القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
ألا لله الدين الخالص
" أَلَا لِلَّه الدِّينُ الخَالِصُ "
أحمد الله سبحانه و تعالى و أثني عليه بما هو أهله , وأصلي و أسلم على من
لا نبي بعده روحي و أبي و أمي و نفسي له الفداء عليه الصلاة و السلام ..
أما بعد .. نشكر الله
سبحانه و تعالى الذي يسر هذا اللقاء و لولا الله سبحانه و تعالى لما وجدنا هنا
فأسأل الله سبحانه و تعالى الذي يسر هذا اللقاء أن يتقبله ..
القضية ليست قضية أن
تعمل ، القضية قضية هل قُبل عملك أم لا ؟ كل الناس تعمل لكن يوجد قضية قد ذكرها
الشيخ خالد هي قضية " الإخلاص "
طبعًا باختصار و أنا
أقول لكل من يسمعني وراء الشاشة وكل من حضر وقبل كل هؤلاء والله إني أكلم نفسي ,
الشخص الذي لا يفكر أصلا ولا يحمل هم الإخلاص هو أكثر شخص لا تجد عنده إخلاص .
سأعيد الكلام أكثر شخص
لديه القضية هذه ولم يفكر فيها ولا يحمل همها في كل صلاة وفي كل حركة و سكنة ,
قضية الإخلاص إذا ما ضُربت في قلبك فاعلم أنك أكثر شخص لا تعرف الإخلاص و أبعد
واحد عن الإخلاص .
حسنًا , ماذا يعني
الإخلاص ؟ الله سبحانه و تعالى يقول في محكم التنزيل في صدر سورة الزمر ، قال الله
عز وجل (تَنزِيلُ الْكِتَابِ) انظر الكلام
الثقيل (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ)
والله كل كلمة توجع , كل كلمة لها طعم (مِنَ اللَّهِ
الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) ماذا قال بعدها ؟
(إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ) الكتاب
هذا كله بقصصه و وعده و وعيده كله , القرآن من أوله إلى آخره , ما هو المفهوم ؟!
ماذا أفعل مع القرآن
؟
سمعت القرآن كله و
قرأت القرآن كله وختمت في رمضان , ما هي الرسالة التي يحملها هذا القرآن (فَاعْبُدِ اللَّهَ) أعبده بأي طريقه؟ (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ)
ماذا قال بعدها ؟ مع أن هذه تكفي لتعلم أنه والله أن أي عبادة لا تكون خالصة لا تُقبل
..
ماذا قال بعدها ؟ (أَلا)
، الآن لو أقول ألا كل العالم ستنتبه ، فكيف إذا قالها الله وله المثل الأعلى؟ .
قال (أَلا لِلَّهِ) ما هو الذي لله ؟
( الدِّينُ ) أي دين ؟ جميعنا نعمل
و ديننا الإسلام (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ
الْخَالِصُ) يعني أي عمل لا تحمل فيه هم الإخلاص هو ليس لله .
نعيدها .. أي
عمل تعمله وأنت لم تهتم لمن عملته , ولا فكرت فيه , ليس خالص والذي ليس خالص
(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)
يعني الذي ليس لله ليس بدين .
الشاهد ما أهمية الكلام
الذي نقوله الآن ؟ بعض الناس يفاجئ يقول عن ماذا يتكلمون ؟ هنا ليس مشكلة , ليس
مشكلة أنك تقول الآن عن ماذا يتكلم عنه إذا أنت حي فوق الأرض و صفحتك مفتوحة و نستطيع
أن نُعدل , لكن المشكلة أننا نموت و أننا لم نعلم ..
لأجل هذا الله يقول في القرآن (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا
يَحْتَسِبُونَ) كان متوقع أن كل الأعمال هذه في اليمين فُوجئ أنه يوجد
أعمال عملها وقلبه يذهب يمين ويسار .
يعني الكلام الذي
نقوله كلام خطير , والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه أقسم بالله لا أنطق بحرف
وأسأل الله جل جلاله أن يرزقني بصدق ما أقول , والله لا أتكلم بكلمة إلا و أخاطب
بها نفسي وأحب لكم ما أحب لنفسي فخذوها أو دعوها .
ما معنى هذا
الكلام ؟ الكلام هذا من أحسن شخص عمل في الدنيا ؟
محمد عليه الصلاة و
السلام هو أتقى الناس الذي خلقهم رب العالمين من لدن آدم إلى آخر واحد يموت , لا
يوجد قلب خاف رب العالمين مثل قلب محمد عليه الصلاة و السلام , ولا يوجد قلب يخشى
الله كما قال هو عليه الصلاة و السلام كما قال: "أنا اتقاكم لله وأخشاكم له"
، يعني لا يوجد أحد يخاف الله ويخشاه مثل محمد عليه الصلاة و السلام أبدا ولا أحد
عمل في الشكر مثل محمد عليه الصلاة و السلام روحي له الفداء ..
