عرض المادة

نحو حياة سعيدة : السعادة

نحو حياة سعيدة : السعادة

أبدأ باسم الله مستعينا راضٍ به مدبرًا معينا

والحمدلله الذي هدانا إلى طريق الحق واجتبانا

أحمده سبحانه وأشكره ومن مساوئ عملي أستغفره

وأستعينه على نيل الرضى وأستمد  لطفه في ما قضا

وبعد إني باليقين أشهد شهادة الإخلاص أن لا يعبد

في الكون معبود سوى الرحمن من جل عن عيب وعن نقصان

وأن خير خلقه محمدا من جاءنا بالبينات والهدى ...

روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفداء عليه الصلاة والسلام.

أما بعد:

أحبتي الفضلاء ، وأخواتي الفاضلات ،حياكم الله وبيّاّكم، وسدّد على طريق الحق إلى جنة المأوى خُطاي وخطاكُم  .

في مستهل هذهالمحاضرة أسأل الله جل جلاله أن يتولانا، وأن لايكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، إن ربي على ذلك قدير.

أحبتي الفضلاء وأخواتي الفاضلات كم نسمع اليوم من يتكلم عن السعادة،فجميع البرامج ،وجميع القنوات وجميع التسهيلات ،وجميع التقنيات كلها جاءت حتى تُسعد هذا المخلوق الضعيفعلى وجه الأرض !

حتى تشرح صدره ،و تنزع عنه شيئًا من هموم الحياة وكدرها،و لكن دعونا نسأل أنفسنا سؤال!

الآن مع كل وسائل الإتصالات ،والتقنيات والبريد الإلكتروني والإنترنت والسرعة في التطور العجيب ،هل تظنون أنها أسعدت بني آدم؟!

هل أسعدتهم؟ أم زادت همهم هم وغمهم غم ؟؟

لو نظرنا لوجدنا الآن أن الإستشارات النفسية ، والعيادات النفسية أكثر

مما مضى!

العقاقير و الأدوية النفسية أصبحت تُصرف أكثر! و تجد أيضًا شركاتها

أصبح لها دخل عظيم !!

لماذاكل هذه الوسائل والجهود العظيمة،التي قاموا بها حتى تُسعد بنيآدم،فكل يوم تجد افتتاح ملاهي،أو سوق، وكل يوم تصدر أغنية،وكل يوم إنتاج فيلم،ومع ذلك الهم يزيد!!

لماذا؟؟ هذا سؤال المفترض كلإنسان يقف قليلًا مع نفسه و يسألها، قنوات فضائية بالآلاف و ليست  بالمئات !ومع ذلك أكثر الناس يشعرون بالملل! وأكثر الناس مُتعبة ! وأكثر الناس مهمومة! وأكثر الناس مغمومة!و ناس تنتحر!

الإنسان يحتاج  أن يفكر!!لوعشر دقائق فقط يفكر فيها ،

لماذاابن آدم ينتحر؟لماذايشعر بالملل ؟

حبيبي الغالي :تخيّل لا أحد في الدنيا ،ولا في السماوات ولا في الأراضين، لا أحد قادر على أن يسعدك إلا واحد هو ربي جل جلاله !

وغيره والله لا أحديستطيع أن  يسعدك!!

فالسعادةليست لباس نلبسه ،فلو أنك ذهبت عند ناس في عزاء ، وأهديت لوالد المتوفي أحسن مشلح ،فهل يزول الألم الذي في قلبه؟

ولو أنك ذهبتلوالدة المتوفي وأعطيتها أجمل فستان في الدنيا ، و أحسن ذهب ، فلن يؤثرهذا اللباس في قضيتها ؛لأنها ناتجة من الداخل!!

تعال و اجعل والد المصاب بمرض السرطان يركبأغلى سيارة،لن يزول الهم من قلبه ! ولو تسكنه في قصر،سيقول لك :لا أريد قصر !

أنا أريدشفاء ولدي!

في قضية السعادةيجب أن نعرف أين نشعربالسعادة؟

وأين تكون السعادة؟ هل هي أكل؟ أم لباس؟أم مسكن ؟

أحبتي لايذوق العسل من ليس له لسان!لذلك يجب أن نعرف كيف تُذاق السعادة؟!

العسل يُذاق باللسان ،و السعادة تُذاق بماذا؟

_السعادة تُذاق بعد التوبة !! كان عبدالله بن مسعود إذا قال له أحد: أنا تائب قال :مرحبًا بحبيب الله !

لأن الله يحب التوابين ، فاسأل الله أن يجعلنا من أحبائه !

أنا أُبشّر كل مَن منّ  الله عليه بالهدايةبحديث النبي عليه الصلاة والسلام (أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب) فقد أعطاها لفرعون!

أعطاه الدنيا ، فقال : وهذه الأنهار تجري من تحتي !أعطاه القصور ،يشير بيده فينطلق الخدم!

قال عليه السلام : (يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب، ولايعطي الدين إلا من يحب)!

فلننتبه هنا:

- الكلام كبير، كلام والله يوجع القلب ،فهو بشارة لأقوام ونذارة لأقوام - قال : (ولايعطي الدين) يعني إذا الله سبحانه وتعالى أراد بعبد من عباده خير نقله من الضلال ، - وكلنا ذاك الرجل-  فقد قال سبحانه { كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُم} .

أول دليل على أن الله سبحانه يحب عبده أنه يعطيه الدين!!

الأمر الثاني:أن الله سبحانه وتعالى قال :{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ } فأُبشّرالتائبين!

والنصيحة التي أقدمها لكل تائب :

كما قال ابن القيم في بداية التوبة يمر الإنسان بضغطة،ويمر بهم ، ويمر بغم!

قال إبن القيم عليه رحمة الله: لو لم يكن من ذلك إلا تركه لمحبوباته ،

التي كان قد اعتاد عليها،وشهواته التي كان متمتع بها تمتع لحظي!!

- يعني يضحك قليلًا بالمعصية، ثم يزيد الله في رصيد كآبته على المدى البعيد أو القريب ، الله أعلم أين يجعل همّه عاجلًا أو آجلًا- .

الشاهد حبيبي الغالي: سيأتيك مثل مايكون أحدهم الآن بالكلية الأمنية، أوالكلية العسكريةفأولأربعين يوم تجده يعاني فيها معاناة لاتساوي معاناته السنين  التي تليها  كلها !

