عرض المادة

قبل أن يموتوا

 

قبل أن يموتوا

أولاً نحمد الله سبحانه وتعالى ونثني عليه وهو أهله..

وأصلي وأسلم على من بعثه ربي جل جلاله بالحق, وبالحق نطق روحي وأبي وأمي له الفداء عليه الصلاة والسلام ، أما بعد..

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا المجلس حجة لنا لا علينا, وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله شافعاً لنا ، ما أجمل هذا السؤال , أن نسأل "من الفقير؟"

يا جماعة ما أجمل أن نطرح الأمور و نناقشها من خلال هذا الكتاب العظيم ، الله سبحانه وتعالى يقول: {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} , {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ}

لماذا يا ربي؟!

{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ } {وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا}

ما المطلوب منّا يا رب ؟

{قُلْ آمِنُوا بِهِ} لم يقل اسمعوه ,اقرؤوه, احفظوه! لا لا! {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ... } ماذا يحدث معهم ؟

{يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} آيات تجعله يخر ساجد

"إلى الأذقان" الذقن في الأرض ! ماذا يقولون؟

{يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} كل آية يسمعها وهو واقف مؤثرة فيه ,وهو ساجد مؤثرة فيه , فيعرف هذا الكتاب, فصّل لنا هذه القضايا التي نراها وهذه الصور كلها ، قال الله عز وجل في الإجابة عن هذا السؤال : مَن الفقير؟ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ } أنا أعلنها الآن للذي في رصيده خمسين مليار! أعلنها الآن لكل ملك يسمعني الآن! أعلنها لكل وزير! لكل أمير ,لأبناء الملوك , لكل من يسمعني على وجه الأرض ويمشي على رجليه فوق هذه البسيطة , يقول الله عز وجل في هذه الحقائق التي ذكرت في هذا القرآن: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ } أي أحد من الناس هذا الكلام يعنيه , أي أحد من الناس!

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ...؟ } - أفطرنا قبل قليل وتعشينا والثلاجات مليئة والمخازن مليئة , والله أن هذا الكلام كله لا يخرجك عن الآية ! {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } ما معنى هذه الكلام؟ الفطور الذي أكلته قبل قليل من أين أتيت به ؟ من أين؟ الله سبحانه وتعالى يقول: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ..} نعم  يا ربي رأيناه , الذي ارتوت عروقنا منه قبل قليل {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ} انظر إلى السؤال! {أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ}  هل هو جاءك هكذا ؟ جاهز؟ أم أنت الذي أنزلته من السماء؟!

{أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ }

رد يا غني ! أجاءك جاهز؟ من الذي أتى به لك؟

أأنتم أنزلتموه من المزن؟ أم نحن المنزلون؟!

لأجل هذا الله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي: (( يا عبادي كلكم - يعني الملوك يخرجون منها؟! الرؤساء؟ أصحاب البنوك؟ والله لا يخرجون منها- يا عبادي كلكم ضال إلا من هديت .. إلى أن قال يا عبادي كلكم جائع - كلكم جائع؟! كلنا يا جماعة وأولادنا الذين في البيت وهذه الأجساد التي نبتت , كلنا مثل إخواننا الذين رأيناهم قبل قليل ! كلنا ؟! قال: إلا من أطعمته)) ،  إذن يا جماعة ليسوا هم الفقراء فقط ! نحن يا جماعة فقراء! لكن مشكلة الإنسان أنه يرى نفسه غني ! فنحن اليوم لا نستجدي ونقول للأغنياء نرجوكم تصدقوا!

لا.. ولا نقول لإخواننا بالله تبرعوا لو بريال ! لا!!

أنت فقير في نفسك , هذا الذي تخرجه ! لن يرجعه لك إلا الله!  والله سبحانه وتعالى لم يذكر في الآيات "وأعطوهم من مالكم!"  لا .. بل قال {وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ } لكي لا تحس أنك تتصدق !

مسكين والله مسكين من يتصدق ويحس أنه غني! والله أنك مسكين عندما تدفع ريال أو مئة أو مليون !

أحد المشايخ جلست معه في مجلس في أحد دول الخليج بعثه الشيخ عبد العزيز بن باز عليه رحمة الله حتى يفتي في تلك الدولة ,بنوا جامع للشيخ عبد العزيز بن باز عليه رحمة الله في تلك الدولة ، يقول فبقي المكيفات لا يوجد مكيفات , جامع كامل! يقولون كل المال الذي جاءنا صرفناه في الفرش وفي البناء , فذهبت أقابل أحد التجار, هو وكيل المكيفات , يقول كلما ذهبت إليه أنتظر, ودائما أرجع بدون أي فائدة !

