عرض المادة

الحلقة السادسة والعشرون | إلى من يدعون غير الله



إلى من يدعون غير الله

افتح القنوات و اسمع المناظرات , ذاك يقول أن دعاء غير الله عزوجل ليس شركاً ! والآخر يقول الطواف عند القبور ليس بدعةً ولاشركاً وليس فيه بأس , والآخر يقول نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى عن طريقهم ! ، فاترك هذه الأقوال واترك هذه المناظرات و ارجِع أعرض كل كلمة قالوها على كتاب الله عزوجل كما اتفقنا ، فهُنا يشع النور ، وهنا نجد ماتطمئن له القلوب ، نجد إجابات شافية , الله عزوجل يقول (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ) يقول دعهم يقولون مايشاؤون (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ) كلامهم ليس بحق ، الحق هنا في القرآن , كل كلامٍ وافق هذا الكتاب فهوحق  (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ) إذاً (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) سبحانك يارب ! نطرح السؤال على كتاب الله عزوجل لنسمع ما قيل في هذا الكتاب من لدُن رب الأرباب سبحانه جل جلاله ، نطرح السؤال : نريد أن نذهب لندعو مقبوراً في قبره، صالحاً من الصالحين ، ولياً من الأولياء ، ملكاً مُقرب ، رسولا ً مُرسل ، سندعوه من دون الله ، ماذا يقول الله عزوجل ؟ افتح معي سورة فاطر ، انظر إلى التفصيل ! انظر إلى الكلام ! بلسم ودواء وشفاء لتلك الجراح وتلك الأمراض التي أصابت القلب فمسّت فيه من الشرك وأصابت فيه من الشرك ما أصابت وعاثت وفعلت فيه الأفاعيل ، أقولها لكل من أشرك ، القرآن يقول أن من دعا غير الله مشرك ، أنا كاذبٌ إلى أن تسمع كلام الله ثم بعد كلام الله نتفاهم هل هذا شرك أم ليس شرك ، اتفقنا ؟ إن قُلت كلام من عندي أو فتوى لأحد المشايخ ردّها عليّ ولا كرامة ، إن قلت لك قال الله فتقول لي ليس هناك آية واضحة ، تعال و لاتعجل , تعال حبيبي الغالي وتعالي أخيتي الغالية ، أنا سأذهب معك والله لأدعو غير الله إن أثبتّ لي من هذا القرآن أن دعاء غير الله ليس شرك ، ووالله لو كان حلالا ً ماذهبت ، مادعوت غير الله وعندي الغني سبحانه فكيف وهو حرام بل شرك ! ، يقول الله عزوجل في سورة فاطر (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ) هل يستطيع أحد أن يفعلها غير الله ؟ لا والله (وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) هل من أحد يستطيع ؟ (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ  ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ) إي وربي ، أنا سأقول لك الآيات تِباعاً ، لاتظن أنها من سور مختلفة(ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ) قبل أن ننطلق عند قبر من المقابر أقول لك يقول الله (ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ) نعم ياربِّ أنا ذاهبٌ لأدعوه ، علمني عن حقيقته (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ) انظر إلى الحقائق (مَا يَمْلِكُونَ) من تمرة ؟ لا، من نواة التمرة ؟ لا  (مِن قِطْمِيرٍ) تعرف ماهو القطمير ؟ الغشاء الذي حول نواة التمرة ! الذي تُلقيه أنت لاتريده هو أصلا ً لايملكه ، فكيف بما تُريده ! تُصدق الله أو نذهب ندعوهم؟ ، أنت تريد منه كشف ضر ، وتريد منه تفريج كربة ، وتريد منه شفاء مريض يقول لك ليس لديه غشاء التمرة ! . لو قلت لي سأذهب إلى أخيك ، أحد اخوتي وقلت لك أين سنذهب وقلت سنذهب لأخيك ، ماذا تريد منه ؟ قلت والله سأستدين منه ١٠٠ ألف وقلت لك والله أخي لايملك ريال ، هل ستكمل وتذهب إليه ؟ أم تقول مادام أنه لايملك لن أذهب إليه ؟ والله إنك كنت تصدقني لن تذهب ، ستتعب نفسك ولايملك ريال وليس عنده جنيه ولا دينار ولا دولار ولا درهم ، لكن إن كنت تكذبني فاذهب ، لأجل هذا إذا كنت تصدق الله أن الله له الملك (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ) وكل خلق الله دون الله : ملائكة ، أنبياء ، رسل ، صالحين، أولياء كلهم دون الله ، إذا كنت تصدق الله أنهم (مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) إذاً والله ستقف كما أقِف تقول والله لا أدعوهم ، أكمل الآية إلى الآن لم تأتيك الفتوى ، الآن جاءك النهي فقط ، تُريد الفتوى ؟  