القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
الإعاقه
الإعاقة
الحمدلله رب العالمين والصلاة
والسلام على اشرف خلقه..روحي وأبي وأمي له الفداء..
أحبتي الفضلاء ,,لماذا أنزل
القرآن؟
قد يقول البعض ما هذا السؤال
السخيف.. تسألنا لماذا اُنزل هذا القرآن ؟
والله قد يكون أهم سؤال تسأله
نفسك في حياتك , وأهم جواب تصارح به قلبك
.. لماذا أنزل هذا القرآن ؟
نحن قرأنا وسمعنا فلنرى ما هو
المطلوب ؟
( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ ) نعم يا ربي نريدها منك, أنت
الذي أنزلت, فنريد الجواب منك يا رب العالمين .. لا أحد أعلم من الله فهو الذي
أنزل الكتاب .. ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا ) لاحظ لم يقل ليقرؤوا بل ( لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )
نعم ..ما أعظم الله , لم يقل ليدبروا صفحاته ولا أجزاءه
ولا سورِه .. بل(لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ
أُولُو الْأَلْبَابِ ) نحن ليس لدينا "يتدبر" وليس لدينا "يتذكر"..
نحن لدينا يقرأ, يحفظ , يسمع .. كثير منا الآن
من يقرأ صفحة, صفحتين , ثلاث , ولا شيء يتغير !! ما زال هو ,ما زال هو .. دخل وقرأ
١٠ صفحات , خرج وجرأته على المعصية كما هي !
الله عز وجل قال لنا إن القضية تدبر ،فإذن
أنا لا أطالبك بشئ سوى أن تقول يا رب ...فقط نعترف وننطرح
بين يدي الله , ننطرح بين يدي الله ونحن ساجدين نبث لله ما نحن نحسه في قلوبنا ،
يا ربي كيف أن هذا الكتاب لو أنزلته على جبل يتصدع وقلوبنا ماااتحركت !!!
الواحد منا إذا كان صادق يقول: " يا ربي والله أنا
قرأت وما أحسست بشئ , ما أحسست بشئ"
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ
أَقْفَالُهَا)
نعم ..المشكلة في القلب !!! سبحانك يا رب إذن يا جماعة إذا نحن لم نحس بهذا القرآن , تعالوا
نفكر كيف نفتحها – نفتح قلوبنا !
هذا الماء معي حبيبي الغالي .. إذا رأينا الماء لا نرتوي
, إذا لمسنا الماء لا نرتوي, إذا صببنا الماء وسمعنا صوته لا نرتوي ,, لا نرتوي
منه حتى نشرب !!
هذا القرآن لن ترتوى إذا سمعته ,و لن ترتوي إذا قرأته, لن
ترتوى والله حتى يلامس شغاف الجنان ، قال الله عز وجل (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) يعني جبريل عليه السلام ، على أي عضو من أعضاء النبي
عليه الصلاة والسلام ؟؟
عندما تلقى صلى الله عليه وسلم القرآن ارتفع وعلت منزلته
؟ نريد أن نفعل مثله كما قلت يا ربي ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
)
على أي عضو من أعضاء النبي عليه الصلاة والسلام نزل
القرآن ؟
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ ) لهذا تغير النبي صلى الله عليه وسلم , تغير في سكناته
وحركاته , لما سُئِلت إحدى زوجاته : كيف كان النبي يفعل وكيف يتكلم وينام ويجلس
ويقوم ؟ قالت تقرؤون القرآن ؟ كان خلقه القرآن ..
القرآن يقول (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) فكان كلامه أحسن الكلام .. القرآن يقول ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ
النَّاسِ ) .. (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ
الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) فكان النبي صلى الله عليه وسلم قانتاً آناء الليل ساجداً
وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ..
إذن يا جماعة لماذا لا نحس ؟ قال الله عز وجل (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ )ماذا يعني يا ربي "أنتم عنه معرضون" ؟ ها نحن
نقرأ ونسمع .. القضية ليست قراءة وسماع !!! القضية يا جماعة باختصار قالها ربي جل
جلاله (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ
بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا
جَعَلْنَا...)
كلنا يا جماعة ذكِرنا بغض البصر (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) والله لا يريدنا نحفظها ولا نسمعها يريدنا نفعلها ..
وكلنا سمعنا يا أحبتي ( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ) ... وهذا الذي لم يدعنا نتدبر القرآن (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ
فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا ..)
أين ؟ على الألسن ؟ لا.. على الآذان ؟ لا.. ( عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ) أن يسمعوه؟ لا .. أن يقرأوه ؟ لا ..
إذن يا ربي ما الذي ستحرمنا منه إن سمعنا ولم نطبق ؟
( إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أن
يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ
فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا )
لماذا حبيبي
الغالي هذه المقدمة ؟هي من أجل أن نعرف عن ماذا نتكلم
( لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ )
نحن كل
يوم تأتينا المصائب..
أحبتي
الفضلاء بإذن الله لن تخرج اليوم حتى تتغير إن أعانني الله وإياكم
لا يغير
الله سبحانه بكتاب غير هذا , قال الله عز وجل
( قَدْ
جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ
مَنِ ... )
من يا ربي
؟
(يَهْدِي بِهِ
اللَّهُ مَنِ ..)
من حفظ ؟..