يقول: يوم من الأيام جئت إليه وكان لديه اجتماع, يقول فقلت له قولوا له أن فلان يريد أن يقابلك ، عنده صفقة لك سبع مئة ضعف يقول: فقال: حي الله الشيخ وتفضل وأتوا بالعصير, فقال: الموضوع أن لدينا مسجد يحتاج  مكيفات نريد أن تشارك فيها ، يقول: فتغير وجهه! وقال: كم تريدون؟ قلت له: نحن لا نريد , بيتي فيه مكيفات , أنت الذي تريد , الذي تريد أن يُكتب لك هناك ضعه هنا في الورقة ! يقول: أقسم بالله عندما قلت له هذه الكلمة تغير وقال:  كل المكيفات علي! وصيانة 6 شهور وأغيرها كل سنة ! فقلت: لست أنت من يعطيني! أنا لم أطلب منك الآن !  من الذي وعد ؟

الذي وعد لا يملك أصلاً لنفسه نفع ولا ضر! لكنه الله سبحانه وتعالى الذي قال حبة أنبتت سبع سنابل , فأنا أدعو الآن الناس إلى التبرعات "لك أنت" !! {حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }  تضرب في 700 هذه عند رب العالمين!

مشكلتنا يا جماعة ليس لأننا لا نعرف الحديث! لا ..  بل نحفظ الحديث, نحفظ القرآن ,,

ولكن ! هل هذا الكلام يتغلغل داخل قلوبنا ؟ هل نعيشه واقع عملي!

يمر على النبي صلى الله عليه وسلّم هلال ورا هلال ورا هلال, لا توقد نار!

لا شئ ! حتى الشاهي ! لا يُطبخ فيه لحم ولا يطبخ فيه أي شي ! يعني يا جماعة تخيل بيتك ليس فيه شئ !! جاءت فقيرة إلى عائشة رضي الله عنها فبحثت عن شئ تعطيها هي وبناتها فلم تجد إلا ثلاث تمرات! ثلاث تمرات! فأعطت إحدى ابنتيها تمرة وابنتها الثانية واحدة والأم معها واحدة - البنتين من الجوع  مباشرة إلتهموا التمر! الأم عندما همت بأكل التمرة ,البنات ينظرون إليها ! طبعاً ما تحس بطعمها ! فمباشرة رحمتهم فشقّت التمرة نصفين وأعطتهم ,,

شاة دخلت بيت النبي عليه الصلاة والسلام, تخيل الفرحة! يعني واحد يا جماعة ما عنده لحم طوال السنة ثم تأتيه قطعة لحم يفرح بها فرح شديد, ما بالك تأتيه شاة!

عندما جاءت الشاة أدخلها النبي عليه الصلاة والسلام !  فخرج و رجع فلم يجدها !

فقال: يا عائشة ما فعلت الشاة ؟ "أين ذهبت"؟

ماذا قالت عائشة رضي الله عنها ؟

قالت: يا رسول الله ذهبت كلها ! - تريد الجنة قطعتها كلها وتصدقت بها ! فخافت النبي عليه الصلاة والسلام يغضب! فقالت: يا رسول الله بقي كتفها _ الذي تحبه أنت ،  النبي صلى الله عليه وسلم يريد يصحح  مفاهيم - فقال عليه الصلاة والسلام: يا عائشة من قال أنها ذهبت كلها! والله ما ذهب منها إلا كتفها ! الذي أكلناه وذهب!

ولكنها بقيت كلها !!

الشاة موجودة هناك موضوعة في ميزان تنتظرهم ..

من يربيها؟ يربيها الله عز وجل لأجل هذا تتصدق اليوم أوغدا هناك فرق.. من يقول هذا الكلام ؟ النبي عليه الصلاة والسلام لما قال : أن الله تعالى يتلقاها بيمينه, قال فيربيها الله كما لو ربى أحدكم فلوه أو فصيله ..

قال : حتى تصير اللقمة كجبل أحد ..

أحبتي ..  هذه المقدمة فقط  لنعرف من هو الفقير, والله أنت الفقير وأنا الفقير , هو افتقر لريال , أنت تفتقر لله تعالى في صحتك, في أموالك , في قلبك , وفي النهاية أنفقوا مما "رزقكم الله"  ,فالله سبحانه وتعالى هو الذي رزقنا , الله سبحانه وتعالى يقول ( إنَّما المُؤمِنُونَ إخْوَةٌ ) أداة حصر وقصر يعني لا يوجد غير هذا الكلام ,الذي يأتي بعده تخصيص ( إنَّما المُؤمِنُونَ ..) ما بهم ؟ (إخْوَةٌ ) أسألك بالله عز وجل وأسأل نفسي كل من رأى الآن الذي منطرح والذي محمول والذي ميت , هل تخيلت وجه أخيك بدلا من وجهه وأنت تنظر؟

