عرض المادة

برنامج لبيك



لبيك

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلقنا وخلق الإنسان من طين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفداء عليه الصلاة والسلام.

أما بعد:

أسأل الله سبحانه الذي لا إله غيره أن يتولى هذا اللقاء كله بفضله ومنته وأن يجعله موفقاً من عنده وخالصاً لوجه ليس لبشر فيه حظٌ ولا نصيب من نياتنا إلا من أراد الله سبحانه وتعالى هدايته، وأسأل الله أن ينفعنا به قبل أن ينفع غيرنا.

طبعاً يعني لا يملك الإنسان أصلاً أن يتكلم عن عظمة هذا اليوم لأن الله جل في علاه اختاره، هذا يكفيه.

هذا يكفيه شرف أن الله سبحانه اختاره من بين الأيام كلها، اختار هذا اليوم حتى يباهي بعبيدٍ قد أذنبوا ثم غفر لهم سبحانه فجعل صحائفهم بيضاء ناصعة ثم يباهي بهم ملائكته، هل يحتاجهم رب العالمين؟

لا والله.

الله سبحانه وتعالى عنده ملائكة قال عنهم: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} كم يوم؟ فقط عرفة؟

لا لا، منذ أن خلقهم الله عز وجل وهو ساجد يقول سبحانك رب حتى تقوم الساعة لم يقم ، والأخر راكع قال النبي عليه الصلاة والسلام: "أطتِ السماء" يعني نزلت واهتزت ويصدر لها صوت من شدة الثقل الذي عليها كما تأط الدابة قال: "وحُق لها أن تئط"  أي كيف ما تأط لا تُلام ولا تنزل وتثقل بها الأحمال لماذا؟

قال: "ما فيها موضع شبر" وفي رواية "أربع أصابع إلا تلقى رأس ملك".

قال: "وملك ساجد أو آخر راكع"  {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} إلى قيام الساعة.

حسناً ، منهم هؤلاء الذين يباهي الله بهم الملائكة؟ ولماذا ؟

هذا فضل محض فضل رب العالمين وإلا الله سبحانه وتعالى لا يحتاج.

 ولكن مثل ما قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} من هم الناس؟ الملوك؟ نعم، الرؤساء؟ نعم، الوزراء؟ نعم، الأغنياء؟ نعم، العبيد؟ نعم، العمال المرؤوسين؟ جميعهم ، ماذا بهم  يا ربي سبحانك؟

 هؤلاء الناس جميعهم؟ لديهم صفة ملاصقة لهم ما هذه الصفة؟

{أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ} لديه خمسين مليار في البنك فقير، النفس الذي يخرج منه أتحداه يملك إرجاعه

 إذا ما أذن الله فوق عرشه سبحانه وتعالى.

هذا القلب ينبض وثم يرتخي، الدم تجمع فيه والله ملياراته كلها لا تقدر تحرك عضلة بقلبه ينبض مرة ثانية لإجل يضخ الدم له مرة ثانية وينطق بكلمة  ينطق ببنت شفة فإذاً هو فقير {أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ}

هذا الجمع كله شبه الله سبحانه يوم عرفة بيوم القيامة في مواطن كثيرة في القرآن مثال:

قال الله سبحانه وتعالى عن يوم عرفة هذا اليوم العظيم سماه الله وأقسم به قال: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ {

مشهود ماهو؟ يوم عرفة

حسناً ، هل سمى الله سبحانه وتعالى يوم ثاني مشهود؟ يوم القيامة الله أكبر.

قال الله في سورة هود: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَٰلِكَ يَوْمٌ} وهذا يوم، {ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ} وهذا اليوم مجموع له الناس، {وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ {وهذا يوم مشهود.

بل لما قال الطبري إمام المفسرين قال لما مسح الله سبحانه وتعالى من بني آدم من ظهر آدم عليه السلام و أخرج ذريته كلهم وأشهدهم على أنفسهم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} أين كان هذا؟

قال: في بطن وادي نعمان، أي قال: في عرفة جمعهم الله في عرفة وأخرج كل العالم في عرفة كافر مسلم يهودي مُلحد كلهم جمعهم {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}؟ هنا في عرفة {قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ما علاقة هنا في عرفة بداية وهناك يوم القيامة؟ {إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ} إذاً هذا اليوم الذي جمع الله سبحانه وتعالى فيه العباد جميعهم.

ومن عظمة هذا اليوم إن هو اليوم الوحيد الذي لو عملت إحصائية لكل الحجاج لابد جميعهم يكونون هنا اليوم، و في مزدلفة في أناس تأخروا ، في أناس لم يأتوا ، في أناس ذهب قبل في منى بعضهم من بكره يكون ذهب للحرم وبعضهم يكون في منى وبعضهم يكون يحلق المهم إنهم متفرقين، لكن هذا اليوم لا "الحج عرفة" هنا تريد توقف كل الحجاج إحصائية الحجاج لابد كلهم يكونون محضرين في هذا اليوم.

العظمة إن الله جل في علاه حين اختار هذا اليوم اختاره  إنه يكون أكثر يوم يعتق الله فيه الناس من النار، أي أحدهم جالس عليه من الذنوب والأوزار لا يدخله النار يوصله لقعر جهنم ثم في هذا اليوم يوم عرفة يعتقه الله إنه لا تمسه النار ولا لفحة "ما من يوم أكثر فيه من أن يعتق الله عبداً من النار من يوم عرفة" جمّع الله سبحانه وتعالى هؤلاء العالم لإجل يكرمهم يتجلى سبحانه وتعالى.

ولما تأتي تتبع كلمة يتجلى في السنة تلقاها أتت في يوم عرفة والباقيات في يوم القيامة، حتى منها لما يتجلى الله عز وجل في يوم الجمعة الذي سمي يوم المزيد فيقال للناس لأهل الجنة أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها يقال لأهل الجنة:

إن لكم عند الله موعداً، اليوم الله سبحانه وتعالى مواعدكم مالك الملك العظيم الجليل الكبير المتعال رب العرش العظيم مواعد عباده، ماذا يعطيهم؟

قالوا: ألم يُبيض وجوهنا؟ ألم يُيمن كتابنا؟ أي ما الزيادة الذي سيعطينا إياها؟ الآن لنا اليوم {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} أي مجرد ما يتمنى الإنسان أمنية مثل ما قال الله سبحانه وتعالى يعني

حتى لا يحتاج أن يتحدث ينظر الفاكهة ويمر على يمكن على مئة نوع ومئة شكل ثم فجأة كذا تقع عينه على واحدة ولم يتحدث !  يقول الله سبحانه وتعالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا{

إذا أحدهم جالس في هذا النعيم ماذا يريد زيادة ، الله سبحانه يقول: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} هي تأتيه وثم

يأخذها وتعود مرة ثانية لا أحد يكلمها ..

هذا اليوم العظيم ، يوم في الجنة يقول الله سبحانه وتعالى عن أهل الجنة أحدهم ينظر يمين يسار من أهل الجنة أي انظر المكان الذي تريده {وَإِذَا رَأَيْتَ} انظر يمين يسار ،فوق تحت الذي تريده ،انظر أي مكان {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ} ماذا سترى ؟ {نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا}.

حسناً ، ماذا تريد ؟ هذا يوم الجمعة يقول أنا أصلاً ماذا أريد؟

فيقال لكم موعد لن تخلفوه عند رب العالمين سبحانه وتعالى، فيقال يعطيكم الله سبحانه وتعالى اليوم عطاء أعظم من عطاء الدنيا كلها، قال:

فيتجلى الله جل في علاه لهم قال فما أعطي أهل الجنة شيء مثل لذة النظر لوجه الله سبحانه وتعالى هذا الذي قال الله سبحانه وتعالى لهم {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}

 وما المزيد؟ هو لذة النظر لوجه الكريم فاليوم سبحانه وتعالى اليوم أي ينزل الله جل في علاه ويدنوا من عباده دنو يليق بجلاله وعظيم سلطانه فيباهي بخلقه الملائكة.

 اليوم هذا الدعاء الذي قال النبي عليه الصلاة والسلام الحديث الذي حسنه الألباني قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة" أي اجمّع همومك اليوم ،لديك مشكلة صحية، لديك أحد مريض، لديك أحد ميت دماغياً، لديك أحد مشلول، عندك أمر مستعصي عليك أرقك لم تقدر أن تنام ، عندك أمر ، لكن أهم شيء أهم موضوع وأكبر موضوع تركز عليه ،موضوع كبير تتعلق فيه النفوس الكبار ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن وذكره النبي صلى الله عليه وسلم في السنة ما أعظم حديث اليوم ودعاء وطلب؟ اليوم تقدم معاريضك اليوم، ما أعظم طلب تحتاج تقدمه اليوم؟

إن تطلب الله إن النار لا تمّسك إن إذا رأت النار العالم قال الله سبحانه: {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} تدعوا الله إنك لا تسمع حسيسها في أناس هكذا؟ نعم والله في أناس

 قال الله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} العالم في فزع وهذا لا يدري أصلاً ماذا حصل قال الله سبحانه وتعالى: {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ}  حتى الملائكة تفزع وهي لم تعصي الله سبحانه وتعالى بس رَوْعه من ذلك اليوم.

قال: {فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ} وهذا الذي من شاء الله ،و في أناس منهم من أهل الدنيا؟

والله في ناس منهم من أهل عرفة اليوم واقف سواء في عرفة أو في كل مكان لكنه صدق مع الله في ذلك اليوم ودعا الله إنه لا يسمع حسيسها فقال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِك}َ ادع الله قل يا رب اجعلني ممن سبقت لهم منك الحسنى ادعه من قلب {أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}

كم؟ {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ}

وهذا الفزع والسماوات تتقطع وجُمِع الشمس والقمر وزلزلت الأرض زلزالها قال: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} ، فأول دعاء اليوم إنك تسأل الله أن يعتق رقبتك.

اثنين : إن الله يغفر ذنبك فلا يبقى في الذنوب السنين التي مضت كلها ولا ذنب، لإجل هذا الله سبحانه وتعالى من عظمته حين تحدث ،انظر وصف الله عز وجل لموقف يوم عرفات.

