القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
الحلقة الثالثة | كيف يفتح الله على قلبك ؟
كيف يفتح الله على قلبك ؟
تعال من الآن نقرأ هذا القرآن بختمة مختلفة ، ختمة بطعم ، وهنا
سأنقلك إلى سنوات مضت حين وقف هذا المسكين عند آية كان يحفظها لكن يحفظها في عقله
ويقرأها من فمه ويقلب النظر في الصفحات بعينيه ، وبهذا اللسان والشفتين قرأها ، و
سمعها بهذه الأذنين ، لكن ما دخلت هذا المكان وهو القلب ، الذي ما أُنزل هذا
القرآن إلا ليتعامل معه ، من قال هذا الكلام ؟؟ من قال أن هذا القرآن ما أُنزل إلا
لهذا القلب يقول الله (
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِين)
يصف لك خط سير القرآن , جبريل يتنزل بالآيات وفي الصحيح "
يقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله أن يتكلم بالوحي يعني آية ستنزل ( ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ) ما الذي يحصل ! يقول : إذا أراد الله أن يتكلم بالوحي
أخذت السموات السبع رعدة أو قال رجفة شديدة ، ترجف السماوات لأجل آية ، قال ويخر
كل ملك في السماء ، ٧٠ ألف ملك يطوفون في السماء في البيت المعمور ما يرجعون له
إلى يوم القيامة , وملائكة حملة عرش ما بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة ٧٠٠
عام كما صح الخبر عن سيد البشر , يعني الطير يقلع من هنا بعد ٧٠٠ سنة يصل ،
كم عمرك وكم عمري ؟ نموت ويأتي أجيال ويموتون ، ويأتي أجيال ويموتون ، وتأتي أجيال
ولم يصل الطير من عاتقه أي كتفه إلى شحمة أذنه أنا وأنت كم مقدار هذه
المسافة لدينا ٤-٥ أصابع !! ، كل هؤلاء الملائكة يخرون قال ثم يكون أول من يرفع
جبريل عليه السلام ، أول من يسمع الآيات ويعيها ثم ينزل من كل سماء السادسة
والخامسة جاءه ملائكة مقربوها قالوا ماذا قال ربنا قال : قال الحق وهو العلي
الكبير ، لأجل هذا وصفها الله في القرآن قال (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ
رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الكَبِيْر) نزل جبريل الروح الأمين بعد ما اهتزت السموات ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى ) ماذا ( قَلْبِكَ ) يعني النبي عليه الصلاة والسلام واقف يتلقى الوحي بلسانه وشفتيه
ورجليه ويديه وأذنيه لا ، لا يذهب القرآن لأي مكان من الجزء العلوي هذه ماهي إلا
أسباب تسمع تقرأ تحفظ لكن هذا هو المحك " قلبك " لأجل هذا تغيرت حياة
النبي صلى الله عليه وسلم ، كان خلقه القرآن إذا تكلم فموزون و مضبوط كلامه
بالقرآن ، إذا جلس مضبوط كلامه بالقرآن إذا تعامل مضبوط بالقرآن إذا خاصم ، جاهد ،
عفى ، كلها بالقرآن لأنه دخل على قلبه
(لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ) فقط هذه الآية التي عن القرآن ؟ لا , افتح واقرأ سورة الأعراف (المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن)
ما هو المكان الذي أُصفّيه يا ربي ( فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ
وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * اتَّبِعُوا ) ما قال احفظوا و لا اسمعوا , تريد تشعر بالطعم ( اتَّبِعُوا ) إذًا هذا القرآن نزل لهذا القلب
فتحت القرآن فوجدت آية يقول الله عز وجل فيها ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ) كلام كبير يعني تخيل واحد تبرع لك بكلية وكنت تغسل يوم
بعد يوم ٨ ساعات وأهلك كلهم يعانون معك ، بعد ذلك يقول ما يكفيك أني أعطيتك كلية
!!بلى والله يكفيني ، يكفيني أني أزحف على وجهي لأشكرك ، هذا وهي كلية واحدة ،
الله يقول ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ
) ولله المثل الأعلى يعني الله يقول
أولم يكفهم ماذا ؟
بالله عليك ما يكفيك أني أعطيتك ؟ ماذا يا رب ؟! ماهي النعمة التي
تقول تكفيك هذه النعمة وأنت أصدق القائلين ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا ) ماذا ؟ أعطيناه يدين وغيره
مقطوعة يديه ما يقدر ينظف نفسه ؟ لا ,
أعطيناه عينين وغيره أعمى ؟ لا ,
أعطيناه أذنين وغيره أصم لا يسمع ؟ لا ,
أعطيناه لسان وغيره لا يستطيع يعبر عن الذي في قلبه إذا أراد ماء قام يؤشر
وما أحد يفهم عليه ؟ لا , إذًا ماذا ؟ أولم يكفهم أنا أعطيناهم أولاد لا , قلب لا
, كلى لا , رئتين لا , يا رب ما هو الذي يكفينا كلام غريب !!
