القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
كيف نتدبر القرآن؟
كيف نتدبر القرآن ؟
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد لله وأصلي وأسلم على أشرف خلق الله أجمعين
نبينا محمد عليه وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة وأتمّ التسليم أما بعد : أسأل الله
سبحانه وتعالى أن يتولى هذا اللقاء كله بأنفاسه ولحظاته وكلماته وطرفاته ونياتنا
فيه وأن لا يجعل لبشر مخلوق ضعيف فقير فيه حظ ولا نصيب..
قلنا أننا سنأخذ بالتدبر من بداية تأصيله إلى بإذن الله أن
نجيب على كل الأسئلة المتعلقة بالتدبر ،عوائق التدبر ،كيف أتدبر؟ ماهي الخطوات
العملية للتدبر ؟ ما معنى التدبر؟ كيف أعرف أني تدبرت بعدما أطبق هذه كيف أعرف إني
نجحت في التدبر أو لا ، وكم نسبة نجاحي في تطبيق الشروط ؟ وكم نسبة النتاج
والنتيجة والمكاسب التي حصلتها .
الجن ؟ أحبتي تحتاج
لدراسة تحليلية جداً ، ما ذكرهم الله سبحانه في سورة كاملة إلا يريد للقلوب أن
تتحرك لإجل هذا الله سبحانه وتعالى يقول : ﴿وَكَذلِكَ أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا
وَصَرَّفنا فيهِ مِنَ الوَعيدِ لَعَلَّهُم﴾يقصد به
أنت يا يحصل عنده ارتفاع أو يحصل عنده على أقل الحد الأدنى ، ما الذي يفترض أن
يحصل بعد ما أقرأ هذا التصريف وهؤلاء ماذا سيحصل لهم في الآخرة وفي الدنيا ماذا
كانوا يفعلون؟ هذه التصريفات في القرآن من كل مثل (لَعَلَّهُم ) ماذا؟
(لَعَلَّهُم يَتَّقونَ) يعني
يتغير..
دخل المسجد وسمع الآيات وخرج ، سرعته إلى المعصية بعد سماع
القرآن ينبغي تكون أقل ، وسرعته للطاعة ينبغي تكون أسرع (لَعَلَّهُم يَتَّقونَ )و إذا
ما اتقى؟قرأ صفحة وما اتقى؟ ما غيّر مثل الجن؟
طيب أقل شيء ماذا؟ (أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكرًا﴾ قليلاً
، لكن صفر مصيبة إنك تقرأ وتخرج (مَاذَا قَالَ آنِفَا) هذه مشكلة..لأجل ذلك الله سبحانه وتعالى قال (وإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَة ) وقرأها
النبي عليه الصلاة والسلام ضربت الأمواج في قلوب الصحابة ليس كلهم قال الله (فَمِنْهُمْ مَن يَقُول) ذهب
القرآن ضرب في قلبه ، زلزل الداخل وأفرز أشياء جعلته يتذكر فلما تذكر لابد أن
يتكلم ﴿ فَمِنهُم
مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ﴾ الذي سمعناه شحن تعبي
سيارك ترى البنزين ذهب ، طيب هذا (أَيُّكُم زادَتهُ هَذِهِ إيمانًا ) من الذي
الآن زاد الشحن عنده يودّ يفعل أي شيء يقربه إلى الله سبحانه وتعالى يودّ يبعد عن
أي شيء لكن الفرق بين الحالتين إنه سمع ، طيب قال ﴿ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إيمانًا﴾ كلهم
زادتهم إيماناً؟
لا ﴿ فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا﴾ سبحان
الله كيف آمنوا وزادتهم إيمانا ً؟
يعني القرآن يُحدث إيماناً ولا يزيد الإيمان الموجود أصلاً؟
ولا يثبت الإيمان هذه سنجيب عليها في الحلقات إن شاء الله
علاقة القرآن بالإيمان هل هو يصلح لواحد ليس بمؤمن ولا لابد
أن يكون عنده إيمان لإجل يزيده ، ولا عنده إيمان وزائد ويحتاج له ثبات ينقص كل هذه
سنجيب عليها إن شاء الله في ثنايا هذه الحلقات
..
