القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
رمضان فرصة
رمضان فرصة
"شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"
أحبتي : لنرقى
جميعا في مدارج السالكين إلى رحمات رب العالمين , نتعرض لنفحات رمضان ونستشرف
لرحمات الرحمن و نؤانس بعضنا بما يشغل الوقت بالطاعة وقت صعود الملائكة بأعمال
الصالحين لعلنا أن نكون منهم ومعهم .
الشيخ : أولاً
بسم الله سبحانه وتعالى مستعينين ، وأحمد الله سبحانه رب العالمين الذي أحسن كل
شيء خلقه وبدأ خلقي وخلقكم وخلق الإنسان من طين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة
للعالمين، روحي وأبي وأمي ونفسي وأهلي وما أملك له الفدى عليه الصلاة والسلام ، في
البداية أقول : أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتولى هذا اللقاء كله بحروفه وحركاته
وسكناته وأن يجعله موفق من عنده ويتقبله خالصاً لوجهه كله ، ولا يحرمنا وإياكم
جميعاً وكل من شارك في إيصال هذه الرسالة للناس وكل من سمعها وكل من قالها .
المذيع
: فرص كثيرة في رمضان ، ما هي أفضل فرصة في رمضان برأيك يا شيخ ؟
الشيخ : أفضل
فرصة في رمضان أن الله سبحانه وتعالى ينظر إليك فيرضى عنك ، وأنت في أرض
الله ينظر إليك ثم يأمر سبحانه جل جلاله ألاّ يبقى لك ذنب في تلك السنوات كلها " كل الجرائم , كل الكلام, كل الذنوب التي فعلتها بعينك وسمعك ويدك
واقترفتها قدماك ,
والخطوات التي
خطوتها في سخطه ,
ثم يأمر سبحانه
وتعالى أن تزال كل هذه الذنوب ، هذه أعظم فرصة ,,
فمَن أنت يا عبد
يا ضعيف يا مسكين؟
ومَن هو الله سبحانه
وتعالى ؟!
قال
صلى الله عليه وسلم:
"أُذِن لي أن أُحَدِّثَ عن ملَكِ من
ملائكةِ اللهِ عز وجل من حملةِ العرشِ ، إن ما بين شحمةِ أذنِه إلى
عاتقِه مسيرةَ سبعمائةِ عامٍ"
هذه الملائكة
العظام عند الله عز وجل يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، الله عنده هذه الملائكة
العظام ثم يعطي هذا العبد الضعيف المذنب المسكين المقصّر فرصة أن يرفعه فوق
الملائكة !!
يعني الملائكة خُلقوا
وما وُعدوا بما وُعدنا به من الجنة !
فهذه فرصة عظيمة
من الله عز وجل ،,
لابد أن نعرف من
هو الله أولاً ؟ يعني هل الله سبحانه وتعالى محتاج أن نستغل هذه الفرصة ؟! هل الله
محتاج لتسبيحك ؟!
انظر إلى عظمة
هذه الفرصة حبيبي الغالي ,
عندما يقسم النبي عليه الصلاة والسلام يقول :" والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لَخَلوفِ فمِ الصائمِ
..."
–
هذه الرائحة التي لا نريدها ونكرهها
"أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِ المسكِ" أي فرصة مثل هذه ؟
في حج أحد
الأعوام قابلتُ سائق فلاحظتُ أن عيناه حمراء , قلت له يا أخي كم تنام ؟ قال في
اليوم ساعتين وأحيانا عشر دقائق وأنا أنتظر ، سألته لماذا ؟ قال يا أخي هذا موسم
لأكسب ، لا يريد أن تفوته دقيقة لأنها فرصة ، فالآن نحن في موسم ، انظر إلى مواسم
التجّار مثلاً تجار الحملات في موسم الحج
، تجّار الفنادق في موسم الصيف ، تجدهم لا ينامون لأن عنده قضيّة و هَمْ ، هذه
القضية هل هي عندي وعندك؟ أرأيت هذا
الكلام كله لن يحرك ساكن لا في المتكلم ولا المستمع ولا المصوّر ولا المخرج ولا أي
شخص إلا إذا أنت أحسست أن عندك قضية , إما أن تفوز فيها أو تخسر ، أنت الآن
عندك قضية أن تعتق رقبتك من النار، ما معنى هذا الكلام ؟ يعني الآيات التي في
القرآن عن النار , هل كلها تسلم منها ؟!