قرأ ؟.. سمع ؟
لا
من ؟
( مَنِ
اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )
عندما ينزل
جبريل
يقرأ
القرآن, النبي عليه الصلاة والسلام كان حريص ماتفوته آية
كان يردد
مع جبريل بلسانه .. فنهاه الله عن ذلك وقال
( لَا
تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ )
نحن..كم
قرأت وكم جزء أنهيت؟
(لَا
تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ . إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ )
ما المطلوب
؟
احفظ ؟
لا
اسمع ؟
لا
اقرأ ؟
لا
ما هو المطلوب
يا ربي ؟
( فَإِذَا
قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ )
هذه
القضية كلها ( اتبع )
لهذا نحن
نقرأ ولا نحس به !
أحب أخاطب
كل من يسمعني الآن من الإنس والجن , ماذا فعل الجن يوم سمعوه
عندما
ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف
يدعوهم ويطلب نصرتهم , رفضوا دعوته وطردوه
ولحقه سفهاءهم يرمونه بالحجارة
حتى ادميت
رجلاه الشريفتان عليه الصلاة والسلام , فخرج من الطائف مهموما ثم وقف في وادي , فأخذ
يصلي ليس عنده أحد من البشر
يقول
الله عز وجل ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ )
لم يكن عنده
أحد عليه الصلاة والسلام ! .. ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ
عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا )
لم تعد الأرض
تكفيهم فأصبحوا فوق بعضهم يسمعون هذا القرآن , ثم وقعوا توقيعات , وسجلوا تسجيلات
واعترافات
(
فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا )
قالوها
من قلوبهم .. ليس مثلنا.. قرأت قرآن .. سمعت قرآن, والله لو وصل لقلبك لعرفت لماذا
قالوا ( عَجَبًا
)
لماذا قالوا
عجبا ؟
لأنهم
علموا من هو الله عز وجل ..
والله كلما
تعرفت عليه جل جلاله بأسمائه كلما زاد الإيمان في قلبك وكلما أحببته وأصبحت كلما أصابك بمصيبة
تفرح وكأن المصيبة عطية !
لماذا عجبا
؟
لأن الجن
سمعوه بقلوبهم يا جماعة..
أم موسى
عليه السلام كلما اهتز الباب ارتعدت خائفة أن يقطعوا رأس موسى , لأنها رأت كل من
حولها قطِعت رؤوس أولادها أمام أعينها ..
فأوحى
لها الله عز وجل ( فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ
)
إذا خافت
عليه تلقيه ؟! لا تفعل ذلك وهي غير خائفة
عليه فكيف وهي مشفقة و خائفة عليه ؟
أرأيت أنه
عجبا !
كلام
عجيب .. ( أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ )
لاحظ
الأوامر " فعل الأمر في هذه الآيات "
( أَنِ
اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ )
لم يمت !
(
فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ )
لم يمت !
(فَلْيُلْقِهِ
الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ)
والله يا
رب أنه أضعف أن يتحمل هذه القضايا كلها ..
لم يمت !
(يَأْخُذْهُ
عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ )
هل
يستطيع هذا العدو أن يفعل به أي شئ ؟!!
الجن
سمعوا ( إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ )
سمعوا هل
أرجعه الله تعالى لها أم لم يرجعه ؟
هل أرجعه
بعد كل هذه المخاطر أم لم يرجعه ؟
(فَرَدَدْنَاهُ
إِلَىٰ أُمِّهِ )
الجن عندما
رأوا قدرة الله تعالى بهذه الطريقة قالوا
( وَلَن
نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا )
ولسنا
مقدمين على الله أحد ( فَآمَنَّا )
بماذا؟
ببعضه ؟
الذي
يوافق هوانا نأخذه والذي لا يوافق هوانا لا نأخذه ؟
لا والله
( فَآمَنَّا بِهِ )
كله .. أنظر
آخر سطر لا ..آخر آية معجزة .. الكتب دائما نقول سطور
هنا لا نقول
سطور
آخر آية
في الصفحة الأولى من سورة الجن
( أَنَّا
لَمَّا )
بدأوا يخبرونك
ماذا حصل في قلوبهم وبماذا أحسوا عندما أصبحوا يأخذون الكتاب
( أَنَّا
لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى )
نحن سمعنا
الهدى انظر ماذا فعل؟
وأنظر
ماذا فعلوا ؟
( أَنَّا
لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ )
بماذا أحسست
؟
( فَمَن
يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ )
يقولون
والله أحسسنا بطمأنينة وراحة , فقط نريد أن نرضيه وهو سيرضينا ,,
(فَمَن
يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا )
تعالوا
ندخل لموضوعنا الآن بعد هذه المقدمة ..
حبيبي
الغالي قضية الخير والشر لا بد أن تعرفه من خلال كتاب الله عز وجل لأنه خلقك وما من
مصيبة أصابتك إلا وهو يعلمها وهو الذي قدرها ,
وليس من
خير جاءك إلا وهو من عنده جل جلاله
( وَمَا
بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ )
ثم جاء
ووجدك ضعيف لا تعرف الخير من الشر ..
أنت
عندما تقدم النصح والمشورة لولدك فيقول ..لا ..
تقول هذا
مجنون لا يعرف مصلحة نفسه , صح ؟
أنت بعقلك
البشري ترى أن عقلك أكبر منه وأنك تعرف الخير أكثر منه
هل أخبرك
من الذي يعلم الخير أكثر منك ؟
( وَعَسَى
)
آية تعلمك
أن عقلك هذا أركنه جانبا .. افعل ما بوسعك واستعن بربك وكما سمعنا في أول ركعة في
صلاة العشاء :
(
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ )
اعلم أنك
مسكين, إذن فوض أمرك لرب العالمين .. ضعيف , إذن فوض أمرك للقوي .. فقير, إذن فوض أمرك للغني .
