احصائية الزوار

184
زوار اليوم الحالي
41
زيارات اليوم الحالي
1089
زوار الاسبوع الحالي
3578
زيارات الاسبوع الحالي
41
زوار الشهر الحالي
184
زيارات الشهر الحالي
5546351
كل الزيارات

الزوار

انت الزائر رقم : 2696997
يتصفح الموقع حاليا : 58

عرض المادة

الحلقة السابعة عشر | إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

 (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)

عشنا مع نور هذا القرآن العظيم في كيف نتخلص من الأزمات ، لا تحتاج القضية إلى دورات ولا تحتاج إلى كتب نقرأها ، هي القضية أعظم كتاب فيه المخرج فيه حلول لكل المشاكل , وهذا هو القرآن يعطيك القضية في آية أو آيتين ثم يعطيك مثال واقعي إما من نبي ، إما من أحد الصالحين ، إما من إحدى الصالحات ، المهم أنك تجد التصريف وتجد واقع عملي ، وقفنا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ثم رأينا كيف إذا كان الله مع الصابر ينقل موت الشهيد إلى حياة ! سبحان الله ، ثم وقفنا مع قول الله ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم ) وذكرنا خمس أنواع من البلاءات : جوع ، خوف ، نقص من أنفس ، من أموال ، من ثمرات ، ثم قلنا أن هذه القضايا إذا هجمت على أي شخص من الأشخاص ثم كانت ردة فعله على حسب الترتيب الذي جاء في القرآن ( أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ ) رضا من الله وصبر وتسليم و استعانة بالله ، تقلب الأمور كلها من تعاسة إلى فرح ، من جوع إلى شبع ، من فقر إلى غِنى ،  ثم ذكرنا الصفا والمروة وذكرنا كيف أن الله قلب أمر هاجر لما آمنت بالله , أصابتها المصائب كلها :  خوف، جوع، نقص أموال ، أنفس ، ثمرات ، التجأت إلى الله قالت : إذاً لن يضيعنا ، ما أخذت تولول ، ولا تشكو لبشر ، بثّت شكواها كلها لله جل جلاله ، فقلب الله هذا المكان ، خوف ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ) كان الوادي أخوف مكان في الأرض ثم انقلب إلى أأمن مكان ( وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) حتى الحمام تأمن فيه ، تطير الحمام وتفزع منك وتخاف في أي مكان إلا في مكة لا تخاف منك . وكل ما اقتربت من الحرم ، كل ما ازداد أمنها ( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا ) ؟ بلى ، إذاً قلب الله الخوف إلى أمن . (وَالْجُوعِ ) ! لا أحد يجوع في مكة . تخطئ الآن في أي ركن أو أي واجب من واجبات الحج والعمرة يقال لك : أطعم أهل مكة ، أطعم أهل مكة ، وذبائح لأهل مكة ، ودم لأهل مكة ويطعمون ، فبدّل الله  الخوف ..أمن ، والجوع ..شبع . ( وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ ) أغلى متر الآن أن تملك عقار في مكة ( وَالْأَنفُسِ ) أكثر مكان يزوره العالم هو مكة ، ما هذا ! سبحانك يا رب تقلب الأمور بهذه الطريقة ! نعم . ( وَالثَّمَرَاتِ ) يأتي ثمرات الصيف في الشتاء في مكة ، وثمرات الشتاء تجدها في الصيف في مكة ! شيء عجيب ، هكذا إذا كان الله معك .

لكن هل تُحقق الشرط ؟ خذ الوعد ، القرآن كله شروط ووعود ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) ،(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) عليك الأولى وانسى قضية الثانية فهي في يد من لا يخلف الميعاد سبحانه وتعالى . لأجل هذا كانت قضية الصبر قضية عظيمة ، الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبداً ابتلاه فصبر ، فأعطاه الله عز وجل ميزان غير كل الموازين ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .

يقول محمد بن عبدالله "أحد رجالات السلف" خرج مع أمير من الأمراء في رحلة صيد ، يقول بينما نحن نصيد ، وبينما نحن في غاية المتعة حصلت لي حاجة فذهبت لقضائها ، ذهب يبحث عن مكان مغطى في الخلاء حتى يقضي حاجته ، قال  فأتيت إلى خَرِبة ، يعني مكان عشّة ،  مكان بيت خرِب من خشب . قال فنظرت ، يعني من يعيش في هذا المكان ؟! ، قال  فنظرت في هذا المكان فوجدت رجلا ً يقول : الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ، يقول فنظرت ! رجل مُقعد ، أعمى ، أبرص ، مجذوم ، في حال لا يعلمه إلا الله ! فزِعت ظننته من الجن ، ما هذا الإنسان الذي يعيش في هذا المكان ؟! ، يقول سمعته يردد : الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ، يقول قلت له : أنت ، يقول فلم يرد عليّ .. الحمد لله ، فقلت : أنت ، يقول فبدأت أرفع صوتي حتى سكت ثم قال : من ؟ ، فقلت له : أنت من أنت ؟ ، فقال : أنا فلان ، أنت من ؟ ، فقلت له : تعال سمعتك تقول الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ! أراك أعمى حتى السمع ثقيل ومجذوم ومقعد وأبرص علامَ فضّلك ؟ ، يعني أنت أحسن مِمن ؟! ، يقول فقال لي : سبحان الله ! ألست أشهد أن لا إله إلا الله ؟ ، قال : نعم ، قال : كم في الوجود من يشرك بالله سبحانه وتعالى ؟ ، قال : كثير ، قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير . قال : ألست أسجد لله عز وجل ؟ ، قال : بلى ، قال : كم في الوجود من يسجد لبقر وحجر وشجر ؟ ، قال : كثير  ، قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير  ، قال : ألست أسمع ؟، قال : بلى ، قال : كم في الوجود مِن أصم ؟، قال : كثير ، قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير ، قال : ألست أتكلم ؟، قال : بلى ، قال : كم في الوجود من أبكم و بُكم ؟ قال : كثير ، قال : الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ، قال : ألست أذكر الله في الصباح وفي العشي والإبكار ؟ ، قال : بلى ، قال : كم في الوجود من غافل تمر عليه الساعات ولا يذكر فيها من خلقه وشقّ سمعه وبصره ؟ ، قال : كثير ، قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير ، يقول فقلت : سبحان الله والله إنك خير مني ، قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير ، يقول فقلت له : ألك مِن حاجة ؟ " تريد أن نحضر لك وجبة ، نحضر لك طعام ..شراب ، قال : لا ، ولكن لي ولد هو من تركه الله لي سبحانه " ليس عندي بعد الله إلا هذا الولد " ذهب قبل البارحة ولم يرجع لي فإن أردت أن تطلبه لي " انظر أين ذهب " ، قال فخرجت أبحث لا أدري أذهب يمنة أو يسرة أو شمال أو أمام لا يدري ، يقول فهُمت على وجهي فوجدت تل ، يقول فوجدت الطيور حوله فما إن تعديت ذاك التل إلا وجدت نصف شاب "شاب أكلته السباع " ، يقول أكلته السباع والباقي الطيور تنهش في جسده ، يقول مستحيل أرجع وأقول له الولد الذي بقي لك في هذه الدنيا مات ، يقول فرجعت وهممت أن أذهب إلى قومي وأترك الرجل ، يقول ثم قلت في نفسي أهذا من الدين ! تترك الرجل الذي يخدمه مات ! ماذا تفعل الآن ؟ تتركه يموت ! ، يقول فاستعنت وتحملت على نفسي ثم حملتها عنوةً وذهبت إلى الرجل وتذكرت الأنبياء من قبله كيف ابتلوا ؟ قلت سأقول له الآن عن الأنبياء ، يقول فدخلت وهو على حاله يقول : الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ، يقول فقلت : أنت ، قال : نعم ، قال : أنت خير أم نوح ؟ ، قال : سبحان الله ! نوح عليه السلام ، قال : إنه قد فَقدَ ولده على الكفر ، أأنت خير أم إبراهيم ؟ ، قال : سبحان الله ! إبراهيم عليه السلام ، قال فقلت : ما داموا خيراً منك وابتلاهم الله عز وجل بأقرب الناس إليهم فأحتسب أمرك عند الله فإني قد وجدت ولدك قد أكلته السباع ، يقول فقال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، وأخذ يكتم عبراته ويقول : الحمد لله .. إنّا لله ، يقول ثم شهق شهقةً فمات ، يقول ولما مات أخذته أقبله وأَلُمهُ وأحتضنه ثم دعوت قومي فغسلناه وكفّناه ولما جئنا نُصلي عليه مرّ بنا ركبٌ من الناس فأول ما رأوا الرجل انكبوا عليه يقبِّلونه ويلثمونه ، يقول فقلت : من هذا ؟ يقول أحسب أنه مقطوع جالس ، قالوا : هذا من يروي حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ، هذا أبو قلابة يروي عنه البخاري وغيره ، يقول فقلت : سبحان الله ، والله ما كان هذا ليكون إلا لمعرفته بدين الله عز وجل ، يقول فلم أنسى ذاك الموقف صلينا عليه ودفناه ، يقول فلما مرت جمعة وأنا أفكر بالرجل ، يقول رأيته في منامي كأحسن ما يكون من الصورة ، على صورة لم أرى مثلها قط في حياتي ، رأيت ذاك البرص قد انقلب بياضاً ناصعاً ولونا عجيباً غريبًا ، ورأيته واقفاً بعد أن كان مُقعداً ، ورأيت تلك العينان اللتين تأخذان بالألباب ، يقول ورأيت شكل عجيب ، يقول فقلت له : من أنت ؟ ، قال : أنا أبو قلابة ، قلت : ما الذي صيّرك إلى ما أرى ؟ أما كنت مجذوم وكنت معاق وكنت أبرص وأعمى ؟!، قال :  نعم ، سمعت قول الله ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ، سمعت قول الله سبحانه وتعالى ( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ) .

