عرض المادة

دمعة عفاف

دمعة عفاف


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنه طهور القلوب العفاف , الوقار , الحياء , كلمات أقسم بربي أنها تكفي , لا زال بفضل الله جل وعلا عندنا نساء والله تساوي بقدرها ألف ألف رجل و ألف ألف امرأة , لكن لابد أن نرى أنفسنا , ولا نُخالف الواقع ونقول "أننا بخير فالعفة في كل مكان نراها "! .. لا وربي بل والله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام "كالغراب الأعصم"  لا تكاد ترى واحدة , لكن هذه الواحدة  بقدرها تساوي الملايين من النساء ,, نعم وربي فنحن لا ننكر الواقع .. قال ربي جل وعلا (وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ ..) لم يقل مسلمين ! الإسلام شيء بسيط (وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ). الإيمان أن تؤمن حق الإيمان أن معك ملك هنا وملك هنا , الله جل وعلا قال (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَٰفِظِينَ _كِرَامًۭا  ) لا بد أن تكرمهم (كَٰتِبِينَ) ما نزلوا إلا لأجلي ولأجلك يكتبون (يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) , فوالله لو كان أحد منا عنده أخوه أو عند أبوه لن تجده يفعل ما يفعل من هذه معاصي , ولو كانت هذه عند أختها أو أخوها لا تستطيع أن تنزع ملابسها كما تنزعها مع صاحبها , لكنها جعلت الله تعالى أهون الناظرين إليها ,,

المقدم:الحمد لله بناتنا تربوا على الخير وعلى الاحتشام خصوصاً عندنا في الخليج , تعودنا على المبادئ الطيبة لكن ما الذي يجعل الشيطان يستحوذ علينا بهذه الطريقة ؟ ما هي خطواته في ذلك؟

الشيخ : الشيطان لن يأتي و يقول للمحتشمة  أظهري شعرك , لا والله , الله لم يقل "لا تتبعوا الشيطان" لا والله بل قال جل في علاه (لَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ ۚ) لأنه يبدأ معه بأصغر صورة ممكن تتصورها !

عندنا أخوات تقول لها يمين تقول يمين , يسار يسار , سريعة الانقياد , تقول لها تقدمي تتقدم , تقول لها تأخري تتأخر , ( لايگن أحدكم إمعه ) اسمع قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة شبراً بشبر وذراعاً بذراع ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قالوا : اليهود والنصارى يا رسول الله قال : فمَن ) مَن غيرهم ؟

المقدم: من الملاحظ فضيلة الشيخ أن موضوع الحجاب هذا موضوع ليس له أي اهتمام لدى كثير من المشايخ ,, مع أن بعض الأخوات عندنا تقول إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ! أهم شيء أن تكون إنسانه طيبة ولا يكون في قلبها شيء ,, يعني الإيمان الذي في القلب أهم شيء!!

الشيخ : لو كان ما في قلبها  صادق و به إيمان ما خرجت بهذا الشكل ,

النبي عليه الصلاة والسلام علمنا تشخيص هذه الحالة قال : (إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ) الله سبحانه وتعالى يقول :( ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ ..) لماذا لا يُعرفن ؟؟ ( ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ) يعني تعرف أن هذه المرأة عفيفة ,, جاءت امرأة عندنا في المستشفى حجابها يحتاج  له حجاب ! العيون ظاهره ومكحلة ,, كنتُ واقفا أتكلم مع رجل الأمن وجاءت من بعيد مقبلة قالت: هذا شاب لا يستحي , قال لها رجل الأمن إذا أنتِ استحييتي و تحجبتي الحجاب الشرعي فلن يجرؤ أحد عليكِ .. قالت له : هل تريدني أن ألبس قفاز وأضع عباءتي على رأسي ؟ والله صديقاتي اللاتي  يخرجنَ مع أصدقائهنّ يلبسنَ عباءة على الرأس ويلبسون قفازات لكي يظهرن أمام الناس أنهم محترمات . هذه المشكلة , تقول الدين في القلب ! لو كان الإيمان في القلب والله لغيَّر هذه الجوارح وجعلها تنقاد لله , لأجل ذلك قال الله جل وعلا (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ..)  , (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ..) لم يقل "قل للمسلمين"  , "قل للمسلمات" , المؤمن لا يفعل إلا ما يرضي الله ورسوله ,  قال الله جل وعلا (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا ..) أيُّ أمر كان ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّ  ) ,( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) ...  (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ), والله لو كان في القلب إيمان سيظهر على الجوارح , كل إناء بما فيه ينضح ...

