عرض المادة

لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ

لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ


 

 

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الأنسان من طين , وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفداء عليه الصلاة والسلام ..

أما بعد ..

أحمد الله سبحانه وتعالى حمدًا ليس كمثله شيء لأنه هو سبحانه ليس كمثله شيء وعطائه ليس كمثله شيء , فالحمد لله الذي اختارنا نحن من بين مليارات البشر الذين على هذه الأرض من بين المليارات لا بحسب ولا بمالنا ولا بأنسابنا اختارنا من بين هؤلاء وجعلنا مسلمين (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) ..

 

فالحمد لله الذي اختارنا (مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) ومن بين المليار الذين يزعمون الإسلام جعلنا من أهل سنة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام وجعلنا موحدين ومن بين الموحدين في أناس الآن ما شهدوا صلاة العشاء , و اختارنا وجعلنا في بيت أكرم الأكرمين قائمين راكعين ساجدين هذا فضل منه (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) يا رب لك الحمد ..

فأسال الله أن يتم علينا هذه النعمة بالقبول , لأن إبراهيم عليه السلام لما بنى هو و إسماعيل عليه السلام بنيا الكعبة يعلمون أن القضية ليست قضية شيء ظاهر تعمله , تركع وتصلي وتبني حجر على الكعبة لا.. لا , هي قضية وأنت تعمل كل حركة وكل ثانية ماذا كان في قلبك هل في قلبك أحد غير الله ؟!

فإذا كانت القضية خالصة لله لأجل هذا لما انتهيا قالا (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا) لماذا ؟ (إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ) سمعت كل ما قلناه (الْعَلِيمُ) علمت كل ذرة , ماذا كان في نيتنا , الآية التي بعدها (وَتُبْ عَلَيْنَآ)

في أوقات مرت و نحن وقوف نصلي قبل قليل ذهب البال يمين و ذهب يسار هذه لا تحسب لك مثل ما تحسب لشخص كان مركز لله عز وجل فقال (وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) فأسال الله أن يقبل منا ويتوب علينا ما حصل من خلل ..

لأن في أناس الله عز وجل قال عنهم (لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا) يعني أسوء ما في صحيفته يزيله الله يارب اجعلنا منهم (وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم) ماذا ؟( بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ) يعني شخص عمله يبدأ الساعة سبعة ويجيء مرة سبع وخمس ومرة سبع ومرة سبع ودقيقة ومرة ستة وتسعة وخمسين ومرة واحدة جاء بعد صلاة الفجر الساعة خمسة وهو في العمل ثم يلاحظ تقيمه السنوي أنه كل يوم يجيء الساعة خمسة ..

يعني يرى الله في صحيفتك أحسن شيء في صحيفتك ثم يقيمك عليه أسال الله أن يجعلنا وإياكم منهم..

أحبتي أنا كنت أريد أن أتكلم في موضوع ولما سمعت هذه الآيات قلت سبحان ربي هذه الآيات كأنها تنزلت اليوم وكأنها تكلمنا عن واقعنا اليوم , نرى البراميل التي تلقى على أهلنا في سوريا وفي كل مكان أسال الله أن ينصر الإسلام والمسلمين فوق كل أرض وتحت كل سماء فنقول : إلى متى هذا الأمر يطول ..

يقول الله عز وجل (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) (وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ) (تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ )

قال الله سبحانه وتعالى (وَكَانَ اللَّهُ) سبحانه وهو على عرشه ( بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ) كل الأحداث يراها الله عز وجل , قال الله بعدها (إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ) لكن في واحد فوقكم سبحانه محيط بكل شيء (مِّن فَوْقِكُمْ) براميل تلقى (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ ) وألغام تحت الأرض خائف (وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ) يعني يمكن فيه قناصة فوق العمائر , يصف لك الله الحالة خطيرة جدًا , يعني الواحد لا يعلم أيصاب من فوق وإلا من تحت ويقول الله شفت المشهد الخارجي هذا أنا أنظر حتى في القلوب قال (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ) يقول من الرعب كأن قلبه بحنجرته

