عرض المادة

أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ

أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ 



بسم الله الرحمن الرحيم

 

أتقدم بالشكر الجزيل الذي ليس مثله شيء

لله العظيم الذي ليس كمثله شيء ,,

الحمد لله الذي عز وارتفع ,وذل

لعظمته كل شيء وخضع ,الذي لولاه ما نطقت هذه الألسن , ولااجتمعنا في مجلس من مجالس الله , فالفضل كله لله فـاللهم لك الحمد حتى ترضى , ولك الحمد إذا رضيت , ولك الحمد بعد الرضى,ولك الحمد أن وهبتنا الحمد , اللهم يا رب الأرباب أوزِعنا أن نشكر

نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والدينا وأن نعمل صالحا ترضاه, أبدأ

 

أبدأ بسم الله مستعينا , راضٍ به مدبراً معيناً , والحمد لله الذي هدانا إلى طريق الحق واجتبانا , أحمده سبحانه وأشكره , ومن مساوئ عملي أستغفره, و أستعينه على نيل الرضا , وأستمد لطفه فيما قضى , وبعد ..

إني باليقين أشهد شهادة الإخلاص ألاّ يُعبد في الكون

معبود سوى الرحمن من جل عن عيبٍ وعن نقصان , وأن خير خلقه محمداً , من جاءنا بالبينات والهدى , روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفداء عليه الصلاة والسلام.

 

أما بعد فحياكم الله , وسدد على طريق الحق وإلى جنة

 

المأوى خطاي وخطاكم , أسال الله الذي لا إله إلا هو أن يجعل لقاءنا هذا لقاءاً مباركاً من عنده , وأن يتقبله وأن يرزقنا وإياكم صلاح العمل ,

وإخلاص النية , إن ربي على ذلك قدير , مَن لا يشكر الناس

لا يشكر الله , فأشكر كل من له يد في هذا اللقاء لا نعلمهم , لكن الله سبحانه يعلمهم ,أسال الله أن يبلغكم وإياهم من الخير أعظم مما ترجون, وأن يصرف عنا وعنكم وعنهم من الشر أعظم مما تخافون , أعظم ما بدأت به المجالس و اللقاءات والكلمات هو كلام رب البريات جل في علاه , ليس هناك أثقل ولا أجمل ولا أعظم ولا أكرم

ولا أعز من كلام الله جل في علاه , يقول سبحانه جل في علاه :( إِنَّاسَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا)والله ثقيل..(فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ...؟)

لا تمر عليك الآية مرور الكرام ,,

قال:(وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)

ما هو هذا القسم العظيم ؟

(إِنَّهُ لَقُرْآنٌكَرِيمٌ)

الإنسان الكريم يعطيك أكثر مما تطلب , بعد أن تُنهي الأكل  يأتيك بالبخورثم يأتيك بالفاكهة وبعدها يأتيك بالحلى و القهوة , ثم بعدها الشاي ,,هذا الإنسان الكريم ,,

الله عز وجل وصف كتابه بأنه كريم , بل قال جل في

علاه في سورة عظيمه حينما تتصورها كأنك ترى بالصوت والصوره ,لو تحولت غابات الدنيا وأشجارها إلى أقلام , والبحار كلها انقلبت إلى حبر واجتمع علماء الدنيا من لدن آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعه, كل عالِم يجلس على شاطئ البحر

ويُعطى قلم ويُعطي كل علِم مصحف ثم يقال للعالِم : "طوال حياتك إلى أن تموت اقرأ بدءاً من الفاتحة ودوِّن كل المعاني,

اقرأ و دوِّن , اقرأ ودوِّن...يقول الله عز وجل قل لهم - لعلهم يعرفون ,,قدر هذا الكتاب الكريم العظيم - : (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ...) امتلأت البحار حبر,تُكتب منها معاني الآيات ,

﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي) ,

ماذا سيحدث ؟

العلماء كتبوا وكتبوا إلى أن جفت البحار

انتهت , لكن هل انتهت المعاني ؟ لا

( لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي

وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً)

(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ للَّهِ ۗ),

هل بهذه العظمة ؟ نعم بهذه العظمة , لكن لا يذوق العسل من  ليس له لسان ! نحن عندنا في المستشفيات أحبتي الفضلاء مرضى يأكلون عن طريق أنبوب من الأنف إلى المعدة, هؤلاء المرضى شفاهم الله وشفى الله كل مريض مسلم , وفرج الله هم كل مهموم مسلم , هؤلاء المرضى  لو تعطيه ماء وملح لا يدري , لو تعطيه

عسل لا يدري, لو تعطيه ليمون لا يدري , برتقال لا يدري مُر لا يدري ,لماذا ؟ لأن أداة الوصول للطعم هي اللسان ,

فلا يذوق العسل من ليس له لسان ..

يقول الله عز وجل :(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ )

 

"نبأ عظيم" !

إذا وصف العظيم شيء بأنه عظيم فاعلم أنه عظيم , ولو

لم يدركه عقل ,حسنا , لا نحس بعظمة الكتاب , لماذا ؟

الواحد منا يقرأ القرآن , ويفتح القرآن ويقرأ عشرين صفحه وينتهي ولا يوجد شي تحرك !

لماذا ؟ يقول سبحانه وتعالى :(قُلْ هُوَ نَبَأٌعَظِيمٌ أَنتُمْ...؟ ) سبحان الله !

هو نبأ عظيم , ليس على هذا غبار .