والله يا جماعة وقفت مع هذه الآية عجزت أتحرك مستحيل أذهب للذي
بعدها وقفت هنا ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ
أَنَّا ) ما وصف أي نعمة من الذي
نعدها نحن نِعم , وصف نعمة التي أكثرنا غير حاس أنها أصلاً نعمة , ما هي ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ
الْكِتَابَ ) سبحان الله هذه نعمة
!! والله ما شعرنا بها إلا من رحم الله ( أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ) أكمل الآية ( إِنَّ فِي ذَلِكَ ) الله يعلم أن أكثرنا سيقول ماهي النعمة التي فيها ؟
(إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَرَحْمَةً ) تشعر بها ؟ نفس السؤال
سألته لنفسي قلت تشعر برحمة ؟ ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى ) يعني لا تمر الآيات هذه عبث , أتذكر الآيات التي ستأتي
والتي ستمر والتي ذهبت (
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى) لمن (
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) دائمًا
كنت أقرأ وأمشي هنا قلت لا الآية هذه فيها سر ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ) يعني والله العظيم لو كنت مصاب بجميع الأسقام والأمراض والجذام
وجربت وذقت قطع الأيادي والأقدام وجربت الفقر والسجن والعقم وموت الأولاد وكل
الابتلاءات اجتمعت عليك في لحظة ثم فتح الله عليك أن تجد طعم هذا القرآن أقسم
بالله بنص كلام الله أنها تكفيك تكون سعيد فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض إلى أن
تستقر في مقعد صدق عند مليك مقتدر , الأهم من هذا سألت نفسي قلت ما هو هذا الكلام ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى ) كلها لا أشعر فيها والله العظيم أني ما أشعر فيها
, نفسي تشعرين بشيء قالت لا , جاءني
الشيطان قال يا ابن الحلال أمورك جيدة
امضي واذهب للذي بعدها , وتعوذت من الشيطان ونفثت على يساري ثلاث
ووقفت وقلت والله لا أذهب هذه الذكرى وهذه الرحمة لمن ؟ لما لا أشعر بها فجاوبتني
نفسي قالت أكمل الآية (
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى ) ليست لكل الناس ولا لكل أحد ولا العرب قال ( لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) فقال لي الشيطان يا ابن الناس قلنا لك أرح نفسك مؤمنون
أنت مؤمن خلاص اذهب للذي بعدها , قلت لا , مادام ما شعرت برحمة وما شعرت بذكرى
والآيات والصفحات جالس أقلب فيها ولا أشعر بشيء إذًا والله عندي مشكلة في ( لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) أين أذهب ؟ تركت السورة هذه سورة العنكبوت تركتها و
ذهبت للفهرس قلت أقرأ آية أو سورة عظيمة
جلست أنظر أي سورة عن المؤمنين فوجدت سورة كاملة اسمها المؤمنون فتحت السورة
, أول آية ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) جاء الشيطان قال أبشر مفلح والله مفلح أنت مؤمن , قلت دعني انتقل للآية التي بعدها من هم هؤلاء
المؤمنين الذي يجدون رحمة وذكرى ويفهم ويشعر بطعم القرآن ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ ) الصفة التي بعدها فيني أو لا ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) كل جوارحي وقفت إلا قلبي يتفكر فجلست أراجع كل صلواتي
من كل الذكريات فوجدت المشكلة أن المؤمنون الذي يقصدهم رب العالمين الذين يذوقون طعم
القرآن هذه صفاتهم فراجعت صلواتي ثم سألت نفسي لو جمعنا صلواتك هذه كلها كم من
ركعة ما فكرت فيها إلا في الله عز وجل ؟ في دعاءك كم قلت سبحان ربي الأعلى وأنت
تعرف ما تقول ؟ كم قلت ربنا ولك الحمد على ماذا ؟ على كلاك تغسل وغيرك ما يغسل ؟
فوقفت وعرفت أني أحتاج أقف طويلًا مع الآيات.
-
الاربعاء PM 07:53
2017-06-07 - 2011