المقدم : هناك البعض  لا يقتنع بمسألة الحجاب فتقول أنا صغيرة.. عندما أكبر سأتحجب ,, عندما أتزوج وهكذا !

أحبتي الإسلام هو الاستسلام والانقياد لله بالطاعة , لأجل هذا قال الله جل وعلا (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ) وقد قال سبحانه  (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ ) وقال (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) إذن فهذه إلهها هواها ! (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) , (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) الأنعام ستكون تراب على الأقل أما هذا فسيدخل النار,, أساسا الأنعام لا تقبل أي شيء تقدمه لها , هل من الممكن أن عنز تأكل  لحم  ؟ صحيح أن عقلها صغير وبريء ولكنها تستخدمه , قال تعالى (ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) , (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) ترى البنت متبرجة , العباءة على الكتف و مخصَّرة  وبكامل زينتها , يعني تستعرض , والبنت تحترق في كل يوم كلما نظر إليها أحد أو لفتت نظر أحد إليها (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ) هذه البنت مسكينة , إنها تشعر بنقص في نفسها, بالطبع هذه الأشياء كلها لم تظهر إلا بسبب إحساسها بالنقص, فهنيئا لها ! نهنؤها بكل هذه البلبلة , كسبت خسارة أنها ترجع إلى البيت محملة بأوزار كل من نظر إليها , وسيسألها الله عز وجل , فأهنئ هذه الأم أنها نِعم الراعية , النبي عليه الصلاة والسلام يقول : (أَيُّمَا رَجُلٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَعِيَّةً فَمَاتَ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ )

يوم الاثنين قبل رمضان الماضي بيوم واحد كنت مداوما بالمستشفى الساعة الرابعة أو الرابعة وقليل , المهم ضربت إنذارات المستشفى أن هناك حالة إنعاش في الدور الثالث وبسرعة دخل فريق متكامل , طاقم كامل من تمريض وأخصائيين واستشاريين , عندما دخلنا الغرفة إذا بامرأة في الأربعين سنة  متمددة على السرير كأني أراها الآن , كنا كلنا ننظر إليها وننظر للجهاز "جهازمراقبة النبضات" و إذا بالقلب فيه 28 نبضة , يعني في الحقيقة القلب لا ينبض  فقط مجرد أنه يهتز ولا يضخ , المهم نعطيها صعق كهربائي فإذا بها تهتز ولم يتحرك القلب ولا بنبضة واحدة , فأعطيناها 300 والله لو صعق بها حي لمات فإذا بها تهتز على السرير ولكن القلب مازال ينبض 28 نبضة , نعطيها 360 ولكن بلا فائدة , فإذا بجبار السموات والأرض يأمر أمرا من فوق عرشه سبحانه , أمر مختلف عن أوامرنا وعن أوامر الخلق ,أمرا لا يُرد (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) يأتي ذلك الأمر على ذلك القلب الذي أنبضه 42 سنة , قف الآن ! فيئسنا , فإذا بجبار السماوات والأرض سبحانه يأمر أمره على ذلك القلب الذي أوقفه أن يرجعه مرة أخرى , فنبض القلب وبدأ ينبض 80 نبضة والله كأحسن ما يكون فإذا بها تفتح عينها وأنا عند رأسها لأني أنا مَن يمسك لها أنبوب الحنجرة , المهم اختصارا للقصة بعد فترة تقريبا لحظات فإذا بالقلب تتغير نبضاته 90 ،100 ،130 ، 140، إلى أن وصل إلى 228 , فرجعنا مرة أخرى إلى الإنعاش إلى أن انقضت كل الخيارات والحلول , فإذا بذلك القلب يرجع كما كان  (‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) , (أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) ثم الساعة السابعة والربع ترجع للإنعاش مرة أخرى ثم بعد ذلك تخرج الروح بلا عودة , دخل رمضان ودخلت القبر .. حينها دخل عليَّ شاب عينه محمره وقد امتلأت بالدموع قال لي: ماتت؟ قلت : الله يرحمها , فقال : ماتت؟ قلت : قل الله يرحمها , توقعت أنه سيدعو لها بالفردوس الأعلى من الجنة , قال : أسأل الله أن يعذبها كما عذبتنا  ! ثم بدأت أتكلم معه قلت : يا أخي اتقِ الله , الآن هذه أفضت إلى ما قدمت , بدلاً من أن تسأل الله لها الثبات ؟! قال لي: أنت لا تدري عن شيء , قال : أنا مرافق مع أبي في الغرفة المجاورة , هذه المرأة لم تربي بناتها , وأخبر أنهن تسببن في فتنته حتى أنه وهو واقف بين يدي الله في الصلاة لا يفقه من صلاته شيئا , هذه بالعباءة المخصرة وتلك بالعباءة الكتف وأخرى باللثام , حتى قال أنه والله لم يعد يعرف ما هي العبادة , حتى قال : أسأل الله أن يتوب عني وأن يفتنهن كما فتنَّني , وسيسألها الله عن ذلك ..