يا جماعة الواحد منا يرى ولده يصيح والحليب في الثلاجة أو في المطبخ وتجده منزعج "بسرعة أعطوه "

إذن بماذا تحس الآن إذا  كنت مؤمن - نختبر إيمانك الآن- بماذا تحس وأنت ترى أخاك جائع وأنت معك وجبه؟

أرجع وأقول والله أن الله غني عن صدقتي وصدقتك , الله سبحانه يقول( ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا )الله سبحانه قادر أن يشبعهم يقول تعالى ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ هم يُفتنون بالفقر وأنت تُفتن بالشبع!!

قال اللهۗ تعالى (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً َۖ ) ماذا بعدها (وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) أسألك.. ماذا فعلت بشبعتك؟ هل شكرت ؟ من الشكر أنك تعطي من حُرم , من الذي قال هذا الكلام؟ يقول الله عز وجل عن النبي علية الصلاة والسلام (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ (8))

مادام أني آويتك إذن ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ(10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ومن تحدثك بنعم الله أن تتبرع ,,

يا جماعة ليس لهم بل لنفسك قال تعالى( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ) نحن في نعمة يا جماعة, قال تعالى ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ....؟)  ( آَمِنَةً ) جميع الأمن , آمنه من ناحية الغذاء وآمنه من جهة الحروب لا أحد يهددها , (مُطْمَئِنَّة) وصلت إلى الإطمئنان , ينام مرتاح ما ( يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً ) هل ينطبق هذا الكلام على أهل الصومال ؟ أهل الصومال ليسوا آمنين ولا مطمئنين, لكن الكلام ينطبق علينا الآن , آمنة, مطمئنة , يأتيها رزقها رغدا من كل مكان..

(ٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ يا جماعه نحن في أمن, فالله سبحانه قادر يا جماعة , لماذا النبي عليه الصلاة والسلام يدارس مع جبريل عليه السلام القرآن في كل رمضان , والسنة التي توفى فيها عليه الصلاة والسلام راجع فيها مرتين وكان النبي علية الصلاة والسلام أجود من الريح المرسلة ماذا يعني هذا الكلام ؟

عليه الصلاة والسلام مجرد أن يسمع عن فقير - مثل الريح المرسله- يأخذ كل الذي عنده , يعني الريح إذا جاءت فإنها تجرف كل شيء, صح ؟  لأجل هذا النبي عليه الصلاة والسلام ما بقي عنده أي شئ , كان عليه الصلاة والسلام أجود ما يكون في رمضان , لماذا ؟

حين يدارسه جبريل القران و يسمع قول الله عز وجل( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ)

هنا نختبر إيماننا ( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ )ُ
الله تعالى لم يطلب منك أن تنفق من مالك , بل مما رزقك الله عز وجل ,  لاحظ ..لماذا الصدقة جاءت في الآية بعد  "المؤمن بالغيب" لأن الذي لا يؤمن بالغيب لا ينفق  ,قال الله تعالى
(الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)) هذا هو الاختبار .. ماذا ستفعل؟ لو كان ولدك جائع , أخوك جائع , أمك جائعه ,  إذا كنت صادق فإن الذي ستفعله مع أمك ستفعله هناك ..

 

3

والله أذكر أني كنت في السيارة وولدي عطشان وأنا كنت أبحث عن سوق فاتح في ذلك الوقت - في الليل سبحان الله - إلى أن توقفنا عند برادة شرب كأني أنا الذي ارتويت، يا جماعة الله تعالى لن يسألك عن كلامك، والله لن يسألني وإياك عن كلامنا، بل سيسألك عن ماذا ؟! ماذا فعلت الآن !

مداخلة : هناك بعض الناس يتحدثون يقولون أن الصومال فيها قراصنة ،ما ذنب المسلمين المساكين الذين هم أكثر من 4 أو 5 مليون لا يجد الواحد لقمة يأكلها.

الله سبحانه وتعالى لم يكلفك أن تبحث عن القراصنة، أنت الآن رأيت صور قراصنة أم صور ضعفاء ؟!

الآن لو أنا أتقدم إلى جمعية موثوقة مثل التي تعلن عنها الآن وأتقدم بمئة ألف ريال،  والله العظيم قبل أن تدفعها الله سبحانه وتعالى قد كتبها لك عنده،, يا جماعة الأخبار هل هي  الحق !

كم في الأخبار من بلاوي كلها ضد الإسلام وفرعون  هو رأسهم، هل قال فرعون عن موسى أنه صالح ؟!

