احصائية الزوار

251
زوار اليوم الحالي
90
زيارات اليوم الحالي
1305
زوار الاسبوع الحالي
4633
زيارات الاسبوع الحالي
90
زوار الشهر الحالي
251
زيارات الشهر الحالي
5550238
كل الزيارات

الزوار

انت الزائر رقم : 2698072
يتصفح الموقع حاليا : 71

عرض المادة

الحلقة الرابعة عشر | أمر يجعل عملك هباءً منثورً

 

أمر يجعل عملك هباءً منثورًا

حبيبي الغالي أختي الغالية , تصوم و تقوم و تصلي المفروضة و تتصدق و تقول للناس حسنى و تصدق في معاملاتك و تُكسب أولادك كسباً حلالاً كل هذه الأعمال حتى تدخل في رصيدك إلى أمرين اثنين , أي خلل في الأمرين لن يدخل في هذا العمل ولكن سيذهب إلى حساب آخر , حساب اسمه الهباء قال الله عز وجل عن هذا الحساب (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) طاش وطار , طاشت به الموازين سبحان الله لماذا ؟ لأنه خلى من أحد الأمرين , الأمر الأول اسمه الإخلاص , يعني ما عملت هذا العمل إلا أرجو به أمر واحد الله أن يرضى عني الله , الشرط الثاني المتابعة , أن تكون هذه العبادة ليست من تأليفي أنا أو أسمعها من فلان ألفها بل يجب أن تكون مصدرها الكتاب والسنة لأن الله قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) لم يقل الله عز وجل خذ أي تأليف من الدين لا (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) أي أمر مالم يأذن به الله , إذاً هذان الشرطان لابد أن يجتمعا حتى يدخل عملك في رصيدك , نتكلم عن الأول ماهي أهميته ؟ أصلاً أنا وأنت أخي الغالي وأختي الغالية ما أمرنا في هذا الكتاب كله أن نعمل أي عمل ولا حركة ولا لفتة ولا ريال ولا درهم ولا جنيه ولا صلاة ولا ركعة ولا سجدة إلا بأمر (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ) حسناً عبدنا الله ما هو الشرط في العبادة (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) الذين يعبدون الله بدون اخلاص لا يقبل منهم (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ وَذَلِكَ) ما هو ذلك؟ (وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَة) , اقرأ معي في سورة الزمر أفتح (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) ما المطلوب ؟ (فَاعْبُدِ اللَّه) هل نعبد الله بأي طريقة (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ) لماذا؟ سيأتيك الجواب قبل أن تنتهي الآية ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) أي شيء ليس خالص لا يريده الله عز وجل , لأجل ذلك يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي أنا أغنى الشركاء عن الشرك , من عمِل عمَل أشرك فيه معي غيري , لاحظ الكلام دقيق أشرك فيه يعني في العمل معي غيري يعني الأصل الله ومع الله أحد , يعني لله ٩٩٪‏  و ١٪‏ لفلان , ليقول فلان والله بيض الله وجهك أشرك فيه معي غيري لم يقل تركت الجزء المشرك فيه , لا .. قال تركته وشركه , الشيخ محمد حسين يعقوب جزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأمد في عمره على طاعته يقول لو شخص يقول لزوجته تحبيني بمقدار ماذا قالت له أنا أحبك ٩٨٪‏ يقول الأن هو لن ينظر لـ ٩٨ وسيفكر ٢ المتبقية أين ذهبت ! فسيقول لها ٩٨ حسناً الـ ٢ أين فقالت له أنت ٩٨ أكبر جزء في قلبي لكن ٢ فقط أحب ولد الجيران يقول والله أن يطلقها مباشرة هذا الأن زوج يعني لم يقدم لها قلب ولا كلى ولا رئتين ولا لسان ولا شفتين و غضب لأنه يرى أنه هو المستحق ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى .

(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) كيف أعرف أني مخلص أو لا ؟ وكيف أصل إلى الإخلاص ؟ وكيف أعالج نفسي ؟ يعني الآن حينما أُرائي وأرى أن عملي هذا جميل , داعية إلى الله يدعو يحفظ يتكلم عند الناس أعطني واحدة فقط من التي ترائي فيها هي منك , حفظك للقرآن ليس منك بل هدايتك للدين ليس منك وهدايتك للإسلام ليست منك وهدايتك للسنة في الإسلام ليست منك وهدايتك داخل السنة للصواب وتجنيبك للضلال ليست منك , إذن على ماذا ترائي ؟ تعجب على ماذا ؟ يعني الأن صليت و عندما رأيتني أطلت ما هو الذي مني لأجل أعجب فيني ؟ الهداية من الله والذي وفقني للصلاة هو الله , لو شاء الله عز وجل لجعلني مجنون مع المجانين , ولو شاء الله لجعلني لدي خلل و زيادة في كهرباء المخ أصرع وأسقط لا أعلم عن شيء , لو شاء الله لجعلني أسجد عند بقرة فإذاً ماذا منك لتعجب بنفسك؟ لا يوجد شيء , هو الله لأجل ذلك ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) فلا بد أن تعلم من أنت , تصدقت ب ١٠٠ ريال تعال الأن أنا جئت معي ١٠٠ ريال أو جنيه أو دولار وذهبت تصدقت لأجل يراني فلان حسناً أعطني لحظة واحدة من هذه القصة كاملة أنت لك يد بها , من هداك ؟ الله ، المئة من أين أتيت بها ؟ من الله , خطواتك التي تحركت ِمن منْ ؟ الله لو شاء لجعلك أنت الفقير وذاك الفقير هو الذي يتصدق عليك إذاً هي من الله فالمفترض أنا لا أعجب بنفسي أعجب بالله سبحانه وتعالى فأزداد له حباً وأزداد له شكراً , فكيف أخلص لله عز وجل نيتي !؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام : الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل , وأنت تسمعني الأن وأنا واقف الأن وجالس مرت نملة تحت قدمي هل أنا أشعر ؟ لم أشعر ، فالشرك خطير , الرياء هذا خطير فقال أنه أخفى من دبيب النمل , يعني أنت لا تسمع دبيب النمل فأنت لا تشعر بنفسك وقلبك يزيغ لفلان وفلان فأبو بكر رضي الله عنه الأسد البطل مباشرة يريد الحل قال يا رسول الله بما أن القضية بهذا الشكل من الخفاء , يا رسول الله إذاً ما المخرج وكيف نخرج منها , شيء لا أعلم عنه كيف أعالجه فقال النبي عليه الصلاة والسلام ، أحفظ هذا الدعاء خذ قلم وسجله الآن , أعطى أبو بكر رضي الله عنه الحل , لكن المشكلة ليست بوجود الحل المشكلة يا حبيبي الغالي هل نحن نطبق الحل !! قال : قل اللهم إني أعوذ بك , يعني قل يا رب إني أستجير بك شيء لا أعلم عنه مثل دبيب النمل , قال : إني أعوذ بك أن أشرك بك شيء أعلمه , و أستغفرك لما لا أعلمه , يعني يا رب إني أعوذ بك أن أبتغي وجه فلان وفلان , و أستغفرك لشيء يدخل وأنا لا أعلم عنه أصلاً , لا الذي أعلم عنه ولا الذي لا أعلم عنه , فكم نقول هذا الدعاء وكم تقول هذا الدعاء أخي الغالي؟! لا يهم ماذا تُظهر للناس لو تظهر للناس أحسن ما فيك والله لن يضع الله ما في قلوب الناس لك إلا ما يعلمه الله منك , تجد شخص أحياناً يصلي أمام الأخرين بشكل جميل , والناس سلموا عليه و لم يقولوا له والله ما شاء الله عليك!! أزالها الله سبحانه وتعالى , إذاً ليس ما تظهره أنت , الذي بينك وبين الله هو الذي سيظهر ولا يهمك الناس , ماذا ستجد من الناس لو اجتمعوا كل الناس يكافئونك أنك تصدقت بمليون , ماذا سيعطونك ! قلب؟ كلى؟ رئة؟ يا أخي الله سيعطيك الجنة , فلا تضيع عملك , الله لا يجعلنا و إياكم منهم.

حسناً كيف أخلص نيتي لله سبحانه وتعالى لا تظهر إلا شيء يظهر أمام الناس لا تحاول تظهر للناس أنك صالح , لا أنت أثبت بينك وبين نفسك الذي بينك وبين الله صالح , يظهر الله في قلوب الناس رغماً عنهم , جاء المنافقون قالو نشهد كلام جميل وفعل جميل , جاء المنافقون دخلوا على النبي عليه الصلاة والسلام و قالوا نشهد إنك لرسول الله قال الله (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) سبحان الله هو أظهر شيء و أخرج الله عكسه وهذا الذي بالضبط الذي يحصل عندنا إذا نحن نريد أن نظهر للناس أننا رائعين و إنا صالحين , الله لا يجعل في قلوب الناس أنك صالح والله لو تفعل الأفاعيل , حتى تقول أكيد لم يروني بلا رأوك لكن الله يعلم منك أنك لا تستحق لا أتكلم عنك أتكلم عن البعيد المرائي الله لا يجعلني وإياكم منهم .

في الجهة المقابلة يأتي أقوام سبعة لديهم إخلاص , يعاملون الله سبحانه وتعالى قالوا يا رسول الله سنخرج معك لتبوك ودعنا أهلنا سنقدم أرواحنا في سبيل الله خالصه نريد زاد وراحلة , فقط بعير يحملنا ونذهب نقدم أرواحنا قال النبي عليه الصلاة والسلام ليس لدي (وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) ليس لدي بعير يحملكم (قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) انظر هم واقفون والنبي عليه الصلاة والسلام أمامهم قال الله عز وجل (تَوَلَّوْا) لم يبكوا عند الرسول عليه الصلاة والسلام يعني أنظر يا رسول الله والله نحن صادقون لا (تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ) حسناً الآن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يرى أعينهم لا يراها إلا الله معطين النبي عليه الصلاة والسلام ظهورهم (تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) لماذا الله يظهرها هم أخفوها , لو أحد مقابلهم ورآهم يبكون قال نعم هؤلاء يكذبون , فقط يبكون أمام الرسول عليه الصلاة والسلام قال الله ( حَزَنًا ) من قلوبهم (أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) حينما رجعوا من المعركة يقول عمر بن الخطاب قال النبي عليه الصلاة والسلام : إن في المدينة أقواماً والله ما وطئتم موطئاً يغيض الكفار ولا نلتم من عدوٍ نيلاً ولا أصابتكم هذه الشمس ولا أنفقتم من نفقةٍ إلا كتب لهم بها عمل صالح , عمر عليه رضوان الله كاد أن يجن قال يا رسول الله وهم في المدينة لم يخرجوا ولهم مثل ما عملنا قال نعم قال الله (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ)

انوي الخير كما قال أحمد ابن حنبل رحمه الله يقول لابن عبدالله انوي الخير فإنك في خير ما نويت الخير, انوي غداً أنك تصلي الفجر أول واحد في المسجد , انوي أنك تحفظ القرآن , انوي الخير فإنك في خير ما نويت الخير

أسأل الله أن يجعلني وإياكم في خير في الدنيا والأخرة وأصلي وأسلم على أشرف خلق الله أجمعين.

 

 

  • الاربعاء PM 08:08
    2017-06-07
  • 1810
Powered by: GateGold