هل فعلاً نشعر أن
عندنا قضية ؟
أم نقول : حسنا
, سنحاول ثم تجد نفسك تفعل ما تريد ؟
اسأل نفسك أخي
الغالي أختي الغالية هل أنت الآن تشعر أن عندك قضية ؟ إما فائز وإما خاسر ؟
اسأل الله أن
يجعلني وإياكم من الفائزين.
المذيع
: شيخنا رمضان الآن أيضاً فرصة للتوبة ، يعني طوال 11 شهر مشغول مع أولاده , مشغول
مع عمله مشغول عن العبادة حتى صلاة الفجر يصليها بعد الشروق ، ويدخل رمضان وفيه من
الأجور المضاعفة ,
فأتوقع
أنها فرصة أن يعيد الواحد حسابه مع الله سبحانه وتعالى ويرجع إليه.
الشيخ: هناك آية عظيمة لو تأملناها , قول الله سبحانه
وتعالى : "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
التَّوَّابِينَ"
(إِنَّ
اللَّهَ .. ) هذا الاسم إذا
دخل في القلب يهزه هز , هناك من يهزه هذا الاسم , من هم هؤلاء ؟
قال الله سبحانه
وتعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ..)
كلنا نشعر أننا
مؤمنون وأن هذا الكلام لنا ,,
حسنا , انتظر..
إذا أنت تريد أن
تعرف هل أنت منهم أو لا , أكمل الآية وانظر إلى صفتهم (إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ...) هل عندما قرأت (إِنَّ اللَّهَ )
هل أحسست بشيء ؟
(إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ
عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ) سبحان الله..
(
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ..)
المؤمن إذا سمع هذا
الكلام يعرف أن هناك فرصه .
(
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ) يحب ؟ مَن الذي يحب ؟
""
الله ""
جل
جلاه !!
كيف يستقبل
المؤمن هذه الآية ؟
(إِنَّ
اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) هذا في غير رمضان فكيف في رمضان ..
فُتِّحت أبواب
الجنان ,غُلِّقت أبواب النيران , صفدت الشياطين, فرصه عظيمة يا باغي الخير أقبِل ,
الوساوس الآن أضعف , أقبِل هناك فرصه للتوبة..
عندما تقول
سأتوب , هناك من يقول لك من أي شيء ستتوب ؟ ثم تفكر وتقول : صحيح أنا من أي شيء
سأتوب ؟
هذه مشكلة كبيرة
, تحتاج أن تتوب من هذا الكلام أولاً ,,
لأنك لم تشعر أن
هذا مشروع حياة أصلا , لأنك لم تشعر أن لديك قضية , لماذا النبي عليه الصلاة
والسلام كان يستغفر ويتوب ويقول( يا أَيَها النَّاسُ توبوا
إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره فِي كُلِّ يَوم مِئَةَ مَرة)على
ماذا يستغفر؟ مع أنه قد غُفر له ما تقدم من ذنبه !
لو سألنا أنفسنا
كم مجلس جلسناه وقمنا ولم نقل استغفر الله وأتوب إليه سبعين مره على الأقل ؟
كثير, صحيح ؟
النبي عليه
الصلاة والسلام لا يجلس مجلس واحد إلا ويستغفر الله أكثر من سبعين مرة , ومن الصحابة من يقول أنه صلى الله عليه وسلم
كان يستغفر أكثر من مئة مره !