أكمل الآية التي بعدها (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِير)حسنًا لو أنك كذّبت الله وذهبت ؟ (إِن تَدْعُوهُمْ) يقول الله ذهبت وانطرحت عن القبر ياحسين.. ياولي الله.. يارضا ! (إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ) تُصدق الله ؟ يعلم الله أن أكثر الناس لايصدق و يقول : هم يسمعون قال الله (وَلَوْ سَمِعُوا) الهدف الذي ذهبت أنت لأجله لن تناله (وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ) تصدق الله ؟ إلى الآن لم تأتي الفتوى، الآن كلها حقائق ، الذي تذهب إليه ليس عنده قطمير ، وأنه لايسمعك ، ولو سَمِع ما استجاب لك ، نكمل الآية (لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ) الله أكبر ! يُعلمك حقائق الآن وحقائق إذا مت وحُشرت يوم القيامة ! ، يوم القيامة ماذا يحصل يارب ؟ (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ) سيُخرج الله من دعا ومن دُعي ، من التجأ ومن أُلتجِأ إليه ، سيخرج الله الحسين رضي الله عنه وأرضاه وسيخرج كل من دعوهُ ، والرضا وكل من دعوهُ ، وعلي وكل من دعوهُ ، وسيخرج الأنبياء وكل من دعوهم ، وسيحضر الملائكة وكل من دعوهم ثم تكون المفاجأة وتكون المواجهة ، ماذا سيحصل فيها يارب ؟ (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) بشرككم ! يعني ماهي الفتوى ؟ لم يقل يكفرون بذنبكم ، يكفرون بجريمتكم ، يكفرون بعبادتكم .. ببدعتكم ! قال (يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) إذًا سمّاه الله شرك ، ماذا قال الله في الآية التي بعدها ؟ (وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) والله عندما قرأت هذه الآيات والله لا أدعو من دونك من لايملك قطمير ، والله ياربِّ لا أدعو من دونك من لايسمع دعائي ، من إذا سَمِع لايستجيب ، والله لا أدعو من يأتي يوم القيامة ويقول لي : أنت مشرك ، بعد أن دعوته و التجأت إليه ، ياربِّ أين أذهب ؟ انظر إلى الآية التي بعدها تفصيل ! يعلم الله أن عندك فاقة وعندك فقر وعندك مرض وعندك حاجة قال الله في الآية التي بعدها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ) ماذا يارب ؟ (أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ) فقير في أنفاسك تدخل لايخرجها إلا الله ، تخرج لا يدخلها إلا الله !  ، فقير في أولادك ، في صحتك ، في كل شيء لكن لست فقير لِمن تحت الأرض ! أنت فقير لِمن فوق السماء (أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) وأنت تقرأ في سياق الآية يُخاطب عقلك يقول (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ) أنت إذا أردت من يقودك تذهب إلى بصير أم إلى أعمى ؟ تذهب إلى أعمى ! لا.. تذهب إلى بصير ،(وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ) تبحث عن غرض لك تُشعل الضوء ، لأنك لاتستطيع أن تبحث في الظلام ، (وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) تريد أن توقف سيارتك لاتوقفها في مكان فيه شمس ، قال (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ) يقول عقلك الذي ميّز بين الظلام والنور والظل والحرور ، ألا يميز بين الأحياء والأموات! ، يعني لو أنهم بشر وأنت تريد أن تطلب خدمة ، تطلب من الحيّ أم من الميت ؟ تطلب من الحي لأنه أقدر ، فكيف تترك الحي القيوم سبحانه وتطلب من شخص ميت مقبور ! قال سبحانه وتعالى بعد هذه الآية (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ) وتذرون أحسن الخالقين !.

بعد هذا البيان أيُترك الله سبحانه وتعالى في دعائه ويُدعا معه أحد ؟! نعوذ بالله من ذاك الشرك وذاك الطغيان, أسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الشرك صغيره وكبيره، أوله وآخره ، باطنه وظاهره.



  • الاربعاء PM 08:20
    2017-06-07
  • 2361
Powered by: GateGold