إذن المشكلة هي  أني لا أحس بأنه عظيم  ! صحيح  ؟

هل أنا فعلا حياتي متعلقة بالقرآن  ؟ هل أنا أعظِّم القرآن ؟

هل إذا دخلت المسجد ثم خرجت أخرج بنفسيه مختلفة عن النفسية التى دخلت بها قبل أن يُقرأ القرآن ؟هذا هو السؤال

(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ*أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) نحن معرضون عن الكتاب ! صحيح أننّا نقرأ القرآن

ولكن حبيبي الغالي وأختي الكريمة الله عز وجل لم يُنزل القرآن لنقرأه , أحبتي أنا أصارحكم لأني والله أصارح نفسي  , والله أن هذا الكلام لا أوجهه لكم أنتم , فأنتم أعلم منى , لكنني والله أوجهه لنفسي بصوتٍ عالٍ لأني والله أحب لكم ما أحب لنفسي .

يقول الله جل في علاه{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ} لماذا ؟؟ قضية كبرى!

لماذا يا رب ؟ {لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ } سبحان الله!

لم يقل "ليتدبروا سورِهِ"  يعني كل سوره يربطها بقضية ,  لا..

بل كل آية تخرج منها بقضايا !!

{لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} سبحان الله!

لماذا ؟ هل الآية بهذا الجمال والعظَمَة والإحكام ؟

نعم ..

{الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ..} مَن أحكمها ومَن فصلها ؟

{مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } لماذا "حكيم خبير" ؟ الإحكام يحتاج إلى حكيم و التفصيل يحتاج إلى خبير,,

مثلاً يتعطل جهاز ونحاول أن نصلحه و لكن إذا دخلت الأمور في التفاصيل نقول نحتاج إلى خبير يفهم في التفاصيل  (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)

اعلم أن الحقيقة مُرّه والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( قل الحق ولو كان مُرّاً ) يعني مثلاً عندما يأتي شخص إلى المستشفى يقول لدي ألم , فنقول له أين الألم ؟ يقول لا أدري !

فنقول يجب أن تحدد مكان الألم لكي نستطيع عمل الأشعة وتحديد المشكلة حتى نصف لك الدواء ,,

أكثرنا أحبتي و أولكم هذا المسكين لديه ألم ومرض لكنه لا يعلم أين هو , نحن إذا أمسكنا المصحف و فتحناه هل نحس بعظمته ؟

مَن قال "نعم" فهنيئاً له ..

ومَن قال "لا"  إذن يوجد لديه مشكله ولكن كيف نحل هذه  المشكلة ؟ كل مَن يريد أن يتدبر القرآن يجب أن يدعو  "يا الله أنت أنزلت القرآن لنتدبره فيا ربي أنا لا أحس بطعم القرآن فأذقني حلاوة تدبره"

لأنه مسكين لديه مشكله يجب أن يعترف بها ,  ثم يحاول يبذل جهده حتى ينجح ؟

أي حدث يحدث على الأرض فإنه يحدث بأمر الله عز وجل , خذها قاعدة أن أي أمر تحتاج إليه في تعاملك مع أهلك , مع طلابك , مع زوجتك , مع مدرسيك

مع رؤسائك, كل شيء قد فصله الله لك , مَن الذي قال هذا الكلام؟

يقول ربي جل جلاله (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) مجلسنا هذا "شيء" وكلامك مع أهلك "شيء" ونيتك التي في داخلك قبل أن تتكلم بها "شيء" وعملك "شيء" وذهابك "شيء" , كل قضية اسمها "شيء" تجد تفصيلها في هذا الكتاب {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} لم يقل "ذكرناه" , بل {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}  (وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ) (تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ)

أنا أريد أن أتدبر القرآن وسألت رب العالمين سبحانه أن أذوق طعم تدبر آياته ولكن بأي عضو سأتدبر حتى أسأل الله سبحانه أن يُهيِّئُهُ للتدبر ؟

قال سبحانه {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}

سبحان الله!

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ...؟} كم خيار؟ خياران فقط , إما أن تحس بطعم القرآن أو ..؟ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } إذن سأسأل الله أن يفتح أقفال قلبي ..

لأن هذا القرآن مكانه القلب كما أن العسل مكانه اللسان , حبيبي الغالي عندما تكون عطشان وأعطيك الماء فإنك إن سكبته على يديك , رأسك , قدميك .. لن تدرك الارتواء إلا إذا مرّ بأداة الارتواء صحيح؟!

كذلك القرآن إذا لم يكن على القلب فلن تحس به !

من قال هذا الكلام ؟

تأملوا  معي أحبتي لما خرج النبي عليه الصلاة والسلام إلي الطائف ثم طرد من الطائف بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام ردوه البشر لم يستقبلوه , وصف الله لنا مشهد عظيم , وصف لنا مشهد أقوام سمعوا القرآن مرة واحدة فقط ,,

مره واحدة !!

نحن كم مرة سمعنا القرآن ؟ مرات ومرات صحيح ؟! هؤلاء الأقوام لم يسمعوا القرآن إلا مرة واحدة فقط , أنا أريد أن تقارن الآن لو أعطيتك ورقه وقلم ثم قلت كلما سمعت القرآن اكتب لنا كيف استفدت منه , قل القرآن غير في حياتي كذا , أحدث في نفسي كذا , تغير لديَّ كذا , غيّر في عملي كذا ,سمعت كذا فغيَّر لدي كذا , ثم انظر لهؤلاء عندما سمعوا مرة واحدة سجلوا مواقف كثيرة , تكلم الله عز وجل في كتابه العزيز يقول سبحانه لما كان النبي عليه الصلاة والسلام  يصلي في وادي نخله يقرأ أعظم الكلام  قال سبحانه { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ... }

 

نحن صف واحد الآن , هكذا هم كانوا ولكن لم يكفهم المكان لأنهم جاؤوا من المشرق والمغرب والشمال والجنوب قال تعالى ( كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ) كانوا فوق بعضهم البعض!!

