عرض المادة

إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ


إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ

الحمدلله رب العالمين و أصلي و أسلم على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد عليه و على آله و صحابته أفضل الصلاة وأتم التسليم ، أما بعد ...

ابدأ بسم الله مستعينا راضٍ به مدبراً معينا و الحمدلله الذي هدانا إلى طريق الحق و اجتبانا أحمده سبحانه و أشكره ومن مساوئ عملي أستغفره وأستعينه على نيل الرضا و استمد لطفه فيما قضى وأما بعد
احبتي هناك اسئله مهمه جدا سألها أخ ومحب لكم ويريد أن يعرضها عليكم و يقول والله إني أحب لكم ما أحب لنفسي 
يقول نظرت إلى المصحف فنظرت كم صفحة أنهيت ونظرت إلى تقويم  الأشهر وكم  يوم مر إلى الآن ؟ 
ونظرت إلى عبادتي منذ أن بدأت إلى الآن 
ثم قلت في نفسي أسئله و أجبت عليها بيني و بين نفسي و بيني و بين ربي سُبحانه 
و كل منا يجب أن يسأل نفسه هذه الأسئله..

نعم أحبتي لابد أن نسأل  أنفسنا هذه الأسئله
أول سؤال كم لنا سنين نعبد الله عزوجل ؟ 
-
يعني السنه من عمرنا  فيها صلاة فيها زكاة فيها حج و فيها صدقات  فيها  قيام و صيام فيها أشياء كثيرة.
حسناً هذه الأشياء الكثيره ماهو تأثيرها  في داخلي أنا؟
أنا عملت كل هذه الأشياء الكثيرة لكن  ماذا حصدت من ذلك وماذا كانت النتيجه 
فالنضرب مثلا ..الإنسان أحبتي عندما يدخل كلية الطب تسأله ماذا تريد أن تصبح ؟ سيقول لك أريد أن أصبح دكتور
 و بعد سبع سنوات من الجهد والتعب التي استطاع من خلالها الحصول على لقب دكتور بعد ذلك يأتي مَن يُهمّش حرف الدال الذي يكتب قبل اسمك والذي يدل على أنك دكتور ولا يعترف به ويقول ليس لك شيء عندنا !!!!! هل سوف يصمت هذا الطبيب عما حدث ؟ هل هذا الأمر سوف يمر مرور الكرام
لا... لن يصمت أبدا
يقول أنا لم أدرس وأتعب إلا من أجل هذا اللقب وهذه المكانه  فيبدأ يراجع لماذا يحدث هذا التهميش ولماذا هو غير مستحق لهذا اللقب ,كذلك المهندس  ! 
العسكري, الضابط ..كلٌ منا يبذل جهد يريد أن يظهرلنفسه والآخرين ثمرة  جهده وتعبه .
لأنه لم يدخل الكليه ولم يتحمل الصعاب والحرمان من أهله طوال الأيام و نام مع أناس لا يعرفهم 
لأجل أن  يجد من يقول له لاشيء لك عندنا ويخرج صفر اليدين
سيجن جنونه أليس كذلك أحبتي  ؟

حسنا أحبتي هل هذه العبادات كلها التي جاءت والتي فرضت علينا أتت لكي نخرج بعدها لا شيء ؟؟؟

وأنا نفسي هل من يوم أن بلغت الحلم ووجبت عليّ العباده إلى الآن هل أنا كما أنا لم يتغير شي ؟ مستحيل؟أليس كذلك !
والله سبحانه وتعالى أحكم من ذلك جل في علاه وقد سمعنا قبل قليل آيات محكمات يقول فيها عز وجل
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ " بلى سبحانه إنه أحكم الحاكمين

حسنا هل من الممكن سبحانه أن يجعلنا نعبده لأجل أن لايغير فينا شي؟ أو لا نجد ثمرة عبادتنا  
لا مستحيل!! حسنا ماهو الشيء الذي من المفترض أن يتغير ؟ 
أليس هذا سؤال مهم أحبتي
إذاً ماهو الشيء؟
و لمعرفة إجابة هذا السؤال وأي سؤال سوف تجد إجابته في القرآن الكريم !حسنا من قال هذا الكلام ؟يقوله ربي سبحانه و تعالى

قال تعالى (وَكُلَّ شَيْءٍ {
أي شي تريد أن تعرفه.}فصلناه { ولم يقل الله( ذكرناه) 
بل (فَصَّلْنَاهُ } فقط ؟ { تَفْصِيلًا{ 
وقال تعالى }وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ {
وقال  تعالى }تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ{ 
سبحان الله !
قال تعالى }الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ {
كل آيه ؟ إي  و الله كل آيه  ثُمَّ فُصِّلَتْ{ 
مَن أحكمها ؟ ومَن فصّلها؟ 
قال تعالى} مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ{ 
الإحكام يحتاج لحكيم و التفصيل يحتاج لخبير 
ما نزلت آيه إلا بعد أن مرت بهذه المراحل العظيمة 
فعندما  نسأل ماهي الحكمة من هذه العبادات كلها ؟ 
يقول الله عزوجل:  يَا أَيُّهَا النَّاسُ " َ
والمشكله هنا أننا نقرأ يا أيها الناس و نكمل الآيات دون أن نستوعب أن هذه الآيات وهذا الكلام لي  أنا ولك أنت وهؤلاء الناس
}
اعبُدُوا{ عبادات كثيرة " صلاه زكاة حج صوم قراءة قرآن 
}
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
لذلك ترى من دخل كلية الطب أصبح طبيبا ومن دخل كلية الهندسه أصبح مهندسا كذلك العبادات من عملها أصبح من المفترض أن يكون تقيا !!!من قال ذلك  ؟ يعني كل العبادات يكون أثرها التقوى ؟ 
نعم  كل العبادات يكون أثرها وثمرتها التقوى .

