احصائية الزوار

149
زوار اليوم الحالي
34
زيارات اليوم الحالي
1082
زوار الاسبوع الحالي
3543
زيارات الاسبوع الحالي
34
زوار الشهر الحالي
149
زيارات الشهر الحالي
5546316
كل الزيارات

الزوار

انت الزائر رقم : 2696990
يتصفح الموقع حاليا : 71

عرض المادة

بالصدق نحيا

بالصدق نحيا


أتقدم بالشكر الجليل العظيم الذي لا مثل له إلى الله الذي له الفضل والثناء الحسن الذي لولاه سبحانه وتعالى ما كان هذا اللقاء ولا عرفنا كيف نتكلم ولا كيف نقف على أقدامنا و لا نبصر بأعيننا اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا اللهم لك الحمد حمداً يليق بجلالك وعظيم سلطانك الحمدلله الذي عز وارتفع وذل لعظمته كل شئ وخضع الحمدلله الذي خلق فأبدع ما خلق  ما تنفعه طاعتنا كلنا ولا طاعة من أطاع ولا تضره معصية من فسق خلق السموات والأرض رتقا ثم فتق بقدرته مارتق أقسم جل جلاله بالشفق والليل وما وسق والقمر إذ اتسق وأقسم سبحانه لتركبن طبقا عن طبق

وأصلي وأسلم على من بعثه ربي جل جلاله بالحق و بالحق نطق روحي وأبي و أمي ونفسي وأهلي وزوجي له الفداء عليه الصلاة والسلام

 أما بعد أحبتي الفضلاء إن أعظم ما يُبدأ به أي مجلس و أي كلام و أي محفل هو كلام الله سبحانه وتعالى إذ لا كلام مثله سبحانه يقول ربي جل جلاله وأعظم الكلام وأجل الكلام وأثقل الكلام "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا " هو كلام ربي سبحانه يقول جلا في علاه "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ" وأنت تقرأ هذه الآيه تسأل سؤال وتقول لماذا أنزل هذا الكتاب؟

لو أن ولدك أو أخوك أو أبوك جاء ورأى المصحف بين  يديك ثم قال كم لك من سنين على أرض الله تؤمن بهذا الكتاب  ؟لأني أود  أن تقول لي  أمر واحد فقط غيرته بعد قراءة  آية من آيات هذا الكتاب .هذا  السؤال لي ولك .

اسأل نفسك لوجاء  أخوك  أو أبوك أوأي شخص ثم قال لك ما شاء الله عليك كم ختمت القرن وكم أثر فيك وأعطني فقط موقف واحد في حياتك أو ذنب تركته بعد آيه قرأتها أو أخبرني عن حال تغير بعد آيه سمعتها  ماذا ستقول له  ؟

لأجل هذا يقول الله جل جلاله في موقف والله سيحصل لأنه كل من قال أنه  سيفعل قد يفعل وقد لا  يفعل إلا الله سبحانه وتعالى لأنه " إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ "

ولأنه " إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ "
قال سبحانه جل جلاله في وصف ذاك المشهد الذي سنعيشه كلنا يقول سبحانه أن النبي صلى الله عليه وسلم سيقوم أمام الناس يوم القيامة وينادي ربه " وَقَالَ الرَّسُولُ "الأمه تستمع أمه محمد صلى الله عليه وسلم يظنون أنه سيشفع فيهم " يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي "لم يقل   قوم هود ولا قوم صالح  ولا قوم إبراهيم هو يتكلم عن أمته عن قومه " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ "

أول صفه يشهدها ويتكلم عنها هي صفه علاقتك وعلاقتي بهذا القرآن  اتخذوا هذا القران ماذا؟" اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا "
أكثرنا ما اتخذ القرآن مهجورا في قراءته لكن الحكمة التي أنزل من أجلها هذا الكتاب ليست القراءة بنص الكتاب فقط قال الله جل جلاله "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ"  لماذا؟ ل

هذه اللام لام التعليل مثال *أتيت لألقي محاضرة*إذن ما أتيت لغيرها وإن كان يتبعها إني سأسلم على المشايخ الذين أحبهم في الله وأسلم على أخواني الذي أحبهم في الله لكن أتيتت ل.. ،هذه الحكمة لمجيئي ،فالقرآن أنزل ل.. لو سألت لماذا؟
ليس ليقرؤه ولا ليحفظوه مع جمال القراءة والحفظ ولكن القضية أكبر من هذا" لِيَدَّبَّرُوا"سبحان الله !! وحتى لا يلتفت عقلك وعقلي أن  القضية عندما أقرأ القرآن ختمه كاملة أخرج بقضية واحده لا ااا!!!" ولكن (لِيَدَّبَّرُوا ")ماذا؟ سوره؟ صفحاته؟ أجزاءه ؟لا

" لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ"كل آية لها مع قلبك حكاية إذا وصلت إلى قلبك
كل آية " لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ "سبحان الله انظر لهذه النقلة تدبر ثم فكرة فتتغير" لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ "

مَن الذي يتذكر؟

الناس؟ القرَّاء ؟"بل قال سبحانه ( وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) "سبحان الله وياجماعه لابد من هذه المقدمه لأنه مستحيل أتكلم عن الصدق أو نتكلم عن الأخلاق بمنأى عن كتاب الله عز وجل

نحن اليوم ما ضيّع الأمة أحبتي الفضلاء إلا بُعدها عن كتاب الله عز و جل النبي عليه الصلاة والسلام يقول( تركت فيكم ما إن تمسكتم به  لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي) "فإذاً نحن الآن أحبتي لم ندخل  بعد في موضوع الصدق لكن كيف نتكلم عن أمر بمنأى عن كتاب الله!!!

تجد اليوم من يحاضر ويتكلم ولم يذكر آيه من كتاب الله

والله ياجماعه حسبت لأحد الدعاة أنه تكلم ما يقارب أربعين دقيقه مرت ليس  فيها آية واحده أربعين دقيقه !يتكلم عن ماذا ؟عن الإسلام عن الدين إذاً أين أنت من كتاب الله عز وجل ؟

وسبحان الله كتاب الله  وسنه نبيه عليه الصلاة والسلام سياج تحميك من الخطأ  إي وربي

" وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا " أعطيك مثال بسيط عن قضيه قبل أن ندخل للموضوع إن شاء الله مثال بسيط على انك إذ تدبرت آية أو دخلت إلى قلبك آيه ،اسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا .
الربيع تنظر إليه من الخارج ينشرح صدرك من الداخل فيكف إذ كان الربيع من داخل قلبك اسأل الله أن يجعله ربيع قلوبنا
تأمل آيه واحده فقط,, الله يقول " لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ " خذ المثال بائع كان يظن الرزق بكلامه وبكذبه على الناس وأنه إذا حلف كقوله والله إني اشتريتها بكذا سيصدقه الناس وسيُرزق ثم قرأ  قول الله عز وجل

" وَفِي السَّمَاءِ " ولاحظ في الكلمه  مد لا تقول " وَفِي السَّمَاءِ "وتقف  بل " وَفِي السَّمَاءِ " مد بمعنى ارفع رأسك رزقك ليس في كلامك وحلفك ولا بكذبك والله رزقك في السماء " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ "
رجل من السلف جاء من سفر بعيد وتذكر أطفاله الصغار فعزم أن يشتري لهم الهدايا ووقف في السوق يتكلم مع البائع يفاصله في السعر فجأة صاح صائح البائع هرب وأهل السوق تفرقوا فنظر إذ وملك قد أتى مع حاشيته فأتى احد حُجاب الملك وسلَّ السيف من غمده  ووجّهه إلى الرجل وقال مالك لا تتنحى عن الطريق كل الناس هربوا إلا أنت ،مالك لا تتنحى عن الطريق،والله لتتنحى عن الطريق أو لأقطعنّ عنقك, الملك سمع هذا الكلام فقال يافلان لاتقطع عنقه فجلس الرجل يضحك فالملك زمجر ورعد فقال مايضحكك؟،لماذا تضحك،قال اضحك من حاجبك

هذا يريد أن يقرب أجلي ساعة وأنت أبيت تريد أن تأخر اجلي ساعة والأمر ليس لك وليس له

قال الله جل جلاله " وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلا "

لا بإذنك ولا بإذن حاجبك.  رأيت كيف الآية إذا دخلت القلب يتذكر أولو الألباب والله العظيم إذ علمت أن رزقي عند الله

والله ما اكذب لأجل أبيع ..أنا أعرف أن الله سبحانه وتعالى قد كتب من سيشتري مني واحد أو اثنين أو عشرين

ورزقي إذا لم أحصل عليه بصدق فلا بارك الله فيه ،حسنا أحدنا يسأل بأي عضو ليدبروا بأي عضو ؟

أسألك حبيبي الغالي سؤال صريح ,هل سبق وأن  تفكرت وجلست مع نفسك عشر دقائق وقلت الله أنزل الكتاب لحكمه ليدبروا
 أين أنا وأين التدبر ؟!
هل أنا أتدبر كل ما أقرأ هل أنا أتدبر بعض الأحيان أو لا أعلم معنى تدبر .
بأي عضو يا جماعه يكون التدبر ؟
أنت اسأل وتجد الجواب في القرآن أي سؤال ؟والله أي سؤال ستجد له الجواب في القرآن.

