القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
إني أحب فلان
إنــي أحــب فـــلان
الحمد لله لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه سبحانه إذا أحب أكرم.. وإذا أتُقي علّم وإذا خُشي سلّم.. وإذا عصاه العاصي فهو يحلم.
.فإذا تمادى استدرجه من حيث لا يعلم.. فإذا غضب ما أشد أخذه حين ينتقم .. وإذا أحب عبداً ضعيفاً صغيراً بين العبيد نادى في السماء ..يا جبريل إنّـي أحبُّ فلانْ
فسبحانه ما أعظمه وسبحانه ما أكرمه
وأصلي وأسلم على خير هادي وخير معلم نبينا عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي سؤال نبدأ به هذه المحاضرة ,من هو الله ؟ الذي نعبده من هو ؟ الآمر من هو ؟
{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }
الطيور في السماء ..الحشرات تحت الأرض ..والأسماك في البحار.. وأنا وأنت من خلقنا إلا هو.. ما تركنا ولا تركهم سداً
( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ )
(الله ) ..( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
سبحانه ما أعظمه !! .. هل أحبه وهل تحبه أنت ؟! هل تحبه ؟
طبعاً الإجابة واضحه وتلقائيه من صغير أو كبير وذكر أو أنثى: نحب الله
لمّا كثر المدّعون بمحبة الله عزّ وجلّ , ما من امرأة إلا وتقول إني أحبه، وما من رجل إلا ويقول إنّي أحبه، وما من صغير إلا ويرفع يديه إلى السماء ويقول :أحب الله
رأى الله عزّ وجلّ هؤلاء الكثرة وهم يدّعون , فأراد سبحانه أن يفصل بين الأبيض والأسود بين الحق والباطل بين الخبيث والطيّب فأنزل آية تسمى (آية الإمتحان) قال الله عزّ وجلّ فيها
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ }
لمّا نزلت هذه الآية تأخر الكثير وبقي القليل ..بقي القليل.. تقدموا بعزة وشرف.
وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } يعني لا يحبهم }
فالكثير خرجوا من دائرة الحبّ، صحيح أنهم يُحِبُّونَ ولكنهم لا يُحَبُّون ومن السهل أن تُحِبّ لكن ليس من السهل أن تُحَبّ
فأناس قليل ارتقوا من منزلة المحِبّين لله إلى منزلة المُحَبّين من الله عزّ وجلّ
{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ }
كم رصيدك عند الله ؟! لا يقدر الجبار من لا يقدره ..
كم رصيدك عند الله عزوجل من قراءة القرآن تدبراً وتفهّماً ؟
كم رصيدك عند الله من النوافل بعد الفرائض ؟
كم رصيدك أنت ؟ لا تنظر إلى غيرك ..!, والله ما في عندي وعندك ما يشغلني ويشغلك عن غيرك
كم رصيدك في إيثار محابه سبحانه على محابك ؟
لأن الكثير يظن أن العبادة وأن الشرك هي بمجرد الإنطراح بالسجود لصنم أو التملق عند قبر، لا والذي نفسي بيده
أجمع العلماء وقالوا :وليست العبادة محصورة بالتوسّل إلى صنم أو بالتقرب إلى صالح من الصالحين، ولكن العبادة أصلها في المحبة
اسمع قول خالقنا وبارئنا سبحانه حين يقول ويثبت هذه القضية:{ وَمِنَ النَّاسِ ..} الذين خلقهم هو سبحانه
{.. وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا..}
ما قال يعبدونه { يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..} هؤلاء ما هم بمؤمنين
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ..}
مثال على هذه المحبة وهذا الشرك:إيثار هوى النفس وعبادة الهوى وتفضيله عن عبادة الله عزّ وجلّ وطاعته
انظر ماذا قال الله عزّ وجلّ
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ }
يراه الله عزّ وجلّ يقول هذا لا يعبدني هذا يعبد هواه
{يقول له الله عز وجلّ {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
وهواه تقول له انظر فينظر فيقول الله: هذا ما يعبدني هذا يعبد هواه
{ ..أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ }
أم تحسب يا محمد , وهو سبحانه الذي يعلم السرّ وخائنة الأعين وما تخفي صدورهم
(.. أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ )
في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه,
(قال رسولنا صلى الله عليه ..وسلم: إذا أحب الله عبـد)
ما الذي يحصل ؟! ناد ى العظيم نادى الملك نادى الواحد القهّار في السماء
(قال الله عزوجل: ياجبـريل إنـي أحـب فــلان)
وهذا صغير لا يعلم ضعيف بين الخلق، قد لا يأبه فيه، لكنه عند الله عظيم
(...فينادى جبريل : يا أهل السماء)
فإذا بسبعون ألف ملك يطوفون في البيت المعمور وإذا بالسّجد الركّع ما فيها موضع شبر إلا وأحد هؤلاء الملائكة يسمع النداء وهو ساجد، والآخر وهو راكع
.. وَالصَّافَّاتِ صَفًّا } صافون يسمعون النداء، وحملة العرش}،
كما جاء عند أبي داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه وعند الطبراني في الأوسط من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه حين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستشعر هذا الحديث حين يصف بأبي هو وأمي يوم رأى النار ورأى الجنة ورأى الملائكة ورأى إبراهيم ورأى موسى
:قال عليه الصلاة والسلام
(. ..أذن لي أن أصف أحد حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائةعام)
أنا وأنت أربع أصابع لكن هذا الملك لو أذن الله عزّ وجلّ له من حجمه أن يلتهم السماوات والأرض التي حملتنا في لقمة واحدة لفعل الملك المقرّب
( قدمه في أسفل الأرض وعلى قرنه العرش.....)