لكن أين  التقوى ؟ 
التقوى في القلب  إذا صلح ,صلح الجسد كله لقوله صلى الله عليه وسلم  " ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب  " 
ولأجل ذلك لابد أن  نتغير مع هذه العبادات أليس كذلك ؟ ؟ 
ولو أتينا لأي  فريضة نجد أن لها أثرا في القلب ونثبت ذلك  من خلال القرآن و السنه  وأن الأساس فيها التقوى 
ولو نأخذ على سبيل المثال فريضة الحج

الحج ما شُرع لأجل  أن تذهب و تتعب نفسك و تحجز تذاكر السفر  و تدفع المال وتترك أهلك ,,لأجل تذهب و ترجع كأداء واجب فقط  و ترجع كما  أنت!! لااا مستحيل !!
الله ما أخذك من مكانك إلى هناك لأجل يرجعك مثل ما أنت لاااااا ولكن ليرجعك كيوم ولدتك أمك وهذا لن يحدث إلا من بعد أن يتغير شيء كثير وعظيم بداخلك   
لكن ماهو الشيء الذي من المفترض أن يتغير؟

ولو نظرنا إلى آيات الحج 
من أول سورة الحج.. ماذا يقول الله عز وجل
}يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ {
فالنتفكر قليلا هل أنا ذاهب كي اتقي الله أو ذاهب لأحج ؟ 
لااا أنت ذاهب تتقي الله سبحانه في الحقيقه . سبحان الله !لأجل ذلك إذا فعلت أنت أي تجاوزات في الحج لابد أن تتوقف قليلا وتفكر وتراجع نفسك
حسنا  خذ آيات الحج في سورة البقرة مثلا

]الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ الْحَجُّ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ [
لم تنتهِ الآيه ,,ماذا بعدها ؟
]
وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ[ ِ
هل انتهت الآيه ؟ ماذا بعدها ؟ 
]وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب[
سبحان الله مرتين في آيه وحدة 
حسنا  و أنت لازلتَ تنظر للصفحه فقط وجِّه بصرك إلى الصفحة المواجه ,الوجه المقابل ماذا  مكتوب ؟
]فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ[ َ " 
أخذتَ الدرس !! أليس كذلك؟ و فهمتَ لماذا أتيت إلى الحج وكيف إذا تغير قلبك أم لا لذلك إذا تريد أن ترجع من الحج قبل يوم لاشيء عليك

وإذا لم  يحدث لقلبك شيء  والله لم يريد لك أن  ترجع من الحج وتبقى يوم ؟ابقَ ذلك اليوم لعل الله  يُمن عليك بهذا التقوى ,حسنا هل انتهت الآيه ؟ ماذا بعدها ؟ 
"وَاتَّقُوا اللَّه وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ " 
فهمت الدرس ؟عندما تتحمل المشاق في الحج وتتزاحم مع مليونين نسمه و تتحمل  الحروالزحام تجد الله سبحانه وتعالى يقول
]فَكَيْف إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ
أخذت الدرس ؟ 
انظر إلى نفسك في الحج وقد قسم الناس إلى حملات متعدده ورأيت  أناس في حمله " أ " و أناس في حمله " ب "
وأنت بينهم وقد حجزتَ مكان عند الرحمن سبحانه
"يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا"
نحن نرى ونسمع عن  ضيوف خادم الحرمين الشريفين والموكب المحاط بهم ونرى سبحان الله  ضيوف خالق السموات والأرضين وكيف الله يباهي بهم فيمن عنده  
"يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا"

هذا بالنسبه لفريضة الحج
حسنا وفريضة  الصلاه ؟ 
قال تعالى "وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاة وَاتَّقُوهُ

"في الصلاه وأنت ساجد تكون أقرب إلى لله, و أنت ساجد.تقول سبحان ربي الأعلى وعندما ترفع من السجود تقول ربي اغفرلي  .
"
ربي اغفرلي "!!!؟؟ و أنت قبل ثانيه كنت بين يدي الله  ساجد..!!!  لذلك  صلاتك تمنعك من أن تغتاب في المجالس وأنت بين سجدة وأخرى تطلب الله الغفران

عندما تسلم من الصلاة تبدأ تستغفر  استغفر الله استغفر الله. لماذا هذا الاستغفار ؟؟؟.. وهناك معاصي لا تستغفرمنها وتأتي الصلاه وتستغفرمنهاا !؟؟

لتدرك حينها أن ذنوبك التي تفعلها أولى بالاستغفار وأن صلاتك أولى بأن لا ينقصها ذنب

"إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ" 
أرأيت!!  صلاتك توقفك عن فعل الذنب وتأمرك باجتنابه  لأجل ذلك عندما  الكفار رأوا  شعيب عليه السلام  يصلي ثم يأتي بعد ذلك يأمرهم  بالمعروف قالوا له " أصَلاتُكَ تَأمُرُك "
نعم صلاته
الصلاه تلاحقك إذا كانت صلاه سليمه خاشعه وتحفظك  والحج كذلك  يؤثر فيك إذا كان خالصا لله

هذا بالنسبه للصلاه
حسنا  خذ فريضه أخرى  مثلا " الزكاة " 
"فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ "

سبحان الله اللذين يتقون هم الذين يتصدقون ويجعلون بينهم وبين عذاب الله وقايه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (صدقة السر تطفئ غضب الرب )

هذا بالنسبه للزكاه  
حسنا مثلا عبادة قراءة القرآن...القرآن لماذا أنزل ؟ أيضا للتقوى ؟ 
"وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا
لماذا ؟ 
"لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"
حسنا الذي لم يتقِ ؟ 
"يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا"
أي  على الأقل يحدث تغيرا بسيطا في قلبه
لكن يسمع و يقرأ القرآن و يصلي ولا يتغير!!هذا يقف مع نفسه ويراجع قلبه  !  
حسنا الصيام ؟ 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ ...)...ماذا؟
تجوعون ؟ تعطشون ؟

لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

والصيام هذا سبحان الله له ميزه عجيبه

لو أعطي كأس ماء لصائم مقابل عشرين مليار لمجرد فقط أن يشرب هذا الماء  
هل يفعل ذلك؟