هذه المرأة الآن وهي في تلك الحفرة الضيقة بعد أن ينهال عليها التراب وتسمع قرع النعال لو سُئِلت في ذلك الموقف لو ترجعين هل ستلبسين بناتك عباءات محتشمة ستقول بل والله سألبسهن ثلاثين عباءة , كثير يقلن والله بناتي لا يطيعوني , سبحان الله ! يطيعونك فيما يخص المدرسة , يطيعونك في أمور البيت , يطيعونك في أشياء كثيرة , لكن لو تأمرينهن بخير لا يطيعونك ! والله الكثير لا يكلمون بناتهن بهذا الشأن بل ويسهِّلن لبناتهن  كل الأمور !  هل سبق ورأيتم امرأة عوراء لابسة نقاب مكحلة عينها ؟ لا ..  أنا عندي فتاه في المستشفى صغيره ليس لها إلا عين واحده وعينها الثانية خط وأربع رموش فقط , وعينها كبيرة حتى لما تكشف عليها تخاف  , والله لو كانت هذه مثل تلك ما لبست اللثام , لكن سبحان الله القائل { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ ...) _ لأننا أعطيناه عينين __(....أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ ) هل رأيت في حياتك واحدة لابسة عباءة على الكتف وهي معاقة ! هل رأيت في حياتك فتاة لا تسمع - صماء-  وجالسه عند الأستوديو تريد أن تشتري شريط أغاني ؟ لماذا ؟؟  (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ ) , قال سبحانه ٰ ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) المسألة أن  الله جل وعلا لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا هملا لكن ليس كل الناس يفهم.  تخيلوا الغرفة التي أنتم فيها الآن ملأنا نصفها بسبائك ذهب , والنصف الآخر مررنا على محل كل شي فيه بريال واشترينا مائة لعبة , كور, عرائس , سيارات صغيره , مطبخ صغير , وملأنا بهذه الألعاب النصف الآخر من الغرفة , ثم أدخلت  طفله هذه الغرفة أين تتوقع أن تتوجه ؟ هل إلى الألعاب أم إلى السبائك ؟ الذهب مسألة مكلفة , سيكلفنا وقت وتعب لبيعه و..و..و , كيف لو ربيت هذه الطفلة على كيفية رؤية الأمور على حقيقتها تقول : يا حبيبتي يا شاطرة هذا الذهب يساوي الكثير , سيشتري  لكِ محلات من هذه الألعاب . أحبتي  يا ليتنا نعرف رخص قيمة هذه الدنيا , وأن ملذاتها المحرمة تكلفنا ما لا نطيق,  بعض الناس يقول : لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ! عرضتُ عليكم صورة رَجل مزقته النيران , لاحظوا أنه  لم يلبث في النيران سنة , هذا أحرقته النار ثواني فقط , هل لاحظتم حجم الضرر الذي تسببت به هذه الحروق !

أيضا الصورة الثانية .. أقدام ممزقة وأيادي محروقة , نحن مشكلتنا في الإيمان بالغيب , نقول والله صحيح ما تقول  لكن إن شاء الله سيغفر الله لنا ونحن أحسن من غيرنا ! أيضا الصورة التي تُظهرالأقدام الحمر والله ما لبثت إلاَّ ثواني في ماء حار , ثواني فقط !

علينا أحبتي أن نحافظ على أولادنا وبناتنا فلا يقف الأب عائقا أمام تزويج بناته بمن هم كفؤ من ذوو الخلق والدين .

النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل "من ترضون  قبيلته" ولم يقل "من ترضون جنسيته "!  لا والله ، بل قال : (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) يعني قد يكون عنده خلق وعنده دين لكن بعضهم لا يقبلونه !  (...إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) وهذا ما نراه الآن , كل يوم نسب الطلاق تزيد , نسب المشاكل تزيد , لأنهم لا يسألون عن الدين بل عن الوظيفة , الدخل الشهري , هذا ما يسألون عنه .
 وأقول لكل شاب وفتاة لا تستمروا في العلاقات المحرمة وابتعدوا عن كل ما يفضي إلى التعلق المحرم , لهذا جاء الدين يحرم الإختلاط  سداً للذرائع, نقطة أخرى وهي قضية الحجاب وهي محور سؤال إحداهن , فأقول لها تأملي الحديث
التالي  : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة فكيف يصنعن النساء بذيولهن قال يرخين شبرا فقالت إذا تنكشف أقدامهن قال فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه )

 

لاحظي أختي الكريمة ماذا قالت أم سلمة رضي الله عنها عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "يرخينه شبرا" هي الآن  تشعر أن هناك مشكلة , أن إرخاء الثوب شبر فقط قد تظهر أصابع القدم ! لاحظي لم تقل سيقان ! ثم ماذا كان رده صلى الله عليه وسلم , لم يقل لا بأس وهذا ما نزل , بل قال " فيرخينه ذراعا " .إذن أخواتي ... من أراد الحق  فالحق بيّن ، ومن أراد الباطل  فالباطل بيّن .- المقدّم : إيميل من أخت كريمة تقول :أنا خلال دراستي في معهد من المعاهد ، تعرّفت على زميل لي فمرت الأيام وعلاقتنا توطّدت , و قدّمني لأهله ، ولكن يشاء الله أنه  بعد فترة قصيرة من تخرجنا أُصيب بمرض خطير فجأة  ، وبعد ٤٦ يوماً وهو في الإنعاش توفي ، لقد تعدّينا على حد من حدود الله ، وهو أنّه كنّا نحضّر مذكرات التخرّج معاً وفي مسجدٍ واحد ، وفي أحد أيام رمضان ، كنا في المكتب نعمل و بدون أن ندري ما نفعل قام بتقبيلي ، ولكن بعد ما جرى ندمنا على ما فعلنا - ولكن وقعوا في الفاحشة - أدعو الله أن يغفر لنا خاصةً له , لأنه لم يعد موجود ، وأدعو الله أن يتقبّل توبتي وتوبته ، والشيء الذي أرجوه منكم هو أن ترشدوني إلى ما أفعله كي أمحي الذنب الذي ارتكبناه بالنسبة له كغائب ولي أيضاً ، و ادعُ لنا شيخنا الكريم .

- الشيخ :قال تعالى :{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)}

إذا كانت العلاقات شريفة وهي ليست تسلية لا تنتهي بالزنا . كل علاقة يُقال عنها أنّها شريفة ، أنا علاقتي معك شريفة ، وعلاقة هذا الزميل في العمل شريفة ، فتبدأ الاتصالات و..و..و.. ,  هذا ما جنيناه ُمن الاختلاط .

هي لا تستطيع أن تتوب عنه الآن ، تستطيع أن تتوب عن نفسها إذا كانت على قيد الحياة ، لكن هو {لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)}

{... فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ... }

لن تُمنع عنكِ التوبة ، لكن تُمنع عنه لأنه غرغر ، ولأنَّ الله جلّ وعلا يقول  : {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ... }

دعونا نقول لكل من قالوا : علاقتنا شريفة ، هؤلاء علاقتهم شريفة وانتهت بالزنا ! الله جلّ وعلا لم يقل : لا تتبعوا خطوة الشيطان ، بل قال : {... لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ... }

وقال سبحانه ساداً لتلك الذرائع {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ...}

لم يقل : "لا تزنون" لأنه كان هناك مقدمات , سبق ذلك كلمة ، مُحادثات ، رسائل غراميّة ..لأجل ذلك  قال الله عز وجل : {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ...}

لا تقرب !سدّ عليك الذرائع ..

و قال تعالى : {... وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ... } , وقال : { ... فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ ... } ،سدّ عليك الذرائع حتى بألاّ تضرب بقدمها أمامك ! لو قلت لأحدكم الآن : ازنِ وافعل ما شئت ، اجلس معها خمس ساعات ، ثم تعال معنا نحاسبك على هذا ، فقد كُتب أنك زنيت نصف ساعة ، تعال نحرّقك نصف ساعة ، تخيّل الأشلاء كيف تتقطّع ، لكن إيماننا بالله جلّ وعلا ضعف إلا من رحم الله ، فلنفكر فيها الآن , واسألي لنفسك التوبة ، وأسأل الله أن يقبلك ويقبلنا من  التائبين .

أما هو والله لو أنفقت ما في الأرض جميعاً لن تملكي له زيادة إلا أن يشاء ربي شيئاً .لأجل ذلك ما حرّم الدين شيئاً إلا وله حكمة .