الله عز وجل يقول " وَكُلَّ شَيْءٍ" وكلّ شيء ؟ إي والله كلّ شيء ، وكلّ شيء ذكرناه ؟ لا 
{ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ } انظر إلى الكلام و مَن قائله { وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)(و تِبْيَانًا } -لبعض الأشياء ؟- {لِّكُلِّ شَيْءٍ}
سبحانك يارب ،إذاً نسأل سؤال الله أنزل الكتاب لِلتدبر صح ؟حسنا  بِـأي عضو ؟ لأني أريد أن أتدبر ، لأنه لابد أن نصدق مع الله عز وجل ، أعظم أنواع الصدق هو الصدق مع الله سبحانه وتعالى لذلك لا تأخذ الكلام من غير ربّ العالمين هو كلامه وتجد الجواب والطريقة كلها في كلامه

 بِأي عضو نتدبر { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ } - سبحان الله كأن هناك خيارات كم خيار؟ خياران ،وهي  إما إنك تتدبر القرآن وتشعر بطعم القرآن وإما ، إما ماذا؟ هنا المصيبة ياجماعة

فرضاً لو يأتي واحد من الإسعاف ويدخل عند أحنك الأطباء وأحسن المستشفيات ويقول أنا متعب . حسناً لكن ماذا بك ؟ يقول أنا متعب.حسنا لكن أين  الألم وأين آخر إشاعة لرأسك أو رجلك أوبطنك ؟ ماهي؟ وأين  المشكلة؟؟ !
يقول لا أدري لكني فقط متعب  ، هو متعب لكن لايدري أين ألمه كذلك الذي لا يشعر بالقرآن لا يدري أين مشكلته ومكان علته ولا بالعضو الذي يحتاج العلاج  
فالله عزّ وجل يقول هما خياران إما إنك تشعر بطعم القرآن وتفهم أو إن هناك مشكلة ثانية ، المشكلة حدد لك الله مكانها لأجل أن  تبدأ
تعمل عليها ، وخذها قاعدة أي أمر تعمل عليه لأجل الله بصدق
- ضع تحت كلمة صدق مليون خط- أي أمر تعمل عليه لأجل الله بصدق والله ليعطينّك الله ، الله يقول {  الَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا } مستحيل يا أخي تقول يارب أعطني أمر يقربني إليك يا الله ولا يعطيك ,,والله مستحيل { الَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚوَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} اللهم اجعلنا منهم ،
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } سبحان الله
عندنا مريض في المستشفى يتغذى عن طريق  أنبوب من  الأنف إلى المعدة أسأل الله أن يشفي كل مريض مسلم ويفرج هم كل مهموم مسلم ، عندما تعطيه بعض العسل لايعلم بأنه عسل أو ماء مالح أو غير ذلك لا يدري !.لماذا ؟
لأن الغذاء لم يمر على أداة الوصول لِلطعام ، أداة الوصول لِلطعم هي اللسان ، لذلك إذا  اللسان لم يكن داخل في المعادلة لن يشعر بشيء أبداً ، إذا كان اللسان هو أداة الوصول لِطعم الطعام ، فإن القلب هو أداة الوصول لِلقرآن ، لأجل ذلك  الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن واصفاً ذلك المشهد
{ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ } -نزلت سورة على النبي عليه الصلاة والسلام ثُمّ قرأها على الصحابة- { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم } أي ليس كلهم تلقَّوا هذه الآيه بقلوبهم لكن هل سمعوها كلهم؟نعم سمعوها كلهم

{  فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ } -أيُّكم ماذا ؟زادته هذه حفظاً؟ سماعاً ؟تلذذاً بصوت القارئ ؟لا { أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا } دخل للمسجد بِقلب وخرج من المسجد بِقلب آخر ، كانت جرأته على المعصية قبل دخوله لِصلاة المغرب أعظم من جرأته على المعصية بعد أن خرج من الصلاه 

{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم رِجّس فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا }

{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ } - لمن ؟ لِلناس ؟

{ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا }
الله لا يجعلنا منهم ،هناك أناس تسمع القرآن كله منهم من يقول ماذا قال آنِفا ، (كقول أحدنا :ماذا قال الإمام  في الصلاة؟ لا يدري ، ماذا قال آنِفا .
فَأحبتي الفضلاء ؛ هل عندنا هذه المشكلة أولا  ؟
الله عزّ وجل حين قال
{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ } انظر سبحان الله ، الله الآن يمُنّ على خلقه أجمعين بقضية يقول {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ} وأنا أسأل أحبتي الفضلاء ومشايخنا الفضلاء لو أنا أعطيت واحد منكم الآن شيك بِخمسة مليار وغداً شيك بِألف ريال وبعده شيك بِريال ،ثم أأتي وأمُنُّ عليه,, هل تظنون أني أقول " أولم يكفك إني أعطيتك ريال " أو سأقول له " أولم يكفك إني أعطيتك كم ؟ خمسة مليار" صح؟
سأذكر أعظم نعمة والله جلّ جلاله ذكر أعظم نعمة بل هي النعمة التي أمرنا الله عزّ وجل أن نفرح بها
الله ما أمرنا أن نفرح بشيء ، بل هنا فرح مذموم وهناك فرح محمود ، ولو نتأمل في القرآن  نجد أن الله ذكر الفرح للشهداء بأنهم  فَرحين ، وذكر الفرح كصفة وحال
لكن هنالك أمر ، أمَرَ الله أن تفرح به ، إذا تريد أن تفرح أفرح هنا الله عزّ وجل يقول
{  أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا } - سبحانه ، أنّا ماذا؟ إني أعطيته عينان ؟ لا,, حتى لو كنت أعمى وعندك هذه النعمة واللهِ أنت أسعد الخلق فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ، طيب أولم يكفهم أنّا أعطيناهم أقدام وغيرهم معاق ؟ لا والله أعظم حتى لو كنت معاق ، لو اجتمعت عليك الأسقام والأورام وقطع الأيادي والأقدام و الصمم وكل المصائب وأعطاك الله هذه النعمة واللهِ أنت أسعد الخلق ، ماهي النعمة هذه ؟ {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ }

لاتصف العسل لمن ليس له لِسان ، الذي ليس له  لسان لا تقول له العسل حلو ,,لأن  كله شيء متساوٍ عنده   ، الآن لو تأتي بالماء عند شخص وتصف له الماء وهو لايعرف نعمة الماء وأعطيته رشفة واحدة ليتعرف عليه أعظم من لو تكتب له كتاب كامل عن الماء صح ؟
أسأل الله أن يذيقنا طعم هذا القرآن ،
ماذا قال بعدها
{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ } الله سبحانه يعلم أن هناك من يقرأ القرآن وهو يتفكر ماهي  هذه النعمة ؟قال : {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ } لِمن ؟,قال :{ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون} إذاً وأنا أقرأ الآية هذه  من المفترض أن قف وأن لا أتجاوزها ، وأسأل نفسي هل أنا أشعر بالرحمة هذه وأنا أقرأ القرآن ؟ هل أشعر بالذكرى وأني أتغير؟ ، أو لديَّ  مشكلة في { لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون }.؟

