عرض المادة

قطرات من بحر عظيم

قطرات من بحر عظيم

الحمد لله سبحانه وتعالى، وأُصلّي وأُسلّم على أشرف من وطأت قدمهُ الثرى بِأبي وأمي عليه الصلاة والسلام،

أمّا بعد ..

هذا العنوان لا يصف عظمة القرآن ولكن حسبُنا من القِلادة مايحيط من العنق،

 

يقول الله سبحانه وتعالى:

(قُلْ لَو كَانَ الْبَحْرُ )

البحر عظيم

(قُلْ لَو كَانَ الْبَحْرُ مِدْادًا)

تخيل أُناس عندهم الحبر ليس بقارورة صغيرة، بل الحبر مثل البحر وكل فرد يغمس قلمه ثم يكتب معاني هذا القرآن مدادًا،

والناس والعلماء كلهم يكتبون على شاطئ البحر، الساحل كله علماء وكل عالم يكتب، قال الله:

(قُلْ لَو كَانَ الْبَحْرُ مِدْادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي)

يكفيك شرف أنه كلمات ربي، قال:

(لَنَفِدَ الْبَحْرُ)

ينامون ويستيقظون ثم يكتبون،  ينامون ويستيقظون ثم يكتبون،

يموت الجيل وبعده جيل حتى أصبح البحر جاف، انتهت معاني القرآن؟

لا، قال:

(لَنَفِدَ الْبَحْرُ)

انتهى، جف البحر، لكن ماذا بعدها؟

(قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي)

نعبيء البحر مرةأخرى!

(وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَادًا)

حتى لو جئنا بمثل هذا البحر وانتهى ثم جئتنا بغيره وانتهى وتموت وتنقضي وتقوم الساعة ما انتهت معاني هذا القرآن العظيم،

لو أن كل مافي الأرض من شجرة في جميع الغابات التي فيالدنيا كانت أقلام، والبحر يمتد من بعدهسبعة أبحُر مانفِدت كلمات الله،

فنحن لن نتكلم عن قطرات من بحر عظيم، ولكن نُقرّب المعنى وإلا فالقرآن أعظم وأوسع من أن يحويه كتاب تفسير أو غيره،

قال ابن صلاح رحمه الله إمام المفسرين وهو يقسم،

وطبعًا هذا القَسَم ماجاء بعد يوم أو يومين من قراءة القرآن،

لا، رجل نحسبه والله حسيبه عاش مع القرآن طول حياته،

بعد أن أقسم قال: والله لو فتح الله لك في الآية الواحدة ألأف منعى..

 

يعني لو قرأت أيه واحده وتأملتهاوخرجتبألف معنى،

ألف معنى في أيهواحده فقط، كم كتاب تحتاج؟

 

يقول: ماكانت هذه الألف معنىلتحصي ماقصده الله من معانِ؛

قال لأن كلام الله صفته، وصفة الله لا يدركها أحد.

 

أنت تعرف عن قدرة الله على قدْرك، لكن هو سبحانه يعلم قدرته بقدرهِ جل جلاله،

أنت تعرف من كرم الله ماأذاقك الله وما أراك الله أمام الناس،

تعرفستر الله مماستر الله علي وعليك، لكن لا تعرف مامعنى الستير،

مستحيل،

كعضلات جسمك .. أنت الآن لك عضلات تستطيح حمل مئة كيلو، ممكن أعطيك مئةوعشرين فما تستطيع،لأن ذلك مبلغك من القوة

كذلك عقلك يبلغ، قال الله

(ذَلِكَ مَبْلَغهمْ مِنَ الْعِلْم)

 

الآن انظرلكل كتب التفسير واقرأ في التفاصيل واقرأ في كتب الأحاديثومع كل ذلك قال الله:

(وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)

لاحظ لميقًل "وماكسبتم من العلم"

لا، بل قال حتى هذا العلم أوتيتموه

وأي شي آتاك إياه الله سبحانه وتعالى سيأخذه

إذا اعطاك أن يأخذه وهذا في القرآن .