( وَعَسَىٰ
أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا )
إذا كان
لديك أمر تنظر, وتحلله في عقلك, وتقول هذا شر
وأنا
كاره, وتستمر تدعو في صلاتك أن الله لا يعطيك إياه .. انظر إلى الضعف !
وتدعوا
أن الله يصرفه عنك .. والله يقول ( وَهُوَ خَيْرٌ )
تقديرك
يقول ..., لكن أنا أقول لك ( وَهُوَ
خَيْرٌ )
لمن ؟
(وَهُوَ
خَيْرٌ لَّكُمْ )
والله لو
علمت ما وراء الذي أنت كنت قد خفت منه
لبكيت دم ترجوا أن الله يعطيك إياه اليوم قبل غدا ..
(وَهُوَ
خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا )
كلما
لقيت أحد تقول له أرجوك ادع لي يتيسر لي
هذا الأمر .. والله يقول لو تعلم ما فيه من شر لبكيت دم .. ودفعت النفيس لكي لا
يأتيك ..
(
وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ )
أنظر آخر
الآية صاعقة قوية , آخر الآية (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ )
ماذا ؟
لن يجامل
فيها رب العالمين .. ولم يأت بها تلميح
بل قالها
صريحة أصدق من الصدق وأوضح من الشمس في النهار
(
وَأَنتُمْ )
كلكم
وأنا معكم
(
وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )
والله لو
علمت القرآن لم تعد تبالي أن تبحث عما يسوؤك
أو على ما يسرك
.....
تعال أنا و إياك نعاند الشك, ونذوقها بقلوبنا, في سورة
الكهف يقول الله عز وجل{ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ
الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} ما هي القصة مال ,
بنون, باقيات صالحات , إذا لم تركز عليها وأنت تقرأ فقد أتى
بها لك في ثلاث قصص وراء بعضها كلها بنفس التوقيت , الأولى المال, والثانية البنون
, والثالثة الباقيات الصالحات , قال جل جلاله { فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي
السَّفِينَة خَرَقَهَا} هؤلاء
الفقراء – أصحاب السفينة – أوصلوهم بدون مقابل فلما ركب موسى عليه السلام رأى
الخضر عليه السلام- وأصح الأقوال إنه نبي- رآه ينزع أحد ألواح السفينة …هل ما فعله
الخضر خير أو شر ؟ خير أو شر؟ شر بالنسبة لعقل لموسى عليه السلام هذه عقولنا يا
جماعه , قال موسى {َ أَخَرَقْتهَا لِتُغْرِق أَهْلهَا } لأن
القضية هذه تفكير العقل البشري - إن هذا
شر وسيورطهم –
نعطيك الآية التي بعدها {
فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا
غُلَامًا} نزل من السفينة , رأى أطفال يلعبون جاء
الخضر عند واحد منهم ثم قطع بالسكين رقبته ! هل ما فعله خير أو شر؟ شر لأنه مع
موسى{ َ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ
جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا } الأولى قضية لوح
, فكيف بقضية روح , الأولى إمرا والثانية نكرا ,الأولى أصحاب السفينة فقراء يعملون
ويكافحون ليجمعوا مال مساكين ليس عندهم شي , والثانية بنون , ثم قال {
فَانطَلَقا حَتّىٰ إِذا أَتَيا
أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيِّفوهُما فَوَجَدا فيها
جِدارًا يُريدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقامه قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ
أَجْرًا}
تأمل ..الذين أحسنوا إليك وأوصلوك تخرق سفينتهم !
وغلام تقطع رأسه أمام الناس !
وأناس يطردوك تذهب وتبحث عن جدار في قريتهم سينهار وتصلحه
!على الأقل خذ أجرة إصلاحه , مساكين هذه عقولنا صح,,
هذا علمك, خذها الآن بعلم الله , ( أَمَّا
السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ ...)- يريدون مال ليس عندهم شئ- (.. يَعْمَلُونَ
فِي البحر) الواحد وهو يقرأ يتوقع السفينة كانت لقراصنة ,لمجرمين لكي
يستحقوا ذلك , وتغرق سفينتهم ! لا والله ,
الله أعلم ما ينفعهم أكثر منك ,يعلم أن خرق سفينتهم أحسن لهم , أنت تعلم أن
خرق سفينتهم شر, لكن الله يعلم إنها خير {
فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي
الْبَحْرِ } انظر الأدب مع
الله { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } لم
يقل "أراد الله " لا.. بل قال "أردنا
" , الشر ليس إليه جل جلاله ..(
فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا ) مساكين سيصبحوا
بدون سفينة التي هي مصدر رزقهم { وَكَانَ
وَرَاءَهُمْ } أي أمامهم ( وَكَانَ
وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ
غَصْبًا) ... كان وراءهم ملك يأخذ السفن , لا تأتي سفينة
على الشاطئ إلا أخذها , يأخذ كل سفينة , لكن أراد الله جل جلاله أن تبقى واحده من
هذه السفن لا يأخذها, يأخذ كل سفينة غصبا -
يعني خسارة مادية وخسارة معنوية ..
{ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} إذا أتت
مصيبة انطرح لله ..
تعال و خذ التي أعظم من هذا { وَأَمَّا
الْغُلَامُ } هذا الذي تقطعت قلوبنا عليه أكثر من السفينة , الآن الغلام
تتوقع أبواه مجرمين لأجل هذا الله عز وجل أراد أن يفجعهم فيه ؟ لا.. هو يعلم الغيب
, قال (وأما الغلام )قال ابن عباس وأما الغلام فكان فاسق وكان أبواه مؤمنين!
يا رب مؤمنين وتقتل ولدهم ؟! مساكين..