لما سمعوا حصلت مواقف وتغيُّر في حياتهم "من سماع مرة واحدة" !

قال الله تعالى للنبي عليه الصلاة والسلام قل لقومك – لعل أحدهم يقف ويسأل نفسه ويراجع حاله مع هذا القرآن , كيف أن  سنين لم يحدث عندنا ما حدث مع هؤلاء القوم في دقائق !!

هل لدينا مشكلة ؟!!

(قُلْ ..) قل لهم يا رسول الله بأبي أنت وأمي عليه الصلاة والسلام , ماذا أقول لهم ؟ (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ ) قل لهم أتاني جبريل من رب العالمين وقال لي كلام , ما هذا الكلام ؟

(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ  فَقَالُوا إِنَّا

سَمِعْنَا ...؟ ) الله أكبر!

أحكمت آياته , مباشرةً حصلت اهتزازات في القلوب , أول مرة يسمعون حق , كانوا يسمعون كلام باطل , أول مرة يسمعون كلام فعل فيهم الأفاعيل !

فمباشرةً لم  يفكروا ..

لاحظوا القرارات التي اتُخِذت من سماع  القرآن مرة واحدة !

نحن كم قرار اتخذناه من سماع القرآن مرات عديدة ( فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً )  قرآن ماذا ؟

ماذا قالواعن القرآن ؟ هل مثلما نقول "قرآن" , "قرأتُ قرآن" ,  "سمعتُ قرآن" ,  "حفظتُ قرآن" ؟ لا ...

بل قالوا (قُرْآنًا عَجَبًا ) أي طوال حياتنا لم نسمع به أبداً ؟

من منا أحبتي في يوم من الأيام سمع آية ثم قال "ما أعجب هذا القرآن" ؟

والله هو كذلك , أسأل الله أن ينفع قلوبنا بهذا القرآن.

( سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا )

ماذا به هذا القرآن ؟

( يهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ) إننا متفقون مع الجن في هذا , كلنا نتفق أن القرآن يهدي للرشد , ولكنهم لم يقولوا "ثم آمنا به" ماذا قالوا ؟ مادام أن القرآن عجب ويهدي للرشد لماذا أفكر؟

( فَآمَنَّا بِهِ ) هم كانوا كفار!

يعني القرار الذي اتخذوه قرار عظيم "تغيير عقيدة"

(فَآمَنَّا بِهِ )

القرار الثاني :لَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) سبحان الله !

( وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ ...؟ ) انظر للدروس , انظر للخلاصة التي خرجوا بها (وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ) ثم اتخذوا قرارات كثيرة , والله هي ما نبحث عنها أنا و إياك , وصفوا نفسياتهم أنها بعد هذه القضايا وهذه القرارات  وصلت إلى محصلة نهائية  - أبحث عنها أنا وأنت , فأسأل الله تعالى أن يجعلني و إياك ممن يدركها قبل أن يموت - قالوا (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ)

حسنا , ما الذي أحسستم به يا معشر الجن ؟ ( فَمَن .. ) انظروا هذا الإعلان , يُعلنوا لجميع الناس ( فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ...؟) بماذا يحس ؟ ( فَلَا يَخَافُ...) نفسية مطمئنة !

إذا لم نحس بها  فمعنى ذلك حبيبي الغالي أن عندنا مشكلة في علاقتنا بهذا القرآن !

( فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا) سبحانك يا ربي!

دعونا أحبتي نبحر مع هذه الكلمات "كلمات محكمة"

كما في الآية ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا ...؟ ) كما فعل الجن , ما الذي سيحصل له عندما سمع الآية مباشرة ؟

( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ) نفس الكلام الذي قاله الجن  , لا يخاف من المستقبل .

ما هو خط سير هذا القرآن أحبتي؟

والله العظيم هذا الكلام الذي أقوله يجب أن نستشعره لأنها  قضية كبرى , تخيل يصل الإنسان لمرحلة لا يخاف فيها من المستقبل ولا يحزن من الماضي , اللهم ارزقنا الإتباع , قال سبحانه جل في علاه ( وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) انظر لخط السير, إذا لم يكن هذا خط سير القرآن عندي وعندك والله لن نشعر ولن نحس..

( وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ ...)

نزل على قدوتك صلى الله عليه وسلم , أين تحديدا ؟ في أي عضو ؟

قال تعالى ( وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ *نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ ) سبحان الله لأجل هذا تغيرت نفسية النبي عليه الصلاة والسلام , فعندما خرج  كفار قريش باحثين عن الرسول صلى الله عليه وسلم يريدون قتله كان مختبئ مع صاحبه أبي بكر في الغار فقال صلى الله عليه وسلم لصاحبه بنفسيه مطمئنة موقنة : "لا تحزن إن الله معنا"  وذلك من أدلة وصول القرآن للقلب ..

أحبتي هناك اختبار سريع نختبر به أنفسنا الآن هل وصل القرآن  لقلوبنا أم لا ؟

( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ...)

(.. لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ )

 

أن تُخبر بهذا القرآن في مجالسك ومع أهلك وتستشهد بالأحداث التي تكون من القرآن ..

ألسنا نقرأ الجرائد ونخبر الناس بما نقرؤه ؟

و إذا شاهدنا ما نهتم به في التلفزيون فإننا ننقل للآخرين  ما شاهدناه  ..