فيلتفتون وهم ثمانية من حملة العرش يسمعون هذا النداء وهذا العبد لا يعرف ضعيف قد يكون خارج في مشوار له
فينادى جبريل على مسامعهم كلهم إن الله الذي أنتم سجّد لأجله والذي حملتم عرشه والذي طفتم بالبيت المعمور من أجله خالقكم الذي تخافونه وتسبحونه بالليل والنهار
يحبّ فلان" ! اللهم اجعلنا منهم"
إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه الملائكة وكل من في السماء فيستغفرون له ويدعون له)
(في كل يوم، فيوضع له القبول في الأرض
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاِ}
أي وداً في الأرض وقبولاً في الأرض.
{سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاِ}
أسألك بالله وخذ مني دقيقة الأن, أنا وأنت نفكّر بها ونسترجع الذاكرة، هل تذكر في عمرك كله ,أنك لما سمعت هذا الحديث وعلمت أنه كلام الله عزّوجلّ بلّغه من لا ينطق عن الهوى، وعلمت بصحة هذا الكلام.
هل حملة هذا الهم .. بأن يذكر الله أسمك في السماء ؟
بصراحة كن صريحاً فما أجمل الصراحة، هل في يوم جلست تفكر كيف أصل إلى هذه المرحلة وخريت ساجد لله عزّ وجلّ وتقول يارب اجعلني ممن تذكرهم في سمائك أنك تحبهم ؟! هل تذكر في يوم ؟
من عظمه سبحانه ولطفه وكرمه بهذه المخلوقات معاشر النطف الذين كانوا تراب أعطاهم فرصة أن يصلون إلى هذه المنزلة، وأعطانا نماذج وها أنا أذكر لكم من هذه النماذج
( )
شباب صغار ما كانوا أنبياء ولا كانوا رسل ولا كانوا ملائكة شباب صغار، أصحاب الكهف لما حملوا هذ الهم وتلجلج في قلوبهم هم أن يذكر الله أسماؤهم وأن يحبهم،
يقول ابن كثير: أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم، فكانوا بحليّهم شباب يسكنون القصور، متى ما أراد أي شي يطلب وأي ما طلب يمثل أمامه كل طلب.. نساء خمور زينة غناء كل ما يطلبه يجده .. فرش ممهدة .. ونمارق ..
فلمّا كان في يوم من أيام عيدهم خرجوا هؤلاء الشباب مترفين، فرآوا الناس هذا يسوق معه شاة ويذبحها لذاك الصنم، والآخر يبكي يدعو ذاك الصنم الآخر، والثالث الأبعد هناك يتملّق ويدعو راجيا هذا الصنم
فنظروا إلى السماء مزينة بالكواكب ما لها من فطور من الذي رفعها ؟
نظروا إلى الجبال قد نصبت من الذي نصبها ؟! نظرة إلى الأرض من الذي بسطها
قالوا: والله ما هؤلاء بأحق بالعبادة من خالق الأرض والسماء.
فخرج أحدهم غاضب ثم نام تحت ظل شجرة، فإذا بالآخر يأتي والثالث والرابع حتى
كانوا سبعة،
وقال ابن عباس { مّا يَعْلَمُهُمْ إِلاّ قَلِيلٌ }قال: أنا من القليل رضي الله عنه.. هم سبعه وثامنهم كلبهم..
قال فلما استيقظ إذا به ينظر ستة شباب بجانبه فأحس بالخوف والوجل، وإذا بالثاني يقوم و الثالث يقوم، لا يعرفون بعضهم
فقال أحدهم: والله ما أخرجكم إلا أمر فليبح كل منكم بسره
تجرأ أحدهم وقال: والله إني رأيت قومنا يذبحون لمن لا يستحق الذبح له، ويدعون من لا يستحق الدعاء، ويتملقون ويدعون ويبكون عند من لا يستحق البكاء والدعاء.
فرجعوا فلّما وُشِيَ بهم إلى الملك إذا به يأمر الجلادين، وإذا به يحضر هؤلاء الفتية
لك أن تتخيل فتيه صغاريدخلون على هذا الملك تخيل في قصره والجلادون من حوله والسياط معهم والسيّاف ,وهو يسألهم يريد أن يخوّفهم ويدبّ الرعب في قلوبهم: ما خطبكم هل صبأتم ؟
فإذا بهم يردون, يعلمون أنه قد يكون هذا الرد والإجابة نهاية حياتهم، يعلمون أن ما عند الله خير وأبقى، ما هو الرد وما هي الإجابة؟
{فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا }
تخَوّفنا بالجلادين إن شئت أن تقتلنا اقتلنا, يلمّنا سبحانه من خلقنا ويجازينا خير الجزاء.
{ رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}.
فأمر بالزينة ونزعت منهم والحلي ، ليس هناك قصور بعد اليوم ! ولا حلي ولا رخاء ولا متعة !