نحن نقول يا جماعه هذا فقير مسكين وفوق ذلك أصابه سرطان
؟!
بل نحن المساكين الذين لا نعلم أنه هو بسرطانه أحسن منا
بعافيته !
لا ندري ..هو في عافية أحسن منك , قال الله
تعالى{ وَأَمَّا
الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا } انظر إلى
ما لا تعلمه , الولد مات والله يعلم أنه لو عاش سيكفر وسيكفر معه أمه وأبوه , فرحمهم
الله عز وجل ,أخذه وأبدلهما خير منه { خَيْراً
مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً } ثم أعطاه
الولد , كما قال ابن عباس في صحيح مسلم أعطاه الله ولد بار صالح بعد ذلك الذي
فقدوه ,,
الأولى المال " أردت أن أعيبها " , الثانية بنون "أردنا" , ماذا بقي ؟ الباقيات الصالحات , تعال وانظر الخير،،،
" وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ"
ليس
لأنهم أيتام ، المدينة مليئة أيتام ، هناك
سبب سيعطيك إياه الله عز وجل ,,
"
لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ "...هناك شيء
تحت لم يعلمه إلا الله
"وَكَانَ
تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا " انظر الآن "
وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا
"
هل قال :
فأردنا ؟ لا ..، فأدرتُ ؟ لا.. ، هذه علاقة مع رب العالمين "
فَأَرَادَ رَبُّكَ " سبحانه ! هذه علاقته مع رب العالمين
، لأن أبوهم "جدهم السابع" كان يحبه رب العالمين !
أرسل نبي
ورسول من أولي العزم من الرسل ، ونبي من أنبياء الله "الخضر" (يذهب ليصلح جدارهم الآن )
،لأنه لو انهار في هذه اللحظة لأخذ الكنز
هؤلاء القوم اللؤماء الذين لا يستضيفون أحد ، يأخذوه لأن أولاد هذا الرجل الصالح لا
زالوا صغار ، والله يريد أن "
يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا " ليستطيعوا أن يتصرفون في المال
"
وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا " لماذا؟ "رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا
فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ
صَبْرًا"
من هذه الآيات
تفهم أن القضية ليست كما تراها أنت وأنا حبيبي الغالي ، القضية أبعد من ذلك ، من
هو المُعاق ؟ لن أقول لك أنا الإجابة .
قالها
أحمد الشهري ، الشيخ جزاه الله خير ، داعية مُوفّق ، أصابه حادث ، لا يتحرك فيه
إلا رأسه فقط ، الرجلين لا تتحرك ، اليدين لا تتحرك , لا يستطيع تنظيف نفسه ...
ثم قال ذلك
اليوم ، قالها مدويّة ، وكنت ماسك له الميكرفون يا جماعة ، ما أنساها
في مستشفى النقاهة .
قال :
المُعاق عند الناس شيء ، والمُعاق عند الله شيء آخر .
قال :
المُعاق عند الناس : الذي مثل أحمد مسكين , ما يقدر يحرّك نفسه ، ولا ينظّف نفسه ، لكن المُعاق عند الله : الذي عنده رجلين ، ويدين ولكن لم يفتح المصحف يحفظه
يقول :
أخذني رب العالمين بهذا الحادث ولم أحفظ إلا جزء واحد ، بعد الإعاقة حفظت تسعة
وعشرين جزء ، وأكملت حفظ القرآن .
يقول :
والله إنّه خير لي .
في موقف
ما أنساه ، سجّلنا معه لقاء ,
في
اللقاء لو لاحظت أحمد الشهري - حفظه الله – وضع كرسي مثل كرسي المصحف في كرسيه ،
فدائماً فيه مصحف أو كتاب تفسير أو كتاب عن العقيدة ، ذلك اليوم صادفت قد وضع كتاب
ابن عثيمين - عليه رحمة الله تعالى - طبعاً معه حديدة يأخذها بفمه ويفتح المصحف ، انظر
المعاناة ، نحن بأيدينا يمكننا أن نفتح الصفحة ، هو بهذه الحديدة يفتحها !
فقلنا له
: أحمد ، كيف تفتح الكتاب ؟
وأخذ
الحديدة وبدأ يفتح ، تخيّل قلنا له : افتح صفحة ثمانية وستين ، وفتح صفحة ثمانية
وستين ، فأخذنا نقرأ ما فيها ، هذه رسالة
لي قبل أن تكون لكم -
فأنا
وإيّاك حبيبي الغالي عندنا يدين ، كم حفظنا ؟ هاتين اليدين اللتين تستطيع أن تفعل
كل شيء..
هل أنت
حبيبي مُعاق عند الله أو مُعاق عند النّاس ؟
لأجل هذا
، أخونا فايز ، طبعاً أبكم وأصم ، وكان في بداية عمره , ورآه أكثر الإخوة ( في
المجد ) ، في بداية أمره كان بصره ضعيف جداً ، يقرّب المصحف ، ينظر فيه ، ثم قرأ آيات
والله يا
جماعة الآن لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم ، وألقى محاضرة في مستشفى النقاهة ، وقدّمت
له المحاضرة , الميكرفون عند المُترجم ، كيف يترجم له ؟ يمسك المُسجّل ويحرّك رأسه
ويلمس رأس المُترجم ووجهه و عيناه ... والمُترجم يتكلّم .
ثم قال :
هذه رسالة أرسلها لكم ، أيها الأصحاء و يا أيها المعاقين ..
قال :
آية في كتاب الله عز وجل ، إذا تذكرتها أثلجت قلبي ، ولم أعد والله أحس بأي مشكلة
أصابتني ، أو أن عندي أي نقص ...
