القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
الحلقة العاشرة | الدعاء
الدعاء
أصحاب الأرصدة العالية رأينا كيف أن الله نفّس
همومهم وكروبهم بما لهم من أرصدة في ميزانهم قبل أن يدعو الله عز وجل ، وقلنا
أنه على قدر رصيدك على قدر ما تكون استجابة الدعوة لك ، واستجابة الدعوة لا تعني
إعطاء المسألة ، ثلاثة أمور لا ننساها ، دليل آخر على هذا الكلام قول النبي صلى
الله عليه وسلم واصفاً ذاك الرجل الذي إن تفكرت في كلام النبي عليه الصلاة
السلام أشفقت عليه ورحمته وعلمت قدر فاقته وحاجته , يقول النبي عليه الصلاة
السلام "أشعثَ أغبَرَ يمدُّ يدَيه
إلى السماءِ " كل كلمة فيها مجلدات لأن هذا كلام خرج من خير خلق الله الذي
زكى الله لسانه لا ينطق عن الهوى ، قال أشعث لماذا أشعث؟ كل كلمة لها دلالة
ومعنى "أشعثَ أغبَرَ يمدُّ يدَيه إلى
السماءِ يا ربِّ ! يا ربِّ ! " لكن عنده مشكلة مع ربي سبحانه ، ماهي المشكلة
؟ رصيده دمار والعياذ بالله ، ما سمحت له فرصة في معصية إلا عصى الله ولا قدر على
درهم حرام إلا أخذه ، ولا نظرة حرام إلا نظرها ،و إن وجد ناس يغتابون يخوض معهم ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم "ومطعمُه حرامٌ " رصيده كله عندما نظر
الله إليه حرام ، "ومشربُه حرامٌ ، وملبَسُه حرامٌ ، وغُذِيَ بالحرام
"حتى طعامه الذي يأكله بمال حرام و رشاوى والعياذ بالله ، ماهي آخر كلمة
بالحديث ؟ "فأَنَّى يُستجابُ لذلك؟" إذا رصيده حرمه من إجابة الدعوات مع
أنه أشعث ، لماذا أشعث؟ لأنك أنت عندما تراه ترحمه ، فكيف بربي أرحم الراحمين! ومع
ذلك لم يستجب له، أغبر ترحمه والله أرحم منك ومع ذلك لم تستجب له هذه الدعوات،
يطيل السفر ، أي المسافر أصلاً تارك أهله ومتعب و غير ذلك من الثلاثة التي لا ترد
دعوتهم المسافر يدعو الله يستجيب له لأنه مكسور قلبه ، أما هذا مع اجتماع كل أسباب
إجابة الدعاء إلا أن الله لم يستجيب له ، قال يطيل السفر ويدعو الله ، لم ينطرح
عند قبر، يقول يا رب يا رب ، مع هذا لم يستجاب له لأن الرصيد حرمه من إجابة الله
لدعوته ، فأنت حبيبي الغالي إذا قدرت على فعل الحرام هل تفعله ؟ هل تسارع وليس
لديك أي مشكلة ؟ ولا تتوب بعدها ! كلنا غرقى بالذنوب ، لكن هل هذا الأمر يعنيك
يؤثر فيك يحرق قلبك ، تذهب تتوضأ بعد المعصية وتصلي ركعتين تطيل فيها السجود ( لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ، (وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ) أو الأمر عادي !
مالك من أين
مصدره؟ تعمل في بنوك محرمة ربويّة! إذاً لا تقول لم يستجيب الله لي ، لبسك أختي
الغالية "وملبسه حرام" لبسك وتبرجك إذا خرجت في الشارع كلٌ ينظر لك
وتفتنين هذا وهذا !
فإذاً هذه
القضايا أحبتي الفضلاء تؤثر علينا من ناحية الرصيد .