ما ضرّهم ذلك ما دام حب الله في قلوبهم ما دام الهدف أن يحبنا رب الأرض والسماء لا ضير إنزع ما تنزع فما عند الله خير وأبقى.. ثم أمهلهم وأنظرهم إلى مهله، حيث يرجعون، في هذه المهله هربوا.. بالله تصّور معي واستشعر معي هذا الموقف:
خرجوا الآن صحراء قاحلة ماذا تركوا؟! تركوا أهلوهم وتركوا القصور والعيش الرغيد والفرش الممهدة والإخوان والأصدقاء لماذا كل هذا ؟! لوجه الله
وأنت لا أحد أمرك أن تترك أهلك ؟!؛ لأن من الناس من يقول: والله لا قدر أن أترك أصدقائي فيفضّل أصدقائه على الله عزّ وجلّ وهو لا يدري أنّه فرّط.. سيعرف إذا بلغت الحلقوم هناك أنه فرّط
فإذا بهم يخرجون تخيّل حالهم.. يلتفتون عن اليمين وإذا بالجبال الصمّ الشمس محرقة.. يلتفتون جهة الشمال.. إذا بصحراء قاحلة وجفاف .. فتيّة .. ما معهم معين من الأرض .. ولا معهم غذاء و لا وجبة واحدة ولا ماء
، لما رأوا ضعفهم رفعوا الرؤوس إلى السماء ورفعوا الأيدي وهم في حالة رعب، يعلمون مصيرهم إذا اكتشف أمرهم، فرفعوا الأيدي
{ ...رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً }
ربنا لا نملك شيء لكن ربنا لا نريد إلا رضاك
{.. وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا }
ما نعرف أين نذهب ولا معنا وجبة نأكلها يا رب, لكن والله لو عمّرتنا مئات السنين لا نعبد إلا أنت
اطّلع الله عزّ وجلّ إلى القلوب فإذا بها تفيض حباً لله وصدق وتقوى، انظر قول الله عزّ وجلّ لما رآى القلوب صادقة معه ربط عليها ماذا قال الله عزّ وجلّ؟
{ ...وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا}
ركّز مع الكلمات هذه مفردات القرآن ليست عبث، "إذ قاموا فقالوا ".. ما قال الله عزّ وجلّ إذ قالوا فقاموا " هنا فائدة وحكمة عظيمة".
.قاموا وتركوا مكان المعاصي ومكان ما يغضب الله عزّ وجلّ وفعلوا السبب ثم توجهوا إلى الله , بعدها رفعوا أيديهم .. هل عرفت لم السبب ؟!
ولم يجلس في بيتهم ويقول: سيهدينا الله ..!! نحن أمورنا طيبة الحمد لله أحسن من غيرنا ..لا قاموا ..
{إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}
ماذا فعل الله عزّ و جلّ بهم؟، الله يعدك سبحانه بوعد وشرط في كل آية هناك شرط ووعد
مثال: الله عزّ وجل يقول: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ ...} هذا شرط
" يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} هذا وعد. "حقق الشرط.. خذ الوعد...}.
"وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ...} شرط {...فَهُوَ حَسْبُهُ}.وعد. "حقق الشرط خذ الوعد}
إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين} هل حققوا الشروط هم ؟}
اتقوا" فخرجوا وجعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية بترك المنكرات وفعل الطاعات توجهاًإلى الله
صبروا" لا غذاء ولا أموال خسروا الدنيا.. لا ضير".
توكلوا على الله" هل حقق لهم الوعود أم لا ؟"
( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً ) / (إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ )
..{..وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ..}
ليس بقصر! لكن كهف والله يحب أهله ، خير من ملايين القصور والله غاضب على أهلها
{يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا..}
الأن نجحوا في الإختبار انظر إلى الوعود، ماذا فعلت فيهم الرحمة التي نشرها الله في هذه الكهف؟
هل تستطيع أن تدخل كهف أنت وزملائك ؟ ظلام! ادخل كهف في النهار ظلام لاتستطيع أن ترى إلا بمصباح أو سراج، وتخاف وأنت تدخل ترتقب إما أفعى أو عقرب وهوام
هذا الكهف مختلف، لما نشر الله فيه الرحمة اختلف، صار هذا الكهف يهتم فيه من قبل الكواكب ومن قبل الأرض نفسها أكثر من الأرض ؛ لأن فيه شباب صغار يحبهم خالق الأرض
تعرف الشمس .. كم يقول علماء الفلك في حجمها ؟! قال علماء الفلك: أن الشمس أكبر من كوكب الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة !! هذه الشمس بكبرها لما أحب الله هؤلاء الفتية هي ما تملك إلا أن تحبهم،
انظر ماذا قال الله ما أعظمه {وَتَرَى الشَّمْسَ ..} يامحمد "عليه الصلاة والسلام"وإلى كل من يقرأ القرآن
{..وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت}
ما تأبه في الأرض بكواكبها وبقارتها وبمحيطاتها وببحارها ما تأبه بالأرض، ما يهمها
من الكرة الأرضية إلا هذا الكهف {.. تَّزَاوَرُ عَن..}عن ماذا ؟! عن الكرة الأرضيّة ؟!
{ تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ..}
زيارة حتى تعطيهم الأشعة التي يحتاجونها بدون أذى ما تطيل الوقت والزمن عليهم حتى لا تؤذي أجسامهم،
تكفلت الشمس أن تدخل هذه الأشعة إلى جوف هذا الغار وهذا الكهف من بين كهوف الدنيا كلها، لماذا؟! لأن الله يحبهم..
أخوتي كم لبثوا في الكهف ؟! { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا } 309 سنين لو عاشوا أسبوع من الذي سيأكلهم ؟
ما معهم وجبة واحدة، وجبة واحدة أرعبت قلوبهم
قالوا:{فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ ...} وجبه
{وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ..}
لو رآوه وهو يشتري الأكل لنا {..يَرْجُمُوكُمْ } أشنع أنواع القتل.
لو عاشوا أسبوع من الذي سيأكلهم ؟ لكنه لأنه يحبهم لايريدهم أن يخافون أول ما رآى القلوب وجلة قال: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } سبحانك ما أعظمك
()
عندنا مريض في المستشفى توفي عليه رحمة الله، رأيته قبل شهر يا إخوان جلس عندنا في المستشفى شهر ونصف
والله من كثرة الإستلقاء على الأرض تموت الخلايا تتحول إلى صديد -أعزّكم الله- فيتساقط الجلد، الممرضات يقلبونه كل ساعتين بجداول معينة دقيقة كل ساعتين يقلّب، ومع ذلك والله إن الرأس قد حُفِرْ حفرة في الرأس الطبقة الخارجية أزيلت تماماً، وسقطت على الوسادة..