ومع ذلك يرسل الله له رسالة في صورة الزمر التي
هذه مقدمتها في سياق الآيات قال : (وَلَقَدْ أُوحِيَ
إِلَيْك) يعني نزل جبريل لك يا رسول الله وقال لك كلمات (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْك وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلك) يعني كل الرسل الذين قبل النبي عليه السلام ، هذه رسالة وصلتهم
جميعهم (لَئِنْ أَشْرَكْتَ) الشرك ليس شرط أني
أنا أجلس أمام صنم و أعبده , الشرك قد يكون وأنا أتكلم قلبي ذاهب للشيخ ناصر أو أو
... ، هذا اسمه شرك يسمى الشرك الخفي لكن الله ماذا قال ؟ قال (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن
قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ) ماذا يحدث
في أعمالك التي مثل الجبال ؟
ماذا يحدث بالتقوى التي ما دخلت في قلب أحد مثلك
يا رسول الله ، قال (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ
عَمَلُكَ) والله رسالتك كلها و دعوتك كلها وتعذيبك يا رسول الله و هجرتك يا
رسول الله والدم الذي نزف و أنت مطرود من الطائف والهم وشج الرأس والنواجذ التي
كسرت والرباعية ستكون كلها بلاش ، (لَئِنْ أَشْرَكْتَ
لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلْ اللَّه
فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ) لماذا ؟ لماذا لم يقل بل الله
فاعبد وكن من المستغفرين ، أو بل الله فاعبد وكن من الصائمين ، لماذا من الشاكرين ؟
لماذا الربط في هذه القضية .
هذا الذي جعل النبي
صلى الله عليه وسلم يدعو 13 سنة بـ لا إله إلا الله , يهيئ القلوب قبل لا تصلي و
تصوم أنها تتهيأ لمن تصلي ، الله سبحانه وتعالى في القرآن هل قال الله قل لا إله
إلا الله في سورة محمد ؟ ماذا قال الله ؟ قال (فَاعْلَمْ)
أعلم ؟ قل لا إله إلا الله ، الله يقول اعلم , لأجل هذا يقول البخاري رحمه الله
باب - العلم قبل القول و العمل - ، قبل أن تعمل و تصلي يجب تحمل هَم الإخلاص وأنت
في الصلاة تحمل هَم الإخلاص وإذا انتهيت من الصلاة تحمل هَم الإخلاص , لأجل هذا
تستغفر بعد كل عبادة قال (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) إذا علمت استغفر ..
لماذا أستغفر و أنا
عملت عمل صالح ؟!
أنا الآن علمت هذا
عمل صالح ولا عمل فاسد ؟ أتعلم لا إله إلا الله عمل صالح . إذا تعلمت ما معنى لا
إله إلا الله لا يميل قلبي لأحد , إذا تعلمت ستكتشف يوجد أعمال كثيرة كانت تذهب
يمين و شمال فتحتاج تستغفر عليها ..
لأجل هذا النبي عليه
الصلاة و السلام قال "إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى" ما
معنى الحديث هل الأولى مثل الثانية ؟ لا .
ما هو الفرق ؟ مثال
بسيط أنها ليست مثل بعض ، الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه يقول : الراجح أنها
ليست واحدة، ما معنى هذا الكلام ؟ ذهبت أنا و شخص و تصدقنا أنا بريال و هو بريال ,
ذلك الشخص متصدق لأن معه ريال زائد وخارج المحفظة فتصدق به لأنه زائد عنده فذهب ،
أنا تصدقت بريال و أنا في قرارة نفسي أول ما أعطيته الريال أقول يا رب لك الحمد
أنه لم يقيمني من مكاني على رجلي إلا أنت , ولا أجرى الدماء في عروقي إلا أنت ,
ولا جعل أعصابي تتوافق مع عضلاتي لا أنتفض و أنا أمشي و أذهب إلا أنت , ولا جعلني
مسلم إلا أنت , ولا هداني للسنة إلا أنت ولا أعطاني هذا المال ولو شئت يا رب
جعلتني أنا الذي تحت لكن جعلتني فوق .
و أريد أن أشكر الله
مع أنه عمل صالح (بَلْ اللَّه فَاعْبُدْ
وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ) فأنا أعطيته الريال وأنا حامل أن
مالي شيء الريال من أين ؟ جاء من عندي أنا ؟ هو من عند ربي ، فأنا أتيت بنية أن
الله سبحانه وتعالى أعطاني المال و قال أعطه وأعطيك زيادة , كل ذلك نعمة من ربي و
ليس مني ..
وبعد ذلك أنا و هو وخرجنا من المسجد , هو خرج و قال يحمد ربه أعطيناه ريال
, وأنا خرجت قلت يا رب والله يا ربي أني أنا أفقر إليك من هذا إلي , هو فقير يريد
مني ريال وأنا فقير أريد منك جنة ..
أرأيت كيف النوايا ؟!