هل انا من المؤمنين؟  لأن الله سبحانه لا يكذب جلَّ وعلا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا )  مستحيل يقول لك أن القران فيه ذكرى ورحمه للمؤمنين ثم أكون أنا وأنت من المؤمنين ولا يكون لك ذكرى ورحمه ولا تشعر بشي! إذاً أين المشكلة؟ في إيماننا؟ ، تريد اختبار سريع ؟ افتح سورة المؤمنون واسأل نفسكقَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ )ضع بجانبك ورقه وقلم ثم اكتب صفة الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ  ) وضع الفروض التي صليتها اليوم ضع أمامها صح أو خطا وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) وتذكر كم كلمة قلتها في فلان وفي فلان وفي فلان وكم كلمة اتَّبعت فيها هواك ولم تُعرض,, وكم مجلس جلست فيه كان الناس يخوضون وأنت معهم من الخائضين !، لماذا  يا جماعة أتكلم عن القرآن ؟لأني سألت نفسي عندما وردني عنوان المحاضره سألت نفسي من أصدق القائلين ؟ الله جل جلالهوَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا  )، وما أصدق الكلام ؟ هو كلام الله سبحانه مستحيل نصدق ونحن لا نعرف الكتاب! الصدق الذي ينفعك والله لن تحصل عليه بدون هذا الكتاب ، سؤال .. لماذا لا نشعر بطعم القرآن ؟ هذه أسئله مهمه أو لا ياجماعة ؟ اسأل لماذا أنزل القران؟ لتدبره، حسنا بأي عضو ؟ القلب ، حسنا لماذا لا نشعر بطعمه ؟ كيف أبدأ ؟ وكيف اعرف ماهو الذي يغلق القلب ؟ الله يقول ( أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالهَا)  حسناً ماهي هذه الاقفال   ؟ ياجماعة كل شي مفصل في القرآن ! يقول الله عز وجل وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ) هذه الآيه نقيسها على أنفسنا .. هناك آيات يقول الله فيها  (لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) وهنا يقول الله  (ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّه ) حسنا ماذا كانت ردة فعله من الآيات ؟ كيف علاقته بالقرآن ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ )سمع في الصلاة وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)  وخرج يسب في فلان ,, سمع القرآن في الصلاة قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )  ثم خرج فأطلق بصره على النساء ومحارم الله  ! هذا أسمه ذُكِّر بآيات ربه فأعرض عنها,, حسناً ما علاقة هذا بالقرآن وعلاقتي بالقرآن ؟ قال الله ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا. وَنَسِيَ  )نسي أي أن ما ذُكِّر به في الآيات لم يثبت في فكره وقلبه ونسيه سريعا ، لأنه أساساً لم يعرف ماعلاقته  بالقرآن أصحيحه أم لا ؟ ! ( وَنَسِيَ    ) ماذا  نسي ؟ لم يحفظ ؟ القضيه ليست قضيه حفظ ! وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) ما علاقة ما قدمت يداه بالقرآن ؟هنا يأتي الصدق بالأفعال والأقوال

صدقك مع الله صدقك مع الخلق كله لن تأخذه كما يحبه الله إلا من كلام الله قال سبحانهفَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا )انظرو الجزاء ! إِنَّا جَعَلْنَا)  على أي عضو ؟ ( عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ) ماذا ؟ (أَكِنَّةً  ) مثل التوابيت ، ما وظيفه هذه التوابيت أو الأكنه ؟وظيفتها أن تمنع أن يقرأوا  أو أن يسمعوا أو ماذا  ؟أي أمر ستحرمهم يارب ؟قال تعالىإِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ )يجعله  يقرأ يقرأ ويُنهي عشرين جزءاً ، وتقول له أين وصلت ؟ يقول وصلت عشرين جزء !تقول  ماشاء الله بالله حدثني  ماذا استفدت من العشرين ؟تجد أنه لم يستفد شيء ولم يفقه شي  ! قرأ فقط ما فقه شيء (أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ ) هنا شاهدوَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا )يعني إذا ما دلنا القرآن على الصدق والله لن نهتدي! إذا ما هدينا إلى كتاب الله والله لن نهتدي ! ماذا يعني هذا الكلام ؟يعني ياجماعة عندنا أزمه صدق مع رب العالمين ، أول قضيه مع رب العالمين في مسألة الصدق ، تقول لشخص أتصدق أن رب العالمين سيحاسبك ؟ يقول نعم ، حسناً أتصدق أنك لو تركت شيء لله سيعوضك الله خيراً منه ؟ يقول لك نعم ،لكن تأتي تجد حياته مختلفه تماما .. ماذا يعني هذا الكلام ؟ دعونا نأخذ قصة أكثرنا يحفظها ويعلمها الكثير منا منذ الصغر ألا وهي قصة الجن

 الجن سمعوا  القرآن مره واحدة ,, وهناك قائمة من تأثيرات القرآن عليهم (فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا  ) يقولون والله في  حياتنا كلها ما سمعنا  مثل هذا الكلام!ماذا  استفادوا منه ؟( يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ  ) يغيِّر حياتك وماذا بعد ؟ يهدي؟ كلنا نعرف  أن القرآن يهدي ! لا,, قالوا ( ف) فاء الفوريه فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن   اتخذوا قرارات بسماع مره واحده ، والله عندما قرأت سورة الجن  قلت سبحانك يا رب, الجن بسماع القرآن مره واحده عملوا  كل هذه الأشياء وقرروا هذه  القرارات الخطيره ! قرارات تغير عقائد! كانوا على الكفر وتغيروا للإسلام وقالوا وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) والله ما ندعوا غير رب العالمين ! والله لا يذل لنا جبين لغير الله عز وجل !والله ما نطلب مسألة لا يقدر عليها غير الله إلا من الله! ولا نخاف من أمر لا يقدر على حمايتنا منه أحد غير الله إلا من الله!سبحان الله ، ثم قال الله في الآية الأخرى وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ )يسمعون ؟ لاا (يَسْتَمِعُونَ  )، اسأل نفسك وأنت واقف تصلي هل أنت تسمع ؟ أو تصلي؟ أو تستمع؟ أو ساهي ؟ لأننا نحتاج نقيِّم أنفسنا ياجماعة ونراجع أنفسنا  فلا يغرك كلام الناس عنك لأنه لن يغير عند الله شي ، لكن ما يعلمه الله عنك هو كل شي ، فاسأل الله أن يسترك ويجعلك تحت ستره وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ) تريد أن تغير من الكذب للصدق ؟ تريد أن  تتغير ؟ كلنا يا جماعة عندنا مالا يعلمه إلا الله ونحتاج نغير.. تريد أن تتغير ؟ اتبعوا الخطوات هذه: قال تعالى  يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ )  عندنا القرآن يُتلى في السيارة وهو يتحدث في الجوال ! يا أخي أغلق المذياع  أو أجِّل الاتصال لأن  هذا كلام الله ، فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ ) هذا كلام لا يُقاطع فَلَمَّا قُضِيَ  ) انظروا  الأدب هناك مواضيع مهمه بينهم! لا ,,دعوا كل المواضيع المهمه. فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم)   انظروا إلى  التغييرالذي حصل في حياتهم وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم )  مسلمين ؟ لا لو كانوا مسلمين لكان أكبر نجاح في الأرض لأن الدخول في الإسلام أعظم قضيه ، مؤمنين ؟ لا أعظم منها ، متقين ؟ لا أعظم ، محسنين ؟ لا بل أعظم ، بل تعدوا كل هذه المراحل ! وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ  ) بعد أن امتلأت قلوبهم باليقين  (قَالُوا يَا قَوْمَنَا ) تخيل أحدهم  يذهب من عندك وأنت تعرف أن جميع الذنوب يفعلها ثم يرجع لك متغير ثم تقول ماذا حدث لك  ؟ يقول سمعت كلام الله ، ما هذا التغيير قالوا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ سمعنا كلام عجيب يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ) صدق ليس به بكذب ....

, قرآن لا يوجد فيه ولا حرف كذب ..( إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ۚ)

( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ )

( إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )

 

القرآن علمنا , أنا إذا استفدنا نعلِّم غيرنا (يا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ   ) ثم جاءوا بمنهج الترغيب والترهيب

(يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) وإذا كنت لا تريد

( وَمَن لّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ )

سبحانك يارب !