الله جل في علاه أخبرنا أن من علامات وصول القرآن للقلب  أنك تُنذر بالقرآن  ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) وصل القرآن لقلب النبي عليه الصلاة والسلام فكان من المنذرين , هل هذا الأمر حصل مع الجن ؟ نعم وصل القرآن لقلوبهم , انظر إلى الخطوات العملية

( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ..) ماذا ؟

 

ركز على الإحكام لم يقل "يسمعون" بل قال ( يسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ) انظر للأدب (فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا)

(فَلَمَّا قُضِيَ) انظر للأدب , نحن اليوم  نتحدث والقرآن يُتلى!!

لأجل ذلك لم نستفد منه !

-       (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ) العزيز من الناس من إذا تكلمت معه و أنت لست معطيه اهتمام فلن يأبه بك وسيذهب عنك ويتركك-

( فلَمَّا قُضِيَ..؟ ) ماذا ؟ (وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم ...؟) ماذا ؟

( مُّنذِرِينَ ) إذا ولى أحد مُنذر فاعرف أن القرآن وصل لقلبه , اقرأ سورة الأعراف ( المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ  ) لماذا ؟ ( لِتُنذِرَ بِهِ )

وصل لقلبك ؟ إذن والله لَتُنذرنّ به , إذا لم تُنذر به فهو لم يصل قلبك ..

( لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ) أسأل الله أن يوصل القرآن إلى قلوبنا .

ابحث في السنة كلها لن تجد دعاء كهذا الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم ربه , يقول النبي عليه الصلاة والسلام ( اللهم إني عبدك) أنا عبد عندك يا رب - انظر للافتقار-  (ابن عبدك) أنا و أبي عبيد عندك (ابن أمتك)

(ناصيتي بيدك , ماض ٍ فِيَّ حكمك , عدل فِيَّ قضاؤك) انظر للمقدمة , ماذا يريد النبي عليه الصلاة والسلام ؟ ثم قال (أسألك ) بعد كل هذا الافتقار قال (أسألك ) بماذا؟

(بكل اسم هولك ) إذن الأمر الذي سيسأله أمر عظيم,  مادام سأل بأسماء الله كلها لأجل أمر واحد !

(بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك..) أيُّ اسم حواه الكتاب أسألك به , أتقدم بين يديك بكل أسمائك .

(..أو علمته أحدًا من خلقِك ، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك..)

إذن الأمر الذي يريد أن يسأله أمر عظيم !

يريد أن يسأل الله تعالى بأسمائه كلها أمر واحد !

ماذا تريد يا رسول الله بأبي أنت وأمي !

لا يريد بعد هذه المقدمة إلا مسألة واحدة ..

" أن تجعلَ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلبي "

الربيع عندما ننظر له في الخارج تنشرح صدورنا من الداخل, فكيف إذا كان الربيع داخل قلوبنا !

فإذا دخل يكون " ونورَ صدري ، وجلاءَ حزني ، وذهابَ همّي وغمي " يُذهب كل آلامي ..

نعم وربي ..لأن كل شيء مفصل في هذا القرآن ، دعونا ننظر أحبتي الفضلاء عندما قال الجن ( قُرْآنًا عَجَبًا )

حتى نعرف أحبتي هل نحن ناجحين في حياتنا أم فاشلين ! أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الناجحين،,

الجن رأوا أن الله عز وجل يتعامل مع الخلق بطريقة عجيبة ، خلاف ما يتوقعون تماماً ، ماذا يعني هذا الكلام ؟

دعنا حبيبي الغالي ننظر في قضية أقسم بالذي لا إله غيره إن فهمتها والله ستنجح سواء على نطاق شخصك أو على نطاق أهلك

وإذا عملَته الأحياء نجحت وانتصرت , وإذا عملته الدول نجحت وانتصرت , نعم وربي الذي لا إله إلا هو , ولكن )وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( لأجل هذا قال الله عز وجل "بَلْ أَكْثَرُهُمْ .." انظر إلى الإحصائية ، "أكثرهم" ماذا ؟

"بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ "

ما هي النتيجة عندما لا يعلمون الحق ؟

"فَهُم مُّعْرِضُونَ"

عندما تأتي عند طفل عمره سنتين أو ثلاث وتعطيه شيك بعشرين مليار دولار باسمه ، ثم تعطيه حلوى في الجهة الأخرى ، ماذا سيأخذ ؟ الحلوى صحيح ! لماذا ؟

لأنه لا يعلم الحق فأعرض عنه !

ونحن لم نعلم قدر هذا القرآن ، لهذا نأخذ أخبار الدنيا والتحليلات من أفواه بشر مثلنا !

دعنا حبيبي الغالي ننظر إلى قضية لنعلم لماذا الجن يقولون

( قُرْآنًا عَجَبًا ) !

نحن نقرؤه ولا نشعر أنه عجباً ! للتو قرأ إمامنا جزاه الله خير في الصلاة آية عظيمة - وكل الآيات عظيمة - لكن فعلاً وصف لك أمر عجيب ، الله سبحانه وتعالى لم يسمي شيء في القرآن بالفوز الكبير إلا قضية واحدة ، ما هي؟

أقوام حُرِّقوا في النار من أجل الله ، الله تعالى قال "ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ"  لاحظت حبيبي الغالي !

لو رأيناهم لقلنا مساكين لكنهم الآن يعيشوا أفضل منا !

سواء اقتنعنا بذلك أو لا , هذا هو الحق "قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ"

دعونا الآن نتدبر آية ونطبقها على واقعنا ، يقول الله عز وجل: "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى" القصة معروفة , سأله عنها ثم ألقاها ثم صارت حيّة ،ولكن هل ظنك حبيبي الغالي وأختي الكريمة أن الله فقط يريدك أن تعرف القصة ؟!