حسنا, مجالسنا ماذا
فيها ؟ مجالسنا فيها مصائب من غيبة وغيرها , فيها من السيئات ما يقربنا من النار, لكن
للأسف الإنسان إذا عاش بدون قلب حي, بدون قلب مؤمن لا يشعر أنه في مشكله !
فهذه الآن فرصه
نريد أن نستغلها من اليوم , في رمضان نبدأ ولا نتركها أبدا , يجب أن نحاسب أنفسنا
من الآن , هل قلنا سبعين مرة "استغفر الله وأتوب إليه" هل قلتها وأنت في
مجلس , عند الحلاق , في سيارتك في مكتبك , في العمل , وأنتِ أختي الغاليه هل
قلتيها وأنت في المشغل أو..أو ..
هل قلناها قبل
أن نقوم من أماكننا ؟
لماذا ؟ ما
فائدة التوبة ؟ ومَن الذي يحتاج التوبة ؟
الله عز وجل
يقول (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً)
أيها العصاة ؟
لا..
(
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
سبحان الله !
"جميعا"
, "أيها المؤمنون" , ما القضية ؟
لماذا أتوب ؟
المذيع
: واحد يقول هل هذه الآية تعنيني ؟ أنا الذي لم أترك معصية إلا فعلتُها ؟ هذه
الآية هل هي لي أم للإنسان المستقيم الذي يرتاد المساجد وقريب من الله تعالى ؟
أنا إنسان ضعيف
لا أصلي , يأتي رمضان قد أحضر التراويح أؤديها على عجل , هل أنا من أهل التوبة ؟
هل يمكن أن أذهب
إلى هذا العالم وأكون إنسان صالح ؟
هل يمكن أن
يحبني الله ؟
الشيخ : سأجيب
على هذا كله من القرآن ,,
قضية هل يحبني
إذا تُبت ؟ وهل التوبة للصالحين فقط ؟
يقول الله عز
وجل ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ ..؟)
أطاعوا ؟ ,عملوا
الصالحات لكنهم زلوا مره واحدة ؟ لااا....
(قُلْ
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ..)
"أسرف"
فعل كل شيء , ماذا يعني "أسرف"
مثلا أنت الآن عندما
تعبئ بنزين , تعبي مثلا بأربعين ريال يُعبئ كامل فتذهب تعبئ بمئتين فهذا الذي يخرج اسمه إسراف , "الإسراف هو مجاوزة
الحد" مثلا واحد فعل معاصي تخلده في النار ثم زاد على هذه الذنوب وزاد ..
مثلا أستمع
لأغاني عند الإشارة ولم أكتفي بذلك بل أرفع الصوت ليسمعها كل الواقفون , هذا اسمه
إسراف ..
الله سبحانه
وتعالى يقول (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ
ۗ)
مثلا واحد يرسل
صورة في التويتر أو في أي مكان وشاهدها مليون فإنه يأتي يوم القيامة وعنده مليون شخص
لا يعرف من هم , كلهم يقولون : يا ربي والله نحن فعلنا الذنب في ذلك الوقت بسبب
هذا ,,
حسنا , هذا
الرجل وهذه المرأة مخاطبين بهذه الآية
(أَسْرَفُوا
عَلَى أَنْفُسِهِمْ)
هذا والله لا يتحمل
فرن خباز , لو يُقال له ستُغفر ذنوبك كلها ولكن ستوضع في فرن خباز دقيقه واحده ,
ونعد واحد , اثنان
, ثلاثة ,.... إلى ستين .
والله لا يتحمل ...
حسنا ..الله
تعالى يقول (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) هنا فتح الباب "فرصه"
فتح الباب !
لا تقنطوا من
رحمة الله , الله سبحانه عليم جل جلاله , يعلم أن الشيطان سيأتي و يقول لك يا حبيبي
هذا يقصد أناس آخرين , أنت غيرهم ليس هناك مجال أن يتوب عليك ,أنت مستحيل , أنت
موضوعك منتهي ..