لكن الله يقول إن هذا الأمر بيغير (لَعَلَّهُم يَتَّقونَ أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكرًا﴾
قاعدة من القواعد القرآنية إذا جاءت الآية دخلت قلبك اتحداك
تصمت ، اتحداك لا تتكلم عنها ، اتحداك لا تعبر عن الذي دخل قلبك .
من الذي قال هذا الكلام ؟ الله سبحانه وتعالى يؤصل لنا هذه
القضية في القرآن خذها قاعدة حبيبي الغالي قبل لا ندخل في الدراسة التحليلية في
الجن ولماذا استفادوا ؟ أنا أريد أعلم كيف أصل للمرحلة الذين وصلولها هم ، والله
يا جماعة ترى كل مرة اسأل نفسي كلما مررت عند الآيات هذه أقول يا جماعة ما بنا؟
المشكلة بنا أو المشكلة في القرآن ؟ لا مستحيل .
﴿قُل هُوَ نَبَأٌ عَظيمٌأَنتُم عَنهُ مُعرِضونَ﴾ سماع مرة واحدة ،كل هذه القرارات وقرارات مصيرية يعني
غيروا عقيدة ، مستيقظين (وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلباب)
قال الله (فَبَشِّر عِبادِالَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ
أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُو الأَلبابِ) كتاب
الأذكياء ..
هناك ثلاث عناصر قبل لا نختم هذه ، فيه ثلاث عناصر دائماً
ابحث عنها العنصر الأول موجود لا محالة يعني أصلاً سقط بحسابه عنك الثلث ،
سقط ركز على باقي الثلثين ، الأول : هو إنزال الكتاب من الله عز وجل هذا حصل ،
الثلث الثاني : وصول القرآن للقلب إذا وصل القرآن للقلب فيه الثلث الثالث الأخير
اتحداك تصمت ، اتحداك تسمع آية وتصل لقلبك يمكن تصل إذنك يمكن تصل عقلك وتحفظها أي
مكان في الجزء العلوي عادي لكن تصل قلبك وتصمت ؟ اتحداك
قال الله ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ العالَمينَنَزَلَ بِهِ الرّوحُ
الأَمينُ﴾ هذا الأول ، الثاني ﴿عَلى قَلبِكَ﴾
لما وصل قلبه يقدر يصمت النبي عليه الصلاة
والسلام؟ لا أحد يقدر يصمت فماذا حصل ؟
﴿لِتَكونَ مِنَ المُنذِرينَ﴾
(وَأَنذِر بِهِ) أصبح ينذر بالقرآن طيب واحد هذه
الثلاثية للنبي صلى الله عليه وسلم ؟
لا لأي مؤمن مستيقظ ، أسأل الله أن يجعلنا
وإياكم من أولوا الألباب (المصكِتابٌ أُنزِلَ إِلَيكَ) هذه
الأولى صحيح؟
(فَلا يَكُن) أين؟ ركز كم تحفظ ،
ركز كم تقرأ ، ركز كم يتحرك لسانك؟ لا ، ركز كم من هذه الصفحات وصل قلبك (فَلا يَكُن في صَدرِكَ) ركز
هنا – في القلب- دائما ًهذا أكثر مكان نحن غافلين عنه وهذا أكثر مكان انتبه له
النبي صلى الله عليه وسلم "ربيع قلبي" "آت نفسي
تقواها" التقوى أين؟ هنا في القلب (فَإِنَّها لا تَعمَى الأَبصارُ وَلكِن تَعمَى
القُلوبُ الَّتي فِي الصُّدورِ) لإجل تركز ، الثانية أين؟
(فَلَا يَكُن فِي
صَدرِكَ ) يا رب افتح الصدور يا رب العالمين واشرحها
واجعل القرآن ربيعها (فَلا يَكُن في صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ) هذه
الثانية ، أين الثالث؟ (لِتُنْذِرِ به) العلامة إذا دخل قلبك
اتحداك تصمت ( لِتُنذِرَ
بِهِ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ) وكيف أحصل عليها؟ (اتّبعوا) حسناً هل الجن
وصل القرآن لقلوبهم؟ ولا لا ، ما الدليل؟ الله يقول لما وصل القرآن لقلوبهم لم يقدروا
يصمتون أصلاً لكن تعال الآن الدراسة التحليلية كيف وصل لقلوبهم؟..