كل هذا لماذا قال الله لأجل أختبر إيمانك أنت مصدق هناك واحد فوقهم ؟ أم أنت فقط تنظر الأحداث التي على الأرض (وَتَظُنُّونَ) تظن ماذا يأتي في تفكيرك , متى يأتي النصر ؟ (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ) يقول الله جعلت هذه الأحداث كلها وجعلت هؤلاء يتسلطون هذه السلطة كلها لأجل أختبر ما في القلب الإيمان الذي في قلبك (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ ) أناس أول ما أبتلي أول ضربة قال  مستحيل ننتصر فذهب فورًا معهم , و باقي واحد تبقى يوم هو ينظر أن غدًا سـ يتعدل وضعه فيجعل الله الأزمة تطول يوم ثاني حتى يتبين هذا الواحد يا يمين أو يسار قال الله عز وجل (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) ثابت كل هذه المصائب تحته , فوقه , ثابت هو مصدق برب العالمين لا تلمه ..

دعوه لا تلوموه ... فقد علم الذي لم تعلموه

لما صارت الأحداث هذه قال (ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) ما تحرك (وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) كل يوم يسقط واحد أسال الله أن يثبتنا وإياكم ..

يقول ( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ) يقول مستحيل تنتصر لك تبقى لك قليل و تسقط أسال الله أن يثبتنا وإياكم ..

لكن انظر إلى العظمة , الله يتكلم عن الأحداث الذي خارج منهم وإلى الذي يقولونه , الآن براميل تلقى وفي ناس بكل بيت يتكلمون والله يصنفهم يمين ويسار أسال الله أن يثبتنا وإياكم ..

الأحداث التي تحدث حتى يخبرك الذي في القلوب , بالوجه المقابل قال الله عز وجل هؤلاء فورًا سقطوا وأخرين قالوا (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ) نفس المشهد رأه الفريقين , نفس الأخبار نراها جميعًا , لكن واحد يعلق كلام يرضي رب العالمين و واحد يسقط ..

قال الله (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ)

الله أخبرنا في القرآن (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) , (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا) فيقولون هم  (هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) إذًا كل ما طال أمد المشكلة يوم وإلا يومين هناك أناس وأقنعة تتكشف أسال الله أن إذا كشفت الأقنعة يجعلنا من المؤمنين الثابتين ..

 

أحبتي هذا القرآن العظيم علمنا قضية مهمة سألها المسكين هذا محبكم نفسه و والله إني أحبك لكم ما أحب لنفسي أنا سألت نفسي وجاوبت بيني وبين ربي فأنا أطرح السؤال بين يديكم فمن أراد أن يأخذه فليأخذه ..

أحبتي ..

لما جلست أفكر وأقرأ قرآن الواحد لما يدخل كلية الهندسة ويدرس هذه السنوات كلها وتعب ويترك أشياء كثيرة لأجل هذه الشهادة فـ تخيل عندما ينتهي يقولون له سنين الدراسة التي قضيتها لن نعترف بها ..

هل تتوقع أنه يخرج و لا يهمه الأمر , أو يتألم و يُجن ويبدأ يراجع لماذا أنا درست سنين و لا يعترفون بها ؟

و آخر عسكري يدخل دورة و يوقضونه من قبل الفجر ويزحف وكيلومترات يمشي , المهم تعذيب , و في الأخير قالوا له والله ليس لك شيء!!

أحبتي كم لنا نعبد هل في مؤهل للعبادة المفروض محصلين عليه ! يعني هل في شيء أحصل عليه بعد هذه العبادة إذا لم أحصله أبدأ أراجع نفسي ويضيق صدري وأفكر قليلًا مثل ما فكر هؤلاء وإلا ما في شيء أصلا !!

أحبتي (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)

إذا البشر يحطون لك دورة ومنهج وبعد ذلك يقيمونك عليه ويعطونك مؤهل , الله عز وجل نزل لك أعظم كتاب مع أعظم ملك لأعظم رسول .. أتظن بعد ذلك لا نشعر بشيء !! مستحيــــــل ..