ما هي الآية
؟
قال :
بعض الناس أن هذا مسكين لا يرى , ولا يسمع , ولا يتكلم ، هذا مسكين ضائع
ما هي الآية
؟
انظر إلى
هذه الآية وكيف هذا القرآن يخاطبك إن كنت مُعاق ، يخاطبك إن كنت مريض ، يخاطبك إن
كنت ملك ، يخاطبك إن كنت سجين ، يخاطبك إن كنت أسير ، يخاطب أي حالة تكون عندك ..
" مَا
أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ "
يقول :
الآية التي تنسيني كل همومي
"
وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ
أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
انظر الإعاقة أعوذ
بالله ( أن يذيقني وإياك إياها )
وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ
عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ
سَعِيراً )
..
يقول :
الحمد لله إنّ الله عز وجل أخذها مني في الدنيا ، ولا يجعلني معاق أعمى وأبكم وأصم
في الآخرة ..
الحمد
لله إنه إذا عاتب الناس على عيونهم وأعماهم في الآخرة كنت أنا بصير ، فلا تفكر إنك
إذا كنت لست مُعاق وأنا المُعاق في الدنيا ، أنك لست معاق أبداً .
يعلمنا
الله أنّ المُعاق المعنوي أشد من المُعاق الحسّي ، المُعاق الحسي ما يتحرّك ، لكن
صحائف ( اليدين ) ما عليها ذنب ، صحائف ( الرجلين ) ما عليها ذنب ، لن يسأله الله عن
الرقم الذي غازله وعاكسه ، الورقة التي كان يرقّم عليها ، والموقع الذي دخل عليه ،
لا يوجد أي شيء من هذا .
ختاماً
حبيبي
الغالي أعطيك برنامج عملي ، أقوله لنفسي - و والله أحب لك ما أحب لنفسي -
أعطيك برنامج نفسي ، إن كان عندك هم ، إن كان عندك فقر ، إن كان عندك دين,
إن كان
عندك هم ,
فإنه
تعالى يجعل الهم مصدر سعادة ، والله العظيم أنّه حق ، لأنّه كلام الله ، والله
أعطيك برنامج عملي يقلب لك الفقر غنى ، يقلب لك الهم سعادة ، و أتراحك أفراح ،
وأحزانك سعادة ...
ولكن ركّز
معي خمس آيات وراء بعضهن ، هذه الخمس آيات على ضعف هذا المسكين وقلة بضاعته وكثر
إجرامه إلا أنّي والله استفدت منها في مواقف لا يعلمها إلا الله ، فكيف لو أخذناها
بحقها ؟!
5
لكن يا جماعة ليس له طعم عندما
تأتي لتسجد وقد نفد الكلام لأننا تعودنا نشتكي لبعضنا وعندها الكلام يجري كأنه نهر
واللسان شغال ، تعال جربها ,أنك تحس بطعمها ( يا أيُها الذينَ ءَامَنوا ) جمع مشاكلك كلها
( استَعِينُوا بِالصبْرِ والصلاة
) هو الذي
خلقك ؟ نعم .. هو الذي ابتلاك ؟ نعم ..هو الأعلم بك ؟ نعم ..
، وَمَنْ يَسْتَغْنِ
يُغْنِهِ اللَّهُ،"
ألديك لسان يقول " الله أكبر"
كما كان يقول قدوتك عليه الصلاة والسلام ؟ كان صلى الله عيه وسلم إذا حزبه أمر توجه إلى القبلة و قال :
الله أكبر , لا تأتيه المشكلة ثم يكلم أحد ,تعرف فلان ! تعرف أحد في الأحوال !
تعرف أحد في الجوازات !
أين يذهب ؟ يذهب يتوضأ لأن عنده
أمور يريد أن يقولها للعظيم , ، هو قدوتي
وقدوتك عليه الصلاة والسلام ..
( استَعِينُوا بِالصبْرِ والصلاة
) ما هي الجائزة
يا ربي ؟ انظر إلى أعظم جائزة في الدنيا
( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين)
انظر الآية ( ولا تَقُولوا لِمٓنْ يُقْتَل
فِي سَبِيل الله ) كيف لا أقول أنه ميت يا رب وأنا قد رأيته وروحه خارجه
,وطارت أنفاسه, وشخص بصره, وشُلت أطرافه ؟!
يقول انتبه! بل أحياء , ولكن
لا تشعرون بنعيمهم ..
يريد الله تعالى أن يخبرك أنه
في حال كان معك ماذا سيفعل لك , حتى الموت نفسه أبدله لك حياة !
أرأيت القوة ! أرأيت الجن عندما
قالوا "عجبا " !
يقول : سأقلب موتك حياة .. إذن
يا رب تحويلك مرضي إلى شفاء أسهل ! وفقري إلى غنى أسهل ! وضعفي إلى قوة أسهل !
الذي يقلب الموت حياة الآن سيفتح
لك الأبواب والنوافذ يفتح لك السماوات ,,
الآن استشعر هذه الآيات (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ) يقول هل عرفت أني أقدر أغير
حياتك ؟ إذن لا تلجأ إلا لي (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ
الْخَوفْ وَالْجُوعِ )
هذه الخمس بإذن الله إذا
تدبرتها معي ستتغير حياتك , ماذا قال تعالى بعدها ؟ ( وبَشِّر ) ..
هذه المصيبة شر وأنا أريد أن أقلبها
خير! هل أقدر؟ والله تقدر تقلبها خير ، أخبرك الله تعالى كيف تقلبها خير..
( وبَشِّر ) مَن ؟
البلاء لكل الناس مؤمنهم ، فاسقهم ، متقيهم ، كل العالم , ولكن لن تبشر
أي أحد !