 ما معنى ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) أي يأتي سبحانه وتعالى بأهل البلاء الذين عاثت بأجسادهم الأمراض , ومضى فيهم الفقر والجوع والخوف ، بعد هذا كله يُؤتى بهم يوم القيامة فيحاسبون الحسنة بعشر والسيئة بمثلها ثم فجأة تنتهي الأعمال فيثقل الموازين وتُصب فيها صباً ، فيقولون : يا ربِّ هذه الأعمال ما عمِلناها ! ، فيُقال هذه أجر الصبر فُتحت لكم الموازين بغير حساب ، فيأتي أهل الصحة الذي لم يكونوا يعانون مشاكل لا مرض ولا تعب ولا خوف فيأتون يقولون : يا ربِّ هذه أجسادنا لم يأتها سرطان ، ولم يأتها بلاء ولا جذري ولا جُذام ولا برص ، يا رب قطعنا بالمناشير ، انشرنا بالمناشير وقرّضنا بالمقاريض ، فتت هذه العظام واجعل لنا مثل ما لهم فيقول الله سبحانه وتعالى : لا ،  أَمَا أني ما ابتليتهم إلا لأعافيهم ، وما أخذت منهم إلا لأعطيهم . اللهم اجعلنا يا رب من الصابرين ، اللهم اجعلنا يا رب عندك من الصادقين ، اللهم اجعلنا ممن إذا أصابتهم مصيبة قالوا ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) ثم كتبت لهم صلوات منك ورحمة ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) .

 

  • الاربعاء PM 08:11
    2017-06-07
  • 2497
Powered by: GateGold