عرض المادة

البشارة الحقيقية

البشارة الحقيقية

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمدلله الذي لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والأخره،

أبدأ بالشكر الجزيل العظيم الذي لا مثل له لله الواحد سبحانه الذي لامِثل له، وأصلي وأسلم على أشرف خلق الله أجمعين،

سيدنا ونبينا محمد،روحي وأبي وأمي ونفسي له الفداء عليه الصلاة والسلام،

أمّا بعد..

أسأل الله جل جلاله العظيم الذي لا إله غيره أن يُخلص نية كل من عمل لأجله ليرضى سبحانه؛

إذ لايقبل الله سبحانه وتعالى أي عمل أشرك فيه العاملمع الله غيره سبحانه،

 

هذا القرآن العظيم أنزله الله سبحانه وتعالى ليعالج أعظم عُظم، فهو كتابٌ عظيم، لا، بل أعظم كُتب الله سبحانه وتعالى،

أنزله أعظم مَلَك على أعظم نبي عليه الصلاة والسلام؛ ليربّي ويعالج ويكون بلسم وشفاءلأعظم عُظم،

الله سبحانه وتعالى ونحن مجتمعون الآن والكاميرات تصور الظاهر فقط،

الله جل جلاله لاينظر إلى ظاهرنا، بل ينظر لهذا القلب وعلاقة هذا القلب بالقرآن،

وأنظر إلى هذا الخط .. خط السير الذي رسمه الله جل في علاه، قدّره سبحانه وقضاه وكتبه،

إذا كانت علاقتك في القرآن في غير هذا الخط وعلاقتي في غير هذا الخط فأسأل الله أن لانموت ونحن على هذا الحال حتى يتعدل المسار،

يقول الله جل في علاه:

(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُعَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينْ)

هذا هو خطالسير، إذا نزل للأُذُن ماينفع، نزل للسان يقرأ ماينفع، نزل لعقل يحفظ ماينفع ...

 

(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا‏)

سبحان الله العظيم،

إذن أي مكان يذهب إليه القرآن غير هذا القلب لا ينفع، والله لا ينفع لأجل هذا قال الله عزوجل:

(وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَة)

أشتركوا كل الحضورفي السماع، وأشتركوا كل الحضور أنهم حضروا المجلس وكانوا يرون النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ عليهم القرآن، اشتركوا في كل هذه، حضور الأجسادوالأسماع والأعين .. بينما لم يحضروا جميعهم بأبصارهم؛

 

(وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةفَمِنْهُم)

ليس الكل..

(فَمِنْهُم مَّن يَقُول)

وصل القرآن لمكان فعل فيه الأفاعيل، فأثّر فيه حتى أنه صار يتكلم،

لميسمع وهو لا يعلمبما يُقال..

(أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا)

ماقال حفظًا ولا طربًا لسماع القرآن بل

( أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرون)

سبحان الله..

يستبشر بماذا؟

يفرح بماذا؟

هل بُشّرَبمليار!!أو خمسين مليون!!

أم بُشّرَ ببيت أو بوظيفة!!

لا،

أقسم بالذي لاإله غيره أنك عندما تفتح هذا القرآن وتقرأ، ثم يفتح الله لقلبك بآيةٍ واحده،

أقسم بربي الذي لا إله غيره أنها ستكونألذ مما لو أنك بُشّرت بمليارات الدنيا،

 

لو إنك رُشّحتلتصبح رئيس العالم، ورجل آخريجلس في مسجدويقرأ آيه، ثم فهمها ودخلت قلبه وزادته إيمان .. هُنا يكونهو يشعر بطعم لذةٍ وفرح أكثر منك..

من الذيقال هذا الكلام؟

يقوله الله جل جلاله لمّاتكلم عن هذا القرآن:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُور)

ماهوَبداعية مسكين يتكلم، ولا بشيخ ولاخطيب، لا،

(مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُور)

الهموم أين مكانها؟

هُنا في القلب

لو أتيت لرجل مهموم وجعلته يرى أجمل منظر في الأرض .. هل سينجلي همّه ؟

لا،

لو أتيت عند رجل فقد ولده أو مات أحد والديه وجعلته يستمع لأحسن الأغاني .. هل سيتبدل حاله؟

لا،

لأن المشكلة ليست هُنا، مشاكلنا كلها ومنها الخوف، والألم، والسعادة الحقيقية جميعها لا تكون إلا في القلب،

قد نكون ضحك ظاهريًا ولكن السعادة تكون في القلب.

فالله عزوجل يقول:

(جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۞قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْر)

إذا قرأت آيه وفهمتها بقلبك، وزاد إيمانك فهو خير، ويحق لك أن تفرح

الله سبحانه وتعالى لم يقُل للملوك

"فبذلك فليفرحوا إذا مَلَكوا"

ولم يقُل للتجار

"فبذلك فليفرحوا إذا اغتنوا"

بل قال لك أنت إذا قرأتآيه وفهمتها بقلبك وزاد إيمانك فذلك هو الخير،

الله عزّ وجل يعلم مقدار الفرح والسعاده التي تدخل قلب المؤمن إذا فهم آيه، وأزداد بها إيمانًا، لا تعادلها كنوز الدنيا كلها

قال الله:

(فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)

كل ما يجمعه أهل الأرض

لو أحدهم فاز ومَلَك الأرض كلها، ستكون قراءة آيه وفهمها أفضل من ملكه هذه الأرض

نعم وربي لكن..

من ليس له لسان لا يذوق طعم العسل.

أسأل الله أن يفتح قُلوبنا لفهم هذا القرآن،

 

لقد جاء القرآن بكل ما فيه من قصص وبوعد ووعيد عن الدنياواليومالآخر وبقصص الانبياء كُلها حتى يُثبت قضية عظيمة

كبّرها حتى يكون قلب هذا العبد لا يتعلق إلا بالله ولا يصرف نوع من أنواع العبادةإلا لله عزوجل،

 

كُنت في سانت لويس في أمريكا العام الماضي ولماكنت أصلي في مسجد كلمني الأخوه القائمين على هذا المسجد، كان لذلك المسجد مجلس إدارة وكانوا إن أرادوا عمل مشروع أو درس في العقيدة أو دروس المِلَل والنحل كان لكل عضو من الأعضاء رأي فاتفقوا على أن لا يتكلمون عن التوحيد بعمق!

