عرض المادة

حلاوة النجاة

حلاوة النجاة

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين

الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين

وأصلي وأسلم على من بعثه ربي رحمة للعالمين 

روحي وأبي وأمي ونفسي له الفدى عليه الصلاة والسلام

أما بعد أحبتي الفضلاء حياكم الله وبياكم , وسددنا إلى طريق الحق

ثم إلى جنه المأوى خطاي وخطاكم.

 ما مثلي في هذا اللقاء إلا كمثل الهدهد يوم أن تكلم بين يدي سلميان

 فو الله ما أتيت إلا كما أتيتم مستمعا ولست بمذكراً ومتكلماً

وأخبركم أن نظرة الناس للمعاق شيء ونظرة الله عز وجل شيء آخر

الإنسان ينظر للمعاق هو الذي لا يستطع أن يقف على قدميه

 ويركع ويسجد ولا يستطع الذهاب ؛ لكن المعاق عند الله

هو الذي أُعيقت أقدامه أن تحمله للمساجد خمس مرات في اليوم

المعاق عند الله عز وجل هو الذي أعيقت يده وفتحت ما يغضب الله

 المعاق هو الذي عجزت يديه أن تقلب المصحف

وعجزت عينيه أن يتأمل في كلام الله سبحانه وتعالى

 لأجل هذا يأتي القران ليحل هذه القضية ويعلمني وإياك

أن الأعمى ليس هو الأعمى الذي عاش ستين سنه ومات وهو لم يبصر

لا والله قال لك الأعمى الذي فرّط في هذا الكتاب وأعرض عن ذكر رب الأرباب

 "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَة"

معيشة حتى الحياة معيشة " مَعِيشَةً ضَنكاً " يقول الله الناس العُمي والمكفوفين في الدنيا

أنهم ليسوا بمكفوفين حقاً لأن الله قال عن فئة من البشر :

" وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*  قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً "

 يقول أنا كنت أحتقر الذين لا يبصرون فأصبحت الآن منهم!

أنا أصبحت أعمى مسكين الآن لأني أعرضت عن كلام الله

وسأروي لكم قصة فائز شاب في الرياض ؛ في معهد الصم

لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم ، أي أنه لا يوجد معه أي وسيله اتصال مع العالم الخارجي

لكن لديه وسيلة اتصال مع رب العالمين

ألا وهو القلب الذي دله على الله عز وجل

دعوناه يوم من الأيام حتى يأتي ليقي حركات تُتَرجم إلى كلمات

وأنا أنظر إليه والمترجم الفهيد يترجم له

 سبحان الله يمسك بيد المترجم ويمسك برأسه ويحركه

وهذا المترجم يتكلم و يبكي ،ماذا يبكيك ؟

لست أنت من يلقي الكلمة فلم تبكي ؟

قال حركاته بي وشدّه لي ومسك بيدي بقوه

 أشعر بقلبه ماذا يريد أن يقول ؛ قلت سبحان الله هذا أعمى أبكم أصم

ويبلّغ دين الله أنا وإياك وإياكِ معافون : نتكلم ونسمع ونرى

 كم بلّغنا لله سبحانه وتعالى من آية ؟

هذا اللسان الذي نقل كل هذه السوالف ونقل كل هذه الخرافات

ونقل التفاهات هل نقل شيء عن رب البريات ؟

أخونا فائز طلب أن يلقي كلمة لنزلاء النقاهة وأخرى للأصحاء

 سؤال : هل هؤلاء أصحّاء فعلاً ؟

يوجد من البشر من هو ميت لكن لا يعلم

أي أحد لا يدل الطريق إلى الله عز وجل هو عند الله ميت وليس معدود بين الناس

 لذا قال الله " أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا " إذا وقفنا نصلي على جنازة

 قالوا الأموات أربعة لا والله الأموات كثير ممن يصلون

" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ " انظر للحياة عندما يعرف الطريق

" وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ "

مقفل عليه إبليس  جميع الأنوار يعيش ويلعب في الظلمات

" كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا"

أخونا فائز قال لنزلاء النقاهة : احمدوا ربكم ،

على ماذا يحمدون ربهم ؟ يقول احمدوا ربكم

 أنكم متى ما أردتم أن تنظروا في كلام الذي خلق السموات والأرض

استطعتم ؛ لكم عيون تنظرون فيها , ومتى ما أردتم أن تتلوا

 كلام الذي بيده ملكوت كل شيء ؛ تحركت ألسنتكم ونطقتم بها

 قال أنا آية واحده في كتاب الله جعلتني سعيداً ما حييت

ما هذه الآية ؟ تخيّل رجل أصم أبكم أعمى وسعيد!

الآن تجد رجل أعور حياته نكد وغم , وآخر في عينه انحراف بسيط قلب الدنيا

 ما الذي جعل هذا يقول للناس أنا والله أسعد الناس

بسبب آية واحده ؛ الآية التي جعلت هذا الرجل يؤمن من أعماق قلبه  و أخرجت له ثمره الإيمان منه

" وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ

 وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً "

أثرت فيه الآية لأنها وصفت حالته أصم أبكم أعمى

 "عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً"

يقول كل ما تذكرت الآية أفرح ؛ يقول أنا أعمى أصم أبكم بضع سنوات

وأخرج من الدنيا ويفتح الله على سمعي وبصري ونطقي ويعوضني

 لكن الحمد لله ما جعلني كالذين ضلوا عن سبيل الله

ويحشرهم الله خمسين ألف سنه عمي وبكم وصم

 ومع كل هذا مأواهم جهنم  "جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً "

يقول كيف لا أسعد وقد أخذ الله هذه النعم مني في الدنيا

وأسال الله أن يفتح لي ويردها لي هناك .

انظروا كيف الآية حلّت قضية الرجل , فلذلك حل جميع مشاكلك

ستجدها في القرآن إذا تدبّرت , وإذا أعرضت سيحصل لك مالا يُحمد عقباه.

أسال الله أن يمتعنا وإياكم بطاعته وأن يعلي شأننا بذكره وشكره
أسأل الله أن ينير قلوبنا وألسنتنا وأن يصلح لي ولكم النية

 وأن يجعلني وإياكم من أهل الجنة , وأصلي وأسلم على أشرف

من وطأت قدمه الثرى وجزاكم الله خير.

 

بقيّة المحاضرة كانت للداعية عبد الله با نعمة

 

للاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://abdelmohsen.com/play-219.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده



  حلاوة النجاة word   حلاوة النجاة PDF


  • الثلاثاء AM 01:25
    2016-05-03
  • 3224
Powered by: GateGold