لإجل هذا الله عز وجل علمنا قال سبحانه وتعالى نحن نريد
نعرف القرآن كيف وصل لقلوب الجن ماذا فعلوا ؟ مالذي فعله الجن حتى يفتح الله
قلوبهم ؟ يعني نحن عند الله أحسن منهم قبل إسلامهم صحيح أم لا أحبتي؟ ومع ذلك هم
سمعوه مرة واحدة وتغيرت كل قرارات حياتهم ،كانت النقطة فاصلة حياتهم قسموها إلى
ثلاثة أقسام: قسم قبل سماع القرآن وقسم وهم يسمعون وقسم بعد السماع كل شيء بعد
السماع تغير ..
ما الدليل قالوا (سَمِعنا قُرآنًا عَجَبًايَهدي إِلَى الرُّشدِ
فَآمَنّا بِهِ وَلَن نُشرِكَ بِرَبِّنا أَحَدًا) كل
قرارات المستقبل سنغيرها ، صفحة سوداء قلبناها بيضاء..
غيروا كل حياتهم بعد نقطة التحول ومحطة التحول هي سماع القرآن لكن
لماذا مرة واحدة سمعوه وغيروا
كل شيء ونحن سمعنا مرات ،ويمكن لو أقول لأحدهم أكتب ورقه بينك وبين نفسك قرار قررته بعد مرة سمعت فيه القرآن
أو قرأت فيه القرآن قررت تتغير .
ما الذي فعله الجن لإجل يفتح الله قلوبهم للقرآن ؟!
الإنصات الله عزوجل أعطانا شروط في القرآن حقق الشروط تأخذ الوعود(وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ) (فَلَا تَحْسَبَنَّ
اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ)
ماهي الشروط التي فعلوها الجن وأعطاهم الله الوعد يقول الله تعالى ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ
وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )وأنت منشغل هذه
لم تفعلها الجن لإجل هذا تغيرت حياتهم ، صار عندهم
شيء لم يكن عندنا (فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا )ما الوعد لهذه الشروط (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
إذا رحمك الله فتح قلبك
وإذا أنفتح قلبك للقرآن لاتسأل ما أثر الآيات على قلبك
و هل الجن
طبقوها نأخذها تدريجياً ؟!
( وَإِذْ
صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآن( "كل حرف له طعم بالقرآن لحاله هكذا
يهز قلبك
(يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآن(هذا حقق خمسين بالمئة من الشروط.