قصة نعلمها جميعاً , قصة موسى عليه السلام وهذه فيها صدق مع رب العالمين .. ووالله لو لم نخرج من الدنيا إلا بهذه القضية لكفانا

 هل نظن ياجماعة أن الانسان سيحيط بقضايا الصدق كلها؟ , الصدق مع الله يحتاج سلسلة محاضرات

الصدق مع البشر يحتاج سلسلة من المحاضرات , صدق النبي عليه الصلاة والسلام قبل الإسلام وبعد الإسلام يحتاج لمحاضرات.

لكن لعلنا نأخذ من هذا البحر العظيم قطرات

 (  قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا )

قصة موسى عليه السلام لو تسأل أي أحد منا  الآن سيقول لك معروفه  معروفة قصة موسى عليه السلام صح ؟

عندما قال الله له عز وجل ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ )

هل ظنك أن الله يريد أن نعرف عن القصة فقط هذه القضية ؟

هل تظن ذلك؟ لا

لأن العبره من هذه القصص هي أن  تغيرك من حال إلى حال بإذن الله يقول الله جل جلاله (يَهْدِي ) انظر إلى الدقة في العبارة

(يَهْدِي بِهِ  ) أي بسبب القرآن,, من الذي يهدي ؟

ومن الهادي هداية الدلالة وهداية التوفيق من هو ؟, الذي يوفقك للهداية ويقلب قلبك من هو ؟

( يَهْدِي بِهِ اللَّهُ ) وهذه لا يملكها أحد ,,هداية التوفيق والإعانة لا يملكها إلا الله , اسأل الله أن يهدينا إياها أتم الهداية .

قال ( يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ  )

من قرأ ؟

لا

من سمع ؟ من حفظ ؟

( مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ )

ماهي  القصة ؟

يقول الله عز وجل دعونا نتدبر هذه الآية , يقول الله سبحانه وتعالى ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ )

مع أن الله يعلم أنها عصى ؟

هو الذي خلقها , وخلق اليمين التي تمسكها وخلق من يمسكها

( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ * قَالَ هِيَ عَصَايَ  ) هل قال عصا هكذا ؟

أو قال هي عصاي ؟

وخذها قاعدة الآن أنا إذا سألتك عن شيء لا يهمك فإنك تسمي هذا الشيء دون أن تنسبه لك , مثل كرتون مناديل في سيارتك سألتك عنه ستقول كرتون مناديل ولا تقول كرتون مناديلي لأنه لا يهمك

 

لكن إذا سألتك عن الجوال ستقول جوالي لأنه مهم جدا عندك لذلك دائماً تنسب ماتحب لك , ثم بدأ موسى عليه السلام يذكر لله عز وجل وهو أعلم..يذكرله ماذا تعني هذه العصا بالنسبه له ,وكم يستفيد منها

طبعاً أهل التفسير منهم من قال استِئناس موسى وفرحه بربه أراد أن يطيل بالمقام , كما قال ابن تيمية عليه رحمة الله .

اختلاف المفسرين اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد .. هذا حق لكن لا يعني أن هذا هو المعنى الوحيد

ابن الصلاح إمام المفسرين يقول( واعلم انه لو فتح الله عليك في الآية الواحدة ألف معنى والله ما أدركتَ معاني الآية كلها , لأن كلام الله صفته وصفة الله لا يدركها أحد) .

يفتح لك ألف يفتح لغيرك ألفين .. ولا تنتهي عجائبه , لكن موسى عليه السلام أراد الله أن يثبت القضية

فموسى عليه السلام يثبت الآن هذه القضية لي ولك .. هذا الكلام ما نزل لليهود لأنهم ماتوا

ولا للنصارى في عهد عيسى عليه السلام  لأنهم ماتوا .. هذا الكلام لي ولك

والله يقول ( لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ  ) فقال ( هِيَ عَصَايَ )

حسنا ماذا يستفيد منها ؟

قال (أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا) يعني لا أحتاجها في بعض خطواتي إنما  أحتاجها في كل خطوة , انظرالى علاقته الوطيده بها

قال ( أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي)  

يعني هذه العصا قد يسَّر الله لي بها أمور كثيرة

 ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ )

قال ابن عباس رضي الله عنهما :

كم دافعت بها من سبع .

وكم يضرب بها,, قال ابن كثير يضرب بها أغصان الشجر بدلا من أن يتسلقها  

وقال وكم ركزها في الشمس ووضع فوقها قماش واستظل بها.. قال ( مَآرِبُ أُخْرَىٰ  )

الله عز وجل يقول لموسى ( قَالَ أَلْقِهَا )

لا إله إلا الله !

هو يقول لا يستغني عنها (قَالَ أَلْقِهَا )

القضية تحتاج صدق مع الله عز وجل

هل موسى قال ليس لديّ غيرها أهش بها على غنمي ؟

هل قال موسى ستبدلني بعصا أخرى ؟

هذا تعاملنا مع الله في واقعنا !

تقول لأحدهم لا تعمل  ببنك ربوي اترك البنك يرزقك الله عز وجل , يقول لك إئتِ لي بوظيفه وسوف أترك البنك الربوي  لله!

لا ما تركته لله!! , أنت لستَ بصادق , ما تركته إلّا لأجل الوظيفة الأخرى ..

قال الله (قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ  )

ماذا قال موسى ؟

 ( فَأَلْقَاهَا) لماذا  الفاء ؟

 

كل حرف له طعم بالقرآن , والله الحرف له طعم في لغة العرب

فاء الفورية ,, عندما أقول : دخل محمد فخالد .

يعني دخل وراءه مباشره.

عندما أقول : دخل محمد ثم خالد .

يعني على التراخي يمكن بعده بخمس دقائق,,أوعشر دقائق .

الآن  تقول لأحدهم اترك الدخان حبيبي الغالي والله يؤذيك.

 فرق بين عصا موسى التي تنفعه وبين الدخان الذي يضره

تقول اتركه فهو يضرك ومكتوب عليه يسبب السرطان الله يعافينا وإياكم  .. يقول لك اصبر سأنظر في الأمر

سأفكر.. هنا نحتاج لصدق مع الله ,, أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الصادقين

ويجعلنا الله  مثل سيدنا موسى  يا ذا الجلال والإكرام في الإتباع والصدق .. لا إله إلا الله

( فَأَلْقَاهَا ) حسنا  أين المأرب وأين احتياجه لها ؟ ترك كل الأسئله وتعامل مع الله  بصدق ووالله لا يخيبه الله عز وجل

الله أعظم من أن يخيبك وأنت تصدق معه .. والله ما يفعلها رب العالمين جل جلاله سبحانه

حسنا يا موسى ما الذي سوف يهش على غنمك ؟

 ليس له علاقة في ذلك فقضيته أن يصدق مع رب العالمين وهو يدبره , والله لن يتعامل مع الله ويخسر .

قد تتعامل مع ملك لدولة من الدول ويوعدك بأشياء لكنه يموت في اليوم التالي !!!

(  وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ  ) يوجد أحياء كثير لكن أعطاك صفة أخرى  ليست لأحد إلا لله

قال ( الَّذِي لَا يَمُوتُ   )

توكلت عليه اليوم يمكن يأخذ الله روحه في نفس اليوم .. فتضيع آمالك وطموحك.

قال (  وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ   )

حسناً  ألقاها موسى .

الآن ياجماعة عندنا فشل في تصديق الله سبحانه وتعالى لأجل هذا والله لو فهمنا الآية هذه فقط في التصديق والصدق مع الله عز وجل

أقسم بالله أن تعيش انجاز وراء انجاز وراء انجاز ولا يعين على ذلك إلا الله ,

فأسأل الله أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته

وكل مسلم , (  أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ ) أحدنا يقول الآن من المفترض تصبح العصا ذهب لأن الله كريم وسيعوضه بما هو أعظم وهو الذهب

هنا نفشل بالتعامل مع الله , الله سبحانه لا يختبرك اختبار واحد وتنتهي القضية

أقل شيء اختبارين وراء بعضهم

والله سبحانه وتعالى سيختبرك ! سيختبرك والقرآن كل قصصه فيها اختبارين أو ثلاثة لن تجد اختبار واحد !

