القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
الحلقة الحادية عشر | الرضى بقضاء الله
الرضا بقضاء الله
ما
أجمل هذا القرآن ، جاء لِـيحل المشاكل كلها ، و لِـيُطمئنّ قلبك ، و لِـينهي
قضاياك ، والمسألة والمخاوف كلها , لأن الله سبحانه وتعالى يقول في هذا الكتاب أنه
يحل لك قضيتين ، القضيتين هاتين إذا حُلّت انتهت أحزانك وهمومك كلها في الدنيا ,
ما هي تلك القضيتان ؟
قال
الله سبحانه وتعالى (فَمَن
تَبِعَ هُدَايَ) أعلم
أنك تنتظرني أكمل الآية، سأكملها بإذن الله , و أعلم أن الشيطان يريد أن أكملها
دون أن أقف مع الكلمتين هذه ( فَمَن تَبِعَ هُدَايَ ) لاحظت لماذا لم أعدّيها ؟ لِأن الله عز وجل ما قال فمن
قرأ هُداي ، يعني الوعود التي سـتأتي في نهاية الآية لا تنتظرها تحصل عندك ولا
عندي إذا أول كلمتين ما حصلت عندك , ( فَمَن تَبِعَ هُدَايَ ) ما قال حفظ ، ، أو تقرأ هُداي , كل ذلك جميل لك بكل
حرف عشر حسنات ، لكن لن تحصل على الهدايا والجوائز التي في آخر الآية إلا إذا
اتبعت هدى الله , يعني الكلام الذي تسمعه هنا بالقرآن تطبقه , (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) تغضّ ، وإذا فشلت ترجع تبكي تتوب إلى الله , (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا) تندم على كل غيبة ذكرتها أول ، وتدعوا لكل أصحابها , (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ) تحافظ , إذًا
هذه القضية على (فَمَن
تَبِعَ هُدَايَ )
يعني إذا أردت الجوائز الأخيرة ارجع لِـ آيات القرآن , (خَاشِعُونَ) تخشع أو لا تخشع ؟ تبدأ تقيس نفسك على القرآن ، موجودة
فيني أو لا , (فَمَن
تَبِعَ هُدَايَ )
ماذا له يا رب ؟ (
فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) اثنتين ، ماذا
يعني (فَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ؟ لا خوف عليهم المخاوف في المستقبل ، تقول أخاف غدَا
يحدث ، أخاف أذهب و يحدث لي كذا ، أخاف أسافر ... فـالخوف في المستقبل , لكن حزن ،
ما بك حزين ؟ حزين على ما مضى , إذًا الله سبحانه وتعالى ضمن لك أمرين في هذا
القرآن إذا أنت تبعت ليس سمعت وحفظت وقرأت فقط ، إذا أنت تبعت هذا القرآن لك
جائزتين من الله : " أنه لا مخاوف أمامك أبدًا ، ولا أحزان ورائك أبدًا
"
يحلّ
الله قضاياك ، إذا كانت ذنوب يبشرك فيها بالمغفرة ، إذا كانت أحزان وأمور ومخاوف
يحلّها لك بالقرآن، إذا كنت لست خائف من شيء أمامك ، ولست حزين على شيء خلفك ، أجل
ما الذي يضيّق صدرك؟ لن تحزن أبدًا ، لأن اللحظة الآن هذه التي مضت أصبحت ماضي
يعني لا أحزن عليها , اللحظة الأتية اسمها -خوف- فما أخاف , إذًا (فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
من
الأشياء التي يذوقها أتّباع القرآن -أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم- أنه لا يخاف
، لا يخاف إلا الله , من أقدار الله من علم الله ما يخاف , تقول له ترى ستمرض ،
سيقطع رزقك ، هذه الأمور محلولة عنده , يعلم يقينًا قول الله عز وجل (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) وفي قراءة - يهدأ قلبه - , ويُهدأ قلبه يعني يرتاح
يؤمن أنها من الله.
ما
سبب نزول هذه الآية ؟
لمّا
جاء كفار قريش و يرون بلال يعذّب رضي الله عنه ،و عمار ابن ياسر وأمه وهم يعذّبون
، والعائلة كلها تعذّب ، فـيقولون أرأيتم ؟ قلنا لكم لو كان أصلاً الذي أنتم
مؤمنين فيه حق كان الله نجّاكم , يعني لو الله سبحانه وتعالى الذي تعبدونه هو حق
أكان سيدعنا نعذبكم؟!!
الله
عز وجل أنزل هذا البلسم وهذا الدواء وهذا الماء الزلال على تلك الجروح فقال (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) يقول الله أذِنت الله أن أختبركم بهؤلاء حتى أعذِّبهم
في النار ليس في الشمس مثل ما وضعوكم ، حتى أعذِّبهم في النار وأنتم أدخلكم الجنة (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ) (هَلْ ثُوِّبَ
الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) نعم .
فقال
الله (مَا أَصَابَ مِن
مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) أنا الذي أذِنت أنه يعذّبك قليلَا ويضحك قليلاً (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا) .
قال
(وَمَن يُؤْمِن
بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) المؤمن يعرف هذا الكلام (قُل لَّن يُصِيبَنَا ) والله لن يصيبك مرض ولا أذى ولا جرثومة ولا بكتيريا
ولا تعب ولا وجع إلاّ (قُل
لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) مما يخاف ؟ يخوّفني من شخص في الأرض هو ما يملك شيء،
يخوّفك من ساحر هو ما يملك لنفسه نفع ولا ضر مسّكين.