 ويعلمك من عظمته ماذا تقول قال سبحانه وتعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُم}ْ في أناس اليوم لم يهديهم الله إما مُلحد ، لم يشرّفه الله إنه يوقف هذه الوقفة وقلبه اليوم متعلق فوق العرش حتى تمسي اليوم وهو فوق ليس مع الناس .

قال الله: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ} انظر الطلب العظيم {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ} انظر كم مرة تأتي فاذكروا الله؟ قلبك معلق فوق أنت ومستمتع مع الناس وقلبك معلق فوق مع الذي استوى على عرشه جل في علاه {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}

 ثم الله بين لنا الناس نوعين قال: {فَمِنَ النَّاسِ} من يوم ذهب وهو مخطط ومعه قائمة بالطلبات التي يريدها ولا واحدة منها في الآخرة، ولا واحدة منها أعتقني حتى لما تقوله الله يا ربي يزوجك وإلا الله سبحانه وتعالى يوظف ولدك يا رب آمين الله يتقبل منك ، تقوله الله يا رب يعتقك رقبتك من النار

 يقول آمين ، أي أنه عادي ترى هذا أصلاً تحصيل حاصل أصلاً أنا عارف لا يحتاج .

انظر الله سبحانه كيف فصّل القضية في هذا الآية {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا} جالس ويدعي الله متضرع {آتِنَا} أين؟ {فِي الدُّنْيَا} وغابت الشمس وكل طلباته وظفني زوجني ،عطني ارزقني فقط؟

{وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} ترتيب الأولويات لديه متلخبط، والله متلخبط أسأل الله أن يزينها من عنده سبحانه ماذا بعدها؟

{وَمِنْهُم} ناس أبطال الله سبحانه يزكيهم الآن يقول في أناس أذكياء يأتي ويعلم ماذا يريد ؟

هل ما طلب الدنيا؟ لا لا طلب هو أشياء عظيمة أكثر من الأول ،انظر الأول لم يعلق الله عليه.

 الثاني انظر الله سبحانه قال: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ} ما طلبه؟ {رَبَّنَا} أتى وهو يعلم ماذا يريد  

يريد أن يفوز في كل مكان يعيش فيه، هو يعلم إنه سيعيش فترة فوق الأرض وفترة تحت الأرض لوحده، لا أحد يدري عنه وفترة يوم العرض فيريد يضرب الفوز في كل أرض يعيش فيها كل محطة يأتي إليها يريد يضرب فيها بفوز قال الله: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} كل شيء الذي في الدنيا أريد منه كله أحسّنه {وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} أريد يوم الفزع الملائكة  تتلقاني أول ما أخرج وأريد

 يا رب إن أكون من فزع يومئذ آمن وأريد إذا وقفت على الصراط أخذ الكتاب باليمين وأقول هاؤم، أريد إذا أتيت على الصراط كالبرق ،أريد تفتح لي الباب مع أول زمرة مع النبي عليه الصلاة والسلام قال: {وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}هنا قال الله المفروض يقول طلباتك أنت أكثر من الأول على الأقل خذ واحدة واحده، قال الله: {أُولَٰئِكَ} هذا طلب {لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}

 هذا فاهم {مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}فاليوم جمّع ذنوبك التي ذهبت كلها ادع الله إنه يغفرها لك كلها ولا يبقى لها لا صغيرها ولا كبيرها.

- الجزء الثاني :

الحمد لله موصول والصلاة والسلام على الرسول يعني جزاه الله خير الشيخ كان يتحدث عن عظمة هذا الدين وكمال هذا الدين وقد اختصر هذا الأمر كله رب العالمين سبحانه وتعالى في آية واحدة حين قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} العظمة هنا والتي نحتاج ونركز عليه دائماً لأن غالباً نحن نركز على أعمال الجوارح ولا يعني نلتفت حق الالتفات في الغالب إلى أعمال القلب و لماذا شرع هذا الأمر؟

أي أن الله سبحانه وتعالى جعل لكل عبادة لا بد لها أثر في قلبك، بل كل حركة وليس كل عبادة كل حركة في جسمك تتحركها لا بد يكون لها أثر، وهذه الآن في الشركات وفي المؤسسات وفي التجارات يضعون وفي حتى الدوائر الحكومية يضعون مؤشرات يسمونها مؤشرات الأداء الحسن أو الأداء الناجح ماهي مؤشرات النجاح لدي؟

في مؤشرات نجاح لكل عمل أفعله كيف؟

مثلاً الآن أي عمل  أعمله خارجاً بجوارحي ،لا بد أن يكون له أثر على قلبي لا بد يعني مثلاً أضرب هالمثل وأعيده كم مرة حينما تشبك الجوال في الشاحن والشاحن فارغ، أنت تتوقع إن هذا الحدث الذي قمت به سيحدث أثراً في جهازك فلابد ترى النقاط إذا تحركت صحيح؟

حسناً ولو أتيت بعد ساعتين وما لقيت إذاً الساعتين هذه ضياع في أحسن أحوالها تقول إنها ما أدت المطلوب هذا وأنت تمدحها فتلقى الجوال ما زال فارغ، لإجل هذا بعض الناس يقول صليت لكن لم أشعر بشيء لما يقول الله سبحانه مثلاً {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} حسناً، صليت وشعرت إن سرعتي للمعصية مثلها مثل سرعتي قبل لأصلي، إذاً في مشكلة بصلاتي في نقص ما أدت وظيفتها الأساسية، لإجل هذا أنا لما أشحن الجوال ولم أجده شحن بعد ساعتين لا أجلس كذا أقول والله ماذا أفعل ؟ سأشحن مرة ثانية ،أوصله في نفس الشاحن مرة ثانية ،لا في مشكلة لابد أن تغيرها صحيح ؟

فتبحث عن السلك هل هو مفصول ؟ هل هو يمكن لم أضغط الزر،  المهم يوجد شيء لابد أن أفعله لإجل أجد الأثر.

هذا الأثر مؤشر الذي في القلب لابد أن تجده إذا لم تحصل عليه صح ، عند الله قل يا رب لم أحصل إذا مثلاً صليت الركعة الأولى ولم تخشع ، وأنت ساجد لماذا صامت لا تتحدث ؟ قل يا رب الأولى ذهبت علي يا الله يا رب أعني على الثانية أنا لا أقدر أنا فقير إليك، إن لم تعني أنت على الخشوع فما أقدر قلها قلها بلغتك العامية قل يا رب لا تضيع علي الثانية مثل ما ضاعت الأولى.

مثال دخول المسجد ندخل بأي قدم؟

باليمين ونخرج من المسجد بالشمال وندخل دورة المياه أجلكم الله الخلاء بالشمال ونخرج من الخلاء باليمين ،حسناً هذا الأمر حركة جسدية لابد أن تحدث لي أمراً داخل قلبي، إن الله قسم الحياة هذه كلها ثلاث أقسام في دورة المياه أجلكم الله الخلاء ثم فوقها الدنيا ،ثم  فوق الدنيا هذه في مكان فوق اسمه المساجد فأنت تخرج من الحمام أجلكم الله لدنيا أرفع من باليمين وتدخل من الدنيا للمسجد باليمين و تخرج من المسجد لدنيا التي بالأسفل ،اخرج باليسار هل نستشعر هذا وإنّا ندخل، كان والله يا أخي كان تعلقت قلوبنا فوق لإجل هذا في أناس فاهم صح ، قال ورجل قلبه معلق يريد العلالي فوق دائماً ورجلٌ قلبه معلق أين بالمساجد؟ و هل هذا الحدث أشار الله إليه في القرآن؟

 نعم أشار الله إليه في القرآن قال الله: {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} الله سبحانه قال: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ} فيما مبنية على مستوى الأرض لكنها فوق {أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ} فأنا وأنا داخل المسجد المفروض إني

 آتي مشتاق هذا الذي ينبغي ، هذا الأثر هذا مؤشر الذي أنا لابد أن أقيس نفسي عليه إذا ما لقيت بنفسي الشوق أقول يا الله يا رب حبب إلي الإيمان ، إلى الآن ما حبيت المسجد، يا رب اجعل قلبي معلق بالإيمان على أساس أظل يوم القيامة في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك، و إذا خرجت من المسجد إلى الدنيا تلقاك مشتاق تعود، لإجل هذا في أناس تقول لك أذن، لا لم  يأذن ينظر للساعة ،وضع منبه هذا هنيئاً له هذا فاهم.

حسناً والحج حين أذهب وأراهم يطوفون ،ما المؤشر الذي ينبغي أفهمه؟ الله في القرآن فصل هذا تفصيل لإجل هذا ،كنت حين أدخل الحملات في الحج كل الحملات التي مررت عليها لألقي كلمة أو موعظة لنفسي قبل الناس ، أول سؤال أسأله الناس والله هذا السؤال أهلكت نفسي فيه قبل أن أسأله غيري ، لأن مسكين من ظن أنه يخاطب الناس وهو أصلاً،  لا لا ترى إنا نخاطب أنفسنا بصوت عالي والله ونسأل الله أن يقبل، فكل ما أدخل حملة أسأل سؤال هو طبعاً سؤالين بس أبدأ بسؤال أقول يا جماعة من  فيكم لما أتى الحج قرأ كتاب عن الحج؟ كل الآلاف الذين أمامك يرفعون أيديهم قرؤا كتاب عن الحج، طيب أحبابي السؤال الثاني : من منكم قرأ سورة الحج قبل لا يأتي للحج.

 قول الله عن الحج ،نحن أتينا نحج لله حسناً ،هو قال كلام في الحج قال كلام عن الحج من منا قرأه والله جماعة ولا أحد ، يعني قد أبالغ إن قلت في كل الحملات التي مررتها ،واحد رفع يده واحد !

يا جماعة هذا تجسيد واضح لقول الله عز وجل: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}  أركان الإسلام جميعها ، لا يوجد ولا ركن أتت سورة باسمها إلا الحج، ولا يوجد ولا ركن مرة واحدة في العمر كله إلا الحج ، الصلاة خمس مرات في اليوم ،والصيام كل سنة والحج مرة واحدة في حياتك كلها ، إذا يا جماعة الله سبحانه ذكر سورة كاملة قالها في ركن واحد يصبح مرة في العمر ولم نقرأها أجل ماذا نريد؟

لإجل هذا  الله سبحانه وتعالى لما يأتونه الناس قال الله: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي}؟  أكذبت بآياتي يقول لا والله، أنا مؤمن مسلم {وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا}؟ لا أدري!

{أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}ماذا كنت تفعل حين أضع لك سورة الحج وهي السورة الوحيدة التي فيها ركن باسمها وتقرأ كل كتب البشر عن الحج وكتاب التي أنت حاج لإجله لم تقرأه ، يا جماعة هذه فيها مصيبة كبيرة.

ـ شيخ عبد المحسن أنت لما ذكرت مثال الشاحن يعني حتى الحكمة تقول إذا أردت أن تحصل على نفس النتائج فاسلك نفس الطريق يعني إذا كان هذا الطريق يأتي لك ريال إذاً تمشي عليه دائماً سوف لا تحصل غير الريال فبالتالي إذا تريد عشرة ريال إذا أنت محتاج إلى طريق آخر، ما رأيك يا شيخ؟

يا سلام يا سلام لأجل هذا الله سبحانه أنزل القرآن لإجل يبين لنا هذا الطريق ليقول لك هذا هو الطريق وقال: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}

و الحج يا جماعة كل كتب التي عن الحج لابد أن يكون مذكور فيها في الفهرس عرفة ثم الوقوف بمزدلفة منى هذه كلها لا تجدها في سورة الحج ، سورة الحج لا يوجد فيها عرفة الذي هو "الحج عرفة" إذاً ما الذي أراده الله أن يوصله إلينا في سورة الحج هذا شيء هنا (أشار إلى صدره)

لإجل هذا هذه الرحلة تعود قلبك غير ! لإجل هذا القضية سترى كل آيات الحج والله يا جماعة لأجل هذا قال الله عز وجل: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} أين المشكلة ؟ ليست المشكلة في عظمته الذهب يبقى ذهباً تركته لا ينقلب خشباً ،والله إنه ذهب تذهب تتركه وإلا لا تتركه لكن أنت الخسران قال الله: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ { وإلا هو عظيم ، ما الذي ذكره الله لنا في القرآن في سورة الحج؟

لإجل هذا هذه الرحلة يا جماعة خصوصاً هذه الرحلة رحلة الحج ليست برحلة أجساد لأجل هذا من عظمة الله عز وجل لم يجعل في مكة أنهار تجري ولا جعل فيها ثمار تقطف ولا جعل فيها مناظر وجو جميل لا والله حر وزحام وتجلس عند الحمامات أجلكم الله ساعات طوال وعرق حتى ما يتطيب أحد بجانبك حتى لا تجد رائحة الطيب !

حتى تعلم إن هذه الرحلة التي أتيت لها ليس بعينك لإجل ترى مناظر جميلة ولا هو بجسمك لإجل يستنشق الهواء العليل ويلامس الجو الجميل والأمطار لا لا !

فاجعل أجساداً من الناس تهوي إليهم لا! قال الله أفئدة هذا أتاه قلبه يقول مشتاق ، ماذا بمكة لإجل تشتاق مشتاق للحرم ، لإجل هذا الله سبحانه وتعالى لما قال: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا}

 يقول الله لو لا يجدون مالاً سياتي على رجليه لو لا يجد  وسيلة انقطعت الوقود والبترول ولا يوجد سيأتون أناس على رجليه ،ثلاث سنوات أربع سنوات مشياً ليست مشكلة {وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ } البعير الذي آخر جسمه لا تراه قال: {يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}و بعد هذا التعب كله لمن الشرف؟

 له الشرف {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} هو الكسبان لو رأى تحته ، ماذا وضعت له على هذه الخطوات عرف إنه هو الكسبان وما الرسالة التي ينبغي أن تكون مؤشر لقلبي إذا أنا حجيت صحيح؟

الله سبحانه وتعالى إذا ذكر يوم الحج يذكر دائماً أمرين مع بعض طبعاً الأساس كله هو توحيد الله في نفس الآية،  بل في الآية يذكرها أحياناً مرتين وإن لم ندلل لهذا من القرآن فرده علي ولا كرامة، القضية الكبرى ليس فقط  الحج القضية الكبرى من خلق الدنيا كلها السماوات والأرض التوحيد إن هذا القلب ما يتعلق إلا برب العالمين إلا بواحد .

قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} أعظم منفعة تشهدها في الحج وفي غيره أن توحد الله بل ما أنزل الله القرآن كله إلا لإجل التوحيد، ولا أرسل الرسل إلا لإجل التوحيد، ولا قص لنا القصص الله في القرآن إلا لإجل التوحيد {إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا * كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ}.

 أنا كل قصصهم لإجل أبين لك في واحد جل جلاله يجعلون يوسف تحت في البئر ويخرجه فوق يرمون موسى عليه السلام ويمر على أسوء ظروف في العالم ويعود ملك ، يقذف واحد في النار ثم يخرج منها برداً وسلاماً ويعود ملك، ويطرد النبي صلى الله عليه وسلم ويعود ملك لإجل تعرف أنه الله جل في علاه، ما القضيتين التي جاءت تحت هذا التوحيد مع كل آيات الحج؟

قضية يوم القيامة والثانية التي تنجيك في يوم القيامة.

الجزئية الثالثة:

الحمد لله موصول، والصلاة والسلام على الرسول، طبعاً ليس فقط في سورة الحج بل كلما ذكر الله الحج في أي سورة يؤكد على قضية معينة لا بد أن ترى هل وصلت وأم ما وصلت؟

مثل قضية الشاحن، هل تعود ترى الشاشة لا ! تنظر للفيش ولا السلك أول شيء انظر للشاحن هل جوالك هل شُحن وإلا لا؟ فإذا لم تشعر بهذه الأمور ما شُحن فيها قلبك إذاً ارجع.

قلنا الآن الله سبحانه وتعالى لم  يذكر عرفة ولا منى ولا مزدلفة في سورة الحج ، إذاً ما الذي ذكر في سورة الحج؟

أول ما تفتح سورة الحج بسم الله الرحمن الرحيم، ما أول آية؟

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} أنا واحد حاج الآن وبفتح {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} أنا من الناس {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} وذهبوا لعرفة؟ لا أنا أحدثك أين التقوى؟ في القلب "التقوى ها هنا" {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}

 هنا أنا الآن أريد أركز السورة هذه تحدث {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ} أتاك قلبك أريد قلبك الآن.

وضحت أحبائي؟

كل عملي على قلبك، الآن تذهب وجسمك يذهب لعرفة ويبيت بمزدلفة ممتاز ، هذه كلها جعلتها لإجل قلبك، جعلتك تذهب تأخذ حصاة صغيرة هنا تلقطها وحصى حجر ترميه وحجر تطوف عليه وحجر تقبله كل هذا تفعله لإجل قلبك يعلم إني أنا مستسلم لواحد يقول لي هذا الحجر أحبه أحبه، هذا الحجر أرميه أرميه، هذا أرمي عليه الجمرة، أنا قلبي متعلق بواحد كل هذه قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ}

إن زحام عرفة شديد، انتبهوا!

أين نقل قلبك؟ نقل قلبك لأصلاً أنا جعلتك تأتي هناك لأنك مشغول في حياتك أنا بذوقك تجلس بجانب أناس لا تعرفهم وجميعهم يزاحمونك وهذا ليس لديه في رصيده ريال وهذا آتي من آخر وريحته عرق إلى، والثاني يأتي ويوطي عليك، أبعلمك إنك بتأتي في يوم آخر، لكن بذكرك بطعم تذوق طعمها وثم بعدها ارجع، سأعطيك نموذج صغير للحياة الكبرى، نعم

{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ} أنا الآن مشتكي من زحام والله لو قريتها بقلبك إن تجعل العالم الذي يوطأك يوطأك وأنا ليس لي علاقة ، الآن أنا فكري فوق مثل لما تسجن واحد خمسين يوم في زنزانة انفرادية وتقوله هذا الآن بعد خمسين يوم أنا سأخرجك لسجن ليس بزنزانة انفرادية أنا أجلسك في مكان أحمي عليك النار من تحت سأجعلك في وسط أجلكم الله مكان النفايات واجعلك أنواع الكهرباء و العذاب، الآن هو في الزنزانة الانفرادية ، لا يفكر في الزنزانة الانفرادية يفكر في التي بعدها الخمسين يوم، هذا مقابل هذاك نعيم، يا سلام عليك.

{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} لأن في ناس يقول لك الحج السنة هذه شيء عظيم، قف! قرأت سورة الحج؟

لو قرأت سورة الحج لا تقول شيءٌ عظيم.

لأن الشيء العظيم للآن لم تراه أنت رأيت الشيء القليل {شَيْءٌ عَظِيمٌ} ولماذا عرفة بالتحديد في هذا اليوم؟

كلهم يتجمعون هنا، أنا أريدهم، والزحام مقصود في الحج، إن توسع وسع وجزى الله خير إن كنت تفسح أصلاً {فَافْسَحُوا} أفسح لك قدر خمس أشبار يفسح الله لي، فالتوسعة للمسلمين لها أجر عظيم لكن في يوم هذا اليوم المنطقة العرفة لا تتوسع ولابد ومقصود من مقاصد الحج إنك تذوق الزحام ، تأتي في موكب ومعك وفد من كبار الشخصيات وأحسن أناس لابد في هذا اليوم تزحم أحد لابد  تجلس معهم كلهم هنا، مهما دفعت يعني في منى ناس يذهبون يحلقون وناس يذهبوا يطوفوا وناس يذهبوا يرمي يعني وفي متبحبحين قليلاً، لا لا لا هذا اليوم أنا أريدكم جميعاً هنا ،وهذا اليوم الذي لا تقف فيه ، لا يوجد حج "الحج عرفة" لابد أن تذوق الزحام إذاً هو مقصود، الطواف تريد تتأخر تريد تعجل لكن هذا اليوم أنا أذوقك؟ لإجل إذا قلت هذا شيء عظيم سأقولك هذا شيء بسيط إذا قرأت سورة الحج {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} ثم أعطاك مشهد واحد يعلمك يجسد لك شيء من عظمة هذا اليوم، انظر الآن الحج رغم الزحام أتحداك إن امرأة يسقط  جنينها وتذهب وتتركه لإجل الزحام! لا تتركه، والله لو تموت ترجع يدهسونها ولدي.