 ﴿ إنما هي فتنة ﴾ ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا ﴾ أتريد الجنه دون عناء أو ثمن ؟ النار والعياذ بالله سهلة "الله يجيرني وإياكم منها"

الله عز وجل عندما ألقى موسى العصا ماذا يقول رب العالمين سبحانه ﴿ فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ ﴾ ذهب ؟ لا ﴿ فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴾ يا ليتها حيه جاثمة في مكانها فقط,, لكنها  حية وتسعى بل وصفها الله وصف مخيف أكثر من هذا قال ۚ ﴿ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَان ﴾ ٌّ ْكأنها جنيّ تهتز في وجهه ﴿ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ﴾ سبحان الله! ماهي  الرسالة التي يريد  الله سبحانه أن يوصلها لي ولك ؟

قال الله لموسى أقبل ولا تخف موسى عليه السلام يقول يارب أنا لا أريدها  ولا أريد أن أهش بها على غنمي ولا غير ذلك قال الله﴿خُذْهَا ﴾ ماقال اقترب منها,, قال خذها- سبحان الله - حينما كانت تنفعه وله فيها مآرب أخرى قال له ألقها وعندما أصبحت حية تسعى قال له خذها ,, الله اكبر! مالذي يريد  الله أن  يوصله لي ولك ؟؟ أنه سوف يختبرك بأن تترك شيء تحبه وتأخذ شي تكرهه لله,, عندما مدّ موسى يديه عند العصا لدغته ؟والله إن الله أعظم من أن يخذلك ﴿ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى ﴾ لأن الله المتحكم..أنت ستطرد من وظيفتك تكلموا عليك بسوء,, الله قادر أن يجعلهم  يتأسفون منك,, لا إله إلا الله لكن عندنا مشكلة في صدقنا مع الله أننا لا نصدقه  فعلا عندما ننظر إلى أفعالنا فإنها تناقض ما نتكلم به  وإلا لو صدقنا الله انتهت القضية نحن نتعامل مع الله كما نتعامل مع الناس أعطيتك اعطني ,,هذا ليس صدق مع الله فلأجل هذا ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ والله يقول أنه سيختبرك إذا أنت صادق أو لا! ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ فَلَيَعْلَمَن ﴾ يعلم ماذا؟ ﴿ فَلَيَعْلَمَن اللَّه الَّذِينَ صَدَقُوا َ ﴾ هل أنت صادق مع الله أم لا ؟ وأعظم الصدق الصدق مع الله ,,إذا أنت ما صدقت مع الله  فقد فشلت ولن تصبح ناجح في أي شيء ﴿ فَلَيَعْلَمَن اللَّه الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَن الْكَاذِبِينَ ﴾ ﴿ قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ﴾ أخذها موسى ؟ أخذها موسى ..هنا بدأت حكاية النجاح مع موسى عليه السلام. أعطاه الله أعظم جائزة ما هي الجائزة هذه؟ أعطاه الله إيمان في قلبه ويقين يجعله لا يهتز ,ماذا يعني هذا الكلام؟
خذها قاعدة حبيبي الغالي نحن عندنا أزمة تصديق ,,أزمة إيمان كلما تركتَ شيئاً لأجل الله خالصا لوجه الله يزيد إيمانك وكلما أخذتَ شيء تكرهه لأجل الله يزيد إيمانك وإذا زاد إيمانك من سيكون الرابح ؟ أنت

لأجل هذا نجد  عندنا في المستشفى أُناس لديهم سرطان وتجدهم من الصبح  إلى الليل يقولون الحمدلله والله إننا في خير والله إننا في عافية ودائما في خير وما رأينا من ربنا شر بالمقابل تجد آخر  وقد أصابه بعض الصداع في الإسعاف وقد أزعج العالم كله بتضجره وألمه لماذا ؟ الأول عنده إيمان ,,أعطاه الله إيمان يثبته حسنا ! موسى هو موسى ؟؟ لا,, موسى تغيّر وعصا موسى تغيرت وكل شيء تغير في حياة موسى لأجل أنه نجح مع الله في هذا الموقف حين صدق وعندما جاء أمام  فرعون القوا السحرة سحرهم أليس كذلك ؟ الله يقول ﴿ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيم ﴾ وإذا قال العظيم عن شيء أنه عظيم فاعلم أنه عظيم ﴿ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ﴾ وفي الآية الأخرى ﴿ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ ﴿ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ ﴾ لكنه عظيم في جهة مقارنة السحر بالسحر هو عظيم,, الله سبحانه يقول ﴿ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ ﴾ يعني كل من حضر صار ينتفض  ويرتعب من الرهبه

أي المواقف أخطر؟ الإبتلاء الأول أو الإبتلاء الثاني من جهة المخاوف؟  الثاني أليس كذلك ؟, الأول كانت حية واحدة لم يكن هناك  فرعون ولا أحد سيقضي عليه صح؟ ومع ذلك﴿ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ  ﴾ والثانية ﴿ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) ﴾ لماذا  ؟لماذا  يبتليك الله بابتلاء أعظم ويكون خوفك أقل لماذا ؟ لأن الله عز وجل زادك إيماناً والمؤمن لا يخاف,, فإيمان موسى أعظم فابتلاه الله بلاء أعظم لكن أعطاه من الإيمان ما يجعل هذا البلاء لا شيء واضح ؟

حسناً لو أن موسى عليه السلام رفض أن يُلقي العصا مثلما نرفض نحن  أن نطيع الله في أمور كثيره هل كان موقفه أمام  فرعون ومآله في الأمر على تلك الصوره؟ وهل كان لصالح موسى ؟؟طبعا لا,, كانت عصاه ستبقى كما هي يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه ولا تنفعه بشيء ,,لذلك حينما تصدق مع الله يرفعك الله ويزيد إيمانك معنى هذا الكلام أنك إذا تركتَ شيء لله تحبه وأخذتَ شيء تكرهه لله أقسم بالله أن ذلك سينفعك في مواقفك المستقبليه القادمه

 

 

"  فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ " قالوا يا موسى جعلتنا في مأزق وسينتهي أمرنا " أُوذِينَا مِنْ قَبْل أَنْ تَأْتِيَنَا  " يعني كنا معذبين من قبل أن تأتي " وَمِنْ بَعْد مَا جِئْتنَا  " هذا الآن قادم ليقتلنا ونحن كنا  نخدمهم ونغسل ملابسهم كان يقتل أولادنا أمامنا الآن ماذا سيفعل وهو يقول  " لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ"  !؟ هذا البلاء أشد من الأول ، أوجس في نفسه خيفة ! قال "كَلّاّ " الله أكبر ما هذا الإيمان ! ما هذا الإيمان عندك يا موسى حتى يكون البلاء أشد ثم تقول  " كَلاّ " لم يقل إن معي عصاي وفي هذا لفتة عظيمة قوية جداً لكل من رفعه الله  درجة إما بمنصب أو مال أن يعتز بماله أو جاهه أو بما آتاه الله ، ما قال إن معي عصاي ,,لا ! قال " إِنَّ مَعِيَ رَبِّي  " ما قال سوف يهدينِ .. سوف للبعيد المستقبل أنا أقول سوف آتيك إذاً لا تنتظرني عند الباب بقي وقت كثير كي أأتي  لكن عندما أقول سآتيك يعني افتح الباب قال : " إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ  " لفتة عظيمة عندما ألقى السحرة سحرهم قال الله : " فأَلَقاَهَا " ..  " فإَذِاَ هِيَ " كلها فاء فورية لماذا ؟ لأنه هو كان سريعا في طاعة الله سريع في الإستجابة .. فاستجاب الله له " هَلْ جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان  " .. " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا ". ما ذا قال الله عز وجل " قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ  " فإذا فهمتَ القرآن لن تُخطئ بإذن الواحد الأحد الآيه التي تفهما لن تخطئ فيها قال الله " فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب " في هذه الآيات يريد أن يذكِّرالله الذي يقرأ القرآن  أن هذه العصا التي تركها لأجلي أصبحت  مرتبطه بكل مواقف الفرج! يجعلك الله تفكر أنك تتاجر مع الله ..السيجارة التي معك تتاجر بها مع الله سبحانه وتعالى إذا تركتها لأجله  .. الجوالات والأرقام المخزنة  والمقاطع أتاجر بها مع الله سبحانه وتعالى ، ووالله لن يخيبك الله لو خيبك الخلق جميعا  ،"  فَأوحَينَا إِلَى مُوسَى " مباشرة أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ " أحدهم  يقول أين أسلحتك أين دبابابتك ؟! تقف بها أمام فرعون وتقول إن معيَ ربي .. أين الآن الذي يواجهون الكفار ؟! نعم معك ربك لكن إذا صدقتَ معه سيصدُقك الله سبحانه وتعالى : " فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ " ف والله يا جماعة فيها إشارة لنا .. قال الله عز وجل "قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ " لماذا "  لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" لعله يقرأ ويتغير نسأل الله أن يعينني وإياك بهذا الكتاب العظيم .. قال " فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ " عندما مر موسى عليه السلام .. ما أعظم الله ! قال " فَاسلك لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ " لا ندعك تغرق فحسب بل لا ندعك تنزلق لا إله إلا الله ما أعظم الله إذا فرَّج.. فلما عبروا ظن موسى عليه السلام أن القضية في العصا فأخذ يضرب البحر لأجل أن ينطبق وتنتهي القضية ويرجع فرعون إلى أمواله وقصوره .. فقال الله له :" وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا " لا تضرب بالعصا القضية ليست عصاك .. هو لم يتحرك بعصاك هو تحرك بأمر الله .. " وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا  " أنت يا موسى تريد أن تنجو وينجو هو وأنا أريدك أن تنجو ولا ينجو هو .. لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين .. "  إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ" نحن لم نخرجهم من جناتهم لأجل أن نرجعهم فيها مرة أخرى " فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