فما هو المفروض يتغير بنا هذا السؤال يجب أن أسأله نفسي أنا و إياك في يوم من الأيام قبل لا نخرج من هذه الأرض

العبادات هذه كلها لأجل ماذا ؟

ما الذي يمكن يحدث فيني أنا أو أخذ مؤهل ؟

يقول الله عز و جل عن كل العبادات جاءت لأجل تطلع في قلبك شيء واحد , ركز القرآن علية تركيز , لا يذكر لك عبادة أو شعيرة إلا و يضع الكلمة هذه آخرها ..

الكلمة هذه حدثت وإلا ما حدثت لأجل العبادة إذا ما حدثت إذًا أجاهد نفسي وأرجع إلى أن أخذ هذا المؤهل ,

فما هو هذا المؤهل !؟ التقوى ..

ماذا يعني التقوى , و قبل لا نبدأ نثبت , ماذا يعني التقوى؟!

هل أنت حبيبي الغالي وأختي الكريمة هل تقول الذي تريد في الوقت الذي تريد , مثل ما تريد ؟

إذا كان الجواب نعم , فلست متقي ..

هل أنت ترى الذي تريد بالوقت الذي تريد مثل ما تريد ؟

إذا نعم , لست متقي ..

هل أنت تسمع الذي تريد بالوقت الذي تريد ؟

لست متقي ..

هل أنت تفعل بمالك أي شيء تريده أنت بدون أي تفكير ! والله لست متقي ..

هل هذه التقوى !!!

كيف التقوى؟

لأجل هذا الله سبحانه وتعالى قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ) توقف وفكر قليلًا هناك من يراك (اتَّقُوا اللَّهَ) ثم ماذا ؟

(وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) ..

قف , اليوم كله قلت الذي تريده !!

يغتابون .. اغتبت معهم , يكذبون .. كذبت معهم  , فعلت كل شيء

(وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لغد)

قف ستجد أشياء كثير تحتاج تعديل (واتقوا الله)

قد يقول أحدهم : من قال أن العبادات هي التي تجعلني لا أقول الذي أريد بالوقت الذي أريد !

من قال أن الصلاة والزكاة والعبادات هي التي تجعلني أفكر بأن هناك من يسمعني و يراني !!

أفكر هل هذه الكلمة تقربني لله أم لا تقربني ؟ تقربني له سأقولها , لا تقربني له سأرجعها وأنا أفرح أني كسبت صفقة ..

أقسم بالله سوف أراها عند رب العالمين الصفقة هذه و سكوتك عن الكلمة التي تريدها و تشتهيها هذه تعرف وش تسوي فيك تعطيك أول ضمان (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) يتولاك الله , في كل موقف يخرجك منه ,

( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا )

( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )

إذا جاء يوم القيامة , الكلمات والأشياء التي تريد تفعلها مثل الناس وتخاف من الله هذا يومكم (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا)

أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم ..

سؤال : من الذي قال أن كل عبادات جاءت لأجل هذا المؤهل ؟ يقول رب العالمين أول أمر قرأناه جميعا لأول ختمة أول أمر (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) أنا هم ؟

لذلك يجب أن أركز ماذا يقول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ (تَتَّقُونَ))

كل العبادات , لأجل وأنت تقرأ يجيء عليك آية عن الحج (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ) تقرأها بقلبك (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) أنا حشرتك مع خمسة مليون في الحج خمس أيام ولم تتحمل , أجل حسن عملك لأجل يوم القيامة تكون مع الوفد ولا تشعر بالزحمة في خمسين ألف سنة ,

ما انتهت الآية ماذا قال الله بعدها ؟ (وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) التقوى اثنتين في آية الحج , نعم لأجل نعلمك أن الحج يجعلك تتقي ..

(فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ) لمن؟ (لِمَنِ اتَّقَى) إذا أنت فاهم الدرس ارجع , ليست هناك مشكلة إذا ما فهمت اجلس ربما تجد التقوى غدًا ..