.هذا شهر ونصف وسقط جلده وحفر رأسه.أصحاب الكهف. 309 سنين! وهذا على مفارش من أسفنج لينه ناعمة وتغير له الفرش والوسائد كل يوم
هؤلاء على حصى وتراب .. 309 سنين ! ما بالهم ما حفرت أجسادهم!؟
{وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ..}حتى لا تبلى أجسادهم {.. وَذَاتَ الشِّمَالِ }
لِمَ لَمْ تأكل الأرض أجسادهم؟ لماذا لمّا استيقظوا ما لاحظ أحدهم على الآخر أي تغير!؟
قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ.}، ليس هناك تغير}،
هاهو الله إذا أنجز وعده لمن يحبه سبحانه، أرض تحبهم.. سماء تحبهم.. شمس تحبهم.. وكل ما في الكون يحبك إذا أحبك الله عزّ وجلّ.
.فهل حملت هذا الهم ؟
ثلاثمائه وتسع ســنوات هل صام أحد منهم يوم ,يوم أثنين أو خميس أو أي يوم ؟
هل في أحد منهم سجد لله سجدة أو قام في الليل ولو ركعة ؟! هل في واحد منهم قال استغفر الله ,لا إله إلا الله ؟! لا..
لأن الله لا يحتاج هذه العبادة هي صدق واختبار إذا اجتزت هذا الإختبار تهنئ في الدنيا والآخرة لكن أين من ينجح في هذا الإختبار ؟
أخي لا يغرك كثرة الهالكين، ولا تستوحش بقلة السالكين وقلة الناجين، ولو أعجبك كثرة الخبيث
{قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}
لكن هل هم يعلمون أن الله كان يقلبهم ذات اليمين؟ هل يعرفون أن الله كان يقلبهم؟؟
هل هم كانوا يعرفون أن الشمس كانت تأتي لتوصل لهم الأشعة وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال؟ هل هم كانوا يعرفون أنهم أحباب الله؟
فكم من متقي بيننا يذهب ويأتي وهو لا يدري,و الله عزّ وجلّ يرد عنه المكائد وهو لا يعلم
فهل حملت الهم ؟
()
{...هل سمعت هذه الآية وتدبرتها ..؟ {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا.
{..ما أعظم القائل .يقول كذبوا عبدنا حبيبنا.. {.. وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ
دعاهم ألف سنة إلا خمسين عام وما توقف إلا لما قال له الله عزّ وجلّ
{ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ }
يدعوهم بالكلام يضعون الأصابع في الآذان، لكن أصبع واحد يكفي !؟
يضعون الأصابع كلها، يدعوهم بالوسائل المرئية يستغشون ثيابهم ,يدعوهم بالليل والنهار
ثم صار يصنع السفينة وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ، يا نوح أمس نبي والأن نجار ؟ فيسخرون منه
{...فيقول{قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ
{اسخروا" {...فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ"
فلمّا اشتد ,وجاءوا عنده وقالوا أنت مجنون وزدجروه، ضاق صدر نوح وقهر وغبن، ماذا يفعل نوح لهم؟
علم أن له حبيب، حبيب عظيم مستوي على عرشة استواء يليق بجلاله وعظيم سلطانه وأنه لو رفع اليدين والعينين وبالقلب دعاه، لن يرده
ماذا قال نوح وهو العبد الضعيف بين هذه القارات لا يرى بالعين المجردة وبين هذه المحيطات وهذه المدن والبحار،
عبد ضعيف يراه الله عزّ وجلّ وهو يرفع يديه إلى الله عزّ وجلّ، فيصف لنا الله ذلك المشهد وكأنّا نراه نوح واقف!
..{.. فَدَعَا رَبَّهُ...} ماذا قال ؟{..أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ}
{..أنا مقهور يارب{أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ
دعا نوح.. والأرض ساكنه والسماوات ساكنه, فإذا بالجبار يطلق الأوامر كلمح البصر؛ لأن نوح أغلى من الأرض و أغلى من السماء
فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ...} سبحانك ما أعظمك}
.فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاء مُّنْهَمِرٍ..} كلها من أجل عيون نوح ..}
،
..وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ ..} سبحانه ما قال فجرنا "عيون الأرض" بل قال }
.. وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } سبحانه ما أعظمه..}
قال المفسرون: ما زالت المياة مفتحة الأبواب من السماء تخر وتنهمر والأرض تنبثق مفجرة بالمياة ستة أشهر
ثلاث كلمات: {أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ} ثلاث كلمات تغير موازين الأرض والسماوات، ووالله الذي لا إله إلا هو لو حملت الهم لأحبك الله
ها هو الحديث أصله في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وتكملة الحديث عند الإمام أحمد في مسنده حينما يقول ربنا عزّ وجلّ :
(.......من عادى لي وليّاً)
... إعلان لكل ملك وكل عبد وكل صغير وكل كبير وكل عزيز وكل حقير أنه
(من عادى لي وليا..)
من عادى إنسان أو إنسانه أحبّه
- فقد آذنته بالحرب) يحاربه ذو البطش الشديد الفعّال لما يريد سبحانه ...).
ماذا قال في نهاية الحديث؟ قال:
(...ولئن سألني .....)
-صحيح أبتليه لكن أرزقه الصبر معه لكن إذا وصل مرحلة مثل ما وصل إليها نوح يوم ما استطاع أن يصبر ورفع يديه ما تنزل والذي نفسي بيده إلا وقد أجيبت-
( ولئن سألني لأعطينه...)
