عرض المادة

الحلقة التاسعة عشر | صغار يدعون إلى الإسلام



صغار يدعون إلى الإسلام

الله سبحانه وتعالى في هذا القرآن علمنا أنه يحب من يشارك في هذه الدنيا قبل موته في إنقاذ قوم حتى لو كانت نملة ، تخيل نملة ليس لها حساب وليس عليها عقاب , يعني ما عاشت على الأرض وماتت ولم تقدم لقومها شيء (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) لماذا ؟! (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) شاركت و حمت قومها من خطر يمكن يحصل أو لا يحصل ، ومع ذلك قدّر الله لها ذاك الموقف ورفع شأنها بأن ذكرها في كتاب الله سورة كاملة بعنوان [النمل ] ،سبحان الله ! هذه النملة خافت على قومها من خطر قد يحصل أو لا يحصل ، ولو حصل ماذا يعني؟! هي قدم بشر! ، فحبيبي الغالي كم علمت أنا و أنت عن مخاطر مذكورة في هذا القرآن ستحصل لي ولك ، ثم رأيت فلان يغتاب والله عز وجل يقول (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا) خطر عظيم ، و رأيت من يُرابي , ليست قضية بشر أو ملك يدعس علينا ؟! لا! القضية قضية اعظم من هذه (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ) ثم لم تحرك ساكن ، يعني ما أنقذت قومك من أمور ! بل يرى الانسان أخاه وأمه وأباه على أمر سوء يعلم أنه سيذهب بها إذا مات والعياذ بالله على هذا المنكر ! فما يحرك ساكن ، فالله عز وجل إذا كان ذكر نملة بهذا التكريم وهذا التشريف لأنها ساعدت في إنقاذ قومها من خطوة أو وطأة بشر فهل نشارك في إنقاذ قومنا (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)من نار تلظى ، لأجل هذا النبي عليه الصلاة والسلام قيل له (قُمْ فَأَنذِرْ) أنذر قومك أنقذهم ، يقول الشيخ المنجد عن رجل يعرفه في المنطقة الشرقية , هذا الرجل تزوج لا يعرف الصلاة والعياذ بالله , رجل لا يترك منكر يستطيع فعله إلا فعله هذا بكلامه هو ، فلما تزوج حملت تلك الزوجة انتظر هو و إياها ذاك الجنين ، حملت المرأة فلما وضعته إذ بفرحةٍ تغمر البيت ليس بمثلها فرحة ولكن لما فتح الطفل عينيه , يتكلم الأب معه ويحاول أن يلاعبه لكن يرى أن الطفل لا يتحرك مع الصوت ! يعني لا يلتفت إذا سمع صوت والده ولا يتضايق من الأصوات ولا يسمع فلما كشفوا عليه وجدو أن هذا الطفل أبكم وأصم لا يسمع أبدا فلما كبر الطفل قليلًا وبدأ يحبو يرى أمه وقد كانت من الصالحات نحسبها والله حسيبها تصلي فيأتي ويصف جنبها ويصلي ويرى الأب لا يصلي , كبر قليلًا أدخلوه في معهد للصم فبدأ يدرس أن لهذا الكون خالق و أن هذا الخالق سبحانه وتعالى قد شرع خمس صلوات في اليوم هي التي تصليها وتفعلها أمه فلما علم أن جزاء ترك الصلاة النار والعياذ بالله (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ), يحب أباه فخاف عليه لكن لا يستطيع أن يدعوه إلى الله سبحانه وتعالى , كيف يدعوه ؟ لا يستطيع أن يتكلم ! فصار يأتي عند الأب والأب يتابع التلفاز فيقف بين الأب والتلفاز فيأشر للأب [يقول له الصلاة ويأشر له للأعلى يقصد الله سيسألك لماذا لا تصلي؟] فكان الأب يقول أبعد عن التلفاز وكل مرة على هذا الحال يبعد الابن عن التلفاز ويسكته ،  فجاء يوم من الأيام خَرج الابن من المدرسة فجاءت تقدم له أمه الأكل لا يريد يأكل ! يبكي ويأن ، فتحاول الأم تراضيه و تهدئه فعجزت ، لما جاءت الساعة الثانية و النصف خرج الأب من العمل ، جاء فقالت له انظر لولدك إلى الان لم يأكل أي شيء , حتى الأكل الذي أخذه للمدرسة لم يأكله فأخاف عليه , فذهب الأب له فلقيه يأن فحاول يتكلم مع الولد والولد يبعده ، رافض أن يأكل ، يقدمون له الأكل ، يخرج له المال ، وهو يرفض أن يأخذ شيء ,  فلما أصر الوالد عليه ماذا تتوقع أن يفعل هذا الطفل؟!! قام الطفل أشار لأبيه انتظر ، ثم رفع أكمامه ثم ذهب وتوضأ وأمسك  بالمصحف ، ثم جاء يقلب الصفحات والأب ينظر إليه والأم في دهشه؟! لا يعرفون ماذا يفعل ! ففتح سورة مريم ثم فتح على الآية ثم أعطى المصحف الأب وقال له أقرأ ، يقول الأب فقرأت قول الله عز وجل (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا) و صار الوالد يقرأ ويبكي والابن تنزل تلك الدمعات من عينه ، و أخذ الابن يحضن الأب بقوة على صدره ، فالأب يقول والله كانت تلك