تأمل هذا الحديث :

"إذا أراد الله عز وجل أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي ، أخذت

السماوات منه رجفة ، أو قال رعدة شديدة ، خوفا من الله ، فإذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا ، وخروا لله سجداً ،فيكون أول من يرفع رأسه جبريل ، فيكلمه الله من وحيه بما أراد ، ثم يمر جبريل على الملائكة ، كلما مر بسماء سأله ملائكتها : ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ ، فيقول جبريل – عليه السلام - : قال الحق ، وهو العلي الكبير ، قال: فيقولون  كلهم مثل ما قال جبريل ، فينتهي جبريل بالوحي حيث أمره الله"

هل ظنك إذن أن الله أنزله فقط لتعرف القصة ؟ لا والله..

هذه الآية كفيلة إن رزقك الله تدبرها بأن تغيّر حياتك بالكامل ، يقول الله جل في علاه : "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ " فقط تسلية ؟ لا "عِبْرَةٌ " ما هي العبرة ؟

تعبر بك من مكان لمكان آخر ، إذا لم تصنع لك قصص القرآن عبرة ونقلة نوعيّة  فإنك إذن لم تستفد منها ..

والله حبيبي الغالي "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ " لم يقل "للناس"  انظر إلى دقة القرآن , لم يقل "للقراء", لم يقل "للمستمعين" ، بل قال:

"لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ" اللهم اجعلنا منهم "مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ ...؟ " سبحان الله !

"مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً " ..

دعنا نعود للآية "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ" هل  قال "عصا" ؟ لا..

إنما قال هي "عصاي"  سبحان الله !

كل حرف له معنى في القرآن، أنا عندما أسألك عن علبة منديل في سيارتك وأقول لك ما هذا ؟ إنك لن تقول "علبة منديلي"  بل ستقول "علبة منديل"   صحيح ؟!

لأنك تستطيع أن تستغني عنها , تنزل من السيارة وتتركها ، بينما لو سألتك عن الجوال  وقلت لك ما هذا ؟ فإنك لن تقول "جوال"  بل ستقول "جوالي" صحيح ؟

الشيء الذي تحبه لا شعورياً تنسبه لنفسك !

وإلا فالجواب "هي عصا" , لكنه قال "عصاي" ..

"قَالَ هِيَ عَصَايَ" لا أريد أن يأخذها مني أحد , ثم بدأ يعبر عن علاقته بهذه العصا وماذا تمثل له ، قال يا ربي أنا حتى في  الخطوة لا أستغني عن عصاي "أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا"

أي مصدر راحة لي في حياتي !

قال: "وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي" أي بدلا من أن أطاردهم وأتعب فقط أشير بها هكذا فترجع الغنم ، أي أستفيد منها !

يحتاجها أم لا يحتاجها ؟ يحبها أم لا يحبها ؟!

وقال "وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى" لاحظ أنه قال "لي" ولم يقل مباشرة  "فيها مآرب أخرى" ،أي أنا المستفيد منها

"وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى" قال ابن عباس رضي الله عنه وكم دافعت بها من عدو وكم خوفت بها من سبع وكم ... ، انظر إلى العجب الذي جعل الجن يقولون عجباً ،

هل الله تعالى يحب موسى أم لا يحبه ؟

إذا كنت تحب أحدا وسألته عن شيء معه ثم قال لك هذا الشيء لي وأنا أحبه وأستفيد منه ولا أستغني عنه ، هل  ستقول له اتركه معك أم تخلص منه ؟!

حتما ستقول له احتفظ به معك ، الجن قالوا سبحانك ربي تجعل الأمور تذهب عكس ما نريد ثم في الأخير يصير شيء عجيب "قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى" سبحان الله !

يا ربي موسى  يريدها ولا يريد أن يتخلص منها " فَأَلْقَاهَا" !

هل قال تعلى  "ثم ألقاها" ؟

هل قال تعالى "وألقاها" ؟

لا ..

الله أكبر !

ستأتيك هذه الفاء فتجد فيها عجباً  !

" فَأَلْقَاهَا" لم يتردد أبداً , لم يقل "يا ربي أنا أريدها" أو قال "هل ستعطيني إياها بعد ذلك" ؟

لا ,،

عجيب أنت يا موسى !

أين مآربك الأخرى وحاجاتك في العصا ؟!

ما هذه السرعة في الاستجابة ؟

عجباً !!

رجل واثق برب العالمين ، يعلم أنه مستحيل يتعامل مع الله ويخذله ، فألقاها مباشرة بدون تفكير ، الجن ونحن كذلك نتوقع إنه إذا نجح موسى مع رب العالمين وألقاها لأجل رب العالمين رغم أنه يحبها من المفترض في هذه الحالة أن الله يقلبها ذهب ، صح ؟ يقول ما دام أطعتني خذها ذهب ، هذا الذي جعل الجن يقولون عجباً ، أنه من  المفترض من يطيعك تكافِؤه !

الله عز وجل لا تتعامل معه  بهكذا طريقة ، سيأتيك شيء عجيب عكس ما تتصور تماماً ، لهذا أكثرنا يفشل ، يترك عمل محرم لأجل الله ثم يبدأ ينتظر هل سيعطيني الله أو لا يعطيني !

لو أنت قلت لموسى هذه العصا أريدها ثم أعطاك إياها ، ستكافئه مباشرة صحيح ؟

الله تعالى يُعلّمنِي وإياك أن هذا القرآن يبيّن لك القضية بكل الصور وكل القصص ، لو أن أحدهم  يعمل في بنك ربوي وقال سأتركه لأجل الله ثم مباشرة وضع الله في رصيده مئة مليون، هل سيبقى أحد في البنك الربوي ؟!

لا ,،

لكن هل تركوها لأجل الله ؟!