متصلة : ما حكم كشف الوجه ؟ الشيخ : هذا حصل فيه خلاف

لكن كل الأئمة الأربعة - وارجعي إلى أقوال العلماء - كلهم حرّموه إذا كان فيه فتنة , المرأة وجهها عورة إذا كانت مظنّة فتنة .

أحبتي .. ماذا قال الله تعالى ؟ (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ...) الشعور بالاكتئاب والكآبة  (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(

الآن 21,000 حالة انتحار في أمريكا ما السبب ؟ لأن البنات هناك متغطيات ؟ لأن هناك البنات ليس لهن علاقة بأي أحد ؟! السبب أحبتي لأنه ليس لديهم خيار ! لأنهم سلكوا سبيل المعاصي لذلك كانت حياتهم ضنك ! مثل واحد يحفر حفرة ويمشي ويسقط فيها ,إذن 21,000حالة انتحار لأن عندهم ذنوب ومعاصي , فتاة عمرها 22سنة تسهر في الليل وتخرج مع أحد أصدقائها تجدها بعد ذلك منتحرة لأنها فعلت كل الذنوب فلم ترتاح في حياتها , مجموعة يخرجون سويا يلعبون ويقضون الأوقات مع بعضهم البعض وفي يوم من الأيام قال أحدهم ما رأيكم نذهب إلى كوكب آخر, ننتخر ونتقابل هناك فانتحروا جميعهم ! انظر إلى صغر عقولهم , لم يفُكر أحد منهم بالأمر)قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)  انظر للمسألة , قلّ حياؤها عند الله فمن الطبيعي أنها ذهبت  تتقابل مع واحد وتتعرف على واحد , فوالله ما فعلن هذه الأفاعيل إلا بعدما بعُدنَ عن الله جل وعلا , أسأل الله جل وعلا أن يبعد عنا الحزن وأن يحفظ ديننا وأن يبعد عنا المعاصي , ماذا قال الله تعالى ؟ ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ )  كان عندي مريض قبل ٤أشهر تقريباً كان يتعالج عندنا , كان شاب من أقوى الشباب ، في يوم من الأيام أراد الجبار سبحانه ألاَّ يحركه بعد أن كان يتحرك فدخل غيبوبة , في البداية كانت نقطة حبة بسيطة في كتفه ومع الأيام تكبر ثم تكبر حتى قالوا هذا سرطان وقالوا يجب أن تُقطع يدك , قال لا مستحيل كيف تقطعونها فقالوا يدك هذه لن تقدر أن تأكل بها لن تقدر أن ترفع بها الأشياء فقال لا لن تُقطع يدي وإذا بالسرطان يكبر ويكبر حتى جاءت مرحلة قال اقطعوها فقالوا لن نستطيع , الآن يجب أن نقطع الكتف كله !!

أقول لأختي الغالية إذا كان الله قد أعطاك في هذه الدنيا نعمة فالله ما أعطاك إياها حتى تعصينه بها , يقول الله سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } تشجيعكِ لأبنتكِ من الآن وتعليمك لها الستر والعفاف أمر هام جداً , أسأل الله جل وعلا أن يستر أخواتي في الدنيا والآخرة .
نحن نتكلم كثيراً عن الفتاة الفتاة , النبي عليه الصلاة والسلام قال :
( ما تركتُ فتنة من بعدي أضرُّ على الرجال من النساء )
لو سألنا أنفسنا سؤال :
هل نحن نخاف الناس أم نخاف الله ؟ فلنراجع علاقتنا مع الله تعالى ولننظر إلى واقعنا ، كيف أن واقعنا مُر إلا من رحم الله ! 

أسألك سؤال : لو كانت الاختبارات بعد أسابيع ، كم أم ستوقظ أبناءها الساعة الواحدة والنصف في الليل !
ليس ليتهجد بل يقوم ليُذاكر ، تعدُّ له الشاي وتساعده وتقول له "قُـمّ يا ولدي إن شاء الله تنجح " وتدعو له ، تخيل معي أنه يوم من الأيام قام متأخر ففاته الاختبار مع أنه قد ضبط المنبه ولكنه لم
يستيقظ ، كيف يصبح جو البيت ؟
والله تجد الأم تشد شعرها والأب يرجع من الدوام ويسب الأم ويسب الولد ، كيف لم يستيقظ ! هذا ضيّع مستقبله
والأم أمسكت التلفون ولم تترك أحد من الجيران ولا أحد من الأقارب إلا عَلِم أن فلان ابن فلان فاته الاختبار,
سبحان الله ! تجد أن هذا الابن المسكين وأهله المساكين سنة كاملة لم يصلوا صلاة الفجر في المسجد 
( إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا) , (أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُون لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) قد يقول قائل ما علاقة الصلاة بالعفاف ؟!{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ }
لما سقط عمود الدين لا ذنب بعد الكفر ، إذا كانت الصلاة قد ضاعت فاعمل ما تشاء ، إن الله لن يضره معصية عاصي ولن تنفعه طاعة طائع .