اللحظة التي نقلت حياتي من الظلمات بإذن الله إلى النور , يقول والله أصبحت لا أفوت فرض , والله أنا الذي كنت أصم وكنت أبكم ،كنت أتكلم عن كل شيء إلا عن الله ، وكنت أسمع كل شيء إلا عن الله يقول فجاءني الله عز وجل بهذا الولد الذي أعطاني درسًا لن أنساه في حياتي ، هذا الطفل لم يبلغ بعد يعني لم يكلف! هذا الطفل قد عذره الله ليس عنده لسان يتكلم به ، هذا الطفل عذره الله لم يسمع قول الله عز وجل , ولكن لما قرأ فقط بحاسة واحدة قرأ أحس أنه لابد أن ينقذ هذا الوالد , فهل ترى والدك لا يصلي ماذا فعلت؟! هل ترى أخوك لا يصلي ماذا فعلت ؟! أنت حبيبي الغالي يامنأعطاك الله اللسان وشفتين وأعطاك الأذنين و هذه النعم كم مرة تكلمت فيها عن الله عز وجل ! كم مرة استعملتها لله سبحانه وتعالى ! لأجل هذا حبيبي الغالي يقول الله عز وجل (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ) ماذا يفعلون ؟! وظيفتهم في هذه الحياة (يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) حبيبي الغالي هذا اللسان إذا لم ينطق عن الله فعن من ينطق؟! إذا لم يدعو إلى الله فإلى من يدعو ؟! أحد الزملاء معي في المستشفى كثير السفر يقول ذهبت استقدم [خادمة] فلما طلبوا مني ديانتها فقلت مسلمة يقول فأتيت بها , وكانت لدي رحلة سفر فسافرت , فلما سافرت جاءني اتصال من زوجتي تقول أن الخادمة ليست مسلمة بل نصرانية رغم أني مشدد عليهم و حرصتهم على أن تكون مسلمة , فقلت إذا رجعت تفاهمت مع المكتب , يقول والله إني أعد 3 أيام و كأنها ٣سنوات أنتظر متى أرجع , والله إني أغلي على هذا المكتب , يقول فجأة قالت لي زوجتي الخادمة أسلمت كيف؟!!! ابنه ١٠سنوات كانت أمه دائمًا تعلمه دعاء الدخول و دعاء الخروج ودعاء الأكل والصلاة فكان إذا جاءت تدخل البيت يقول لها الولد توقفي اقرئي دعاء الدخول , فتقول ما هو دعاء الدخول! فيقول لها قولي {اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ ، وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ ، بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا} و إذا جئنا نخرج قال لها قولي {بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله } و إذا جاء وقت الصلاة قال لها لم تصلي ! فأتو لها بسجادة  , ومرة جلس عندها في المطبخ قال لها قولي (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) قالت ما معنى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ؟! قال قولي (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) قالت (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) قال (اللَّهُ الصَّمَدُ) قالت (اللَّهُ الصَّمَدُ) قال (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) قالت له مامعنى هذا الكلام ؟! هو لا يعرف معنى هذا الكلام ،فرجع لأمه وقال مامعنى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ )؟!! قالت له معناها أن الله سبحانه وتعالى ليس هناك أحد مثله جل جلاله و أن ليس عنده ولد , ولم يولد سبحانه وتعالى وهو خالق كل شيء فذهب الطفل لها يتكلم معها في المطبخ قال لها : يعني أن الله واحد ليس أحد مثله ولا له ولد وهي نصرانية ! طبعا تقول لما أخذوها للمكتب تقول اخترقت هذه الكلمات البسيطة قلبي قالت نعم كيف نزعم أن لله سبحانه تعالى ولد ! وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله ودخلت في الاسلام فصارت تصلي مع المصلين وتصوم مع الصائمين و تحفظ القرآن وتركع وتسجد مع الساجدين ، قلت سبحان الله طفل في عمر ١٠سنوات (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) دخلت بسببه في دين الله ! تقول كل شيء عندي أفعله نفس المسلمين فأسلم فدخل الإسلام قلبها ،كم دخل الاسلام على يدي ويدك ؟! كم قابلت نصراني وكافر ؟! كم ذهبت أعطيت كتيب أو شريط ؟! كل شيء قدمته للدين الله سبحانه سينفعك به , اللهم اجعلنا من الدعاة إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة ومن يجادل بالتي هي أحسن ، اجعلنا نأتي يوم القيامة وفي صحائفنا ملايين من البشر قد اهتدوا على أيدينا يا رب العالمين.

 

 

  • الاربعاء PM 08:13
    2017-06-07
  • 1880
Powered by: GateGold