فقط ( وبَشِّر الصَابِرِين ) كمل الآية حتى لا يأتيك إبليس
يقول لك هل أنت صادق ؟ هل تذكر ذلك اليوم ماذا فعلت ؟
القران يصف لهم ماذا يفعلون , كيف
يتعاملون مع المصيبة ( الذينَ إذا أصابتهُم مُصيبَة ) ( قالوا إنا لله ) ركز معي في هذه القضية ، لو أعطيك
مليون , سددت بها ديونك , واشتريت سيارة , وزوجت ولدك , ثم جئتُ أنا و أخذت من هذه المليون عشر ريالات
هل تزعل مني ؟ ماذا ستقول ! طبعا ستقول خذ
ما تريد أصلا أنت الذي أعطيتني,,
عندما يأخذ الله منك شيئا وأنت
موقن أن كل النعم التي أنت فيها منه
سبحانه فقلت
"إنا لله"
(قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
استعانوا بالصبر والصلاة وما ذكروا
أي أحد غير الله ( أُولئِكَ ) والله الذي لا إله إلا هو ستنقلب
حياتك ,,
( أُولئِكَ ) مالهم هؤلاء ؟! ( عَليهِم ) تخيل ماذا عليهم ؟! عليهم "
صلواتٌ من ربِك ورحمة " ..
( وأُولئِك ) من هم ؟ ( هُمُ المُهتَدون ) ..
ما هي الآية
التي بعدها !
( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ
أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ
خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)
والله أكثرنا يقول ما علاقة
هذه الآية بما قبلها !
والله الذي لا اله إلا هو ولا
رب سواه لو بحثت في المصحف آية آية من الفاتحة إلى الناس لن تجد آية أنسب من هذه
الآية لتأتي بعدها .
ألقيت هذا الكلام في الكويت وقام رجل مسؤول كبير في وزارة الداخلية في الكويت ،
أقسم بالله يا جماعة الدموع كلها تنزل يقول عمري في حياتي ما ذقت طعم القرآن إلا
يوم سمعت الآن الكلام ، يقول أول مرة في حياتي استشعر عظمة هذا الكتاب وماذا يعني
أن الصفا والمروة من شعائر الله ,,
من أين عرفنا قصة الصفا
والمروة
من عرفنا قصة الصفا والمروة ؟ من؟ هاجر ,
إبراهيم وإسماعيل. كل هذه البلايا أصابتهم (ولَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ..) في وادي
خائفين من الجوع, خائفين من العطش, خائفين من كل شيء
(.. وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَال) ليس معهم شيء ,,
لو كان عندهم مال لكان من الممكن أن
يتاجروا به ,,
(.. وَالأنفُسِ) كانوا ثلاثة , تركهم إبراهيم
فبقوا اثنين..
(.. وَالثَّمَرَاتِ) كل هذه الإبتلاءات أصابتهم
دفعة واحده؟ نعم أصابتهم, الآن انظر إلى العائلة الصادقة مع رب العالمين , كان إبراهيم متوكلًا , قال
إلى الله تركتكم ، هاجر تلحق بإبراهيم عليه السلام, رأته ابتعد ,تركت ولدها ولحقته
، تناديه يا إبراهيم ,لا يلتفت إليها !.. يا إبراهيم لمن تتركنا ؟ تتركنا أنا وهذا
الرضيع لمن ؟ وإبراهيم عليه السلام لا يرد عليها . تعلم أنه مستحيل يفعلها إلا إذا كان أمرَه الله الأحد جل جلاله .
قالت له: يا إبراهيم
آلله أمرك أن تتركنا؟ قال: اللهم نعم . الآن أصابتهم مصيبة, ماذا قالت ؟ هل قالت
متى سترجع , هل ستورطنا هنا وتذهب وتتركنا ! أعطنا على الأقل ماء .. لا لم تقل أي
شئ من هذا ,, ماذا قالت ؟ قالت :
"إذًن فلن
يضيعنا"
. تقول: اذهب فوالله
ما دمنا قد امتثلنا لأمره لن يضيعنا، فبقاء الله معنا خير لنا من بقائك معنا،
ولكفالته جل جلاله بنا أعظم من كفالتك بنا، اذهب إنا لله وإنا إليه راجعون , لن
يضيعنا الله..
ماذا فعل لهم الله
تعالى ؟ الآن سيتبين لك معنى (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ
رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
تعال خذها واحده
واحده .. (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ) كان هذا المكان أخوف مكان في الدنيا , الآن ماذا صار؟ أمين ولا يوجد
أأمن من هذا المكان؟ الآن ومن دخله .. (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ ) سبحان الله ، يتبين
لقلبك أنه عظيم جل جلاله يقلب أخوف مكان أأمن مكان بدون أي مقدمات !
إي والله! ليس البشر
فقط يا جماعة حتى الحمام والطيور في مكة , الطيور ما تلبث تقترب منها إلا تطير لكن
هنا ما يتحرك , حتى الشجر آمن ,,
ماذا بعدها (بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوف وَالْجُوعِ )هل هناك أحد جائع في مكة اليوم ؟
تأمل الفتاوى.. فعلت , لم أفعل , غلطت بالحج "اذهب اذبح ذبيحة وأطعم أهل مكة "
أطعم أطعم أطعم ,كم ذبيحة تُذبح لكي لا يجوع أهل مكة ؟
(مِّن الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ)
أغلى متر في الدنيا أين؟
أين بالضبط ؟ كُل ما اقتربت من المسعى مكان الزحمة كل ما زاد ، أغلى من أحسن بيت في
باريس، أغلى متر في العالم هنا في مكة ، الله جل جلاله جعل المتر فيها أغلى مكان
في الدنيا , نرجع إلى الآية (أُولَئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ) ...لأنهم في معية الله ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) ,,
(وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ ) من أين
تأتي الأفواج العظيمة اليوم إلى مكة ؟ (يَأْتِينَ مِنكُلِّ فَجٍّ
عَمِيقٍ) سبحانك!