ماذا يعني قوله تعالى{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ } ؟
الجواب في قوله تعالى:
{ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ } لكن والله هناك من يصلي لكن صلاته لا تنهاه عن الفحشاء والمنكر ، لم يقل الله صلِّوا !
بل قال :
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)
عندما تتوضأ للصلاة ، فإنك إذا غسلت عينك فاغسلها وطهرها من الذنوب واستغفر مما كان منها , و أنها لن تعود للمعصية ،
اغسل  يدك وطهرها مما لمسته من الحرام , طهر بهذا الوضوء باطنك وظاهرك .استقبالك الكعبة بوجهك يذكرك أن هناك قلب لابد أن يستقبل فيكون فيه خشوع , تكون صلاة تنهانا عن الفحشاء والمنكر.
لكن أخي الشاب الذي ضيّع عمره في الأسواق للمعاكسات وتضييع الأوقات والله لو كان معاق , والله لو كان مصاب بشلل رباعي لما تحرك في هذا الطريق .      
وهذه قصة وقفت عليها بنفسي ، دخلت على أحد المرضى والله لا أعرف عنه شيء إلا إني أكشف عليه فقط ،     
تاريخه يعلمه الله ، صحائفه يعلمها الله ، خطاياه يعلمها الله ,
لا أعرف عنه شيء ، وضعت السماعة على صدره ، عمره ثمانية وعشرون سنة , مشلول شلل رباعي لا يتحرك فيه إلا الرقبة فقط وأسفل الفك ,يتنفس من الحنجرة عن طريق أنبوب , فلما رفعت السماعة قلت له إن شاء الله إنك بخير , إن شاء الله اليوم إنك أحسن ؟
يريد أن يرد لكن لا يخرج صوت , يحاول أن يعبر ، لا أدري ربما يريد أن يقول "الحمد لله أنا بخير"
المهم ؛ لما تكلمت معه قلت له : الله سبحانه وتعالى لا يحتاج  أن يطرحك على السرير ويحركني أنا وملايين الناس ,
لكن الله يحبك ، تضاف الحسنات إلى رصيدك وتمحى السيئات , المهم قلت له كلام والله مثلما أتكلم الآن ما أعددت له عدة ولا حسبت له حساب , قلت يا أخي كم واحد الآن حرك الله رجليه ويديه وكل يوم  يذهب إلى المراقص ويرقص مع البنات ,أقسم بالله عندما قلت هذه الكلمة " يرقص في المراقص ويعاكس البنات" فَـإذا بتلك الأقدام تهتز والأيادي تهتز , "مشلول" لكنها تهتز !بدأ يُخرج البلغم - أعزكم الله - من الفتحة التي في الحنجرة ، بدأ يتحرك بحركة عضلة الرقبة !
والله تهز جسمه كله ، حرك الله الأعصاب من اهتزاز الرأس ،
فإذا بالدكتور مباشرة يخرج ويشير لي من عند الباب , فخرجت لا أعرف ماذا حدث , هذا الآدمي يرتعش والآخر هناك يبكي !
قال لي يا أخي حرام عليك ، أتعرف من هو هذا الذي تكلمت معه ؟ والله العظيم أنا لا أبالغ إن قلت أنه إن لم يكن من أترف الأسر في الدول العربية فهو والله من أترف الأسر عندنا في السعودية ،
قال لي أخوه هذا :  والله أخي هذا لم يكن يقيم ثلاث شهور في المملكة , دائماً يسافر إلى الخارج , قال هذا والله كان أحسن واحد يرقص في الرياض - سبحان الله - !!
أحسن واحد يرقص في الرياض .؟! أنا لماذا  لم أقل " يغني" ؟ لماذا لم أقل  " يلعب" ؟ الله تعالى ساق هذه الكلمة على لساني !