هذا...وهذه سنته سبحانه .. فهل حملت الهم ؟
هل بكيت تقول: يارب اللهم اجعلني ممن قلت فيهم يحبهم ويحبونه؟
هل رآك الجبار وأنت تمرق الجبين في التراب تقول: لا إله إلا أنت اللهم ارزقني حبك؟
(من عادي لي وليّاً فقد آذنته في الحرب)
( )
وهذه قصة يرويها لنا هبّار بن الأسود يأتي محمد عليه الصلاة والسلام وهو واقف , ويأتي عتيبه بن أبي لهب وأبوه أبو لهب عليهم من الله ما يستحقون عليهم لعائنه تتراً،
وهم كانوا في سفر لهم إلى الشام ,فقال: عتيبه لأؤذين رسول الله قبل أن نذهب,أنا سؤذي محمد الذي ادعى أنه رسول أنا سؤذيه في دينه
فأتى إلى محمدعليه الصلاة والسلام وقال: يا محمد أرأيتك هذا الذي تزعم أنه ينزل عليك أنا كافر به وبك، وصار يسب في محمد عليه الصلاة والسلام ,
ورسولنا الحبيب لا يرد عليه كلمة , لما انتهى من كلامه إذا بمحمد عليه الصلاة والسلام, يعلم من ينتصر له ويعلم كيف ينتصر من هذا الحقير
فإذا بمحمد عليه الصلاة السلام رافعا يديه إلى السماء ورفع رأسه قال: " اللهم سلّط عليه كلباً من كلابك " .. فصعدت الدعوة إلى السماء.
فذهب عتيبه فقال لأبيه: قال له مالخطب؟ قال قلت له هكذا وكذا وقال لي ورفع يديه وقال اللهم سلّط عليه كلباً من كلابك
رجف قلب أبو لهب، لأنه يعلم معنى أن تخرج كلمات من محمد إلى ربه، هو يعلم فرجف قلبه أما هذا المغفل فلا يعلم.
فما زال قلبه يرجف على ابنه وقال: (لا آمن دعوة محمد على عتيبة) فلمّا كانوا بالطريق نزلوا بالقرب من صومعة راهب،
فآتاهم هذا الراهب وقال: يا معشر العرب أجننتم مالذي أتى بكم إلى هذا المكان؟ ألا تعلمون أن الأسود تسرح في هذه الأماكن كما تسرح الضباع؟
زاد خوف أبو لهب، فاجتمع بالقوم وقال :أما إنّه من حقي عليكم وأنا أكبركم سناً، وإني لا آمن دعوة محمد على ابني عتيبة، فاجمعوا أمتعتكم وضعوا بعضها فوق بعض، ثم اجعلوا ابني عتيبه ينام فوقها، فإني لا أمن أن تصيبه الدعوة.
فامتثل القوم للأمر وجمعوا الأمتعة بعضها فوق بعض حتى صارت في ارتفاع عالٍ، فحملوا عتيبه على أكتافهم حتى بلغ الأعلى ونام،
يقول هبّار بن الأسود: فلمّا نام القوم ورقدوا لم أنم ،... ما الخطب؟
الدعوة صعدت ..الملك الجبّار إذا به يأمر جندي من هؤلاء الجنود الذين يسرحون فيأمر جنديا من جنوده فينطلق من بين الأسود
فيقول هبّار: حتى أقبل علي أسد والله لم أر مثله فصار يشم القوم واحدا واحدا من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين ثم يعود يلتفت ثم يهرول إلى الآخر فيشمه من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين حتى بلغني فقلت في نفسي: هلكت يا هبّار هلكت يا هبّار،
يقول: فلمّا كان وجهه عند أذني وهو يشم رأسي قلت: هلكت ثم نزل إلى قدميّ ثم رجع عني والتفت ثم صار يركض حتى بلغ عند الأمتعة، ثم رفع رأسه إلى الأعلى ثم تحفز، فوثب وعجبت من جسمه كيف يُحمَلْ ؟
يقول: وأنا أنظر إليه وهو يشم رأس عتيبه ثم شم بطنه ثم شم قدميه ثم رجع إلى رأس عتيبه فهشم رأسه ثم نزل وغاب.
{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ }
من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ) لا إله إلا الله)
فهل حملت الهم؟
()
يروي محمد بن المنكدر يقول: خرج الناس يستسقون في المدينة، كل أهل المدينة خرجوا في الصباح لمّا أصابهم القحط، وجف الضرع، وجاع الأطفال، خرجوا يستسقون ويستغيثون الله عزّ وجلّ : اللهم يا مغيث أغثنا، ولا قطرة تنزل من السماء،
فلمّا جنّ الليل وأنا في سارية لي عند المسجد أصلي إليها والدنيا ظلام، فإذا برجل يدخل أشعث أغبر تعلوه صفره، فدخل فالتفت في المسجد يمين والتفت شمالاً فلم ير أحد، ثم اعتدل قائماً فكبّر ثم ركع، ثم رفع ثم سجد ثم رفع .. صلى ركعتين ثم سلّم.
ثم طأطأ بالرأس قليلاً ثم رفعه إلى السماء قال: يا رب رباه إن القوم استغاثوك إن أهل المدينة استغاثوك اليوم ولم تغثهم ،
"اللهم إني أقسم عليك أن تنزل الغيث اللهم إني أقسم عليك أن تنزل المطر"
قال :فقلت أجنّ هذا؟ أهو مجنون كيف يتجرأ على الله؟
يقول :والله ما أنزل يديه إلا والجبار يأمر السحاب وينشأ السحاب الثقال وتجمعت السحب في السماء وأنزل يديه والمطر ينزل،
المطر ينزل والدموع تنزل وهو يقول: رباه رباه من أنا؟ من أنا حتى تستجيب لي؟
ثم قام يصلي حتى خاف أن يطلع عليه الفجر فأوتر ثم صلى الصبح وعاد إلى بيته فتبتعته،
يقول فلما كان في اليوم الثاني واليوم الثالث وإذا به يأتي ويصلي حتى الفجر، فلمّا كان في اليوم الثالث أتيته فإذا به رجل...../ وزير؟؟ أو ملك؟؟ أو أمير؟؟ ..