 انتهت القضايا ! لااا هذه القضيه الوسيطة والإختبار الذي نجح فيه موسى وصدَق فيه كان تفريج لموسى في كل كرباته في دنياه وأسأل الله وهي كذلك أن تكون تفريجا لكربته يوم القيامة - حين يقول الأنبياء اللهم سلّم سلّم وهو من أولي العزم من الرسل .. وهو في الجنة أسأل الله أن يجمعنا به في جنات النعيم .. لما اشتد الجدب ومات الزرع وجف الضرع وكاد بنو إسرائيل جميعا أن يهلكوا " وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ " في العادة انه في الجفاف نصلي لله فيُنشئ الله السحاب الثقال إنشاءاً ثم ينزل المطر .. هنا الله يريد تذكيرك أن التجارة مع الله  لا تنتهي بوقت " وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ " لا إله إلا الله القضية ليست في العصا .. القضية  أن الله يُعلِّم  كل من يقرأ القرآن أنه لابد له أن ينجح في اختباره مع الله في كل ما يملك " اضْرِبْ بِعَصَاكَ  " لاحظ وتأمل أن عنده جبل وكثبان رمليه وعنده تراب وعنده أحجار وهو أقسى مكان يمكن أن يفتح ؟! فالله يأتيك من أصعب المواقف وأصعب الأماكن .. ما هو الأصعب ؟ التراب أم الرمل أم الحجر ؟! اضرب أصعب شيء أفتحه لك ! لا إله إلا الله " اضرب وانفجرت  ! وفي آيه   فانبجست  " عين واحدة؟ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ " هذه القصة الوحيده لو استفدنا منها في صدقنا مع الله عزوجل والله ستتغير حياتنا مع الله ومع خلقه .. لأنه ما الذي يجعلني أكذب عليك ؟ إما أني أخاف منك أو أرجوك ! وأنت بشر مثلي فأنا لا أخاف منك ولا أرجوك .. لن أسعدك على حساب علاقتي مع الله عز وجل لأنك لا تملك لي نفعا ولا ضر ..

أنت مدير على عيني ورأسي ولكنك لا تملك لي نفعاً ولا ضراً ولن تنجيني عند الله سبحانه وتعالى إذا كذبت عليه وأرضيتك .. لأجل هذا لما تخلف كعب بن مالك رضي الله عنه وأرضاه والقصة تعرفونها لكن نمر على شواهد منها .. لما تخلف كعب و الناس حينها متحمسين لهذه المعركة الصادقين منهم - أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم - جاء سبعة فقالوا يارسول الله إنا قد ودَّعنا أهلنا وقلنا لهم لن نرجع إليكم إلا إذا شاء الله .. نحن خارجون مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في ساعة العسرة..  في أشد ظروف الحرب لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ".. -حر وطول طريق- فجاء سبعة وقالوا يا رسول الله نريد زاد وراحلة لا نريد شيئا آخر أرواحنا نقدمها لله نريد فقط زاد وراحلة .. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : لا أجد ما أحملكم عليه .. وفي هذا يا جماعة درس في الإخلاص .. والله العظيم لن يحبك الناس بقوتك وحولك ولن ينفعك ذكر الناس لك بحولك وقوتك ولن تجعل في قلوب الناس أنك صالح بحولك وقوتك وهذا مذكور في القرآن  - لا تظهر للناس صلاحك لأجل أن يقولوا صالح لا تظهر لهم حتى يقولوا صالح .. أنت تعامل الله بصدق وهذا يكفيك  إذا رضي الله سبحانه وتعالى .. (إن صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب )

المنافقين لما جاؤوا عند النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قالوا؟ أظهروا الصلاح أم أظهروا الفساد؟

, جاؤوا عند النبي عليه الصلاة والسلام في المسجد قالوا والله نشهد  إنك لرسول الله

كلام صدق أم كذب؟ صدق إنك لرسول الله ,أظهروا شيء غير الذي أبطنوه

فأظهر الله الذي أبطنوه,, قيَّمهم بما أبطنوه

قال (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)

حسناً هم قالوا صدق أم كذب ! لا إله إلا الله

لا تجهد نفسك أن تُظهر للناس أنك صالح , اجهد نفسك بينك وبين رب العالمين أن يعلم هو أنك صالح.

هؤلاء لما جاؤوا قالوا يارسول الله زاد وراحلة,, قال لا أجد ما أحملكم عليه , لم يبكوا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُظهِروا أنهم صادقين

لم يحاسبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سيحاسبهم هو الله , فهُم تولوَّا صح؟

هل النبي عليه الصلاة والسلام يرى أعينهم؟

لا يراها , فالله يُثبت ليس للنبي عليه الصلاة والسلام ولا للناس في زمانهم , بل يُثبت لأهل الأرض كلهم أن هؤلاء صادقين

قال (تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ) ما قال تدمع قال (تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ)

حسناً لو واحد أمامهم قال هؤلاء يتباكون أمام النبي عليه الصلاة والسلام لكي يقول أنهم صالحين

لكن الله قال (حَزَنًا) , ترى الحَزن هنا في القلب  .. وليس هنا في العين ..

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن .

يعني الله سبحانه يثبت أنهم صادقون فإذن لا تتعب نفسك ,

حسنا ما الذي حصل ؟

فتخلف ثلاثة ومنهم كعب بن مالك رضي الله عنه , لما رجع النبي عليه الصلاة السلام من الغزوة

وقال لهم عليه الصلاة والسلام إن في المدينة أقواما ما وطِئتم موطئا يغيض الكفار ولا نلتم من عدو نيلا , إلا كتب لهم مثلكم تماما , إلا كتب لهم به عمل صالح .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله وهم في المدينة ؟!

 وأحدنا ينزل من ناقته فينحرها حتى يشرب ماءها ؟!

قال: نعم , الله سبحانه الذي كتب لهم الأجر .

كعب بن مالك ضاقت عليه الدنيا كلها , بقي خمسين يوما لا أحد يكلمه يقول حتى إني أدخل مسجد النبي عليه الصلاة والسلام يقول وأسلم عليه والله لا أعلم إن هو حرك شفتيه يرد السلام أم لا !

تخيل لو تسلم على واحد لا تعرفه في مكان ولا يرد عليك ! والله تتضايق , صحيح ؟

فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم !

حتى ذهب يسأل ابن عمه وأحب الناس إليه - يريد أن يطمئن فقط على ذرة إيمان باقية في قلبه - سأله : هل تعلمني مؤمنا وتعلم أني صادق ؟

مستحيل يقول نعم والنبي عليه الصلاة والسلام لا يكلمه , قال : الله ورسوله أعلم .