لأنهلم يعتد على هذا التدريب الشديد، ما اعتاد على الركض،فتجدهم يقولون له أمشي خمسة كيلوفيمشي إلى نصف كيلو ثم يسقطمتعبًا! والطريق حبيبي الغالي كهذا الطريق! في البداية ضيّق ، لأنه من الصعب أن تترك محبوباتك !

الشيطان لن يتركك، سيقول لك كما كان يقول لك في قضية الذنب ، الإنسان يُذنب فيقول لهالشيطان : الله غفور رحيم !

و يستمر الإنسان يعصي ،ويقول الله غفور رحيم ،ويُنسيه أن الله شديد العقاب !

ثم إذا جاء ليتوب يقول له الشيطان:أنت تظن أن  الله سيغفر لك !

أنت فعلت و فعلت لاتظن الله سبحانه وتعالى سيقبلك ، فيحاول أن يقنطك !

وهذا الطريقة دائما تتكرر مع التائبين !

عندما كان على ضلال يقول له الشيطان : الله غفور رحيم { وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } ثم إذا أراد أن يتوب ،قال له :بعد ماذا تتوب !

أنت فعلت وفعلت، سبحان الله!!

عندماكنت أعصي ربي وأنت أيها الشيطان تمدحني وتقول:الله غفور رحيم، ابشر أمامك الجنة فقط متى تموت !

والآن عندماتبت لربي ، و أردت أن أكون حبيبًا لرب العالمين جل جلاله تقول: أنه لن يقبلني !!

لذلك أبشر كل تائب :

أبشرك أول بشارة: قال الله عزول وجل { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا}_ كفروا أعظم ذنب في الأرض_ {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا} _قرروا أن يتوبوا !

شرح الله صدره فبدأ يرى الحق حقًا ، وبدأ يُهدى ويُبصر! _ {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} كل الذنوب!!

ما أعظم ربي يغفر لهم ماقد سلف !{ وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ} — جرائم  و مصائب_ {وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ( 68 ) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ( 69 ) إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }

أما النصيحة الأخرى التي أوجهها لكل تائب :

اترك الرفقة التي كانت معك ،و لا تحاول أن تذهب لهم و تنصحهم؛ لأنك لست مُؤهلًا الآن لنصحهم ! فعليك بنفسك أولًا ،ثم عليك برفقة الصالحين ولك في هذا الحديث أكبر شاهد فقد قال عليه السلام :

(كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على راهب ، فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا ، فهل له من توبة ، فقال : لا ، فقتله فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس ، فهل له من توبة،  فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ، انطلق إلى أرض كذا وكذا ، فإن بها أناسا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك ، فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي ، فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة ). قال قتادة : فقال الحسن : ذُكِرَ لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره.

 

فالشيطان مذموم مدحور ؛لأنه يُضل ابن آدم، فإن تاب الإنسان لربه و رجع إليه غفر الله له ماكان من ذنبه ،فيُدحر الشيطان و يُقهر !

ولن يترك الشيطان تائب ،و سيحاول أن يضرب أخر أوراقه ، و يحاول الآن أن يُجند جنوده من أصدقاءك الأولين ، لذلك حبيبي التائب وأنت ساجد إستعن بالله ، والله العظيم قال الله سبحانه وتعالى }وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{!

كل ما شعرت أن بنفسك شيءصلّو قل: ياالله ثبتني،(يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينكوإبدأ بالقرآن!

إعرف حبيبي التائب عمّن تأخذ دينك ؟!

الحمد لله في كل مكان دروس علمية، و فيه علماء ربانيين معروفين ،

وأهم شيء: كتاب الله ، والدعاء ، والإستعانة ،و الإخلاص لله سبحانه وتعالى .

و سيقبلك الله سبحانه و تعالى ! وأسال الله سبحانه وتعالى أن يوفق التائبين لهداه ، فلا ترفعوا من سجودكم وفي أنفسكم شيء إلا وذكرتموه وأنتم ساجدين!

عليكم بالدعاء ، فليقل كل منكم في سجوده بين يدي ربه  : يارب أذهب عني ،يارب أجلب لي ، يارب يسرلي ،يارب ثبتني !

وكل ماصدقت بالإنكسار،والذل ،والإفتقار إليه ،كل ما أغناك سبحانه جل جلاله!

 

 

و إن سأل سائل : السعادةماهو منبعها؟ هل بالصلاة؟هل بالأذكار؟

أمبالعبادة ؟

 

قضية منبع السعادة:

لو تأملنا لوجدنا أكثر الناس لا يعلمأين السعادة؟ فيظن أن السعادةفي مشاهدة الأفلام ! فإذا شعر بالملل:ظل يتنقل بين الأفلام! و إن انتهى هذا الفيلم ؟ بقيت الكآبة ! وماشعر بشيء من السعادة ! لماذا؟؟

لأن السعادةليست في الأفلام!

لأجل هذانعود و نقول:لو ذهبنالمريض سرطان و قلنا له : تعال معنا سنُريكأجمل منظر في العالم ! فهل سيذهب حزنه ؟!

لن يذهب حزنه ،ولاهمه ،ولا غمه أبدًا ! لأن السعادةليست فيالعين!!

و لو ذهبنا لمكلوم فقد أعز أحبابه بوفاة ،و قلنا له : تعال سنسمعك أجمل أغنية طلعت ! فهل سيذهب حزنه ؟

لن يذهب حزنه لأن مشكلته ليست في أذنه !

فلنيُذهب عنه الحزن سماعه شيئًا بأذنه ،أو جعله يبصر شيئًابعينه ،أو كلام يقوله ،أو حركات يفعلها ، لا !!

السعادة لها عضو يتذوقها !! كما أن العسل له عضو يتذوقه !!!

لو نغلف لسان أحدهم- مغلف اللسان - ثم نحضر له أنواع العسل (عسل سدر، وعسل بلدي ،وعسل جبلي ) ونحضر (خل ،وماء وملح،وماء وسكر )و نطلب أن  يذوقها ويشربها ماذا تكون النتيجة ؟!

كلها عنده سواء ! لأن أداة الوصول للعسل وللطعم هي هذا اللسان!

ومن هنا نسأل :

ماهي أداة الوصول للسعادة ؟هذا القلب !