يقول إن هذا الشاب فلان ابن فلان عمره سبع وعشرين سنة عندما وقع عليه الحادث , وُجِد مطروحا على أحد الطرق السريعة  في مدينة الرياض الساعة الرابعة فجرًا ، وجِد مخمورًا قد انقلبت به السيارة , شرب خمر الساعة الرابعة فجرا .
أخذت الإشاعة التي في تاريخ الحادث و وضعتها فَـبكت عيناي والله ، لأني رأيت عمود فقري كان مستقيماً فأسقطه الجبار ، والله إنها فقرة هنا و فقرة هناك ، تذكرت حديث النبي عليه الصلاة والسلام ,
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال 
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم ...)
تعصي كل يوم وهو سبحانه يرفق ، تعصي ويحلم ، تعصي و يستر عليك ، إلى متى ؟ قال : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )

قال ثم قرأ : (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)
الآن عمره ثمانية وعشرون سنة يقع الذباب على جبينه ,على أنفه
ثم يطير والله لا يستطيع أن يحك هذا المكان ، يجلس يشم رائحة نفسِهِ لأنه يلبس - أعزكم الله - حفاظة لا يستطيع تنظيف نفسِهِ ، والله أنا رأيت مَن يُصبح بلا حفاظة ويمسي بحفاظة !

فلا تغتر  بنعمة الله عز وجل عليك ! فو الله قد أعطى فرعون ..أين هو الآن ؟ أين ملك مصر ؟ أين مَن كانت الأنهار تجري من تحته ؟(أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ) !(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ) !... يرجع و يتوب لكن هيهات ! (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) ! (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))  وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ) فاختر لنفسك ما تشاء !
منهم من يقول : أنا دائما أذنب ثم أتوب وأرجع للذنب مرة أخرى ثم أتوب وهكذا , كما هو الحال مع إحدى الفتيات التي قالت : أنا فقدت عفتي هل الله تعالى لن يغفر لي أبداً ؟ أقول : نعم إذا قررتِ كما قرر ماعز رضي الله عنه عندما زنى فإذا بتلك الآيات تقرع مسامعه ( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ),( أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ )  فإذا به يأتي إلى الرسول عليه الصلاة و السلام : يا رسول الله إني زنيت !انظروا إلى القرار ! -جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ووقف بين يديه وصاح من حر ما يجد وقال :
يا رسول الله..إن الأبعد قد زنى فطهرني ,فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء من شقه الآخر فقال يا رسول الله..زنيت فطهرني ,
فقال صلى الله عليه وسلم:ويحك ارجع..فاستغفر الله وتب إليه.
فرجع غير بعيد ، فلم يطق صبرا فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال :
يا رسول الله .. طهرني ,فصاح به النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
ويلك..وما يدريك ما الزنا ! ثم أُمر به فطُرد وأُخرج .
ثم أتاه الثانية فقال :يا رسول الله ، زنيت فطهرني ,
فقال صلى الله عليه وسلم: ويلك، وما يدريك ما الزنا !
ثم أمر به فطُرد وأُخرج ,ثم أتاه الثالثة والرابعة كذلك..فلما أكثر عليه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبه جنون ؟
قالوا: يا رسول الله ما علمنا به بأسا ,
فقال: أشرب خمرا ؟
فقام رجل فاستنكهه وشمه فلم يجد منه ريح خمر، فقال صلى الله عليه وسلم :هل تدرى ما الزنا ؟
قال: نعم ..أتيت من امرأة حراما مثلما يأتي الرجل من زوجته حلالا.
فقال صلى الله عليه وسلم: فما تريد بهذا القول ؟
قال: أريد أن تطهرني . -لا يريد أن تفوته جنة عرضها السموات و الأرض قال صلى الله عليه وسلم: نعم
فأمر به أن يُرجم ..فرُجم حتى مات ,
فلما صلوا عليه ودفنوه مر النبي صلى الله عليه وسلم على موضعه مع بعض أصحابه ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه :
انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه ولم تدعه نفسه حتى رُجم رجم الكلاب..
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم سار ساعة..حتى مر بجيفة حمار قد أحرقته الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه.
فقال صلى الله عليه وسلم: أين فلان وفلان
قالا: نحن ذانِ يا رسول الله
قال: انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار, قالا: يا نبي الله..غفر الله لك ، من يأكل من هذا ! فقال صلى الله عليه وسلم: ما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل الميتة..لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم ، والذي نفسىي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها..
لو عاملنا الله بذنوبنا الماضية ما ظلمنا , لكن لاحظ ماذا قال الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ...) يعني عندهم ذنوب و دخلوا النار.(...لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) "جميعا "حتى الكبائر ! لكي لا يأتي الشيطان و يقول لك : المقصود الصغائر فقط . ماذا قال بعدها ؟ (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُم)... أسال الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة ..
منهم من يقول : أنا دائما أذنب ثم أتوب وأرجع للذنب مرة أخرى ثم أتوب وهكذا , كما هو الحال مع إحدى الفتيات التي قالت : أنا فقدت عفتي هل الله تعالى لن يغفر لي أبداً ؟ أقول : نعم إذا قررتِ كما قرر ماعز رضي الله عنه عندما زنى فإذا بتلك الآيات تقرع مسامعه ( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ),( أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ )  فإذا به يأتي إلى الرسول عليه الصلاة و السلام : يا رسول الله إني زنيت !انظروا إلى القرار ! -جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ووقف بين يديه وصاح من حر ما يجد وقال :
يا رسول الله..إن الأبعد قد زنى فطهرني ,فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء من شقه الآخر فقال يا رسول الله..زنيت فطهرني ,
فقال صلى الله عليه وسلم:ويحك ارجع..فاستغفر الله وتب إليه.
فرجع غير بعيد ، فلم يطق صبرا فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال :
يا رسول الله .. طهرني ,فصاح به النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
ويلك..وما يدريك ما الزنا ! ثم أُمر به فطُرد وأُخرج .
ثم أتاه الثانية فقال :يا رسول الله ، زنيت فطهرني ,
فقال صلى الله عليه وسلم: ويلك، وما يدريك ما الزنا !
ثم أمر به فطُرد وأُخرج ,ثم أتاه الثالثة والرابعة كذلك..فلما أكثر عليه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبه جنون ؟
قالوا: يا رسول الله ما علمنا به بأسا ,
فقال: أشرب خمرا ؟
فقام رجل فاستنكهه وشمه فلم يجد منه ريح خمر، فقال صلى الله عليه وسلم :هل تدرى ما الزنا ؟
قال: نعم ..أتيت من امرأة حراما مثلما يأتي الرجل من زوجته حلالا.
فقال صلى الله عليه وسلم: فما تريد بهذا القول ؟
قال: أريد أن تطهرني . -لا يريد أن تفوته جنة عرضها السموات و الأرض قال صلى الله عليه وسلم: نعم
فأمر به أن يُرجم ..فرُجم حتى مات ,
فلما صلوا عليه ودفنوه مر النبي صلى الله عليه وسلم على موضعه مع بعض أصحابه ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه :
انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه ولم تدعه نفسه حتى رُجم رجم الكلاب..
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم سار ساعة..حتى مر بجيفة حمار قد أحرقته الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه.
فقال صلى الله عليه وسلم: أين فلان وفلان
قالا: نحن ذانِ يا رسول الله
قال: انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار, قالا: يا نبي الله..غفر الله لك ، من يأكل من هذا ! فقال صلى الله عليه وسلم: ما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل الميتة..لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم ، والذي نفسىي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها..
لو عاملنا الله بذنوبنا الماضية ما ظلمنا , لكن لاحظ ماذا قال الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ...) يعني عندهم ذنوب و دخلوا النار.(...لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) "جميعا "حتى الكبائر ! لكي لا يأتي الشيطان و يقول لك : المقصود الصغائر فقط . ماذا قال بعدها ؟ (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُم)... أسال الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة ..

