عرض المادة

البداية

البداية

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين , الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلقي وخلقكم وخلق الإنسان من طين

أما بعد :

أحبتي الفضلاء ابدأ بسم الله مستعيناً راضياً به مدبراً ومعيناً ,

و الحمد لله الذي هدانا إلى طريق الحق واجتبانا , أحمده سبحانه واشكره ,

 ومن مساوئ عملي أستغفره وأستعينه على نيل الرضا واستمد لطفه فيما قضى

وبعد إني باليقين أشهد ؛ شهادة الإخلاص ألا يُعبد

في الكون معبود سوى الرحمن من جل عن عيبٍ ونقصان

وأن خير خلقه محمداً من جاءنا بالبينات والهدى

روحي ونفسي وأبي وأمي ونفسي له الفداء عليه الصلاة والسلام ,

أما بعد أحبتي الفضلاء فالحمد لله أولاً والحمد لله آخراً

 والحمد لله ظاهراً و الحمد لله باطناً

فله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تصبحون

يقول ربي جل جلاله وأعظم الكلام وأجل الكلام وأقوى الكلام هو كلام رب جل جلاله

( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ )

لماذا ؟

ليس للقراءة ولا للسماع بل : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )

لم يقل سورة ولا جزء الله يريدك أن تقف مع كل آية تتدبرها بقلبك

( لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )

لو قيل لأحد منا أنت بليد ولا تفهم .. لأرعد وانتفض واستشاط غضباً

والله يقول لو كنت من أولوا الألباب لتدبرت القرآن

قال سبحانه (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ )

أي : شرف لك يا محمد صلى الله عليه وسلم وشرف لقومك

(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ )

هل انتهت القضية عند هذا الحد ؟ (وَسَوْفَ )

إذا قال لك أي ملِك من ملوك الأرض أو وزير من وزرائها سوف أفعل بك و أفعل

لا تُقلق نفسك ولا تزعجها ؛ لأنه لن يفعل إلا بإذن الله عز وجل

لكن إذا كان القائل هو الله سبحانه الفعال لما يريد اعلم أنه سوف يفعل (وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ )

عن ماذا ؟

عن كل آيات القرآن وعن قصصه .. هل كان لك فيها عبرة

 (قَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ ) لم يخص الأنبياء والرسل بل قال: (  لِّأُولِي الْأَلْبَابِ )

سيسألك عن أوامره هل امتثلتها أم لا ,

سيسألك عن النواهي هل انتهيتها أم لا ,

عن وعده هل سعيت لتنال ذلك الوعد أم لا ,

 عن وعيده هل فررت من هذا الوعيد بعمل صالح ؟

سيسألنا عن كل هذه الأشياء , فلنقف عند قوله تعالى ( لِّيَدَّبَّرُوا )

نتدبر بأي عضو؟

أجابنا الله عن كل أسئلتنا في القرآن (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا  )

(كِتَابٌ ) ما أعظمك ! (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ )

انظر لم يقُل سوره ( ثُمَّ فُصِّلَتْ )

من فصلها ؟ , ومن أحكمها ؟

(مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ )

(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ )

إذا كنت في قمة العطش , ورأيت كأس الماء هل ترتوي ؟

لا , لأن الارتواء لا يحصل بالنظر

وإذا وصفت الماء لك ؛ بارد .. صافي .. في زجاج

هل ترتوي ؟ لا لأن الارتواء لا يحصل بالسمع

وإذا لمست الماء ؟ لن ترتوي لأن الارتواء لا يحصل باللمس

لكن إذا دخلت هذه القطرات إلى جوفه وبللت فمك ؛ في هذه الحالة فقط سترتوي

القرآن كهذا المثال تماماً

تدبره لا يحصل بالنظر ولا السمع ولا اللمس ؛ لن تتدبر القرآن إلا إذا

وصل إلى عضو ذكره الله في كتابه

 (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ )

أين ؟ ( عَلَىٰ قَلْبِكَ )

إذا لم يصل والله لن تذوق طعم القرآن

قال الله عز وجل عندما رسم لنا خط سير القرآن قال (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ )

جبريل عليه السلام سمع من رب العالمين إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم

 ( عَلَىٰ قَلْبِكَ) لأجل هذا تغير النبي عليه الصلاة والسلام

(المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي)

سمعك .. بصرك .. لا , لسانك , آذنك .. لا

( فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ ) لماذا كل هذا التركيز على القلب؟

(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ )

لم يذكر أي شي من الجزء العلوي هذه كلها وسائل حتى يصل القرآن لهذا ( القلب )

 (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )

هل وصل القرآن لقلوبنا أم لم يصل ؟

أنت أخي الغالي أحد أربع رجال , وأنتِ أختي الغالية أحد أربع نساء

وصف النبي عليه الصلاة والسلام تعامل الناس مع القرآن وتفصيل واضح وفرقان أصدق من الصدق وأوضح من الشمس

قال في الصحيحين ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن )

أربع اصناف

( يقرأ القرآن ويعمل به )

ينزله على أرض الواقع (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )

ويعمل به (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا)

يمحّص حديثه قبل أن ينطق به , قال ( كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب )

الثاني : ( مثل المؤمن لا يقرأ القرآن ولا يعمل به )

وللأسف بعض طلاب التحفيظ من هذا الصنف

 ( يقرأ القرآن ولا يعمل به )

هذا نقله النبي عليه الصلاة والسلام عن المنافقين الذين لا يعملون بالقرآن نهائياً

نقله الله عز وجل هناك عن المنافقين

اثنتين مؤمن , واثنتين منافق

التي مع المنافق لا يوجد فيها عمل , فلنحذر منها

قال : ( ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن )

تجده لا يتقن قراءة القرآن لكن والله لو تحاول إقناعه بتعامل ربوي والله لا تستطيع

قال الله لصاحب الربا (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )

مع أنه لا يحفظها

أذكر في هذا لأحد الأخوة قاضي في جدة أحسبه والله حسيبه من المتقين

ولا نزكي على الله أحد

كان يتكلم عن قصة له مع رجل من عامة الناس

قال كان بيني وبينه خطه , متفقين عليها ؛ فقلت لا داعي لتدوينها

قال العامي : لا , الله أمر بكتابتها – مع أنه غير حافظ للآية -

 (وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ  )

لم يحفظها لكن يعمل فيها

( ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به )

مشكلتنا نحفظ لكن لا نطبّق قال ( كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها )

أحبتي لكل شيء روح , وروح القرآن التدبر

روح الصلاة الخشوع

لأجل هذا في الصحيحين ثلاث مرات يصلي ويقول له النبي صلى الله عليه وسلم صلِّ فإنك لم تُصلِّ  

أي أنك تحركت فقط ولم تؤثر الصلاة في قلبك

خرجت كما دخلت تماماً

لم يزداد خوفك من الله عز وجل ولا خشيتك , وجرأتك على المعصية قبل هذه الحركات وبعدها لم تختلف

 ثم بدأ يفصل أن الصلاة بلا خشوع لا تصلح

قال ( لا يكتب للمرء من صلاته إلا ما عقل منها )

وهذا الحديث ينطبق تماماً على الحج وعلى كل شرائع الدين

قال ( إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها , ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها )

فأحبتي هذا الصيام كم لك منه ؟

من الناس من جعل مفهوم الصيام في عقله جوع وعطش

فمثلاً عند الوضوء دخلت قطرة في حلقه فتجده يكح وتكاد روحه أن تخرج

لأجل قطرة .. أما في الغيبة والنميمة والبهتان والكذب

تخرج الكلمات منه كأسهل ما يكون

 ( رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش )

ويكون قام من صلاته ولم يفقه منها شيئاً

قال في البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما

قال ( من لم يدع ) انظر ليس لها علاقة بالجوف

 ( من لم يدع قول الزور )

النبي عليه الصلاة والسلام يعلم أن الناس لن يُدخلوا في بطونهم طعاماً ولا شراباً

لكنه سيجرحون صيامهم بألسنتهم

قال ( من لم يدع قول الزور والعمل به  والجهل )