فإذا به إسكافي يصلح الأحذيه والخف.,يصلح أحذية البشر ويحبه من خلق كل شيء بقدر سبحانه
فيقول محمد بن المنكدر: فأول ما رآني قال لي: مرحباً يا أبا عبد الله السلام عليك, هل تريد أن أصلح لك خف أو حذاء؟
فقلت له: لا، فجلست بجانبه، فقلت: أنا صاحبك البارحة الأولى
قال: متى؟ فقلت: يوم يستغيث الناس فما يغاثون ثم أقسمت على الله فأغاث الله العباد بسببك.
فانقبضت عيناه، وانقبض وجهه، وضاق صدره، ثم حمل الجلود التي عنده ودخل البيت،
يقول :فلما ذهب قلت أعود إليه بعد ساعات فلمّا رجعت إذا بجيرانه عند بابه يقولون: ماذا فعلت يا محمد بن المنكدر في هذا الرجل؟
والله منذ أن أدبرت جمع أوعيته وجمع القرب وجمع الجلود والأحذية على ظهره ثم خرج، فما تركت بيتاً في المدينة إلا طلبته فيه فلم أجده.
أرأيت ماذا يفعل الله بأحبابه ؟
....يدعون أهل المدينة ما يستجاب لهم .. يدعو هو
ما الذي بينه وبين الله ؟
وما الذي بينك وبين الله ؟
هل في حياتك فكرت في علاقة بينك وبين الله عزّ وجلّ ؟
لا يغرك كثرة الناس معك، إذا تركناالناس تغير الإخلاص، جفت مدامعنا تبخر الإحساس
إذا تجنى الليل تاقت نفوسهم...إلى لقاء الله يحكي سجودهم
سل الأراضي من بل تربتها... في ظلمة الأسحار من صاغ لذتهم
كيف يكون الدمع سر سعادتهم ...وغيرهم يضحك والضنك يأسرهم
ما هي علاقتك مع الله ؟ كيف أنت في خلواتك ؟
{...يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }
أمثال مصعب بن عمير وأمثال بلال بن رباح وأمثال سعد بن معاذ
{ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ...}
كيف حالك مع أهلك وهم أولى بك من المؤمنين أم أنك عزيز عليهم ذليل على الاعداء؟؟
إسمع هذا الإعلان أخي
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
يأتي بأمثال عمر بن الخطاب وأبو بكر ,من يستحقون أن يبشرون بالجنان .
فهل لنا من رجعة وهل لنا من أن نتشرف أن نكون مع القليل الذين إذا نفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون،
إذا بهؤلاء القليل يحجبهم الله عن هذه النار لا يسمعون حسيسها يظلهم في ظله .. تكريم .. يأتون كالوفود
{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً}
ليس مثلهم وفد! لا كالوفود وفود على الرحمن الكريم سبحانه. يظلهم في ظله أسأل الله أن يجعلني وإياكم
ما الذي فعله أصحاب الكهف حتى يحبهم رب السموات والأرض ويسخر لهم الشمس الأرض تحبهم فلا تأكلهم
يذكرهم الله عزّ وجلّ في الملأ الأعلى ويذكرهم ويخلد ذكرهم ويرغبنا على قراءة سورة الكهف في كل أسبوع، ما الذي فعلوه حتى يصلوا إلى هذه المرحلة؟
هي صدق وتقوى.. قليل..! الصبر ساعة..
()
أحد أقاربي كهل قال لي قصة قبل مدة يقول: كنا في الحج فلما بلغنا منطقة قبيل مكة استرحنا قليلاً وأعددنا الطعام فإذا بنا ننظر إلى شجرة هناك،
وإذا برجل من باكستان قد انطوى في حجرة مصحف يتلوه، لونه شاحب أشعث أغبر، ما معه إلا قربه من الماء
فسألناه متعجبين من حالته: ما الذي أتى بك لوحدك؟ نحن من داخل المملكة ولا نأتي لوحدنا فكيف تأتي من باكستان!، فبكى ثم صار يتكلم بكلام مكسر
يقول: كنت أنا وصاحبي أنا ما كنت وحدي كنت أنا وصاحب لي ومعنا حمار..
بينما كنا في الطريق إذ هجم علينا قطاع طريق،
فقالوا هاتوا ما معكم، فشدّ معهم صاحبي وأبى أن يعطيهم فجروه، فحاول أن ينزع يديه منهم فإذا بأحدهم بسلاحه يطلق عليه النار فيموت، فأخذوا ما معه،
فلما رأيت أني هالك إن لم أعطهم ما معي أعطيتهم كل ما معي، ما بقي معي إلا القربة، أخذوا الحمار وأخذوا المال الذي معنا وهو قليل، وصاحبي قد فارق الحياة.
فمشيت والله لا أعلم الطريق فبينما أنا أمشي إذا بالشمس قد اشتد وهجها وحرارتها ولهيبها ولهيب الصحراء فإذا بالحلق قد جف يبست اللهاه ,
فأيقنت أني ميت لا محالة، يقول: فجلست وتربّعت ونشرت المصحف.