فـ
إذًا ( لَّن يُصِيبَنَا
إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) لأجل هذا جاء القرآن يحلّ القضايا ، لما ذهب الصادقون
المؤمنون ذهبوا للقتال ومات منهم من مات، رجع المنافقين قالوا (لَّوْ كَانُوا عِندَنَا) نحن قلنا لهم لا تذهبون ولا تخرجون لكن لا يسمعون
الكلام (لَّوْ كَانُوا
عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا) ألا نسمع ناس يقولون ذهب للحج ومات قلنا له لا تذهب
زحمة , يقول الله (قُل
لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ ) إذا جاء وقتك ستموت والله في حرب ولا في بيتك (لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى
مَضَاجِعِهِمْ)
سبحان الله .
(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ
وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) بل لمّا قالوا هذا الكلام قال الله عز وجل (قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن
كُنتُمْ صَادِقِينَ)
فـجاء القرآن حتى يحلّ قضية أن القدر يحصل ثم أقول "لو أني فعلت كذا لـ كان كذا
, هذا الذي حذرنا منه النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( لا يقولنّ أحدكم لو أني
فعلت كذا ) "والله لو أني كنت جالس ما أصابني شيء" لو تفتح عمل الشيطان.
قال
النبي عليه الصلاة والسلام (حتى يؤمن ويعلم أن ما أصابه ) هذه القضية أليست موجودة
فيني وفيك الإيمان فيه مشكلة , قال ( حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما
أخطئه لم يكن ليصيبه ) ما معنى هذا الكلام ؟ يعني ؛ راكب في السيارة ومعي أحدهم
يقود السيارة ، فـجاء حادث من جهة الراكب ، و كسرت رجلي ، يأتي شخص جاهل ضعيف
إيمان يقول " لو أنك راكب في الخلف كان ما أصابك شيء" ! " لو أنك
جالس في بيتك كان ما أصابك شيء" !
لو
أنك راكب في الخلف والأمر مكتوب لك جاء الحادث من الخلف , لو أنك في بيتك أتاك ما
يقص رجليّك ، سقط عليك دولاب أو سقط عليك شيء من الثقل وكسّر رجليّك .
وتعرفون
تلك المرأة التي كانت تقول لابنها -خائفة أنه يسافر- لا تسافر لا تسافر يا ولدي مع
فلان أنا خائفة عليك , فـنام الولد ولم توقظه ، والرجل يتصل الذي سيسافر معه فـترد
عليه وتقوله نائم ، فـخرج ذاك الرجل وسافر والولد نائم ، وكانت رحلة طويلة ، جاء
خبر في الأخبار الطائرة سقطت ومات من فيها , فـجاءت الأم فرحانة توقظ الولد
"قم و احمد ربك أني قلت لك وسمعت كلامي لو ذهبت كان مت" وتحرك الولد
فتجده ميت !
(أَيْنَمَا
تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ) فـأنت لن تكون مؤمن حتى تعلم (أن ما أصابك لم يكن
ليخطئك) والله تاجرت هنا وخسرت ، تقول لو أني متاجر هناك كان كسبت ، لا والله
مادام الله كاتبها عليك فوالله ستخسرها هنا أو هناك، تسقط هنا أو هنا.
يقول
الله عز وجل (لَهُ
مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) معقبات منهم ؟ ملائكة , ماهي وظيفة المعقبات هؤلاء؟
ملائكة عظام عندهم وظيفة محددة ، قال الله (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ
خَلْفِهِ)
وظيفتهم ؟ (يَحْفَظُونَهُ
مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)
يقول أهل التفسير ؛ أي بأمر الله.
يقول
علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تفسير هذه الآية قال : هذه ملائكة تقف بين يديه
ومن خلفه، والله لو تتعجّن السيارة والله سبحانه وتعالى كاتب أنه ما يموت الملائكة
تصدّ عنه كل شر، تجد السيارة معدومة تقول لو فيها نملة ماتت ، ويخرج الرجل ليس فيه
شيء ، لأن المعقبات الملائكة حفظوه , القزاز تكسّر و الحديد دخل بعضه في بعض و ما
أصابه شيء،
قال
علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن الملائكة إذا كان من أمر الله عز وجل أن لا يؤذى
تبقى في مكانها من بين يديه ومن خلفه فلا يؤذى .
هل
رأيتم الطفل في السودان لما وقعت الطائرة مات كل من فيها إلا طفل رضيع جلس عند
شجرة ، هذا معقبات واقفة بينهم.
قال
علي بن أبي طالب رضي الله عنه: وإذا أراد الله أن يصيبه القدر وأن يصيبه الأذى والبلاء
قال: تنحّت المعقبات.
إذا
كانت الضربة ستكون في النخاع الملائكة الذين في الخلف أبعدوا ، فـ جاءت ضربة خفيفة
وهو واقف عند الإشارة وصدمته سيارة صدمة خفيفة فتحرك النخاع الفقرتين تحركت، صار
عنده ألم وجرح وإصابة في النخاع فانشل!
سبحان
الله ! لأن المعقبات زالت , إذًا حبيبي الغالي إذا تدبرت هذا القرآن لن تقول كلمة
-لو- في الماضي أبدًا , لكن ممكن تقولها في المستقبل "ما رأيكم لو نذهب هنا
أليس أفضل" في المستقبل , لكن "لو أني فعلت كذا" تُمسح من قاموسك.
(ما
أصابه لم يكن ليخطئه ) (قُل
لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ) وما كتبه الله حاصل لامحالة , اللهم يا ربي نعوذ بك من
درك الشقاء وسوء القضاء , ومن فتنة في المحيا والممات.
-
الاربعاء PM 08:01
2017-06-07 - 1874