القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق فأبدع ما خلق , لا تنفعه طاعة من أطاع ولا
تضره معصية من فسق
خلق السماوات والأرض رتقا ثم فتق بقدرته ما رتق
أقسم جل جلاله بالشفق
والليل وما وسق والقمر إذا أتسق
وأقسم لتركبن طبقا عن
طبق , ثم قال فمالهم لا يؤمنون
وأصلي وأسلم على أعظم
من أرسل بالحق وبالحق نطق
روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفداء عليه الصلاة والسلام
أما بعد :
أحبتي الفضلاء فأسأل الله الذي لا إله إلا هو
أن يتولى هذا اللقاء بحوله وقوته وأن لا يكل المتكلم ولا السامع
إلى أنفسهم طرفة عين
فو الله أن يوكلوا إلى
أنفسهم يضلوا ولا موفِّق إلا الله جل في علاه
ولا موفق إلا من وفقه
الله وتولاه سبحانه وتعالى
الموضوع أكبر من أن يتكلم عنه هذا المسكين الجاهل القليل العلم
لكن إذا تولى الله الأمر
أصبح القليل كثيرا وإذا تولى الله شيئا فلا تسأل عنه
وإذا ترك سبحانه الإنسان حوله وقوته فو الله لن ترى إلا الضلال
والملل والركاكة في الكلام
لكن أسأل الله جلّ في علاه الذي يسّر هذا بفضله وحده
أن يتولى كل حرف فيه , وكل ذرة فيه وأن يقر أعيننا وأعينكم بصلاح
نياتنا و ذرياتنا
إن ربي على ذلك قدير يقول ربي جل في علاه
وأعظم الكلام وأجل الكلام وأثقل الكلام كلام ربي سبحانه
{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ
قَوْلًا ثَقِيلًا }
والله ثقيل إذا نزل في
مكانه الأساسي , أتعلمون ما مكانه ؟
لن تشعر بثقل القرآن وعظمة القرآن إلا إذا أراد الرحيم الرحمن
جل في علاه
أن يصل هذا القرآن إلى
المكان الذي خصصه الله جل في علاه
ومكانه ذكره الله في القرآن أنه هو محلّ التدبر
ولذلك من الأفضل استبدال كلمة تأملات بكلمة تدبر
ﻷن أعظم ما قاله ربي سبحانه
وتعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )
يا رب لا تحرمنا لذة التدبر يا رب العالمين
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآن أَمْ )
سؤال من الواجب أن تطرحه على نفسك
الناس في الدنيا انقسموا إلى فريقين ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
ما المكان ؟ وكيف أعرف هل أنا متدبر للقرآن وأتعامل مع القرآن
كما يحب ربي سبحانه وتعالى
أو أني أقرأ بعيني فقط ؟
يقول ربي جل في علاه
:{
وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ}
الله العظيم ثم جبريل أعظم مَلَك ورسولنا محمد صلى الله عليه
وسلم أعظم رسول
والقرآن أعظم كتاب حمل الرسالة لينزل على أعظم عضو
{ وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ
الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ ) أين ؟
( عَلَىٰ قَلْبِكَ ) لماذا ؟ ( لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ
)
هذه الثلاثة اسأل نفسك عنها دائماً
الله جل في علاه وصف أن القرآن إذا نزل ثم دخل في ذلك القلب وأستقر
هذا الجسد الذي حوى ذلك القلب لن يقوم من مجلس يجلس فيه حتى يُنذِر بالقرآن
تسأل من قال هذا الكلام
؟
هذا الكلام فقط مختصّ بالنبي عليه الصلاة والسلام!