(فَلَمَّا
حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا) حسناً أنت جالس تسمع يقول لايكفي الكلام
هذا يحتاج إلى تركيز
فوق التركيز مليء هذا الكلام مليء
هديات مليان أنوار مليء حياة و روح ، قال الله تعالى ( فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا
قُضِيَ) ماهذا الأدب أمام هذا الكلام العظيم ،
أحبتي في الحديث الصحيح
حديث النواس بن سمعان يقول :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا أراد الله أن يتكلم بالوحي ـ
أي يقول آية من الآيات التي نسمعها الآن قال أخذت السماوات السبع رعداً قامت ترجف أو قال
رجفه شديدة قامت السماوات تهتز لم يتكلم الله عزوجل بالوحي لكن الآن أستعداد للكلام الذي
يقوله الله عزوجل قال
أخذت السماوات السبع رعداً شديداً أو رجفة شديدة
قال فتكلم بالوحي
فخّر كل الملائكة من ضمنهم حملة العرش ،
في الطبراني والأوسط حديث صحيح قال :
"قال النبي عليه الصلاه والسلام
(حملة العرش مابين شحمه أذن أحدهم إلى عاتقه مسيره سبع مائة سنة
يخفق فيها الطير يتحرك الطير من كتفه
ونموت جميعاً ويأتي أجيال بعدنا وبعدها سبع مائة سنة
وللتو يصل إلى أذنه
يخرّ فكيف أدبنا مع القرآن ؟
ثم يتكلم الله بالوحي فيكون أول من يرفع جبريل
عليه السلام فيسمع الآيات فتأتي الملائكة لجبريل
فيقولوا "ماذا قال ربنآ ؟قال الحق وهو العلي الكبير "
دائماً في القرآن العلي الكبير، العلي العظيم لصفة الله عزوجل كل خلق الله
كل مادون الله كلما أرتفع
في السماء كلما صغر إلا الله غير خلقه ( لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ)"مع علوه هو عظيم وكبير
جل في علاه
الشآهد أن هولاء أدب عندهم شديد
(لَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ)
طبقوا شروط الإستماع والإنصات وجاءتهم
الرحمة وفتح الله قلوبهم فتدبروا القرآن بعد ذلك حققوا
شروط أخرى وصارعندهم وعود أخرى ،القرآن جاء يضمن لك خمس أمور، خمس وعود بشرط
واحد
خمس وعود يضمنها لك القرآن بل يضمنها
لك من قال وتكلم بالقرآن عزوجل أصدق القائلين إذا
طبقت شرط واحد، الشاهد ما الشرط الواحد
والوعود الخمسة ؟!
إذا حققت الشرط الوحيد أسأل الله أن يجعلنآ
وأحبابنا ممن يختصهم الله برحمته فيعينهم على تحقيق
هذا الشرط.
الشرط الأول : أنك لا تخاف
، في حياتك لا تخاف ، لو تزلزل الدنيا حولك أنت بداخلك آمن ومن عظمة القرآن أنه
ركز على قضية قوية جداً ، المصيبة وأثرها
، إذا فهمتها سترى حياتك تغيرت أنت الذي يهزك في السابق ، سوف لا يهزك الآن !
سأذكر مثال ما معنى
المصيبة وأثر المصيبة ؟
لو أقف اثنان هناك ولبست
أحدهم سترة ضد الرصاص، والآخر ليست لديه سترة، وطلبت من كل
واحد منكم أن يطلق على صاحب السترة عشر طلقات، والذي ليست له سترة أطلق عليه
طلقة،
وأطلق على صاحب السترة في صدره -مكان القلب-، أما الذي بدون
سترة فأطلق عليه في أي مكان،
في كتفه في رجله،لكن طلقة واحدة، أي أن
كل عشر طلقات تقابلها طلقة واحدة،
المصيبة الأكبر -الرصاص- تكون في حق من؟
الذي بدون سترة، إذاً هذا يصاب فالناس يرحمونه، لكن أثر الطلقة عليه
يضحك يشرب ماء،لذلك
نرى الناس عندنا في المستشفى يصلهم خبر بوفاة
ابنهم فيقولون: الحمدلله رب العالمين،لن يقدم
موتي مرضٌ ولن تؤخره صحةٌ، والآخر على النقيض تمامًا،إذاً توجد مصيبة ويوجد أثر للمصيبة،
إذا حقق هذا الشرط كان له واقٍ بضمان الله، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله
عليه وسلم : "اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْطَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا..."،تهون به : شيء داخلي يصد هذه المصائب فتهون وتسقط،
فإذا دخل القرآن قلبك رحل عنه الخوف ونسفت كل مخاوفك،
بل بالعكس : كلما أخافوك كلما
زاد إيمانك، (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ
إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ، تريد أن تخيفه، لكنه زاد إيمانًا (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) .