قال ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) ، أأصبح الآن موسى كافر؟ يالمسلم أنت يافرعون؟! ، يا جماعة من يريد أن يتحجج يتحجج، ومن يريد أن يدفع الآن فليدفع (اليوم أتصل الشيخ عايض القحطاني , وفقه الله سبحانه وتعالى وحتى أرسل لي رسالة أرسلتها للإخوان , هو مدير مؤسسة راف في قطر تبع الشيخ ثاني بن عبد الله , الله يوفقهم يا رب العالمين وكل من أنفق لوجه الله عز وجل يبتغي بها ما عند الله سبحانه يقول والله أننا على حدود الصومال الآن)

يعني أننا لم نذهب يا جماعة ولا تحركنا وجالسين في بيوتنا ,على الأقل اجعل لك شيء يشفع لك عند الله سبحانه وتعالى, ماذا فعلت لإخوانك ؟!، يا جماعة هؤلاء سيأتون يوم القيامة , والله سيأتي هذا  الذي قال أنه مسلم وقال أنه أخوك و تكلم عن الأخوة وأعطي محاضرات , لكن لم يفعل لي شيء يا رب، فالكلام هذا كلام فاضي - قضية سيأخذها قراصنة- يا أخي أنت لم يكلفك الله سبحانه وتعالى أنك تسأله هو غني أو فقير أو..، نحن الآن نبرئ ذمتنا , هناك أناس سيذهبون ليس نحن من يذهب، المفروض يا جماعة أن نذهب، فإذا لم نذهب فعلى الأقل نتصدّق! لم تتصدق إذن اصمت، قال سبحانه وتعالى ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) قال الله سبحانه وتعالى (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ.. ) ماذا!

( يُرَاءُونَ) وماذا! (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) يعني لم يتصدّق ولم يسمح للناس !! ،" لا لا لا تعطي فلان أعرفهم أكثرهم كذّابين!" يا أخي أنت ستُسأل عنهم يوم القيامة، يا أخي إمّا تبرع أو اصمت، ( يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ) فأنت يا أخي أخرجها إذا كنت تريدها من الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه يستلمها بيمينه .

مداخلة : أنا كنت أتكلم مع أحد الشباب وكلمني يقول العيد هذه السنة ليس شرط أن نأخذ ماركات ، يقول كلم زوجته يقول هذه السنة ليس شرط أن نأخذ ماركات يقول: سنأخذ ماركات مقلدة والفرق في السعر يقول سنتبرع به، يعني يقول السنة هذه العيد غير.

الله أكبر، الله أكبر وهذا المطلوب منّا , لو رأيت أخوك مسجون الآن في غرامة والله لن تجعله يبيت في السجن ليلة، فأنا أقول هذا وقت من يختبر إيمانه.

مداخلة : الكثير يظن أنه غير مسؤول عن الذي يحدث لإخوانه في الصومال, يظن أنه في مأمن مما حصل ومما يحصل الآن لإخواننا في الصومال ، فهل يا شيخ نوجه رسالة لمن يظن أنه لن يموت جوعا ولن يأتيه شيء من هذه الأحداث وأنه في مأمن.

أولاً المؤمن لا يأمن لأن الله سبحانه وتعالى يقول

( أفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)  هذه مشكلة عند أكثر الناس أنه لم يفهم هذا القرآن، هو يحسب أنه الآن إذا لم يجوع في الدنيا انتهت القضية ، يا أخي نحن سنعيش ثلاث مراحل , فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ، مشكلتنا أننا دائما ننظر إلى قضيتنا في الأرض الصغيرة هذه، التي عنها يقول الله سبحانه وتعالى

( وَمَا الْحَيَاة الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة إِلَّا مَتَاع ) ،و ( فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا... ) كل هذا المتاع ما أكثره ! ( فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ )كم ستعيش ! مئة سنة !  كم تحت الأرض ستعيش ؟! إلى يوم القيامة , لا أحد تحت الأرض ليس عنده لا عذاب و لا نعيم , إما أن تُعذّب أو تُنعم ..

أسأل الله أن ينعمنا وإياكم،,

حسنا .. يوم المحشر  خمسين ألف سنة ، هناك أناس لا يجد قطرة ماء عندما يأتي عند الكوثر فيُرد فيقول أنا مسلم فتردّه الملائكة، النبي عليه الصلاة والسلام يرى أن هذا مسلم فيقول هؤلاء من أمتي! فيُقال ما تدري ماذا أحدثوا بعدك، والعياذ بالله , الله سبحانه وتعالى يقول

( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا ) ليس لنشرب , صبّوا علينا ماء نشم رائحتها ( أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ) يعني يا جماعة الفقر ليس هنا فقط , واحد زبّال في الدنيا حاله في الآخرة أحسن من حال ملك في الدنيا، الآن فرعون يتمنى أمنية أن يرجع إلى الدنيا ويصبح زبّال عند الزبّالين و لكن ..