فقالوا لي:

وأنت تَلقي المحاضرة لا تركز على التوحيد.

قلت: سبحان الله! وما أنزل الله عزوجل هذا القرآن إلا للتوحيد!

قالوا: إننا كلماتكلمنا عن التوحيد جاؤونا بعد كل محاضرة وعملوا شبهات..

فقلت : سبحان ربي جل جلاله!

 

يقول الله سبحانه وتعالى:

(إنمَا إلهُكم الله الذِي لا إلهَ إلا هوَ وسِعَ كُلُ شئٍ عِلما)

ماذا قال بعدها؟

(كذلكَ نقُصُّ عليكَ مِنْ أنباءِ ماقَد سَبَق)

كل الذي سبق كان عن التوحيد!إي وربي..

( وقَد أتيناكَ مِنْ لدُنا ذِكرا من أعرضَ عنه)

اللهم لا تجعلنا منهم،

(من أعرضَ عنهُ فإنهُ يحمِلْ يومَ القيامَةِ وِزرا) .

 

قلت:أنتم بماذا تُخاطبونهم؟

قال: نُخاطبهم بأقوال البشر وأقوال العلماء.

 

هذا شيء جميل، اقسم بربي جميل لكن نحن مشكلتنا مع هذا القرآن أننا ماعرفنا قدره

ولأجل هذا هناك مثال أطرحه دومًا وسوف أعيده مرةأخرى حتى نفهمه، ويفهمه المتكلم قبل السامع،

 

الآن لو جئت بطفل ذو خمس سنوات وخيّرته بين شيك بخمسة مليارات وحلوى  أيهم سيختار؟

الحلوى بالتأكيد .. مهما حاولت أن تشرحله له، مستحيل،

تقول له ياحبيبي هذا تشتري به مصانع حلوى سيقول لكن أريد الحلوى.

 

والله نفس هذا المثال مذكور في القرآن، ليس قضية حلوى وإنما مثلما فعل هذا الطفل؛ كونه لم يعرف حقيقة هذا الشيك وما عرف الحق؛ فلأجل هذا أعرض عن الحق

 

الله يقول ان حياة اكثرنا ..

(بلْ أكثَرهُم)

ماقال نصفهم

(بلْ أكثَرهُم لا يعلَمُونَ الحق)

ماهي النتيجة؟

حينما لا تعلمأن هذا الشيك يساوي خمس مليارات وأنه أفضل من الحلوى؟

ماذا ستفعل؟ ستَعرض عن الشيك بالتأكيد

قال الله:

(فَهُم مُعرِضون)

تجد أكثرنا الآن مُنشغل بمتابعة الأخبار وما يفعله الكفار، في حين أنه لا يقرأ القرآن إلا قليل..

 

فالشاهد قلت: والله لن أتكلم إلا عن التوحيد، لكن سنتكلم ياجماعة من كتاب الله سبحانه وتعالى.

 

فعندما دخلت إلى المسجد وجدت ناس مختلفين،

يعلمونأن هذا المسكين آتٍعن طريق أهل السنة والجماعة السلفية،

والله ياجماعة أني أراهم وهم ينظرون إلي .. أحدهم يجلس واضعًا رجلًا فوق رجل، وألآخر ينظر من بعيد ينتظر ماذا سأقول

 

فقلت لهم: ياجماعة نحن اليوم سنتكلم عن القرآن

ثم قلت: أعطوني أي قصة في القرآن تتكلم عن التوحيد، أي قصة؟

ولا أحد يجيب

فقلت: ياجماعة أعطوني أي قصة.

فأردف رجل كان يجلسفي الزاويةوقال بالإنجليزية the caveسورة الكهف أي قصة أصحاب الكهف.

 

فقلت : اولًا يا جماعة هذا الرجل لا أعرفه ولا يعرفنيفليس هناك اتفاق مُسبق بيني وبينه وهذه هي المره الأولى التي أراه بها،

ثم سألته: هل أعرفك أنا؟

قال: لا.

ماهي قصة أصحاب الكهف من البداية إلى النهاية؟

قال الله عزوجل:

(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ)

توحيد

(وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)

اللهم زدنا هدى ..

(وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا )

ماذا قالوا؟

(رَبُّنَا)

قضيتهم كلها توحيد .

( رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا)

توحيد ..

(لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)

ولكن لماذا؟

أنتم أبناء ملوك..

مانقصكم مال ولا نقصكم سكن!

مترفين مرفهين فماهي قضيتكم؟

(هَؤُلاء قَوْمُنَا )

ماذا؟لميوظفوكم؟ لا ..

(هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً)

فقط!  نعم فقط،

ذلك يعني أنهم لو لم يتخذوا من دون الله آلهه ووحدوا الله تقعدون معهم؟ نعم نجلس..

(اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى)

كل مشرك مفتري،

أسأل الله أن لا يجعلنا من المفترين..

(مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ )

الله أكبر! ، ما سبب الاعتزال ؟

(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّه)

سبحان الله،

إذًا ما هي قضيتهم؟

قضيتهم التوحيد، وأي قصة ذكرت في القرآن تدور حول أنه لا إله إلا ألله،

بل نَزَل هذا القرآن ..

(الر كِتَبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَتُهُ)

كل آيه نزلت قد أُحكمت, ليس كل سورة أو كل صفحة لا

بل كل آيه

(الر كِتَبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَتُهُ ثُمَّ فُصِّلَت)

من احكمها وفصلها ؟

(مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)

لماذا أُحكمت؟

لأنها تحتاج حكيم

وفصّلت؟

تحتاج خبير

 

حين يتعطل هاتفك ولم تستطيع اصلاحه .. تقول أنه يحتاج لخبير يفهم بالتفاصيل

حسنًا .. لماذا أحكمها؟ ولماذا فصلها؟

(كِتَبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتمِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍأَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ)

هذا فقط!

