القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
كلمة توجيهية
كلمة
توجيهية
الحمد لله الذي هدانا
إلى طريق الحق و اجتبانا , أحمده سبحانه و اشكره و من مساوئ عملي استغفره , و أستعينه
على نيل الرضا , و استمد لطفه فيما قضى , و أصلي و أسلم على النبي المصطفى روحي و أبي
و أمي و نفسي و ما أملك له الفداء عليه الصلاة والسلام ..
لاشك أحبتي الفضلاء أننا الآن في هذا المسجد
و كل من كان في مسجد من مساجد الدنيا الذي قام على شرع الله و سنة نبيه عليه الصلاة
و السلام , أننا في شرف عظيم ليس لأحد الفضل فيه بعد الله سبحانه وتعالى إلا هو ..
فأسأل الله أن يرزقنا شكر هذا الفضل أن
يجعلنا الله و إياكم نسجد بين يديه و هناك في الدنيا من يسجد لشجر و حجر ..
فمن الذي فضّلك ؟ من الذي كرمك و شرفك ؟
إلا الله عز وجل ..
أعظم نعمة في الدنيا بعد التوحيد و هي التي
تعلمنا التوحيد هذا الكتاب
( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ )
من هم ؟ أنا و إياك منهم !
( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا )
هل تتوقع الآن سيمن عليك بالسمع بالبصر و الجسد و أنه حركنا ؟ لا , لو كنت معاق
لو كنت أعمى لو كنت أصم و أبكم و لكن أعطاك القرآن أقسم بالله أن تكفيك
( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ
يُتْلَى عَلَيْهِمْ )
هل أنت تشعر أن هذه نعمة !
هل تعلم متى تشعر أن هذه ليست نعمة ؟
إذا لم يصل القرآن لقلبك و دخل من الأذن
و خرج مع الثانية و تشعر القضية أن هذه ليست نعمة و كل الموضوع أننا نقرأه لأجل
أنه كتاب الله عز وجل و مثل ما قال الناس عظيم ! نقول عظيم ..
( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ
يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً )
هذه لا تقرأ باللسان و لا تسمع بالأذان فقط , هذه تشعر بها بالقلب ..
لكن تعال إلى التي بعدها لأجل لا يلعب علي
و عليك الشيطان يقول أنت منهم
(
لَرَحْمَةً وَذِكْرَى)
الذكرى بعد ما تخرج و تقفل المصحف أو تخرج من المسجد يبقى شي معك من القرآن ,
متى يكون هذا !؟
يكون إذا وافق القرآن قلبك و وصل إليه!
( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى )
لقوم يقرأون ؟ لا ..
يسمعون ؟ لا ..
يحفظون ؟ لا ..
( لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
و هنا يأتيك إبليس يهدي بالك و يهدي بالي و يقول ما دام هذه لقوم يؤمنون فأنت
منهم ..
و كل آية في القرآن فيها خير و أنت تقرأها
يقولك أنت منهم , وكل آية فيها عذاب أنت لست منهم !
لأجل أن لا تشعر بشيء و تقول الحمد لله
العقوبات كلها ليست لي , و الخيرات كلها لي ..
فلماذا أبكي أصلًا ؟
القرآن يأتي ليقص لقوم يؤمنون يعلمك من هم , لأجل أن لا يخدعني الشيطان أنا و إياك
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
)
هل نشعر بها في قلوبنا هذه ! ..
( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
من هم ؟
( قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُون )
يأتيك الشيطان يقول أنت منهم , لكن قل له اصبر لنرى ماذا يفعلون و نعلم هل أنا منهم
أو لا !؟
( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )
أنت أعرف بنفسك و أنا اعرف بنفسي , هؤلاء يقول الله عنهم في صلاتهم خاشعون فيرجع الواحد
منا لصلواته فيجده لا يخشع !
( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ )
يجده أنه يقول الذي يريد و أغني و أعاكس و أغتاب و أنم و لا أحاسب نفسي على الكلمة
التي تخرج مني , و هؤلاء " عن اللغو معرضون "
فيتفاجأ في النهاية إنه يقرأ القرآن و هو خاسر
لأن الله سبحانه و تعالى يقول عن الشيطان
:
( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً
)
هذه تحتاج اليوم تقف معها ..