من أنواع
الدعاء قضية عظيمة كل من جربها يأتيني يقول لي أين نحن عن هذا الدعاء منذ زمن ، أي
دعاء ؟ هذا الدعاء له ميزة عظيمة هو الحديث الوحيد الذي ذكره راوي الحديث جابر بن
عبدالله بهذه الطريقة ، قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا
الاستخارة كما يعلمنا " ماذا ؟ الأحاديث الأخرى! لا " كما يعلمنا سورة
من القرآن " يعني ما هذا الحديث والدعاء الذي ارتفع بمقداره من ناحية أهميته
أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعلمهم السورة من القرآن و يكررها عليهم ويعلمهم
إياها حتى يفهمونها ويطبقونها ثم يعلمهم هذا الدعاء من بين الأدعية التي في السنة
النبوية كلها بهذه الطريقة ، وكان يقول إذا هَمّ أحدكم بالأمر ، أي إذا كان لديك
وظيفتين ( أ ) و ( ب ) وأنا مقدم عليها
كلها ، سألت فلان قال لي وظيفة ( أ ) ممتازة لا تفوتك ومستقبلها و لها من المميزات
و و ... بعد يوم جاء واحد وقال لا انتبه ابن عمي دخل هذه الوظيفة و توّرط بها ولا
فيها علاوات...إلى آخره. ، أنصحك بالوظيفة ( ب ) ، الرجل الآن محتار وفلان يقوله
اذهب يمين والآخر يسار ، هذه الحيرة الله سبحانه أعطانا لها دليل في القرآن ، قال
الله عز وجل (
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ) خذ الاستخارة كم مرة تدعو بها ؟ ( وَإِن تُطِيعُوهُ ) أي الرسول صلى الله عليه وسلم ( وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) هذا هو علمنا الاستخارة عليه الصلاة والسلام ، ربما
أحدهم يقول لي يمين وأخاف اذهب يمين يفوتني وظيفة (ب) و و ... ، الله سبحانه
وتعالى جعلك تطمئن ، قال جابر بن عبدالله " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم
أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة" الآن تذهب لعمل دراسة جدوى في
مركز من المراكز الاستشارية تدفع ١٠٠ و ٢٠٠ ألف حتى يدرسون المشروع و يقولون لك
افتح أو لا تفتح ، وممكن أيضاً يقولك لك افتح وتخسر ، وممكن يقول لك لا تفتح وتخسر
، لأنهم يبقون بشر ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يوجهك " ثم ليقل : اللهم
إني أستخيرك بعلمك " يا رب إني محتار أين أذهب ، وكل من سألت يقول لي رأي
مختلف ، يعلمون من الآن و ما سبق ، لا يعلمون عن ثانية قادمة ، كل واحد يقول لي عن
تجربة شخصية له ، عملية قلب صمام يقول لك افعلها أنا فعلتها و الحمد لله ارتحت ,
والآخر يقول لك انتبه فلان مات في عملية صمام و المسكين ينتفض ، المؤمن الذي يهتدي
بنور القرآن لا ينتفض لأنه يعلم القضية أين ويطلب مِن مَن ! ويعلم يستشير من ويستخير
من ! يقول "اللهم إني أستخيرك بعلمك" لماذا بعلمك؟ لأن الناس لا يعلمون
ماذا سيحدث غداً أو بعد غد ، كل واحد يتحدث عن نفسه وعمه وخاله ، أما أنا لا يعلم
عني أحد إلا الله ، وليقل : "و أستقدرك بقدرتك " أي من الممكن أجد شخص
يعطيني خيار صحيح ، لكن لا يقدر يوظفني ! لكن أنت يا رب تختار لي الخير وتقدر
توظفني "وأسألك من فضلك العظيم" ما هو فضله العظيم ؟ راجع حياتك ، تقف
على رجليك هذا فضله ، كلاك تغسل ما جربت أن تشبك جهاز هذا فضله العظيم ، عندك
عينين فضله العظيم ، أعظم فضل أن هداك للإسلام ، غيرك منطرح يدعو ويستخير بقرة
وشجرة ومقبور تحت الأرض "فإنك تقدر ولا أقدر" انظر للدعاء ما ألذه, أنت
ضعيف و هو القوي سبحانه "وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت
تعلم أن هذا الأمر خير لي " ويسمي حاجته الوظيفة ، الزوجة ، السيارة السفر...
" خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري وآجله فاقدره لي
ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني " الأمور
الآن طيبة يقولون جيد و منظره أمامي جميل لكن لا أعلم يا رب خفاياه و أسراره
وصلاحه من فساده ، لا أعلم هل تصلح لي زوجة تحفظني أو لا ، " وإن كنت تعلم أن
هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري وآجله فاصرفه
عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به " أي ممكن يكون
الخير لي غير مطروح في خياراتي أصلاً ، فاكتبه لي ، في عناية الأطفال عندنا
بالمستشفى دخلت على طفل كان عنده التهاب حاد في الكلى ثم فجأة انتفخ جسمه وأصبح لا
يخرج السوائل حتى العينين من عند الحاجبيين امتلأت كلها بالسوائل ، الرئة في
الإشاعة بيضاء لا ترى منها شيء ، الشاهد أنه حصل عنده فشل كلوي حاد ، حاول جميع
الأطباء إدخال أنبوب حتى يتم الغسيل له ما استطاعوا ، فكان القرار الذهاب به لغرفة
العمليات ليشق شق حتى يصل للوريد ويدخل فيه الأنبوب لتغسل الكلى ، أتيت وجدت الأم
والأب يبكون عند الطفل ولا يلامون ، الساعة كانت الثانية ومساعد الاستشاري للتخدير
عند الطفل ليأخذوه لغرفة العمليات ، الأوراق وقعت والعمليات تنتظرهم ، قلت لهم
استخرتم على العملية ؟ قالوا لا والله ما استخرنا و لكن خلاص ، قلت خلاص ! اذهبوا
استخيروا الآن ، وطبيب التخدير ينتظر أن يحملون السرير ، فخرج الأب والأم يستخيران
الله عز وجل ، فجأة والله يا جماعة وهم يستخيرون جاء اتصال من العمليات لا تحضروا
المريض لأن ما وجدنا أنبوب مناسب على وزن المريض ، فطلبوا من مستشفى آخر و لا
يستطيعون إجراءها فأجلت للغد ، والله يا جماعة كنت مناوب ذلك الأسبوع ، في صلاة
المغرب جاءني اتصال قالوا الطفل بدأ يتبول وأخرج الله هذه السموم و ذهبت
الانتفاخات وخرج الطفل من بعد غد إلى الجناح ومن بعدها خرج إلى البيت فقلت سبحان
الله، وجاؤوا يقولون والله ما عاد نترك الاستخارة أبداً ، وعد الله يا جماعة حق إن
الله لا يخلف الميعاد ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله
لكل شيء قدراً .
-
الاربعاء PM 08:00
2017-06-07 - 1803