تجد الناس يعصبون ويكلمون بالجوال، لا قال لك الله اليوم العظيم أنت رأيت أناس يبحثون عن ولده في ذلك اليوم الذي جعلتك تتذكره أو أتيتك هنا لإجل تتذكره ، ترى الأقوى صلة بين اثنين في العالم الأم ورضعيها ليس أي ولد، أقوى صلة بينهم حتى هو يبكي ثديها يُصبّ حليب لم يفعل  شيء هو، بل تتذكره وهو بعيد فقال الله: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا} اليوم هذا الذي نسميه عظيم بالزحام هل في أناس حوامل حجوا وعادوا حوامل؟ نعم

إذاً ليس بيوم عظيم، اليوم  العظيم لا يبقى ولا جنين في ذلك الرحم، {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ} جميعهم { سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}أي رأوا الأمور السماء تتقطع، وشاهدوا الأرض تتزلزل، ورأوا الجبال التي ترسي الأرض تنسف، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} الرضيع والجنين الصغير ، الولد الصغير إذا رأى المشاهد وليس لديه ولا ذنب وأنت تنظر إليه شعره كان أسود أصبح أبيض ذكره الله في القرآن {يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}

 يا أخي لو تشاهد زلزال يهدم البيت ينتفض قلبك وبلغ قلبك الحناجر، ترى السماء تتقطع كلها وجمع الشمس والقمر وتقطعت السموات وتفطرنا ، هذه المشاهد جميعها يشيب قال: هذا بلا ذنب يخاف مصيره كيف المصر على الذنوب دهوراً.

هذا الآن انقلب رأسه، هذا اليوم أول ما تستفتح سورة الحج تعرف إن الله أتاك هنا لإجل هذا في يوم عرفة إذا قلت يا رب أعتقني من ذلك اليوم تقولها من قلب، اعتقني من ذلك اليوم العظيم.

ـ شيخنا العتق من هذا اليوم العظيم والسير إلى الله عز وجل سير القلب لأن هو الذي سيحرك البدن فكم من انسان تظهر عليه أعراض إعاقة لكنه لا يتأخر عن صلاة الجماعة، لكن كذلك من أعظم ما يشهده الناس اليوم من الدعوات والرحمات أن يحسنوا ظنهم بربهم، يعني هذا يوم إحسان الظن بالله.

يا سلام، هو مادام الله بدأ بهذه المقدمة ليعلمك عظمة الأمر وثم يعطيك باب الرجاء إذاً لا بد نبدأ فيما بدأ الله عز وجل به، ترى الله سبحانه وتعالى حكيم هو يعلم أن هذا اليوم هو أكثر يوم يعتق فيه ناس من النار لكن لا بد أن يعلمك صعوبة الموقف وثم ترى مع صعوبة الموقف ومع عظمة الأمر تراني أنا أكثر يوم أعتق ناس لا يأتيهم ولا يمسهم النار في ذلك اليوم، فما أعظم الله حين يبدأ، إذا بدأ الله بشيء

 فا بدأ به.

ولا أحد يقول  أي منهج يخالف منهج القرآن سيضيع المتلقي إما يكون متساهل وإلا أنه يكون متشدد

لا يعرف ينام من الخوف والهلع لإجل هذا  الله سبحانه وتعالى لا يأتي ذكر رحمة إلا يأتي معها ذكر عذاب مثل يقول الله سبحانه وتعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ { فقط افعل الذي تريده؟ {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}

قال الله عز وجل {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ{إذاً الله سبحانه وتعالى هو أعلم بنا بماذا الذي يصلحنا.

يصلحنا إنا نرى الاثنين والله أذنبت أخاف وأطعت أرجو، إذاً أنا جالس أمشي في لذة، مثل يا شيخ الطفل حين تشاهده يلعب باللعبة ساعتين ثلاث ساعات لا يمل لماذا لا يمل؟

لأنه إذا سقط نقص الدم ضاق صدره قليلاً ، يحاول يذهب يعوض يأخذ يأكل شيء هنا لإجل يزود فمستمتع لأنه يرى.

هذه القلوب التي جاء الحج لإجل يحيها ، أيضاً لها أعين إذا رأت مثل ما رأى الطفل والدم امتلىء ثم يفرح وينتقل مرحلة ثانية مع إنها أصعب إلا أنه يستمتع أكثر، أيضاً إذا فتح الله هذا القلب بدأ يرى ما الذي دخل هنا وماذا دخل هنا كأنك أتاك رصيد، أتتك رسالة أضيف إلى رصيدك مئة ألف لماذا؟

مائتين ألف، منحة أربع مئة ألف، ترى رصيدك تجده موجود تُجنّ، تقول أنا لأنك داومت ساعة، سأجلس ساعتين جالس تستمتع بالتعب لأنك ترى الأجر، الله قال: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} لإجل هذا الشيطان لديه سيناريو إذا رآك جالس تلعب، شاهدك  تعصي الله عز وجل وكلنا ذلك أسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا كلها، أتى يذكرك لذة المعصية الآن واستمتاعك فيها واستغراقك فيها ويقفل عليك كم بدفع من هذا؟ بدفع على هذه الثواني كم؟ يقفلها لك.

حسناً حين آتي أطيع وأجلس في يوم عرفة من بعد صلاة العصر حتى المغرب وأنا أدعوا يذكرك بتعبها الآن وجهدها الآن وماذا أعطاك الله؟ ذكر اسمك الله قال هذا لا تمسه النار، تجعلك لا ترآه يبنى لك وضع لك مكانه ليس باستخدام خدم ولا خدامين ولدان مخلدون ينتظرونك متى تعود لإجل تأمر

ماذا تريد ؟ {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا}هذا الخدم ، أجل كيف وجه المخدوم! الله أعلم به سبحانه.

  إذاً هذه الأمور يقفلها عليك لإجل لا تراها، لأجل هذا يأتي الحج ،لإجل يفتح هذه الأغلاف التي جعلها الشيطان على القلب لا ترى فيفتح الله هذا القلب بالتقوى حتى تكون ماذا؟

من الذين قال الله عز وجل فيهم {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ} قفل علي الثمن الذي سأدفعه للمعصية وقفل علي الأجر الذي سأخذه للطاعة {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا} كأنه واحد أمام حفرة {تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}

 قلبه مفتوح قال انظر ساعتين ذهبت تعبها تدري ماذا لك الآن  عندها ؟ وإذا فتحت الساعتين في صحيفتك تدري ماذا سترى ؟ إذا فتحت في قبرك مجهز ساعتين وكانت سبب في نقلك من ضيق اللحود ومراتع الدود إلى جنات الخلود هذه الأمور الله سبحانه جاءت بسورة الحج ، والحج كله كفريضة لإجل نرى الشاحن في الجوال امتلىء لإجل هذا لقلب يبدأ يتحرك قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ}{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}

إذاً في تقوى وفي يوم عظيم.

حسناً اذهب لسورة البقرة و مستحيل نُحيط به ،هذه لكن نأخذ قطرات من المحيطات العظيمة والتي مستحيل بها التفصيل العظيم للقرآن.

لما ذكر الله سبحانه وتعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} قال الله في آخرها {وَاتَّقُوا اللَّهَ} ما العلاقة هناك قال اتقوى الله وهنا قال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} أين؟ ما علاقة هذه بهذه؟

التي تليها ماهي ؟ التي  تليها مباشرة؟

هذه آخر آية في الوجه التي تليها مباشرة {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} حسناً ممتاز {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ} لماذا لا رفث ولا فسوق ولا جدال؟ يقول لك أنت الآن منزعج من خمسة أيام، ثلاثة أيام وتجدال على هذا وعلى هذا ، سأجلسك مع واحد خمسين ألف سنة واقف عليك كذا ، وكلكم عراة ولا تسمع إلا همساً.

فما دام إنك تتحمل ذلك اليوم خمسين ألف سنة ، اصبر هذا اليوم وينجيك من ذلك اليوم خمسين ألف سنة {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}

إذاً هنا القلب ترى فعلت شيء ،صمت وأنت قادر والله رأيت واحد في الجمرات أيام الزحام

والله يا أوتي من الجسم وكان معي أحد من الدعاة حتى سبحان من أوقعني عليه لإجل ألقي الكلمة عنه أتاه الله بسطة في الجسم بشكل غير طبيعي ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، الشاهد إنه يقدر يدفّ الذي بجانبه وينفضهم عن اليمين وعن اليسار ويدفدفون فيه وكذا مسّلم كأنه رخو ويقول: يا رب اليوم هين يا رب ذلك اليوم ترحمني.

والله يا جماعة أنا أقول لهذا الذي بجانبي من الدعاة قلت انظر ، انظر ماذا يقول؟

هو يتمتم حتى قربنا من عنده والله يا جماعة يدفدفونه الناس ويدفدفونه، المهم أتيت أنا عند واحد من أخوتنا من مصر شايب كبير ومعي الداعية هذا ،المهم ضربته والله لم أكن أعلم والله لكن جاء كتفي (مرفق) في خاصرته لا أعلم ويمسكني يا ابني أنا احسب إنه بيقول لماذا تضربني وإلا أوجعتني،

 يا ابني سامحني أنا الذي ضربته والله فقلت له أنت الذي سامحني، يا ابني سامحني أنا طول عمري لإجل أنتظر هذا الموقف لا أريد هذه الذرة التي ضايقتك يوقفني الله عليها ، يا ابني سامحني قلت له والله أنت الذي سامحني قال: قل سامحتك فقط قل سامحتك واذهب.

 قلت له أنت الذي سامحني قال أرجوك والله كذا أرجوك قل سامحتك واذهب، لا أريد أن أطول بالحديث لكن قل لي سامحتك فقلت له مسامحك قال: يا رب، يا رب اشهد.