لأنه سيأتيك و أنت تقرأ أو تسمع
( مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ
وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا )
يأتي لك بصورتك و أنت جالس على الأرائك و أولادك معك , كل هذه لأجل أن لا تقول يا رب
لا تحرمني الجنة ..
الآية الأخرى و أنت تقرأ
( وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ )
و أنت تقول يا رب أجرني من النار و يقول لك من قال لك أنت منهم ؟
و صارت آيات الجنة كلها لك و آيات النار كلها ليست لك إذا مالك و القرآن!
أول ما نقرأ القرآن بهذه الطريقة و نحن
لا نفكر , يبدأ الشيطان يتسلط علي و عليك
( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ )
ماذا يحدث ؟
( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ )
( وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ )
و تجد الشيطان إذا الله يقول :
( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِم )
يقول له القرين الذي معه انظر فينظر !!
يقوله الله ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
وهو يتكلم بما لا يرضي الله !!
القرآن يعلمك أشياء تخصني و إياك
( وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ )
يعتقد أنه يعيش طبيعي و ليست عنده مشكلة ،
لأجل هذا جاء القرآن ليبيّن أنه عندنا مشاكل ، لكن متى؟ إذا وصل القرآن
للقلب ،
نزل جبريل عليه السلام من فوق سبع سماوات معه هذا القرآن ، آيات تهز الجبال
الراسيات ، خرَّ من في السماء كما جاء في الصحيح إذا أراد الله أن يتكلم بالوحي "أخذت السماوات منه رجفة ،
أو قال رعدة شديدة ، خوفاً من الله ، فإذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا
، وخروا لله سجداً" كل من في السماء كل ملك منهم مابين شحمة أذنه إلى عاتقه
مسيرة سبعمئة عام ما يتحملون قولاً ثقيلاً إذا دخل القلب ، لكن خفيفاً إذا
ما جاوز الأذن ، ثم نزل ،
يقول الله عز وجل وهو يصف لك هذه الرحلة ( نَزَلَ
بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) إلى أين أنزل , إلى أي عضو من أعضاء محمد عليه
الصلاة والسلام بأبي هو وأمي ؟!،
لم ينزل على عقله فيحفظه ( لا تُحَرِّكْ بِهِ
لِسَانَكَ ) القضية ليست قضية لسان ،
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ ) لهذا
لا تسأل بعدها عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن قيامه ولا عن تصرفاته ولا
عن أنه يستغفر في المسجد إلى مئة مرة ، لا تسأل عن شيء ، والله لو وصل لقلبي وقلبك
لحرّك هذا الكيان ،(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ
مِنَ الْمُنْذِرِينَ ).
قال تعالى :( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ
إِلَّا غُرُورًا) أكثر الناس الآن في المجالس يخوضون في أمور لا ترضي الله
سبحانه وتعالى الذي خلقه وحرّكه ، وإذا قدمت له أي نصيحة قال لك (الله غفور رحيم)
..
تعالوا يا أحبتي أرجوكم نقرأ هذا القرآن بقلوبنا ولو لمرة واحدة ، نعم
نجزم بأن الله غفور رحيم وأن رحمته سبحانه وتعالى أوسع مما نتصوّر ووسعت كل شيء ، ولكن
الأهم منها أنا وإياك منهم أو لا ؟
كيف نعرف ؟
هذا القرآن يشرح لنا لكن نحن لا نريد ، هل من المعقول أكثر الناس لا يعلمون
ولا يفهمون ؟ لا ليس معقول بل هذا هو الأكيد لأنه كلام رب العالمين ،
أكثر هؤلاء الذين يقرؤون في المصاحف لا يفهمون شيء ، الإحصائية هذه من
أعطاني وإياك إياها؟ الذي خلقنا وينظر لقلوبنا و نحن نقرأ، هو سبحانه لا يخفى عليه
شيء ، لكن لا ينظر لعضو من أعضائك إلا قلبك ،
لو نظر ماذا سيجد في قلوبنا يا
جماعة ؟ هذا سؤال يجب أن نسأله أنفسنا ،
(وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ) أسأل الله أن لا يجعلني وإياكم منهم ولا ذرياتنا ولا من أحببناهم فيه
سبحانه ولا من أحبنا فيك (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) مالهم
يا ربي أكثر الناس ؟ (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ،
يقول الله تعالى : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
الْحَقَّ)
والنتيجة؟ (فَهُم مُّعْرِضُونَ) ،
إذا قال لك إبليس أو شيطان من
شياطين الجن أو الإنس (الله غفور رحيم) قل له تعال أعرض كلامك على كلام رب العالمين
، الله علمّنا متى نقول غفور رحيم ، (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ
خَلْفٌ ) و خلف في لغة العرب بالإسكان تستعمل في وصف سيء
في الذم ، أما خلف بالفتح وصف مدح ، ( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ
خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ) ماذا تقول عن القراءة ؟ قال مجاهد هذا في كتب
الله عامة والقرآن هو المهيمن عليها (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى) ما معنى
يأخذون عرض هذا الأدنى؟ أي لا يبالي إن أراد أن يكسب مال من حلال أو حرام ، لا يبالي
إن أراد أن يقول كلمة هي ترضي رب العالمين أو لا ترضيه هذا آخر شيء يفكّر فيه .
(فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ
عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى) الآية بعدها توضح لنا ، وكتاب الله كله جميل
، يقول سبحانه أتاهم كتاب من الله عز وجل و يفعلون ما يريدون هُم ، وإذا نصحته انظر
ماذا يقول (وَيَقُولُونَ) الكلمة جاهزة عندهم ، ماذا يقولون ؟! (سَيُغْفَرُ
لَنَا) أصلاً نحن مغفور لنا ، أصلاً نعيش معكم كذا ، وإلا أنا عمري ما حسيت
إلا إني من أهل الجنة ، أنا عمري ما نزلت دمعتي وأنا لوحدي وأقول يا رب لا تحرمني الجنة
، أنا الله غافر لي ما بيني وبين الجنة إلا أن أموت ، كم واحد فينا يقولها ؟ بلسانه
أو بلسان حاله! كم واحد منا يخاف من النار بصدق حاله؟ اسألوا أنفسكم !
كم واحد منّا يخاف أنه ليس من أهل الجنة؟
عندما نقرأ القرآن بدون شيء تشعر أنك من أهل الجنة وأنه ليس لديك أي مشكلة
ولا تخاف (وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا) موضوعنا منتهي الله
غفور رحيم ، (وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ) هو يسير
على راحته فلماذا يُغيّر والله غافر له ؟ دعونا نكمل الآية يا جماعة ، إن كان الله
غافر له دعونا نخرج من المسجد و ليس هناك داعي أصلاً نصلي !!
(وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ
يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا
الْحَقَّ ) هو لو وصل القرآن إلى قلبه ما تجرأ أن يقول الله غافر لي ، لأنه
سيقرأ عن ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن , الذي تلّ أعز شخص عنده بالدنيا تلّه للجبين
يقول (وَاَلَّذِي أَطْمَع أَنْ يَغْفِر لِي خَطِيئَتِي يَوْم الدِّين)
لقرأ النبي صلى الله عليه وسلم يقول (وَمَا أَدْرِي
مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ)
( وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ
يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) يسأل أحدهم
هل يجب أن أكون متقي حتى يرحمني رب العالمين؟!