(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا)، مشكلة عندما تحسب حساب  هذا الآن فقط ، أنت لست في مأمن, لأجل هذا الله سبحانه وتعالى قال  ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) لماذا؟ لماذا تطعمهم؟ (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) إذن ماذا تريدون؟

( إِنَّا نَخَافُ ) ماذا تخاف ؟! أنت تأكل وتشرب و تنام ليس لديك أي مشكلة! (إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا ...) هذا اليوم حرّكهم ( يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) إذن هذا الإنسان يعرف أنه ليس بآمِن فهو خائف، خائف ليس فقط في الدنيا لأنه يعلم أنه يوم القيامة سيخاف خوف سمّاه الله ( الطَّامَّةُ الكُبْرَى ) ، فإذن لو الله تعالى قال ( فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ ) فقط, والله يُعرف هذا اليوم بأنه طامة لأن الذي قالها الله سبحانه وتعالى، كلمة الصّاخة يا أخي كلمة ( فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ ) والله وأنت تقرأها تخاف قبل أن تعرف تفسيرها ..

ماذا تعني الصّاخة؟ ماذا قال تعالى بعدها؟

( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ) أقرب الناس لهم يفرون منهم،فمن الناس من يأتي يوم القيامة وظلّه صدقته - هذه صدقة الصومال- ليس لديه شيء لكن تظله الصدقة هذه، يا جماعة الجوع والعطش ليس فقط في الدنيا ، قال الله عز وجل ( وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ) يعني تخيّل هذه الإعاقة  , شخص يزحف على وجهه وأصم وأعمى وأبكم , فقد تأتي هذه الصدقة يرحمك الله عز وجل بها وهو غني عنّا وعنك، لكن يرحمك الله سبحانه وتعالى في خمسين ألف سنة، يا جماعة أحسابنا فقط في الدنيا ؟!

لا والله العلي العظيم هي كلها لا تساوي جناح بعوضة عند الله عز وجل، دائما أقولها إذا كنتُ ألقي خطبة في مسجد فيه جنائز يكون خلفي جنائز وأمامي أشخاص أحياء فأقول عمن خلفي لو تعطيه مليون لا يريدها، لو تعطيه مئة ألف مليون لا يريدها , أما من أمامي لو تعطيه ألف يطير إليها،,

هذا الذي خلفي, المطروح في جنازة, هذا يريد صدقة ريال واحد تتصدق به عنه، إلى كل من مات له أحد تصدق عنه لعل الله أن يرحمه بهذه الصدقة،,

إليك أنت أيها الحي أنت محتاج هذه الصدقة ، طبعا كل من تصدق يكون لديه دافع  "ولكل إمرئ ما نوى". شخص يتصدق لأجل أن يزيد ماله , النبي عليه الصلاة والسلام قال ( ما نقص مال من صدقة ) بل تزده , فهذا يعطيه الله و يزيد ماله، وهناك شخص يتصدق لأجل أن تدفع عنه غضب رب العالمين ( الصدقة تطفئ غضب الرب) ، شخص يعمل الذنب ويحرقه هذا الذنب , نقول له لعلّ الله أن يطفئ غضبه عنك بهذه الصدقة، وشخص يقول أنا سأتصدق حتى إذا حُشرتُ يوم القيامة بدون ظل أستظل بها ,الآن في هذا الحر أبحث عن ظل لسيارتي,وشخص آخر يضع شمسيته على الزجاج لكي ترد عنه حرارة الشمس وهي أين !  على بعد آلآف السنين, أما هناك ستقترب قدر ميل حتى العرق يُلجم الناس إلجاماً منهم إلى حقويه ومنهم إلى ركبتيه ومنهم إلى عنقه ومنهم غرقان يسبح في العرق لا يخرج منه، فيقول أريد أن تكون هذه الصدقة ظل لي , فإنه يستظل بظل صدقته يوم القيامة، ومنهم من يقول أنا ليس همي هذا كله , أنا همي أن يرضى عني ربّ العالمين وهذا يأخذ حق الأولى والآخرة كلّها ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) ، أنت اختر والأعمال بالنيات , وهناك أناس ينوونها كلّها فأنت وما تختار، لا أريد أن تنظر لهذه الصور والوجوه ,أريد أن تنظر لهذه الصورعلى أن الوجه وجه ابنك !

