القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
829
زوار اليوم الحالي 129
زيارات اليوم الحالي الزوار
انت الزائر رقم
: 2727699
يتصفح الموقع حاليا
: 348
عرض المادة
وإنه لتنزيل رب العالمين
وَإِنَّه لَتنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين
الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
روحي وأبي وأمي وما أملك له فداء عليه الصلاة والسلام .
أحبتي الفضلاء تذكرت قول الله سبحانه وتعالى
حينما ذكر عن هذا القرآن العظيم أن أي آية تضرب في قلب الإنسان مستحيل يصمت ولا يتكلم عنها
هذه قاعدة أي آية حفظتها أو قرأتها ثم أحسست أنك لاتريد أن تتكلم عنها تأكد
فاعلم أنها لم تصل إلى قلبك ،مستحيل آية تدخل قلبك ثم تصمت
من قال هذا الكلام ؟ يقوله ربي في علاه (وَإِنَّه لَتنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ *نَزَلَ بِه الرُّوحُ الأَمين عَلى قَلْبك)
وبعدها هل تستطيع أن تسكت ؟ سكت الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ لا
ماذا فعل! (لِتَكون مِن المُنذرِين) ثم أنت تصل إلى قلبك وتسكت؟
قد تقول هذه فقط للرسول عليه الصلاة والسلام , لا (آلٓمٓصٓ* كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْك*)
سبحانك يارب أقرأ أم أسمع أم أحفظ ؟ أين يكون تركيزي ؟
آية قرأتها وقلبتها بين عيني ونطقت بها شفتي وحفظتها بعقلي
(فَلٓا يكُنْ) أين ؟ (فَلٓا يكُنْ فِي صَدرِك )انظر كم آية وصلت إلى قلبك
(فَلٓا يكُنْ فِي صَدرِك حَرَجٌ مِنْه) لماذا ؟ (لِتُنذرَ بِه)
إذا وصلت قلبك والله ما تستطيع الصمت
لأجل هذا ترى اثنين أتيا سوياً وخرجا سويّا ثم قال أحداهما للآخر:
سمعت الآية التي قرأها الإمام في الركعة الثانية؟ ويودّ أن يتكلم عنها والآخريقول أي آية ؟
شاهدت الفرق ؟ هناك بشرالآية ضربت في قلوبهم
أحبابي هذا القرآن عجيب لأجل هذا قالوا عنه الجن (عَجَبَا)
على حسب درجتك في الإيمان يخاطبك ثم يرفعك
إذا كنت مركّز ووصلت الآية إلى قلبك يرفعك للدرجة الأعلى
فتشعر بإحساس آخر غريب
لأجل هذا اثنين يصلون بجانب بعض أحدهم من المتقين هل تظن أن القرآن يعاملهم نفس المعاملة؟ لا
الإثنين يشعرون بنفس الإحساس؟ لا ، من الذي يقول هذا الكلام ؟
يقوله ربي سبحانه وتعالى ، أعطني درجة إيمانك أخبرك ماذا يعطيك القرآن
لأن الكتاب هذا ليس بأي كتاب ،يقول الله سبحانه وتعالى(فَلَا أُقسِم بِمَواقِع النُّجُوم*وَإنَّه لَقَسمٌ لَو تَعْلَمُونَ عَظِيم)
ماهو جواب القسم؟ (إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيم) الكريم يعطيك أكثر مما تحتاج وأكثر مما تطلب ،
فكم سيعطيني القرآن إذا كنت شخص عادي أو من المتقين هل نفس العطاء؟ لا،
وهذا الكتاب أحبتي ليس بأي كتاب الله يقول (وَإِنَّه لَكِتابٌ عَزِيز)