يعني هذا كأن واحد قلبه موقف ما يبغى يخطي ولا ذرة، أريد أنتهي من هذه الأيام ناجح "رجع كيوم ولدته أمه" الشاهد اكمل الآية {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}

 إذاً أنا لا يهمني ماذا قالوا الناس حجك ممتاز، تعبان أنا عندي قضيتي مع واحد {يَعْلَمْهُ اللَّهُ} ما آخر الآية؟ {وَتَزَوَّدُوا} ممتاز حملة أ {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ} الذي ينجيك ذلك اليوم هو تقواك الآن الذي في القلب هل انتهت الآية؟

انتهت الآية؟!

واتقوا الله ما علاقة الحج بهذه القضية التي توعي هذا القلب بتنفضه نفض لإجل يوقف ويعيش {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} حسناً هذا في الوجه الذي هنا الوجه المقابل في أول آية هنا ما هي؟

{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} حسناً هذا الذي في الحج {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ} أحدهم مستعجل

{فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} تريد تذهب قبل بيومين لا توجد مشكلة ، تريد تتأخر ليومين أهم شيء أنت فهمت الدرس وأخذت الرسالة وإلا باقي لمن؟ {لِمَنِ اتَّقَىٰ}.

إذا أنت فهمت الدرس وفتح قلبك تريد تذهب قبل يومين براحتك ، تريد تجلس يومين براحتك لكن أهم شيء أنت فتح قلبك {لِمَنِ اتَّقَىٰ} انتهت الآية؟

{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا} قف قبل لا تعود ، أنا سأعطيك الدرس لكن ليس الآن يقولون حين يلقون المحاضرات. إن هذ الرسالة التي تحتاج فيها من الدورة تأخذها، الخلاصة هذه خذها في بيتك هذه خذها معك لو لم تخرج من الدورة هذه كلها إلا بهذه المعلومة خذها قال الله: {لِمَنِ اتَّقَىٰ} فعرفت إني سأتيك في مكان ويوم آخر ،لإجل هذا والله سمعنا ناس في الحج يقولوا السنة هذه الحج زحام وشيء عظيم وموت فتقول سبحان الله أنت الآن اشتكيت من خمسة مليون أو ثلاثة مليون جمعهم الله لك في مكان واحد ثلاثة أيام أو خمسة أيام قال الله: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ{

و كم في من واحد {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ}

 إذاً هنا تبدأ صعقة كهربائية لها القلب اكمل الآية لكن أرجوك {لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا} خذ الرسالة معك وأنت ذاهب قبل بيومين {وَاعْلَمُوا} ماذا؟ إذا علمت سببها أو لماذا ذكرت لن تنساها إن شاء الله أبداً.

وأنت ذاهب اعلم لم يعطيه الله عشرين آية لكن اعلم فقط نصف سطر {أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}

 أنا أتيتك لخمسة مليون ثلاثة أيام ترى سأتيك خمسين ألف سنة لكن أنت فهمت الدرس؟

أصلاً حتى من أول ما بدأت كأنك ميت جالس، الآن أنت تأتي من الحج أول ما يأتي الواحد الحج ماذا يقف عنده؟ لابد أن يقف عند ميقات ، حتى لو في الجو لابد أوقف قلبي، الله يعلمني إن في ميقات وهناك قال: {لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ} حسناً هذا الميقات ماذا يكون فيه أول شيء أنزع ملابسي وذلك اليوم بتنزع ملابسك لا سُتنزع ملابسك منك حسناً وثم ماذا؟

أغتسل وهناك ستغسل صحيح؟ وثم تتطيب وهناك سيطيبونك، ثم هناك يلفون عليك خرقة بيضاء وهنا أنت تلف عليك خرقة بيضاء فالله الآن يقول لك سأعطيك نموذج أنت فعلته بنفسك وسيفعل بك فقط لإجل ماذا ؟ سأعلمك ماذا سيكون؟

ثم  فجأة تجدك ليس مقيد كأنك ميت حتى ظفرك لا تقدر تقطعه، ولا تقدر تتزوج ولا تتطيب ولا تقص شعر ولا، أنت كأنك ميت لكن تتنفس وتتحرك، و هذا الميت الذي يتحرك أين سيذهب؟ نقول لك اذهب هنا اذهب هنا مثل ذلك اليوم الذي يقول الله سبحانه وتعالى فيه: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ} قف في منى يوقف في منى، اليوم تبيت هنا في مزدلفة لا توجد أسرة! بت هنا.

لإجل هذا ليس بكل مكان ترى في حملات وأسرة في أماكن لا يوجد بها ، افترش في الشارع، لماذا؟ لأنك أنت مقصود لابد تذوق شيء منها.

ثم تنام بجانب أناس ما أعرفهم، ثم قال: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} و هناك إذا أتيت سترى الناس هل هم مثل بعض؟ لا.

في أناس من حملة أ، وأناس من حملة ب؟ وأناس من حملة ج، وأناس من حملة هـ، وأناس حتى ليس لديه حملة ،وترى أناس يتسول، ستشاهد مثل هذه المشاهد ،أناس يشحذ حسنة يوم القيامة، وفي أناس حجز.

و هذا الذي في حملة أ حين أتى ودخل ،لكن فقط رفع البطاقة دخلوه، هذا ترى حاجز قبل، قبل متى؟ قبل لا يلبس الأبيض، الحجز قبل لا تلبس الأبيض.

فأنت تجهز قبل أن تلبس الأبيض {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} الآن الآن ابدأ احجز لنفسك، ترى أحدهم يشحذ ؟ نعم والله ستأتي يوم القيامة ترى أحدهم يشحذ حسنة، وحين ترى فجأة وأنت واقف تشاهد الحملات ، ترى أناس أتوا وعندهم موكب والطريق يا حاج، الطريق يا حاج.

 وترى هم ضيوف خادم الحرمين الشريفين هذا يذكرك بموقف إن في أناس.

 قال الله سبحانه وتعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا} لكن ملائكة ليس بالطريق ياحاج الطريق ياحاج، ملائكة حوله وفد أتوا يذهبون لرب العالمين، {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا} هؤلاء الذين  يعرفون خادم الحرمين الشريفين أنت هل تعرف رب السماوات والأراضين الرحمن هنا هذه الأشياء هذه جميعها تجعل دعواتك اليوم مختلفة.

ـ نعم، نحن نريد  هذا المعنى  يا شيخ أن نركز عليه الآن فيما تبقى من وقت، مسألة الدعاء التضرع وإحسان الظن بالله، لأن الآن المسألة تسمع من يقول أنا أستحي أن أرفع يدي بالدعاء بسبب ذنوبي هل هذا هو اليوم الذي يقال فيه مثل هذا الكلام؟

بل قد يغفر الله ذنوبك كلها بهذه الدعوة التي تدعوها ما من يوم أكثر من ما يعتق الله به من النار من هذا اليوم، لكن شيخي فقط لمحة بسيطة على قضية ونحن  قلنا لا نقدر نفصل القرآن كله {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}  كلها حبر تكتب فيها كلام الله قال: {مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}  فلا نتكلم عن.

حتى، حتى ترى قضية قلنا إن كل حركة في الجسد لابد أن تكون لها آثر في القلب صحيح؟

وهناك حملة مكثفة قوية ودورة عظيمة لإجل تنعش هذا القلب من جديد،  حسناً أنا أخذ الهدي سأذهب أذبحه هل هذا له علاقة أيضاً بقلبي؟ في سورة الحج وأنت اشتريتها و تتأكد إنها أسمن وأحسن ما يكون وتذبحها وشاهدت الدم يسيل قال الله: {لَن يَنَالَ اللَّهَ} لحمها الذي تلمسه { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا}  الله لا يريد لحومها ولا دمائها ماذا يريد جل في علاه {وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ}

 أريد فقط قلبك يرى إن هذه الذبيحة أنت تملكها تقدر تعتقها وتقدر تذبحها أنا أملكك أنت كلك وعنقك أقدر أعتقك الآن.

فمن عظمة رب العالمين إنه أراد كل هذه الأشياء التي تراها، لإجل هذا  حين يأتي أحد علماني وإلا وطول حياته يكتب ضد الإسلام، فيأتي في الحج يحج حجة العمر فيعطيه الله درس عظيم إنك تفعل أشياء، ترى لو أتينا الآن قناة أجنبية قلنا صوروا هذا الحاج وهو ذاهب وصوره وهو ذاهب ونائم في مكانه معه مال ،تقول أنت معك مال، حسناً لماذا تنام هنا في الشارع؟

 أي أشياء ليست منطقية وقام يجمع الحصى يقول يا أخي هؤلاء مجانين، والحصى هذه كبيرة وثم يجمع ويعدها سبع وثم يذهب هناك المكان ويرميها حصاة ثانية وثم حصاة يحبها و حصاة.

هذه جميعها تعلمك الاستسلام فالعلماني هذا يعطيه درس هذه منافع لهم منافع لكل واحد ، المبتدع تعطيه درس إنك هنا سبع أي سبع لا تضع ثمان ولا ست ،هنا طِفت سبع لا تزيد ولا تنقص .

لإجل هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين رأى البخاري لما رأى الحجر يريد يعطي الناس درس إن ترى قلوبنا لله الذي يقولنا نفعله ، نفعله إنا عبيد يقول حِبّوا هذا ،نحب هذا، ارمي هذا ارمي هذا

فقال أمام الناس كلهم والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولكن لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك والله ما أقبلك انظر أنا مجنون أمير المؤمنين أقبل حصاة لكن هذا دين هذا التأسي.