كلا ستجد هذا الثلاثي
في القرآن كله
كلما ذكر هذا الثلاثي
ذكر , ذكر هذا الترتيب وهذا الأثر يقول الله سبحانه وتعالى
( المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ )
الأول : كتاب , الثاني : أُنزل إليك أين ؟
( فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ ) ركز لا لتحفظ ولا لتردد بل لئلا يُكن في صدرك حرج
( فَلَا يَكُن فِي صَدْرِك
حَرَجٌ مِّنْه )
لذلك دائماً ركّز وفكر أي آية دخلت من أُذنك هل وصلت لقلبك ؟
لأن الله يقول ( فَلَا يَكُن فِي صَدْرِك حَرَجٌ
مِّنْه ) لماذا ؟ ( لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ
لِلْمُؤْمِنِينَ )
إذاً الله يأمرك أن تتبع لا أن تسمع , فإذا قال الله ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
)
يأتي الشيطان يقول الآية هذه موجهة لك , وأنا بهذا الكلام
أُخاطب نفسي أولاً
يأتي الشيطان يقول يتكلم الله عنك ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
)
لكن حتى تدحر الشيطان اقرأ صفات المؤمنين ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ
خَاشِعُونَ )
قف واسأل نفسك لأنك أعرف الناس بنفسك هل حققت الشرط الأول ؟
الشيطان سيقول نعم بالتأكيد أكمل الآيات اقرأ صفاتك وبماذا
تكلم الله عنك!
( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ
اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ )
كم من مجلس سمعت فيه غيبة أو نميمة ولم تنكر أو تضطرب أو
تخرج؟
لكن الشيطان سيقول لك لاهذه تنطبق عليك تماماً !
يقول الله سبحانه وتعالى ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ
وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا )
وفي الآية الأخرى ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ
ظَنَّهُ ) فماذا حصل ؟
( فَاتَّبَعُوهُ ) الله المستعان
وانتهت صفات المؤمنين وهو يخدع نفسه ويوهمها أنها حققت كامل
صفاتهم
لكن في المقابل بعض الناس إذا قرأ هذه الآيات يقف ؛ فتتغيّر صلاته
بعد هذا التدبر كما
أنه إذا قرأ ثم سجد وهو لم يشعر بشيء تجد
قلبه يتقطع ويقول يا رب
ركعة كاملة ما شعرت فيها بشيء
يا الله يا رب يا الله
يا رب لا تحرمني الركعة الثانية يا ذا الجلال والإكرام
يا رب هذه صفات المؤمنين لم أتصف بها , وتبدأ المناجاة
والمجاهدة
والله سبحانه يقول ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا
فِينَا )
هل سألت نفسك كيف تخشع ؟ دعوت الله في صلاتك أن يرزقك الخشوع؟
هل دعوت لقلبك في صلاتك ؟ مثلاً الآن في الطواف حول الكعبه
سبعة أشواط كم نصيب قلبك من هذه الأشواط السبعة ؟
دعوت الله يوظفك ويرزقك
لكن هل دعوت الله يفتح قلبك و يحفظ القرآن؟
فالعاقل إذا سمع هذه الآيات سأل نفسه : أين هو منهم ؟
حتى أن الجن سبقوه
إلى هذه المنازل ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ
فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا
قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ )
وصل لقلوبهم أم لم يصل ؟
( وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ
منذرين )
إذن دخل إلى أعماق قلوبهم لأن الله جل في علاه قال في كتابه
{ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا
الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ } هل اتبعوا
؟
الله في سورة الأعراف
أمر بالإتباع , فلما اتبعت الجن القرآن قالوا
( فَمَن
يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَاف )
يقول أنه قبل القرآن كان عنده خوف من المستقبل أما بعد القرآن
( فَلَا يَخَاف بَخْسًا وَلَا
رَهَقًا ) ماذا سمعوا الجن من
الرسول
صلى الله عليه وسلم حتى يقولوا كل هذا ؟
قبل أن أقرأ لكم الآية أقسم بالله أن حالي كمن يُرمى عليه مئة
حجر وأكثر,
لأن الله عز وجل قال عن القرآن
( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ ) تخيل !
