عرض المادة

الحلقة الرابعة والعشرون | الاختلاط وقيمة الحياء

 

             

الاختلاط وقيمة الحياء

اتفقنا في البداية  أننا نستنير بنور هذا الكتاب العظيم ( القرآن ) ، وأن تكون حياتنا بدلاً من الظلمات نعيشها في النور وما أعظم نور القرآن , إذ لا نور أعظم في الأرض من نور هذا الكتاب (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) يتخبّط المتخبطون ويتكلم المتكلمون ويحلل المحللون ويقولون في قضية الاختلاط أن الاختلاط جائز وأن الأمر هيّن وأن القضية لا يوجد بها تعقيد , أخ وأخته زميل و زميلة مثل الإخوة !!

تعالوا نرى ذكر الله سبحانه وتعالى الذي فصّل في هذا الكتاب (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) ماذا ذكر الله عن القضية , هل فصّل أنها حلال أم أنها حرام ؟ ، قال سبحانه جلّ في علاه (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا) القضية كم تأخذ ليست قضية ثمان ساعات أو اثنا عشرة ساعة قضية متاعاً بمعنى سؤال ، بمعنى أعطني خذ (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا) اختلط معها و اسألها ؟ لا (فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) لابد من فاصل بينك وبينها لا تختلط معها أبداً , ما هذا التفصيل العجيب في كتاب الله عزّ وجل ! طبعاً يوجد أقوام لا يريدون هذا الكلام (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖإِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) اذاً الله لم ينزّل القرآن لنضعه جانباً ونأتي بأقوال توافق أهوائكم , هل هذه الآية الوحيدة التي جاءت في منع الاختلاط ؟ لا ، قال الله عزّ وجل عندما ذكر موسى عليه السلام وهو داخل في تلك القرية دخل مدين (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ) رأى رجال يسّقون ويحركون الأحجار عن البئر ويستخرجون الماء لأنعامهم ودوابهم وعندما التفت (وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ) ليسوا معهم (مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ) استغرب موسى عليه السلام جميع من أتى بدوابه ليسقيها هاتان الفتاتان تذودان أغنامهما حتى لا يسقي الأنعام قال حتى الأنعام و الغنم تلحس الثرى الرطب من شدة الجوع وهي ترى الأغنام التي مع الرجال تسقي والمرأة تذود من هنا وأختها تذود من هناك ، قال سبحانه (وَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ) توجه موسى عليه السلام (قَالَ مَا خَطْبُكُمَا) مشهد عجيب أنتم أتيتم تسقون أم تذودون الأغنام ! (قَالَتَا لَا) لا ماذا! كلمة قوية (قَالَتَا لَا نَسْقِي) إذاً ماذا ؟ لماذا خرجتم ، نعم هدف الخروج السقاية لكن مستحيل نحقق هذا الهدف (حتى) حرف غاية بمعنى إذا لم يتحقق الشرط هذا لا نسقي انظر العزة انظر الهدف انظر القيم (نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ) والله مستحيل نخالط الرجال ، إذا صدر الرعاء وتركوا المكان نأتي أمّا نخالطهم لنسقي ؟ لا نسقي ، إذا لديكم هذا الحياء و القيم و قيمة عدم الاختلاط مع الأجانب ، لماذا خرجتم؟ (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) بمعنى لو عندنا رجل يقوم بهذه المهمة للتفتنا إلى مهامنا التي خلقنا الله لأجلها ، لم يخلقنا لهذه المعناة أناطح الرجال ، رأيت المبدأ ؟ لا نسقي حتى يُصدر الرعاء لو لم يصدر الرعاء ؟ لا نسقي , هل هذه القيمة عند المؤمنات الغاليات ؟ هل هذه القيمة التي يُريدها أعداء الدين ممن ينتسبون للإسلام أو غيرهم ، لأن الله سبحانه وتعالى قال إن هذا الكلام لا يروق لكثير من الناس ، قال الله عز وجل (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) أن تتبع ما قاله الله سبحانه وتعالى ليتوب عليك و يدخلك الجنة , قال الله (و يُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ) ماذا يريدون ؟ (أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) سبحان الله ، لأجل هذا هم لا يروق لهم أن تقول لهم قال الله وقال الرسول عليه الصلاة و السلام ، قال الله عز وجل (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ) الله يقول اسألوهن من وراء حجاب ، فافصلوا المستشفيات الرجال عن النساء قال لك لا ، أنت مسلم ؟ يقول لك نعم مسلم ، ما هو كتابك ؟ القرآن ، ومن نبيك ؟ محمد صلى الله عليه وسلم لكن لا نتبعه , سبحان الله ! (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ) ماذا رأيتهم ؟ (يَصُدُّونَ  صُدُودًا) يكتب في الجرائد ويبدأ يعاديك يكنّ لك العداء المر ويكتب بلسانه وبقلمه ما يبقى (سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ) سبحان الله , أنا لم أقل لك تعال للإنجيل أو التوراة أنا أقول لك وأنت تكتب واسمك عبدالله و عبدالعزيز كاتب في الجريدة أنا أقول لك أعبد العزيز , أنا أتكلم من كتاب العزيز , تعال إلى ما أنزل الله وما أنزل الرسول ، النبي عليه الصلاة و السلام كان يقول في صحيح مسلم وفي غيره يقول "خير صفوف الرجال أولها" سبحان الله ، لماذا ؟ لأنهم أتو مبكراً ؟ الموضوع أكبر من إنك أتيت مبكراً ، الموضوع لا يتكلم عن التبكير في الصلاة , لا الموضوع يتكلم عن قيمه أعظم ، ماهي القيمة ؟ خير صفوف الرجال أولها لاحظ الكلمة التي بعدها قال وشرّها ، سبحان الله داخل المسجد يوجد شر ! و شرّها آخرها ، وخير صفوف النساء ، لو كانت القضية تبكير للصلاة كان قال أولها  ، قال وخير صفوف النساء آخرها و شرُّها أولها لماذا ؟ الآن لا يوجد اختلاط أساساً الصف ليس بعده صف النساء مباشرة لا , صف النساء بعيد عن الرجال ، حتى مساجدنا الآن مكان النساء غير مكان الرجال ، يظل خيرها آخرها لماذا؟ لأن كل ما اقترب النساء من الرجال مع العلم أنهم ليسوا متواجهين أمام بعضهم بمعنى أن الرجال ليسوا بوجه النساء ويتكلمون مع بعضهم مثل ما يحصل من التفاهات في المستشفيات اليوم و في الاماكن المختلطة , تجد يتكلمون مع بعضهم ويضحكون وكأنه زوجه و زوجها لا حياء والله ، هي لا ترى إلا ظهور وعمائم من الخلف و رؤوس ولا أحد يكلم الثاني ومع ذلك كل ما اقترب الرجال من المرأة كل ما زاد تسلط الشياطين عليهم ، يكح الرجل تبدأ المرأة تسمع صوته إذا كحت المرأة الرجل يضيع في الصلاة و نجدها عجوز عمرها ثمانين سنه سبحان الله كل هذا لماذا ؟ قال النبي عليه الصلاة و السلام في صحيح البخاري "إذا أخطأ الإمام " بمعنى بدل من أن يركع سجد أو قام الركعة رابعة وهو في المغرب أو قال آية خطأ فليفتح عليه الرجال , حسنًا يوجد نساء حافظات لا , لا تفتح عليه لا تقول له , يرد الرجال لماذا ؟ سبحان الله كل هذا لأن الله يعلم أن القلوب تتأثر وبعد ما تتأثر القلوب تفسد العبادات وتبدأ علاقات محرمة و يضيع الدين ، ، النساء ماذا يفعلون ؟ قال "والنساء تصفق" و لا تقول سبحان الله مع أنها لا تقول يا عمري الآية غلط أو عفوًا لا , ستقول سبحان الله أو تصحح الآية ومع هذا حرم الله سبحانه هذا , النبي عليه الصلاة و السلام إذا انتهوا من الصلاة جاء أحد من الصحابة يريد أن يقوم يقول له اجلس حتى يخرج النساء أولاً ثم تخرج ، هذا ليس في مكاتب أو في بنوك أو في مستشفيات في مسجد يعني بيت من بيوت الله لا يُقال فيه إلا تسبيح أو تهليل فهل بعد هذا البيان بيان ؟ يخطب النبي عليه الصلاة والسلام للرجال في يوم العيد ثم ينتقل في مكان آخر وهم أطهر قلوب في العالم , لو كان الاختلاط حلال كان جمعهم ، بل كان يخطب لهؤلاء خطبة خاصه و لهؤلاء خطبة خاصة.

فمتى تفصل المستشفيات حتى لا يكون لدينا حالات الجرائم والزنا و أولاد الزنا و المغتصبات في كل مكان كما في أمريكا في كل 82 ثانية تغتصب امرأه في أمريكا ، تقولون العالم يعيشون ليس لديهم مشاكل لا والله عندهم مصائب و مشاكل , أسأل الله أن يطهر الأمة من كل منافق وناعق من كل مخالف لكتاب الله سبحانه وأن يهدينا و إياكم سبل الرشاد وأن يجعلنا و إياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

 


 

  • الاربعاء PM 08:18
    2017-06-07
  • 2264
Powered by: GateGold