انظر إلى الجسم وضع الوجه وجه ابنك إن كنت مؤمناً ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) .

 

 

 

من لم يهتم  بأمر المسلمين فليس منهم !
فأنا أقول يا جماعة كلنا فقراء إلى الله تعالى, كلنا جوعى, هذه الأحوال كلها ستنقلب.
لما رأى النبي عليه الصلاة والسلام  أهل الصفة كما ورد عند الترمذي وهم يصّلون ,رأى ما بهم من الجوع كانوا مثل إخواننا هؤلاء.
أهل الصفة ما عندهم شيء لا و ظايف ولا شغل ولا أكل ولا شئ ...

كان أحدهم يسقط أمام النبي عليه الصلاة والسلام , فكانوا إذا وقفوا يصلوّن يسقطون ليس هناك طاقه  فيسقط على وجهه.

ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام
لما رآهم كأنهم مصاريع في الأرض ؟!

قال النبي عليه الصلاة والسلام ( والله لو تعلمون مالكم عند الله لوددتم أن يزيدكم فاقه)
يقول والله لو تدري ماذا أعد لك رب العالمين عنده ,
كم سيشبعك في الجنان ملايين السنين !
لتمنيت أن تزداد فقر, بدلا من أن تسقط مرة تسقط مرتين, بدلا من أن تقوم إذا سقطت لا تقوم أصلا.

ياجماعه سيعوضون أحسن منا
يقول النبي عليه الصلاة والسلام إن الفقراء يدخلون  الجنة

وينعمون فيها قبل الأغنياء بكم؟
بنص يوم ( كم نصف يوم؟ ) خمسمائة سنه
والأغنياء ماذا لهم!
يحاسبون على كل ريال أين صرفته؟
ومن أين أتيت به؟
وأين دفعته ؟
وماذا اشتريت به؟

في مناسباتكم تشترون أحسن الحلويات

ولكن عندما رأيت أخوانك يموتون جوعاً !
ماذا قدمت لنفسك عند الله!!

أكيد أنك تحب نفسك أكثر مني ماذا قدمت لها عند رب العالمين ؟

اليوم أكلت؟ ستُسأل عنه ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )
سيسألك عنها, وهذا جائع !!
يؤتى بأنعم أهل الأرض ... واحد لم يذق يوما الجوع ولا رأى ولده يبكي من العطش فيغمس في النار  غمسه ( واحدة ) غمسه واحدة ويخرجه! غمسه واحدة بس ويسأله الله عز وجل  بعد أن أخرجه، عبدي هل مر بك خير قط؟ في حياتك قد شبّعتك ؟ قد أذقتك ماء بارد ؟
ويقول وعزتك وجلالك ما مّر بي خير قط!

أنا كنت في عذاب , فيؤتى بأبأس أهل الأرض , مجاعه وأولاده يموتون أمامه فيُغمس في الجنة غمسه واحدة بس غمسه

فيسأله الله عز وجل عبدي هل مر بك بؤس قط ؟
في حياتك ,, ؟

ويقول وعزتك وجلالك ما مرّ بي بؤس قط
في حياتي ما كنت إلا في نعيم فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء


س / شيخنا عبد المحسن نريد أن توجه لنا أربع رسائل
رساله للغني ورساله لمتوسط الدخل ورساله للفقير ورساله للمعدوم؟


لا يوجد أجمل من كلام الله عز وجل
رأينا قبل قليل الذبائح وهي في الزبائل (أجلكم الله)
أنا أقول لكل من فعل هذا( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) وأنت منهم! عن ماذا؟ ( عن عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) . ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ) يقسم الله أنه سيسألك , الله لا يحتاج أن يقسم لكي تصدقه أنه سيسألك!.
فكيف لو أقسم ؟ ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )

يقول النبي عليه الصلاة والسلام  عندما شبع هو وأبو بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه,,عندما أكلوا أكل أول مرة يأكلون مثلها ... أكلوا وشبعوا ونظر النبي صلى الله عليه وسلم
هي لم ترمى في الزبائل ,, هي ذهبت للبطون لـ بطن مَن ؟
خير الخلق عليه الصلاة والسلام وخير الخلق بعده عليه الصلاة والسلام
يقول لهم شبعتم ؟ قالوا شبعنا قال ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )
فكل من رمى هذه النعم والله سيُسأل
إن لم يجوع في الدنيا والله سيجوع في الآخرة وإن والله شبع هنا ولم يذق طعم العطش والله سيعطش في الآخرة والله سيتمنى الماء
هذه رساله لكل مسلم...
ياجماعه إذا دخلنا مطعم وأكلنا وبقي نص الأكل ماذا نفعل به ؟
ندعه يُرمى ! تستحي مِن مَن !
يا أخي دع العالم يقولون هذا مسكين, دع  العالم يقولون هذا قروي, دع العالم يقولون!! ....
والله يا أخي أعطية أحد جائع !


