عرض المادة

تلذذ بالقرآن

تلذذ بالقرآن


 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

الحمد لله الذي خلق , فأبدع ما خلق , لا تنفعه طاعة من أطاع , و لا تضره معصية من فسق , أقسم بـ الليل و ما غسق , و القمر إذا اتسق

ثم قال فمالهم لا يؤمنون ..

ثم أصلي و أسلم على من بعثه ربي بالحق و بالحق نطق روحي و أبي و أمي و ما أملك له الفداء عليه الصلاة و السلام ..

أيها الفضلاء ..
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا وتفرقنا بعده تفرقًا معصومًا ولا يجعل من بيننا ولا من مشاهدي هذا اللقاء شقيًا ولا محرومًا .
أحبتي الفضلاء ؛ لن يُبدأ بكلام خير من كلام الله عز وجل
يقول ربي جل جلاله : (
وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِين ) كلام كبير! كلام ثقيل ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )
لكن من منا الذي يشعر بالقرب من القرآن 
تشعر إنه فعلاً كلام ثقيل ، كلام يؤلم ؟
أم تشعر إنه كلام عادي ؟
لقاءنا اليوم عن قضية لو لم تخرج من الدنيا بأكملها إلا بـ هذه القضية لكفتك سعادة فوق الأرض وسعادةً تحت الأرض إلى أن ينفخ في الصور ثم تخرج و تكون سعيد خمسين ألف سنة يوم العرض ، ثم تكون سعيد بين يديّ رب العالمين،
ثم تكون سعيد على الصراط المستقيم إلى أن تستقر في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر .
ما هو هذا الأمر ؟
الله عز وجل ذكره في كتابه ، لما تكلم عن هذه القضية ما تكلم عنها كـ أي قضية ، تكلم عنها بطريقة مختلفة ، باستفهام وسؤال مختلف تمامًا ، وقبل أن ندخل في موضوعنا ونأتي بهذه القضية 
يسأل سائل و يقول : هذا الكتاب العظيم هذا الكتاب الكريم هذا القرآن هذا الكلام وهذا البيان

هل فيه حل لجميع قضايانا إلى أن نموت ؟!
نعم وربي ..
من يوم كنت أنا وأنت في ظلمات ثلاث ، اليوم نتناقش أنا وولدي , كان يقرأ القرآن ، فقلت ما معنى هذا الكلام ، (
خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ )
يتكلم عنك ، أنت كنت علقة بل قبلها كنت نطفة بل قبلها ولم تكن شيء  (
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا ) أرأيت ثوبك ، ويديّك و لسانك وشفتيك , يقول الله أنت تقرأ هذه الآيات تتفكر في نفسك 
(
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ ) يعلمك تاريخك قبل أن تكون شيئًا ، ثم بعدها كنت شيئًا ، ثم بعد أن شقّ سمعك وبصرك ( جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ )  يعلمك لماذا ؟ ( لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
هذا القرآن جاء يناقش كل قضية ، كل لفتاتك وحركاتك و ابتساماتك ونظراتك ، كلها محسوبة لتؤجر عليها افعل ما أُمرت به ، تريد أن تدفع ثمنها في الأخرة افعل كذا ، لا تفعل عكس ما أُمرت به فـ (
َتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا )
كلام عجيب ، كلام كبير ، يقول الله عز وجل : (
وَكُلَّ شَيْء ) كل شيء فكّر في أي شيء اسمه شيء هو داخل في هذا الكتاب  ، بس ماذا يعني داخل ؟
(
وَكُلَّ شَيْءٍ ) ذكرناه ؟ لا ، ما قال ذكرناه
(
وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ) يعني كل قضية مفصّلة 
تريد تنظر نظرة هذه تريد تفصيل (
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) ( لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ )
أريد أن أتكلم ؛ (
وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا )
تفصيل لكل شيء (
تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ )
(
الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ) ما قال أحكمت سورة , بل كل آية ..
(
أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ) كل كتب الدنيا راجعه فلان ، حققه فلان ، قدمه فلان ، 
هذا الكلام قال الله عز وجل : (
أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) الرسالة فيه ( أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ) سبحانك يا ربّ !

وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَقُرْآنًا ) الله أكبر ! ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ ) لمن ؟
(
لِتَقْرَأَهُ ) على من ؟ ( عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا ) ما المطلوب ؟ 
(
قُلْ آمِنُوا بِهِ ) ما قال قل اسمعوا او احفظوه اقرؤوه التي انشغلنا فيها عن الإيمان ..

ماذا يعني الإيمان بهذا الكتاب ؟ سنأتي بإذن الله     
(
قُلْ آمِنُوا بِهِ  أَوْ لَا تُؤْمِنُوا  ) إذا كنا لا نشعر بشيء لا تفكر حبيبي الغالي أختي الغالية أن كل الناس لا يشعرون به ، الدليل إن الله سبحانه قال في تكملة الآية ، علمك أن هناك أناس يشعرون بطعم هذا القرآن ، أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم .
(
قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ ) ماذا بهم ؟ كيف تعاملوا مع هذا القرآن ؟
(
إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ ) ماذا يحدث لهم ؟ واقف ويسمع للقرآن فـ يفعل القرآن فيه الأفاعيل ( إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ  يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ ) حتى ذقنه يلتصق بالأرض ، ما الذي يسقط هذا الرجل أو هذه المرأة ؟! ( يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَان سُجَّدًا وَيَقُولُونَ ) ماذا يقولون؟ واحد واقف جاءته أمواج القرآن تضرب فيه حتى خرّ للأذقان ، ماذا يقول !؟ 
(
يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَان سُجَّدًا وَيَقُولُون سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ ) كان ماذا ؟                
(
إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ) ما هو وعد ربك مفعولا ؟
ماهو وعد ربك الذي سمعته ؟
الآيات التي سمعوها وهم وقوف كلها وعود ، ستكون لك ، فوق الأرض ، تحت الأرض ، يوم العرض ، في حياتك و توفيقك ، إذا قلت قولاً سديدًا ، أو إذا فعلت واتبعت هواك ...
كل هذه فيها وعود ، فـ إذا سجدوا قالوا : سبحان ربنا إن كان وعد ربنا -الذي سمعناه ونحن وقوف- والله سيطبق على أرض الواقع ، والله سيحصل هذا .
إذا قال الله : (
وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا  كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا )

يقولون سبحان ربنا والله سنوقف والله سنجد و والله لن ينجو إلا المتقين أسال الله أن يجعلنا وإياكم منهم ( إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ ) يا ربي هم خروا أول ؟ يخرون الثانية لماذا ؟ هم خروا الآن هم تحت هم

للأذقان (وَيَخِرُّونَ ) يخرون الثانية حق القلوب ( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )

 

حبيبي هل ضروري نفكر في الذي نسمعه و نحن وقوف ؟!