ـ شيخنا هذا بعض الأحيان يعطي الإنسان هو ربما يتعبد الله عز وجل وأنت ذكرت قبل قليل لإجل في كل خطوة تخطوها في الحج وكل عبادة تسد عنك ثغرة من ثغرات الشيطان يمكن يقول أنا لم أشعر بها اللذة ما شعرت بها بمتعة العمل ، حسناً صمت يوم عرفة لكن لا يوجد شيء، فممكن أشعر بها بعد ذلك؟

يا سلام، هذا الذي أنت لم تشعر به الآن هذا الشحن العظيم والطلبات الذي أنت لا تشعر وتقول أود

أشعر، الآن بث الدعوات لرب العالمين قل يا رب لا أشعر قل يا رب أشكو إليك، أعوذ بك، النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ يقول يا رب أجرني يا أخي حين يأتي أحدهم الآن خلفهم واحد أو عشرة معهم سكين وأنت معك رشاش ويأتي يقول لك أرجوك ألوذ بك وأنت معك رشاش كيف يأتي يقول لك لو سمحت هؤلاء يطاردوني أرجوك ويتعلق فيك أعوذ بك صحيح؟

نحن حين نقول أعوذ بالله لابد أن نقولها بالطريقة هذه، تراني أعوذ بك يا ربي من قلب، يا رب أنا لا أشعر بشيء ،أنا هارب من هذا القلب الذي لا يخشع أعوذ بك في الحديث الصحيح "من قلب لا يخشع" هذا الذي تقول لم أشعر  فيها قلها الآن "وأعوذ بك من عين لا تدمع، وأعوذ بك من نفس لا تشبع" نفسك كل ما أتت أمور في الدنيا أذهب لها لو يقال لي في سعي في جدة وأنا في الرياض عشرة آلاف ذهبت ولا أنام وأتت الساعة ثنتين ونص في الليل وذهبت وأنا يقال لي قم  الساعة ثنتين قبل الفجر بربع ساعة صل ركعة لا أقوم نفسي لا تشبع، فأقول يا رب زين هذه النفس حبب إلي الإيمان وزينه في قلبي وكره إلي.

هنا الموضوع الذي سنأتي إليه إن شاء الله في قضية الدعوات لكن لا بد يا شيخ أول شيء لا بد أن نستشعر قضية لما يقول الله سبحانه وتعالى في هذا {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}

ما أول خطوة وانطلاقة للنجاح؟

إنك تعرف المشكلة، الآن لو يأتي أحدهم مريض في المستشفى يقول والله تعبان أقوله حسناً ، ماذا تشعر به ؟ تعبان فقط.

ونأخذ أشعة لرأسك وإلا صدرك وإلا رجلك، لا ندري أنت مكسور ، وإلا أخذ أشعة لجسمك .

فأنت لابد أن تعرف أين مشكلتك ؟، فإذا عرفت أين المشكلة الآن وأنا جالس اليوم بعرفة الآن قبل العصر أعلم إني لا أخشع بصلاتي ، أنا أعلم بنفسي انتهى ، أنا مشحون لكن أنتظر متى أصلي العصر لإجل أشكيها لربي، بأقول يا ربي بأقول يا ربي أرجوك يا الله أبسترحم وأستمطر هالعظمة من رب العالمين حتى يشرح الله صدري، أنا أعرف نفسي يا أخي يمر علي ساعات كثيرة ما أقول يا الله لا إله إلا الله، مع إنه لا يحتاج لا وضوء ولا صلاة ولا اغتسال ولا يحتاج أقوم سجادة ولا أذهب لمسجد، أذكر أقول يا رب أعني على ذكرك لكن تخرج من قلبي اليوم، هذه الآن بداية الانطلاقة لإجل هذا الله علمنا حين نشعر {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ} انظر بدأ بالانطلاق {ذَكَرُوا اللَّهَ} فيأتي مباشرة فاء الفورية {فَاسْتَغْفَرُوا{ يا رب سامحني هذه الذرات التي دخلت سأراها {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}

يعني أي ذرة مرت الآن في حياتك أقسم بالله أي ذرة أنت واقف هنا الذرة التي فعلتها في الماضي والله ستقفز أمامك ممكن قد تقفز غداً وإلا اليوم وإلا بعد سنة ، إنها مجمعة خطوات في مرحلة ستضربك  لذنب 17/2 السنة هذه ستضربك بعد خمسة أيام و لو الله غفر لي اليوم في عرفة؟

جميع النقاط والمحطات التي كانت ستيصيبك الذنب الذي ذكره يره لا تراها ويقلبها الله ماذا؟ حسنات فكل محطة كنت تراها مصيبة أصبحت تراها نعمة وعطية وهدية.

ـ لذلك من رحمة الله عز وجل إنه منهج  أهل السنة والجماعة أن كل تائب من ذنب فإنه ناج من عقوبته في الدنيا والآخرة.

يا سلام، وأعظم منها يعطيك أي يقلبها حسنة وهذي من عظمة رب العالمين، لإجل هذا يقول ابن القيم للتائب عند الله سبحانه وتعالى ستة عطايا، ستة عطايا طبعاً هو أخذها من القرآن والسنة قال: أول عطية الحلم، إن الله سبحانه وتعالى حلم عليك، والله لو تفعلها أمام أمك مرتين أمام أبوك سوف ينجنّ.

قال: الحلم، إنه حلم عليك.

قال الثانية: الستر. والله واحدة فقط فضيحة واحدة فقط يطير بها الإعلام و، سترك ،أظهر الجميل وستر القبيح، ليس لو أخرج نصف القبيح لو أخرج واحدة من القبيح انتهى وضعك، يسلموا عليك لا أحد يلتفت عليك يقولوا هذا، لا إله إلا الله.

بل رتب على من يسترك وأنت تعصيه إن الله يستره يوم القيامة، أي تخيل مديرك يقول لو رأيت أحدهم مُخطىء ولله المثل الأعلى، رأيت أحدهم مُخطىء في شركتي وسترته ولم تعلمني سأعطيك ترقية و هو عاصي، يعصي الله فيستره؟

قال الثالثة: أن تتوب في أي مكان، لم يقل لك لابد أن تتوب في مكة، الذي في الصين  يقول طيب لم أقدر لم يأتيني  الدور قدمت أسماء في الهند لم يأتيني.

لا لا تب في أي مكان أصبحت وفي أي زمان يُبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار، ويُبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل.

الرابعة قال: يتوب الانسان وهو يعصي الله ستين سنة ثم تاب يوم في يوم عرفة يمحو الله باليوم الستين سنة كلها، لو العدل يوم بيوم ويبقى عندك تسعة وخمسين سنة واثنا عشر شهراً وتسع وعشرين يوم.

لكنه عظمة رب العالمين سبحانه {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ}

الخامسة: يبدل سيئاتك حسنات، قال: حتى يأتي الرجل وقد سرق قلماً وسرق ألف ألف باقي في رصيده سيحاسب عليه ويقف عليها وسيحاسب في النار عليها ألف ألف أي مليون فيفتح الله له القلم، صفحة القلم، ألم أسقك الماء البارد؟ أحرك أطرافك وغيرك معاق؟ فتحت  عيونك وغيرك أعمى؟ وعصيتني وأنت تعلم إني أراك؟ قال: فيسقط لحمة وجهه فيقول هذا قلم! ، فيقول أين الباقي ؟

 قال فيقول الله عز وجل انظر إليها الآن هذا العبد التائب قال: فينظر للقلم انقلب حسنة، الصحيفة التي للتو سقطت فيراها حسنة فيقول: يا رب ألف ألف سرقتها، نظر  لهذه الدعوة ، فيضحك الله جل في علاه، يقلبها {فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}

قال أما السادسة: فهذه لا يخطها قلم لا أقدر أكتب عنها، ولا يتصورها عقل، ولا جنان، ولا تكتبها أقلام، أو كما قال ولا يصفها لسان، كيف لا أقدر، قال: أن الله يحبك.

لو أحدهم أخطأ عليك يقول الحمدلله إنك تعطيني وقت أعتذر وإذا سامحتني فأنت جزاك الله خير، أما إنك تحبني!

فهذا من عظمة رب العالمين إنه يغفر لك ثم يحبك سبحانه وتعالى، فالشاهد من عظمة ربي إن في هذا اليوم إذا أتيت مشحون وقلت يا ربي سامحني على هذه الذنوب كلها واستشعرت ، لإجل هذا ترى اليوم صائم وقلبه حيّ غير الذي صائم وقلبه ليس بحيّ، الذي قلبه حيّ، اليوم لا يعصب على أحد لأن هذه الآن لديه سنتين يغفر لي كل الذي ذهب ولم أعد أراه، لإجل هذا  قال ابن مسعود في البخاري قال: "والمؤمن يرى ذنبه كأنه جبل هو واقع به".

الذرة التي دخلت سأراها سأراها إما في نفسي أو في أهلي أو في أولادي أو في صحتي أنا سأراها فالذي قلبه حيّ ومفتوح يريد أن  يبعد هذه مباشرة لا أريد أن أراها أمامي لا في نفسي ولا في أهلي فقال: "المؤمن يرى يرى ذنبه كأنه جبل هو واقع به"، لإجل هذا يحاول إنه يستغفر ألف الآن بسرعة لإجل يبعدها حتى لا يراها، "والمنافق يرى ذنبه كأنه ذباب قال به هكذا فطار".

لإجل هذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سرته حسنته وساءته سيئته فذاك هو المؤمن".

هذا المؤمن، فنعود نقول إن هذه الرحلة أتت لإجل أن تحرك القلب وتشحنه هذه الشحنات كلها ويرى هذه المواقف ويتمنى أمنيات ثم يعطيه الله أعظم ساعات يقول الآن أسمعك ادعُ بما تشاء.

لإجل هذا  الله سبحانه وتعالى، لما قال الله سبحانه وتعالى عن أثر القرآن الذي ينبغي أن  يكون طبعاً إذا نحن لا نشعر فيه ..

أحبتي ليس معناه إن الناس لايشعرون وتجد أناس يشعرون لإجل هذا الله سبحانه وتعالى

لما قال: { وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا} مقدمة عظيمة ونحن نعلم إن القرآن عظيم وإنه حق، ما المطلوب منا؟

واسأل ويجيبك القرآن مباشرة في الآية التي تليها .

اقرؤه؟لا ، اسمعوه؟ لا، احفظوه؟ لا، هو ليس للقراءة ولا للإطلاع ولا للحفظ هو لماذا؟

{ قُلْ آمِنُوا بِهِ} لما يأتيك خطاب من ملك من ملوك الأرض يقول لك الذي يأتينا اليوم في المكان الفلاني الآن ويكتب طلباته في هذه الساعات كلها سأعطيه إياه، أنت مؤمن تجده مُسرع وتركت أشغالك كلها لأنك آمنت بكلامه أنه حق، صحيح؟ يمكن يوعدك ويموت لإجل هذا الله قال: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} أي أحد يموت انتبه يستسلم قلبك له ترى يمكن يواعدك ويموت إلا أنا (الله) لإجل هذا لا يبقى إلا واحد فيه الصفة هذه، قال بعدها: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} لا تجد إلا هو {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ{جل في علاه.