أي أن كل الأشجار أوقفتها
فقط للأقلام
حسناً هذه الأقلام ماذا عن حبرها ؟
( وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ
مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر )
كل بحر بعده سبع أبحر جاهزة عندما ينتهي الأول يأتي الثاني
وهكذا
ماذا يحدث ؟ العلماء يأخذون
ويكتبون معاني القرآن من عهد نبينا آدم
إلى آخر إنسان يموت على وجه الأرض , هل ظنّك سينتهون من كتابة
المعاني التي أرادها الله في القرآن ؟
لا والله ( مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
سبحانك .. لذلك من
المستحيل أن أصف لكم كل معاني القرآن
لكن أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما يعلمنا
القرآن داخله عظمة عجيبة كما وصفه ربي سبحانه وتعالى ( قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ
)
حسناً لماذا لا نشعر بعظمته ؟ ( أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ)
أي أن المشكلة فينا نحن لا في القرآن
أولاً من صدر السورة تعلم موضوعها
ثم كل التساؤلات السامية التي تخطر على بالك تجد أجوبتها في
آياتها
ثم في النهاية يأتي اختصار للموضوع وما المطلوب منك فعله ,
وما المطلوب اجتنابه حتى
تفوز كما فاز من فاز من الناس
الذين ذكروا في السورة
, وحتى لا تخسر كما خسر من
خسر في هذه السورة , وهذا ما يُسمى بالتقوى
ولذلك إذا قرأت القرآن وتدبرته ؛ سيكون لك مرافق في كل
المواقف
كما في الحج عندما يجمعك الله مع خمسة ملايين شخص
تتذكر أنك في يوم ستُحشر إلى الله مع كل من في الأرض!
لذلك في بداية سورة الحج يقول الله ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ )
سبحانه لا ؛ سورة الحج ولم يستفتحها بذكر عرفة ولا مزدلفة ولا
منى!
بل بقوله ( اتَّقُوا رَبَّكُمْ )
حسناً مثال آخر ؛ في ركن صيام قال الله عز وجل
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
حتى الأشياء التي تتعلق بالصيام قال تعالى :
كَذَلِكَ
يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )
وفي الصلاة : { وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاة وَاتَّقُوهُ }
لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر , فإذا انتهيت من الصلاة
وفعلت المعصية تذكرت
قبل قليل كنتُ في عمود الإسلام , ولما انتهيت منها استغفرت
الله ثلاثاً
ثم الآن أعصي ربي ؟ ولا أستغفر ؟
لذلك الصلاة تجعل عندك حساسية عالية من المعصية
وكل شعائر الدين والعبادات أتت لأجل أن تُظهر هذا التقوى
لذلك يجبأن تسأل كل العبادات التي عملتها هل رفعت مستوى
التقوى في قلبك ؟
هل مازلت تنظر إلى المحرمات ولا ينقبض قبلك ؟
وقال العلماء استنباطاً من قول الله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا
زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾
قالوا أن من علامات قبول العمل العمل الصالح بعده
فلذلك أي شخص يتدبر القرآن لا بد بعون المعين سبحانه وتعالى
الواحد الأحد أن ينال
التقوى
القرآن نزل حتى يرفع منسوب التقوى عندي وعندك
ويرفع حساسية المؤمن
, ما الدليل أن القرآن أُنزل للتقوى ؟
يقول ربي سبحانه وتعالى
(
وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )
حسناً والذي لم يصل لمنزلة التقوى ؟ ( يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا )
يجب أن يحرك فيك شيء ؛ جرأتُك على العصية تقلّ إن لم تُزال!
وإقدامك على الطاعة أكثر , ﻷجل هذا كان النبي عليه الصلاة والسلام
حين يدارسه جبريل عليه السلام القرآن يكون أجود الناس
حسناً يقول الله سبحانه وتعالى ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ
ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}
أي أن القرآن يأتي ثم تتدبره ثم يبني بعد الله عز وجل في قلبي
وقلبك التقوى
ثم يزيدك هدى لأن الهدى
درجات
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ننال من الهدى والتقوى أعلاه
فأحبتي ؛ الأرض تحيى
بالمطر ورمضان مطر القلوب
الله سبحان وتعالى عندما تكلم عن الأرض ثم لفت انتباه القلوب
أسأل الله العظيم أن يشرح
صدورنا ويفتحها لهذا القرآن وأن يجعله ربيع قلوبنا
قال سبحانه { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ }
انظر إلى الأرض ليست على نمطٍ واحد ؛ ففيها مثلاً الجبل ؛
الجبل منه
الوعر تقطعه في ساعة , ومن الجبل من تقطعه في عشرة دقائق!