الشيطان عنده
سيناريو ويجب أن نفهمه جميعا ونوصله
لأهلنا وللناس جميعا , الشيطان عنده سيناريو مقسوم لقسمين ,,
سيناريو
1: عندما يحثك على المعصية ويقول اعملها لا يضرك ,
أنت مسلم وتشهد أن لا إله إلا الله , إن الله سيغفر لك إنه غفور رحيم ..
سيناريو
2: مثلا عندما يأتي رمضان , فرصة التوبة ونزول الرحمات , وتريد
أن تتوب فيأتي الشيطان ويقول لك : مستحيل أن يقبل الله توبتك , مستحيل يا عدو الله .
الآن يا إبليس عندما أردتُ أن أعصي قلتَ إن الله غفور رحيم,
وعندما أرتُ أن أتوب قلتَ لن يقبلك الله
!!!
لا حول ولا قوة
إلا بالله ..
لاحظتم؟
هنا يعلم أن
الشيطان سيأتيك , فماذا قال ؟
(إِنَّ
اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ...) سيأتيك الشيطان مره ثانيه يقول لك : ليست جميع
ذنوبك طبعا , ماذا قال الله تعالى ؟
(إِنَّ
اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
إذن فالله يتوب
علينا فيفتح الباب بهذا الشكل لأكثر واحد
مسرف في الدنيا !
إذن الآن قلنا
أن الفرصة الأولى هي أن " يحبك
الله "
وطريق ذلك
التوبة , فإنك لا تريد أن يخرج رمضان واسمك ليس مع أسماء الذين أحبهم الله ..
البعض يقول إن الله
سبحانه لم يوفقني !
هذه كلمة يقولها
الشيطان للناس .
شخص قال لشخص هيا
لنخرج نصلي الفجر فقال الآخر: لن أذهب , ادعُ أن الله يهديني , فلما جاءت الساعة
السابعة استعد هذا الذي قال "ادع الله أن يهديني" استعد للخروج إلى عمله
فذهب صاحبه وأقفل الباب فقال الآخر : لماذا ؟ فقال صاحبه ولماذا تذهب للعمل ؟
فأجابه لأكسب رزقي , فقال صاحبه: اجلس وأنا سأدعو لك أن يرزقك الله ؟
شخصان : الأول/ حاله في رمضان كحاله في
شعبان , في رجب ليس عنده قضية , والآخر/
يدعو الله أن يعينه على ذكره : يا رب أعني على ذكرك , يا رب اجعلني أسبق الناس
إليك في رمضان " عنده قضية"
ما ظنك ؟ هل
الله سبحانه وتعالى سيعاملهم نفس المعاملة ؟
الثاني دعا
واستعدّ , أصبح لديه مجاهدة , وضع لنفسه خطة , عزم على ختم القرآن عدة مرات , عزم
على أن يكون أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه , لأجل ذلك الله سبحانه وتعالى
سيوفقه لأنه حصل عنده ما سماه الله تعالى (وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا فِينَا)
كيف ؟ قرّرت أن المسلسلات ممنوعة في رمضان , القرآن
سأختمه إن شاء الله أقرأ بعد الفجر مثلا, قبل وبعد كل صلاة , بعد الإفطار , لن
يسبقني أحد , إذا أذّن سأكون أول شخص يراه الله داخل إلى المسجد ، لديّ قضية مهمة
,,
ماذا سيفعل الله
تعالى لهذا ؟ ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)
لماذا قال سأهديه ؟
(لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) .
لماذا هذا وفّقه
الله وهذا لم يوفقه ؟
الله سبحانه وتعالى
قال :
(وَالَّذِينَ
اهْتَدَوْا) يعملون , يقولون يا رب أريدك ,,
(وَالَّذِينَ
اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)
رأى الله منك مجاهدة
فهداك وزادك هدىً وآتاك تقواك .