أم من أجل المئة مليون؟

فلهذا الله يختبرك حتى يميز الخبيث من الطيب، يختبرك ثم يختبرك هل أنت تركتها من أجلي صادقاً ؟

سيختبرك مرة أخرى .

إنك لو تركتها من أجل المليون فستعود حتما !

ما الذي حصل للعصا ؟

"فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ " سبحان الله!

سيقول قائل : يا رب هل هذا جزاؤه ؟

تركها من أجلك ثم تخيفه ؟

سبحان الله  "قرآناً عجباً "!

لم تكن هذه الحيّة ساكنة بل تسعى ، تذهب يميناً ويساراً !

لو كانت الحية ساكنة  فستكون مخيفة , فكيف إذا كانت

تسعى و تذهب يميناَ و يساراً !

قال تعالى واصفا إياها ( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ)

موسى عليه السلام خاف , لأجل ذلك ماذا ؟ (وَلَّىٰ مُدْبِرًا)

الخوف بلغ بموسى منتهاه (وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ(

ماذا قال الله عز وجل لموسى عليه السلام ؟ قال

(يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ).

سبحان الله ! عندما كان موسى يريدها أمره الله تعالى أن يلقيها , وعندما أصبح خائفا لا يريدها أمره أن يُقبل ولا يخف !

قال ( خُذْهَا وَلَا تَخَفْ)

عندما أخذها قال الله تعالى (سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)

القضية كلها اختبار من الله لنا جميعا , اختبار بأمرين فقط لكي تنجح وينصرك الله سبحانه نصرا مؤزراً .

أمرين ... خذها قاعدة حبيبي الغالي واحفرها بقلبك يختبرك , الله في أمرين

أن تترك أمر تحبه لأجل الله , وأن تأخذ أمر تكرهه لأجل الله .

( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)

 

والله سيمتحنك في أمرين , يمتحنك في أمر تحبه ويقول اتركه لأجلي , و يمتحنك في أمر تكرهه يقول خذه لأجلي ,

حسنا.. ما الذي فعله الله بموسى عليه السلام ؟

وما هي التعويضات التي جاءت موسى والتي جعلت الجن يقولون ( قُرْآنًا عَجَبًا ) ؟

عندما دخل موسى مع السحرة هل كان البلاء أشد من الأول أم أقل من الأول؟ الأول كانت حية واحدة فقط ، الثانية أشد أم أقل ؟

أشد .

حيّات !

يقول الله عز وجل (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)

(فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ)

إذن البلاء أشد أم أقل ؟

و لكن هل نفسية موسى عليه السلام أأمن من قبل أم لا ؟

البلاء الأول حية واحدة فقط  .

البلاء الثاني حيات , هل ولى مدبرا ولم يعقب؟

حجم البلاء أكبر ولكن حجم الأمن الداخلي أعظم , يعني الإيمان زاد ,  قال الله تعالى ( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى ) لكن هل  ولَّى ؟ هل أدبر؟

هل الآن موسى يحتاج نُصرة من الله عز وجل أم لا يحتاج  ؟

قال الله تعالى (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا)

الآية توضح لي ولك أن الله تعالى يقول لمن ترك شيئاً يحبه لأجله أو فعل شيئا يكرهه لأجله "سأنصرك في مستقبلك , أمامك مصاعب كثيرة , سأنصرك بالأمر الذي تركته لأجلي وأنت تحبه  أو أخذته لأجلي وأنت تكرهه " .

أمامنا الآن مصاعب كثيرة في حياتنا أقسم بالله العظيم لن تُنصر نصراً مؤزراً حتى تترك عمل لأجل الله وأنت تحبه , وتأخذ أمر لأجل الله وأنت تكرهه !

(وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا) سبحان الله !

حصل موقف ثالث يحتاج فيه موسى للنصرة لكنه أشد من الأول والثاني (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ) ليس السحرة فقط ,

لا..

خرج من ؟

فرعون بجنوده .

يقولون ( إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ )  البلاء هنا أشد أم أقل ؟

الاختبار الأول كان عصا انقلبت حية واحدة ..

الاختبار الثاني حيات ..

الاختبار الثالث فرعون خرج بجنده و بعدته وعتاده ..

ثم يقول الله تعالى (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ)

الناس اهتزت

(قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)

لم يعد يوجد نصرة , إنا  مهزومون مدركون .

(قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا...) يعني تسببت في ورطتنا يا موسى , إذا كان فرعون يُقتّلنا ونحن خدم عندهم  فكيف سيفعل بنا الآن ؟

 

هل خاف موسى ؟

المصيبة حجمها أكبر و لكن الأمن الذي بداخل قلب موسى أعظم..

هل خاف موسى ؟ لا..

هل ولى مدبرا؟ لا..

هل أوجس في نفسه خيفة ؟ لا. .

إذن ماذا قال موسى ؟

(قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) سبحان الله !

ما هذا الانتصار!

ماذا قال الله عز وجل (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ)

قال مباشرة (فَأَوْحَيْنَا ..) مادام أنت سريع في ترك ما تحب لأجلي فأنا أسرع لإستجابة دعاءك , قال تعالى( فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ) ماذا ؟ (أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ)

ما هذه العصا ؟! ليس بها شيء , هل العصا تقدر أن تفعل شيء حتى في بركة ماء ؟!

أصلا البحر يحمل أطنان من الأخشاب والدواب، صحيح أم لا؟

ماذا ستفعل عصا ؟!

الله يريد أن يلفت انتباهك , إذا تركت لك بصمة عندي فسأنصرك في مواقفك المستقبلية كلها ، (اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ) ماذا حدث ؟ لم يقل "ثم انفلق" قال (فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )

 

ما أعظم الله!

فانتصر موسى عليه السلام .