لأجل هذا حبيبي الغالي نسمع من يقول : صدري ضائق ، أو أنا سعيد، صدري منشرح،لأن القضية حبيبي الغالي هنافي هذا القلب !!!

وهذا العضو الخطير لا يملكه إلا واحد ، و هو الله سبحان!

بالجملة الله يملك كل شيء، لكن هذا هو محل نظر الله سبحانه وتعالى ! هذا العضوهو الذي بين أصبعين من أصابع الرحمن ،يقلبهما كيف يشاء ،ولايثبته إلا الله ،ولا يسعده إلا الله ،ولا يطمئنه إلا الله !

قال سبحانه وتعالى }وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ{

لذلك نقول القضية الآن قضية قلب لماذا؟!

لأن هذا القلب الآن هو العضو الخطير!

قد يأتي شخصالآنو يصليبجوارك، و تجدهيتحرك، ويحرك ثوبهو يلعببأصابعه،ويمكنك أنتنبهههأي:تحركهبمعنى ياأخي انتبه أنت بين يديّ رب العالمين !

و من جهة أخرى ، لو كان الواقف بجواركمظهره خاشع أمام الناس، ومنكس رأسه ،و لو رأيته قلت في نفسك: ماشاء الله عليه ، لكن قلبه زائغ لاهٍ مع الدنيا ، و ليسفي الصلاة في شيء ! فلن تستطيع أن  تنبهه!

 

لذلك نقول :

إنتبه عضو خطير!!لا أحد يمكنه أن  يقول لك انتبه !

لأن لا أحد يراه إلا الله ،ولا أحد يعلم ما فيه إلا الله!

بإمكان الشخص أن يأمر جسمه الآن أمامك فيقوم ،ثم يأمره يركع فيركع،يأمره يرفع فيرفع ، ويسجد فيسجد ثم يأمره يرفع من السجود فيرفع ،

لكن لا يستطيع أن يأمر قلبه بأن يخشع فيخشع !

هذا العضو يجب أن  أفتقر وتفتقر لربي حتى يزيّنه !!

من أجل هذا أحبتينجدما يسمىبحلاوة الإيمان (أي طعم الإيمان)!و كل هذه الألفاظ جاءت بدليل من الكتاب والسنة.

و هذا الطعم يذاق بالقلب ! الله سبحانه وتعالى لما تكلم عن الإيمان - الإيمان هذا له طعم - قال النبي عليه الصلاة والسلام ( ثلاثا من كن فيه وجد بهن حلاوة) لاحظ الألفاظ قال :حلاوة( حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ).

هل حبيبي الغالي إذا تكلمتبكلمة تغتاب بها فلان من الناس،فنجد إذا فلان موجود ما نتجرأ ! لكن لو كان فلان غير موجود نتجرأ!!

فلماذا نحن نتجرأ؟

كيف بنا و نحن نعلم أن الله موجود سبحانه وتعالى ! هل نحب الله ونخشاه أكثر من غيره؟!

لو وُجدت عندنا هذه القضية والله لشعرنا بطعم الإيمان !

قال النبي صلى الله عليه وسلم :(حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،أن يحب المرء لا يحبه إلا لله )- لا يحبه  لجماله ولا لشكله ولا لماله ولا لمنصبه ولا لجاهه ولا لوظيفته يحبه لله!

بمعنى أحب هذا الإنسان  لله ،وأكرمه لله ، وأعطيه لله !!

هذهالأمور إذا لمنشعر بهافالسعادةبعيدة عنا!

 

قال الله سبحانه وتعالى }وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ{.

قال: حبّب ! أي أنه طعم؛ حبّب }وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُم{ لا إله إلا الله!

لو أن ملك من ملوك الأرض تولى تزيين مزرعتهوقصرهفكيفستكون؟!

فكيف لو اللهملك الملوك جل جلاله تولى تزيين شيء في قلبك !

كيف سيكون قلبك ؟!

 

فقضية أن الله سبحانه وتعالى جل جلاله يتولى تزيين شيء في قلبك ليست بالأمرالسهل ! تخيل الله سبحانه بديع السموات والأرض يتولى تزيين شيء في قلبك!!

قال:}وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ{.

فإذا تولى الله تزيين قلبكذقت طعم حلاوة الإيمان!

فالسعادة ليست في الحركات الخارجية ، فنحن نعلم أن الدين مكوّن من مراتب ثلاث : الإسلام وهو أعمال الجوارح (ظاهر)،و الإيمان وهو العقائد الباطنة(باطن) ،و الإحسان .

وهذا الإيمان له آثار على العبد في دينه ودنياه ، من أجل هذا الله سبحانه وتعالى قال:}مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِن فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة طَيِّبَة{ حياة طيبة!

الحياة الطيبة، فماذا لو سألنا أنفسنا مالذي يفسد علينا طِيب حياتنا ؟

مالذي يفسد حياتك ؟ فنجده إما خبر سيء( شر، نعمةلم تصبك، شر أصابك ،حصول مرهوب ،زوال مرغوب ) ؛ هذه الأشياء كلها خوف من مستقبل ، أو حزن على ماضي.

و هذا القرآن العظيم جاء ليأصّل القضايا،فينسف عنك حزن الماضي ، وخوف المستقبل !

لأجل هذا قال الله سبحانه وتعالى }فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ{

لاحظ حبيبي الغالي ما قال الله :من قرأ هداي!

ولا قال:من حفظ هداي!ولا قال : من سمع هداي!

 

رأيت !!أن تسمع القرآن جميل ، و أن تحفظ  القرآن جميل، كذلك أن تقرأ القرآن جميل ،لكن القضيةليست قضية أقرأ ، أسمع، أحفظ!!

قال الله عزوجل :}فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ{ماذا لهم ؟}فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ{ الخوف من المستقبل ، }وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ{ ولايحزن من الماضي !

لكن ستقول حبيبي الغالي: نحن نقرأ لا لم يقل اقرأ،ستقول نسمع ؟! لا لم يقل اسمع!

حتى تأخذ هذه التصفية في حياتك لا مخاوف من مستقبل، ولا أحزان على ماضي ،لابد أن تتبع هدى الله!!

 

و كيف أصل لهذه القضية؟!

الآن عرفت أنه لا يذوق العسل من ليس له لسان، ولا يذوق السعادة وطعم الإيمان من فقد الإيمان في ذلك الجنان !