أو يقول آخر هذا يختار الآيات التي يريد ، الله يقول (وَرَحْمَتِي
وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) قل له نعم ، تعال وافتح المصحف (وسعت كل شيء)
أكملها لي
( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) ماذا يأتي
بعدها يا جماعة ؟ ( فَسَأَكْتُبُهَا) هو صاحب الرحمة جلَّ
جلاله وهو الذي بيده الرحمة
وهو الرحمن الرحيم يقول (فَسَأَكْتُبُهَا) ما قال
أكتب نصفها أو ثلثها (فَسَأَكْتُبُهَا) هي رحمته جلَّ
جلاله يتصرف بها كيف يشاء يقول (فَسَأَكْتُبُهَا) لمن؟ لمن
أحبتي! (لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) هنا أتوقف و أغلق
المصحف وأسأل نفسي و إياك وقل يا أخي لنفسك وسأقول لنفسي , و والله قلت لها قبل أن
آتيك وأُحب لك ما أحب لنفسي ، أغلق المصحف و اسأل نفسك هل أنت من المتقين ؟ قل هل أنا
من المتقين ؟
المتقي يمشي وكأنه يمشي
على أرض شوك قبل أن يضع قدمه يعرف أين يضعها ،
بصره قبل ان ينظر به
يعرف أين ينظر !! و هكذا .. فـ هل نحن منهم يا جماعة ؟
هذه تعنينا ، لو فعلناها ما جاء لنا إبليس ، ويعيذك
رب العالمين (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)
(فَسَأَكْتُبُهَا
لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا) ما قال
يقرؤون ويسمعون قال : (وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)
ماذا يصنعون ؟ ما هي أفعالهم ؟ قرآن عظيم يعلمّك بالضبط ماذا يفعلون ( وَالَّذِينَ
هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ) ما قال
يحبون الرسول (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ)
يا جماعة هل نتبع الرسول
النبي الأُميّ ؟
بعضهم عنده استعداد
يفعل في لحيته ما تريد ، ممكن أن يقصها من هنا ممكن يخليها -سكسوكة- يجعلها قطعة صغيرة
أي شيء عنده استعداد يذهب للحلاق الآن ويغيّرها لكن لا تقول له اتبع النبي عليه الصلاة
والسلام ، هذه تحتاج تفكير ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ
عَن سَبِيلِ اللَّهِ )
تعال نكمل حبيبي الغالي
أهم شرط اليوم نأخذه قضية الرحمة قبل نخرج من المسجد اليوم نعرف نحن من أهلها أو لا؟
( إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ) الكلمة
التي بعدها نحتاج نقرأها أنا وأنت بقلوبنا , نحتاج نسأل أنفسنا أسئلة كثيرة طويلة عريضة
عن حياتنا الماضية ( إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) هل أنا
وإياك نعبد الله كأننا نراه
هل ممكن في خلوتي أتذكر
ذنب أراه أو أسمعه فـ أتذكر كأني أرى رب العالمين و أتركه !؟
كل ما اقتربنا من هؤلاء اقتربنا من رحمته , وكل ما
ابتعدنا ابتعدنا عن رحمته ..
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) بنداء
الله يعني هذا القرآن ليس بنداء الشيطان آمنوا عند الله
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ
إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) إذا أردت
أن تعرف المؤمن قل له (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) ثم أنظر
ماذا سيفعل !؟
الذين آمنوا بميزانه
هو سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا) ترك كل
ما يملك لوجه الله (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا)ثم عمل عمل أعظم من
هذا (وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) قدم روحه التي هي
أغلى ما عنده أغلى من بيته ومن كل شيء
ماذا يريد هؤلاء (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ) ماذا يريدون
؟
يرجون بعد كل هذه الأعمال , خرج وحده والله يراه
مهاجرًا ويقاتل الأعداء وتُقطع يديه وبعد كل هذه الأعمال يرجو وليس بضامن (يَرْجُونَ
رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
ونحن مِنا من غَره ابليس
( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ)
ختاما ...
(وَسَوَاء
عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ. إِنَّمَا تُنذِرُ)
من سمع الذكر ؟ لا
..
من قرأ الذكر ؟ لا ..
من حفظ الذكر ؟ لا
والله حجة وحدة لـ مستقبلك الماضي ومستقبلك الحاضر
وتحت الأرض ويوم العرض (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) لو اتبعنا
الذكر و كل آية وقفنا معها و حاسبنا أنفسنا و رأينا هل الآية هذه فيني أو لا و ندعو الله أن يرزقنا التي افتقدناها في
أنفسنا و هكذا ..
( الْمُنَافِقُونَ
وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ الْمَعْرُوفِ ) أسأل نفسي يا رب هذه فيني كم مرة! كم مرة نأمر بالمنكر
وننهى عن المعروف !
وقال يا لله يا رب من اليوم لن أفعلها ...