إي وربي لم يُنزل إلا لأجل ذلك.

(تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَاللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)

 

قال الله تعالى:

(إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ)

لماذا؟

(فَاعْبُدْ اللَّه مُخْلِصًا لَهُ الدِّين)

هذه رسالة القُرآن

(الا)

هذه أداة تنبيه، يعني النائم يستيقظ..

(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)

أيٌ شيء غير خالص هو ليس لله! لايريده الله .

"من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته هوَوشركه"

 

إذن القضية الأولى التي أُنزلمن أجلها القرآن هي التوحيد.

لكن التوحيد ليس معناه أن أحفظ توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، لا..

بل أن تكون هذه القضية عندك وتعيشها في حياتك،

أنك لا تخاف أحد دون الله عزوجلولا تتعلق بأحد،

رزقك ليس عند أحد الا الله..

 

لعلنا نُفصّل بعض الأمور التي يُحبها الله في واقعنا

سنذكر بعض المقاطع في القرآن تكلمت عن أمور يحبها الله،

فهنيئًا لي ولك اذا طبقناها في كل يوم..

 

وأمور لا يحبها الله من العبد،

فاحذر حبيبي الغالي منها..

 

وأمور يكرهُها الله،

واكثرنا واقع فيها..

 

فتعالوا يا أحبتي نتعلم كيف نعيش حياتنا بعد الله سبحانه وتعالى مع القرآن؛

لأن الله أبى أن يُنعّم أحد فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض..

الثلاث كلها إلا بعد أن يُذيقه الله طعم القرآن،

أسأل المولى جلّ في عُلاه أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا .. هذه دعوة محمد صلى الله عليه وسلم..

 

قال الله جل جلاله:

(فَمَنْ تَبَع)

تَبِع ..أي سمِعَ الآيات ثم بدأ يطبقها .

(فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون)

لم يقل"من قرأ"

 

نحن قرأنا وقرأنا لكن ماذا حصل؟


راجع كل المواقف التي مرت عليك في حياتك، وسنعرف لماذا خسرنا ..

أشياء كثيرةكان من الممكن أن نكسبها،

الآن العبد مستقبله امامه، لكن هذاالمستقبل مرسوم على فعلك الآن،

ماذا يعني هذا الكلام؟

يعني أن أكثرنا يشوّه مستقبله بأفعاله اليوم..

 

(وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ)

الله يقول موعظة من ربكم،

لو انهم فعلوا ماذا سيحصل؟

المستقبل يتغير،

والله جل جلاله كتبه كتابة علم لا كتابة إجبار،

 

بعضنا يقول:

لكن القدر!أنا مافهمت القدر، هل أنا مخيّر أو مسير؟

فإذا عصا قال أنا مسير،

واذا أطاع قال أنا مخيّر !


لذلك تجد بعض الناس حين تمر فتاة وتكون لوحدهامامعها احد، تجده يُفصّلها بنظراته من فوق إلى تحت..

أسأل اللهأن يعصمني وإياك عما يغضب وجهه .

فحين تُنكر عليه نظرته يقول والله انا مسيّر، مكتوب!

 

دخلت المرأةإلى المحل وخرجت معها زوجها ذو العضلات، تجد أنهلا أحد ينظر لها

الآن يصبح الرجل مخيّر!

 

ذلك يعني أنه في الحاله الأولى حين كانت الفتاة تمشي وحدها كان مخيّر أيضًا

لماذا حين يكون معها رجل لا تنظر إليها؟

وحتى إن لم يكن معها رجل معها رب العالمين سبحانه وتعالى .

 

أسأل الله أن يعصم أبصار المسلمين عما حرم وألسنتهم.

 

الشاهد أحبائي أن كتابة الله كتابة علم،

هو يعلم أن فُلان في ذلك اليوم سيعصي الله سبحانه وتعالى، فكتب عليه ماسيفعله هوَ،

 

حين يخبرك شخص بنتائج الطلاب في حين أنه لم يعلن عنها بعد وقال لك أن فلان ناجح وفلان راسب..

فتستغرب انت لأنه لميعلن عن النتائج بعد .. وحين يُعلن عنها يكون كلامه صحيح ..

هل هو أجبرهم وغيّر النتائج؟

أم علم قبل اعلانها فقط؟

 

فالله جل جلاله يعلم ماكان وماسيكون،

مامعنى هذا الكلام؟

(وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ)

لكان ماذا يارب؟

(لَكَانَخَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)

كلماسمع شيء يحاول يطبقه،

سمع عن سنة الضحى يحاول يصليها،

سمع عن التبكير في المسجد فبكّر،

كان يذهب صلاة الفجر بسيارةفسمع

"بشّر المشائين فالظلم للمساجد"

فصار يمشي مع أنباستطاعته أن يشغّل السياره

(فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ)

هذا هو الذي يُبشّر بالأمور هذه

(لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ)

اللهم أعنّا على فعل مايُرضيك .

 

(وَأَشَدَّ تَثْبِيتًاوَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً)

هل فعلنا؟

تعالوالنطبق بعض الأشياء التي ممكن أن نفعلها..

الله جلّ جلاله يحب أنه إذا أعطاك أي نعمه وجئتلتتكلم عنها أنك ماتذكر احد قبله،

كم فشلنا؟

كل قضية فشلنا فيها بالقرآن سنُعاني.

إي وربي..

 

كم فشلنا؟

كم من واحد من الناس سواء من رئيس، أو مدير حين تقول له:

بشّر المشروع الفلاني؟

يقول: والله الشباب لم يقصروا ومعي فريق!

 

سبحان اللذي لا إله إلا هو!

ذكر الكل إلا الذي له الفضل كله!

وإن صححت له وقلت"بعد الله" .

يقول: بالتأكيدأنا أعرف!

إذًا ما دمت تعرف ذلك فستعرف أيضًا أن الضعفاء الذين يسرهم لكالله ذكرتهم، بينما الوحيد الذي يسّرلك كل هؤلاء لم تذكره.