السكران لماذا لا يصلي ؟ لماذا نُهي السكران عن الصلاة ؟ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا )

لا ماذا ؟ ( لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ) سبحان الله لماذا لا يقرب الصلاة و هو سكران ؟

أنا أضل مسلم والسُكر لا يخرجني من الملة وإن كان توعد النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه أسال الله أن يجيرنا وإياكم وكل مسلم من هذا البلاء , طيب أنا مسلم أصلي , قال الله : ( لا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى ) حتى حرف غاية , يعني انتبه إذا قلت لك لا تأتيني حتى توقع الورقة , إذا ما وقعت الورقة لا تأتيني حرف غاية (لا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)

ليس فقط تقول ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) و أنت لا تعلم ما الذي تقول , من هو رب العالمين ؟

لا أريدك أن تقول و أنت تقرأ ( اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) و أنت لا تعلم ما الذي تقول ..

إذا قلت ربنا ولك الحمد على ماذا ؟ , على ماذا ربنا ولك الحمد ؟

حبيبي الغالي كم في جسمك الآن من لترات من الدم كم ؟ خمسة إلى ستة , دعنا نقف قليلًا و نراجع أنفسنا

( حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ )

الخمسة لتر هذا نخرجها ونأخذ ونطلع من هالسته لتر نطلع منها

قطرة قطرتين ثلاث أربع قطرات مليلتر مكعب

المليلتر مكعب هذا كم فيه من بوتاسيوم لو ارتفع قليلا عن 5.2 والله لا تجلس معنا ولا يجلس معك أحد في بيتك من أولادك

ستكون في المستشفى القلب ينتفض ثم يقف ثم تموت , بوتاسيوم و صوديوم جهاز مناعي نيوتروفل إيزينوفيل شغال الجسم كل هذا ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) ولون نفترض أننا لن نشكر هذه الأمور كلها و دعنا نخرج فقط الكريات الحمراء كم في الملميتر المكعب من كرة حمراء ؟ خمس مليون كرة حمراء جهز خمس مليون ريال / جنيه / دولار / دينار / الآن على كل كرة حمراء , خذ كرة حمراء واحدة فقط داخلها مئتان وسبعون مليون جزيء هيموجلوبين , ادفع مئتان وسبعون مليون ريال ..

وأنا أتنفس الآن أخذت شهيق واحد كم أخذنا من ملايين المرات شهيق , الأوكسجين دخل و ذهب للشريان الرئوي ينتظره هناك دم فذهب من القصبة الهوائية إلى الشعب الهوائية مر على الكرة الحمراء صاحبتنا هذه التي اخرجناها تنتظر هناك في الشرايين الرئوية والشعيرات الدموية ثم تأتي كل أربع ذرات أوكسجين تتعلق في جزيء هيموجلوبين واحد , أصبح لديك في الكرة الحمراء الواحدة مليار ومئة مليون ذرة أوكسجين ضخها قلبك إلى عينك فنظرت , وضخها قلبك إلى أذنك فسمعت , وضخها قلبك إلى يدك فتحركت وإلى الشعرة التي في اصبعك فنبتت ..

علمت الآن إذا قلت ربنا ولك الحمد على ماذا ؟

.

نحن لسنا سكارى فهل نعلم ما نقول ؟

 

حبيبي الغالي لو أتيت عند اثنين عطشى من اخواننا في الصومال أسال الله أن يسد جوعتهم وأن يفرج همهم وأن يغيثهم و ينشأ لهم السحاب الثقال وأن يغنيهم من فضله عمن سواه , لو أتيت عند اثنين ميتين من العطش و واحد أعطيته الماء والثاني قعدت تتكلم له عن الماء وكم نسبة الصوديوم الموجودة فيه وتشرح له و أعطيته كتاب يقرأه عن الماء ..

مَن منهم الذي سيشعر بطعم الماء الذي تكلمت له سنة أم الذي جعلته يتذوق و يشرب في ثانية واحدة وأول ما لامس الماء بلل عروقه

لا يحتاج أن تتكلم لأنه ذاق طعمه , الماء هذا مكانه حتى تذوقه لا تشرح عن الماء ولا تسكب الماء على يده ولا تسكبه على رأسي

الماء تريدني أتلذذ فيه وأذوق طعمه وأعرف عنه أكثر مما تشرح لي أعطني أتذوق مرة واحدة ..

هذا الذي يقوله الله سبحانه وتعالى في القرآن ,إذا كان الماء ما يذاق إلا بـ اللسان فهناك عضو ما يذاق طعم القرآن إلا به , ما هو هذا العضو؟!

هذه المقدمة سـ أعيدها إلى أن أموت أسأل الله أن يثبتني وإياكم وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ..

القرآن لماذا أنزل ؟! ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّـ ) هذه لِـ .. لام التعليل يعني أتيتك لـأسلم عليك , تقول لي لماذا أتيت أقولك لـ..أسلم

عليك يعني لأجل أسلم عليك ..

هذا القرآن أنزل لأجل شيء معين , شيء واحد وأكثرنا أحبتي الفضلاء إلى اليوم من بيننا من عاش على وجه الأرض ومات وما حقق الكلمة التي بعد ( لِـ ) صح قرأ , سمع , حفظ  , لكن الله ما قال ليقرأه ..

حتى تذوق طعم القرآن لا يذاق بالقراءة ولو تلمس الماء لا تذوق طعمه ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا ) ليدبروا ماذا ؟ (لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) الله ما قال ليدبروا سورة , يعني يطلع من السورة بشيء و فائدة لا , بل من كل آية لها مع قلبك وقلبي حكاية إذا دخلت بقلبك (لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) , دعنا نأخذ واحدة واحدة ..