بعد أن مرّ موسى وقومه أخذ موسى يضرب بعصاه البحر حتى ينغلق مرة أخرى , هنا موسى يظن أن العصا هي لها تأثير في الموضوع , فقال الله تعالى اضرب في البحر,  من قال لك أن البحر انفلق بالعصا ؟

هو انفلق بي ..

أنت يا موسى تريد أن تنجو وتنتصر وهم ينجون ويرجعون لقصورهم , لكني أنا أُريدك أن تنجو ولا ينجون..

قال الله تعالى : (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا)

فهذا ما يفعله الله , يفتح للباغية والطاغية الباب حتى يطمئن أنه لا أحد قادر عليه ثم يكون

هذا الباب الذي فُتح هو سبيل هلاكه (فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)

الاختبار الرابع الذي نصر الله به موسى أن الله عز وجل لما

أجدبت الأرض ومات الزرع واشتكى الناس ..

لا يوجد ماء!

"وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ..."

الأصل أن يقول ادع الله ..

لا..

بل قال : (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ  ..)

لاحظ "الفاء" لم يقل ثمّ ..

(فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ  ..) ما هذه العصا ؟!

ما سر هذه العصا؟!

الله  يثبت لك أني سأنصرك ,

لكن  ضع لك بصمات عندي ..

كان موجود جبال ورمال وتراب و أحجار ..

ولكن ما أصعب شيء ممكن أن يخرج منه الماء ؟

الحجر، صحيح ؟

لاحظ أنه في القرآن كله ,

في قصص القرآن كلها إذا أراد الله تعالى أن يحل موضوع لا يحله مع المكان السهل !!

هذا حل البشر..

عندك مصاعب تعيقك في حياتك ؟ والله العظيم ستعاني منها معاناة كبيرة ولكن حتى تتذلل هذه الصعاب عليك أن تضع لك بصمات ..

(اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ )

هل قال بعدها "ثم انفجرت" ؟

لا..

بل (فَانفَجَرَتْ..)  والآية الأخرى (فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً)

ما هذه العصا ؟!! تضرب بها بحر سائل فيجمد , تضرب بها حجر جامد فيسيل !

هل تذكر حبيبي الغالي أنك في يوم أحببت أمر لا يحبه الله وتعلقت به ثم تركته لوجه الله ؟

والله إن فعلت سينصرك الله عزّ وجل

هذه الرسالة الأولى للنصرة الفردية وسنختم بالنصرة العامة للأمة ..

إذن ما هي النصرة الفردية ؟

أنك تترك لك بصمة تنصرك في مواقفك المستقبلية كلها ..

هل عندك هذا الموقف ؟ ارجع بذاكرتك ,

هل في يوم كان عندك أمر تركته لأجل الله وأنت تحبه ؟

هل الله جل في علاه عوَّض  موسى خيراً مما ترك أم لا ؟

إي وربي عوضه أكثر مما ترك !

نصرة الأمة أحبتي هي المحور الثاني ..

متى نصرُ الله ؟

خذها قاعدة في القرآن , لكي تنجح وينصرك الله  فاعلم أنه إذا تركت أمراً لله لا تظن أن الله سيعطيك , بل سيختبرك اختبار رقم اثنين .

تأمل قصة يوسف عليه السلام والابتلاءات التي مر بها حتى أصبح وزير!!

عندما امتنع مما دعته إليه امرأة العزيز ماذا حصل له بعد ذلك ؟

دخل السجن !

لاحظوا المراحل التي مرَّ بها يوسف عليه السلام حتى أصبح وزير ,مُنذُ إلقائه في البئر إلى أن أصبح عزيز مصر !!

سأتطرق إلى قضية أخرى ,

قال تعالى ( وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖمَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )

حبيبي الغالي إن الله عزّ وجل عنده أقوام في جهة اليمين أي في الخط الأبيض - أسأل الله أن يجعلنا وإياكم هناك ويثبتنا حتى نموت - وأقوام في الجهة اليسار أي في الخط الأسود , وأقوام كثير في المنتصف أي في الخط الرمادي ..

خذها قاعدة , الله سبحانه جلّ في علاه إذا أراد أن ينصر نصراً مؤزراً لا ينصر وهناك أحد في الخط الرمادي الذي في المنتصف !

 

 

لا ينصر الله أهل الخط الأبيض حتى يصفي الله من في الخط الرمادي !!(حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)حسنا , كيف ينظف الله الصف ؟ يقوِّي مَن ؟يقوي أهل الخط الأسود ! يكونوا أكثر عُدة وأموال وعتاد ..(وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا)

الذين في الخط الرمادي يُصَفَّون !

اللهم لا تجعلنا منهم ..الآن تصفية ..

مَن هم أهل الخط الأبيض ؟  أناس علماء معروفين (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً)

نذهب يسار مَن هؤلاء ؟ هؤلاء حزب الشيطان ..

في البداية أهل الخط الرمادي لم يتبيَّنوا , ولكن بعد التصفية لاحظ ماذا قال الله تعالى عنهم : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً)

إذن أحبتي النصر ليس بالأسلحة ..

الله تعالى يقول { وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}

لما ذكر الله القرآن قال "جهادا كبير" لأنه والله العظيم لا ينتصر أعداء الدين ولا يهزمون المسلمين إلا "إذا كان المسلمون يفهموا القرآن ولكن لا يعملون به"

ليس قراءة فقط بل فهم وعمل بالقرآن..

البعض يقول أنه سينصر الدين ..

لكن النصر تأخر ..

والله تعالى يُخبرك لماذا تأخر!

إن التصفيه ستستمر حتى يصبح الصف الرمادي خالي من أي أحد!