اللهم يا من بيده الدنيا و الآخرة كما شرفتني برؤية أحبتي هؤلاء فوق هذا الفرش و أخواتي هناك اللهم شرفنا برؤية أخرى تحت العرش , اللهم إن في صدُور أحبتي هؤلاء وأخواتي هناك أمنيات لا يعلمها إلا أنت يا رب الأرض والسماء , اللهم لا تفرقهم من جمعهم هذا وفي صدر واحد منهم أمنية  هي لك رضا وله فيها صلاح إلا كتبت قضاءها قبل أن يقوم من مجلسه هذا , اللهم اجعلنا ووالدينا وأحبابنا من عتقائك الليلة من النار , اللهم أرض عنا في هذه الليلة أجمعين رضا لا تسخط علينا بعده أبداً , اللهم اغفر ما سترت , واستر ما علمت , اللهم نسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمنا منه و ما لم نعلم , ونعوذ بك من الشر كله عاجله و آجله ما علمنا منه وما لم نعلم , وأصلي وأسلم على أشرف من وطأت قدمه الثرى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام ..


للاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://abdelmohsen.com/play-88.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده 



  دمعة عفاف word   دمعة عفاف pdf


  • الاحد AM 06:07
    2016-09-25
  • 5380
Powered by: GateGold