أحبتي والله العظيم هكذا هي بدايتي مع هذا الكتاب سألت نفسي قلت مستحيل الله يقول لو أنزلنا على جبل يتصدع ونحن لا يؤثر بنا , والله جلست لوحدي أسال نفسي , هذا الكتاب العظيم أيعقل أننا نقرأه هكذا دون أثر !! لا والله سبحانه لا يكذب ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا )

الله سبحانه وتعالى قال ( قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ) إذًا والله إنه عظيم لكن أين المشكلة؟ أكمل فـ القرآن مفصل لك كل شيء لا تخاف أنت اجعل قلبك حاضر وتعلم ماذا تقول ( قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ *أَنتُمْ ) ماذا بنا يا رب ؟ ( أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ) الماء رأينا إذا لم تتذوقه بلسانك لا تشعر به, وهذا القرآن عظيم يجب أن تتذوقه بعضو وهو " قلبك " لتعلم أنه عظيم

والله  هذه الأسئلة سألتها نفسي وأحب لك ما أحب لنفسي والله ما أتيت لأُعلمكم وأعلم أنكم أعلم مني لكن والله أتيت لأشاركم

و تشعرون بالذي أشعر به ..

سألت نفسي سؤال يا ربي يتدبروا هذه لأي عضو وأنت قلت وقولك حق ( فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ) أريد أن أعرف و أتمنى أن أتدبر ,

الله سبحانه يقول ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ) ما قال للقراءة ولا السماع ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ) يا رب أريد ذلك كيف ( فَهَلْ ) فيه قارئ ! لا .. سامع ! لا .. حافظ ! لا .. كل هذا فعلناه .. هناك شيء يجب أن نفعله ( فَهَلْ مِن مُّدَّكِر ) يا رب نعم نريد أن نكون من المدكرين يا رب بأي عضو يتدبر هذا الذي أنزلت كتابك العظيم الذي يكسر الجبال ويزلزل الصخور يا رب بأي عضو لأجل نركز عليه ونحن نقرأ وأسأل نفسي أنا أسير في الطريق الصحيح أم الخطأ قال الله عز و جل ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ ) أم هذه فاصلة يقول لك الله في هذه الآية عندك خيارين لا ثالث لهما , وأنت تتعرض للقرآن سماعًا قراءةً حفظًا أي شيء , هل شعرت بشيء ؟!

( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) شعرت بشيء تحرك في قلبك ! شعرت أنك تغيرت , أم إذا لم تشعر والله العظيم لا يوجد عدة خيارات هو خيار واحد وهذا قطع قلبي وقصم ظهري , والله لما قرأت قلت يا ربي ماذا بعد أم  ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ ) لاحظ الله ما أغلق لسانك عندما لم تتدبر , لن يغلقه ستقرأ و تقرأ وتقرأ و تقرأ وتقرأ , لن يغلق أذنك ستسمع وتسمع و تسمع , سيغلق عضو واحد فقط وهو العضو الذي إذا أغلق والله ستعيش الدنيا هذه من غير طعم  ما هو هذا العضو ! ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) سبحان الله !

إذًا لا يصلح أن نتعامل مع القرآن والعضو هذا مقفل !؟ لا .. من يقول هذا الكلام ؟! الله سبحانه وتعالى يقول ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى ) أين ؟ ( فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِك )

( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) شوفوا خط السير ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ ) أي مكان يذهب له غير القلب مثل الماء الذي ذهب أي مكان ..

( المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا ) فلا هذا كلام ربي فلا ماذا يا ربي ( فَلَا يَكُن ) أين بأي عضو ( فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) سبحانك ..

السؤال الثالث : قلت يا ربي والله إني لا أشعر وأنا والله صادق وأسأل الله ان لا يبقيني على هذا الحال , هذا النقاش بيني وبين نفسي قلت يا ربي أنا لم أيأس , نعم أنا لي أمل ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) والله ما استطعت يا ربي , ما هو الحل ! ما الذي أقفل قلبي ؟!

سؤال منطقي : إذا القرآن نزل لنتدبره وأنا ما أتدبره والله سبحانه وتعالى يقول الذي لا يتدبره قلبه مقفل , يا ربي ما الذي أقفله !

يا جماعة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام كل ليلة  , كم ندعوه أنا و أنت؟ انظروا التدبر عنده طلب فضيع { اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك -أنا وأمي وأبوي وكلنا عبيد عندك نواصينا بيدك كما تشاء ربي - ماضٍ فينا حكمك - كتبت نمرض نمرض كتبت نصح نصح كتب نرزق نرزق نجوع نجوع أنت كل شي بيدك - ناصيتي بيدك , ماضٍ فيَّ حكمك , عدل فيَّ قضائك - والله لو قطعتني تقطيع أنك عادل سبحانك وأنا أستحق أكثر وأن الله عز و جل لما تكلم عن المصائب قال ( وَيَعْفُو عَن كَثِير )

إذا جاءتكم مصيبة جزاء ذنوبك لذلك قطع أصبعك , الله يقول المفروض لو سأحاسبك على كل شيء المفروض أقطع يدك من أعلى الكتف , فأنا عفوت عن كثير وقطعت أصبعك فقط يعني إذا أتتك المصيبة أنت تستحق أكثر منها بكثير ..