ضاقت عليه الدنيا , الله تعالى يصف حالهم يقول : (وَضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ)

قال (وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ ..) ماذا ؟

إن تضايق الإنسان من مكان غيّره , إن تضايق من مدينة غيّرها , لكن إن تضايق من نفسه أين يذهب ؟!!

(وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ) , فجاء كعب بن مالك للنبي عليه الصلاة والسلام فقال له ما عذرك ؟

يدخل المنافقون يقولون والله العظيم إننا كنا مشغولين ومتعبين

يحلفون لكم ليرضوكم "بالكذب" !

والله يريدك أن تصدق (فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَىٰ)

وهنا نقطة مهمة " إذا لم يرض الله فلن يفيدك رضا أحدهم "

لا أريد أن يرضى عني أحد إلا الله , إذا رضي فإنه يرضيهم جلّ جلاله سبحانه ,

(إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) - والصدق من أعظم الصالحات - (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا)

ليس أنا الذي أجعل لي وداً ,,

 ترضي أناس وتُغضب أناس لكن إذا أرضيت الله انتهت القضية .

 

قال يا رسول الله لقد علمتَ بأبي أنت وأمي أني قد أوتيت جدلا , أي عندي فصاحة , شعر باستطاعتي أن أقول لك بيتين وأقول لك كلمتين ترضى بها عني وتصدقني ,

أستطيع أن أقول لك مثلما قال المنافقون , قال وإني علمت أني إن قلت لك قولا يرضيك عني

والله يعلم سبحانه أني كاذب لن يرضى الله عني وسيعلمك , قال والله يا رسول الله ما كنت يوما أيسر حالا من حالي يوم أن تخلفت,

كان عندي راحلتين وكان في تلك الغزوة الرجلين يقتسمان في اليوم تمرة - انظر حال الشدة "تمرة" ! -

تدخل أنت الآن مطعم تأخذ فوق ما تحتاج , وجبتين صح ؟

الرجلان يقتسمان في اليوم تمرة !

تخيل وجبة البطاطس قطعة واحدة منها فقط !

والعشرة يتناوبون على بعير ,

فقال له أنا كان عندي بعيرين وكنت أيسر حال وعندي مال وعندي و عندي لكني تخلفت .

فالله سبحانه وتعالى لما ذكر قصته قال : (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ )

يا الله !!

(وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )

انظر الرسالة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)

أما المنافقون كلهم جاءت سورة التوبة تفضحهم واحد واحد , ومنهم من يقول, ومنهم من يقول, ومنهم من يقول,

الذي استأذن قبل , والذي بعد , الذي قال لا تفتنّي ...

فسبحان من نجى هؤلاء الصحابة بالصدق فأسأل الله أن ينجينا وإياكم بالصدق .

ختاما .. المواضيع والمحاور أحبتي أكثر من أن تُذكر لكن

والله كل ما تحتاجونه ستجدونه في كتاب الله ..

وكل قضية نريد أن نطرحها هي في كتاب الله , قال ابن عباس رضي الله عنهما : والله لو أضعت عقال بعيري لوجدت ذلك في كتاب الله.

 

ختاما سأذكر قصة قصيرة ثم وقفة مع الصدق.

هذا رجل يعيش في الحي الذي أسكن فيه , كان هناك أحد العمال من دولة شقيقة , أخ لنا في الإسلام وكان يسكن في عمارة بجانب المسجد

فكان هذا الرجل - الذي أتكلم عنه الآن - كان يحسن إليه ويدخله البيت كأنه أخوه.

فهذا الرجل كان عنده شيء من التطفل وكان دائما ينظر- والله سبحانه وتعالى يقول: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ..) ما أعظم هذا الكتاب كل خطواتك , لفتاتك موجودة هنا في هذا الكتاب -

(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ) فكان دائما يسأل هل اشتريت سيارة جديدة ؟!

هل جمَّلتَ حديقة بيتك ؟!

 

طبعا دون أن يقول "ما شاء الله" .

فيقول الرجل بدأت أشعر في ظهري بألم عجيب , ألم لا يُطاق , أصبحت لا أنام ,

يقول من المحتمل أن حبيبنا هذا الذي أحسنّا إليه أصابني بعين ,

يقول فقلت مالي إلا أن أصدق مع الله سبحانه وتعالى وأستعين بالله , فقالت له زوجته لماذا لا تأخذ أثر منه قل له !

يقول فقلت دعيني أعمل عمل أعظم من هذا دعيني أستعين بالله سبحانه وتعالى و أستخير وأسأل الله سبحانه إن كان هو سبب مرضي أن يسبب لي الأسباب و آخذ منه الأثر وييسر لي هذا الأمر

وإن كان ليس هو فأسأله سبحانه وتعالى أن  يتوب علي في شكي وظني .

يقول هذا الرجل اشترت  له زوجته حذاء - أجلكم الله - فقالت دعه للمناسبات

 

فيقول بل سآخذها في أعظم مناسبة التي هي صلاة الجمعة , يقول فتطيّبت وخرجت بالنعال على رجلين أحتسب الخطى ,

يقول فذهبت المسجد دخلت وأتيت عند الروضة لأتسنن فإذا بأحدهم يضرب على كتفي , يقول فالتفتُّ فإذا هو صاحبنا هذا

فقلت إنها فرصتي أكلمه الآن و أقول له ما رأيك بعد الصلاة تأتي  لتشرب معي القهوة  !

فقال سجدت لله عز وجل وقلت يا رب إنه ورائي الآن فإن كان هو أرجوك أن تيسر لي أن آخذ من أثره ,

يقول فبقيت  أخطط ثم قلت لماذا أنا أخطط عن رب العالمين ما قلة الحياء هذه !

هو سبحانه ( إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)

 (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)

أحدنا يحاول يخطط لرب العالمين لماذا ؟ هل أنت مدبر الكون ؟! هو الله  مدبر الكون فلا تتعب نفسك .

يقول فسجدت دعوت الله سبحانه وتعالى حتى اطمأنت نفسي ثم رفعت وسلمت وجلست ,

صلينا الجمعة  ثم خرجنا , يقول والله حر شديد ,

يقول لما خرجت أبحث عن حذائي -أجلكم الله- لم أجدها !

الحذاء ضاع !

يقول قال لي إبليس تستحق ما جرى لك بقيت تدعو الله حتى ضاعت حذاءك .  

يقول فقلت اخسأ عدو الله والله إنه خير,

وكما قلنا لا يبتليك الله ابتلاء واحد , يوسف عليه السلام عندما دعته امرأة العزيز إلى الفاحشة فامتنع وقال معاذ الله لم يزوجه الله ولكن ادخله السجن !

قال السجن أحب إلي !

الكلام مطّرد

لكن حسبنا من القلادة ما يحيط العنق ,

يقول فقلت الآن أين أذهب من زوجتي ستقول لي : ألم أقل لك لا تذهب بها  إلا في  المناسبات فجاءني الشيطان من كل اتجاه جمع شياطينه كلها في ذلك الحين ,

فلم ألبث إلا وأشعر بمن يضرب على كتفي  فالتفت فإذا هو صاحبنا , قال لي ماذا بك ؟

قلت: أبدًا ليس بي شيء فقط الحمد لله قدر الله وما شاء فعل , الحذاء سُرق , فقال فقط ؟ أبشر خذ نعالي ,

يقول فقلت سبحانك يا رب , أتى الله بالأثر رغما عنه !

يقول وددت أسجد شكر لكن لا أريد أن يكون ذلك أمامه .

يقول فأخذت النعال وقلت سأذهب الآن إلى البيت وآتي بنعالي وأعطيك نعالك

يقول لما ذهبت والله على نار أريد أن  أسجد لله شكر قلت يا رب لك الحمد .

فذهبت البيت يقول نظرت زوجتي قالت ما هذا يقول فقلت لها أبداً هذا الله سبحانه جاءني بالأثر , أعطيني إناء به ماء.

يقول فوضعت النعال في إناء الماء , يقول فرحت وحمدت الله لأني استخرت فوفقني لهذا ,

يقول فذهبت وأعطيت الرجل نعاله قال ما بها غارقه بالماء ؟!

قلت لقد غسلتها لك .

