عرض المادة

الحلقة الثانية عشر | كيف أثبُت ؟

 

كيف أثبُت ؟

موضوعنا اليوم موضوع يحتاجه جميع من خطى على هذه الأرض من المكلفين من الإنس و الجن الذين خاطبهم الله عز وجل وقال (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) كل واحد مكلف يحتاج هذا الأمر والأمر ليس سهل.

ما هو هذا الأمر ؟

بالذات في هذا الوقت في وقت تلاطمت فيه الفتن كقطع الليل المظلم ، يُصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً , ويمسي مؤمناً ثم قد يرى برنامج ثم تزلّ به الأقدام ويزيغ قلبه ويصبح كافراً يبيع عرضه بغرض من الدنيا رخيص ، يُعرض عليه ربا انتهى , تعرض عليه قضية عقدية يبيع دينه , يعرض عليه تعامل مع ساحر فيبيع دينه ، قال "مَنْ أَتَى كَاهِنًا ، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم" .

الموضوع هذا كثير ما نُسأل عنه بل كثير ما نسأل نحن أنفسنا كيف نثبت ؟ الثبات دين في هذا الزمن بالذات كيف أثبت في ظل هذه الفتن مسموعة ومرئية ؟! , أنت تمشي في أمان الله في جوالك تأتيك رسالة لا تعلم من أين و صور خليعة .. كيف أثبت أنا ؟ .

هل هذا القرآن علّمني كيف أثبت أم تركنا ؟.

سنجد تفصيل في القرآن .. هل هناك ما يُثّبتني ؟ , الله سبحانه وتعالى يعلم أن أخطر عضو في الإنسان هذا القلب فأنزل له هذا القرآن , نزل به الروح الأمين على قلبك (المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ) , (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ) هذا القرآن نزل للقلب ، لماذا ؟ ليثبته ؟ نعم . من قال هذا الكلام ؟ هل أنا ألوي أعناق النصوص وأحاول لأخدم الموضوع آتي بآيات ؟ لا . الله يقول سبحانه وتعالى عن هذا القرآن عندما قال الكفار (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نـزلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ) قال الله (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ) إذاً هذا القرآن يُثّبث قلبي ، كيف يثبت قلبي ؟! أنا أقرأه لكن لم أشعر بثبات أشعر أني متزلزل متزعزع ، قال الله (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) . كيف أثبت ؟ النبي عليه الصلاة و السلام الذي يُحب الله عز وجل من اتّبعه ،( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ) ماذا ؟ (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) ما ذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في موضوع الثبات ؟ كان النبي في كل مجلس , مثل هذا المجلس جلسناه هل تقدر لا نتحرك من المكان الذي نحن فيه الآن حتى نقول اللهم اغفر لي ربي اغفر لي وتب علي سبعين إلى مئة مرة كان النبي في كل مجلس يجلس الصحابة معه أي موضوع يطرق وفي أي مكان في المسجد , عند المقبرة , في الطريق , في معركة في حرب , إعداد تجهيز وقت صدقات توزيع لا يقوم من مجلسه حتى يستغفر الله سبعين إلى مئة مرة ، يعني كثير يستغفر النبي عليه الصلاة و السلام نعم والله يستغفر ، فكم تستغفر ؟.

هل تعلم أن النبي عليه الصلاة و السلام كان عنده دعاء أكثر من هذا الاستغفار ، تقول عائشة رضي الله عنها كان أكثر دعاء النبي علية الصلاة و السلام يدعو للأمة يدعو بالجنة يدعو بتيسير الأمور إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة يدعو لأهله لكن لم يكن يدعو دعاء أكثر من هذا الدعاء ما هو ؟ يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " كم تقولها ؟ , الآن نعمل برنامج عملي , في كل مجلس النبي عليه الصلاة و السلام من سبعين إلى مئة مرة يستغفر , إذًا كم كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ؟ إذا الاستغفار لم يكن أكثر شيء , كان أكثر دعاء النبي عليه الصلاة و السلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فكم مرة تقولها ؟ كم مرة أقولها في سجودي ؟ كم مرة أقولها و أنا في سيّارتي ؟ كم مرة أقولها وأنا فاتح الكمبيوتر عندما أخاف تخرج لي شاشة يمين أو يسار ثم يزيغ قلبي واتبعها يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .

 أخذت الخطوة الأولى من العملية ؟ , تقدر تستغفر سبعين مرة إلى مئة ؟ ستتغيّر حياتك , وهم يتكلمون يوجد فراغات استغلّها بنفسك " مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي "  استغفر ، و أكثر من استغفارك يا مقلب القلوب لأن لا أحد يقدر يثّبت القلوب إلا الله ، حتى قلب النبي عليه الصلاة و السلام ؟ حتى قلب النبي عليه الصلاة و السلام , من الذي يقول هذا الكلام ؟ كتاب الله ، يقول الله عز وجل(وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) فعلوا للنبي فتن أرادوا ليفتنوه بنص القرآن نعطيك و نزوجك ونعبد إلهك (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) يقول الله من كثرة العروض التي عرضوها عليه (وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) عن ماذا ؟ (عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا) ولولا ماذا؟  (وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ) لاحظ لم يقل لولا أن ثبت ، الثبات ليس من عند البشر ، هذه القلوب المضغ التي داخل الصدور لا يثبّتها إلا الله ، قال (وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا) أردت أن تذهب معهم قليلا  ، إذاً ماذا سيكون لو زاغت القلوب قليلاً , بمعنى كثيرًا مع الله وقليل مع الشيطان ، ماذا سيكون ؟ قال الله ( وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ) تعلم تفسير الآية ؟ بمعنى لو زغت يا محمد وحاشاه شيئاً قليلاً لأذقناك ضعف عذاب أهل الأرض في الدنيا ضعف الحياة ، و إذا توفيت ؟ وضعف الممات نعذبك وحاشاه نبينا عليه الصلاة و السلام ضعف عذاب أهل الأرض تحت الأرض ، ويوم العرض (ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا) يوم القيامة تريد أن تشفع يقال لك كن مع الناس , كل هذا على قضيّة زيغ القلب شيئاً قليلًا ,كم زاغ قلبي و قلبك ؟ نحتاج ندعوا كثيراً في سجودنا فلا ترفع من سجودك بدون أن تقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك , كيف ثبت النبي عليه الصلاة و السلام ؟ عندما جاءت الرسالة له (ثبّتناك) علم أن الثبات لا يكون من أحد إلا من عند الله فأصبح دائماً يلتجئ للذي عنده الثبات يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وفي الحديث " القلب كريشة في مهب الريح"  ريشة تذهب و تذهب وتأتي الرياح وتنزل بها تحت وتأتي رياح ترفعها فوق ، إذا ما ثبتك الله عز وجل .

برنامج عملي يقول الله في القرآن(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ) يقول الله لو , لكن أنا لم أطلب منهم إلا توبة يتوبها إلى الله بدون أن يقتل نفسه أو يقطع يده التي عصا فيها ولا رجله التي خطا فيها إلى الحرام ولا عينه التي نظر فيها الحرام ولا يقطع لسانه الذي تكلم في حرام ، لكن طلبنا منه توبة أسأل أن يتوب علينا وعليكم .

النبي عليه الصلاة و السلام جالس يقول الآية نزلت فأصبح بعض الصحابة في الطرقات يقولون والله لو فعل ربُّنا لفعلنا , يقولون أقسم بالله لو الآية لم يوجد بها لو ، لو الآية اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم والله نخرج من بيوتنا نقتّل أنفسنا أمام الناس فجاؤوا عند النبي عليه الصلاة و السلام فقالو يا رسول الله أصحابك يقولون لو أنّ الله فعل لفعلنا فقال النبي عليه الصلاة و السلام لا إله إلا الله للإيمان في قلوب أصاحبه أشد ثباتاً من الجبال الراسيات يتزلزل الجبل ولا يتزلزل إيمانهم , والنبي يفسر هذه الآية دخل رجل اسمه عبدالله فقال النبي عليه الصلاة و السلام وهو ينظر للرجل ، قال: والذي نفس محمد بيده إن هذا منهم ، يقول والله لو نقول له الآن لا يرجع منزلهم يقتل نفسه الآن عبدالله ابن رواحه - رضي الله عنه -.

 ماذا قال بعدها الله عز وجل ؟ ، قال (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ) ماذا سيكون ؟ لو كل ما سمع آية راجع نفسه كنت أفعلها أم لم أفعلها اذ لم أفعلها يا رب سامحني وبدأ يعالج نفسه يجاهدها , أخطأ يرجع مرة ثانية (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ) لكان ماذا يا رب ؟ (لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا) والله إنه يثبت(وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَ لَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا) افعل ما توعظ به ، كل ما سمعت آية طبّقها يُثبتك الله ويثبتني و أكثر من الدعاء .

 

  • الاربعاء PM 08:06
    2017-06-07
  • 2761
Powered by: GateGold