القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
الحلقة الرابعة | آية غيرتني
آية
غيرتني
وقفنا عند بداية الانطلاقة لهذا القلب المسكين مع كتاب
رب العالمين العزيز الحكيم سبحانه لما حاول الشيطان يثنيني عن قول الله عز وجل: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي
صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) راجعت
الحسابات ووجدت القضية خاسرة لو أموت بهذه الطريقة , وعمر بن الخطاب رضي الله عنه
يقول: يشيب عارض الرجل في الإسلام لم يكتب له في حياته إلا صلاة أو صلاتين يعني
جُمع له، ركعة في رمضان وركعة في العشر الأواخر وسجدة يوم أن عنده مشكلة وكان خاشع
, وبعد سنة سُجل له وقوف كان خاشع فيه وهو يسمع الآيات، كلها تجمعت وصارت صلاتين !
والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: " يقوم الرجل من
صلاته ولم يكتب له منها إلا ما عقل منها " الذي فهم فقط ! الذي كان مركز فيه
فقط!!
فجلست أراجع نفسي؟ قلت هذه آية واحدة وقفت معها، شعرت
بطعمها ؟ والله ستنزل دمعة من قلبك! ليس من عينك ترجع وتقول بدعوة صادقة يا رب
اغفر لي ما مضى , يا رب جميع الصلوات التي
صليتها لم تكن هذه الصفة فيني ، (خاشعون) ؟ والله ما أخشع , الله عز وجل يقول: (لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ
سُكَارَى)
لماذا يا رب ؟ (حَتَّى
تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) سبحان الله نحن لسنا سكارى ومع ذلك لا نعلم ماذا نقول
؟ , لما تقول: ربنا ولك الحمد، تحمده على ماذا؟ أنت واقف! و غيرك يتمنى القيام ولا
يستطيع , غيرك يعاني من أمراض وأسقام، و
أنت صحيح وسليم، فلربنا الحمد أنت تقوم لله! غيرك ساجد عند بقرة ، أو راكع عند
قبر! لأجل هذا تقول : ربنا ولك الحمد! ماذا ؟ حمدًا كثيرًا , طيبًا , مباركًا فيه
, ملأ السماوات , و ملأ الأرض, و ملأ ما بينهما و ملأ ما شئت من شيء بعد , هل تفهم
هذا حبيبي الغالي ؟ هل نستشعر هذا الكلام و نحن نردده ؟ ثم لا تجد أي تعبير إلا
أنك تخر من أعلى وأشرف نقطة فيك لتضعها على الأرض بكل خشوع وتقول سبحان ربي الأعلى
..
هذه آية واحدة وقفت معها فكانت الانطلاقة , أن لا تمر
معي آية الا وأقف معها، وأنت حبيبي الغالي لا تمر على آية إلا وتعلم أنها تعنيك ,
لأجل ذلك الله سبحانه وتعالى يقول: ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن
يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا ) من الذي غيرت فيه هذه الآيات؟ من الذي قرر الآن أن
يتغير حسب الآيات؟ (فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ
فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ)
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)(الَّذِينَ هُمْ فِي
صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)هذه
الصفة ليست فيني ؟ أقوم وأصلي ولا أشعر بطعم الصلاة!
تبدأ تدعو الله أن يغفر لك ما مضى و يصلح ما بقى , و
تستشعر كل كلمة ترددها في الصلاة ,و لتعلم أن أي ذنب تكسبه سيوضع في رصيد أحزانك
المستقبلية فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض ..
(وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) فيك أم لا ؟
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)قال الشيطان لا تتوقف عند هذه الآية لكني توقفت , والله
ما أكثر ما رأينا أناس يخوضون في أعراض أناس وخضنا معهم! وكم تكلمنا في غزل مع من
تكلم وكذبنا مع من كذب ؟ وكم وكم وكم ! وقفت هنا وعرفت لماذا لا يكفيني هذا
القرآن؟ ولا أشعر بالذكرى والرحمة ؟ و ليه القلب مقفل فبدأت أحاسب نفسي , تجد حياتك تتغير , و تشعر بطعم الصلاة ! عندما لا تخشع في الركعة
الأولى وأنت في السجود تتمنى العودة ، يا رب لم أخشع في الأولى ؟ يا رب لا تحرمني
في الثانية الخشوع , حتى وبعد السلام لما تستغفر الله ستجد لاستغفارك طعم آخر !
ولما تتسن بعد الصلاة يا رب أنك ترقع لي صلاتي , والله ستجد لصلاتك طعم آخر ..
خذها قاعدة حبيبي الغالي إذا دخلت المسجد وسمعت الآيات
التي تزلزل الجبال ، وخرجت وأنت جرأتك على
المعصية كجرأتك قبل الدخول، فوالله أن في قلبك مشكلة وأنك في مشكلة عظيمة وأسأل
الله أن لا يأخذنا على هذا الحال, لأجل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة يدعو
بدعاء غريب ، تتبع السنة ولن تجد مثله ، دعاء مقدمته لوحدها تهز!
" اللهم إني عبدك ": أنا عبد لك يا رب وكلي
عبد لك
" ابن عبدك ابن أمتك": أبي وأمي كلنا عبيد لك يا رب
" ماضٍ فيّ حكمك": لو حكمت لي بالمرض بالشلل
سيمضي في حكمك يا رب
" عدلٌ فيّ قضاؤك": قضاؤك فيني يا رب كله عدل
وأنت الستير سترتي ولم تفضحني .
" أسألك بكل اسم هو لك": بكل اسمائك! ماذا
يريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يسألك بكل أسماء الله، لابد وأنه أمر عظيم! "سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو
علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك" .
ماذا يريد رسول الله بأبي هو وأمي؟ , كل هذه المقدمة
على سؤال واحد وطلب واحد " أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي" سبحان الله!
أنت لما ترى الربيع في الخارج ينشرح صدرك من الداخل ، فكيف لو كان الربيع داخل
قلبك ؟ , لن تجد ربيع يجعلك سعيد فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض مثل هذا
القرآن ..
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ
أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ
لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )
(وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ
لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)
اللهم اجعلنا ممن اتبع هذا القرآن واجعله ربيع قلوبنا
ونور صدورنا ..
-
الاربعاء PM 07:54
2017-06-07 - 1708