لأجل ذلك الله سبحانه و تعالى قال : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى )
أريد أن أفتح له
أبواب الجنة , سأجعل الطاعة سهله عليه .
وشخص يشعر أنها
ثقيله عليه (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى) لم يُكذّب بلسانه ( قَالُوا
آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ) ما الذي سيحدث له ؟
قال تعالى :
(
فَسَنُيَسِّرُهُ للعُسرى) .
فإذن أنت وأنا
لا بد أن نبدأ ، لابد أن تسأل نفسك اليوم أنا ماذا فعلت لله عز وجل ؟ .
قال تعالى عن
ثمود : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ) ماذا
يعني هديناهم ؟ أي بيّنا لهم الطريق ..
ماذا فعلوا ؟ (فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ )
فهذه فرصه ,
فتّحت لك أبواب الجنّة وغلقّت أبواب النيران وصفّدت الشياطين , فرصه أن يدخل اسمك
الآن مع الذين أعتق الله رقابهم من النار,,
هذه من أهم
الفرص التي يجب أن تقتنصها , ليس فقط التراويح بل جميع الصلوات ، نريد أن يرى الله
تعالى منا شيء تميزنا وتفوقنا به في رمضان عن سواه .
المقدم
: هل هناك فرق في صلاتي في رمضان وغير رمضان ؟ وهل هناك مضاعفه في أجر الذكر وفي
بقية الأعمال في رمضان ؟
الشيخ : إذا كان
خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك فكيف بصلاته ؟
يعني خلوف فم
الصائم في غير رمضان هو خلوف ليس عند الله شئ , لكن إذا كان صائم وفي رمضان فإن
هذه الرائحة الكريهة عند الله أحب من رائحة المسك !
فكيف بصلاته !
صلاته التي هي أعلى و أكبر و أعظم .
هذه قصة حصلت
معي في المستشفى , أحيانا يكون عندي فراغ فأذهب إلى المسجد فأؤذن لا يكون أمامي أحد
، فأصبحت أرى شخص دائما أول شخص يحضر أحيانا أحاول اكون في الأخير
لم استطع أن انافس هذا الرجل ، هو من الفلبين ، فعجزت أن اخرج بعده,, يجلس إلى أن
يصبح هو آخر شخص,, فسألته قلت له أنت موظف جديد ؟
لأني أصبحت أراه
كثيراً الفتره الأخيره.
قال لا أنا منذ
فتره موظف هنا فقلت له لم أراك تصلي! قال أنا قبل أسبوع أو اسبوعين أسلمت
قلت سبحان الله
يعني الآن للتوّ أسلمت ولا أحد يسبقك للمسجد ؟!!
قال أنا أسلمت و
بدأت ابحث ما هو أحب عمل عند الله يقول جلست أفكر فالذي بجانبي عمره ستون سنة وكل
هذه الفتره يصلي !
والذي بجانبي
عشرون سنة وأيضا كل هذه الفتره سبقني للصلاة ..
يقول: فقلت كيف اسبقهم؟ كيف انافسهم ؟
يقول فجلست ابحث
ماهو أحب عمل عند الله عز وجل فوجدت أن أهم شيء بعد التوحيد هي الصلاة.
يقول فلما قرأت
حديث أن أول ما يعرض من الأعمال على الله هي الصلاة فإذا صلحت صلح سائر العمل و
قرأت أنها عمود الدين,,وكل شعائر الصلاة والصدقة والزكاة والحج گلها لا تستقيم إلا
بعمود!
يقول فأنا لا
أريد عمودي هذا يگون مهزوز .
يقول وأنا آتي للمسجد
أتفكر أنه عندما تُفتح صحيفتي عند الله أول واحد دخل وآخر واحد خرج.
كم لنا مسلمين ؟؟هل
نحسّ هذا الإحساس ؟
يقول والله
العظيم عندما أدخل للمسجد فأجدني أنا الأول گأني كسبت الدنيا وما فيهـا .