 

القرآن يذكرأقوام فيمدحهم، فعندما تقرأ عنهم توقف وقُل:

يارب انفعني بما أقرأ، يالله افتح لي ماستغلق علي.

توقف وانظر كيف يتكلم من مدحه الله، تجد أنه فعل أشياء لم تخطر على بالك..

 

تعال وانظر حبيبي الغالي لهذا المثال، وسأكتفي بذكر مثال واحد على كل قضية،

لمّا قال سليمان عليه السلام:

(أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)

فريق وعندهم مشروع يريدون تحقيقه،

هذا المشروعما فيه طيارات كما وقتنا الحالي، وسيلتك الوحيده هي الجمال،

لكن كيف لهذه الجمال أن تحملعرش!

وكم من الوقت سيمضي حتى تصل

مشروع يحتاج لمجهود ضخم

قال سليمان عليه السلام:

(أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)

بدأت العروض من هذا الفريق،

(قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ)

تخيل أن لك مشروع يحتاج شهور، وتخطيط ورسم أهداف،ثم يجيئك احد من الفريق ويقول أنا اجلبه لك اليوم!

 

ثم يليه عرض أقوى من هذا،

(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَالْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)

تغمض عينك وتفتحها تجده أمامك!

فـ مالذي حصل؟

انظر لفعل هؤلاء الأبطال .

يارب يا من أنعمت عليهم أنعم علينا،

لأن خلق الله هم عبيد الله، لما تكلم الله عن عيسى ابن مريم عليه السلام قال: (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ)

ولكن ماسر هذا النجاح؟

(أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ)

فاللهم أنعم علينا.

 

لذلك إذا قرأت الفاتحة فقلتَ:

(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)

هذا هو الذي تطلبه،

فركز؛ لأنك لو قلت لموظفأعطني تذكرة من جده إلى الرياض مايقصلك ولا يعطيك حتى تركز معه بكامل حواسك

إن لم تركز معه لن ينظر إليك، هذا بشر مع بشر فكيف مع الله

(إن الله لا يستجيب دعاء قلب لاهي)

قُل (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وأنت تستشعر.

 

(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ )

فإذا قلتها فإنك تطلب هذا، فركز حبيبي الغالي.

 

فانظر ماذا قال سليمان عندما حضر عنده العرش:

(فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ)

لو كنّا في مكانه ماذاسنقول؟

بيّض الله وجوهكم ياشباب، أنتم نِعم الفريق،أنا بصحبة أبطال وما يليه من المدح ..

لكن من يُحبهم الله لا يذكرون أحدًا قبل الذي بيده الملك كله،

(قَالَ هَٰذَا)

مابه؟

(مِنْ فَضْلِ رَبِّي)

وفريقك؟

لا، لا يُشكر أحد قبل الله،

الله لا يقبل شكرك له إذا لم تشكر الناس من فضله وكرمه، لكن لا تقدم أحد قبلهسبحانه.

كم خسرنا ؟ أكمل الآيه ..

(قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي)

كم جائتك بشارة على الجوال ثم قلت للناس "تيسرت" لكن من يسرها؟

"انحلت"لكن من حلها؟

"لا أبشرك الوضع انتهى"

"والله ماقصر فلان"

وغيرها من العبارات

ما قصر فلان، لكن من الذي سخّر فلان؟

 

(قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي)

لما؟

(لِيَبْلُوَنِي)

لا إله ألا الله!

هل كل رئيس حينما تُقضى عنده وتحل عنده وتُنجز عنده مشاريع يعلمأنه الآن في إختبار؟

الآن ياناجح أو راسب؟

 

(لِيَبْلُوَنِي)

ما هذا الفهم إلذي يملكه!

(لِيَبْلُوَنِي)

يبتليه بماذا؟

(أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ)

الله سيرى إن كنتسأقول "من فضل ربي"أو سأقول"بيض الله وجوهكم" قبل أن أشكره.

(لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ)

رجل فاهم كل القضية..

(وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ)

أنا إن شكرته سيعطينيأنا

(وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ)

دائمًا تأتي غني حميد لكن هنا جاءت (غَنِيٌّ كَرِيمٌ)

فما معنى هذا الكلام؟

يعني أن عدم شكرك لن يُحيل الله سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا من الكرم للبخل جل جلاله، هو كريم سواءأشكرت أم لمتشكر.

 

(كُلًّا نُمِدّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاء رَبّك وَمَا كَانَ عَطَاء رَبّك مَحْظُورًا)

 

هل نحن نذكر أحد قبل الله؟

اسأل نفسك ..ماذا تفعل كلما بُشّرت بأمر سعيد ؟ ما هي ردت فعلك بعدها مباشرة؟

نحن بذكرنا البشر وفضلهم قبل الله سبحانه نخسر ..

(وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ)

 

انظر لذو القرنين لمّا كرر الله سبحانه وتعالى(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا)

ما هو السبب الذي يتبعهرجل بطل أثنى الله عليه؟

هو عنده سياسة واضحة،

(أمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا)

فقضيته مرتبطه برضا الله ومعصيته..

( وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا)

أي ملك يخرج عن هاتينالقاعدتين فاشل،

أي ملك لا يُكرم من آمن وعمل صالحًا والله فاشل،

أعطاك الله ما فعله ذو القرنين كمثال، قال الله عزوجل:

(حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا)

وفي فرأءه(يُفقهون قولا)

لا تفهم عليهم حتى،تحتاجلمترجمين،

الشاهد لما قالوا:

(قالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)

ماذا قال؟

(قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا *آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ)

لم يحتاج إلى مقاولين ولا تخطيط،

عمل والله لا تجد مثله، قال:

(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ)

تمت العمليةوالمشروع بأدق الإنجاز وأعظمه، قال:

(فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)

انتهى المشروع الآن.