يقول فأخذته كي أوصله لمنزله فاقترحت أن يتناول معي وجبة الغداء فقال إنه مشغول ولابد أن يذهب بملابسه إلى المغسله كي يغسلها فقلت له بإمكاني أخذها وغسلها لك ,

يقول فقلت سبحان الله أأسجد أمامه أم أجعلها بعد قليل ؟!

يقول فقال لا.. لا أريد  أنا أتعبك وأنت قد غسلت النعال ,

قال لا والله , ولكن هل تريدها مستعجل أم لا ؟

قال نعم , فقلت لك ذلك ..

يقول فغمرتها في الماء ثم صببت الماء على نفسي وصدق النبي عليه الصلاة والسلام ..

يقول والله لما أخذت منها خف الألم الذي في ظهري 80% ,

وقد كنت آخذ مقويات ومهدئات ومسكنات حتى الناس خافوا عليّ .

فسبحان الله انظر كيف الصدق مع الله في التعامل.

 

ختامًا:

بحث قدمتُهُ في حديث من ثلاث كلمات

كانت القضية عن الليدرشب القيادة

وكل واحد ذهب وأخذ من مصادر , و الله عز وجل قال في تزكية لسان نبيه صلى الله عليه وسلم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى)

في الحديث الصحيح قال النبي عليه الصلاة والسلام : (المؤمن مرآة أخيه).

هل تستطيع أن تصبح مثل المرآة ؟

أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام وآيات الله جل جلاله ليست ككلام الناس

المؤمن مرآة أخيه لم يقل "صورة " !

خذها قاعدة إذا ذكر الله عز وجل في القرآن بعوضة هو يقصد بعوضة

لا تطبق المثال على غير البعوضة

وإذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث البخاري:( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم ....الحديث ) فلا تطبقها على الناموس بل طبقها على الذباب .

النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل صورة , قال مرآة .

فسأذكر لك نقاط سريعة جدا وننتهي :

والله لو تعامل كل مدير وكل رئيس مع مرؤوسه بهذه الطريقة وهذا المبدأ وكل والد مع أولاده ومع زوجته ومع من يعول

وكل مدرس مع طلابه , وأي شخص يتعامل بهذه الطريقة أقسم بالله أن يكون أنجح الناس :(وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)

خير الهدي - لا يوجد أحسن منه - هدي محمد عليه الصلاة والسلام

لماذا اختار النبي عليه الصلاة والسلام المرآة ؟

 

الأمر الأول : المرآة لا تكذب , المرآة صادقة.

لو وقف أحدهم أمام المرآة وهناك قذارة في ثوبه بحجم معين هل تقول له المرآة ما شاء الله تبارك الله ما هذا الجمال ؟

لا ..

ولكن تعطيه أن هناك مشكلة , أليس كذلك ؟

الأمر الثاني : المرآة لا تبالغ , لا تقول ما هذه االقذارة !! اذهب غيّر ثوبك .

الأمر الثالث : تخبرك بالمزايا مع العيوب , تقول لك ثوبك كله نظيف لكن فيه كذا وكذا , ليست كعين الذباب تقع على المساوئ فقط .

 الأمر الرابع : مثلا قال لك أحدهم أنت لست جيد تدخل المجلس أكثر من مرة ولا تسلِّم فأنت تنبّهت لذلك فعندما دخل أحدهم ذهبت وسلَمت عليه – أنت الآن تنظف -  من المفترض أن هذا الشخص  لا يقول :  آلآن تُسلم ؟ بعد أن أخبرتك ؟!

بل يجب أن يمدحك مثلما كان النبي عليه الصلاة والسلام يمدح أصحابه ويشجعهم على التصحيح ,

إذن الأمر الرابع إن نظفت القذارة التي في ثوبك بمقدار 1% فإن المرآة لا تتجاهله بل تقول 1% ممتاز أصبح نظيف ,

الأمر الخامس : أنا ذهبت وتركت المرآة وجاء فلان من الناس ,

فإن المرآة لا تحفظ الصورة أي صورة الشخص الذي كان أمامها سابقا , لا تقول للشخص الذي جاء بعدك : إن فلان الذي قبلك جاء بثوب وسخ ليتك شاهدته , بل بمجرد ذهابك من عند المرآة الصورة تُقفل !

بمعني أنت ذهبت إذن لا أتكلم عنك في غيبتك .

الأمر السادس : لو كان هناك عيب ورائي فإن المرآة لا تُظهره , بمعنى أنه يجب أن تناقش مع أخيك الموضوع الذي أتى من أجله فقط , هل نحن فعلا نتعامل مع بعضنا بهذه الطريقة ؟

 

الأمر السابع: أن المرآة لا تصرخ يعني لا تُصلح بصوتٍ عالٍ ,

مثلا في ممر من الممرات بالجامعة تسمع دكتور يرفع صوته على طالبه لأنه ارتكب خطأ ما ويُسمع من يمر !

 

 

أو الطلاب مع بعضهم البعض , صحيح ؟!

سامحوني سأكون صريح وصادق , اللهم اجعلنا من الصادقين و من المستفيدين من هذا الكلام لأنه كلام النبي عليه الصلاة والسلام.

الأمر الثامن : المرآة لا تدُخل معك أحد في الصورة إلا إذا أنت أتيت بواحد معك , هذا شئ يرجع لك .

الأمر التاسع : المرآة تواجهك بنفس النفسية التي جئت بها.

جئت  غاضب ؟ تغضب معك , جئت تضحك ؟ تضحك معك .. لكن تخيل حبيبي الغالي وأنا أتكلم مع أساتذة وأعلم بإذن الله أنهم ليسوا كذلك ولكن أتكلم مع الجميع وأول واحد نفسي,

هل فعلا لما يأتيك ولدك يبكي تضحك بوجهه ؟ إن فعلت ذلك فإنك تكسره.

لأجل هذا النبي عليه الصلاة والسلام لما جاءه رجل قال ائذن لي بالزنا قال له اجلس.

-        أنت واقف وأنا جالس لا يصلح أن أكلمك هكذا اجلس- والقضايا أكثر من أن تُحصى في محاضره واحده ,كذلك  النبي عليه الصلاة والسلام لما يأتيه الصحابي يبكي

-        الحديث في البخاري – فيقول له ما فعل النغير يا أبا عمير , هو غلام حزين لأن طائره مات , تخيل تفعلها  مع طفلك و معه لعبة تقول ما شاء الله ما هذه اللعبة وماذا فعلت اليوم ؟ إنه سيطير من الفرح .

-        اختر مرآتك , تأخذ مرآة متسخة تعكس لك صورة خطأ,

فاختر صديقك ,,

 أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من الصادقين ,

أسأل الله سبحانه وتعالى الذي يسّر هذا اللقاء أن يتقبله خالصا لوجهه , اللهم يا رب اجعلنا من أوليائك وأهلك وخاصتك يا رب العالمين

اللهم اجعلنا يا ربي من أهل هذا الدعاء الذين تستجيب لهم يا رب , الذي قال النبي عليه الصلاة والسلام فيه "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك

ماضٍ فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك

أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا"

اللهم اجعله ربيع قلوبنا ..

اللهم انصر من نصر الدين , اللهم اخذل من خذل الدين , اللهم انصر كل المسلمين فوق كل أرض وتحت كل سماء , اللهم اجعلنا يا ربي نعيش بالتوحيد وبلا إله إلا الله

محمدا رسول الله ونموت عليها , اللهم اجزِ كل من قام على هذا اللقاء ومن حضره خير الجزاء عنا وعن المسلمين يا رب .

اللهم لا تبقِ في صدورهم أمنية هي لك رضاً ولهم فيها صلاح إلا كتبت قضاءها قبل أن ينفضوا من مجلسهم هذا إن ذلك عليك يسير.

 

ما قلت من صواب فمن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له وما قلت من خطأ فمن نفسي والشيطان , واستغفر الله وأصلي وأسلم على أشرف من وطأت قدمه الثرى

بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام وجزاكم الله خير.



 

للاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://abdelmohsen.com/play-1111.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده

 



  بالصدق نحيا pdf   بالصدق نحيا word


  • الاحد PM 08:51
    2016-07-17
  • 4906
Powered by: GateGold