يجب على كل واحد منا أن يقيّم نفسه وينظر أين موقعه في أي مرحلة , ليس كل من رفع الراية صادق !

أسأل الله أن يوصلنا أعظم مراتب النصرة..

نعيد ونكرر أحبتي أنه يجب أن نتدبر القرآن ,,

(أَلَمْ تَر..)-أي ألم تعلم- (..إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ..)- أي افتح لنا باب الجهاد وسوف ترى كيف ماذا سنفعل ,

وهذا أحبتي ما نقوله دائما !

(قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّه وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَال...؟)

أي أنهم عاشوا مرحلة ثوران وتكلموا بعواطفهم " والله لأفعلن" , ولكن ما هي النتيجة ؟ (تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُم)

- ماذا سمى الله هذه المرحلة ؟ سماهم ظالمين

قال ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )

الأغلبية في الخط الرمادي ذهب !

أين ؟؟

ذهبوا لأهل الخط الأسود !

ما هو المطلوب من البقية ؟

(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ..) ماذا ؟ حسب طلبكم ..

(إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ طَالُوتَ مَلِكًا ..)ۚ ماذا قالوا ؟

(قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ علَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ ..) -سبحان الله !

أنتم طلبتم ملك فأعطيناكم ملك ..

(وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ) لماذا المال ؟!

من المُفترض أنكم لا تطمعون في منصب ولا جاه !

نذهب إلى قوله تعالى (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ(  لم يسمهم مؤمنين إلى الآن، سماهم جنود !

"قَالَ إِنَّ اللَّهَ " انظر الاختبار الثالث "تصفية" !

هل تريد النصر ؟ إذن يجب أن يكون هناك هذه التصفية ..

"قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَر" اختبار عجيب !

"فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي" أي يذهب إلى الخط الأسود , لا يأتي معنا ..

"وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي"

هل تستطيع أن تترك شهوة تحبها من أجل الله ؟

إذا كنت لا تستطيع أن تقوم تصلي الفجر كيف ستصل لرب العالمين ؟

 

 

‏" فَشَرِبُوا مِنْهُ" !

أين الذين سينصرون الله ؟

ماذا قال الله تعالى بعدها؟

"فَلَمَّا جَاوَزَهُ .." الآن سماهم ماذا ؟

قال:

"فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ"

الذين طعموا قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده ،

أما الذين لم يطعموا:

"قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ"

 

"وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا"  رأوا الاختبارات "تصفية"

"قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"

ماذا قال بعدها ؟

"فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ"

لما قلّ الكثير وقلّ القليل تقدم واحد أسد

من أمة , يُصفي الله واحد , هذا الواحد كان جندي اسمه "داوود" لم يكن نبيا بل "جندي مع القوم" !

لكن الناس كانوا يسقطون وهو يثبت , يسقط الناس وهو ثابت !

سبحان الله !

فتقدم ثم أصاب جالوت "الملك" فوصف الله من بني إسرائيل اسم واحد فقط *ما أعدل الله* !

قال: "وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ" ما هي الجائزة ؟

" وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ"

يعني  أنت عليك أن تثبت فقط حتى ينصرك الله ..

لا تستعجل ..

دعه هو يعطيك ..

فأعطاه الله ..

قال: " وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ" وماذا ؟

"وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ"

الله عز وجل يقول للجبال الثابتة : إذا تكلم داوود أوبي معه والطير ..

"وأَلَنَّا لَهُ الحَدِيد"

إذا نصر الله فإنه ينصر نصر عظيم !

 

أحبتي : كلما سجدنا لله سجدة فلنقل "اجعلنا يا رب مع الصابرين والصادقين والناصرين لكتابك وسنة نبيك عليه الصلاة والسلام  بكل ما نستطيع من مال ونفس " !

 

‏ كل واحد يقيّم نفسه، هو في أي مرحلة ؟

 

اللهم إن الأرض أرضك والسماء سماؤك وأنت بكل شيء عليم , اللهم يا ربي انصر من نصر الدين واخذل من خذل الدين ,

اللهم يا ربي عليك بأعداء الدين كافة , اللهم من أراد إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات اللهم فأرنا فيه عجائب قدرتك ,

اللهم يا ربي إنه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء ,

والأمر أمرك وأنت قلت في كتابك أمرًا "أنك إذا أردت أمرًا إنما تقول له كن فيكون" اللهم فلا تصبحهم بخير يا رب العالمين ,

اللهم يا ربي كما مكّنت المستضعفين من قوم موسى وقلت " (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)

اللهم انصر إخواننا المسلمين يا رب من أهل السنة في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أمّن هذه البلاد أمانًا من عندك واجعلها قائمة على كتابك وشرعك فيما يرضيك , اللهم أخرج لهم من بركات الأرض وأنزل لهم من بركات السماء

اللهم كل من حضر وسمع وشارك في هذا اللقاء ولو باليسير لا تبقي في صدورهم جميعا أمنية هي لك رضىً ولهم فيها صلاح إلا كتبت قضاءها لهم قبل أن ينفضوا من مجلسهم هذا إن ذلك عليك يسير وإنك على هذا كله لقدير..

اللهم يا ربي ما سألناك منه وما لم نسألك وأنت تعلم أنه خير لنا فأعطنا , أنت أهل التقوى وأهل المغفرة ..

وأصلي وأسلم على أشرف من وطأت قدمه الثرى نبينا عليه الصلاة والسلام.


 

 

للاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://abdelmohsen.com/play-1498.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده




  الا إن نصر الله قريب pdf   الا إن نصر الله قريب word


  • الاحد PM 08:53
    2016-07-17
  • 4570
Powered by: GateGold