أحبتي,,عندما
أقول اسم الله لابد أن هناك شيء تشعر به في قلبك ,,وهو تعظيم الآمِر
(
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
) حبيبي الغالي / قضيتك
الأساسية هي:
من هو الذي
يعاملني؟ من هو الذي سبحانه وتعالى سيحاسبني؟ من الذي يجازيني على هذا العمل؟
القضايا هذه
كلها شيخي الحبيب ذكرناها بسرعه في آيه واحده الآن مثل قضية الوسوسة وقضية الشتات
في الصلاة .
ذكرنا آيه قبل
قليل حل لكل واحد يريد الخشوع.
هناك مَن يقول
أريد أن أخشع ! وآخر يقول أنا لاأصلي وأريد أن أصلي,, وآخر يقول أني متكاسل.
يا أخي هل تعرف
صفات المنافقين ؟
الله عزو جل
يقول ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ
وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ )
يقول,, عند
سماعي للآذان أتثاقل إلى أن يقيم,, أشعر بالكسل.. طيب هذه الصفات الله وصف بها المنافقين
يقول لك الشيطان لا لا أنت لستَ منهم.
قال الله تعالى ( وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا )
طيب نحن كم نذكر
الله؟
كم نذكره في
اليوم؟ المنافقين مايذكرون الله إلا قليلاً.
طيب هذا الآن يريد
أن يستعد للصلاة وهذا يريد أن يخشع وهذا يريد أن يشعر بالتوكل وقوة التوكل وهذا
يحس بضعف إيمان!
كل هذه الأسئله
الإجابة عليهـا في آيه واحدة التي قلناها قبل قليل الله عزوجل يقول تريد تخشع؟
(
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ )
لم أراكَ تجاهد
نفسك تريد الخشوع !
لم أراكَ دعيت
يوماً لتخشع!
اعمل عمل صالح
مثلاً تتقرب إلى الله عزوجل به ثم قل يارب اقبله مني وارزقني الخشوع.
كم مره دعوتَ الله لقلبك في سجودك؟
دعونا أن يوفقنا
الله وينجحنا ويرزقنا وينجح أولادنا قلبك قلبك,,
كم دعوتَ له؟
انظر الأحاديث
گلها والأدعية أيضاً
كم فيها للجسد؟ وكم فيها للقلب ؟
تجد كل الأمور
قضية القلب..
طيب كيف أخشع ؟وكيف
أتخلص من الوسوسة ؟
الله أعطاني هذا
القرآن وأعطاني السنة .فإذا اتبعتها ستتغير!
لكن أنت ماذا
فعلتَ؟ هل جاهدت؟ كم دعوت الله أن يرزقك الخشوع؟
عندما أصلي أقول
الله أكبر واقرأ الفاتحة.. الحمدلله رب العالمين ... هل قرأت تفسير الفاتحة لتفهم
ماتقول ؟
الله عزوجل يقول
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا
الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ)
انتبه تقرب
الصلاة حتىٰ ماذا؟
( حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ )
وأنت تقول ربنا
ولك الحمد,,هل فكرتَ على ماذا ربنا ولك الحمد؟
عندك الآن أكثر
من 85 بليون يعني مليار خليه في مخك الآن أكثر من 85 مليار خليه في مخك هل تعرف
قدرها؟
إذا حصلت لك جلطة
خفيفة وماتت بعض الخلايا منها..لن تستطيع أن تتحرك!.
عند قول ربنا
ولك الحمد هل تستشعر نعم الله عليك؟ نعمة أنفاسك؟ نعمة الإسلام؟ أن الله اختارك من
بين المليارات لتسجد له!
بينما أحدهم يسجد
لبقرة وهذا يسجد لميت ويشرك بالله ويدعو أموات !
وأنت
تدعو الله سبحانه وتعالى هل تشعر بكل هذه النعم؟!
(وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا فِينَا )
لتخشع ماذا
فعلت؟
هل أنتَ عندما تسجد
أحسست بشيء اسمه طمأنينه؟
"حتى
تطمئن" يا أخي وأنتَ ساجد اصبر قليلا
لو جاءك أمير
الدولة وقال لك تفضل ماذا تريد ؟ سأسمعك دقيقة واحدة ؟
أنت في السجود بين
يدي ملك الملوك وعندك من الوقت ما تريد,, اطلب ,وأطِل سجودك!
أقرب مايكون العبد لله وهو ساجد ياأخي أطلب!
ابن مسعود يمر من عند مواضع السجود التي في المسجد فيقول
هنا انزلوا حوائجكم لا تذهب تشتكي لفلان يقول النبي عليه الصلاة والسلام (
و أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء والمسألة )
قل كل الذي تريده.
(وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ)
لو أسألك
سؤالاً..أنت دائما تقرأ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)
ما معنى الفلق؟ ومامعنىٰ
غاسق؟
أنت عندك قضية
خشوع ؟
هل رآك الله تدعي
وتجاهد نفسك في أن تصل للخشوع؟
حبيبي هناك
أشياء كثيرة في الحياة تغرينا لنعمل ونترقى في الدنيا ,,ماذا فعلت لكي يعطيك الله
سبحانه وتعالى ما تريد؟!..
هذه النفس التي تنادي وتلومك إذا صليت بلا
خشوع هي النفس التي أقسم بها الله سبحانه وتعالى بعد يوم القيامه قال الله
عزوجل (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا
أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)لماذا يقسم الله سبحانه بالنفس
بالنفس اللوامه
بعد
الأهوال العظيمه التي ستحدث يوم القيامة؟؟
الجبال تُنسف
والأرض تُدكدك فالله سبحانه وتعالى ينجيك في ذلك اليوم.
هذه النفس
اللوامه,, هذه بداية,, نقطة اقتناص الفرص بداية النجاح هي النفس اللوامه
لأجل هذا قال الله عزوجل ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا
فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ) عندما ذكروا الله مباشرة جاءت الخيرات بعدها -فاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
.هذه النفس اللوامه التي تقول لك لماذا ؟
هذه بداية النجاح
تبدأ نقطة المجاهده ,, ليعطيني الله سبحانه
إذن كيف أخشع؟
سأعطيك وصفه الآن الله ذكرها في القرآن ,,وهي الوصفه
الأساسيه الكبيره
{ والَّـذِينَ جَاهَـدُوا فِيـنَا
لَنَهْدِيَـنَّهُمْ سُبـلَنَا }
تريد أن تصل للتوكل؟
الكثير يشتكي ويقول توكلي ضعيف!
ماذا فعلتَ لتتوكل؟ كم قرأتَ من قصص في القرآن؟ كم
تدبرتَ؟
الخشوع .. ماذا فعلتَ ليرزقكَ الله الخشوع؟
الله عزوجل قال { قَدْ
أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ }
( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ
خَاشِعُونَ )
يقول أحدهم انا لا أستطيع !
أنت تستطيع تأمر جسدك يركع فيركع وتأمره يرفع فيرفع
لكن لا تستطيع أن تأمر قلبك فتقول أخشع فيخشع! لأنه ليس بيدك بل هو في يد الله سبحانه وتعالى
وما دام في يده سبحانه لابد تطلب منه هو أن تخشع طيب ماذا أفعل؟
لسانك الآن حبيبي وأنت في مجلس اذا كنتَ تغتاب
وتنم وتسب وتتكلم فوالله لن تخشع !