كيف أن عمل واحد أنا و هو اتفقنا في إنما الأعمال بالنيات تصدقنا , كلنا
تصدقنا صدقة , وكلنا في نيتنا رحمة , لكن إنما لكل امرئٍ ما نوى , أنا نويت أشياء
كثير هذه النوايا تُجعل في الميزان ..
لأجل هذا النية هذه لا أحد يراها مثل ما قال الشيخ خالد , لا أحد يراها و يحاسبك
عليها إلا الله , القلب هذا يا جماعة أخطر عضو في العالم و عليه المدار كله , عليه
يا إما تدخل جنة أو نار ..
لماذا ؟ أستطيع الآن أأمر لساني يتحرك و يقول الذي أريده أنا و سـ يقوله ,
وأقول لجسمي اركع ! يركع , وأقول له لا يتأخر وأقول له يرفع فـ يرفع , أسجد فـ
يسجد , لكن لا أقدر أن أقول لقلبي اخشع فيخشع ..
عضو لا تملكه أنت , لا يملكه إلا الله ..
لأجل هذا جعل الله هذا العضو ليس
في يدك حتى قلب محمد عليه الصلاة والسلام ؟
حتى قلب محمد عليه الصلاة والسلام (وَلَوْلَا
أَنْ ثَبَّتْنَاك)
ما قال ولولا أنك أنت ثبت وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام بكل الأعمال
هذه ما ثبت بنفسه قال (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاك
لَقَدْ كِدْت تَرْكَن إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)
فهم النبي صل الله عليه وسلم للرسالة فصار أكثر دعاء يا مقلب القلوب
والأبصار ثبت قلبي لأنه لا يثبت لوحده , ولا أستطيع أثبته أنا فأسأل الله أن يثبت
قلوبنا على الإخلاص ..
الشيخ محمد حسين يعقوب
بارك الله فيه يقول كلام جميل اجتمعت أنا و إياه في ندوة في الكويت , فقال أنت لو
سألت امرأتك أنتِ ما مقدار حبك لي ؟! قالت لك أحبك سبع وتسعين في المئة , أنت لا
بتفكر في سبع وتسعين , أنت سـ تقول الثلاثة هذه أين ذهبت ؟! لو قالت لك
الثلاثة بالمئة واحد ونص منها لولد الجيران وواحد ونص منها لولد عمي , ماذا
ستفعل !؟
الشاهد في هذا يقول الإنسان مخلوق ضعيف ماذا أعطيت
زوجتك هل أعطيتها عين أو قلب أو كلى او رجلين هذا أنت متزوجها وأنت الكسبان ,
الشاهد هو لم يقبل معه شريك , فكيف بالله عز وجل !
لأجل هذا الله سبحانه
وتعالى يقول في الحديث القدسي (أنا أغنى الشركاء) لا حظ ما قال غني هو غني
سبحانه لكن لما جاءت قضية الإخلاص وقضية العمل قال (أنا أغنى الشركاء عن الشرك)
بعد ذلك فصل ماذا يعني الشرك , فسر لك القضية , ليست قضية عبادة أصنام قال (من عمل
عملًا) أي عمل صلينا التراويح و الآن جالسين في مجلس ذكر نسمع ذكر الله سبحانه
وتعالى هذا فيه نية قال (من عمل عملا أشرك فيه معي غيري) يعني الله يثبت أن العمل
لله ! نعم العمل لله , قال (أشرك فيه معي) ما قال أشركني أنا مع غيري قال (أشرك
فيه معي غيري) يعني الأصل لله يمكن أن تقول خمسة وتسعون في المئة لله وخمسة فقط
لغير الله , قال تركته يعني لو الله سبحانه يتركه أين ستذهب إذا تركك الله !
قال (تركته وشركه)
يعني أي قضية تعملها لغير الله عز وجل أو مع الله مثل ما جاء الصحابي قال لنبي صل
الله عليه وسلم إنا أحدنا ليتصدق ليرضي الله ويمدحه الناس قال إن الله لا يقبل عمل
شورك في معه غيره جل جلاله..
ربما بعض الناس قد
يفهم هذا الكلام بطريقة خاطئة , ويقول إذَا لن أعمل عمل صالح , فـتخيل لو جاء أحدهم
يصلي ركعتين سُنة , ثم قال والله الناس موجودين و ينظرون إلّي , إذًا لن أصلي
السنة فإن فعله هذا و تركه للعمل (رياء) , تركك العمل لأجل الناس مخافة الرياء هو
( رياء )
أنا كنت جالس أنا
والشيخ عصام العويد الله يحفظه , مع الشيخ عبدالله جبرين عليه رحمة الله والمسلمين
أجمعين جاء شاب سأل نفس السؤال , قال يا شيخ أنا الأن إذا أردت أصلي وهناك ناس في
المسجد وجلست أصلي السنة أتمنى أطيل صلاتي , لكن يأتيني ابليس يقول الآن أطلت
صلاتك و في البيت تصليها بسرعة , فيا شيخ أتركها ؟!