قال { وَفِي الْأَرْضِ
آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }
وأنا وأنت كالأرض , قال ابن القيم عليه رحمة الله
وإن من الأراضي ما هو خصب صالح للزراعة يأتيه مطر قليل
ثم ينبت لك الشيء الكثير , ويوجد أرض رمال تصب فيها مياه الدنيا
ما تُخرج لك نبته كذلك القلوب ( وَفِي أَنفُسِكُمْ )
بعض البشر تمرّ عليه آية واحدة يفتح الله عليها به ويشرح صدره
وتتغير حياته
{ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ } نحنا قرءنا فهل اتبعنا؟
إذن نجاهد أنفسنا لنتغير
أحبتي في رمضان بعضنا
كان يصلي الليل إحدى عشر ركعة
ثم أول يوم من العيد لم
يركع لله ركعة!
مع أننا متأكدين أن أجسادنا تقدر على القيام
فهل أثّر رمضان فيك ؟
المفترض أن حياتنا تتغير حسب صلواتنا , لا صلواتنا تتغير حسب حياتنا
قبل فترة انتشر خبر طبيب باكستاني الأصل بريطاني الجنسيه
والمقرّ
أُحرق بيته عمداً وهو
مناوب في المستشفى ؛ فقد بسببه زوجته وثلاث بنات حرقاً
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ومن تحول عافيتك ومن فجاءة نقمتك
ومن جميع سخطك
ونحن نصلي الفجر جاء الخبر فأردنا أن نكلم الرجل ونعزيه
ونطمئنه ونثبته ونذكره الله سبحانه وتعالى
فاجعة كبيرة تخيّل أنك
ترجع بيتك ولا تجد أحدا , بعد أن خرجت وهو مليء
أسأل الله عز وجل أن يكفينا الشر كله
لو كان ابن أحدٍ منا في طوارئ المستشفى لما حضر
فكيف بمن
فقد أهله كلهم ؟
اسمعوا ماذا قال ؛ يقول والله أكثر ما ثبتني بعد الله عز وجل
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فخفّف علي الآلام , يقول النبي عليه الصلاة والسلام
" من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتِرَ أهله وماله "
أي أنّي أنا أحسن منه , لأني فقدت أهلي لكن لم أفقد مالي
يقول تأملت حالي .. أنا أخسر سنين أكثر من أهلي ومالي ولم
أشعر
فمن الآن عزمت أن لا أترك ولا أتأخر عن كل ما أمرني ربي
.."
هذا القرآن عظيم يصلح
الله سبحانه وتعالى الدنيا كلها
هو أقوى من الدبابات وأقوى من وزارة الدفاع وأقوى من أسلحة الدنيا
كلها
تجتمع الآن الدول ثم تحاول أن تحفظ أمنها والله عز وجل قال سبحانه
في هذا القرآن
( الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ
بِظُلْمٍ )
أي : شرك بدع قبور ( أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ
مُهْتَدُونَ )
يقول شيخنا بن باز عليه رحمة الله " وعلى حسب الإيمان وصفاء
القلوب من الشرك
يكون الأمن والهداية مثلاً
بمثل ومقدار بمقدار "
حسناً لماذا المنافقين يكرهون القرآن ؟
ولماذا أعداء الدين يكرهون القرآن ؟
وهذا العداء ليس بجديد , ولو تدبرنا عرفنا
نسأل الله أن يفتح قلوبنا لتتدبر , ولو تدبرنا لملكنا الدنيا ,
يقول الله
( وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا
) القرآن يغير النفوس كلها فتغزوا الدول
بدون أسلحه
{ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}
فالجهاد بالأسلحة ليس بكبير بل الجهاد الكبير بالقرآن
حسناً لماذا المنافقين وأعداء الدين والكفار يكرهون هذا القرآن؟
لأنهم يعلمون أنهم مستحيل
يغلبونك وأنت مؤمن بهذا القرآن ومتدبره
بعض الناس الآن استيقظ وقال أن الأعداء خططوا قبل مئتين سنة
يبعدون
المسلمين عن القرآن .. لا قبل هذا الرقم بكثير , وهذا مذكور
في القرآن
يقول الله سبحانه وتعالى إذا اجتمع صناديد قريش والكفار
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا
الْقُرْآنِ )
يحذّرون أصحابهم لأن كل من سمع القرآن إما يرجع لهم بوجه غير الذي
كان
أو يدخل الإسلام ,
هذا حالهم مع طائفتهم فما حالهم مع المسلمين ؟
( وَالْغَوْا فِيهِ ) تكلم عن التحفيظ اعمل بلبلة في القرآن ذمّه قل محرف
كقول الرافضة المهم شوّه سمعته ( وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ
تَغْلِبُونَ)
ما علاقة الغلبة بالحرب بالقرآن ؟
ﻷنك مستحيل تهزم واحد
يدافع عن دينه الإسلام ؛ لأنه داخل صراع يا كسبان أو كسبان
{ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ
بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ }
أنا داخل يا أفوز يا أفوز!