فهناك معاني إيمانية!!

في الماضي عُملت دراسة على الأديان، ليس على دين الإسلام فقط ، بل النصرانية والبوذية ، فوجدوا أن أي دين توجد فيه ثلاثة ركائز مهمة: الإيمان والسلوك والعبادات (الطقوس).

ووجدوا أن أكثر المنتسبين للأديان يزاولون قضية العبادات الحركية البدنية الأعمال الظاهرة أعمال الجسد 80% ، سلوك15% ، والإيمان 5%!

بسبب هذا تجده يدخل يصلي ، يزكي ، يحج ، يصوم فإذا قلت له : مديرك يبدو أنه سيفصلك تجده لا ينام!ويكلم الناس ، ويذهب ويجيء!

فعل الأسباب مشروع ، لكن من الداخل تجده متزعزع ،ويقول هذا لا يرحم ولا يدع رحمة ربي تنزل!

هذاالكلام الخطير يعلمك عما في القلب, هذا مستحيل يذوق السعادة !

يقول : فلان سيقطع رزقي ! ومن يظن أنه قادر! أو أن أحدًا على أرض الله قادر أن يقطع رزق يريد الله أن يعطيك إياه!!

قال الله سبحانه: }مَا يَفْتَح اللَّه لِلنَّاسِ{

الضعفاء الذين على الأرض يمشون  }مَا يَفْتَح اللَّه لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَة{ يريد أن يرحمك الله؟ فاعلم أن هذه الرحمة}فَلَا مُمْسِك لَهَا{!

والله لا مدير ،ولا وزير، ولا ملك يمكنه أن يمنع رحمة ربي من أن تنزل!

هذه قضية إيمانية إذا ما كانت موجودة في قلبك والله لن تذوق السعادة!

المشكلة تجده وهو يصلي قال : اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت , ثم تجدهينظرللناس بعد الصلاة ! هل أنت مقتنع بالكلام الذي تقوله؟

لو اقتنعت بما تقول لما تزعزعت ،حتى وإن قالوا لك: مديركسيفصلك!

بل ستقول : أنا سأفعل أسبابي المشروعة ،والأمر عند الله سبحانه وتعالى!لديسجودي أسُنزل فيه حوائجي لله !والله إن هذا المديرلن يؤخرني، ولن يقدمني ساعة ! أنا سأبذل مافي دائرتي المشروع من الحلال والذي شرعه الله لي من الأسباب، وأفوّض أمري إلى الله !

لأجل هذا لما سُئل أهل العلم من السلف عن قضية التوكل: قالوا ما معنى التوكل؟

قال: سكون القلب! أي أن القلب هادئ!

سكون القلب مع تحرك الجوارح.

تجده  يسعى،ويقدم ،ويرى مالسبب ؟! لكن قلبه هادئ!

إذا هذا القلب ما هدأ يستحيل أن نسعد!!

هذا اسمه توكل هذا عمل قلبي ،ومادامت السعادة في القلب فهي عمل قلبي!

وسنحاول بإذن الله عز وجل نأخذ هذه الأعمال ولانُنهي المحاضرة إن شاء الله إلا وعرفنا أين المشكلة؟

أحيانًا يأتيك مريض في المستشفى و يقول : أنا أحس بألم ، تقول: أين الألم؟

يقول: لا أدري.

فتعرض عليه مارأيك أن نأخذ لك أشعة لرأسك أو لصدرك أو لبطنك !

المنطقة التي تؤلمك؟ يقول لك: لا أدري.

فأكثرنا لا يدري أين المشكلة! يدري أن هناك نقص في السعادة،  لكن لا يدري أين المشكلة!

 

فقضية التوكل أحبتي الفضلاء من أهم القضايا !

فهذا القرآن جاء يزرع التوكل, لمن تدبر وبدأ يتبع!

يزرع التوكل في قلبك ، وأن قضيتك ليست عند أحد من البشر !

قضيتك بينك وبين ربك !

لأجل هذا النبي عليه الصلاة والسلام جلس ثلاثة عشرعامًا في مكة لم يركز على العبادات الجسدية أكثر من تركيزه على التوحيد ولا إله إلا الله!

وأن أمرك عند رب العالمين ، (وأن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء), ليس واحد سيضرك بأشياء!

لا بل الأمة كلها بدباباتها ومدافعها مجتمعين عند بيتك ويريدون أن يضروك بشيء واحد في حياتك كلها!

قال: (لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, و لو اجتمعوا على أن ينفعوك) - فلان يعرفك والمدير يعرفك وهذا يعرف أبوك

قال: (لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك)

فلما غُرست هذه القضية في قلوب الصحابة مهما رأوا من المخاطر لم يفقدوا السعادة !!

أحبتي نحن نفقد السعادة بهذه القضايا ،يتزعزع القلب و نفقد السعادة

نخاف! نخاف يحدث كذا ، ونحزن على شيء ماضي!

والقرآن جاء يعزز قضايا تنسف أحزان الماضي ،وتنسف مخاوف المستقبل!

لأجل هذا يقول أبو بكر رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام: يارسول الله -خائف على النبي عليه الصلاة والسلام ما خاف على نفسه-

قال:يارسول الله لو أن أحدهم -لم يقل لو أن أحد بحثأو نزل , لا!

قال:لو أن أحدهم نظر- يعني حركرأسه قليلا إلى موضع قدمه- لرآنا في الغار!

قال: (لا تحزن) ,ياالله لا أحزن! لماذا لا أحزن؟ إذا ما حزنت الآن متى أحزن؟ إذا ما حزنت الآن و المشركين معهم سيوفهم وسيقطعوننا ودُفع لهم مئة من الإبلمُقابل أن يأتوا بنا أحياء أم أموات ، متى أحزن؟

قال: (لَا تَحْزَنْ) هناك سبب يجعله لا يحزن , مالسبب؟

}لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا{ لا إله إلا الله !

هذا الإحساس وحده هو مايسمى بالإيمان !!

أن تحس بمعية الله عز وجل ، ويكفيني شرف أنك ياربي تعلم بحالي ! ويكفيني شرف ياربي أنك تراني ! لاأخرج عماشرعته ليحتىآخذ شيء

بمعصيتك ، ياربي والله إني لأرجوك .