أو طلب منه أن يرشف رشفه خفيفه مقابل  هذا المبلغ هل يفعل ذلك ؟مستحييل ولا يفكر في ذلك !ماهذه الإراده الحديديه التي تحطم الصخر والتي من خلالها  لايعطي حتى مجالا للمساومه ,و بمجرد أن يعرض هذا الأمر أمامه يتذكرمابداخله فينسف ماعرض عليه  فورا  ، ماهو هذا الشيء الذي  تذكره ؟ ، ماهو اسمه ؟ ، هذا شيء الله أبى إلا أن يذوقك إياها أخي الحبيب ، يذوقك حياة المتقين لو مرة في حياتك ،لوعدنا لذلك الشخص الذي عرض عليه مبلغ وقدره ..هل سيرضى بذلك العرض ؟. لا والله  ,والله لن يرضى لوبمال الدنيا كلها ، حسنا  لو تقول له  يا حبيبي لماذا أنت معقد الموضوع خذ قطرة الماء هذه وتب بعدها والمبلغ  لك ، يقول لك هل تضمن لي أن القطره التي سوف آخذها لا يراها الله  ! أوتضمن لي أنه  سبحانه وتعالى يعطيني فرصة كافيه  لأن  أتوب بعدها ولا يقبض روحي ؟  ، ماهذا ؟ماهو السر الداخلي الذي يجعل المؤمن بهذه الإراده الصلبه ،و لو تجاوبك كل ذره في جسده سوف تجاوبك  بقوله تعالى ( قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ ) ،هذا هو الجواب صراحة  والله  انا أخااااف  مع أني أود تلك  العشرين مليار لكن والله إني خائف ، (  إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ ) ، يارب ارحمنا ، كل ذرة فيه تتكلم تقول لك ، ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) ،  هل أحرم نفسي من الجنتين لأجله؟  أنا الآن أخاف مقام ربي أتذكر ربي ومقامه وأخافه ، هل تعلم أن هناك  أناس يعيشون هكذا  أقسم بالله هناك أناس يعيشون هكذا يتكلمون ويتفكهون فيما بينهم ويضحكون ويعيشون حياتهم  لكن عندما يجدون مساومه على أن يذنبوا  وهم يعلمون أنه ذنب والله العظيم ينتفضون جراء ما بداخلهم  من إيمان وتقوى وهذا لا يعني إنهم لا يُخطئون كلنا نخطئ وكلنا مساكين غارقين في ذنوبنا وتقصيرنا وهنا  الله عزوجل وصف لنا قال ، ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ ) ، أتتهم   غفلة ولعب في عقولهم الشيطان  قال ، ( تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) ، رجعوا من غفلتهم وذكروا الله واستغفروه فإذا هم مبصرون   ،  هل هم لا يذنبون ؟ نعم  يذنبون ، في سياق المتقين قال الله عزوجل ،( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) ،ماذا يحدث؟؟ هناك شئ في داخلهم يستيقظ و ينبههم ويمنعهم  وهذه هي حياة المتقين

قال تعالى ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ، والمتقي ليس فقط يخاف الله عز وجل ولكن لديه صفقات مع الله الواحدة تلوى الأخرى أسأل المولى أن يجعلني وإياكم من المتقين ،

يا جماعة حياة التقوى حياة عجيبة حياة فيها طعم ولون ، أحبتي نحن حياتنا اليوم وعبادتنا أكثرها ليس لها طعم ومن أعظم العبادات و أكثر العبادات التي تجد لها لذه في أداءها هي قراءة القرآن العظيم . مثلاً  أحبتي لو زرتم  المستشفى ورأيتم مريض يتغذى عن طريق الأنبوب ، وعند زيارتنا لهذا المريض  أتينا معنا بكيلو من أجود أنواع العسل وأطعمناه  هذا العسل عن طريق الأنبوب من الأنف ثم سألناه عن طعم العسل ما رأيه  فيه ؟ماذا سيقول  لك؟  سيقول لك أي طعم ؟ أليس كذلك !! لا تلومه ،حسنا لو أعطينا العسل لشخص صحيح بجانبه  قطره صغيره جدا من العسل المتبقي واجعله يتذوقها وقل له ما رأيك ؟ دون أن يجاوب ستعرف   إجابته من خلال  تقاسيم وجهه أن الطعم جدا رائع  لماذا ؟ ماهي المشكلة ؟ أداة الوصول للطعم ماذا ؟ هي اللسان وما دام اللسان خارج المعادلة لو تسكب العسل  على جسمه كله لم يعرف طعمه !! أليس كذالك؟

لذلك ماهي أداة الوصول للقرآن ؟ماهي ؟

لماذا نحن  نقرأ صفحات كثيرة من القرآن ونرى أحدنا يصل إلى أكثر من جزء وأحدنا يصل إلى الخاتمه وتقول ماشاءالله تبارك الله وصلت إلى هنا!! بالله ماذا حدث في قلبك؟ ، لذلك أحبتي أداة الوصول إلى القرآن وفهم القرآن واستشعار القرآن هي القلب ، إذا نحن لا نشعر بالقرآن  لا نظن أن كل الناس لا يشعرون  ، لأجل ذلك قال الله تعالى  ،( قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ ) ، الناس العاديين  لهم بيان والناس الآخرين لهم بيان لكن من هم؟؟  نكمل الآية ، ( وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ ) ، لمن؟ ،( لِّلْمُتَّقِينَ ) ، هناك  طعم آخر,, بعض من الناس لم يذوقوه ويستشعروا لذته  ،وهناك أحبتي نقاط لابد أن نوضحهها ووقفات وأسئله حول القرآن ومنها, لماذا نحن نعبد؟ لماذا نقرأ القرآن ؟وهل حصلنا على درجة قراءته أم لا ؟ القرآن عندما أنزل هل أنزل  للقراءه فقط؟ أم لأشياء أخرى؟ ، مَن الذي قال أن هذا القرآن أنزل لشيء غير القراءة  ، يقوله الله عزوجل  ، ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَاركٌ ) ، لو أحد سأل وقال لِمَ يا الله يا أعظم عظيم سبحانك أنزلته مبارك ؟ تجد بعدها ، ( لِ) ، لام التعليل..مثال على ذلك(انا أتيت لألقي محاضره  اولألتقي بأحبتي) لام التعليل هذه توضح سبب مجيئي ،حسنا  هذا القرآن أنزل لماذا ؟ ليقرأوا ! لا ،  مع أن  القراءة جميلة ورغبنا رسول الله  في القراءة وأعطينا على الحرف عشر حسنات لأن هناك  شيء مهم, من أجله أعطينا هذا الأجر لكي نصل إليه ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا ) يدبروا ماذا ؟أجزاءه ؟ يعني مع قراءة كل جزء أخرج أنا بقضيه تغير قلبي ؟؟، لا ،ليدبرو ا  كل صفحة ؟ لا ، سوره ؟ لااا، ( لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )  ، والتدبر والتأمل في الآيات لا يحدث إلا إذا دخلت هذه الآيات القلب,إذاً ماذا يحدث بعدها   ، ( وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ، تتغير نظرتك  وتفكيرك  وتبدأ تتكلم عما يدبره  قلبك وتفكره  بعقلك لأجل ذلك  بعض الأشخاص يصلي وبعد أن ينتهي من صلاته  يقول لأخيه الذي بجانبه  بالله سمعت الآية التي قرأها الشيخ في الركعة الثانية فيرد عليه الثاني  ماذا كانت الآيه ؟!!!!

