغير بشكل منطقي متسلسل يُصبح يعيد كلامك ويطبقه مثله بعون الله عزوجل وَضحت أحبتي؟ 

 

مثل الكلام(إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) لما تأتي كنز من كنوز سورة يوسف ليس الفوز والبطولة أنك تاخذ الأول مامعنى تأخذ الأول ؟ ليس المقصود بالمركز الأول لالا، المعنى أنك تأخذ العطاء أول واحد يعني مثلا ًأنت معك مجموعة من المتنافسين أو تريدون تتزوجون المهم فيه شيء جامع بينكم أو مرض مَن يُشفى الأول انك تشفى الأول أو  وظيفة أنك تأخذ الأول لا ،في سورة يوسف مَن هو آخر شخص خرج من السجن؟ هو الأخير! يُعلمك القرآن قاعدة وترى ممكن أُأخر عطائك لأنك أنت أحسن منهم كلهم !

 

الأول الذي أخذ ماذا؟ الأول قُتل  خرج من السجن وبعدها قُتل، الثاني: قهوجي خمر "أجلكم الله" آخر شخص يوسف أصبح العزيز عليهم كلهم، انظر الفائدة في سورة يوسف ننظر عليها سريعاً بإذن الله عزوجل .

 

طبعاً أحبتي كل مادخلنا في سورة كيف نخرج ببعض الفوائد ! هناك ملمح قد يغير حياتك بحول الله عزوجل وأكثر من تراهم في حياتك يخطئون في هذا الملمح ،لاتشكر أحد قبل الله ولايستقر واحد في قلبك إذا خفت من أمر  تطمئن لأحد قبل الله ، في سورة مريم لما  قال سليمان (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا) مشروع في شركة مشروع في مؤسسة المهم أنه مشروع (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) معه فريق ليس كأي فريق (قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ ) فيديكس!  لا يوجد فيديكس وأتحدى فيديكس تحضره مثل ما أحضره بالعرض هذا انظر للعرض لأجل هذا لما يقول الله عزوجل (كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً  ) ترى أشد منك  وأسرع منك في البناء كان يبني الجبل في دقيقتين  وينتهي  قصر وأنت تقوم تسوق عماره في سنتين  وتقول أنا أحسن منهم (كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً ) ماتصف معهم  لاتقنيات ولا غيرها من جهة السرعة (قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا) انظر للفريق الذي معه فريق خيالي ،كم تأخذ من الوقت قال (آتِيكَ بِهِ)حتى فيديكس وهم يجهزون الأوراق الطلبية وبعدها يحضرونها( قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ) أتاه عرض ثاني (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا) أعطني هذه المهمة(أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) أنت انظر الآن يرجع اليك طرفك وستجده امامك(فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ ) لم يقل بيّض الله وجيهكم  أو اعملوا معه مقابلة وقالوا أنت بطل ويقول هذا والله أنا وينسبه إليه وجهد شباب  قال هذا بفضل رب العالمين  كم مره تسمعها! ناس فاشلين أقسم بالله  لو على باله إنه هنا ليس متكبّر وأنه وجّه الفضل لأهله لا والله الفضل ليس لأهلي ولا صاحبي  الفضل أعلى  وشكرت الناس قبله وإن قلت له الله قال نعم الله معروف ، حتى هؤلاء معروفين بعد! لماذا هم معروفين تقولهم والله سبحانه ماتقوله ؟ قال (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي ) أنا الآن في اختبار الله أعطاني التسهيلات هذه كلها ينظر أنا أشكر مَن؟ أول واحد؟(لِيَبْلُوَنِي ) أنا في اختبار الآن إما ناجح أو راسب (لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ) واحد فاهم أناس فاهمين صح ! الله يجعلنا من الفاهمين يارب العالمين ، ترى لا يمدحه الله لأنه فعل هكذا مدحه لإجل تفعل مثله قال(لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ )  أنا الآن أرسم النجاح لمشروعي القادم (فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )لماذا كريم؟ سبحانه لاإله إلا غيره هنا كريم ياجماعة لا تأتي  حميد بدون كريم سبحانه أي سبحانه جل في علاه هو كريم إن شكرته أو عدم شكرك لن يصبح الله عزوجل بخيلاً،نرجع لقصة يوسف ملمح سريع ومهم لا تشكر أحد قبل الله عزوجل ولا تطمئن نفسك أن أحد يقول لك والله هذه عندي وتطمئن نفسك يعطيك الوعد هذا وتطمئن نفسك وترتاح لأن الله عزوجل جعل شرطين لابد أن تتوفر لإنه قال لك لكي يطمئن قلبك في أحد وعدك وعد لابد أن يتوفر شرطين قال (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ ) والذي وعدني حي! قال لك (الَّذِي لَا يَمُوتُ) يسقط كل الناس لايبقى الا الله عزوجل . وضحت؟ يعني يقول الذي يستحق تطمئن لو وعدك وتنام وأنت فَرح هو الله عزوجل .

 

اللهم يارب اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا و جلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا يارب العالمين اللهم اجعلنا من أنصار دينك ونبيك وصلى اللهم على نبينا محمد.

 

 

  • الثلاثاء AM 03:27
    2018-02-13
  • 4762
Powered by: GateGold