فلو قلنا لماذا لا تحزن؟ لماذا هذه القضية؟ لما رأى موسى عليه السلام  خلفه مئات الألوف المدججين بالسلاح مع فرعونو أمامه بحر!!

قال أصحاب موسى وقد اجتمعتالمخاوف والأحزان داخلالقلب فلا يوجد سعادة! القلوب متشتتة !!

قالوا إنا لمدركون أي انتهينا- النفس قد تعبت والسعادة قد تبددت - لو أنك تركتنا ياموسى باقين على خدمتهم ونغسل ثيابهم كما كنا !!

أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا

قال }قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ{!!

لو حصل لك حادث الآن أخي الغالي - وأسأل الله أن يصرف عنا وعنكم السوء-

حادث وأنت للتو اشتريت السيارة، وبمئة ألف ، ثم نزلت من السيارة ورأيت الآثار ، وبعد قليل جاءك اتصال من الملك :سأشتري لك سيارة في الغد جديدة أحسن منها!بماذا ستشعر؟!

سترتاح !!

نحن لدينا أعظم من الملك !! لدينا  الذي جعل الملوك ملوك سبحانه !

 

فلو أحسسنا بهذه القضية ، سنقول كيف نحسها؟

رأيت الآن كيف تحس لمّا كلمك الملك وقال لك :لاعليك ولا يضيق صدرك

أنا سأعطيك, في الغد اذهب للوكالة وخذ أي سيارة.

في هذه اللحظة ارتحت لأنك شعرت أن معك أحد!!

هذا الذي جعل الأنبياء والصالحين - الله يجعلنا وإياكم منهم - لا تهزهم الأمور التي تهز غيرهم!

و هذا مايسمىالتوكل!!

لو عندي الآن في هذه الطاولة نملة أريد أن أحميها, نملة واحدة صغيرة وهناك أربعين نملة يريدون الفتك بها ! يريدون أن يفتكوا بها ويقطعونها ويهلكونها , والنملة هذه قالت :أنا واثقة فيك يا عبد المحسن وأنا أعلم أنك أقوى من هذا النمل وأعلم أنك تقدر أن تساعدني!

وأعلم أنك ترى ..

لو كان الآن فيه نمل، و أنا أريد الجميع يركز معي في هذه القضية !

النملة الآن وحيدة والنمل يريدون أن يفتكوا بهذه النملة ، ويريدون أن يضروها ويريدون أن ينزعوا السعادة من قلبها!

أنا الآن قادر - بإذن الله - قادر أن أنسف النمل هذا بحركة واحدة !

أنسفهم بضربة، أنسفهم بكوب ماء ،أنسفهم بأي شيء.

النملة هذه لكي أختبرها هل هي صادقة وأنها واثقة بي أم لا , ماذا أفعل؟

هل أذبح النمل وهم بعيدين؟

لا, هكذا لا يتبين هل هي صادقة أم لا،  لكن إذا أردت أن أختبر النملة هذه أجعل النمل يمشون و يقتربون منها ،يقتربون ويقتربون وأرى هل يهتز يقينها!

أنا انظر وأنا قادرأن أضربهم هنا أو هنا أو هنا في أي لحظة!

فالآن النملة هذه تجدها مطمئنة مع أن النمل يقتربون والمخاطر تقترب ، مطمئنة لأن هناك واحد - بنظر النملة هذه- هو أقدر من النمل الأربعين!

قادر أن يهلكهم الآن ، قادر يرفعني عنهم ، قادر يبعدني عنهم، قادر أن يطحنهم طحن و يُسحتهم!

النملة هذه اطمئن قلبها ،وما خافت من المخاوف هذه ؛مع أنالواحد الذي سيحميها ضعيف ! ،و هذا الواحد ينام ويسهى ،ويمكن يأتيني ظرف طاريء وأذهب إذا وصلوا عندها!

فما ظنك بمن آمن بالله سبحانه وتعالى! وتوكل عليه حق التوكل !

بسبب هذا الله سبحانه في القرآن  يُرينا كيف يختبر الناس ،

يعني لما هددوا إبراهيم عليه السلام قال: }فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ{ ما قال: أحرقوه، قال: حرقوه ! تحس بكمية الحقد في الكلمة حرقوه!

الله سبحانه لميقلمباشرة أهلكهم؛ لا!

جعلهم يقتربون ، مثل ما جعلت النمل يقتربون ثم جاؤوا ،و أمسكوا إبراهيم عليه السلام ،وكبلوه،وقيدوه ثم أضرموا النار وأشعلوها !

كل هذه المخاوف تقترب عند إبراهيم، لكن قلبه ما تزعزع ! لأنه مؤمن! إيمان كامل أن الله عز وجل يراه ،وأن الله سبحانه وتعالى لا يسبقه الفوت و أنه قادر!!

و ما أنجاه الله في هذا الوقت ! ثم لما أضرموا النار التي تلتقط الطير من السماء وقذفوه، فلما قُذف في النار يقول  النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري : (حسبي الله  ونعم الوكيل قالها ابراهيم يوم أن ألقي في النار!!)

الآنيوجد من يقول: والله فلان مسكين ماله إلا الله !!

وهل الله سبحانه قليل جل جلال الله؟!!

الله سبحانه وتعالى بهذه القلة التيتتكلم عنها !بهذا الضعف جل جلاله !

تعالى الله علوًا كبيرًا !!

و لو أن أحدهم يعرف الملك معرفة شخصية فلن تجد من  يقول :والله فلان هذا مسكين ما يعرف إلا  الملك!!

بلتجده يقول: فلان وراه ظهر !!هذا يعرف الملك!!

وهذا ملك ملوكالارض ،وهذا ملك السماوات والاراضيين  جل جلاله،لأجل هذاابراهيم يقول: حسبي الله ونعم الوكيل !!

قيل فيبعض الأثار- وإن كان فيهمقال -:أن جبريل عليه السلام جاء إبراهيم في اللحظة التي أُلقي فيها بصورته !

في البخاري عن حديث عائشة رضي الله عنها أن جبريل له ست مائة جناح ! و بجناح  واحد فقط منالست مائة جناح أجتث قيل أربعين وقيل سبعة وقيل ثمانية قرى!! قُرى ليست طاولات أو كراسي!!

بل قُرى بجبالها  ،ومساكنها ! اجتثها من أصولها في الأرض ،وجعلنا عاليها سافلها !!