ما انتهت الآية (وَاتَّقُوا اللَّهَ) سبحان الله الكلام عن الحج

تذهب للحج لا لأجل منى و لا عرفة و لا مزدلفة , أريد تخاف أن في يوم سـيجمعك بكل الناس ..

أحبتي الصلاة ؟

(وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ) الصلاة إذا كانت صلاة كما يريد الله , أقسم بالله تلحقك بالمسجد تخرج خلفك تقول لك وتذكرك قبل قليل كنت ساجد اذا سويت أي شيء حرام ,  تأتيك صلاتك تقول لك و أنت ساجد تقول سبحان ربي الأعلى ولما رفعت من السجود قلت ربي اغفر لي فلماذا تغتاب و لا تستغفر

عندما انتهيت من صلاتك استغفرت و الآن تفعل معصية و لا تستغفر !!

لأجل هذا ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى ) تكون معك وتنهاك

لأجل هذا لما رأوا شعيب قالوا (أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ) نعم صلاتي تأمرني

(أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ) هي التي علمتني وأنا أبيع وأشتري لا أغش ..

سبحان الله هذا اسمه تقوى ..

الصيام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تتقون , لو عرض عليك عشرين مليار لأجل تشرب ماء في النهار تقول لا , الذي قلت لأجله لا , تقدر تكملها بعد المغرب لين الفجر في كل أمر فيه معصية لله نفس القوة العظيمة..

 

القرآن نزل لأجل التقوى (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)

أنزلت القرآن لأجل يخشى ( وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا )

 

 

يقول الله : (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا، فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ، فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعا ، فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا)

إذا قلبك مفتوح أقسم بالله سترى مشهد يرجف قلبك وأنت تقرأ، لماذا القلب يرى؟ نعم والله يرى

الله قال (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ)

هناك ناس فقط يرى الحاضرين وهناك واحد فاتح قلبه يقول لا والله يوجد ملائكة الآن حافتنا إلى السماء وهناك واحد قلبه مفتوح أكثر يقول الله الآن يذكر اسمي عند جبريل وميكائيل لأجل ذلك تمتع بلحظة يجد فيها متعة

(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)

 

الله يقول (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا)

يقسم الله عز وجل بالمشهد هذا إذا صارت الخيل تركض أشد ما عندها من سرعة , فصارت كل خلية فيها في أقصى درجات نشاطها فتريد أكسجين كثير لأجل تتحرك فالخيل يشهق لأجل يدخل الأكسجين بكل الخلايا التي في جسمه ، الخلايا العصبية والخلايا البصرية والعضلية كلها , لكن الخلايا التي تحرق هذه مع السرعة تخرج كربون فيدفعه الكربون للخارج فيصبح الخيل ما يلحق , هذا يسمونه ضبحا حينما سأل ابن العباس قالوا ما معنى ضبحاً : قال هه رواه في التفسير

فلا تلحق الخيل فيصبح صدرها مثل النار ,

هل في مرة ركضت ركضت ركضت وشعرت بصدرك مثل النار , الله يقسم يقول أقسم بهذا الحدث النار في صدر الخيل وأخرجت صوت غريب يقسم الله به

حسناً هذا النار الذي في صدرها فقط ؟ لا يقول فالموريات قدحاً يعني ليس صدرها فقط المشتعل حرائق نار لا حتى تحتها قدحاً الحوافر تقدح على الصخر فتطلع نار فصدرها نار وتحتها نار وفوقها واحد يضربها في ظهرها نار ما هذه النيران

ما الذي يصبرها لا تقف ترتاح صح !

لا أصبر , فالمغيرات صبحا يعني فوق هذه المخاطر والنيران هي ذاهبة للعدو ليس بالليل لا في النهار يعني أي قذيفة يستطيع أن يصوب عليها و يصلها رمح أو سهم لماذا ؟ ما الذي جعلها تعرض نفسها لهذه المصائب كلها لما لا تقف أو تدور وترجع !!