الشخص الأول ضربت في قلبه الآيه ويود  أنه يتكلم عما شعر وفاض به قلبه  والثاني لم يحدث لقلبه شئ

، حسنا أحدنا يقول أنا من اليوم أريد أن  أتغير وأريد أن  أتدبر وأريد أن  أحقق هذا التدبر ولا أريد أن أخرج من الدنيا  وفهمي خاطئ  أو أني إذا فهمت الصحيح  لم أسعَ لفعل هذا الصحيح  .

قلنا آنفاً أن أداة الوصول إلى القرآن هي القلب قال تعالى( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ ) ، يعني كم خيار عندنا في هذه الآيه ؟ خيارين . أنت تسمع القرآن وأنا أسمع القرآن ثم ماذا ؟هل شعرنا بشئ ؟هل دخل قلوبنا شئ ؟أم نحن من أصحاب الخيار الثاني ؟ ، اللهم لا تجعلنا من أصحاب الخيار الثاني ،ماهو هذا الخيار الثاني قال تعالى( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )  هذه حقيقة مؤلمة ولكنها حقيقة ,أنا وأنت عندما  نعرض على القرآن نكون إما هنا أو هنا لايوجد خيار ثالث ،إما أن يكون لدينا قلب يتدبر أو لا يكون لدينا ذلك القلب,,  مثل ذاك الذي يتغذى من أنفه وفقد وظيفة لسانه الذي هو أداته للتذوق فلا يشعر بشيء ، حسنا أحدنا يقول ماذا يحدث ؟ماذا المفترض أن يحدث في داخلي لو تدبرت ؟ خذها قاعدة حبيبي الغالي وأختي الكريمة ثلاث أمور الله وصفها سبحانه وتعالى  وجعلها  خط سيرالقرآن ,خط واحد فقط والذي من المفترض أن يكون عندي وعندك مثلما كان عند النبي عليه الصلاة والسلام ماهو خط السيرهذا ؟ ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ )  ، وهذا هو الأمر الأول من الثلاث الأشياء أولها نزول القرآن ، ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ,, عَلَى قَلْبِكَ )،حسناً عندما نزل القرآن على النبي, هل النبي صلى الله عليه وسلم سمع بأذنه أو قرأ بلسانه ؟سمع بأذنه أليس كذلك!لماذا لم يقل عز وجل (على سمعك)؟ سبحان الله! لأن القرآن لابد أن يصل إلى القلب لأن أداة الوصول إلى القرآن هي القلب في الأساس وهذا هو الأمر الثاني بقي الأمر الثالث ماهو؟  (لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) .متى؟

إذا وصلت الآيه لقلبك أتحدّاك أن  لا تخرج و تتكلم عنها,, هذا أذا وصلت إلى قلبك

وقد ترى  شخص كثيرا ما  تمر عليه الآيات تلوى الآيات  ثم تقع في قلبه آيه يقول  الآيه التى قرأها الإمام لأول مره اسمعها لماذا ؟ لأنها وقعت في قلبه رغم أنه سمعها كثيرا فكان أثرها أن يتحدث عنها سبحان الله

إذاً الأمور الثلاثه للقرآن أوجزها الله سبحانه وتعالى في قوله(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ,, عَلَى قَلْبِكَ  لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ)

وهذا هو  الثلاثي في القرآن  ويحكم لكل شخص ما إن  وصل القرآن إلى  قلبه أم لا  من خلال هذه الأشياء..

افتح معي أخي الغالي سورة الأعراف لنرى هذه  الأمور الثلاثه المتعلقه بالقرآن الكريم .

-1.تنزيل القرآن(من الله ) ,-2مكان القرآن(القلب)-3أثر القرآن (الإخبار عنه أو العمل به  ) .

قال تعالى (المص* كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) هنا الأمر الأول والأمر الثاني (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ ) انتبه و ركز على المكان (حَرَجٌ مِنْهُ )

أين الثالثه ؟ ( لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)

الذي ليس مؤمن هذا الكلام  لا يخصه.. الله يقول للمؤمنين  ،

هل يلزمني أن  أكون حافظ للقرآن لكي أطبق هذا ؟ لا ، ممكن تسمع القرآن مرة واحده في حياتك ويظل أثره معك ، من قال هذا الكلام ؟ يقول الله عز وجل ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)

عجبا ! هل هو عجيب ؟ نعم وربي عجيب ، هل أنت تشعر أنه عجيب ؟ نريد أن نكون صادقين هل نشعر أنه عجيب عندما نقرأه أم نشعرأنه كسائر الكلام

ويا أحبتي هذا الشعور يعتبر مسؤولية شخصيه.

الله يقول (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) هو وحده يعلم أنك تشعر أنه عجيب أولا   .