لكن ماذا فعل ذو القرنين بعدها؟

التفت لمن معه وشكرهم ومدحهم؟

لا، بل قال:

(قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي)

هذا رحمة من ربي

(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖوَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)

البداية من ربي والنهاية من ربي،

لكن ماذا عن عملك؟

أين نفخ الحديد والقطر؟

كله بفضل الله

(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا)

نحن ياجماعة من نذكر قبل الله؟

 

الخسارة الثانيةالتي يحب الله أن نفعلها ويكره أن نتركها،

قضية نسمعها كل يوم،

مثلًا كنت في الانتظار عند الحلاقوتتكلم مع صديق ينتظرك في منزله ستقول:

"أنا في الحلاق خمسة دقائق وأأتي إليك"

من الذي قال لك أنك سوف تذهب إليه!!

"أنا قريب عند بيتك إنتظرني عند الباب"

 

الله لا يحب هذا ياجماعة،نحن نخسر لأن أي موقف تفشل بهستفشل بما يليه أيضًا

إن ذكرت أحد قبل الله فبموقفك الثاني لن يعينك الله، ولن ييسرلك مثلمايسّرلك في المرة الأولى،

يجعلك تعرف حقيقةالفريق الذي معك، تشعر بقدر ضعفهم.

الله سبحانه وتعالى يقول:

(وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)

كل نعمة؟

نعم كل نعمة، الله سبحانه وتعالى لا يحب أن تقول "سأأتي إليك"دونما قول إن شاء الله

قد يحرمك حتى لو كنت أنت محمد صل الله عليه وسلم،

والله لو كنت محمد صل الله عليه وسلم وكنت مواعد الناس أنك ستقول لهم القرآن، والله إن يحرمك من القرآن.

واجه النبي عليه الصلاة والسلام بسبب هذه الكلمة الواحده التي أكثرنا يقول "لا معروف إن شاء اللهأكيد" مادامت أكيد حبيبي الغالي قلها.

إنالنبي عليه الصلاه والسلام يعلم أنها أكيد أكثر مني ومنك ومع ذلكماقالها،

فـ الله سبحانه وتعالى عامله بطريقة مختلفة

هذا وهو النبي عليه الصلاة والسلام أعظم مخلوق

فالقرآن يعلّمنا لكن نحن لم نعمل لذلك أكثرنا فاشل، فأسأل الله أن يتولى أمرنا كله ..

(إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)

اللهم لا حول لنا ولا قوةاجعلنا يا رب من الصالحين

 

قال النبي عليه الصلاة والسلام لمّا ذهب كفار قريش لليهود الذين عندهم علم من الكتاب..

فقالوالدينارجل يدّعي النبوة فكيف نعرف بأنه صادق أو كاذب؟

بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام

 

قالوا أسألوه عن ثلاثةأمور:

اسألوه عن فتية تركوا أقوامهم من أجل الله، وهم أصحاب الكهف..

وأسألوه عن ملك جاب الأرض، وهو ذو القرنين..

واسألوه عن الروح، فإن أجابكم عن اثنتين وترك الثالثة فهو نبي، وإن أجابكم بالثالثة فإنه ليس له علم.

(قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي )

 

فلما جاءوا عند النبي عليه الصلاة والسلام قالوا: أخبرنا.

الآن هو محمد عليه الصلاة والسلام،أعظم مخلوق خلقه الله،

وسيخبرهم عن أعظم كتاب، ويدعوهم لأعظم دين، توحيد الله عزوجل،

كل هذه الأمور ما شفعت أن تُستثنى من قضية أن تقول إن شاء الله.

ما كان مواعدهم على عزيمةأو صفقة أو أمر من أمور الدنيا، لا

بل على دين الله، ومع ذلك لا يرضى الله ولا يحب أن تنوي فعل شي دونما قول إن شاءالله..

 

فقال النبي عليه الصلاة والسلام:

"إئتوني بالغد أُخبركم" .

ما قال  إن شاء الله

 

تعرف ماذا حدث ؟؟
جاؤه في الغد،

 

أنظر كم المعاناة التي تعانيها والله سنعانيها لكن لانعلم،

كالمطعون الذي لا يعلم عن جرحه .. تراهُ ينزف ولكنه لا يشعر.

كمن يصاب بحادث سيارة .. تسأله " أنت بخير؟"

ويخبرك بأنه بخير بينما جسده يعاني من نزيف داخلي دون علمه، لا يلبث سويعات حتى يموت..
كذلك حال أكثرنا مع القرآن، هو ينزف من الداخل لكن لا يعلم،

 

الشاهد ..

عندما جاؤه في الغد فقال لهم:

"غدًاأخبركم"

جاء الغد فحضروا، قالوا : علّمنا.

 

أنظر المعاناة التي قاساها النبي صلى الله عليه وسلّم، لن يكذب حاشاه، بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام ولن يؤلف،
(قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي)

(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ ۞ لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ۞ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ)

إذًا هو لن يتقوّلعليه الصلاة والسلام فبدأ يعاني،

و بدؤا يتكلمون عليه،

وغدًا فبعد غد فاليوم الثالثفاﻷسبوع اﻷول واليوم الثامن والتاسع والنبي صلى الله عليه وسلّم لا يزال يعاني بسبب كلمة،

حتى جاءت العجوز الشمطاء تقول: "قلاه شيطانه". أي جفاه شيطانه،

فأنزل الله عزوجل عليه بعد خمسة عشر يوماً

(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)

يقول:ما جفوناك، لكنك لم تقل :إن شاء الله.

فقص الله عليه القصة بعد هذه المعاناة، بعدما أنتهت القصة .. قال الله عزوجل:

(وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ۞ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لأقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا)

اللهم اهدنا ﻷقرب من هذا رشدًا..
سبحان الله!

سليمان عليه السلام يقول : ﻷطوفنّ الليلة على تسعين من زوجاتي،

 

انظر .. ليستقضية مشروع أو سوف يذهب لحلاق أو سيذهب  لسفر ، لا،

يقول: ﻷطوفنّ الليلة على تسعين من زوجاتي كل واحدة منهن تحملُ بفارس يقاتل في سبيل الله،

يقول النبي عليه الصلاة والسلام :"لكنّه لم يقل إن شاء الله، فلم تحمل منهن إلا واحدة بنصف رجُل"

رزقبولد لكندون يدين أو رجلين وكان ذلك بسبب كلمة إن شاء الله..