إخوتي والله بالحرف الواحد يقول هذا: "رفيق مافي ..مويه ما في.. أكل ما في.. لكن قرآن فيه.. والله فيه
"ثم رفع يديه وقال: "ربي لازم مويه أنا أموت ربي لازم مويه لازم مويه..
فإذا به ما أعظمه ينشأ السحب فتمطر على رأسه فيملأ القربة ويبكي من الفرح.
.
وكما قال عليه الصلاة والسلام
{ كم من ضعيف متضعّف ذو طمرين لو أقسم على الله لأبره} ،
هذا يقسم لا تختلف عليه اللغات سبحانه يقول " رب لازم مويه"... ما أرحمه إن الله لايضيع أجر المحسنين سبحانه ..
()
أخوتي علنا نختم بهذه القصة من أحباب الله عزّ وجلّ رواها عبد الله بن المبارك عليه رحمة الله..يقول
كان من أصحابنا رجل مجتهد في العبادة اسمه: سعيد بن مينان، إذا جلس الناس قام، وإذا أفطروا صام، وإذا ناموا وإذا به يصلي ويتهجد في الأنام،
قال فقال له صاحبه: لعلنا غداً نلقى العدو فتضرب الأعناق وأنت ما استرحت علك تنام لو قليل تستريح.
قال :فدخل الخيمة وهذا الذي يروي هذه القصة يقول: وأنا واقف عند باب الخيمة، بينما أنا كنت أراجع القرآن إذا بي أسمع أصوات داخل الخيمة، تعجبت ما فيها إلا سعيد، فلما دخلت إليه فزع
فإذا به وهو نائم يبكي تارة ثم يضحك تارة ثم يمد يديه ويرجعها ثم يقول: لا..لا.. أهلي
ثم استيقظ والتفت عن اليمين ثم قال: أهلي أهلي
.
يقول: فاحتضنته وهدأته، فلمّا هدأ قال: أين أنا ، قلت: لا بأس عليك أنت في الخيمة.
قال: إنيّ رأيتك يا سعيد في المنام بكيت ثم ضحكت ثم حركت اليد أرسلتها ثم قبضتها.
قال: هل رآني أحد غيرك ؟
قال: لا والله , قال: الحمد لله، قال: وما ذاك يا سعيد؟، قال: اكتمها علي.
قال: أسألك بالله أن تخبرني ما الذي رأيت..؟
قال: إني رأيت أن القيامة قامت..وحشر الناس حفاة عراة .. وحشرت أنا معهم للعرض إلى مالك يوم الدين،
وبينما كان الناس يموجون أتياني رجلان فقال: أنت سعيد؟ قلت: نعم، فقال: تعال معنا حتى نريك كرامة الله لك وأنه تقبل دعاءك
.
قال: فحملوني على نُجُبْ ليست كنُجُبِكم هذه فارتحالا بي حتى إذا بلغنا قصر وفتحت أبواب القصر وإذا به جواري لا أستطيع وصفهنّ وإذا بهنّ يقلن في صوت واحد: جاء حبيب الله جاء ولي الله .. يستبشرون
فلمّا دخلت أدخلوني غرفة لا كالغرف فإذا بها أمرأة ليست كالنساء..!والله لا أعلم أهي أجمل أم لباسها أم حليها أم سريرها ؟
فقالت لي: يا سعيد مرحبا بك يا ولي الله
فقلت لها: أين أنا ؟
قالت: أنت في جنّة المأوى قال: فلما حدثتني خضع قلبي لها، ورقّ قلبي لها، فمددت يدي لها، فأرسلت يدها وكفت يدي وأرجعتها في لطف وقالت: ليس الآن فيك نفس الحياة
فقلت: كلا لا أريد أن أرجع .. قالت: فيك نفس الحياة وبعد ثلاثة أيام إن شاء الله..
قال: لا أريد أن أرجع..
قالت: ذلك قدر أمر الله وكان أمر الله قدراً مقدوراً..
قال: ثم استيقظت، فما إن انتهت هذه الرؤية إلا بصوت: يا خيل الله اركبي...يا خيل الله اركبي
يقول الراوي: فركبنا.. فلما اصطف الجيشان فإذا بأول من ينطلق سعيد..!
فكان يذود بنفسه ويلقي بنفسه على العدو وكان حديث المجالس في ذاك اليوم..
حتى رجعنا فلما كان في اليوم الثاني و إذا به يلقي نفسه للأعداء ويذود عن المسلمين..
فلما كان في اليوم الثالث
قال : والله لا أتركه لأتبعه حتى أرى صدق رؤياه..فتبعته فوالله أعجزني وأتعبني وأنهكني كيف وهو يلقي بنفسه بين الناس حتى قبيل الغروب إذا بسهم يأتي فيدخل في عنقه ويخرج من الجهة الأخرى
قال فسحبته والدماء تنزف بين حجارة المنجنيق..ثم صحت في الناس :يا أيها الناس تعالوا واسمعوا قصته
قال: فنظر إليّ ثم عضّ على شفاه ثم ابتسم وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.. ثم ابتسم وخرجت الروح
..فقلت: هنيئاً لمن ستفطر عندهم في هذه الليلة
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ }
أخي هل حملت الهم..؟
ابدأ من الأن عل العظيم الذي يسمع كلامنا الأن..ويرى مكاننا ويعلم ما في قلبك..
عله أن ينظر إلى هذا القلب فيجد فيه صدقاً وتوجهاً إليه..فيقبله ويذكر اسمه في من عنده
اللهم لا تحرمنا فضلك
يا أخي والله صعبّ..! الآن أنا أعرض عليك عروض والله غني عني وعنك..!
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
لا يحتاجك والله..خزائن السموات والأرض ما توقفت تنتظر توبتك..لكن أنت وأنا لابد أن نرأف بأنفسنا .. فلا تغفل حتى تموت..فكّر في عشرة دقائق في وضعك..بعدها إذ أردت أن تعود إلى سباتك فعد.