أي أنه لا يوجد لديه أي استعداد للتوقف عن الباطل حتى في رمضان

(  وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ )

ماذا نقول له يا رسول الله ؟

قال( من لم يدع قول الزور والعمل به  والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )

يقول النبي عليه الصلاة والسلام للصائم ولم يقل للجائع

( للصائم فرحتان فرحة )

لأن الجائع له فرحة واحدة ؛ الفطر

و الفرحة الثانية عند الله لمن حبس شهواته

لذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام ( إن في الجنة باباً يقال له الريان )

خلقه الله عز وجل وجعله ثم خصص له أقوام

من هم ؟

لو كان الصيام هو الجوع والعطش لم يقل لا يدخله إلا الجائعون

قال (لا يدخله إلا الصائمون )

لماذا سُمِّي الريان ؟

قال شُراح الأحاديث لأن من دخل هذا الباب ترتوي جميع شهواته

كل الشهوات التي تركها

( فإذا كان يوم صوم أحدكم )

لم يقل جوع أحدكم لأنه يريد أن يصحح الفكرة في مفهوم الناس

قال ( فإذا كان يوم صوم أحدكم )

لم يقل لا يأكل ( قال لا يرفث ولا يفسق )

ما معنى يفسق ؟

أي أنه يذهب و يقتل الناس ؛ سباب المسلم فسوق

 ( فلا يرفث ولا يفسق فإن سابه أحد فليقل )

إني جائع ؟

لا , لأني وأنا جائع أستطيع أن أرد لكن :

 ( إني صائم )

قال شُراح الأحاديث أي بلسان الحال

(وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )

وقال ابن عثيمين بل يقولها بلسانه حتى يبيّن للذي تكلم عليه أنه ليس بأبكم

وأستطيع أن أرد عليك لكن

لن أشتمك ولن أسبك , لماذا ؟

لأن الله عز وجل وعدني قال ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم )

لم يقل الجوع , ( فإنه لي وأنا أجزي به )

ثم بدأ يفصل ( يترك أو يدع ) ماذا ؟

طعمه ؟

شرابه ؟

شهوته ؟

( يدع شهوته من أجلي )

لأجل هذا يكون للصوم أثر

قال الله عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

 كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ )

لماذا ؟

اختصرها لك في كلمة واحدة

 ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

طريقتك تتغير , كنت لا تخاف من الله أصبحت تخاف

نُعطيك كأس ماء في نهار رمضان وإذا شربته نعطيك مليون – مليونين – ثلاثة ملايين

لن تشربه وستقول إني أخاف الله رب العالمين ,,

 إذاً لماذا أقنعك ابليس تشرب السيجارة مجاناً

بلا مقابل ..!

إذاً شهواتك كلها بيدك .. أتريد أن تكون من ضمن الذين

 ليس لله حاجة في أن يدعون طعامهم و شرابهم ؟  

اجعل رمضانك هذا مُختلف .. اجعل شعارك إني أخاف الله

الله عز وجل خاطب القلوب العالمين وخاطب عقولهم بالأجر وبالقلب

حرك المشاعر من جميع الاتجاهات قال ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

يريدك تخرج من رمضان وقد وصلت إلى دائرة المتقين

وما مزايا المتقين ؟

وعد الله عز وجل الناجح في رمضان أنه إلى أن يموت

 لا يقع في أزمة من الأزمات لا في نفسه ولا ماله ولا في اهله ولا في ولده

 بل ويجعل الله لهم منها مخرجا

( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا  )

أين نجح ؟

في رمضان , تعلّم كيف يقول أخاف الله

يقول ابن عباس لو أطبقت السماء على الأرض لجعل الله للمتقين فتحات

هذا المتّقي الناجح في رمضان وعده الله ( إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا )

بعض البشر يتحيّر في أمره وهو ليس عليه غبش

يقول الله (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ )

لماذا خص المتقين ؟

( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا  )

حتى عند الصراط

(وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا *ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا )

لماذا اتقوا ؟

قال عمر بن الخطاب لأبي عبيدة

يا أبا عبيدة نسمع خطب من صعد هذا المنبر يقول اتقوا الله

والله جل جلاله يقول ( اتقوا الله )