 

الله عز وجل لما تكلم عن قضية القرآن أين مكانه , أوصى النبي عليه الصلاة والسلام

فقال هذا الدعاء { اللهم إني عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك } قلها من قلب حبيبي الغالي { ناصيتي بيدك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاءك أسألك } انظر لهذا الكلام الكبير لم يدعو النبي عليه الصلاة والسلام في حياته كلها دعاء بمثل هذه المقدمة أبدًا , يوم يلجأ إلى ربه في بدر ما جاء بمثل هذا الدعاء , ما ذكر دعاء أكبر من هذا الدعاء , قال { اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك } كل الأسماء , الله العزيز الحكيم العليم الخبير الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام هذه كلها يستحضرها النبي عليه الصلاة والسلام ويرفع الدعاء بها ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها فـ يا رب { أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك } أي اسم عرفه أي أحد من المخلوقين {أو استأثرت به في علم الغيب عندك } أنا أسألك عن الأسماء التي عرفناها والتي ذكرتها في القرآن وقرأناها و الأسماء التي ما عرفناها والأسماء التي علمتها خلق غيرنا والأسماء التي لم يعلمها إلا أنت استأثرت بها في علم الغيب عندك هذه المقدمة الطويلة العريضة سيسأل أعظم أمر في العالم قال { أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي } سألت نفسي قلت هل أنت صادق وأنت تقول هذا الدعاء ! كم مرة تدعوا به وأنت صادق ! كم مرة في سجودك وأنت أقرب إلى الله ! وأنت تطوف !  يا رب أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي أريد أملك الربيع , الواحد منا يجلس في مكان وينظر للربيع الذي في الخارج فيرتاح قلبه من داخل وينشرح صدره فكيف لو كان الربيع في داخلك و كان هذا الربيع هو كتاب الله !

 

السؤال : ما الذي جعل القفل على هذا القلب ! لماذا لا نشعر ؟

يقول الله عز وجل ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ) ماذا يعني ذكر بآيات ربه ؟

ذكر بآيات ربه يعني سمع

( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) أين تصلي ؟ صلاة الجماعة مذكورة في القرآن ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ) هذا أمر بوجوب الصلاة ( وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا ) أين في بيوتنا ؟ لا ( مَعَ الرَّاكِعِينَ ) لا تركع لوحدك ( وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ) ليست له (الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَة) جماعة ( مِّنْهُم ) ليست منه ( مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا ) واو الجماعة كلها جماعة مع أن الوضع وضع حرب ..

لو كانت صلاة الفرد مقبولة إذًا لقال النبي عليه الصلاة والسلام حتى ما يتأثر الجيش يذهب واحد ويرجع الثاني وهكذا و لا ينقص الجيش إلا واحد , لا !!

بل يقسم الجيش بس أهم شيء ما تفوت الصلاة إذًا هذا أمر الله ذُكرت به

( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) أين صليت ؟

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ) ,

( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) ماذا ترى في القنوات , تقول هذا الموضوع ما دخله بالموضوع

أنت تتكلم عن القرآن ؟ لأننا لم نفهم , انظر لـلآيات تفصلنا شيء ..

والله يا جماعة فوجئت فيه وقد تفاجأ فيه إذا كنت تشعر بما أشعر به في علاقتك مع القرآن ,

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ)

هي سمعت ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) وهي خارجة للسوق العباءة مخصرة و ضحك عليها الشيطان متبرجة ببنطال جينز وحاطه لفة على رأسها وكأنها محجبة ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) ماذا سيحدث لو أنا سمعت هذا الكلام و دخل وذُكرت وذُكرت وذُكرت وأعرضت ونسيت ؟ ( فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ ) نسي ماذا ! ما حفظ ! لا ..  الموضوع ليس موضوع حفظ تمامًا , ( وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ) أفعال ينظر , يتكلم ويسمع , كلها في وادي وهذا الكلام في وادي , ولا يغتب .. يغتاب , يغض .. لا يغض , صلي في المسجد  .. لا يصلي , لا يبدين زينتهن .. تبدي زينتها , الكلام إلى هنا ماله علاقة هو ناسي الموضوع أصلا الذي سمعه في الصلاة و الذي قرأه في ختمة رمضان أقلها يختم في رمضان كل ذلك الذي قرأه وسمعه أعرض عنه ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا ) سبحان الله هذا الوعد مفعول ( سُبْحَانَ رَبِّنَا ) إي والله تنفطر قلوبنا أسال الله أن يفتحها علينا وعليكم جميعا ( إِنَّا جَعَلْنَا ) أين ؟ (إِنَّا جَعَلْنَا) يعني إذا اطلع علينا رب العالمين وأنا أسمع وأنسى وأفعل كل الذي أريد ماذا سيحرمني رب العالمين سيحرمك شيء واحد فقط الله لا يحرمني وإياك إياه (إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ) ماذا ( أَكِنَّةً ) مثل التوابيت ينبض داخل بس مقفل , لا يوجد شيء يوصل له من الخارج ( أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ) يقول سأدعه يقرأ لكن لا يشعر بطعم ما يقرأ , لا يعرف ماذا يقرأ , انتهى من عشرين جزء تقوله ما شاء الله بالله عليك ما الذي استفدت ولا شيء ولا شيء لأنه مقفل حبيبي ( أَن يَفْقَهُوهُ ) يعني ما قال لك الله أن يقرؤوه , أنت تقرأ وتسمع لكن يفقهوه لا تقرأ دون أن تعرف ما الذي تقرأ وهذه قمة الخسران من قال ذلك ؟ أرجع للآية التي افتتحت فيها هذا اللقاء أنها كفيلة بأمر يكفيك في حياتك كلها ..

ما قدمت هذه المقدمة  إلا لسبب أعنيه , هذه العطية العظيمة ..

من لم يكن له لسان فلا تشرح له عن طعم العسل ماهي الآية ؟ ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ) الله سبحانه وتعالى مالك الملك خلق الانسان وهو يعلم احتياجاته في الدنيا و احتياجاته تحت الأرض في القبر واحتياجاته يوم العرض و احتياجاته وهو يعبر الصراط و احتياجاته وهو عند القنطرة..

فيقول الله عن كل هذه المراحل التي لن يفلت أحد منا بل سيمر عليها أسال الله أن يرحمنا في كلها ..

يقول الله في كل هذه ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ) يقول عندي لك قضية تكفيك عن كل شيء , تكفيك كفيلة تسعدك (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ) إنا أعطيناهم عيون وغيرهم أعمى ؟ لا أعظم منها ، إنا أعطيناهم سمع وغيرهم أصم ؟ لا أعظم منها، إنا أعطيناهم أقدام وغيرهم مشلول ما يقدر يتحرك ؟ لا أعظم منها ، إنا أعطيناه يد وغيره ما يقدر ينظف نفسه ؟ لا أعظم منها ، إني أعطيتك رئتين تتنفس وغيرك يعيش على جهاز تنفس ؟  أعظم منها ، أعطيتك أولاد وغيرك ما عنده ؟  أعظم منها ، أعطيتك كلى وغيرك يغسل ؟  أعظم منها ، أعطيتك قلب بكافة مرافقه يعمل وغيرك صمامات معدنية ؟ لا أعظم منها ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ) نعمة لكن من منا يشعر بها ؟! الذي لا يذوق الماء لا يشعر بطعم الماء , اللهم يا ربي اجعلنا ممن يشعر بهذه النعمة ..

(أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) في أناس محرومون , خلقه الله عز و جل و أكله وشربه وصح جسده ومات ما شرفه الله عز وجل بهذه النعمة , الله يعلم أن الواحد منا سيقول هذه النعمة التي يكفينا فيها , نعم وربي , والله لو تسابقت علي وعليك الأمراض والأسقام والجذام والبرص و قطع الأيدي والأقدام وتسابقت عليك السجون والفقر وأولادك يموتون أمامك وكل هذه النعم ثم أراد الله عز وجل أن يجعل القرآن ربيع قلبك أقسم بربي الذي لا إله إلا غيره أنه يكفيك أن تتجاوز كل هذه الأمور ،ما انتهت الآية الله يعلم الواحد منا سيقول ما الذي فيها قال (إِنَّ فِي ذَلِكَ ) تظن إن القضية سهلة ! (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى) تشعر بها ؟ هو سؤال صريح والله سألته لنفسي وحاول الشيطان يقول لا تقف لا والله سأقف و استعذت من الشيطان

وقلت لا أشعر لا برحمة ولا ذكرى يا ربي ما الذي بي ماهي مشكلتي فكملت الآية , و عرفت أين الجرح وابتدأت الرحلة من هناك

(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً) تشعر أنت وأن الرحمات كلها متسابقة عليك وأنت تقرأ أنك لا تريد أن تغلق المصحف أم تنتظر الإقامة متى يقيم الصلاة أو متى يُكبر لأجل تغلق المصحف تشعر فيها أم لا ؟

سؤال صريح سألته نفسي وجاوبت نفسي و اسالك حبيبي الغالي و أنت أجب نفسك ..

تشعر بالرحمة وأنت تقرأ القرآن و لا تريد أن تتركه و تشعر بالذكرى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى) تشعر أنك تتذكر شيء جديد معلومة جديدة تفيدك إذا خرجت من المسجد ..

والله العظيم من دخل المسجد وخرج وجرأته على المعصية بعد الخروج مثل جرأته على المعصية قبل الدخول أقسم بالله إنه لم يدخل هذا القرآن في قلبه ،إذا سرعتك للطاعة قبل دخول المسجد وتسمع الآيات مثل سرعتك بعد ما تخرج من المسجد فهناك مشكلة !

لأجل النبي عليه الصلاة والسلام كان أجود الناس وكان أجود ما يكون هو كالريح المرسل , ضع أمام المكيف بودرة و انظر ستنثرها كلها كالريح تحمل كل شيء والنبي عليه الصلاة السلام يحمل كل شيء ويتبرع فيه وكان أجود ما يكون إذا جاء رمضان حين يدارسه جبريل القرآن (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ ) لا يُبقي لنفسه شيء إذا كانت سرعتك للطاعة نفسها فـ والله فيه مشكلة ..

سألت نفسي نفس السؤال هل أشعر برحمة و ذكرى !!

الله يقول في أخر الآية (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) جاءني إبليس قال أنت مؤمن وأمورك طيبة !

وهذه هي مشكلتنا أننا نسمع ونأخذ فكرة عن القرآن أن القرآن عن المؤمنين والكافرين وهذه كانت فكرتي أن القرآن يتكلم عن المؤمنين والكافرين والمؤمنين في الجنة وأنا منهم ، والكفار في النار وأنا ليس لي دخل فيهم !
يا جماعة تشعرون بالذي أشعر فيه ؟!
يا جماعة إن الشيطان يضحك علينا في قضية القرآن ,