لماذا الجن قالوا عجيب ؟ أول شيء هل وصل القرآن لقلوبهم أم لا ، لماذا أتيت أنا بهذا المثال ؟حتى لا يقول أحدنا أن وقع القرآن كان عظيم لأن من سمعه النبي عليه الصلاة و السلام أو المؤمنين الذين يحفظون القرآن؟ !!لا لا

هذا فهم خاطئ انظر إلى هذه الآيات وانظر من استمع إليها؟ استمع إليها جني و كافر ، أنا أخاطب كل الجن والإنس في الأرض لأن القرآن نزل لأجلهم جميعا

وهذه مجموعة من الجن  مشركه مفسده في الأرض سمعت القرآن مره واحده  انظر آثار القرآن عليهم ، هل وصل القرآن لقلوبهم أم لا ؟ ومالدليل وأين الثلاث الاشياء المرتبطه بالقرآن في هذه الآيات

الأمر الأول:

(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ) 1-

فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ ) ماذا حصل ؟ (وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم ) ماذا (مُّنذِرِينَ ) وهذا الأمر الثالث لكن أين الأمر الثاني؟  قالوا( آمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ) والإيمان أين مكانه ؟مكانه القلب !

انظروا إلى  القرارات مِن كفر إلى إسلام إلى توحيد  .

شي عجيب,, مره واحده سمعوه ؟ نحن كم مره سمعناه ! ، عندما نقرأ عن الجن ألا نغار منهم ! والله نغار ، إذا كانت قلوبنا حيه  والله نغار ، تنتهي من قراءة هذه الآيات  والله تبكي على نفسك ، هذه أول مره يسمع القرآن وتحصل كل القرارات التي فعلها لأجل مره واحده سمعه ،و لو أنه دخل قلوبنا لأصبحنا أفضل منهم .قال الله عز وجل أنهم قالوا قرآنا عجبا,, لماذا قالوا قرآنا عجبا ؟ إنك عندما تقرأ في القرآن تتعجب يعني تفتح السورة مثلا وتجد الله عز وجل يقول (طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ )  الله يقول المبين وهو ليس واضح عندي إذاً أنا  لديّ مشكله( نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ

لمن ؟ لقوم يقرؤون ؟

( لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)الذي يقرأ القرأن وهوقليل إيمان سوف ينهي السوره ولايدري عن ماذا تتحدث.

أتعلمون ماذا فعلت عندما قرأت هذه  السورة ؟وضعت صفحة قسمتها إلى نصفين كتبت موسى عليه السلام في نصف و فرعون في النصف الآخر ثم عملت مقارنه في أشياء مشتركه بينهم  كالحاله المادية,  موسى ماذا لديه ؟لاشيء صفر!

الحاله الماديه: لفرعون ماذا لديه؟ كل شي  وقوة الجسدية,, موسى ضعيف رضيع لو يتركونه مات حتى لا يقدر أن يطعم  نفسه  . و فرعون : قوي وعنده نفوذ وسلطه

الحالة النفسية : ليس موسى الخائف هنا ولكن الذي يحميه  كان هو  الخائف ، أمه كانت  تنتفض رعباً إذا اهتز الباب أو حرّك أحد الباب . وفرعون كانت  حالتة النفسية الأمن حيث كان الذين يحمونه يخافون منه سبحان الله ، جنوده الذين تحت أمره يخيفون الناس كيف هو ؟

السكن :فرعون يسكن في قصر  و موسى أين كان يسكن ؟ يسكن في صندوق أو تابوت ملقى في البحر

 

الجن قالوا كيف الله عز وجل يقارن بين اثنين ثم قبل أن تنتهي السورة يرفع هذا ويخزي هذا؟! عجيب!! ،و لو ترى مسلسل بالطريقة هذه تقول هذا خيال و لكن تتأثر

فهنا شخص ضعيف  فقير وشخص قوي وغني ثم يقلب الله أمرهم  سبحانه  قال الله سبحانه عز وجل في أول السورة ( ونُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين وَنمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ )  و فرعون؟ (وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) سبحان ربي هذا عجب! .

شخص يأخذونه من أهله و يرمونه في البئروهو ضعيف مسكين بائس خائف  وبعد ذلك ماذا حصل بعد معاناته؟ (ورَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى  الْعَرْشِ )  جميع الذين فوقه أصبحوا في الأسفل ,,  قال الله سبحانه ( (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ) من نشاء! الأمر بيده (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ) يارب اجعلنا من المتقين ( فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ))

الجن قالوا إذاً الرب يفعل هذا  إذاً فإن كلام سفيهنا الذي كان يقوله عن الله كذبا! سفيههم هذا هو إبليس الذي كان قبل قليل كبيرهم انزلوه من مكانته وتغيرت قناعاتهم لأنهم استمعوا للقرآن الكريم مره واحده  .

هنا ماذا شعر الجن؟ ، لابد أن نشعر بماذا شعر الجن اقرأ آخر آية في الوجه قال الله عز وجل على لسان الجن ( وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ ) يارب اعطنا أعظم مما أعطيتهم يارب سمعنا الهدى كثير يارب اجعلنا من المؤمنين ، حسنا  بماذا شعروا  ؟قالوا   ....

(فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ ) هذا شعورهم الآن,و حالتهم النفسية المفعمه بالإيمان  (فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ )  لم يعد لديهم  خوف إذا كان الله هو من فعل وأراد تلك الأشياء في تلك الآيات لأنها خاطبت قلوبهم فعلموا من هو الله العظيم الذي خلقهم سبحان الله !