الشيخ عالم رحمه الله
قال كلام جميل , كلام قوي , كلام يُدّرس , قال له يا ولدي إذا كنت في البيت وتصلي
لوحدك أطل في صلاتك , لأجل إذا أطلت أمام الناس وجاءك وقالك أطلت تقول له اخسأ أنا
هذه صلاتي سواء كنت لوحدي وليس عندي أحد أو كان عندي عشرين شخص , فترتاح ..
الغير مخلص هو الذي يتعب ويفكر وهو ساجد يقول أطلت
وما أطلت والناس رأوني ,
اجعل عملك لله في
خلواتك و بالتالي لن يهمك ما قالوا الناس ..
هناك سؤال مهم لماذا
الواحد يرائي بعمله , و كلنا بشر !, هل نستطيع نضبط قلوبنا , هل نقدر أننا نضبط
قلوبنا ؟
لا أحد يقدر يضبط هذه
القلوب إلا ربي , هناك أسباب توصلنا لها , لكن قبل الإجابة على سؤال لماذا نرائي ؟!
هل الذي يرائي يعلم
أنه مرائي ؟ لا .. هذه هي المشكلة !! المشكلة إني لا أعلم , لو علمت أني سرقت
فتجدني أستغفر , نظرت حرام فتجدني أستغفر , لكن أني أعمل صالح ولا أعلم أني راءيت أم
لا , هذه هي المشكلة !
هذا الذي سأله أبو
بكر رضي الله عنه , النبي عليه الصلاة والسلام جالس هو و أبو بكر رضي الله عنه
فسيعطي الصديق الذي أعماله كلها خالصة لله عز وجل , لم يرجو أحد من البشر , بتزكية
من الله عز وجل وسنذكر التزكية بإذن الله ..
فيقول النبي صل الله
عليه وسلم يا أبا بكر الشرك في أمتي , لاحظ ما قال أمة اليهود والنصارى لا , قال
أمتي وأمتي هنا مقصود فيها أمة الدعوة أم أمة الإجابة , يقصد أمة الإجابة , لأن
أمة الدعوة كل العالم أمة دعوة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) لكن يقصد أتباعه
يقول الشرك في أمتي أخفى
من دبيب النمل , ما معنى هذا الكلام ؟! تخيل أن هناك نملة مرت بينا وطلعت ونحن
لا ندري عنها , هذه المشكلة يا جماعة , هو كذلك الشرك لا ندري عنه .
أبوبكر رضي الله عنه
بطل , انظر إلى أسئلته , ما سأل سؤال ليس فيه فائدة , و ما قال يا رسول الله صلى
الله عليه وسلم نملة كبيرة أم صغيرة , سوداء أم حمراء !!
بل هو رجل يريد أن ينجو
رضي الله عنه وأرضاه , قال يا رسول الله ما المخرج ! ماذا نفعل ؟
الكلام مادام خرج منك
يا رسول الله فهو حق , الموضوع خفي , أنا الآن ماذا أفعل لأجل أصلح الأمور هذه
كلها , النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه حل , أنا سأسأل الآن نفسي و أسألكم
جميعًا وكل من يسمعني هل هذا الحل النبوي الذي نطق به محمد بن عبدالله عليه الصلاة
والسلام روحي له الفداء , هل نحن امتثلناه أو ما امتثلناه , هل نفعل هذا الدعاء
الذي قال النبي صل الله عليه وسلم !و إذا كنا نقوله , كم مرة نقول هذا الدعاء !
قال النبي عليه
الصلاة والسلام : يا أبو بكر قل (اللهم إني أعوذ بك) ما تعوذ بأي أحد , هو استجار
بالله عز وجل الموضوع خطير يعني أنت الحين لما تأتيك نار في وجهك تستجير به ,
يأتيك الآن حادث في وجهك سيارة تريد تصدمك , قال قل (اللهم إني أعوذ بك) يعني
أستجير بك يا رب لا أحد يجيرني من هذه البلايا كلها إلا أنت (أعوذ بك أن أشرك بك
شيئًا أعلمه) يعني شيء واحد , فرض واحد , حركة واحدة في الصلاة , ولا ثانية في
الصلاة أشرك بك شيئا أعلمه , يعني أنا أعلم أنك تنظر لي فعملت نفسي خاشع (و أستغفرك
مما لا أعلم) يعني هناك شيء ما أعلم عنه فيا رب إنك تغفرها لي.
يا جماعة كم مرة دعينا بها في سجودنا في صلاتنا
قبل قليل؟ كل شخص يسأل نفسه ..
يا جماعة الكلام نريد أن نقوله من قلوبنا , القلب
هذا لا يملكه إلا الله بسبب هذا نريد نستعين، لا يستطيع يعينك عليه أحد , حتى
لو الرسول عليه الصلاة والسلام حي لا يستطيع يجيرك فيه، لا يوجد إلا الله عز وجل
بسبب هذا يا جماعة (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا أعلمه و أستغفرك مما لا أعلمه).