ومباشرة فيه شيطان متخصص لِـ أناس ..الله سبحانه وتعالى يقول : ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ ) ماذا يعني يعشُ ؟ يعني يُعرض ويتغافل ، يعني يسمع والكلام الذي هنا لا يخصه (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ) ماذا يحدث له يا ربي ؟ ( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا ) هذا متخصص ، كم يستمر ؟ كم وقت الدوام ؟ ساعات العمل كم؟  ( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) أربع وعشرين ساعة معه 
ماهي وظيفة هذا الشيطان ؟    
(
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ ) يعني الشياطين يصدون هؤلاء الذين أعرضوا -الله لا يجعلني وإياكم وذرياتنا ومن نحب منهم -
(
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ) عندهم وظيفتين الوظيفة الأولى ؛ يصدونهم عن السبيل ، صلّ .. لا يصلي كل الأشياء يخالفها ، هذه مشكلة، وهناك مشكلة أعظم منها قبل تنتهي الآية ، قال : ( وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ) يشعر أنه ليس لديه مشكلة ، لأجل هذا أكثر من يصلي خلف الإمام ، يقرأ
(
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ) هناك شيطان يصور لي صورتي وأنا عند جنات ونهر  ،                            
(
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) يضع لي صورتي وأنا ألتقط الثمار ..
لكن ؛ لما تأتي آيات (
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ
لما يجيء قول الله عز وجل (
وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ) تظن أن الشيطان يأتي ويصور لي وجهي وأنا استغيث ؟ لا 
بل يضع وجوه أناس آخرين ،
تشعرون بالذي أشعر به ؟
لأجل هذا أصبحت القضية عند الشيطان إنه أنت لماذا تبكي من القرآن ؟ كل أمور الجنة أنت لك لماذا تبكي ؟
لأجل هذا  قلت في نفسي وأنا أقرأ هذه الآية قلت الله يقول
:  ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
والله الله لا يكذب ، لو كان إيماني إيمان الذي يرضاه ربّ العالمين كان عندي الرحمة والذكرى ، وكان كفاني المصحف هذا عن أي همّ أجد فيه دليل وأجد فيه مخرج لي .
تعرف ماذا قال لي الشيطان ؟ قال لي أمورك طيبة وكمل الآية و اختم السورة سورة العنكبوت و امضي ، فـ والله يا جماعة لم أتجاوز الآية ، وقفت الختمة كلها والحمد لله إني وقفتها ، وقفت الختمة و أين فتحت ؟ فتحت على الفهرس ، سأنظر لو كنت مؤمن شعرت ، ما أشعر يعني معنى ذلك مؤمن ؟! 
فيه مؤمن عند الشيطان في ميزان الشيطان وهذا كله يا جماعة مقبولين في ميزان الشيطان                          
وأتحدى أحد منا يوم من الأيام جاءه الشيطان قال أنت إيمانك ضعيف ،
الله سبحانه يقول : (
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ) نفس الوعد الذي جاءك جاءني ، إن أمورك طيبة , اختم السورة و امضي , تبقى لك القليل وتختم
(
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ) القرآن تفصيل يا ربي الوعد هذا أصدقه ولا ما أصدقه ! (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)
إذًا نصدقه ؟ لا والله لا نصدقه .
فتحت الفهرس ،
فتحت سورة المؤمنون 
أليس الله يقول : (
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) فتحت سورة المؤمنون ، أنا سأختبر نفسي ، والله في غرفة لوحدي لا يراني إلا الله .
فتحت سورة المؤمنون قرأت     
بِسّم الله الرَّحمَنِ الرَّحِيم (
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) فـ قال لي الشيطان أبشرك أنت منهم أنت من المفلحين ، اصبر !
(
الَّذِينَ ) خذ معك ورقة وقلم وضع الآن أمام كل واحدة صح أو خطأ.  ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ) انظر ميزان الله ، ميزان الشيطان لن ينفعني ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )
قال الشيطان : امضي ،
بل وقفت وأغلقت المصحف ، وراجعت صلواتي ، قبل قليل صلّيت العشاء والتراويح ، وقبلها المغرب وسنة المغرب ،
لو قلت لك قيّم نفسك ، احسب الركعة الأولى حط صح ، قرأت الفاتحة و الحمدُ لله ربّ العَالمِين حط صح 
خشعت أو ما خشعت ؟ 
و عندما قلت سبحان ربي العظيم في الركوع أين كان عقلك يفكر ؟
فلما راجعت صلواتي كلها ، عرفت إن فيه مشكلة فيها ،                                   
مثل ما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :( والله إنه ليشيب عارض الرجل في الإسلام ) شاب صلوات ، العصر مية ألف صلاة ، المغرب مئتين ألف ، العشاء والفجر صلوات ... 
قال :( ثم يجمعها الله فما تكون له إلا صلاة أو صلاتين)
جُمِع له ركعة في رمضان الآن كان خاشع فيها ثم كل الركعات في رمضان القادم و لا ركعة خشع فيها ،
بعد ذلك سجدة رمضان الذي بعده ، ثم والله كان متأثر وقرأ الإمام وتأثر ، فـ جُمعت كلها ركعة من هنا وركعة من هنا وسجدة من هنا ، وطلعت كلها صلاتين ، سبعة عشر ركعة .

فـ قلت في نفسي؛  - والله يا جماعة إنها ألذ لحظة في حياتي- لحظة وأنت تلذذ بالقرآن ..
(
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) ضع صح أو خطأ -أسأل الله أن يجعلنا من الخاشعين-
(
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) راجعت المجالس ، كم وجدنا ناس تغتاب واغتبنا ؟ ولقينا ناس تتكلم وتتغزل وتغزلنا ؟ كم و كم وكم ..؟  
لأجل نضع النقاط على الحروف ونحط يدك على الجرح و نعرف لماذا لا نشعر بالذكرى و بالرحمة لِقومٍ يؤمنون !
راجع نفسك حبيبي الغالي مع كل آية ، فـ رجعت للمصحف ؛ بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحِيم
(
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ووقفت ! على ماذا أحمد الله؟
أنفاس تخرج ، اذهب المستشفى و انظر كم شخص مكتوم عنده ضيق في النفس و يأخذ بخاخات ، و انظر لأولادك يتنفسون .

نِعم كثيرة ..

 

المهم  ..                
تعالوا أحبتي الفضلاء نناقش قضية الآن في الوقت المتبقي لنا ، قضية مصيرية                      
الشيخ نبيل العوضي جزاه الله خير تكلم عن الصومال -أسأل المولى جل جلاله أن يغنيهم بفضله وجوده وكرمه-

والشيخ محمد العوضي أمس تكلم عن قضية الظلم الذي في سوريا وفي كل مكان .
اليوم سأتكلم عن أهم موضوع على الأرض ، الموضوع الذي في كتاب الله عز وجل -
لا تفتح صفحة في كتاب الله إلا وتكلم عن هذا الموضوع
موضوع ما أرسل الرسل إلا به ،

والله أنا أعلنها بكل صراحة ،لن أخطو خطوة حتى يكون لي دليل من كتاب الله عز وجل..
أتكلم بـ القرآن , بكلام الله 
يقول الله عز وجل : (
قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ) قرآن ليس فيه إلا حق ، ومن ثقة المسلم بكتاب ربه وبدينه أنه يقول لِـ النصارى (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) تعالى الله علوًا كبيرًا ما هذه الثقة في القرآن..

أنا أذهب الآن مع أي شيعي لأي مقر خذني معك للنجف , أو لأي مقر والله إني أتكلم صادقًا , وخذني معك لأي مكان , وللصوفي خذني معك لأي مكان , ولليهودي خذني معك لأي مكان , وللنصراني خذني معك لأي مكان , و لأي ملة أنا من أهل السنة والجماعة خذني معك لأي مكان , فأنا والله أدعو الله في كل مرة في الصلاة  (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) و ما زلت والله لا أرضى لنفسي أن أقف بين يدي رب العالمين يوم أن يسألني بكلام قلته أو فعل فعلته لم يكن لي فيه دليل من كتاب الله عز وجل وهذا الكلام يا جماعة هو خلاصة وعصارة أناس ناقشتهم من كتاب الله ..

طبعا هناك أناس ليس لديهم حجة فيقول أنتم وهابية , مزق صفحة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله عد لهم صفحة مزقناها ترجع إلى الوراء كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله مزق صفحته تذهب إلى الأئمة الأربعة مزق صفحتهم والله سترجع بك إلى محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وهذا الكتاب الذي جاء من السماء ..