من قال هذا الكلام؟ هل لساني وحفظي للساني
ومراقبتي له هل هذا له دخل في خشوعي ؟ نعم ,, الله عزوجل قال { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2}
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3}
هل تعرض عن اللغو؟ تسمع احد يغتاب,, إما تنكر
عليه أو تعرض عنه هذا الذي يفترض أن تفعله
لاتخشع في صلاتك لأنك لم تعرض ..لكن لو أعرضت عن
اللغو,, هذا الإعراض عن اللغو يجعلك تخشع في صلاتك بإذن الله لأن هذا من المجاهده .
الشاهد كم تدعو في سجودك لهذا القضية؟
المسير إلى الله سبحانه وتعالى لايحتاج
أقدام بل يحتاج عمل صالح
السبعه الذين ذكرهم الله في القرآن لم يذهبوا لتبوك
ولا عانوا ولا جاهدوا في الحر ولكن عندما رجعوا من تبوك قال لهم النبي عليه الصلاة
والسلام إن في المدينة أقواما ما وطئتم وادياً ولا أنفقتم نفقةً صغيره إلا كُتب لهم مثلهم.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كاد يجن يقول يارسول
الله وأحدنا كان ينزل من ناقتة فكان ينحرها ليشرب ماءها من العطش هؤلاء في المدينه
أجرهم مكتوب؟
قال نعم, الله سبحانه ذكرهم قال { وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ
لِتَحْمِلَهُمْ _ قالوا أعطنا زاد وراحله نجاهد في سبيل الله_ قُلْتَ لَا
أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ
الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ } على الحزن هذا والتألم
أوصلهم الله عزوجل أعمال كل الذي عمله الذين ذهبوا في الحر.
حبيبي الغالي رمضان
فيه فرص كثيره.
فرصه
لمن اعتاد على عاده سيئه أن يتركها .
فرصه
يتقرب إلى الله أكثر وأكثر
الآن فرصه
اننا نتقرب أكثر ,,فحاول أن تفعل أي شيء ممكن تكون أول شخص يدخل
المسجد ممكن تكون آخر واحد!
ممكن ألا يسبقك أحد
حتى في بيتك من قراءة القرآن ,,من الإستغفار,, ممكن تكون أكثر واحد يستغفر في
اليوم ! أكثر واحد يذكر الله سبحانه وتعالى في اليوم! طيب حبيبي الغالي لماذا مَن صام
رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه؟ قام رمضان غفرله؟ لماذا غفر
غفر غفر ؟!!
لأنك حبيبي
الغالي الآن أمامك مستقبل فوق الأرض بقي لك أيام ..وتحت الأرض ويوم العرض كل ذنب
فعلناه سنراه أمامنا إما فوق الأرض أو تحت الأرض أو يوم العرض أما نقص في
مال في نفس في ولد مرض جسد هم غم كل عمل عملناه في السابق من الذنوب سينتقل
للمستقبل فعندما يغفر الله ذنبك تبيّض صحيفة مستقبلك ثم لا تجد في حياتك سوى الخير
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
فتخيل الفرصه إذا
مسح الله كل ذرات الشر عنك التي في الماضي ,,الله أكبر !
نعم الله يطهر
ذنوبنا
إذن رمضان فرصه
للتوبه الصادقه فرصه للتعرض لرحمات الله ونفحاته واعتياد الطاعه والإقبال
عليها وفرصه لكسر العادات اليوميه والرتابه وفرصه للارتباط بالقرآن وتدبره وتأمله
وفرصة أيضا لتعلم الخشوع وإطالة الصلاة وحب الوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى
والصبر على النوافل بأشكالها المختلفه وإمساك اللسان والأعصاب والخروج من رمضان
بدون ذنوب .
فهل
هذه الفوائد والفرص قليله ؟!
لا
طبعاً ..اللهم تقبل أصوات الداعين المتوسلين في هذه الساعة المباركه وارزقنا طهر
القلب وحسن العاقبه
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
للاستماع للمحاضرة صوتياً :
http://abdelmohsen.com/play-2468.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن
الله وحده
-
الاثنين AM 03:20
2016-03-28 - 6270