لأن دخولي دفاع عن عقيدتي
لا إله إلا الله
لأجل هذا الله سبحانه وتعالى لما قال ( وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ)
ممكن يُقتل لكن ما يُغلَب .. أي أنه لا تقهره , وكيف تقهر رجل
ذاهب للجنة ؟
فلأجل هذا المنافقين وأعداء الدين يكرهون القرآن
وهذا الكلام من قديم جديد
يقول الله عز وجل ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَـزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ )
أي يخافون ويكرهون لأن هذه السورة تفضح مخططاتهم
( تُنَبِّئُهُمْ )
لكنهم يقولون حسب الضوابط الشرعية!
بقولهم هذا يدسون السم في العسل ؛ أنها ترقص لكن حسب الضوابط الشرعيه!
نفتح سينما حسب الضوابط
الشرعيه!
تسأله السينما فيها فتيات أم لا , أكيد لا تصلح السينما بدون نساء!
الله يقول { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا
مِنْ أَبْصَارِهِمْ }
أي أنه لا يصلح أن ينظر إليها أولاً ,
ثانياً الذي يمثّل
أنه زوجها يلمسها أم لا يلمسها ؟
يقول أكيد لازم يلمسها لأجل أن يكون أشبه بالحقيقة!
" حسب الضوابط الشرعية عن البيهقي والطبراني يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
" لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"
نُكمل الآية ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ
تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم )
ماذا فو قلوبهم ؟ استهزاء بالدين
( قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا
تَحْذَرُونَ )
وصدق الله وأفى بوعده وأنزل سورة التوبة
وكما قال شيخنا الطريفي حفظه الله بمعنى حديثه لو أن الله
يُنزل الآن
آيات في وصف المنافقين لما زاد شيئاً من الـ 240 آية المذكورة
في القرآن
قال الله سبحانه وتعالى بعدها ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ
لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ )
سبب نزول هذه الآية في صحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم
كانوا على الإيمان بنصّ القرآن
وكانوا في جهاد مع خير خلق الله الصلاة والسلام
وهم في الطريق قالوا : ما رأينا مثل قراءنا هؤلاء
كما يُسمون الآن المطاوعة – ملتزم -
أرغب بطوننا ولا أكذب ألسننا ولا أجبن عند اللقاء
كلمات خرجت بسهولة من
أفواههم , سمعها الله فأنزل جبريل
مع أنه لم يتكلمون عن القرآن أو الدين بل تكلموا عن أشخاص
مثلهم..