كم عانينا نحن؟
لكن أسأل الله أن يجعلنا نشعر، وأن لا ننوي بفعل شيء إلا قلناإن شاء الله


سأعطيك أمر أعظم وأعجب من هذا..

الله عظيم جل جلاله لمّا ذكر للنبي عليه الصلاة والسلام قصة موسى عليه السلام، قال:

(هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ۞ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ۞ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ۞ قَالَسَتَجِدُنِي)

صابرًا وسكت؟

لا، بل قال ؟

(إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا)

يحبهم الله لذكرهم إياه ويقولون : إن شاء الله،فهل نتركها؟


حتى يحبك الله

(اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ)

اﻷمر الثالث الذي يحبه الله عزّوجل ويكره خلافه ومع ذلك نقع فيه كثيرًاإلا من رحم الله،

قضية اﻷدب مع الله،

كيف أتأدب مع الله؟
ترى مثلًارجل لايصلي، أو رجل يدخن،أو أي رجل ترى أنه أقل منك في الدين،

انتبه لهذه القضية لأنك قد تدفع بها ثمن كل حياتك،

بل أغلى من حياتك،قد تدفع بها ثمن دينك..

 

ردة فعلك حينما تنظر إلى رجل تظن أنه أقل منك في الدين،

أو امرأة تظنين أنكِأحسن لبس منها ..

ردة الفعل واﻹحساس الداخلي قد تدفع ثمنه إن لم يتوافق مع القرآن.

ماذا يعني هذا الكلام؟


مثال:

ذهبت للصلاة ورأيت أحدهم لايصلي أو رأيتهعلى منكر،

ثم أحسست في داخل نفسك بالاستعلاء ولسان حالك ينطق "ماهذه الحاله!! ماهذا الرجل الضائع!! أنا أحسن منه بكثير"

 

فانتبه حبيبي الغالي من هذه اللحظه ..

انتبه !!


سأعطيك الآن كيف المفترض أن تكون ردة فعلك بإذن الله من خلال القرآن،

لكن انتبه من هذا الخطأ ﻷنك اﻵن رأيت أنك أنت من أصلحت نفسك، وأن هذا الرجل ضال وأنت أحسن منه،

أقسم بالذي لا إله غيره أنك لوكنت من ملائكة الله الذين ليس عليهم ذنب قط،

ثم قلت هذا الكلام والله الذي نفسي بيده أن يمر عليك يوم وأنت في نفسك تقع في ذنب وجريمة يعلّمك الله بها أن هذا الرجلما يقع فيها وأنه هوَأحسن منك،

هذا لــو كنتَ مَلَك..

وإن كنت تراني أبالغ بهذا الوصف فخذ هذه الآيه..

(وإذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا)

تجعل فيها ماذا؟

(مَنْ يُفْسِد)

يارب أتخلق رجل ليُفسد ويخرّب اﻷرض!
(مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ)

نحن ماذا؟

(نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)

ماذا فعل الملائكة الآن؟

أنزلوا آدم ورفعوا أنفسهم .. صح؟
الله لا يحب أن ترى أنك أنت هدَيْت نفسك، من أصلحك؟

الله جل جلاله هو الذي أصلحك وهداك،
إذًا تأدب مع الله، وأنت تذكر نعمته التى أعطاك إياها وحرم غيرك منها،

 

الآن أنت لو تعطي ولدك 50 ريال وتعطي ولدك الآخر 10 ريال،

ثم تجدصاحب الـ 50 يضحك على صاحب 10 ويقول له: "أنا أحسن منك"

ستأخذ منه 40 ليتساوى مع أخاه صح؟

هذا إن لم تأخذ منه الـ 50 كلها.. لماذا؟


ﻷنه رأى أنه هو اﻷحسن، ونسي من كرّمه سبحانه،

فبدل أن يحمد الله الذي فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلًا،

وبدل أن يخاف من أن يُزيغ الله قلبه مثلما أزاغ قلوب غيره استعلى.

لكن ماذا عمل الله عزوجل للملائكة؟
هم الآن حقّروا ونزّلوا من شأن آدم، ورفعوا من شأنهم ..

ولاحظ أنهم (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ)

أي ولا ذنب، ركعًا سجدًا،

ومع ذلك لميشفع لهم هذا،

بل قال لهم الله..

(اسْجُدُوا لآدَم)

فسجدوا .

 

والله سيعلمك الله في يوم من الأيام إن أستحتقرت أحد أنك لست بأفضل منه،

وتقع في جريمةأعظم من الذي كنت تستحقره عليها،

فتأدب مع الله وقل:الحمدلله الذي عافاني.

وخف من أن يزيغ الله قلبك بعد إذ هداك،

لأن قلبك وقلبه واحدلكن الله أنعم عليك أنت وأصلحكفتأدب مع الله .


الآن بعدما سَجَدَ الملائكة رفع الله أدم؛ قال:

(آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)
والله سيحصل هذا إن استحقرت أحد،

سيُنزلك الله يوم من الأيام منزل ترى فيه أن هذا الذي استحقرته أحسن منكفيه فتأدب مع الله.

 

ما المفترض أن تعمل حينما ترى من تعتقد أنك أحسن منه في الدين وهذا أعظم شيء؟
أولًا: قُل ألحـــمداللـــه.
ثانيًا: اسأل الله جل جلاله أن يثبتك على ما أنت عليه، وأن لا يُزيغ قلبك.
ثالثًا:ادعُ له الله.
رابعًا: أأمره بالمعروف وانهه عن المنكر رحمة به.


هذه أربعةأمور واضــحة

إن كانت لك ردة فعل غير هذه والله ستندم.

 

أحد اﻹخوة كان إمام مسجد، والله ماشاء الله تبارك اللهلا تراه إلا في المسجد،

وأولاده في التحفيظ وحفظوا القرآن، شيء عجيب..