فإذاً قال الله: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا} حسناً أحدهم وهو يقرأ الآيات يقول أنا مؤمن فيعطيك الله مثال للمقياس تريد تعلم ماذا يفعلون الذين أقصدهم في الآيات هذه؟

لم تنتهي الآية {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ} أنت تقول آمنت به أنا أقول لك سأوريك أناس أنت تفعل مثلهم أم لا؟

{إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} يسقطون يسقط دقنه تحت بالأرض { سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا} سبحان ماذا؟ ربي الأعلى؟ وانتهى لا؟ سبحان ربنا ماذا؟ أي وعد؟ القيامة أين سمعته ؟ التي سمعتها وأنت واقف، فأنت الله سبحانه يعلمك في القرآن كم يجلس معك كم ثانية يجلس معك؟ ينبغي أن يجلس معك حتى وأنت راكع وانتهت الآيات تذهب؟ يبنغي أنا سمعت وعود كثيرة، هذا جواب على سؤالك يا شيخ حين تقول أنا لا أشعر، عندما أنا أقرأ القرآن أو وأنا واقف يتلى علي القرآن سمعت أحدهم يقول الله عنه: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}، {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} أنا أريد أسجد لكن أريد أن افتح لي مجال أريد أدعوا أطلب مثلهم لإجل هذا يصبح مشحون مثل ما قلت هناك أناس أغار منهم قال الله: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ} الآن أنا خائف يزيغ الله قلبي ، فأنا فقط أنتظر متى أسجد فقال الله، هؤلاء إذا ضرب رأسه بالأرض كل الوعود التي في الأعلى الآن سيطلب الله يريدها

 {سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} إذا أصبح لديك هذا التركيز انظر المؤشر للنجاح قال الله بعدها: {وَيَخِرُّونَ} ما دام مُصدق بالوعود التي في الأعلى ويريد مثلها قال: { وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} هو خار من أول ما الخرير الثاني هذا؟ نعم لكن  هو وصل في الأسفل؟ قال الله: {وَيَخِرُّونَ} مرة ثانية ما الثانية  لمن؟

الأولى للجسم، الثانية للقلب قال: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} هنا تفتح الأغلاف قال: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ} يرون قلبه انفتح فأصبح يشعر بمشاعر وهو ساجد غريبة ،الذي بجانبه لم يشعر بها.

 قال: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}هنا ماذا قال الله؟

{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ} الآن أنت مُهيأ أطلب التي تريده، غاير مِن مَن؟ تريد أن أحبك قل يا رب مثل ما قلت {نِعْمَ الْعَبْدُ  إِنَّهُ أَوَّابٌ} يا رب اجعلني أواب.

{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ}أنت مُهيأ الآن أن تقول أي اسم وسوف أعطيك مسألتك ، هنا نبدأ في أو ننتهي في أو نختم الحلقة هذه في قضية إذا كان هذا القرآن يشحن قلبك من مدح ناس امتدحهم ومنازل لمن أطاعوه ،ودركات لمن عصوه وأحاسيس عجيبة شيء تخافه وشيء تريده وشيء تتمناه الآن أنت ساجد قل ما في قلبك وأنت الآن في هذه الساعات ليوم عرفة قل كل ما في قلبك إذا أنت لاتخشع أرجوك لا ترسل لشيخ تقول له علمني أخشع ،الآن قل للذي يجعلك تخشع إنه سيجعلك تخشع.

لإجل هذا نحن لدينا أشياء إرادية وأشياء غير إرادية في أجسادنا، أنا أقدر أقول لجسمي اركع يركع، ارفع يرفع، اسجد، يرفع يرفع، لكن لا أقدر أقول لقلبي اخشع فيخشع هذا لابد أن أطلب فيها من واحد، فالآن لابد أن أطلب ولا يقدر عليها إلا واحد، تريد تتدبر القرآن الآن أسأل ربي ،الآن تريد ربي يأذن لك أن تسبق {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} هذا لديه أذن خاص (تصريح)، اطلب الله إنه يعطيك هذا الإذن قل يا ربي أذن لي أن أسبق أكون من السابقين، حسناً أدعوا بماذا؟

قلنا أول مطلوب إن الله يعتقنا من النار ويغفر ذنوبنا، إن غفرها الله والله لن ترى أثرها ولا يره هذه لا تراها وتصبح تراها كلها خيرات أمامك، إن الله يعتقك من النار.

ثانياً في أدعية جامعة النبي عليه الصلاة والسلام اختصر لنا الطريق في أشياء كثيرة لما يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين "اللهم إني أسألك من الخير كله" تعرف مامعنى هذه؟

طلباتك جمعها كلها وفي أشياء نسيتها أكثر منها ترى هذه فيها طلبات أنت لم تطلبها "الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه" أي توجد أشياء لا أعرفها لإجل أطلبها لكن أنت ما دام أيقنت بالله أنه سيعطيك الخير كله سيعطيك إياه.

"وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم" ، الآن أنت كل دعوة دعاها النبي صلى الله عليه وسلم من يوم تلقى الوحي حتى مات كل الدعوات التي دعاها خير أنت طلبتها وستأتيك لأن الله قال ستأتيك ،ستأتيك لكن أين ستأتيك؟

هو أعظم وأعلم إنه يعطيك إياها الآن بسرعة أو يصرف عنك شر كنت سيتقطع قلبك لو أتاك بسبب دعائك هذا أو يدخرها الله لك في يوم ،يوم يستاهل اليوم التي تتزلزل فيه الدنيا كلها فيعتقك الله و{هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} بعد ما كان سيأتيك في الشمال، "وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم" انتهت ؟ لا

"وما قضيت لي من قضاء" أي قضاء الآن واجهني ووجدت فيه صعوبة "فاجعل عاقبتي فيه خيراً" يقدر الله يجعل فيه خيراً؟ نعم قادر مثل ما جعل السجن دليلاً ليوسف حتى يصبح وزير وهو قادر يجعلك في الذي أنت فيه الآن تطلبه خير، يضع النار الذي وضع فيها إبراهيم برداً وسلاماً أحسن من الجو عند الذين أشعلوا النار فهي كيف ؟ ليس لك علاقة به.

ـ شيخ ذكرت في معاني إجابة الدعاء إما أن يستجاب وإما أن يدخر إلى يوم القيامة وإما أن يصرف الله به سوء، هذه بالتحديد كم نحن عنها غافلون أي من لطف الله من أسمائه اللطيف يعني يأتي بخير من حيث لا تدري يبعد الشر من حيث لا تحتسب، يعني كم الدعوات التي دعونها والله قد جعلها صرفاً لسوء؟

بسألك سؤال شيخ ناصر ما دامك طرحت هذه القضية المهمة جداً..

 تخيل إنك الآن تريد بيت وعندك سداد دين تريد أن تسدد ديونك ثم سجودك كله ذهب في هذه الدعوة يا رب ويا ربي أنك ترزقني ببيت حلال ويا رب، المهم دعيت لك ساعة وذهبت للحرم وطفت وجلست عند الملتزم ودعوت الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى يعلم في قدره أن أحد أبنائك في قبل اليوم الذي أنت ستأخذ البيت وتسكن فيه سيصاب بحادث ، فقط فقرتين تتحرك فيسقط أمامك جثة هامدة في البيت ويكون ألم على البيت كله ولو أتيت في البيت الجديد ولدك عندك هنا وديونك مسددة.

 قلت لك انظر أحدهم يعالج لكن  يقول تعطيه البيت تعطيه الذي دفعته للديون انتهى يصبح الدين يحول عليه تدفعه أنت، أقسم بالله أن تقول ماذا؟ خذ البيت وخذ السيارة وأرى ولدي يمشي أمامي .

 ويا جماعة رأيت هذا بعيني والله في المستشفى العسكري قبل قرابة ستة عشر سنة، رأيت أحدهم في العناية المركزة للأطفال ولده مفتوح له فتحة من الحنجرة القصبة الهوائية ويتنفس منها لا يتكلم.

 تشاهد النفس يخرج وأمه وأبوه عالم من السعادة فأنا أقول أنا لست أبيه ومتألم من شكله ،كيف فرحانين!! يعني ما شاء الله سبحان من شرح صدورهم خذ العبرة التي هنا فقلت الله يا رب يزيدكم إيماناً ما شاء الله عليكم يعني فعلاً ما شاء الله تبارك الله.

قال أن تعلم ما قصتنا لا تفرح تضحك ستسجد شكر عند السرير هذا، لا تقوم ولا تنظر لولدك تدعي الله وتحمده قال:

هذا ولدي كان معي خرجنا من البقالة كان يمشي، لا أدري كيف فرط مني وذهب من خلف السيارات شارع عام ،وجاءت سيارة ضربته ضربة يقول أنا شاهدت الولد طار عظام متكسرة ،متهشمة

انتهى أصبح مثل قطعة لحم يقول الدماء من كل مكان تخيل هذا ولدي، يقول المهم انتهت الأنفاس و عرفنا إنه ميت ميت سبحان الله أتوا الإسعاف أخذوه يقول ونحن ذاهبين للإسعاف من سيارة الإسعاف إلى الإسعاف وقال لي الدكتور يعني انتهى احمد الله وإنا لله وإنا إليه راجعون يقول لهم انتهيت فقدت الأمل قال بعد الإنعاش رجع الله قلبه يقول المهم فرحت الآن إنه رجع قلبه مع إنه متكسر نسيت كل الدماء ، انظر سبحان الله لما يقول {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا}

 أحياناً يأتي الله لك مصيبة ثانية لإجل يخفف عليك الأولى وثم يبعد الاثنين كلهم، آمنت بالله عز وجل، سبحانه.

المهم انظر الرسالة جاءت في هذا يقول عاد الله قلبه لكن باقي على تنفسه وثم انتهى كله معاق ، لا يتحرك ولا يرى ولا يتحرك ولا شيء، يتحرك فقط على جهاز تنفس ونحن فرحانين إن قلبه ينبض يقول ونحن نرقي، نرقي شهور طويلة ونحن نقرأ عليه القرآن يقول فجأة تحرك إصبعه يقول وأنظر وأقول لأمه أقسم بالله تحرك، يقول قالت لي يمكن إنك تتوهم ، وأحلف بالله إنه تحرك فيقول كأنه صاعقة من السماء ضربتني قال هو كان يمشي كل أطرافه ولا شكرتني ولا شعرت بهذه النعمة.