يقول ابن عمر رضي الله عنه والله لما بلغ النبي عليه الصلاة والسلام
الكلام
رأيت أحدهم متعلق بنطع
ناقة النبي عليه الصلاة والسلام ورجلاه تخطان في الأرض
انظر النبي عليه الصلاة والسلام أرأف الخلق بالخلق
رجل أعرابي يجرّ قميصه فيبتسم له ؛ لأن تصرفه لا يتعلق بالدين
وهو رجل جاهل
و تأتي الجارية فيمشي معها , قال ورجلاه تخطان في الأرض
وهو يقول يا رسول الله
بأبي أنت وأمي
والله إنما كنا نقطع في الطريق أي نُذهب وقت الطريق الطويل
نتجاذب الحديث
( نَخُوضُ وَنَلْعَبُ )
يقول وأنا أنظر للنبي عليه الصلاة والسلام لا يلتفت إليه ولا يرد
عليه إلا بقوله
( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ
إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ )
لكنهم لم يتكلموا في الله ولا في رسوله
( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ
وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ )
إذاً ما العلاقة ؟
هذا الذي استهزأت فيه ؛ ربّا لحيته لمن ؟
قصّر ثوبه لمن ؟
يقتدي بمن ؟
قال الله { كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم
بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }
أي أن الله أثبت لهم الدخول
في دائرة الإيمان ثم أثبت الله لهم الخروج منه
{ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ
مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِين}َ
ثم الآية التي تليها
{إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ
مَّا تَحْذَرُونَ }
كشف الله سبحانه وتعالى إنه يوجد :
هيئات أمر بالمعروف ونهي عن المنكر
هيئات أمر بالمنكر ونهي
عن المعروف
في وجهين من القرآن متقابلين
, ذكر الله { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ
بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوف
}
نريد سنما واختلاط ولا نريد القرآن ولا التحفيظ
لذلك الله سبحانه عندما تكلم عن الحجاب قال
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ
وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن
جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ )
أي أن المؤمن إذا سمع هذه الآية يُسلِّم ويقول
آمنت بالله , أما المنافق ينتفض وقد يرد ويتكلم
يا أخي الله لم يخاطبك , الله خاطب المؤمنين
لأجل هذا الآية التالية : قال فيها { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ
)
لأنهم هم الذين سينتفضون ويتكلمون ويردون ويقومون الحملات
والفوضى
أما المؤمن سيسلّم { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ } آمنت بالله
{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ
وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ )
لأجل هذا هو يكره القرآن ( وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ
لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ )
وهذا مريض القلب سيكشف الله ما في قلبه ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ )
يقول هو يحسب أني سأتركه ؟
لا , بل سأُحدث حدثاً يجلعه ينتفض ويكتب في الجرائد ومواقع
التواصل
سأكشفه أمام العالمين ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ )
ثم قال بعدها ( وَلَوْ نَشَاءُ
)
يقول ألله سبحانه لو
أردت لعّلمته بعلامة يُعرف بها
( وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ
فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ )
لكن يا رب لم تضع علامة , فكيف نعرفهم ؟
( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ)
بحديثه , بمقالته , بلقائه , يقول حسب الضوابط الشرعية كما
يريد هو
لأجل هذا أخبرنا الله عن المنافقين فقال : ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ
قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ
يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}
فلأجل هذا لا تتعجب من كرههم للقرآن ويكرهون كل شيء له علاقة
بالقرآن
لذلك هم يصدون عنه ويهربون عنه ويغيّرون الموضوع
يقول الله سبحانه وتعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ )
لم يقل ألم تر إلى الذين يقولون لأنه سبحانه يريدك أن تركّز
وتعلم
أنه كذاب ويريدك أن تصدقه { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُون أَنَّهُمْ
آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ )
أي أن ظاهرهم حب الله والقرآن لكن سيكشفهم الله لك
( يَزْعُمُون أَنَّهُم آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ )
وعندما يأتي التطبيق العملي
( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوت )
إلى القوانين الوضعية , لكن أنتم زعمتم أنكم تريدون أن
تتحاكموا إلى لله والرسول !
( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا
إِلَى الطَّاغُوت ِ وَقَدْ أُمِرُوا وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا )
تريد أن تكشفه اقرأ الآية التي تليها ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا
إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ )
هلمّ إلى الآية التي تقول { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ }
كيف أجمع بين الآية
وكلامك ؟
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا
إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُول رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ
عَنكَ صُدُودًا}
( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم
مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ )
أتتهم أوامر بأن يصمتون ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ
إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا )
ما أردنا إلا سلامة هذا الجيل ..
( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ
اللَّه مَا فِي قُلُوبِهِمْ )
حسناً يا ربي سبحانك كيف أتعامل معهم ؟ ( فَأَعْرِض عَنْهُمْ )
ألغِ متابعتك لهم ومن
يستطيع التوصل لهم ومحادثتهم
( وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ
فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا )
قل لهم ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ )
ليس تزعم ولا تطيع , بل قول وعمل ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} قال الله عز
وجل { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ
وَلَو أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ
لَهُمُ الرَّسُولُ
لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا
رَّحِيمًا * فَلَا وَرَبِّكَ )
يحلف رب العالمين وهو صادق جل في علاه
إن رأيت رجل هذه صفاته وطريقته والله لو يزعم مليون مره
( لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ
يُحَكِّمُوكَ ) يحكموك ولا يحكمون
الطاغوت وعقولهم وشهواتهم
( حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا
شَجَرَ بَيْنَهُمْ )
وأيضاً ( ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا
قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
أي أن الكافر إذا تاب
يمحو الله عنه الذنوب كاملة
أما المنافق وضعه يختلف , ما الدليل ؟ قال الله عزوجل { قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا
إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ }
وأيضاً { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا
-حرقوا المؤمنين والمؤمنات
ثم تاب يُغفر له
أما المنافق موضوعه كبير , قال الله سبحانه وتعالى
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ
اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ
قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ
اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ
لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا
إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ )
ثم قال الله بعدها بآيتين قال سبحان لأجل أن يتوب
{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا
وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
ۖ }
خطواته لأجل أن يصل إلى الإيمان طويلة , فضحهم القرآن
لذلك جاء القرآن فاصل بين الحق والباطل ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ
عَلَى الْبَاطِلِ )
فماذا يحصل ؟ ( فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ
ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }
لأجل هذا كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أُناس يتفلسفون
بكلام جميل
فقالوا الميتة قتلها
الله , والذبيحة قتلتوها أنتم .. فلماذا تأكلون ما قتلتم وتذرون
ما قتل الله ؟ فأكثر الجهّال
اقتنعوا وقالوا التي قتلها الله أفضل أكيد!
لأجل هذا قال الله سبحانه وتعالى { بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ
يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ }
بعض البشر إذا جهل شيء كذّبه!
والله لو أننا نعيش بدون قرآن لعشنا عصور جاهلية , لكنّا ما
نؤمن إلا بما نراه
لكن عندما تقرأ قول الله جل جلاله (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا
تُبْصِرُون* وَمَا لَا تُبْصِرُونَ )
تعرف أن هناك أشياء لا نراها , فعقلي يطلب مني أني أبحث
وأخترع مجاهر
حتى أكتشف الذي لا أراه
لكن لو لم يكن القرآن موجود لقلنا لا يوجد شيء إلا ما نراه
يقول الله تعالى ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ
نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ
الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ )
كلام جميل .. قتلها الله لماذا لا تأكلونها ؟
المرأة إنسان لها حق!
الله أكبر .. أتريد أن تعطي المرأة أكثر من عطاء الله لها ؟
أعطاها الله أمك ثم أمك ثم أمك .. مشكلتنا بعدنا عن القرآن
يشتتنا
كالذين يقولون المرأة مساوية للرجل ؛ يا أخي لا تفتري على
الله
الله في سورة النساء حرّم أن تتمنى أن تكون مثل المرأة , ولا
المرأة
تتمنى أن تكون مثل الرجل (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا
فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ
بَعْضٍ )
بعض الأمور والله لن تكون مساوياً للمرأة فيها أبداً "
أمك ثم أمك ثم أمك "
في أمور الدين لا تحكم عقلك أبداً , اتبع كلام الله ثم رسوله
صلى الله عليه وسلم
( يُوحِي بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورَاً )
اسمع الكلام العظيم الثقيل
( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ )
الله قادر على أن يقصّ لسانه قبل أن يتكلم , وقبل أن يكتب
)وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ
مَا فَعَلُوهُ )
لكن الله يريد أن يختبر الناس
الله أمرك أن لا تأكل الميتة , وهذا زخرف لك القول وقال قتلها
الله ..
صدّق من تريد!
( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ
مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ )
الله سمى هذا الكلام المزخرف افتراء
فهل تعتقد أن هناك أحد سيصدقهم ؟
يجيبك الله , يقول ولن يكتفون بالتصديق بالأذن فقط بل بـ
)وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ
وَ لِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ )
يسمعه ثم يدخل قلبه ويرضاه ويبدأ يعمل بمقتضى هذه الزخارف
اجعل الآية التي تليها ردة فعلك .. القرآن منهج حياة
(قُل أَفَغَيْرَ اللَّهِ
أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ
مُفَصَّلا
لا يخدعك بالزخارف فتشك في دينك , بل استمسك بكلام الله
( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ
رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ
لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
صدقاً في الأخبار , وعدلاً في الأحكام
( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي
الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ
إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا
الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ )
( إنَّ رَبَّكَ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن
سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
( فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ
عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ )
الله أكبر , في السابق كنت أتساءل ما علاقة هذه الآية بما
قبلها ؟
فإذا كنت تؤمن بآيات الله كل مما ذُكر اسم الله عليه , وإن
كنت تؤمن بكلام آخر
فاذهب وافعل ما شئت فحسابك يوم القيامة
( وَمَا لَكُمْ أَلَّا
تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ
اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ
إِلَيْهِ ۗ )
ثم يرجع لهؤلاء المنافقين ويقول ( وَإِنَّ كَثِيرًا
لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ )
ثم الخطاب للمؤمنين مرة
أخرى
(وَذَرُوا ظَاهِرَ
الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ
بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ )
( وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ
لَفِسْقٌ
وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى
أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ )
يخبرك من أين هذه الزخارف من الشيطان
فإذا أطعتهم أصبحت مشرك لأن الله أعطاك كلام فتنصرف عنه وتأخذ
كلام البشر
شرك في الحاكمية , أنت ما رضيت بالله عز وجل
{ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} في يوم من الأيام خرج رجل في التلفاز
يقول : إن طواف بالقبور جائز , فيسأله المقدم كيف ؟
فقال : ألسنا نطوف حول الكعبة ولا نعبدها ؟
أيضاً إذا طفت حول القبر لا تعبده !
انظر إلى الزخرفة قاتلها الله , فتعجب المقدم وانبهر واقتنع
بكلامه
فإذا أردت أن ترد عليه قل له .. غداً إذا وقفت بين يدي رب العالمين
مالك الملك وسألك لماذا يا عبدي طفت بهذا البيت
ستقول .. يا رب قلت
في كتابك وقولك الحق { وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}
فقلتُ سمعاً وطاعة , وقلت يا ربي وقولك الحق { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ }
فطاف بالبيت فطفنا , وهذا صاحب القبور من قال لك خذ عني
مناسكك ؛ وذهب إلى القبر وطاف به ؟
لأجل هذا انخدع كثير من الناس اليوم , قبل أن تمل أو تصدق شيء
اعرضه على كتاب الله
وتذكر يوم المحشر ؛ يوم يسألك ملك الملوك سبحانه
فأحبتي ما أكثر الناس
اليوم الذين يقولون بهذا الكلام
{ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ
لِقَوْلِهِمْ } لأنه كلام مقنع
لكن أحبتي الفضلاء هذا هو ديننا وهذا سبب كره المنافقين للقرآن
{ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي
أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنوا إمائك نواصينا بيدك ماض فينا حكمك
عدل فينا قضاءك نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك
أو أنزلته في كتابك أو
علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن العظيم
ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
اللهم علمنا منه ما جهلنا يا رب وذكرنا منه ما نسينا
يا رب وارزقنا تلاوته
أناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا
اللهم يا رب انصر الإسلام
والمسلمين في كل مكان
اللهم ولّ على المسلمين
خيارهم واكفهم شر شرارهم
اللهم يا رب اجعل هذا البلد وبلاد المسلمين عامة آمنة مطمئنة يا
رب
يأتيها رزقها رغدا من كل مكان واجعلنا لك شكّارين لك ذكّارين
اللهم لا تبقي في صدور
أحبتي هؤلاء أمنية هي لك رضا ولهم فيها صلاح
إلا كتبت قضاءها قبل أن ينفضوا من مجلسهم هذا
ربنا تقبل منا إن أنت السميع العليم وتب علينا إنك التواب
الرحيم
للاستماع للمحاضرة صوتياً : http://abdelmohsen.com/play-2781.html إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده |
-
الثلاثاء AM 01:30
2016-05-31 - 4562