يجب أن نركز على هذه القضية , فـ الذي لا يهمه
الإخلاص هو والله ليس مخلص , الذي لا يحمل هم الإخلاص ليس بمخلص .
فيا جماعة كم منّا
كما قال سفيان الثوري رحمه الله: -سفيان إمام الحديث- يقول شربت بولي ثلاثة مرات
في طلب الحديث. ما معنى هذا الكلام؟! يعني يسافر ليأخذ حديث من النبي عليه الصلاة
والسلام، وهو ذاهب الماء الذي معه انقطع انتهى فلم يجد ماء سيموت، فأجلّكم الله
يتبول ويشرب إلى أن يصل , ويقول ليس عنده مشكلة هذه قدر عليها , يقول ما عالجت شيئًا
في حياتي مثل نيتي , أرفعها لله فتقلب لفلان ولفلان , ثم أجاهد نفسي وأرفعها لله
ثم تقلب , يعني بكلامه أنه جاهد نفسه في هذه السفرات ولو أني لم أجد ماء لكن لم
أستطع على نيتي وأنا أجاهدها. فيا جماعة القضية تحتاج إلى بعض المجاهدة.
السؤال ما زال مطروح:
ما الذي يجعل الإنسان يرائي , أُجمّل كلامي لكي يسمعني الشيخ ناصر أو الشيخ عبد
الكريم، ما الذي يجعلني أفعل هكذا؟ أطلت في صلاتي! ما الذي يجعلني أفعل هكذا؟
تصدقت وأريدك تراني! ما الذي جعلني أفعل هكذا؟
ربما يقول أحدهم أنه يريد أن الناس يمدحونه ! ضعف الإيمان ! تحسين الصورة
! يريد وظيفة أو غيرها ! كلها طلب للدنيا .
طيب يا جماعة أنت إذا كسبت ثناء الناس قالوا والله فلان رائع , ثم ماذا
بعد ذلك ؟
قالوا لك أنت بطل وأفضل الصالحين , ثم ماذا بعد ذلك ؟
لازم يا جماعة نسأل أنفسنا لماذا ؟, ماذا بعد ذلك ؟ ما أكثر شيء سيعطيك إياه
, سيقولك كلمتين فقط ! هذا أكثر شيء سيعطيك إياه ..
أقل شيء سيعطيك إياه الله عز وجل أن يكون لك مُلك مثل عشرة من ملوك
الدنيا..
الأمر الآخر : هل الثناء وهذه الكلمتين هل هي بيد البشر ؟ أم بيد رب
العالمين !
لأجل هذا بعض الأحيان تفعل شيء وتتفاجأ لم يمدحك أحد رغم أنهم رأوك لأن
الله عز وجل أزال هذا الأمر ..
ما رأيكم ننظر الحال هذا بالقرآن , القرآن ما ترك شيء قال الله( الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ
) كل آية محكمة (ُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) ( وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ )ما قال ذكرناه (فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)
ابن القيم عليه رحمة الله قال كلام جميل يقول " قلب من ترائيه بيد من
أعرضت عنه " يعني الذي أنت تريده يمدحك قلبه وهو كله بيد الذي أنت معرض عنه ,
قال "فأنت لا كسبت الذي رائيته ولا كسبت رب العالمين"
في القرآن هذا واضح جَليّ ..
في القرآن الله عز وجل لماذا يقول ( قُلُوبٌ
لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا ) هو عنده قلب لكن غير فاهم للقضية ,
و في يوم القيامة قال الله عز وجل ( تَاللَّهِ
إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) هذا الذي كنت أهتم له وأفعل أمامه
سيأتي يوم القيامة عاري , الشيخ العلامة الذي كنت ترائي أمامه عاري ليس عليه لباس
, وترى رب العالمين الذي أنت أعرضت
قال الله عز وجل
( تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ
مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
يقول أنا قاعد أفكر في مدحك أنت
ونسيت مدح رب العالمين وثنائه في الملأ الأعلى عند جبريل وميكائيل وإسرافيل إذا
رضي عنا وأسأل الله أن يرضى عنا ..
مشكلتنا ,, نحن لا نعلم كيف نتعامل مع الله , تصورات خاطئة عنه لأجل هذا قال
الله عز وجل (وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَعلَمُونَ)
يعني فاهم خطأ يمشي في الدنيا فاهم خطأ , ويجامل الناس وفاهم خطأ , ويرائي الناس
وفاهم خطأ ..
قال الله عز وجل عن هؤلاء السبعة لأجل
يعلمك الله سبحانه وتعالى أن القضية في يديه ,
هل حب الناس بـ يدهم ؟ يعني أنت لأجل أن تحبني هل أنت تملك قلبك ؟ لا
تستطيع ..