هي أصلاً أكبر من صاحبها تستطيع أن تضربه ويسقط وترجع صح ! ما الذي يصبرها ؟

يقسم الله بهذا المشهد يقول فالمغيرات صبحا يعني هي تعلم أن هذا أمامها وترى السهام وتمضي تطيع هذا الذي فوقها ويضربها ، قال سبحانه( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعا)

يعني لو أنها مع كل هذه المخاطر تتنفس هواء صافي كان تتعذب , لا .. تتنفس غبار يعني الآن الواحد منا يفتح الظهر زجاج سيارته ويرى كيف يتنفس قال سبحانه(فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا)

كانت المخاطر فوق ظهرها الذي يضربها وصدرها وتحتها الآن لا الآن فوسطن به يعني المخاطر فوق , تحت , داخل الصدر , ومن كل اتجاه

الواحد يسأل يقول لماذا؟ ما الذي يصبرها على هذا البلاء هذا الهم والعذاب تعلمون ما الذي يصبرها؟ أقرأ الآية التي بعدها قال الله

(إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)

يقول أتحداك أنت أن تعمل معي مثل ما تعمل الخيل مع صاحبها لأجل العلف يقول إن الإنسان لربه لكنود يقول رأيت هذه المخاطر كلها وتحملها كله لأجل يعطيها علف وماء فتشعر أنها تريد أن ترضيه , تعمل أي شيء ..

حسناً قال أنت كنود ماذا يعني كنود؟ جحود، والحسن البصري يقول : هو الذي يعد المصائب وينسى النعم , مُغرقه ربي بالنعم كلاه تغسل وقلبه ينبض ودماه تجري أكثر من خمسة وثمانون خلية تشتغل يعرف قدرها لو مات بعضها ..

الخيل هذه لو أعطاها صاحبها كلية ماذا ستعمل له !! هذا لأجل علف استغرقت كل ما عندها لأجل ترضيه لأنها تعد النعم بالعلف وتنسى المصائب التي لديها كلها ونحن بالعكس

حسناً إذا ماتت الخيل رماها صاحبها ..

حسناً نحن لا , بل يخرج الله كل ذرة خير منا ويجازيك عليها , لكن ماذا سيجد رب العالمين منا ؟!!

قال سبحانه وتعالى

(إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ)

بعمله شهيد , أنظر إليه إذا أتته مصيبة يتكلم ويقول أنا لم أرى خير , فهو شهيد , والنعم التي يغرق فيها كل يوم لا يذكرها

(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)

يطلع عنده الحماس ويتحمل إذا صار شيء فيها فلوس

(أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ)

أسأل الله جل في علاه أن يجعلنا مع رب العالمين أعظم من هذا الخيل مع صاحبها لأجل العلف

فإنا نرجوا منه سبحانه وتعالى رضاه والجنة

أسأل الله جل في علاه كما شرفني بكم فوق هذا الفرش أن يشرفني بكم أخرى تحت العرش وأبشروا برب كريم عظيم لا ينسى مثقال ذرة من كان مثقال حبة من خردل عملتها في يوم جلست ليس ثانية بل جزء من الثانية في المسجد فقط جزء هذه وإن تكن حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيما وسوف تراها في نفسك في أهلك في مالك والله ستراها لكن متى هو أكرم الأكرمين يعلم متى يعطيك إياها..

وأسأل الله أن يعتق رقابنا من النار وكما شرفنا أن اجتمعنا في بيته فالكريم لا يرد عبيده فأسأل الله أن لا يبقي في صدوركم أمنيه فيها صلاح إلا كتب قضاءها قبل أن تنفضوا من مجلسكم هذا وأن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان وأن يخذل من خذل الدين وأصلي وأسلم على أشرف من وطأة قدمه الثرى بأبي وأمي عليه الصلاة و السلام .


 

لاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://abdelmohsen.com/play-2493.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده



  لعلهم يتقون pdf   لعلهم يتقون word


  • الثلاثاء PM 04:37
    2016-05-31
  • 3321
Powered by: GateGold