" فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه " 

الحمد لله ، سبحانه الذي له الفضل كله وبيده الخير كله ،

وأصلي وأسلّم على أشرف من وطأت قدمه الثرى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام

أما بعد : إذا تأملت القرآن ستجد طير هدهد أسلم بسببه بعد الله قرية كاملة

 لأجل حبتين قمح ، مع أنه ما وُعد بجنّة ولا خُوّف من نار

 ولا وُعد أنه إذا اهتدى على يده واحد ، أن الله سبحانه وتعالى سيجعل

 من اهتدى على يده في ميزان حسناته ، ثم يسعى ويأتي يوم القيامة

ومعه دولة سبأ وأجيالهم ممن وراءهم ومن وراءهم ،

كلهم اهتدوا على يد طائر : أثرت فيه حبيتين قمح ، وقطرتين ماء

ففضل من الله سبحانه وتعالى عظيم أن يختارني وإياكم نحن العباد المساكين

والله شرف ، يقول الله سبحانه وتعالى :

( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )

فضل الله أن يختارك لنصرة دينه ( فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ)

خير من20 مليون ناقة ؟ لا

(هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )

وحين إلقاء المحاضرة تشعر أن الحضور بشراً فقط!

لا بل حتى الملائكة تحضر ، والله سبحانه يذكرك فيمن عنده

وما يدلك على هذا الخير بعد توفيق الله إلا قلبك

هذه القلوب  سبحان الله عجيبة ؛ هي أهم شيء في الإنسان

 أهم عضو فيك هو قلبك ، هو الذي إذا حزن ما أحد يقدر يمتّعه وينسيه حزنه

  إذا جئت لرجل توفى ابنه وبدأت تُريه أفضل المناظر في الدنيا , وتُسمعه

أفضل الأصوات ؛ هل يتأثر ؟

فكل شيء مداره في هذا العضو لأجل ذلك ترى حتى في المستشفى

بعض الناس تقول له ؛ الله يعافينا وإياكم ويشفي كل مريض مسلم .

التحليل أمامك أنه مصاب بسرطان متقدّم وتقول له : بك سرطان متقدّم ,

تتوقع أنه سينهار وتكلم فريق الطب النفسي .. من أجل هذا الخبر

فتقول له : لديك سرطان ، فيقول : يا رب لك الحمد

لمن تتكلم مع نفسية عجيبة مثل هذه ، تقول له : هل سمعتَ ما قلت؟

 تعتقد أنه لم يسمعك , يقول لك : نعم سمعت

أنا إذا كُتب في ملفي سرطان ، هذا لا يُقدّم أجلي يوم ، وإذا لم يُكتب في ملفي سرطان  لن يتأخر أجلي يوم!

تتعجب ؛ كيف هذه النفسية!

هذه الكلمات لم تخرج من عبث ، خرجت هذه الكلمات لأنه رأت مام نرَه

وآخر في الإسعاف مزعج الدنيا لأجل ضرس ، أرأيت الجزع ؟

الأول سرطان وكيماوي وشعر يتساقط وأشياء أُخرى ؛ مع ذلك سعتَ ماقال

لماذا حساباته مختلفة ؟ لأن قلبه فيه نور!

يقول الله سبحانه وتعالى : ( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ ) سبحان الله ،

 من الله (  وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ ) أين يذهبون ؟

( سُبُلَ السَّلَامِ ) في كل حياته ، في حياته الصحية ، في الأخبار التي تأتيه كل يوم ،

 في الرسائل التي تصله في هاتفه ، مقاطع مسيئة ، أخبار سيئة وأخبار سعيدة،

والرجل سلام ، الله قال : سلام : لا يهتز

( وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )

-

من الناس من يسأل عن الأجهزة المحمولة , فأقول :

هي سبحان الله ، مثلما تسأل عن حكم الكأس ؛ حكم الكأس بما تضع فيه

وهي سلاح ذو حدين ؛ من الممكن أن تكسب عشرين ألف سيئة في دقيقة ،

وممكن تكسب مليون حسنة في دقيقة ، أنت ماذا تكتب وماذا تضع ؟

في الماضي حتى يُلقي العالم محاضرة ينسّق ويصرّح

وفي الأخير لا يحضر الدرس سوى ألفين فقط , أما الآن وأنت في بيتك

 تسجّل لك مقطع في أي وقت ، في النهار في الصباح في الليل

وتصل لشريحة كبيرة وتبقى مخزّنة , والعكس لمن يستخدمها فيما

لا يرضي ربنا جل جلاله.

بعض البشر الآن تحت الأرض تصب عليه الحسنات صبا

ويوجد بعض البشر في الجهة المقابلة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث والله كل ما تذكرته يقف شعر رأسي ،

 حديث عجيب !

يقول النبي عليه الصلاة والسلام : " إنّ الله يُدخل الجنّة الثلاثة النفر "

ثلاثة أشخاص ، أسأل الله أن يجعلنا منهم، قال : " ثلاثة نفر بسهم واحد "

ما هذا السهم الواحد ؟

 ممكن تكون رسالة في تويتر ، ممكن تكون رسالة في الانستقرام

قال : " الأول صانعه " صانع السهم هذا ، طيب ماذا استغرق من الصانع ؟ استغرق منه خبرة وجهد ، اشتغل إلى أن أخرج لنا السهم

الثالث ، واجه أعداء الدين ، فعنده خبرة وتجربة وتمرين

وممكن يقدّم روحه أمام العدو , الثاني ؟

قال : " صانعه يبتغي به وجه الله "

كل هذا الجهد يبتغي به وجه الله ، أي أنه حضّر له مثلاً محاضرة

والثالث قال : " واجه العدو يبتغي وجه الله "

الثاني ؟

قال : " أما الثاني فأخذه من هذا " من الصانع

" وأعطاه هذا يبتغي به وجه الله "

لكن ماذا فعل ؟ لا خبرة ولا جهد ولا أي شيء

الله يعلّمنا هنا ، أنّك بضغطة إعادة التغريد تُشارك في الأجر إذا ابتغيت بهذا وجه الله