تعطيه إياها يشبع في الدنيا يُشبعك الله عز وجل
الذي أكلته أنت ذهب! والذي أكله هو بقي
ياجماعه لو سقط منك شيء على السفرة ,,يسقط أكثر من الذي يؤكل
إذا سقط تتحرج أنك تأكله ؟
النبي عليه الصلاة والسلام خير مني ومنك كان يأكله كان يأخذه وينفخه وهو ساقط على التراب
اما نحن فيسقط منا على سفرة نظيفة,ولا نرفعه

والله سيسأل الله كل غني وسيسأل الله كل مسلم
وسيسأل الله عن كل شي.

ونحن ياجماعه نعمل أشياء أولادنا يتربون عليها,,
الآن انتهينا من الأكل بقي قطع عظام وبقايا دجاج...

يا أخي هذه اجمعها وأخرجها للقطط في الشارع هذه هي التي بقيت لك ..

أما التي أكلتها أنت ذهبت
أجلك الله في دورة المياه وانتهت  و ستُسأل عنها.

مشكلتنا ياجماعه أننا ننظر ماذا قال الناس يا أخي الناس والله لن ينفعونك

( هذي رساله للغني ) يا غني هذا يحتاج لريالك اليوم وأنت تحتاج للغني الحقيقي سبحانه ,, محتاج له في كل شي في صحتك في دينك في دنياك

( وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْك لِتَحْمِلهُمْ قُلْت لَا أَجِد مَا أَحْمِلكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنهمْ تَفِيض مِنْ الدَّمْع حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ )

كاد يجن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عندما رجعوا من المدينة يقول النبي عليه الصلاة والسلام "إن أقواماً في المدينة لم يخرجوا معكم والله ماوطئتم موطئاً ولاتصدقتم بصدقة ولا نلتم من عدو نيلاً ولا أصابكم نصب ولا ظمأ ولا جوع إلا كُتب لهم به عمل صالح" قال عمر بن الخطاب يارسول الله وأحدنا من شدة العطش يخاف أن يلتفت فتنقطع عنقه يقول والله إن أحدنا لاينزل من دابته فينحرها فيشرب مائها يمشي على رجليه بس يريد يشرب كيف هؤلاء يحصلون  على نفس أجرهم ولم يتحركوا!

فأقول لمن ليس عنده ,,دعوة وأنت ساجد دعوة وأنت تفطر ياجماعة ونحن نفطر من منا عندما إنسدت جوعته دعا الله أن يسد جوعة اخوانه هناك ؟

فياجماعة أنا أقول الكل مدعو أن يشارك ومدعو أن يدعو ياجماعة الله سبحانه قادر أن يغيثهم اليوم اسأل الله سبحانه وتعالى أن يغيثهم اسأل الله أن يغنيهم عن خلقه والله ياجماعه لا يوجد واحد من هؤلاء سيموت ,,وعنوان هذه الحلقة قبل أن يموتوا والله العظيم لن يموت أحد من هؤلاء إلا هذا يومه,,

ولكن هل لي الشرف ولك الشرف أن نشارك في هذه اللقمه ؟

الدكتور عبدالرحمن السميط اسأل الله أن يحفظه وهو صاحب اليد الطولا نحسبه والله حسيبه في هذا المجال يقول كنت أحضرالشوربة ونعطيهم إياها

لو نعطيهم أكل ماتوا يقول جائتني أم ومعها واحد ميت ولكن يتنفس ميت عظام وجلد فقالت له اعط هذا يقول كانت القضيه لا تكلف هللات يقول لكن لا أستطيع أعطيه لأن  هذا ميت لكن يتنفس قالت له لا بأس اعطه يمكن يحيا فقال الشيخ أنا سأعطيه من مالي

أموال الناس أنا مؤتمن عليها

يقول فأطعمته وبدأت تدب فيه الحياة يقول فعاش,, ياجماعه الآن هوحافظ للقرآن كاملاً,,و داعية في أفريقيا !

فقد يكون هذا الذي تتصدق عليه يحفظ كتاب الله عز وجل وقد يكون إمام مسجد تخيل أنقذت واحد من الموت الآن والله سبحانه وتعالى يقول ( وَمَنْ أَحْيَاهَا ) أي النفس,, واحده بس (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ ) كم من ناس ؟عشرين ألف؟ خمسه مليار؟

كم مات من واحد إلى اليوم من أخواننا ؟والله سنُسأل عنهم ,,أقسم بالله من لايتحرك ولا بدعاء ولا بصدقة ولا بشيء والله سيُسأل عنهم..