الآن أنت تريد تحاول تقنعها إنه لطرفة عين تحرك عضو واحد ، شاهد ما أعظم الله يقول المهم نقرأ ونقرأ وبعد كم يوم تحرك قلت رأيتيه قالت: رأيته.

يقول: نسجد شكر وفرحانين، تحرك قليلاً  يقول والله حرك الله عضو، عضو لإجل يعطينا نشكر كل عضو لم نشكره سابقاً.

الشاهد هذه قضية إن الله سبحانه وتعالى ويقول لك الآن لديك هذه  المصيبة سأصرفها عنك أو أعطيك دعائك ماذا تريد؟

والله إن تقول أصرفها عني، ولا أريد هذه الدعوة، فالله من عظمته ورحمته بنا قال أنا سأصرف هذه الأمور للخيارات التي تنفعك، يعني لو مدير يقول لك كل يوم تأتيني تقدم معروض أي معروض تريده أي شيء أي مرة تأتيني إما أعطيك إياه فوراً ، تريد ترقية أعطيك إياها أو إني أمسح عنك غياباتك وإنذاراتك كلها أو إن تقاعدك أضاعفها لك ماذا تفعل ؟

أربع وعشرين ساعة بتكون عنده، لإجل هذا الصحابة لما أتوا فوراً أول ما سمعوا قالوا يا رسول الله إذاً الموضوع يا كسبان، يا كسبان، يا كسبان إذاً ادعي الله بدعي في كل يوم ليس فقط لإجل عرفة حتى وأنا في فراشي أو ماشي أو  جالس سأدعي ما دام إني يا هذه، يا هذه، يا هذه ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذاً فالله أكثر".

الشاهد يقول الآن لما حركهُ الله كله إنا نقول لا نريد من ربي شيء من عظمة ربي، لا طبعاً يسأل الله المزيد لكن هو يقول نحن فنشكر الله، ندعي الله أول شيء إن نحن نشكره على النعم التي نحن لم نشكره عليها ، وإن الله يعينا على ذكره وشكره، وندعي الله إن اغفر لنا كل الذنوب التي مضت وإن الله يبدلها حسنات، ندعي الله إنه يصلح قلوبنا ويجعلنا يا ربي في عبادته أعظم من يسبق إليه، ندعي الله سبحانه وتعالى إن إذا صرت تحت الأرض لوحدي، أدعي الله لأمي وأبوي الذين لهم فضل بعد الله علي سبحانه وتعالى، أدعي إن الله يصلح أولادي .

لإجل هذا قال الله سبحانه وتعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبّ} بدأ مرحلة النضج بدأ يعلم إن في ناس لهم حقوق عليه في الأعلى ، وناس لهم حقوق عليه في الأسفل قال ربي أصلاً نفسه تحتاج صلاح ،كانت حياته كلها فقط للدنيا .

{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} أربعين سنة العالم حركت لهم طرف واحد قعدوا وفرحوا فأنا محرك لي وعيالي وكِلى تغسل وقلوب تنبض وأنفاس الشَعب ليست مضيقة وشيء عجيب {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ}

 القضية الكبرى أن يرضى الله عنك {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي{

إذاً قضية اليوم لابد أن ندعي الله لقلوبنا إن الله يحييها لنا، إذا أحياها الله وجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا أقسم بالله إن تذوق طعم الشاحن إذا اشتغل وبدأ الجوال يشتغل وأصبح يتصل.

أسأل الله عز وجل الذي لا إله إلا هو أن يفرج هم كل مسلم على وجه الأرض، وأسأل الله أن يقصم ظهر كل ظالم على وجه الأرض، وأسأل الله أن يكون لإخواننا في بورما وفي فلسطين وفي اليمن وفي العراق وفي سوريا وفي كل مكان يظلمون فيه يا رب العالمين.

اللهم اجعله يوم نصرٍ وعز وتمكين للإسلام والمسلمين، اللهم بلغنا يا ربي ومن يرانا ومن له حق علينا من الخير أعظم مما نرجو واصرف عنا من الشر أعظم مما نخاف، اللهم إنا نسألك أن تصلح لنا أمرنا وشأننا كله، اللهم تولى أمرنا كله ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك، اللهم يا رب نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك نواصينا بيدك ماض فينا حكمك عدلٌ فينا قضائك، نسألك يا الله بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وقائدنا إلى جناتك جنات النعيم، اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.

اللهم يا ربي إن لك حتماً عتقاء في هذا اليوم اللهم ضُمّ أسمائنا وأسماء والدينا وأحبابنا يا رب والمسلمين من ضمن هذه الأسماء التي لن تمسها النار أبداً يا رب العالمين وارض عنا أتم الرضا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين.

ـ جزاك الله خير والله يرفع قدرك على هذه الدعوات وأن يلحقنا بمن رحمهم وأعتقهم في هذا اليوم.

وهنيئاً لمن تقطع قلبه يريد هذا، فأنا أهنئه والله هناك أقوام تجده في الصين وفي الهند وفي أقاصي الدنيا ينظر إلى هؤلاء وقلبه قد سبقه إليهم ، أبشره أن الله عز وجل قد يبلغه أعظم من الذين وقفوا هناك في عرفات، لأن الله سبحانه وتعالى ذكر هذا في القرآن وجاء في الصحيحين عن السبعة الذين جاءوا للنبي عليه الصلاة والسلام بعد أن صدقت قلوبهم، قلوبهم ضع تحتها مليون خط وجاءوا بذلوا وسعهم، الله لا يريد منك إلا هذا صدق القلب وبذل الوسع، فجاءوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقد ودعوا أبنائهم وباعوا أملاكهم وجاءوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام يا رسول الله فقط تمرات تبلغنا حتى نقدم هذه الأرواح ليرضى الله رب العالمين تمرات وراحلة تحملنا فقط، قالوا: زاد وراحلة.

نظر النبي عليه الصلاة والسلام نظر ما بقي من الرواحل شيء ولا بقي ولا تمرة قابلة القسمة على هؤلاء فقال النبي عليه الصلاة والسلام: لا أجد ليس لدي.

الله وصف بالقرآن بالنص قال: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ }

 لا أجد {تَوَلَّوا} انظر لم يبكون عند النبي صلى الله عليه وسلم شاهد المشهد كيف يصوره لك القرآن من العظمة، النبي عليه الصلاة والسلام واقف هنا وهم أمامه فلما قال لهم لا أجد ماذا فعلوا؟

لم يبكوا أمامه، لأن هم علاقتهم ليس مع النبي عليه الصلاة والسلام روحي له الفداء، علاقتي أريد أرضي الذي أرسلك يا رسول الله بأبي أنت وأمي، {تَوَلَّوا} و الآن هم لا يراهم النبي عليه الصلاة والسلام، هل يرى عيونهم؟ لا.

فقال الله: {تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ} لم يقل تدمع دمعتين قال: {تَفِيضُ} أصبحت تفيض يريد يذهب يقدمها لله

ولم يعطى فرصة وأنت تريد تحج لم تُعطى فرصة قال الله: {وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}.

 إذاً لو أحدهم جلس أمامك النبي صلى الله عليه وسلم لم يراهم، يعلمه الله إن الذي أخفوه سأظهره، هم سعوا على إخفاء ما بينهم وبين رب العالمين فأظهره الله عز وجل إلى قيام الساعة ليس فقط للنبي عليه الصلاة والسلام.

حسناً لو أحدهم أمامهم ورآهم  يبكون قال :نعم أمام النبي عليه الصلاة والسلام تتباكون!

 قال الله: {حَزَنًا} تراها هنا – في القلب - شهد الله لهم إن الحزن الذي في القلب {أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ{ ولما ذهب وعادوا بعد الحر أحر سنة {لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ} ذكر الله حرّها وقارنها بحر جهنم

 {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} غزوة تبوك، حين عادوا للتو سيدخلون المدينة فأعطاهم النبي عليه الصلاة والسلام خبر صاعقة قال: "إن في المدينة أقوام" ستدخلون المدينة ترون أناس، جمعتوا حسنات كثيرة في أناس منهم {وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا} كل المعاناة التي عانيتوها هناك والدعوات والأجور التي وضعت في موازينكم والله ما نقص من موازينهم ذرة، نفس الموازين

 {إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} كاد أن يجن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من فضل الله العظيم

 قال: يا رسول الله وهم، يريد أن يُصحِحَ المعلومة هل أنا سمعت صحيحاً وإلا مع الحر أثرت علينا عقولنا ،يعني يمكن هذه المعلومة ليست صحيحة، قال: يا رسول الله وهم في المدينة؟ جالس هنا؟

قال: وهم في المدينة.

قال: ولهم مثل أجرنا الذي أخذناه؟ كل خطوة؟

قال: كل خطوة.

قال: يا رسول الله وأحدنا ينزل من راحلته يوم شد فيه العطش قال يخاف أن يلتفت فتنقطع عنقه من الجفاف، قال: فينزل من راحلته فينحرها ويشرب ماءها المخزّن ويمشي يكمل على رجليه لكن لو كملت عليها الآن سأموت من العطش، قال: يا رسول الله وهم في المدينة؟ وإن هذه المعاناة؟

قال: وهم في المدينة.

 

السبب لأنهم جاءوا بذلوا الوسع وصدق القلب وما أعطوا فرصة، يمكن لم يجد حج ما أعطي رقم، لم يجد مالاً ، لكنه يريد ، متقطع قلبه فهنيئاً له من وراء الشاشات وقلبه يسبق الذين في عرفة.

 

أسأل الله جل في علاه أن يكتب لنا جميعاً يا رب أعظم ما علم مما يثقل في الموازين إن ربي على ذلك قدير.

ـ الله يفتح عليك يا شيخ ويزيدك من واسع فضله أسعدتنا وطيّبت قلوبنا وخواطرنا بهذه الكلمات.

 

 

  • الجمعة PM 07:17
    2018-01-05
  • 3789
Powered by: GateGold