يقول لإبراهيم عليه السلام : ألك من حاجة  يا ابراهيم؟!

- أي تريد أن اضرب نارهم فأطفيئهم ونارهم –

قال عليه السلام : (أما منك فلا و أما من الله فحسبي الله و نعم الوكيل)!!

فنعم بعض الناس يشعر أنها مبالغة،لكن لا، فإبراهيم عليه السلام  لديه إيمان!

كأنه يقول لجبريل عليه السلام : إني أعرف الذي خلقك يا جبريل ، أعرف الذي تستأذن منهإذا أردت أن تعينني أو تساعدني!

أنا أعرف القادر !! الذي أعطاك القوة! لذلك قال:(أما منك فلا أما من الله فنعم)!

قال الله سبحانه:{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إبراهيم}

ولكن القضية هل أنت مؤمنالإيمان الذي يسكن في القلب؟ أم من الذين قالوا آمنا بأفواههم ثم وقت الجد لم تؤمن قلوبهم!!

و لا يأتي الإيمان الصادق إلا إذا امتلأ القلب بالإخلاص لله، و خلا من الرياء !

وهنا سنقفقليلًا،وقفة عند هذا الكلام لنتكلم على النقطة الأخيرة،خصوصًا مشكلة الرياء !

نحن نحتاج حلقات وحلقات لكن حسبي أن أقول آيتين للناس عن هذا الموضوع عل الله  أن ينفع بها من قال ،ومن سمع ، ومن قرأ ؛لأن القضية قضية إخلاص!

و سنضرب مثالًا بسيطًا:

لو أن أحدهمقالت له زوجته :أنا أحبك بنسبة 97%.

سيقول :و باقي 3 % أين هي ؟

فقالت:والله أحب ولد الجيران 3 %.

والله العظيم سيطلقها مباشرة !!فهذا الضعيف ما رضيأن يشاركه رجل آخر بقلب زوجته ولله المثل الأعلى جل في علاه سبحانه !!

يقول تعالى في الحديث القدسي (أناأغنىالشركاء عن الشرك من عمل عملًاأشرك فيه معي غيري تركته وشركه)!

و قضية معالجة الرياء ليست سهلة !

يقول سفيان الثوري: والله ما عالجت في حياتي مثل ما عالجت الرياء ونيتي!إني أرفعها لله عز وجل وفجأةبوسط الكلمة تنقلب عليّ نيتي لفلان أو فلان نظرة فلان ،و مدح فلان ،أوأن دمعة فلان تؤثر علي!!

حبيبي الغالي يامن تدعو الى الله، يامن تعمل الأعمال ، أختي الغالية اسألواأنفسكم وأنتم تقدموا أعمالكم الآن،ماأكثر شيء يفعله لك العبد الضعيف الفقير إذاأُعجب بكلامك؟

و ماأقل شيء يعطيك الله جل جلاله إذا رضي عنك! الناس ينظرون لظاهرك  لكن الله لا ينظر لظاهرك !!

(إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم بل ينظر الى قلوبكم)

لنأخذ مثلًا من القرآن الكريم :

في كتاب الله قوم أرادوا أن يُظهرواأنهم صالحين ،متقين،أبرارًا فجاؤا عند النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا:}إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ{أظهروا إيمانهم حتى يمتدحهم النبي عليه الصلاة والسلام ، ويمتدحهم الناس و يقولوا أن  هؤلاء مؤمنين !! }قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ{

فأبى الله إلا أن يفضحهم !!}قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ{مع أنه رسول الله حقًا ما كذبوا بهذا الكلام !!

وهذا يعلمنا  قاعدة مهمة :أن لا تحاول أن تثبت للناس أنك صالح! لا تثبتلهم ، و أثبت لنفسك أمام الله أنك صالح ، والله يُخرجها سبحانه بحكمته وقوته !! سواءً وأنت حي ، أوأنت ميت !

في زمن نزول القرآن كانت أمور عظيمة تُفتضح!قال الله { وَمِنَ النَّاسِ  مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّه{_ يتحدثون عندالصحِابة _}آمَنَّا بِاللّه وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ{ _فتأتي الفضيحة_}وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ . يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم{ _}قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ } هذا وقت نزول القرآن فليس إظهارك أنت لصلاحك هو المحك الذي يجعل الناس تراك صالحًا!

و لأجل هذا جاءت قضايا القرآن ، يوم نزول القرآن  كان هناك أناس أخفوا قضاياهم ، وما أظهروها، فقال الله عزو جل { وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ } يريدون زاد وراحلة،  ودّعوا أهلهم ،ودّعوا أبناءهمذهبوا ليقدموا أغلى ماعندهم الروح!!

التي هي  أغلى من كل شيء،سيقدمونها في سبيل الله ! فقالواللنبي صلى الله عليه وسلم : زاد وراحلة يارسول الله  ! فقطنريد راحلةونجاهد لله عزوجل!

فقال النبي عليه الصلاة والسلام :لا أجد ما أحملكم عليه الآن !

لاحظ الآن هم أمام النبي عليه الصلاة والسلام لما قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام لا أجد ما أحملكم عليه انصرفوا مباشرة لكن ماذا حدث ؟!

ماذا قال الله عنهم في القرآن ؟؟

هم ما صاحوا و بكوا أمام الرسول عليه السلام ،لا!

هم عملوا لله فتولوا حتىالدمعةأمام النبي عليه الصلاة والسلام ماخرجت من أعينهم !

قال :تولوا و النبي عليه الصلاة والسلام ما رأىأعينهم، فقال الله{ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ{ _ هم أخفوه و لكن الله سبحانه أظهره بحكمته وقدرته!

لذلك لاتحاول أنتأن تُظهر نفسك بل اجعل عملك لله خالصًا!

و يكفيك شرف أن الله سبحانه يعلم به جل جلاله !  {  تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ } والله ما رآها النبي عليه الصلاة والسلام ! لكن أظهرها الله ! أخفوها لله  فأظهرها لأنه علم صدقها !!

قد يراهم أحد ويقول : يبكون دموع نفاق فقال الله _ }حَزَنًا  {_ و هذه  في قلوبهم_ {حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ} ...كل هذه التزكيات وإخراج هذه الأعمال التي أخفوها لأن الله سبحانه وتعالى رضي!!