اليوم يا ناس جائتني رسالة من امرأة تقول: جلست مع زوجي كم سنة مجبورةً
عليه والله يا شيخ ما استطعت أن أحبه , بالرغم من أنه شخص طيب معي وكريم بس ما
استطعت أن أحبه !
يجب أن نفهم أرجوكم , والله لو ما نخرج من هذا اللقاء كله أو من هذه الدنيا
كلها إلا بفهم القضية لكفت , وتستحق إنا نخرج بها ..
يجب أن نفهم أول شيء بطريقة صحيحة لأجل نعمل بطريقة صحيحة
إذا عندك تصور صحيح , إذا عرفت من هو الله , ومن هم الخلق , تبدأ تتحرك
في هذه القضية ..
لأجل يحبني الشيخ هل أنت تملك
قلبك لأجل تحبني ؟! والله ما تقدر لأجل هذا الله عز وجل قال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)
يعني لست أنت الذي تجعل الناس تحبك , هي لا تكون من بشر إلى بشر , من فقير إلى
فقير , بل هي الأعمال الصالحة تذهب لله ثم الله ينزل الحب والقبول في قلوب العباد
..
ابن باز عليه رحمة الله هل أعطانا رزق !؟ والله إننا نحب ابن باز و الله
نحبه , و ابن عثيمين عليه رحمة الله , ابن القيم , ابن تيمية تجد أنك تحبهم ..
أنا أعرف شخص يأخذ عمرة كل سنة في
رمضان عن ابن القيم والله يا جماعة يأخذها عن ابن القيم لم يراه ولا شيء لكن الله
سبحانه سخر قلوب الناس ..
يا جماعة لازم نفهم القضية هذه , ثناء الناس وحب الناس لا يأتي هكذا , إذا
فهمنا هذه القضية بشكل جيد , إذا أنت تعرف يقينًا إني ما أكسب قلبك لأجل أعمل
أمامك , لأن ذلك بيني وبين ربي ..
سبعة ذكرهم الله في القرآن سبع أشخاص في الحديث الصحيح جاءوا عند النبي
عليه الصلاة والسلام ما رآهم إلا الله سبحانه في خلواتهم , ودعوا أهلهم ودعوا
أبنائهم ودعوا أمهاتهم و أباءهم , أين ذهبوا ؟ لبرنامج سـ يشارك فيه! تجارة و سـيرجع!
قالوا لأهلهم لن ترونا بعد هذا اليوم إلا أن يشاء الله أين ذهبوا ؟
ذهبوا عند النبي عليه الصلاة والسلام قالوا يا رسول الله زاد و راحلة , جعلوا
رقابهم في سبيل الله لا نريد أن نرجع لأبنائنا لكن فقط نريد بعير وأكل يوصلنا إلى
أن نقاتل في سبيل الله , يقول الله (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا
أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ)
فقط يريدونك توصلهم في مكان يقدمون فيه أغلى ما فيهم [الروح في سبيل
الله]
(قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ
تَوَلَّوْا) هم
معذورون , والنبي عليه الصلاة والسلام لا يرى أعينهم
(تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) ليست دمعة ولا دمعتين! لكن النبي لا يرى
دموعهم لأنهم لا يريدون أن يراها , ما بكوا أمام الرسول لكن تولوا وأعينهم تفيض من
الدمع
والله سبحانه يقول أنها (حَزَناً) هذه
الدموع صادقة ..
هم لم يقولوا ولكن الله عز وجل أظهر أمر أخفوه ..
عمر بن الخطاب لما رجعوا للمدينة أول ما دخلوا قال النبي (إن في المدينة لأقوامًا
ما وطئتم موطأ ولا سرتم مسيراً ولا قطعتهم وادياً إلا كانوا معكم ،حبسهم العذر)
قال عمر بن الخطاب يا رسول الله وأحدنا ينزل من ناقته فينحرها ليشرب ماؤها من
العطش فـ والله إنا نخاف أن يلتفت أحدنا فينقطع عنقه -من كثر ما أن ريقه قد جف- ،
قال: نعم هؤلاء السبعة قال الله إلا كُتب لهم به عملٌ صالح وهم ما ذهبوا , اخفوا
عملهم فأظهره الله ..
أنظر للجهة المقابلة أتوا مجموعة إلى رسول الله قالوا نشهد إنك لرسول الله
يا محمد فهم أظهروا الخير , ماذا قال الله (وَاللَّهُ
يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) هم قالوا كلام صدق وهو أن محمد رسول الله , لكن الله فضحهم في القرآن
بسبب سوء نيتهم ..
في سورة البقرة (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ
آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ) فقال (وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ)
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ
تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ
مُصْلِحُونَ) (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ)
هذا الأمر يجعلك و أنت تقرأ القرآن إن كنت ممن
يتدبر القرآن , أنك لست الذي تجعل الناس يتحدثون عنك , أنت فقط أصلح العلاقة مع
الله و الله يصلحها لك ..