والعزيز إذا جئت إليه يضعك فوق راسه وفي قلبه
ولكن إذا ذهبت عنه أو أعطيته باقي وقتك لايلحقك ولاتأخذ منه شيء ولاترى منه شيء،
شخص من الناس عادي وشخص متقي وسمعوا نفس الآيات ماذا سيحدث؟
يقول الله سبحانه وتعالى (هَذَا بَيَانٌ للنَّاس) والمتقي! يشعر بنفس الإحساس ؟ لا(وَهُدى وَموعِظة للمُتقين)
متشابهان ؟ هذا بيان للناس أما المتقي تبيان وهدى وموعظة
أحبتي ماذا فهمنا من الآيات التي سمعناها اليوم ؟
هناك مفهوم عظيم في القرآن أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يحل مشكلتك لايحلها من أسهل طرقها
بل يحلها من أصعب أبوابها , وقد أعطانا الله أمثلة في القرآن
يستحيل تقع أنت وأنا في وضع أسوأ من الذين ذكرهم الله في القصة
وحلها الله بطريقة حتى أصحاب المشكلة ما توقعوها
والله هذا القرآن عَجَبَا ً، تعرفون قصة العقيم التي ذكرها الله في القرآن
عقيم عمره ١٠٠سنة امرأته عاقر عمرها ٩٠ سنة حتى لو عمرها ٢٠ هي عاقر واضح ؟
يطرح لك الله أسوأ الظروف .. وما وما قد نراه مستحيلاً
وهل تتوقع مشكلتك أعظم من مشكلة زكريا ؟
يقول زكريا لربه ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا )
كالإعلانات التي نراها ؛ وظيفة مطلوب للعمل بها شخص معه شهادة دكتوراه وحاسب ولغة إنجليزية
ثم يتقدم لها شخص لا يوجد معه إلا شهادة المتوسط
ويريد أن يتوظف
هذا مثل ماقال زكريا ليس لديه ولا شرط من الشروط التي تساعده وتأهله لإنجاب الأولاد
ثم تفاجأ بقول الله سبحانه وتعالى(إِنَّا نُبَشّرُك )
تطلع النتيجة أنه مقبول لكن أين ناداته الملائكة ؟(وَهُو قَائمٌ يُصَلِّي فِي المِحْرَاب)
هل عرفتم أحبتي أين المشكلة عندنا؟
عليك فقط أن تكون معه سبحانه
قال له الله عزوجل ( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا )
يخبرك الله أنه يعطيك طلبك بطريقة تجعلك تتعجب
أقال ( أَنَّى يَكُون لِي وَلَد ) أنت الذي طلبت الولد ( قَال كَذَلِك قَال )
فقط قال؟ نعم فقط قال (إِنَّمَا قَولنا للشيء إِذَا أَردْناه أَن نقُول لَهُ كُنْ)ثم يكون؟لا بل (فَيَكُون)
بالفاء بسرعة يكون ،كم سرعته؟(وَمَا أُمرنا إِلا واحدة )
أي أن الله يقول لم أكل للشيء " كن " مرتين .. مرة واحدة فقط
لا إله إلا هو ،كم سرعة (فَيَكُون) سرعتها (وَمَا أُمرنا إِلا واحدة كَلمْح البَصَر)
ثم تأتي قصة أخرى لايوجد بها أب بالأصل
(وَهُو عَليّ هَيِّن)هو عليه هين .. طلبك أنت من الله هَيِّن عليه سبحانه
ثم يقول لها الله وهي بالمخاض والرجل في أقوى حالاته أتحداه يهز الشجرة أو يهز نخلة صح؟
الله يقول سبحانه لامرأة في أضعف حالاتها متقطعة من ألم المخاض
ويأمرها الله أن تهز الشجرة .. هل قالت لا أستطيع مثل حالنا الآن ؟
وقالت هذا لا ينفع ؟
ليس من شأنها ، مثل عصا موسى في البحر ماذا تفعل في البحر !