الذين سيحيون الآن بعد توفيق الله بصدقة من سيحسن لنفسه ويتصدق والله العظيم لن يركع ركعة هذا الذي احياه الله بسببي وسببك لن يركع ركعة إلا ولك مثلها لن يقرأ سورة إلا لك مثلها,, يتزوج فلك مثل أجره..

( فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )

تخيل تأتي يوم القيامة تلقى صحيفتك مليئه بالحسنات  مِن ماذا؟

هذا واحد كان سيموت في الصومال وبعد الحملة أنت تحرك إيمانك ودفعتها له فعاش هذا الرجل وصلى وزكّا وصام وحج ,,

لأن الله لا يكذب

( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا  )

أما ياجماعة المسؤليات كل واحد منا عليه مسؤليه الذي يملك ألف عليه مسؤليه والذي يملك مليون عليه مسؤليه ثانيه و رئيس دولة عليه مسؤليه أكبر ,,دائرة أكبر,, كل واحد منا ياجماعة مسئول ,, كل شخص يقول أني مؤمن سيسألك الله!  أنت قلت مؤمن يوقفك الله عز وجل عنده قال أما قلت أنك مؤمن؟ تقول بلى!

رأيت أخوانك ؟ تقول بلى !

طيب ماذا عملت لأجله؟

ياجماعة الكل مسئول رئيس الدولة سيُسأل على قدر مسئوليته ,,

ماذا فعلتَ أنت,, سيسألك الله أنت كم دفعت ؟

كم دعوة دعوتَ لهم؟ كم أحسست بهم بصدق ؟

الآن لو أحدنا يُقال له إن ابنك مات جوع وعنده أخوانك هناك وعنده أبوك واقفين يتفرجون تسامحهم؟

والله سيوقفك الله سبحانه ويسألك..

هذا سيجيء ويقول يارب هذا قال أنه مسلم وقال أنه أخي يا جماعة تتألم وأنت ترى كافر ليس عنده ميزان ولاحسنات وسيدخل النار,, كافر! ثم يذهب بنفسه ويجمع تبرعات وهو ليس له عند الله شيء ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّه)

منظمات تنصيرية (إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ) قال ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ  ) واحده منها تكفي ومع ذلك يذهب ويجمع مال ويعطي المسلمين.

فأنا أقول ياجماعة والله لن يسامحونا  والله لن يسامحونا  ولن نسامح أنفسنا..

وأنا أقول الآن في هذا الختام نسأل الله سبحانه وتعالى الذي لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد اسأله بأحب أسمائه إليه اسأله بأحب عمل عملناه فقبله منا أن يغني أهل الصومال وكل مسلم عن غيره سبحانه اسأل الله أن يغنيهم عمن أغناهم عنهم اللهم يارب أغنهم  من فضلك عمن سواك اللهم أنشئ لهم السحاب الثقال اللهم صب عليهم الخير صبا اللهم يارب إذا حشرت الأولين والآخرين اللهم فاجعلنا ممن أبرأ ذمته تجاه اخوانه  اللهم يارب الأرباب يامنشئ السحاب ياهازم الأحزاب يامسبب الأسباب اللهم يارب اجعلنا من أكرم خلقك فيما تحب اللهم يارب إجعلنا وأموالنا وأولادنا في سبيلك اللهم يارب اجعل من أنفق من مالك الذي أعطيته يارب اخلفها عليه في الدنيا والآخرة اللهم اجعلها يارب صلاحاً له في ماله ونفسه وأهله واخوانه اللهم بلغه بها أعظم من أمانيه..

اسأل الله سبحانه وتعالى لكل من شارك في هذا اللقاء وأنا أدعو كل رئيس دولة وكل ملك والله الذي لاإله غيره سيسألك الله عزوجل عن ما في وسعك

والله سيسألك الله لكل وزير والله سيسألك الله لكل غني والله سيسألك الله لي ولك والله سيسألنا الله سبحانه وتعالى ,, والذين ماتوا هؤلاء والله لن يتركونا يوم القيامة والله لن يتركونا يوم القيامة

اسأل الله سبحانه وتعالى أن يرى منا جميعاً ما يقرّ أعيينا إذا رأيناه بصحائفنا,, اللهم اجعلنا نريك منا مايرضيك ياذا الجلال والإكرام وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف من وطئت قدماه الثرى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام.

 للاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://abdelmohsen.com/play-1074.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده

  • السبت AM 09:35
    2016-01-16
  • 5323
Powered by: GateGold