قلت لرجل من الشيعة أنا أريد أن أتشيع أو أنت تتسنن أو نتفاصل الآن خذني معك , أنت تدعو الحسين و علي رضي الله عنه وكل من تحت الأرض أدعوهم معك لكن تعال اقنعني أن هذه القضية هي في دين الله , أو من دين الله في شيء أو أنها ليست جُرم وأنا أسير معه فتحت سورة غافر يقول الله عز وجل (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فـ) فالدماغ (َإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) تعال خذني معك ندعو لغير الله ولكن و أنا و إياك فالطريق نقرأ سورة فاطر (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ) عندك أحد فعلها غير الله , ليس هناك أحد ! كمل الآية (ذَلِكُمُ اللَّهُ) من هو ؟ (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ) أكمل الآية (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) وكل عباد الله من دون الله (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) ماذا بهم يا ربنا علمنا عنهم , فصلت كل شيء نريد أن نتذوق ونحن نتحرك , يا رب نفهم ديننا حتى ما يستغلنا ويستخف بنا الذين لا يوقنون , الذين ندعوهم من دونه ماذا بهم يا ربي ؟ (مَا يَمْلِكُونَ) ما يملكون كم ؟ أنا أريد شفاء ولدي و أريد نجاحي وأريد توفيقي و أريد رزقي و أريد و أريد أنا أريد منهم أشياء كثيرة كم يملكون يا رب ؟

(مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) تصدق الله ؟

يقول الله الذي ستذهب الآن لدعائه وتضيع وقتك وتبكي عند قبره والله ما يملك من قطمير ما هو القطمير؟ القطمير ليس التمرة ولا نواة التمرة بل هو الغشاء الذي على التمرة , أنت أصلًا ترمي النواة كلها بغشائها يقول حتى أدنى شيء الذي لا تريده ليس عنده , تصدق الله؟

سنأتي الآن على فتوى قرآن تفصيل , قول فصل وما هو بالهزل

(وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) نكمل الآية , والمفروض هنا الآن نقف ولا ندعو أحد ونرجع صحيح ؟ لو كان عندنا أدنى عقل ..

شخص تريد أن تقترض منه خمسة آلاف و أنت ذاهب قلت لك :أين ستذهب ؟ قلت : سأذهب لفلان قلت لك : ماذا تريد قلت: أريد ان أستلف خمسة آلاف قلت لك والله العظيم فلان ليس عنده ولا ريال ستذهب أم ترجع ؟ سترجع صح ؟

إلا في قضية واحدة إذا لم تكن تصدقني صح ؟

إذا لم تصدقني ستذهب أما إذا تصدقني ستقول لن أتعب نفسي و يقول لي ليس عندي شيء ..

فلنكمل الآيات العاقل مرجعه هنا لأن الله دائما يقول من دونه وكل خلق الله دون الله حتى محمد صلى الله عليه وسلم إي وربي حتى محمد بأبي هو و أمي عليه الصلاة والسلام (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ)

(إِن تَدْعُوهُمْ ) و لنفترض قلت لا , سأكمل وأدعوهم فاذهب وادعهم (إِن تَدْعُوهُمْ) انظر للحقائق ماذا (لا) إذا قال الله لا فـ والله إنه حق (لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ) تصدق ! أذهب وأتعب نفسي وبعد ذلك أدعي و أبكي ثم لا يسمع لي  , مشكلة !

ماذا قال الله بعدها ( وَلَوْ سَمِعُوا) ولو سمعوا ما هي المحصلة النهائية سأرجع وكم في يدي ؟ (إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ) يعني هو ليس لديه شيء ولا يسمعني ولو سمعني ما استجاب لي إذًا لماذا أذهب له هذا آخر خطاب عقلي في الدنيا ..

نكمل إلى الآن لم تأتي الفتوى , هذا كلام العقلاء (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ) بقي مشهد يوم القيامة ماذا هناك يوم القيامة يا رب سيخرج الله كل من دعا وكل الأولياء الذين دُعوا من دون الله , عيسى ابن مريم عليه السلام ,  علي بن أبي طالب رضي الله عنه , والحسن والحسين رضوان الله عليهم يخرج الله كل من دُعوا من تحت الأرض وكان الناس يتضرعون إليهم سيخرجهم أمام من دَعوهم يقول الله في المشهد (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ) ماذا يحدث؟ (َيكْفُرُونَ) يخرجون يكفرون بماذا؟ بذنبكم أم بجرمكم أم بعملكم أم بدعائكم أم بماذا ؟

بشرككم ممن هذه الفتوى ؟ فتوى من الله

فماذا قال الله بعدها قال (يكْفُرُونَ بشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) يقول لا تأخذ الفتوى من عند غيري ..

حسنا يا رب الآن اقتنعت , لكن شخص لا يملك ثروة ولا يملك وظيفة وإذا دعوته ما سمع وإذا سمع ما استجاب وسيكفر ويقول أني مشرك لا والله ما أريد الشرك فسأرجع أنا ولن أكمل رحلتي معك حسنًا إلى أين نذهب ؟ عندي فقر عندي أولاد عندي مرضى وعندي  لأجل ذلك قال الله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ) لمن ؟ لمن هو تحت الأرض ؟ لا .. لمن هو فوق السماء الله (أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَاذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ) نكمل سياق الآيات الآن خطاب عقلي بحت لكل من عنده ذرة عقل ..

يقول الله (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِير) أنت تريد أن يدلك  في الطريق , وعندك أعمى وبصير إلى أين تذهب ؟ للبصير صحيح؟

(وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ) تبحث عن أمر ضائع لك , تبحث عنه في الظلام أم النور؟ في النور (وَلَا الظِّلُّ ولا الْحَرُورُ ) ستوقف سيارتك وعندك موقف الشمس فيه قوية , وموقف هناك فيه شجرة أين تذهب ؟

خذ الصاعقة بعدها كأنها نازلة من السماء على العقول التي لا تفقه أسأل الله أن يفطننا قال الله ( وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُور* وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ) يقول لو عندك اثنين من البشر واحد حي و الأخر ميت , والله لا تذهب للبشر الميت وتروح للبشر الحي ، فكيف تترك الحي الذي لا يموت القيوم الذي لا إله إلا هو , ثم تذهب لمخلوق من خلقه تحت الأرض ميت!!