و الآن القرآن توقّفنزوله،و اكتمل،لكننا أصبحنا نرى الآيات عيانًا! والله عيانًا أنك تعمل عمل خالص لوجه الله سبحانه وتعالى، ولاتفكر في أحد ولاترجو أحدًا، ثم  تذهب لمكان فتجد العالم يفز لك !

والله كأنك فعلت لهم أمرًا كبيرًا،وأنت ماصليت أمامهم، ولا تصدقت أمامهم، لكن  لك خبيئة بينك وبين رب العالمين !

جعل الله القضية في قلوبهم سواءً حصلت أولم تحصل !!المهمأن يرضى ربي فسبحان ربي جل جلاله !!

لذلك يجب أن نوطن أنفسنا على هذا ، واسأل نفسك :

من علّمها ؟ ماهو أكثر شيء يعطيك إيّاه هذا المخلوق الضعيف ؟و ماهوأقل شيء يعطيك رب العالمين؟

لو كنت أزين صلاتي أمامأحدهم فأنا أفعل هذاحتى يقول لي: صلاتك جميلة ! فكيف لو قالها ربي سبحانه عند الملائكة يباهي بك!!

أسأل الله أن يخلص نيّاتنا  و لا ننسى لما  قال النبي عليه الصلاة والسلام (الشرك في أمتي أخفي من دبيب النمل)

تخيل نملة مرّت الآن تحت الكرسي ،من تحتكو ذهبت ورجعت ثم عادتوأنت لم تدرِ عنها !!

هكذا الرياء !! قال أبو بكر رضي الله عنه يارسول الله إذن  ما المخرج؟!قال :(قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك مما لا أعلم)

حبيبي الغالي لو عرفت الله سبحانه وتعالى لن تستغرب أن الله سبحانه يجيبك!

جل جلاله إذا كان هو قوله الحق يقول سبحانه جل في علاه :{وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ} يعني : ما قال الله لشيء كن ثم ما كان فقال له الله مرة ثانية

كن أبدًا !! {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ} ما سرعتها؟

{كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} ربي جل جلاله ، فالنملة اطمأنت لي وأنا أموت ،وأنام و لأني قوي وقدير وسميع - على قدري-  وماخافت من الأربعين!

فكيف يخاف من آمن قلبه ؟وامتلأ خوفاً من الله سبحانه وتعالى! ويقيناً بالله جل جلاله ؟!

فلا تظن أن قضية أن السعادة تكون أن أحفظ نفسي من أجل أهلي أو سمعتي أو الناس ، لا!

لن تذوق السعادة بهذه القضية ، لو كنتِ أشرف إنسانة بالعالم وأعفّ انسانة بالعالم، او كنت أشرف إنسان أو أعف إنسان فلن تشعر بالسعادة !

إذا ما عُمل العمل لله سبحانه عز وجل خالص لن نذوق طعم الإيمان !

إذا عُمل عمل لأجل فلان أو فلانة لن نذوق طعم الإيمان ،لن يذوق طعم الإيمان إلا من أخلص دينه لله سبحانه وتعالى!

فمثلًا أنا ما أحفظ فرجي لأجل فلان أو سمعتي ، لا والله أحفظها لكي يرضى عني الله سبحانه وتعالى ! لأنه إذا رضي أرضاني سبحانه جل في علاه !

نحن نحتاج أن نزيد إيماننا ، اليوم فلان يحلف بالله أيمان مغلّظة حتى يبيع لك غنمة ! أو يبيع لك سيارة،و لو كان هذا عنده إيمان بأن رزقه من الله سبحانه وتعالى ، وأنه لن يزيد ولن ينقص في شيء كُتب له،لما حلف لمليون واحد ما اشتروا منه !!ما كتبه الله لك سيأتيكو ما لميكتبه الله عليك لن يأتيك!

افعل الأسباب المشروعة ،فأنت لن  تأخذها غصبًا!

حبيبي الغالي وانتبه أن تأخذها بمعصية! فلو كان لدينا إيمانًا ما لقينا رشوة! ما سمعنا كذبًاحتى يبيع ، ما لقينا خداع وغش ،و نسينا أن(من غشنا فليس منا )!

الرزق قضية معضلة في قضية السعادة ،مصيبة تعكّر صفو السعادة حبيبي الغالي الله أنزل هذا الكتاب حتى يتعامل مع قلبك !قال الله عز وجل: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} أين  يدّبرون؟ بأي عضو؟ قال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}

أما قضية كثرة الإبتلاءات (يُبتلى المرء على قدر دينه)هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام !

وكل ما ظهر في دين المؤمن منصلابةكلما ابتلاه الله أكثر! و أعطاه الصبر على تلك الإبتلاءات أكثر ليكرمه هناك!

فالله سبحانه وتعالى حدد الحسنات هذه بعشر وهذه بـسبع مئة وهذه بخمس مئة ولم يحدد جل جلاله سبحانه قضية الصبر!!

فقال : {إِنَّمَا}وهي  أداة حصر وقصر  {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} فأسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم !

و يكفينا شرف أن الله قال - وهذه نصيحة لكِ ولي ولكل من أُبتلي وكلنا مُبتلى - : {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً  } كلنا مبتلين !!

و قال الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ}

والله العظيم ما رأيت أعظم في تفريج الكربات وبتوفيق الله عز وجل من أن يوضع هذا الجبين في الأرض!!

وتقول: يارب - بكل افتقار وتكلم بسجيتك ،بلغتك، تكلم بكل مافي قلبك، انتبه حبيبي الغالي وأختي الغالية أن ترفع رأسك من سجودك وباقي في قلبك شيء فتذهب لتقله لواحد ضعيف !! بل قله للغني سبحانه، قله للقوي الجليل العظيم!!

مابقي إلا القليل، ولدي المحاور ،ولم أمر على أكثرها ،لكن لعلي بعد عون الله عز وجل أن ألامس بعض الجروح التي نعاني منها ،حتى نعمل عليها من اليوم.

حبيبي الغالي وأختي الغالية:

منذ أن كنا نُطف في أرحام أمهاتنا - والله العظيم - ما جاءنا جزء من مادة غذائية أكلتها الأم إلا وقد كتبه الله لنا!

تكلفة حياتك كلها من ولادتك حتى تموت بأكلك ،وسكنك ،ولباسك، وسياراتك ، وكل هذهالأشياء لها مبلغ معيّن ، وهذا المبلغ الذي يصرف على ملابسك وحياتك وأكلك وشربك وسكنك لو كُتب أنه ثلاث مائة ألف والله لن تخرج من الدنيا و هي ناقصة ريال !!