الآن أعرض عليكم عروض..إخوان لنا الأن ما يملكون هذه العروض, أخي العام الماضي توفي وعمره 26 الآن ما يملك هذا العرض..عليه رحمة الله وأموات المسلمين..
عندك عرض ما دمت فوق الأرض..والله عزّ وجلّ يقول:
{..قُلْ يَا عِبَادِيَ }
يحبكم يا إخوان والله ما خلقنا مسلمون إلا ليريد لنا اليسر فما بالنا نعصيه؟
{..قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ.. }
- إسراف.. يعني عنده ذنوب تدخله النار لكن زاد ! فإن كنت صادق يقول لك
{ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ..}
إذا علم إن عندك صدق..,إذاً يا ربي نويت الآن وعلمت أنك ترحم وتستر علي وتغفر لي ذنوبي..ما هي الخطوة القادمة.؟؟. الآية التي تليها..
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ...} يعنى تب وأنب}
{مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ..}
والله لن ينفعك كل من على الأرض
إذاً يا رب أنا صدقت والله أريد أن أتوب ومن هذه الليلة..الخطوة التالية يارب.؟؟
.الآية التي تليها.
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم.. }
يشرح صدرك ,,إلا ترى أناس يا أخوان يقهقه ويضحك لكن صدره ضايق
والآخر في الجهه المقابلة..تجده ساجد دمعات تنزل..لكن صدره منشرح.
لأن هذا اتبع أحسن ما أنزل عليه ..وذاك لا
خذ 21.000 أمريكي وأمريكية أمام عينيك..ليس نسج من خيال سنة واحدة ..
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا}
طرّب السمع بأنواع الغناء، ثم ضاق الصدر، وتعاطى الخمر، ما استراح، وراح يعبث بالنساء، ملّ من دنياه قرر وانتحر..
يحسب المسكين راحته الممات.. جاهل باللحد وبضيق القبر..؟
لا وربي..ما السعادة بالحياة .. وبالنساء.. وبالغناء .. وبالسكر..
..لو يشاء الله ما أُسْمعت حرف..لا ولا أبصرت بالعينين شر..
لكن الجبّار أعطاك الخيار وهذه الدنيا إمتحان لا مفر..
انظر للناس ومن حولهم حين ينزل ربنا وقت السحر..
ذا يبل الأرض يبكي ساجدا..وذا يعيث بكل ذنب ما انزجر
ذا من الآلام ساهر سقمه..وذا بنعم الله ما صلى الفجر
لن تضروا الله شيئاً..
(إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ..)
لماذا كل شيء نجربه ,حتى تجد أحدهم يحقن نفسه بإبرة الهيرون ويموت في حمام .. لكن لا يريد الهداية.
{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ *كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ}
جرّب الهداية يشرح الله صدرك وهو غني عنك..ومن لا يقدر الله لا يقدره الله..
{..وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ}
كلنا نريد الآخرة؟! ..أكمل الآية
{ .. وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ..}
ما "سعيها"؟ كما سعى لها أصحاب الكهف سعى لها نوح سعى لها من سعى.. والله لو أحبك الله
ما المانع أن يحبك الله عزّ وجلّ؟.. عيون وأعطاك. سمع أعطاك .. أيدي أعطاك .. ملاين من البشر ما عندهم..! كلى غسّلّـك كلاك..ما المانع أن تشكره فيحبك...؟
الدنيا قليلة.. قد يكون باقي ثمانية أيام...ثمانية ساعات..لكن إذا غيرت في الثمان ساعات هذه.. يغير لك الجبار يشرح صدرك..
تأتيه شبر يأتيك ذراع .. تأتيه تمشي يأتيك هرولة وهو غني عنك والملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون
لكن من لطفه سبحانه.. مجرد أخي ما تبلغ روحك الحلقوم تسحب عنك الصلاحيات كلها..
فلا تتوب .. ولا تنيب .. ولا تتبع أحسن ما أنزل إليك..
الآن لو تبكي دمعة كبر رأس الذباب ,والله قد يغسل لك الله الذنوب كلها..ويبني لك قصر في الفردوس مع دمعة تبكيها لله عزّ وجلّ
ما دمت فوق الأرض..والله غداً تكون تحت الأرض.. والله تبكي الدم لا ينظر الله إليك ولا يكلمك ولا يزكيك ولهم عذاب أليم
اللهم اجعلنا أفقر الناس إليك أغناهم بك اللهم اجعلنا أضعف الخلق إليك أقواهم بك ,اللهم اجعلنا أذل الخلق إليك أعزهم بك يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد
اللهم إنا نسألك حبك ونسألك حب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك ,اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: "يحبهم ويحبونه
اللهم اجعلنا ممن يصبر هذه الساعة فيفوز سرمدية في جناتك يا رب العالمين ,اللهم انصرأخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان, اللهم لا تذر مجاهداً على أرضك أنت رأيته تاركاً أهله وأبنائه خارجا بماله وبنفسه يريد رضاك إلا نصرته يا رب الأرباب
اللهم انصرهم فوق كل أرض.. اللهم انصرهم فوق كل أرض.. وانصرهم تحت كل سماء
اللهم كن لهم خير ناصر يوم قل من المسلمين ومنا الناصر,اللهم كن لهم خير معين يوم قل منا الدعاء والإعانة
اللهم لا إله إلا أنت اجمعني بأخوتي وأهلونا في جناتك
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ..وجزاكم الله عني كل خير
للاستماع للمحاضره من هنا
http://abdelmohsen.com/play-5.html
-
الجمعة PM 11:30
2009-03-13 - 30957