ماذا قال بعدها ؟ ( إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ *  إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ ) ، لكن صاحبنا هذا قال مازال مقفل عقله قال اقتنعت لا ندعوهم ،والله يا جماعة هذا الموقف حصل معي قال لا ندعوهم أبدًا ، ما رأيك نذهب ثم يقربونا إلى الله ناس أتوا محملين بالذنوب يقولون يقربونا إلى الله , يا الله ! والله لا أتحرك بخطوة إلا عندي دليل من كتاب الله عز وجل وأفتح سورة الزمر سبحان الله! نفتح سورة الزمر تجد العجب لن أقرأ الآية التي فيها الشاهد لكن سأبدأ لك من أول السورة من قول الله عز وجل ( تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) ماذا قال بعدها ؟ ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ ) نعم أعبد الله ،كيف؟ ( مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ) ليس معه أحد ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) أكمل الآية التي بعدها ستجد فيها الجواب ( وَالَّذِينَ ) مثل صاحبنا (اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء) لا يقولون يا ربي لكي أرد عليهم!

( مَا نَعْبُدُهُمْ ) لا نعبدهم هم لا يخلقون ولا يرزقون , لما نعبدهم  ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) لم تنته الآية (إِنَّ اللَّهَ) والله لا ينهي الآيات التي فيها أمور شركية حتى يثبت لك القضية , قال الله كلها كفر أو شرك كلها ، قال الله ( إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي) من هو يا رب ؟ (مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) .

لا أريد أن أكون كاذب ولا أريد أن أكون كفار ولا أدعو غير الله ، قال آخر شيء قال خلاص لا ندعوهم ولا يقربونا لكن لا تُنكر لي قضية الشفاعة هم يشفعون عند الله ،قلت إذًا نفتح سورة يونس وهؤلاء يا جماعة وكل الطوائف غير السنة والجماعة كلهم لديهم قضية تعليق بغير الله كل الملل كل الأديان تعليق بغير الله ، لا يريد أن يتبع (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) ، (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)

ما الختام ؟ الله يقول في سورة يونس (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا) لا يريد أن تقول له آية (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا) هذا القرآن كله توحيد , إله واحد , وندعو إله واحد (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ) يقول الله للنبي (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِ) يا أخي هذا كلام النبي ..

أنظر إلى التفصيل (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ) ليس أبتدع !

(إِنْ أَتَّبِع إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ) لماذا ؟ ( إِنِّي أَخَافُ ) النبي يقول (إِنِّي أَخَاف) مما تخاف يا رسول الله (إِنِّي أَخَاف إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي) أخاف إن خنت الأمة وأعدتهم للقبور ولغير الله عز وجل خنت الأمة (أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ ) وأنا أوجهها لكل عالم أظلم الناس ووجههم لغير الله

يقول الله (فَمَنْ أَظْلَمُ) وبإذن الله سأقف أنا وإياك بين يدي رب العالمين (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) الآية الختامية التي بعدها هي الدليل تقول هم يشفعون لنا عند الله يقول الله عز وجل (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ) سماها ماذا ؟ عبادة وهناك سماها (مَا نَعْبُدُهُمْ) قرآن صريح حق..

)وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّه مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ) يا ربي ماذا سيقول لي ؟ ( وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ) ..

(قُلْ) قل لهم (أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ) أأنت تعلم الله شيء نسي يضعه في القرآن ! تعلمه شيء ما عرفه ! (أَتُنَبِّئُونَ اللَّه بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ)

أنظر إلى نهاية الآية صاعقة من السماء (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) إذًا أصبح الموضوع شرك بالله عز وجل ، إذًا نحن في هذا الكتاب ما أمرنا إلا أن نعبد الله سبحانه مخلصين له الدين و لا نشرك به أحدًا جل جلاله..

وأختم بقوله الله عز وجل (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *  قُلْ إِنِّي نُهِيتُ) لا أريد أن أذهب معك!

(قُلْ إِنِّي نُهِيت أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ) متى؟ ( لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)

والله لن أقول إلا يا الله ثبتنا اللهم حتى نلقاك على توحيد الحق ، اللهم لا تجعلنا ممن ضل وكذب عليك و افترى وأشرك ،أسأل الله أن لا يعلقنا بغيره وذريتنا وأهلينا ،اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه و نستغفرك لما لا نعلمه ،اللهم إنك قلت ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) اللهم لا تجعلنا من المشركين يا ربي و اجعلنا ممن قلت فيهم (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) ، اللهم وأجزي عنا كل من قام على هذا اللقاء ،اللهم يا ربي لا تبقي في ذريته واحدًا إلا أصلحته ولا تبقي أمنية يا ربي في صدره إلا بلغته أعظم منها مما يقر عينه فيفاجأ ماله عندك في الدنيا والآخرة ،اللهم ومن حضر هذا اللقاء ومن شاهده أسأل الله سبحانه أن يبلغهم أعظم أمانيهم .

اللهم إن لنا اخواناً في سوريا لقد ظُلموا اللهم إنهم مظلومون فانتصر لهم اللهم فانتصر لهم اللهم إنا نسألك أنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت يا من له جند السماوات والأرض ولا يعلم جنوده إلا هو ، اللهم عليك بكل ظالم فوق أرضك اللهم أقسم كل ظالم فوق أرضك وسد جوعت كل مسلم فوق أرضك و اكفه يا ربي كل ما أهمه , اشفِ كل مريض مسلم وعافِ كل مبتلى مسلم واهدِ كل ضال مسلم ، اللهم إن هذا العمل ما وفق إليه إلا أنت فأوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والدينا وأن نعمل صالحاً ترضاه ..

لا تنسوا اخوانكم في كل سجدة لا ترفع حتى تدعوا لإخوانك في كل مكان الصومال وفي سوريا وفي اليمن وفي مصر وفي فلسطين وفي كل مكان ، اللهم اقسم الظالمين واضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا بينهم سالمين ..

آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و أصلي و أسلم على أشرف من وطى بقدمه الثرى بأبي و أمي عليه الصلاة والسلام وجزاكم الله خيراً وأسعدكم .




  محاضرة تلذذ بالقرآن بصيغة pdf   محاضرة تلذذ بالقرآن بصيغة wrd


  • الاحد AM 03:18
    2016-05-29
  • 6431
Powered by: GateGold