قالوا( فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا) مثال نتأمله لنتدبر الآيه عملياً الآن تخيل لو دخل الآن علينا خادم الحرمين الشريفين ومعه خدمه وحشمه ووقف أمام الناس وأخذ الميكرفون وقال ياجماعة الذي معه سيارة في الخارج يعطينا المفتاح ومن كان عنده  بيت ملك يعطينا صك بيته ويسجلون اسمه ورقمه وعنوانه ويبشر بالخير وأغلق الميكرفون وخرج مَن منكم يا جماعة يقدم سيارته ؟مَن يا أحبتي سيقدم سيارته ومنزله؟ طبعا الجميع ! فكلنا سيقدم السيارات والمنازل أليس كذلك؟

حسنا لو أخذت أنا الآن الميكرفون لأقابل الناس وأسألهم خارجا وقد بدا على وجوههم السرور والفرح وأقول له حبيبي أنت خاسر سيارتك ومنزلك وأراك  مسرور يقول  إن الملك خادم الحرمين  قال أبشروا بخير .!!!

رغم أنه لم يعد معه شيء ولم يلقى شيء  إلا أنه مسرور ويبشر أهله  بما حدث لأنه مستبشر ومبشر بخير .

لكن على ماذا هذا الفرح ؟لأنك سوف تجده مقتنع  ولديه إيمان حقيقي بالغيب وبما هو قادم  ومطمئن اطمئنان  تام وهكذا أحبتي يكون الإيمان  بعظمة الله وبما عند الله  وهكذا يكون التسليم لله عز وجل لأنه سبحانه صادق الوعد وولي المؤمنين ومع ذلك نجد الله عزوجل يعلمنا ويفهمنا صفات من يستحق الإيمان به وتطمئن القلوب إليه يقول لك في كتابه  موضحا تلك الصفات (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ ) يقول لو تريد قلبك أن يطمئن اطمئن بواحد حي .

ماهي الصفة الثانية (الَّذِي لَا يَمُوتُ ) انتبه تطمئن لحي   يموت بعدها ويذهب فرحك واستبشارك ولايكون بإستطاعتك أخذ شيء منه لذلك من صفات الذي يطمئن له قلبك أن تموت أنت ويموت كل مخلوق ويبقى هو حي لا يموت وماذا قال سبحانه؟ ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ ) هنا الله سبحانه يأمرنا بعد التوكل بذكر وتنزيه وشكرواستغفارالذي يحيي القلوب ويطهرها  وهذا لا يكون إلا لأحد عالم بتلك القلوب عليم بذنوبها خبيربما فيها وبما يصلحها ويفسدها لذلك قال(وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيَرا ) ولذلك عندما أفرح  بأن الله غني وكريم ورحيم وحي لايموت أشعرأيضا بالخوف والمراقبه بأن الله حسيب لذنوبي عالم بها وهي التي تحبسني عن لذة العباده .خبير بالذنوب التي تغلف القلب وتحجب عظمة الله عنه لذلك الله أمرنا بإلاستغفار لأجل أن تتفتح عيون القلب,, والقلب له عيون منها ماهي مبصرة تماما ومنها ماهي  ضعيفه ومنها ماهي عمياء لاترى شيء  والعياذ بالله اسأل الله أن يفتح قلوبنا قال الله عزوجل (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ) ( أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) ختم مختوم لايدخلها  شيء (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن ) والله (ولكن)هذه  تشق القلب(وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) خذها قاعدة حبيبي الغالي وهذه القاعده قد قرأها الإمام في صلاة العشاء وهي الآيه (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ,, وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) أي شئ تركته خلفك من ذنوب صغيرة كانت أو كبيره ستراها أمامك سواء في الدنيا أو الآخره كل شيء عملته كلمه قلتها أو كتبتها فعل جميل و قبيح عملته طالما فعلته ستجد أثره سواء فوق الأرض أو تحت الأرض أو يوم العرض,, ولو أنك أزحتَ مسواكا ساقطا على الأرض وقلت يارب أريد أن أرى جزاء مافعلت أقسم بالله العظيم أنك ستراه . وهذه الآيه كفيله بأنك تستشعر مدى أهمية العمل الذي تعمله والكلمه التى تقولها وتستشعر بطعم العبااده التي ستغير حياتك لأنك حينها ستعلم يقيا أن ما تفعله ستراه في نفسك في مالك في أهلك ولايوجد أصدق من الله قيلا .

فتتخيل أنك تحستب كل خير فعلته حتما ستفرح فرحا لا يوصف  (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) لأن كل شئ أجره على الله حتى ما يجري على الإنسان من مرض وألم وظلم وتعدي من الآخرين أجره على الله وكل ما يفعله الإنسان حيال ذلك من صبر وتحمل وعفو أجره أيضا على الله حتى في أدق الأمور قال الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ) كل شيء تعمله هناك ما يقابله عند الله لذلك احتسب جزاء كل ماتعمله وكل ما تصبر عليه (سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ) لذلك احتسب الأجر من لله عز وجل ولا تنتظره من غيره سبحانه (لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا

لذلك أحبتي أي ذرة  من ذنب تدخل في صحيفتك أرجوك أخرجها سريعا  بالإستغفار وتب إلى الله سريعا  (اتبع السيئة الحسنة تحمها ) (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ) حتي لا تراها حبيبي الغالي فتغفرلك وتمحى (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من أمره) سوف لا يراها حينذاك

ونختم بآيات نتدبرها في كتاب الله.

و سبحان الله نجد في سور القرآن كلها أنه تأتيك في صدر السورة قضيه  يعلمك بها في  وسط السورة,ويشرحها لك وفي آخر السورة يختم لك بنفس القضية ونتيجتها  يعني الله يعطيك معلومة سبحانه جل في علاه معلومة صغيرة, صغيرة ولكنها ثقيلة (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا) يعطيك الله قضية ثم يعطيك قصة في السورة تعلمك أن القضية هذه وقعت لغيرك ولو تريدها أن تقع لك افعل كما فعل غيرك الذي في القصة والله يعطيك العناصر كلها (فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) مثلاً يقول الله عزوجل (طه***مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ) واضحة الرسالة يقول أنت لو اتبعت كل ما في القرآن والله ما تشقى. ويأتي احدنا يقول كيف لا أشقى وأنا لاأستطيع أن أرى ما أريد أوأسمع ما أريد ولا أفعل ما أريد كيف لا أشقى؟

لكن هذه هي الحقيقه تصدق أو لا تصدق لأجل ذلك الله ما قال تذكرة للناس ولكنه قال  (تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ) يقول الله الذي يخشى لذلك لو أنت حبيبي الغالي أو أنا أو أنتي نقول الذي نريده أو نفعل الذي نريده إذاً نحن لسنا بخاشعين أو بمتقين  (إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ) ثم أعطاك الأمثلة في السورة كلها تبين لك القضية هذه .