والله ستأخذ الثلاث مائة ألف و تُصرف عليك و لو كنت أفقر مخلوق!

و لو كنت غنيًا وتملك مليونين لنتأخذ أكثر من الثلاث مائة ألف ريال!! والباقي ستذهب لغيركلأنها ماكتبتلك !!

وهذا يا أحبتياسمه إيمان!  هذا الذي يمنعنا أن ننتفض وتضيق صدرورنا، وتتهشم السعادة  وتتكسر، إذا قيل لأحدنا:سيفصلك مديرك !

يفصلك أولا يفصلك رزقكليس عند الناس ، الله سبحانه يقول:{وَفِي السَّمَاءِ } في السماء فوق }رِزْقُكُمْ {ماقال في الأرض !

فلماذانتعلقبفلان وفلان ،ونبكي عند فلان ، رزقك في السماء ! لن يُوقّع قرار على الأرض ترقية، ولا قبول ،ولا نجاح، ولا نقل ،إلا بعد أن يأذن به الله !

فاجمع حاجتك وسعيك ،اجمعهواقعد و ارفعه لله ،و أنت ساجد له ، أو رافع  يدك تدعوه،فهو الذي بيده الأمر!

أما  الناس هؤلاء فهم مجرد أسباب حركها الله عز وجل!

إذا أراد سبحانه أن  يوظفك جعل فلان يكتب ورقة و توظفت! وإذا لم يُرد ماوظّفك سبحانه ! و لن ينفعك أحد الله قال }هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن{هل قال من رزقها؟! لا!

الرزق ليس رزقها ، ولا رزق من  مشى عليها من الناس!! بل قال :}وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ{!

فالرزق ملكه سبحانه !

فيا إحبتي إن هذا القرآن يرفع قلوبنا ،فلماذانُصِرُّ نحنأن ننزلها ؟!

وتضيق صدورنا ،ونخاف !! أخاف أنقل يصيبني كذا!  أخاف أذهب للبعثة يفوتني كذا ! أخاف !!

نحن نكدّر على أنفسنا بقلة الإيمان !!

الأمر الثاني والذي أختم به قضية الموت، الآن فلان ابن فلان أصيب بسرطان،و ضج البيت ، وحلّت الضراء والبأساء في هذا البيت وأظلم ! في وسط النهار مظلم البيت، من الهموم والغموم لماذا ؟

لماذا داهمتكم وأنقضّت عليكم الهموم؟! قالوا لأنه سيموت!

نحن نصلي، نزكي ، كل هذا من أركان الإسلام لكن أين الإيمان؟!

نظن مادام أصيببسرطان والتحليل يقول أنه مصاببسرطان،فهذا يعني تاريخ ١٦ / ٦ الذيسيموت فيه اقترب !!

القرآن يضربها يمين ويسار في قلب المؤمن ، من يتدبر القرآن يجد أن هذا اليوم مايقّربه سرطان ، ولا يبعده عافية !!

يعني تاريخ ٦/١٦ الساعة الرابعةعصرًا لن تصبح ثلاثة العصر لأنه أُصيببسرطان!

ولولميُصبه سرطان لنيتأخر منالساعة الرابعة والنصف ولا من الرابعة وعشر دقائق دقيقةواحدة و لا ثانية !

إذاً لو كان الإيمان في قلبي ،وقلب العالم كلهم ،كان والله لا تحمل هم كيفتُخبرهأنه مُصاب؟!

و يأتون الأطباء النفسيين ،و تتناقش معهم ،و يُغشى عليه ! لكن لماذالا أحد يقول السرطان زين !

لا تتمنوا لقاء العدو وإذا لقيتموهم فاصبروا } قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا{

الآن قضية الموت ما دام الموت لا يُقرّبه ولا يبعده شيء فكيف يضيق صدري ؟

أنت لا تستطيعأن تقول لي:أنت ستموت بعد قليل !

لأننيسأضحك في وجهك ! و هذا يجعلني  أعرف ضعف الذيأمامي؛ لأن الله عز وجل قال }الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ{ انتبه هذا سيسحرك ! وهذا سيصيبكبعين ! و الله يصف المؤمنين قال:}إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ{

أرادوا أن تخاف قلوبهم،و يتزلزلوا ،و تتبدد السعادة } فَزَادَهُمْ إِيمَاناً{!!

علموا أن هؤلاء الضعفاء مالهم شيء من الأمر، بل الأمر من عند ربي سبحانه وتعالى }فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {!

يدبر الكون هذا كله ، واحد سبحانه!!

لأجل هذا جاء رجل في أيام السلف مسافر لفترة طويلة ،جاء ليشتري هدايا لأولاده، وهو في الطريق يتفاوض مع البائع ويبيع ويشتري ،فجأة ينظر البائع هرب ،والناس في السوق هربوا،ثم يأتي الملك والُحُجّاب !

موكب والناس فارةهاربة ! فأخذ الحاجب السيف ،

وجاء عنده  وقال له: مالك لا تتنحى عن الطريق ؟! لتتنحينّ عن الطريق أو لأقطعنّ عنقك !!

فجاء الملك ، وقال له : دعه لا تقطع عنقه،فضحك الرجل !

فقالوا له :مايُضحكك ؟! قال:  أضحك من حاجبك هذا ،يريد أن يقرب أجلي ساعة وأنت تريد أن تؤجل أجلي ساعة ،والأمر ليس لك ولا له!

قال الله جل جلاله }وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله{ليس إذن البشر بل}بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً{!!

ختاماً أقول :لا يملك السعادة إلا واحد ! فإن استطعت أن لا تطلبها من أحدٍ إلا منه فافعل!!ووالله إنه سيرضيك!!

وأصلي وأسلم على أشرف خلق الله محمد ابن عبدالله عليه الصلاة والسلام وجزاكم الله خير...

للاستماع للمحاضرة صوتياً :

http://www.abdelmohsen.com/play-693.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده



  محاضرة نحو حياة سعيدة بصيغة wrd   محاضرة نحو حياة سعيدة بصيغة pdf


  • الثلاثاء AM 01:30
    2015-08-04
  • 4257
Powered by: GateGold