ثم فجأة والله ياجماعة وأنا جلست مع الرجل بنفسي ..

جاءليشتكي لي ويبكي من أولاده!!

أولاده كانوا قد فعلوا فيه الأفاعيل،ويتشاجرون في البيت،

اللهم اهدهم وأصلح قلوبهم وجميع شباب المسلمين ورجالهم ونسائهم يا رب العالمين.

ويتطاعنون بالسكينأمامه، يقول والله أنه يبلّغ الشرطة عنهم،

ويأتون كل حين عند بيته ويُمسكونهم،

هذا يدخل بالأحداث وهذا في السجن، وهذا يشتكيه،

وهذا مطارده وهذا مغلق على نفسه الباب،

يقول عشت في هم لا يعلمه إلا الله،

 

فجلست أتكلم معه،

وكان مَن حولي مِن الناس الذين يعرفونه ويعرفوني يقولون:

يا أخي سُبحان الله هذا الرجل يصبح أولاده كذا!

 

قلت له: يا فُلان سأسألك سؤالًا،

الله عز وجل لا يُغير ما بقوم أبدًا حتى يُغيّروا ما بأنفسهم،

وأنا وأنت بمفردنا الآن، راجع نفسك يا أخي؛ أولادك كانوا مستقيمين وطيبين فراجع نفسك أنت قد تكون أذنبت بشيء؟

والله يا جماعة أني قلت له هذه الكلمة فانفجر باكيًا،

قلت: يا شيخ قد تكون شتمتأو استحقرت أولاد ناس وقلت فُلان هذا أولاده ضالون؟

قال: والله الذي لا إله غيره من بين كل من اشتكيت له وكلمته ما أصابني على جرح مثل هذه الكلمة.

يقول:

أقسم بالله أني رأيتأولاد جارنا يدخنون وراء البيت،

فقلت فلان هذا ضائع ولا يعرف كيف يربي أولاده.

يقول:

والله العظيم منذ ذلك اليوم وأنا من سيّءٍ لأسوأ.

 

كلمة قد تستحقر بها أحد وتهزأ بأخيك فيها فيُعافيه الله ويبتليك أنت بأشد منها.

 

الأمر قبل الأخير أحبتي هو أمر مهم،

فالأدب مع الله .. أنه لابد ألا تأمن أن الله لا يُزيغ قلبك مهما بلغت.

 

مَن إمام الموحدين؟

إبراهيم

(مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا)

إبراهيم قال كلمة عظيمة تقف معها وقفة إجلال وتنظر تقول سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك، يقول الله عز وجل :

(وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ )

يكلمونه عن أصنام ويقارنونها برب العالمين! سبحانه جل في علاه

(وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ)

انظر للكلمة الي تليها..

(وَلَا أَخَافُ)

الله أكبر!

صادقٌ إبراهيم، هو لايخاف ..

لكن هذه الكلمة لا تتكلم عن الماضي، الكلمة تتكلم عن المستقبل ..

(وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ)

ماذا قال بعدها؟

يقول إبراهيم: أنا لاأخاف هذه الأصنام.

وفعلًالا يخاف منها، وولا احد منّا يخافها أيضًا

لكن انظرلأدبه فيما قال بعدها

هل قال ولا أخاف ما تشركون به ..فقط؟

لا، بل قال:

(وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا)

يقول والله لا أخاف من هذه الأصنامولكننيلا أضمن ذلك؛

فقد يشاء ربي أن يجعلني حينماأعبر  من عند هذه الأصنام فأهتز خوفًا،

 

سبحان الله!

انظر لأدبه مع الله!

 

هل تستطيع أن تعيش كذلك؟

أنك كلما تكلمت عن مستقبلك تقول"إلا أن يشاء ربي شيئًا"

 

لكن لماذا؟

قال الله عز وجل على لسان إبراهيم:

(وَسِعَ رَبِّي)

ما أعظم هذه الكلمة،

ربّــي ...

اللهم يا ربي أذقنا طعمها

 

(وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ)

يقول أنا لا أضمن نفسي،

أنا أعلم أني لاأخاف من الأصنام الآن ولكن ما أضمن ذلك،

سبحانه هو الذي يعلم هل قد يأتي يوم وأخاف منها أوسأستمر بعدم خوفي.

 

لأنه حبيبي الغالي عندماأقول لك عن شيء مستقبلي ..

أقول لك مثلًا "سآتي إليك" ،

سآتي إليك هذه فيها أنا وفيها أنت، وفيها الوقت الذي تواعدنا عليه وفيها السبب الذي لأجله تواعدنا صح؟

 

أنت لا تملك ولا واحده من تلك الأمورلذلك يجب عليك أن تتأدب مع الله سبحانه.

 

ختامًاأحبتي الفضلاء بإذن الله سأمر على آيات بسيطة في موقف قد ذكرته ولكن لابد أن نكرر هذا الموقف،

من الأمور التي لا يحبها الله عز وجل أنه كلما تأتيك رسالة ترسلها وأنت لا تعلم عن صحتها شيء.

كلما يأتيك خبر تنقله وأنت لا تدري عن صحته،

" كفى بالمرئ كذبًا أن يُحدّث بكل ما سَمِع".

 

تريد أن تعيش بطريقة صحيحة خذ القرآن ..

قال الله سبحانه وتعالى:

(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )

يا أخي حين تريد أن تنقل كلمةجرّبها،

جرب أن تعيش اسبوع بهذه الطريقة،

حين تريد أن تقول كلمة اسأل نفسك عدة أسئلة

أولها: هل أنت متأكد من الكلمة التي ستقولها؟

اثنين: هل هي تنفعك؟

ثلاثة: هل هي مهمة؟

أربعة: هل سترضيك إذارأيتها بصحيفتك؟

هذا اختبار بسيط،

والله ستجد نفسكساكت طوال الوقت،

أكثر كلامنا يا جماعة إما أن نكون لسنا متأكدين منه،

أو أنه لا يفيدناأو أنه ضدنا أو ما ينفعنا عند رب العالمين..