لاتدخل في العقل عندما لاتفعل ماتريد وتقول ما تريد و لاتشقى أليس كذلك ! والله العظيم نحن فهمنا خطأ .لكن  في الحقيقه  كل أمر تتركه لوجه الله وأنت تحبه يعوضك الله بماهو افضل منه و يزيد الله في سعادتك.

الله سبحانه وتعالى يعلم كم بقي لك من صفحة في صحيفتك ، وكم بقي لك من يوم وكم بقي لك من ساعة لأجل أن تموت، ويعلم كل لحظه وكل يوم ماذا سيواجهك فيه من الأزمات ومن الضيق ومن هم ومن غم، يعلم كل هذا الذي سيحدث فإذا رآك سبحانه وتعالى تعمل بمقتضى هذا القرآن يتولاك الله في كل أزمة تمر فيها، وإذا فعلت ماتريده أنت! يكلك إلى نفسك في كل أزمة تمر فيها، لأجل هذا الله سبحانه وتعالى قال في القرآن في نفس السورة قال الله عزوجل لموسى "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى" سيعلمني وإياك الآن أن هذا هو الحق، قال الله قال موسى عليه السلام هي عصا! لا " هِيَ عَصَايَ " كل حرف في القرآن له طعم، عندما أسألك عن كرتون منديل في سيارتك أقول ماهذا! تقول كرتون مناديل أليس كذلك؟ ولا تقول مناديلي لأنه ليس ذو أهميه كبرى لديك

! ، لكن عندما أسألك عن  جوالك تقول جوالي صح!، وموسى عليه السلام من أول كلمة قال "عَصَايَ " يعني هي ليست أي عصا وجدتها هذه لي أنا، وانظر إلى أي رجل كبير معه عصا تعطيه عصا أخرى يقول لا أعطوني عصاي

فموسى عليه السلام يقول " هِيَ عَصَايَ " حسنا  كم ياموسى المده التي تحتاجها لتنفعك هذه العصا؟ تحتاجها كل كم؟ قال كل يوم!؟؟ لاااااا. قال " أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا" في كل خطوة يحتاجها يعني هي تيسر أمره  أم لا! يعني لو تركها ستزيد في شقاءه أم لا!أليس كذلك !! قال "أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا  "وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى" قال ابن عباس رضي الله عنهما :"كم دافعت بها من سبع وخوّفته بها، وكم ركزتها في الشمس " المهم له فيها "مَآرِبُ أُخْرَى" ،لكن الله ماذا قال ؟أقال له  أحبها !!!قال الله له اتركها هنا هل سيزيد شقاء موسى!؟ هذا فهمي وفهمك ، "قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى " لاحظ معي الآيات هل قال( ثم ألقاها )؟انظرسبحان الله  كل حرف في القرآن له طعم قال الله "فَأَلْقَاهَا" أي بسرعه يعني لم يفكر؟ أو على الأقل قال يا رب هذه على الأقل ليست حرام أو ناقش أو قال يارب أعطني واحدة أخرى!

هناك أناس تقول أترك بنك الربا ولا تعمل فيه يقول أأتي لي بوظيفة وأترك البنك الربوي لله، لا أنت لم تتركه لله أنت تركتها لأني أتيت لك بوظيفة واضح! ، فموسى عليه السلام مباشرة " فَأَلْقَاهَا" فاء الفورية، ماذا حصل لموسى عليه السلام عندما ألقاها بهذه السرعة؟

وهنا ملاحظه وهي أننا نحن نخسر كثيرا مع الله بسبب تفكيرنا وهو أنه إذا تركنا شيء لله سوف نأخذ شيء ما يقابله فورا !!فإذا كان الأمر كذلك لم يكن هناك اختبار وابتلاء,,

خذها قاعدة : كل القرآن أقل شيء  فيه أن تنجح في اختبارين متتاليين كل القرآن! وأنا مدين لك أن أقول لك الدليل إذا شئت وإذا لم أأتي بالدليل فرده علي، كل القرآن! لن يعطيك الله عطاء لاتشقى فيه حتى تنجح في أمرين : الأمر الأول أن موسى ترك مايحب لأجل الله عزوجل ، واضح! عندما ألقاها لم يجعل الله العصا تصبح ذهب قال خذها وأنت مكافأ لا "فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ " وياليتها حية باقية في مكانها  يعني حية جاثمه  تنظر لااا ولكنها  " حَيَّةٌ تَسْعَى" ، "فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ" مامعنى " وَلَمْ يُعَقِّبْ" ؟ أنت عندما ترى شخص يلحقه كلب بوليسي أجلكم الله تجده يركض فاراً منه  لكنه ماذا؟يلتفت ينظر كم المسافة بينه وبينه صح! لكن لو يركض خلف هذا الشخص أسد ستجده لايلتفت أبدا ويسرع بكل ما أوتيَ من سرعه ويشعر أنه سيأكله لا محاله فلا يلتفت له  هذا اسمه "وَلَمْ يُعَقِّبْ" لأنه لو التفت ستقل السرعة قليلا وهو لا يريد أن تقل السرعة واضح أحبتي! " وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ" ، ماذا قال الله له؟ وهذا الذي جعل الجن تقول (عَجَبًا) الله يحب موسى ثم يأمره أن  يترك شيء يحبه ثم يخوفه سبحانه وتعالى (عَجَبًا)، ماذا قال الله لموسى؟ "خُذْهَا" لا إله إلا الله!!!