قال البخاري في الأدب المفرد :قال
النبي صلى الله عليه وسلم قلها ثلاثاً "الله أعز من خلقه جميعًا،
الله أعز مما أخاف
وأحذر أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو ، الممسك السموات السبع
أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان ،وجنوده وأتباعه وأشياعه ، من الجن
والأنس ، اللهم كن لي جاراً من شرهم ، جل ثناؤك وعز جارك ، وتبارك اسمك ، ولا إله
غيرك "
ما دام هو أعز من كل المخلوقات الممسك
السماوات السبع أن تقع على الأرض إلا بإذنه،
ألا يستطيع أن يدفع الجيش والدولة عني؟
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) إذا لم يقنعك
هذا الكلام..
ماذا قال الله بعده؟ (وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) أما من استفاد
من الكلام وعلم أن الله -عز وجل- أعز من خلقه جميعًا، قال :
(وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ)
ولما مر موسى - عليه السلام - على السحرة والتفت عليهم وقال كلمة، قال :
(قَالَ لَهُمْ مُوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ
افْتَرَىٰ) ما معنى
يسحتكم؟ لم يقل يطحنكم لأن الطحن قد يبقى معه الأثر، أما
السحت فلا يبقى معه شيء .
الشاهد أن العزيز سبحانه إذا أراد أن يطمئن قلبك جعل المخاوف تزيدك إيمانًا، هناك وعودٌ أخذها الجن والشرط واحد، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)الوعد الأول : أنك لا تخاف ، يؤمنك الله، أنت أنت
لكنك لا تخاف، الوعدالثاني : أنك لا تحزن، الوعد الثالث : أنك لا تحتار، الوعد الرابع : أنك لاتشقى
مهما تغيرت الظروف، الوعد الخامس : أنك تعيش في سلام
وعقلك في سلام ، وقد ذاق الجن بعضها
وتكلموا فيه قالوا : (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ
بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا)
(وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ)
ينتفضون منه، (يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ)والله
كنا نزيدهم رهقاً
( فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)،لإجل هذا الجن
من القناعات التي تغيرت، ونحن قلنا لِيدّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب، تتغير
قناعاتهم صحيح !
قالوا(وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ)، لما لم يقولوا ربنا تعالى مثل ما
نقول نحن؟ لا القرآن هزّ أركانهم هزّ، ما تجرؤوا حتى يقولون قرآن عادي، قالوا: (قُرْآنًا عَجَبًا)، ولا قدرا يقولون ربنا هكذا عادي
قالوا :(وَأَنَّهُ
تَعَالَىٰ جَد ربِّنَا)فوق،( مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا وَأَنَّهُ كَانَ يَقُول) كبيرُنا؟ لا لم يبقى كبيرنا هو كان
أهم واحد
وأكبر
شيء قبل أسمع القرآن، الآن القرآن أتى رتب الأوراق، قال هذا الكبير ينزل في الأسفل
والله
الذي كنتم ناسيينه يصعد في الأعلى(وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى
اللَّهِ شَطَطًا)
فالقرآن هو الذي
يُرتّبُ أوراق حياتك .
استودع
الله كل مؤمنٍ ومُؤمنة من أذى كلّ ذي شر مِن الإنسِ والجن، وأسأل الله في هذه
الليلة أن يفرج همّ كل مهموم، وأن يُعيد كل مأسورٍ لأهله، وأن ينصرَ الإسلامَ
وأهلهِ، وأن لا يُبقي فينا صدور ولايرانا أو مَن سمعنا أو قرأ لنا أُمنيةً هي لله
رضاً ولنا فيها صلاح، إلا كتب قضائها قبل أن ننفضّ مِن مجلِسنا هذا، إن ربّي على
ذلكَ قدير، وإنّهُ بالإجابةِ جدير سبحانه، والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاته.
-
الجمعة PM 12:45
2018-01-26 - 7530