في السابق كان القرآن يبين أن السبعة صادقين , و ذلك الشخص منافق , لكن
الآن لا يوجد وحي ينزل ..
أبو بكر رضي الله عنه كان يعتق العبيد الضعاف , يبحث عن أضعف الناس و
يعتقهم , ماذا قال له والده ؟؟!
قال : مالك تعتق الضعفاء ؟! ألا تعتق أناس أقوياء ينفعونك إذا انقلبت عليك
قريش ؟!
قال أبو بكر : يا ابتي إنما أردت ما أردت , يعني أنك أنت تريد أناس
يدافعون عني , و أنا أريد ربي يدافع عني ..
أنت تريد الدنيا و تريد هؤلاء الأقوياء الذين هم أساسًا ضعاف , و أنا أريد
القوي العزيز ..
بدأ يعتق الناس , و مر بـ بلال و هو يعذب رضي الله عنه , و الرسول ليس معه
مال ليعتقه , فقال يا أبا بكر إن بلال يعذب ألا تسمع ؟! يقول أحدٌ أحدٌ , ففهم أبو
بكر رضي الله عنه , فأخذ ماله و ذهب لأٌمية بن خلف , فقال له أريد ان اشتري منك
بلال , فقال أُمية : لو شئت بدرهم ! – يريد أن يقهر أبو بكر أن بلال لا يساوي
شيئًا- , فقال أبو بكر رضي الله عنه : لو شئت بعشرة آلاف ..
لما اعتق بلال ضجت قريش , و بدأوا يتكلمون , انظر كيف الله يختبرك , ربما
تعمل عمل صالح و يبتليك الله بالناس , قالوا : ما أعتق أبو بكر بلال إلا ليدٍ
لبلال عنده , يعني عمله هذا ليس لوجه الله , بل لأن بلال قدم له خدمة في الماضي
وهو الآن يرد له ذلك الجميل , فلم يرد أبو بكر عليهم , فأنزل الله جبريل من فوق
سبع سماوات ( و ما لأحد عنده من نعمة تجزى ) لا بلال و لا غيره , ( الا ابتغاء وجه
ربه الأعلى ) فيقسم الله ( ولسوف يرضى ) الله لو لم يُقسم كلامه حق , فكيف وهو
يُقسم ..
أبو بكر رضي الله عنه و السبعة لم يظهروا أعمالهم لكن أظهرها الله , و
المنافقين أظهروا الخير و أثبت الله عز و جل عكسه ..
ذلك عندما كان هناك قرآن ينزل , لكن الآن ليس هناك قرآن ينزل , فما الذي
يحدث الآن ؟!
والله إنك تجدها في قلوب العالمين , تتصدق بمليون و لا تجد أحد يذكرك !
أتذكرون ذلك الشخص الذي انتشرت صورته في الحرم و رجله قد بترت و واقف يصلي
التراويح مع الناس و عندما انتهوا الناس من الصلاة , لم يتوقف بل أكمل صلاته و بدأ
يتهجد إلى الفجر..
هذا الرجل من يعرفه , هل خرج في برنامج ؟! , بل هو اخفى عمله لكن أبى الله
إلا أن يظهر عمله .
فيا حبيبي اعمل لله و الناس لن يستطيعوا أن يقدموا لك شيء ..
فحبيبي الغالي ,, أي كلمة تقولها , كل نظرة , كل حركة , كل سكنة , سيأتي
يوم و تظهر أعمالك , فما كان لله هو لله , و ما كان لغير الله فسيقول الله اذهب و
خذ أجرك ممن عملت لأجله ..
فالحل .. أن تعتصم بالله بعد أن تفهم أن القضية ليست بأيدي الناس , اعتصم
بالله و أسال الله في كل سجدة أن يجعل عملك خالصًا لوجه الله , فالذي لا يحمل هذا
الهم ليس بمخلص , أسال الله أ يجعلنا و إياكم من يحمل الهم فيُوفق ..
سؤال : الشخص الذي يريد أن يتسنن بعد صلاة الفريضة فأيهم أفضل صلاته للسنة
في المسجد أو في بيته ؟!
النبي عليه الصلاة والسلام يقول خير صلاة أحدكم من غير الفريضة في بيته ,
هي أفضل في البيت كي لا تجعلوا بيوتكم مقابر , فـ بنص كلام النبي عليه الصلاة
والسلام أن صلاتك في البيت أفضل و الله أعلم ..
سؤال : هل كل صلاة أنوي لها نية , و خاصة لم كان يصلي وهو صغير ؟!