عندما كان موسى عليه السلام يحبها ولايريد أن يتخلص منها! تأمره سبحانك أن يتركها وبعد أن تركها خوفته بها وبعد أصبح لايريدها وفر منها تقول  له "خُذْهَا" ! فهمت الدرس؟ القرآن جاء بالقصة هذه لي ولك، هل القصة هذه لأجل أن نتقي! نعم أم لا! مالدليل؟ ألم نقل أن الصيام والحج وكلها لأجل أن نتقي! من قال أن قصص القرآن لأجل أن نتقي؟ " يَا بَنِي آدَمَ " "إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ " جاءنا رسول منّا ونحن بني آدم صح!  إذاً النداء لي ولك ، " يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي"" قصه!!

ماذا بعدها؟ " فَمَنِ اتَّقَى" يعني أخذ القصة وفهم أنه يجب أن يغير حياته يجب أن يفعل كالمتقين
"
فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ " ماذا؟ "فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" ، "فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ" انظر إلى الضمان "فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" "وَلَا يَشْقَىٰ" ، فالقصة الآن تقول لك أن الله سبحانه وتعالى  قال له أتركها وهو يحبها تركها لأجلي، وقلت له خذها وهو يخافها أخذها لأجلي تستطيع أن تفعل مثله؟! " سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى" مالآية التي بعدها؟ وطالما يمينك التي تركت شيء تحبه وأخذت شيء تكرهه لأجلي فسأخرج هذه اليمين  غير عن يمين الناس " تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ " ، خذ كل القصص التي حدثت لموسى وكل الأزمات التي حدثت لموسى نفس التي ستحدث لنا في المستقبل.
"
أَلْقِ عَصَاكَ" سأعلّم الذي يقرأ القرآن أن هذه التي تركتها لأجلي وأنت تحبها وأخذتها لأجلي وأنت تخاف منها لأجل أن يفهم الذي يقرأ القرآن أني سأتولاه في كل شيء فعله إذا فعله لأجلي  وأنه لن يشقى، لأجل ذلك عندما موسى عليه السلام واجه السحرة وألقوا حبالهم الله جلّ في علاه يقول "جَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ" إذا وصف الله العظيم شيء أنه عظيم فاعلم أنه عظيم، الاختبار الأول أصعب أم الاختبار الثاني ياجماعة؟ الثاني أليس كذلك! الأول موسى "وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ"
والثاني ؟ هل " وَلَّىٰ مُدْبِرًا " !؟ مع أن الاختبار الثاني أصعب لماذا؟ لأنه وعده الله أن  "لَا يَشْقَىٰ" والخوف من الشقاء صح! ،لكن مانتيجة الاختبار " فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً" لكن لم يفر مع أنه اختبار أصعب ، حسنا ماهو الاختبار الثالث! موسى أتاه فرعون وسيقطعهم "لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ" الاختبار الثالث أصعب من الاختبار الأول؟ "وَلَّىٰ مُدْبِرًا" الاختبار الثاني! "فأوجَسَ فِي نَفسِه خِيفَة" ! الاختبار الثالث 
"
قَالَ كَلَّا ۖ " سبحانك يارب! .

الخوف من الشقاء سأمحوه منك أنا.

سبحانك يارب

انظر كلما أعطى الله موسى شيء دائما تجد حرف الفاء

ومُتدبر القرآن الآية التي يتدبرها لا يُخطئ فيها أبدا أبدا إلا أن يشاء ربي شيئا

ولو قرأ عشرين ألف حافظ وقارئ للقراءات العشر ويصححون لك وأنت متدبر الآيات والله لا تُخطئ فيها يقول الله عز وجل: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)

 

مثلا لو يقرأ قارئ يقول مثلا: (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)

وردّ خلفه حفظة يصححون له  قالوا: ﴿فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾

هناك آية هكذا وآية هكذا,, صحيح؟

المتدبر لا يلتفت لهم, لماذا؟

لأنه  تدبر التي في المعارج تتكلم عن الفرائض (صلاتهم دائمون)وتتكلم عن واجبات وأمانات عهد راعون.. فروجهم حافظون ..

فهذه تتكلم عن الواجبات والفرائض

في الذاريات يتحدث عن أناس آخرين (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)

(وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) لم يقل له أحد (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ)

يقول الله عز وجل: ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِم) نسأل الله العفو والعافية.

ماهي تكملة الآيه؟ صم وبكم وعمي؟أو عميا وبكما وصما؟

 

لماذا كل الآيات صم بكم عميا إلا هذه؟ لأنه في رأس الإنسان بصورته المعتدله يكون مركز السمع في مقدمة الرأس من جانبي الرأس فلو حدثت أي ضربه أوخلل يصبح الإنسان أصم ومن بعدها في المنطقه الوسطي من جانبي الرأس يكون مركز الكلام وأي إصابه فيه يكون الإنسان أبكم ومن خلف الرأس مركز البصر وإذا أصيب يسبب العمى لذلك نجد حينما يذكر الله هذه المراكز يذكرها بالترتيب صم بكم عمي لكن في هذه الآيه يكون الضالون منكسون على وجوههم فبدأ الله من الخلف إلى الأمام

فهو إذا كان واقف معتدل صم بكم عمي لكن الآن مقلوب!

(عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً) سبحانك (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)

 

أسأل الله جلّ في علاه الذي شرفني برؤيتكم فوق هذا العرش أن يشرفني برؤيتكم أخرى تحت العرش.

وأسأل من بيده الدنيا والآخرة ألا يُبقي في هذه الصدور أمنية هي له رضا ولكم فيها صلاح إلا كتب قضاءها قبل أن تقوموا من مجلسكم هذا.

وأسأله سبحانه أن ينجز لنا ما وعدنا بقبوله سبحانه وتعالى وفضله ومنته ورحمته أن نقوم مغفورا لنا قد بدلت سيئاتنا حسنات ولا نرى من أعمالنا السيئة الماضية

أي شيء أمامنا.

وأسأله سبحانه أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا وأصلي وأسلم على أشرف من وطأت قدمه الثرى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام.


  

للاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://abdelmohsen.com/play-2492.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده





  انه لقران كريم word   انه لقران كريم pdf


  • الاربعاء AM 08:53
    2016-06-01
  • 4325
Powered by: GateGold