تحول من مكان حتى الطيور لا تريده و
الحيوانات لا تريده ، إلى مكان كل العالم
تأتي إليه (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) ..
(وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ) أنت في مكة الآن في الشتاء ومشتهي برتقال هل تجده أو لا ؟ تجده في أي
محل, من الذي أتى به ؟!
القرآن جاء يعزز القضية, قال الله أول
شي يأتي ماذا ؟ الخوف والجوع صح؟
(أَوَلَم نُمَكِّنْ لَهُمْ
حَرَمًا آمِنًا) يقابل الخوف ,,
(يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ) يقابل الجوع ,,
يعني لو الله سبحانه زين الأرض وخلاها تُسقى وتنبت أسهل من أنه يطلب أن تأتي الثمرات من خارج بيته
لفمك , أرأيت كيف أن الله تعالى يقدر أن يقلب الدعوة كلها لك !
ذكرنا يا جماعة في هذا
اللقاء أنك لا تعلم الخير من الشر, فلا تُرهق عقلك أكثر من اللازم افعل فقط ما أمرك
به الله.
الأمر الثاني حبيبي
الغالي أنك إذا صدقت مع الله تعالى فإنه في حال البلاء يصدقك.
من أجل هذا يا جماعة
كل بلية تُصيبك أرجوك لا تنظر إليها، الله تعالى لا يريدك أن تلتفت إليها، يريدك
أن تركز في كتابه عز وجل ، اليوم أصبت بمرض أقسم بالله عند الله لك بسبب هذا المرض
عطية في الدنيا قبل الآخرة إذا رضي عن تصرفك تجاه القضية هذه، وعند الله لك أسوأ
منها إذا ما رَضي عنك, قال النبي r:"من رضي فلهُ الرضَا، ومن سخط فله
السخط".
من أجل هذا فسّرها لك
الله تعالى في القرآن عندما جاء سُليمان عليه السلام: (أَيُّهَا
المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
(38) قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن
مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ
عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ
طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ ).
شك في تعاملهم معه في القضية , (قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي) لماذا ؟ انظر إلى الرجل الفاهم ؟ أعطاك
لام التعليل، القضية هذه فيها اختبار والآن سأنظر هل سأنجح أو لا, (لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ) هل استعين به على طاعة الله
عز وجل ( أَمْ أَكْفُرُ)
.
هو سبحانه من أعطاني
جوال ,هل أملأه بأشياء وسخه؟! أعطاني رجلين أقف عليهما وأمشي أمام الناس بعباءة
ناعمة رقيقه تفتن الآخرين , أعطاني أولاد هل أشكره بتربيتهم تربية صالحة أو لا ؟ (لِيَبْلُوَنِي
أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) لماذا ؟ (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) ستأتيه عطية
أحسن منها,,
(وَمَن
كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) هو غني عنك ,,
كان رسول الله عليه الصلاة والسلام أعلم
مخلوق في التعامل مع الله تعالى, وأذكى مخلوق على وجه الأرض ,وأحب مخلوق لله على
وجه الأرض ، يقول جابر بن عبد الله في صحيح مسلم :
أنه كان يعلمُنا الاستخارة في الأمور كلها ..
ستُجري عملية، واحد يقول لا تُجريها،
والثاني يقول أجر العملية ، والثالث يقول إن أجريت العملية فلن تستريح من
المستشفيات , وآخر يقول لقد أجرى العملية عمي ومات ، وأنت محتار مضطرب لا تدري ؟ اركع
ركعتين من غير الفريضة وقل: اللهم...
ما أحسن القضية إذا بُثت للعظيم، ما أحسنها
إذا بُثت للعليم، ما أحسنها إذا بُثت للقادر .. أعطاك في هذا الدعاء صفتين لله
تعالى .. استخيرك، بماذا ؟ بعلمك ؛ لأن يا
ربي كل الذين استخرتهم يقولون الله أعلم ونحن لن نفعل إلا ما نستطيع والعلم عند
الله ,,
وأنت يا رب علمك لا يُطال .. العليم معناها
يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون !
يعني يعلم الأعمى لو كان مبصرا كيف ستكون
كل لحظة في حياته، و يعلم لو أن المعاق يتحرك أين سيذهب !
لأجل هذا "
لو كشفت لعبادي الغيب ما اختاروا إلّا ما اخترته لهم"
معنى ذلك لو قلنا للمعاق سنعطيك الصحة ؟ سيقول
لا؛ لأنه رأى كم سيكلفه الأمر لو تحرك، لو قلنا للأعمى سنجعلك مبصرا ؟ سيقول لا.. لا
.. أريد أن أبقى أعمى .
" ما اختاروا إلا ما اخترته
لهم "
اللهم إني استخيرك بعلمك , وأستقدرك
بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم , فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام
الغيوب ..
الأمر الذي تريده إن كان فيه خير فسييسره
لك , لا تتنظر رؤيا أو.. أو.. ، إذا عزمت
فتوكل على الله وافعل، إن كان فيه شر فسيصرفه عنك .