ما كان قبل البلوغ فتأخذ أجر العمل , قبل البلوغ لك الحسنات و ليس عليك
السيئات لأنك غير مكلف , أما قضية أن يكون لك نية في العمل أن يكون خالص لوجه الله
عز وجل هذه أتعبت الصالحين الصادقين , في كل فرض في كل ثانية , وأنت تقرأ في كل
ثانية , لو لم يكن فيها إخلاص فليس فيها روح , جسد بدون روح لا ينفع صحيح ؟! لأجل
هذا لو تلاحظ هذا الذي يقول لك أنا نويت و انتهت القضية تجده يشتكي يقول لا أخشع
في كل صلاة بل في كل ثانية في الصلاة و أصلا هي حياتك كلها ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لَا شَرِيكَ لَهُ)
قلنا بالأول الذي يشعر أنه غير مركز في قضية الإخلاص , و أن العمل ليس مهم
فيه الإخلاص أنا أهم شيء أكون ناوي لله و انتهت القضية , لأجل هذا قلنا ( إنما لكل
امرئ ما نوى ) شخص نوى أن يصلي و نيته أن هذا فرض علي وأتيت أصلي لله , الثاني
نيته أولًا : أتى يصلي أن الله عز وجل سيجازيني على هذا ويعاقبني على الترك ,
وثانيًا : لأن الله سبحانه وتعالى يحب الصلاة في الصحيح في البخاري , قال : ومن
عادى لي وليًا فقد أذنته بالحرب , وما تقرب عبدي إلي بشيء أحب إلي ,- فأنا أتيت
أصلي والله يحبها , أتيت لمكان يحب ربي أني أفعله هنا , أرأيت النية كيف تفرق
؟!
ثالثًا : إن هذه الصلاة التي أصليها أول ما تفتح علي صحائفي وأنا عاري
واقف أمام ربي , فكيف ستكون صلاتي هذه بخشوع أم بدون خشوع ؟! , إذا فُتحت قال : إذا
كانت خيرًا فقد فاز و أفلح , تخيل أول ما يفتح الصلاة قبل الصيام وقبل الزكاة وقبل
الصدقات و إن رأى صلاتك هل تستحق أن أول ما يرى الله و يطلع عليه أم لا, لأجل هذا
الله سبحانه قال عن المنافقين (وَإِذَا قَامُوا
إِلَى الصَّلَاةِ) هو قائم هو مصلي (قَامُوا كُسَالَى) يعني يتأخر إلى الإقامة وهكذا , فإذن
النية في كل عمل , لأجل هذا بعد الصلاة ماذا نفعل ؟! نستغفر , لماذا ؟!
مصلي أنا لم أزني ولم أكذب , أنا مصلي لكن تستغفر , سؤال : صلاتك هل أنت راضي
عنها ؟! , تخيل أنت لو الصلاة لك عياذًا بالله , يعني لو صلاتك التي صليتها ستعرض
عليك أنت من شخص آخر مثل ما قال أبو عبدالكريم يفكر وعقله ذاهب يمين و شمال
, هذا يا جماعة من مظاهر عدم الإخلاص أنك متشتت ..
ختامًا على هذه القضية يا جماعة .. هل نترك العمل ؟! لا .. حسنًا
ماذا نفعل ؟! عليك أن تدعو الله عز وجل و تكثر النوايا , يعني أزيد النية و أنا أعمل
لأن ربي يُحبها , حتى وأنا أتسنن قال و ما تقرب عبدي إلي بشيء أحب إلي مما افترضته
عليه , و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , الأولى يُحب العمل , أما
هذه يحبني..
فهل يا جماعة نتسنن ندعو ونقول : يا الله يا رب أن تجعل هذه سبب في حبك لي
الذي إذا أحببته كنت سمعه الذي أسمعه , وأمورك كلها تتدبر..
فيا جماعة القضية لانترك العمل بل نعمل و نبدأ نُخلص ..
قد يقول شخص يقول لك : أنا لا أخشع .. حسنًا ماذا فعلت عندما شعرت أنك لا
تخشع ؟!
كم في سجودك احتلت القضية و أصبحت تدعو يا رب أنا لا أخشع كبقية الناس ..
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا) يعني تحتاج مجاهدة يا جماعة
لازم نجاهد أنفسنا على الخشوع , ونجاهد أنفسنا على الإخلاص , ونجاهد ونسأل الله
سبحانه وتعالى أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين وأن يفرج همومنا وهموم المسلمين ,
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لهداه ويجعل عملنا في رضاه ..
رسالة بسيطة سريعة خفيفة للحضور وأولهم أنا , وهي احرص أن تقول ما ينفعك ,
يسمعونك الملايين فاجعل هذه الكلمة التي تقولها يمكن الله سبحانه أن ينفع بك , لو
احتسب الأجر كل هؤلاء الملايين الذين يشاهدونك كم في ميزانه ؟ , لا يكون لك أمنية في رواتب فقط , لكن كم عندي
عند الله , هذا الراتب ستنفقه فوق الأرض فكم لك عند الله في السماء , اسأل الله عز
وجل أن يوفقنا وإياكم لـهداه ويجعل عملنا في رضاه واسأل الله العظيم أن يعطيكم
أجمعين حتى يرضيكم ومن يسمع ومن يرى هذا اللقاء.
-
الجمعة AM 01:46
2016-08-12 - 4439