(إنَّمَا
تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ ) ماذا يحصل له ؟
(وَخَشِيَ
الرَّحْمنَ ) لو فهمت القرآن, والله لو قرأت القرآن بقلبك والله وهو "الرحمن"
تخاف
(الَّذِينَ عِنْدَ
رَبِّكَ) ماذا بهم هؤلاء ؟ أقرب المخلوقات لله يرتعد
خوف من الله
وأعلم الناس بالله يخشى الله ( إِنَّمَا
يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
أكثر الناس الذين لا يخشون الله ولا يفكرون في الله
عز وجل أصلا هم أجهل الناس بالله
(إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ
وَخَشِيَ الرَّحْمنَُ ) هذا كله والله غفور رحيم (فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ
وَأَجْرٍ كَرِيمٍ )
المشكلة التي لدينا يا جماعة أننا ما فهمنا
القرآن وضع تحتها مليون خط لكننا قرأنا وسمعنا فقط ..
(وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ ) ردت فعله عندما تنصحه يقول جزاكم الله خيرًا على النصيحة و لا يستجيب
للنصيحة (فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ
يَدَاهُ )
أنظر للجزاء أسأل الله ألا يجازيني وإياكم
به ما حيينا ( إِنَّا جَعَلْنَا
) أعظم مكان فيك قد أقفله رب العالمين أعظم مكان في العبد يقفله رب العالمين
أحسن عضو في أعضاءك هو القلب وهو الذي فيه
السعادة أصلًا , لأجل ذلك نرى العالم في هوليود أنواع السينما والتمثيل ومع ذلك ينتحرون
لأنهم اشتغلوا على كل الأعضاء ولكن عضو واحد مقفل لذلك انتحروا !!
لهذا القلب هو الذي تشعر فيه بالسعادة , وهو الذي
يٌفهم به القرآن لذلك الله أقفله ( إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى
قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ) ما قال أن يقرؤوه
, يقرأ من يصبح إلى أن ينام لكن لم تدخل ولا آية في قلبه و يشعر بطعمها ( أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن
يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو ِالرَّحْمَة )
رحمت الله سبقت غضبه , لأنه برحمته هذه
يمهلك و لا يعاقبك مباشرة فانظر لو أن الله لم يمهل لن يسمع أغنية مرتين و لا تلبس
الفتاة عباءة على الكتف ناعمة وفاتنة مرتين ,مرة واحدة ثم يأخذه الله عز وجل قال (لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ) سبقت غضبه طيب هل انتهت ؟ قال لهم موعد (بَلْ
لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلا)
( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ ) متى ؟ (لَمَّا ظَلَمُوا ) مباشرة ! لا ( وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ
مَوْعِدًا )
إذا أردنا الرحمة فهي والله في هذا الكتاب
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) إذا قرأت القرآن قف مع كل آية لا بأس دعنا نشعر بطعم القرآن , و إذا
أردنا أن نفهم القرآن نطبق ما فهمنا يعلمنا الله مالم نعلم , نطبق ما فهمنا يفهمنا
الله مالم نفهم , والله ستجدها في قلبي وقلبك ..
أسأل الله جل في علاه أن يجعل القرآن العظيم
ربيع قلوبنا , وجلاء أحزاننا , وذهاب همومنا وغمومنا , وقائدنا إلى جنات النعيم ..
اللهم يا رب ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا
, اللهم اغفر لنا ذنوبًا حالت بيننا وبين فهم كتابك , اللهم اغفر لنا ذنوبًا حالت بيننا وبين فهم كتابك
, اللهم اغفر لنا ذنوبًا حالت بيننا وبين فهم كتابك , فقد وعدت من اتبع هداه ألا يضل
ولا يشقى , اللهم فاجعلنا منهم , وقد وعدت أنه من اتبع هداك فلا خوف عليه فيما هو آت
ولا هم يحزنون على ما قد خلفوا ورائهم اللهم إني أسألك بنور وجهك أن تجعلنا منهم
أسأل الله العظيم كما شرفني برؤيتكم فوق
هذا الفرش أن يشرفني برؤيتكم أخرى سرمدية في الفردوس الأعلى
و أسأل الله كما جمعنا في بيت من بيوت الله صنعها
البشر أن يجمعنا في جنته التي أبدعها سبحانه رب البشر و أسأله ألا يدع فينا اسمًا إلا
ورفعه مع العتقاء من النار ووالدينا وذرياتنا ..
آسف على الإطالة وأصلي وأسلم على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
للاستماع للمحاضرة صوتياً : http://abdelmohsen.com/play-135.html إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده |
-
الاحد AM 07:01
2016-07-17 - 3046