والله يقول لنبي عليه الصلاة والسلام ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ  )

فما هي التقوى يا أبا عبيدة ؟

قال يا أمير المؤمنين هل لو سلكت طريقاً فيه شوك قال : نعم

قال : ماذا صنعت ؟

قال : شمرت واتقيت أماكن الشوك

قال وهذه هي التقوى لا تطلق بصرك في مكان فيه شوك مع ربك

وكذلك في لسانك وسمعك وفكرك

رجل في جدة  فجأة تغيّر ؛ حتى أصبحت تصرفاته مُلاحظة عند أهل الحي

أصبح لا يسبقه إلى المسجد أحد .. ولا يخرج بعده أحد

ليده  ثلاث مصاحف في البيت - السيارة - المسجد ويختم في كل ثلاث أيام مصحف فلطمت أمواج القرآن في قلبه وأصبح الحيّ كله يصوم الاثنين والخميس

 وهو يتولى تفطيرهم .. مع أن غالب الحضور للفطور من العمالة عنده

فأكنه خادم لهم .. يمد الماء  لهذا , والتمر لهذا ويتصدق على هذا

 

وهو يعلم أنه أفقر لله من هذا له

لأن هذا فقير يحتاج ريال – عشرة – مئة – ألف

أما أنت فتحتاج لعفو رب العالمين من النار

متحاج لستره في الأرض وتحت الأرض ويوم العرض

يقول وسرت الأمور على هذه الطريقة

في يوم اثنين أو خميس ؛ جلس يقرأ القرآن إلى قبل الأذان

ثم بدأ يعطي هذا ماء وذاك تمرة ويقول اللهم اغفر له

والثاني يا رب ترحمه والثالث يقول يا الله تيسر أمره والرابع اللهم أحسن خاتمته وأعلي منزلته

انتهى وقت الفطور واقترب وقت الإقامة .. ذهب يتوضأ ويتأمل قطرات الماء الخارجة من يدي ويدميه

يقول النبي عليه الصلاة والسلام ( خرجت ذنوبه مع الماء أو قال مع آخر قطرة من الماء )

قال ثم دخل أمام الناس وقال بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك ثم سقط .. مات

(وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ )

سعيي وسعيك سوف نراه

(ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ )

لماذا الله عز وجل عندما ذكر رمضان حرك القلوب والمشاعر

وقال (أيام )

لم يقل شهور أو اسابيع قال ( أيام )

وستتذكر ما إن تأتي العشر الأواخر وتقول مرّ كأنه برق!

لذلك انتبه ولا تُذهب هذه الأيام في اللعب واللهو

يقول النبي عليه الصلاة والسلام الرائحة التي في فم الصائم

 ( لخلوف فم الصائم )

الرائحة التي يستاء منها البشر قال ( أحب عند الله من ريح المسك )

إذن كيف وهو ساجد ؟ , كيف وهو يقرأ القرآن ؟ , كيف بدعائه ؟

حبيبي الغالي ختاماً

وخلاصة الكلام أن الصيام ليس جوع وعطش

إذا لم يتغيّر قلبك ؛ أنت لم تصم .. بل كُتبت عند الله من الجائعين

والله أني أعرف أقوام وهو يتسحر والله أن قلبه يتفطّر

يعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام ما قالها من عنده ولا لم ينطقها عن هوى

أخبره الله أن في كل ليلة عتقاء لله من النار

تجده وهو يتسحر يتفطّر هل رُفع اسمي مع العتقاء ؟

هل والدي والدتي من العتقاء ؟

هل ذريتي مع العتقاء ؟

هل زوجي مع العتقاء ؟

هل أحبابي من العتقاء ؟

إذا دخلت المسجد وأمامك 3-4 تحسّر

وقل يا رب الفرض القادم أكون أنا الأول

واسأل نفسك ؛ لماذا الأول دخل قبلك ؟

ومن خرج بعدك لماذا خرج بعدك ؟

احرص حبيبي الغالي أن لا يسبقك إلى الله أحد

لأن هناك أسماء تُرفع والله سبحانه أخبرنا

 ( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ )

لماذا ؟

 (بِإِذْنِ اللَّهِ )

وأنت والله لن تسبق إلى الله إلا بإذنه ولن تُعان إلا بفضله

وإذا لم يعنك فلن تعان والله لن تعان ولن يعينك أحد

فحبيبي الغالي ضعها في رأسك

أول من يدخل أنا وحاول أن تكون آخر من يخرج بعد الفجر

إذا كنت لا تجلس إلى بعد الإشراق في رمضانك هذا اجلُس

وإذا كنت تجلس .. أضف لها ركعتين واسأل الله أن يتقبلها منك

قل يا الله اجعلها في ميزاني واجعلها سبب في عتقي من نيرانك يا رب

يا رب اجعلها شافعة لي عندك  

ثم بعد الظهر والعصر اقرأ جزءاً من القرآن

أما الوقت الذهبي الذي يفرط فيه الناس بعد المغرب ,

طعام وشراب .. وقنوات فضائية ؛ تنسف كل أعمالك

والله عز وجل يقول ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ

يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ

إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا )

فحبيبي الغالي إذا انتهت صلاة المغرب عد لبيتك وكل لك لقمة بسيطة

ثم عُد إلى المسجد , جرب وادخل إلى المسجد الأول

وانظر يمنة ويسرة .. تقدّم إلى الروضة وقل الله أكبر

والله أنك تقول الحمد لله رب العالمين وأنت تعلم ما معنى الحمد لله

الرحمن الرحيم

والله صلاتك وسجودك يختلف عن بقيّة المصلين

ثم قلها وأنت ساجد اللهم أنك وفقتني لدخول المسجد أولاً فلا تجعل أحداً يسبقني إليك

ثم بعد هذا إذا فتحت المصحف ومررت على الآيات

التي قرأتها اليوم لها لذّة أُخرى لأنها ضربت بهذا القلب

لأجل هذا نسمع ونحن نخرج من المسجد اثنان يتحادثون ؛سمعت الآية التي قرأها اليوم ؟

ويبدأ يعبر كأني أول مره أسمعها .. مع أني قرأت ملايين الحروف من القرآن في حياتي

لكن الآن ضربت قلبي

وصيتي الأخيرة :

أحبتي الذين يعملون في رمضان ؛ قد تتأخر عن الحضور عشرة دقائق

ثم تتقدم في الانصراف خمسة دقائق

والله عز وجل يقول (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ )

راتبه أخذه كامل

(إِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ  )

والله سيسألنا الله .. قال الله ( ألا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ

 عَظِيمٍ  * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )

لأجل هذا أحبتي رواتبنا ممحوقة البركة إلا من رحم الله

أخيراً أحبتي إذا مررتم بآيات النعيم اسألوا الله من فضله

وإذا مررتم بآيات العذاب تعوذوا بالله والتجئوا إليه

ولا تعتقد أنك ضامن النجاة من النار والفوز بالجنة كما يسوّل الشيطان لك

ختاماً :

(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ )

لا يسبقك إلى المسجد احد

اسأل الله جل جلاله الذي امتن علينا بأن جعلنا أحياء في أول ليالي رمضان أن يتم علينا نعمه

 اللهم أتم علينا نعمتك يا رب بالفوز برضوانك والعتق من نيرانك

اللهم يا رب أن لم تعن فمن يعين

 اللهم يا ربي أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

اللهم أقر أعيننا بصلاح نياتنا وذرياتنا وأزواجنا ووالدينا يا رب العالمين

اللهم لا تجعل أحد يسبقنا إليك اللهم اذن لنا بأن نسبق إليك

اللهم اجعلنا كما تحب ولا تجعلنا كما نحب ويسر اللهم بلغنا سبل رضاك

اللهم بلغنا أعظم من أمانينا واجعل امانينا كلها في رضاك

وصل اللهم وسلم على أشرف الخلق محمد صل الله عليه وسلم ,

وجزاكم الله خيراً .

 

للاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://abdelmohsen.com/play-134.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده

  



  البدايه word   البدايهpdf


  • الاربعاء PM 02:53
    2016-06-01
  • 4250
Powered by: GateGold