والله عندنا في المستشفى طفل صغير في عناية
الأطفال لما جاءنا كان لديه التهاب حاد ، يا جماعة والله ولا قطرة بول ثم بدأنا
نعطيه الحقن والأدوية من أجل أن نرفع الضغط ، وكل الأوردة والشرايين متفتحه
ومتوسعة والدم والسوائل تتسرب والجلد منتفخ والله يا جماعة عيونه ما يقدر يفتحها
مغطاة كلها، منتفخ وجهه وهو طفل صغير، البول لا يخرج ، المهم الكرياتينين ارتفع
واليوريا ارتفعت وسموم الدم كلها مرتفعة, وأمه وأبوه يبكيان عند رأسه..
المهم كان القرار أن يُغسل له الكلى، فأخذنا
نبحث عن الأوعية الدموية من الفخذ لكن الطفل مُنتفِخ , تدخُل الإبرة لا تجد شئ ,
غارت وغارت الأوردة ، منتفخ ،الاشاعة بيضاء مُحتقنة كلها وعليه جهاز تنفس، المهم لم
يستطع ولا واحد أن يجد أو يصيب الوعاء الدموي، فأرسلوه للعمليات ليفتحوا له
الجرّاحين فتحه، يفتحون الجلد كله ثم يبحثون عن الشريان والوريد ثم يُدخلون فيه الإبرة ليغسل
الدم ثم يرجع للجهاز مره ثانية، الأم والأب يبكُون ومساعد استشاري الجراحة جاء ليأخذ
المريض وغرفة العمليات مليئة ينتظرون الاستشاري وفريقه الطبي، حينها رأيت الأم
والأب يبكون قلت الحمد لله وأبشروا بالخير وما عند الله سبحانه وتعالى خير وأسأل
الله سبحانه وتعالى تعظيمًا لكم في درجاتكم ورفعة لكم , فسألتهم هل استخرتم؟ قالوا
: لا , قلت : لماذا ؟ قالوا: انتهى الموضوع لم يعد عندنا حل, قلت: اذهبوا استخيروا,
قالوا: انتهى الموضوع لقد وقعنا على إجراء العملية 2ونص والآن الساعة 2 وها قد جاء الطبيب لأخذه .
قلت: اذهبوا استخيروا, قالوا: لقد وقعنا , قلت: اذهبوا استخيروا. والله يا جماعة
كأني أراهم خرجوا , الأم إلى استراحة النساء وهذا الرجل لمصلى الرجال وأقاموها لله
عز وجل,,
ماذا حدث عندما رجعوا ؟ جاء اتصال من غرفة
العمليات أنهم ألغوا العملية لأنه لم يكن متوفر لديهم أنبوب على وزن الطفل الذي
يبلغ 4 أو 3 ونص , أُلغيت العملية الآن، وذهبوا يبحثون في مستشفيات أخرى ,اتصلوا بالمستشفى
العسكري و اتصلوا بمستشفيات أخرى لم يكن متوفر
هذا الأنبوب ذلك اليوم , فتأجلت العملية لليوم الثاني ، كُنت مناوب وجاءني اتصال
المغرب على جهاز النداء وأرد على الاتصال ، قالوا: طَلع البول. طلّع الله عز وجل
البول وأغناه عن العملية !
والله اليوم الثاني يا جماعة الكرياتينين
نزل ثلاث أرباع عن مستواه الأول ، ثم يومين أو ثلاثة أيام وقد خرج من العناية إلى الجناح ومن الجناح لبيتهم - وأظن أبوه موجود
بيننا الآن – فجاءني أبوه وقال: الله لا يحرمك الأجر و والله إني ما أترك الاستخارة
في حياتي كلها .
استخر، لا تعلم، تقديراتك هذه وآراء الناس خذها
وجمّعها واذهب وقل: يا رب أستخيرك بعلمك, إن كنت تعلم فيه خير فيسره لي وقدره لي..
خلاصة الكلام "والله يعلم وأنتم لا
تعلمون" ,,
لا تقدم على أمر إلا استخرت واستعن بالله
سبحانه وتعالى ، تعود أن تسجد لله رب العالمين .
قصدت باب الرجا
والناس قد رقدوا ,
وبِتُ أشكوا إلى
مولاي ما أجدُ ,
وقلت يا أملي في كل
نائبةٍ ,
ومن عليه لكشف الضر
اعتمدُ,
أشكوا إليك أمورًا
أنت تعلمها مالي على حملها صبرٌ ولا جَلَدُ,
وقد مددت يدي بالذل
مفتقرًا إليك يا خير من مُدت إليه يدُ,
فلا ترُدّنها يا رب
خائبة فـ بحر جودِك يروي كل من يَرِد..
اللهم اهدنا في الأمور كلها، اللهم اجعلنا
ممن استغنى بك فكفيته، وتوكل عليك فكفيته، واستغاثك فجعلت له مخرجًا، اللهم يا ربي
أقر أعيننا بصلاح ذرياتنا، ووالدينا ، وأزواجنا، و أخواننا ، والمسلمين يا رب
العالمين، اللهم كما شرفتني بلقاء أحبتي هؤلاء فوق هذا الفرش وأخواتي هناك اللهم
شرفنا بأن تجمعنا أخوة تحت العرش، اللهم إنا لا نعلم الخير أين، ولا نعلم الشر
أين، ونفوض الأمر إليك , كل ما علمت يا رب أنه شر لنا فاصرفه عنا واصرفنا عنه، يا رب لا تفرق
جمعنا هذا إلا بذنب مغفور، وعمل مبرور، وتجارة لن تبور، اللهم لا تردنا خائبين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. آمين.
للاستماع للمحاضرة صوتياً :
http://www.abdelmohsen.com/play-139.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله
وحده
-
الاحد AM 08:18
2015-08-23 - 3223