قال الله:

(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا۞وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا)

أسوأ حالات الفقير أن ينسى أنه فقير،

إذا نسيَ الفقير أنه فقير ما عاد يذهب للغنيفيموت من الجوع،

أكثرنا ميت جوع الإيمان لأنه نسيَأنه فقير لرب العالمين،

لا يغرّك من حولك والهالة الإعلامية وكلام الناس،

والله إن لم تكن عند الله كذلك فأنت والله لا تساوي شيء.

قال الله :

(وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ)

أكبر واحد فينا مقاس نعليه أجلّكم الله ٤٧-٤٨-٥٠ لن تخرق الأرض بهذا القدر.

(وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا)

إنك صغير مسكين فعلى ماذا تتكبر؟

ماذا قال الله بعدها؟

قال:

(كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا)

الله يكره أنك تقول شيء لا تعرفه.

إذا كممن رسائلنا كرهها؟

وكم يكره الله مكالمة في اليوم؟

يقول مكروهًا

وإذا كره الله شيء

(ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَالْحِكْمَةِ)

 

أكثرنا الآن مسؤولين، وكنت أقرأ قبل أمس قرار للدكتور حمد المانع وزير الصحة السابق،

قرار في ستر العورات فقلت: سبحان الله!

والله أنا لاأعرف الرجل يا ولاسبق أن رأيته على الطبيعة،

ولكن والله دعوت له من قلبي وأدعوا له على الملأالآن..

أسأل الله أن يجعل تلك اللحظات التي خط فيها تلك القوانين ووقّعها أن يجعلها حجابًا له عن النار.

ما أعظمها..

لو لميوقعها وقال أخاف أن أخسر وظيفتي أو شيء من تلك الأمور فهو الآن قد ذهب، لم يعد وزير،

سواء وقّع أم لميوقّع لا أحد يبقى.

(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ)

ماقال تأخذ؛

لأن أصحاب الكنوز يريدونالبقاء فلابد أن يُنزع نزع،

(وَتَنزِعُ الْمُلْكَمِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ)

 

رأيت القرار فقلت في نفسي: سبحان الله!

وقّع القرار ورحل لكن كلما يُطَبّق له أجره،

رسالة لكل مسؤول ..

أكثر المسؤولين مالذي يمنعهم عن التوقيع ؟

ذاك يخاف، وذاك يطبق دين اللهويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو خائف؛ لأنه خائف من عاقبة الأمور،

وخائف من أن يخسر الوظيفة..

 

انظر الله كيف أوحى لهذه القضية(وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ)سبحانه ..

اسأل نفسك يا مسؤول عندما تريد أن تنكر على أحد وخفت أن تخسر وظيفتك..

يقول الله عز وجل:

(أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ)

ماذا قال بعدها ؟

(أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ۞وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)

يقول أصلًا المكان الذي تخاف من أن تخسره هو مني فكيف تخاف غيري؟

 

لو واحد تعطيه مئة ريال ثم يقول لك لا والله أنا أخاف أتصدق بها عليك،

لكن أنا من أعطاك إياها أصلًا!

المفترض أن ترضيني فيها!

 

ماذا قال الله بعدها؟ انظر التفصيل قال:

(وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ)

يقول هل هذه القضية هي حاجتك ألآن وبعدها تنتهي حاجتك إلي؟

لا؛ فأنت محتاج إلي طوال حياتك،

تحتاجني مع أولادك،تحتاجني في نفسك،تحتاجني في أنفاسك التي ترددها،

أوقفها فتنتهي قضيتك، قال:

(وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُون)

إن مسك الضر ستترك من خفت منهم اليوم وستأتي إلي أنا،

(ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ۞لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ ۚ فَتَمَتَّعُوا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۞وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ ۗ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ)

كمن ينفجر عنده إطار السيارة فيقول له أحدهم "لم تمُت"

فيرد عليه " نعم يا حبيبي هذا الألماني"

هذا معنىلقول الله:

(وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ ۗ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ)

سيوقفك الله ويسألك

من أنجاك؟ صناعة الألماني أم نجيتك أنا؟

 

لا إله إلا الله يفرج عنّا كرباتنا ونجعل الفضل لغيره

سبحانه ليس كمثله شيء .

 

أقف هنا أحبتي الفضلاء

وأسأل الله العظيم الجليل الكريم أن يجعل هذا الموقف شافعًا لنا وإياكم عندهمنجيًا لنا من النار،

اسأل الله سبحانه وتعالى أن يهلك الظالمين بالظالمين،

اللهم نجِ اخواننا المسلمين في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام،

اللهم إنَّا نعلم أنها حكمتك تتخذ فيها شهداء وتكرّم فيها أولياء وتؤدب فيها أعداء وتصفي فيها الصف وتنظفه من الدخلاء المنافقين،

اللهم ثبتنا على الحق إلى أن نلقاك يا رب العالمين، وزدنا يا رب من اليقين،

اللهم يا رب الأرباب يا من بيده الدنيا والآخرة بلغنا وإياهم وكل مسلم من الخير أعظم مما نرجو واصرف عنّا من الشر أعظم مما نخاف،

اللهم أقر أعيننا بصلاح نياتنا وذرياتنا، اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا،

اللهم وفق كل من له يد في هذا اللقاء تنظيمًا وترتيبًا ودعوةً وإعدادَا،

اللهم يا ربي بلغه منازل الشهداء وعيش السعداء واجعله يا من بيده الدنيا والآخرة عندك من الأولياء،

سامحوني يا أحبتي على الإطالة..

 

أستغفرالله العظيم لي ولكم وأصلّي وأسلّم على أشرف من وطأت قدمه الثرى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام

والحمدلله رب العالمين

 

للاستماع للمحاضرة صوتيًّا:

http://www.abdelmohsen.com/play-1637.html

 

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان، وماكان من صواب فمن الله وحده.

 



  البشارة الحقيقة pdf   البشارة الحقيقة word


  • الاثنين PM 05:52
    2015-07-27
  • 4651
Powered by: GateGold