ليس من شأنك ،مهما كان العمل اذا كان مشروع افعله واستعمل كل قدراتك وطاقتك
حسناً تهز النخلة والرطب يتساقط عليها(يَتَسَاقطْ عَلِيكِ رُطَباً جَنيّا*فَكُلي واشربي وقرّي عَيناً)
أعطني أي عامل من العوامل إنها ماتحزن ؟
ثم تخيّل أنطق الله الطفل الذي بالأصل لم يكن بالبال ..
الله إذا أراد أن يعطيك يعطيك أشياء أصلاً ماتجي ببالك
لأجل هذا بعد أن ختم الله القصتين .. هو يعلم أنك لاهي فقط تسمع وتقرأ الآيات فقال لك
(سُبْحانَه إِذَا قَضَى أمراًً فإنّما يَقُولُ لَه كُنْ فَيَكُون)
ختاما أحبتي الفضلاء اعلموا أن القرآن العظيم يحل المشكلات من أصعب أحوالها
يورد لك قصة أصعب من حالتي وحالتك والظروف فيها أصعب من ظروفي وظروفك
ثم يحلها بطريقة أسهل مما نتصورها
هل تريد أن تفشل في حياتك ؟ ضع القرآن للإطلاع والقراءة بالعين فقط
وأن يكون كل همك كم ختمت من سورة وكم قرأت من آية
أحبتي هذا الكلام هذا القرآن أنزل للقلب (أَفَلَا يَتدبّرون )
لم يقل أفلا يقرأون وإلا صرنا كلنا ناجحين وماقال أفلا يحفظون لأن أكثرنا حافظ ،
لا بل قال كم وصل للقلب(أَفَلَا يَتدبّرون القرآن أَم)أي آية في حياتك مريت عليها وماشعرت بشيء
فاعلم أن قلبك مُقفل (أَمْ عَلى قلوب أَقفالُها)
إبراهيم عليه السلام قال لأبيه (يَا أبَتِ إني أَخَاف ) من ماذا تخاف؟
تخاف من الله يعاقبه ويكسر ظهره ويبتليه بسرطانات بكل أعضائه ؟
أو يعمي عينه ؟ لا بل أعطاه مفهوم جديد من العذاب مفهوم مافهمه أبوه
أسأل الله أن يفهمنا إياه وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا
فنعرف ماهو العذاب ونعرف الصواب من الخطأ (وَإنّك لَتهدي إلى صراطٍ مستقيم)
(يَا أبَتِ إني أَخَاف أَن يمسّك عَذَابٌ من الرحمن ) ما شكل العذاب ؟
حادث يكسر عظامك! لا(فَتَكُون )من مظاهر العذاب أنك تكون بصحتك وعافيتك وأموال وأبناء
وأمور حياتك كلها بخير لكن يمسّك عذاب (فَتَكُون للشيطان وَليّا)
أي أنك ما يكون بينك وبين المعصية إلا أن تشتهيها
هذا عذاب ؟ نعم , هل أنت تقول الذي تريده بالوقت الذي تريده ؟
هل تشاهد الذي تريد بالوقت الذي تريد ؟
هذا يسمى عذاب
أحبتي العذاب أنك تكون للشيطان وليّا ،يقول لك يمين تذهب يمين يسار تذهب يسار
وأي شهوة تمر عليك تفعلها هذا اسمه عذاب ،
فأحبتي هذا القرآن روح يحيك : تخيل شخص أعمى وأصم وأبكم وفجأة
فتحنا عينه وصار يرى ويتكلم (أَوَمن كان مَيتاً فَأحْييناه )بهذا القرآن ،
أسأل الله العظيم أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمونا
وأسأل الله الذي شرفني برؤيتكم فوق هذه الفرش أن يجمعني برؤيتكم مرة أخرى تحت العرش
وأسأل الله أن يؤتينا الخير كله عاجله وآجله وينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان
وأصلي وأسلم على أشرف من وطأت قدمه الثرى بأبي وأمي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للاستماع للمحاضرة صوتياً :
http://abdelmohsen.com/play-3465.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن
الله وحده
-
الجمعة AM 05:23
2016-07-22 - 3843