·         هذا القرآن العظيم الذي فيه هذا السر العجيب وفيه هذا الخير العظيم كيف يكون له أثر في حياة المسلم وهو يعيش هذه الآلام وهذه الأحزان؟ المسلمون اليوم يعانون فما لهذا القرآن من حل؟

أين نجد ثمرة هذا القرآن في حياتنا؟

 

الآن نحن نُصدق الله سبحانه وتعالى،

والله جل جلاله يقول عن هذا القرآن:

(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ)

إذا وصف العظيم سبحانه وتعالىشئ بأنه عظيم فاعلم أنه عظيم،

لكن لماذا مانشعر بعظمته أنا وكثير مثلي؟

قال الله:

(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ)

ماذا بنا؟نحن نقرأ القرآن!

قال:

(أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ)

لو نحن طبقنا القرآن لَمَا حصلت كل هذه المشاكل.

كل قضية تحصل على نطاق الفرد، لك وحدك، أو أنتوأهلك،أو أنت وأبنائك،أو أنت ومجتمعك،

أو أنت وحيّك، أو أنت ومدينتك، أو أنت ودولتك، أو الدول مع بعضها كل هذه المشاكل لها حلول في القرآن؛

(وَلَقَدْ صَرفَّنْاَ فَي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ)

أي قضية تواجهها تجد مخرج لها في القرآن.

حتى ابن عباس رضي الله عنه يقسم ويقول:"والله لو أضعت عقال بعيري لوجدت ذلك في القرآن"

قد يقول أحد أنه يبالغ .. لا، هو يعلم أنه يجد الحل في القرآن ..

 

سأذكر لك قصة حصلت لرجلاشترى سيارة جديدة ثم سُرقت منه،

وله أخ في الله يُحبه حب عظيم وقد تأثّرَ من تأثُر صاحبه الذي سُرقت سيارته،

يقول صاحبه: أردت أن أعرض له أن أشتري له سيارة ولكن أعلم أنه لن يقبل.

يقول فقلت لابد أن هناك مخرج في القرآن أصل فيه إلى حل في القضية،

ففكرت كيف أتقرب من الله سبحانه وتعالى بعمل صالح ثم أدعو الله به؟

فجاء يوم الجمعةوكنت في حال من التعب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى مع كثرة المشاغل،

يقول: كانت لي خالة مريضة توفيت الآن عليها رحمة الله وموتى المسلمين،

يقول قلت في نفسيأزورها الآن وبيتها بعيد،

فقلت والله لأعمل هذا العمل لله سبحانه وتعالى ثم ادعو الله سبحانه وتعالى أن يُرجع السيارةلهذا الرجل، وكنت على يقين،

يقول: فمررت بها وكان عصر يوم الجمعةفطرقت الباب، وتأخروا ولم يفتح لي أحدوكان الجوحار،

يقول انتظرت وطال انتظاري فدعوت الله وأنا في السيارة،

قلت: يالله يارب إن كنت تعلم أني عملت هذا العمل لأجلك اللهم يارب وأني أحب هذا الرجل فيك ففرج عني ماأنا فيه.

يقول أثناء دعائي قلت في نفسي أين سيجدها! وبدأ يوسوس بي الشيطان وأنه هناك ملايين السيارات في الرياض ومن سرق سيارة صاحبي بالتأكيد أنه خرج الآن،

 

انظر إلى الشيطان يريده أن ييأس

 

يقول فقلت لنفسي: والله أن الله سبحانه أعظم من أن يخذلني،

(إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)

يقول فخطرت على بالي آيه ضربت بإبليس وأفكاره ووساوسه عرض الحائط(وقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ )

يقول كانت الأيه لقوله تعالى:

(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ)

هذه الحبة من الخردل أين تكون؟

(فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ)

من المستحيل أن تختبئ السيارة داخل صخرة

(فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ)

يعني لم تكُن على الأرض سيارة تمشي

بل صعدت لما بين الكواكب، لا تُرى

(أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ)

كيف من الممكن أن أجدها!

قال:(يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ )

 

يقول فسبحانه جاءت هذه الآيهفقلت يارب يامن تأتي بحبة خردل في صخرة يارب السيارة ليستبحبة من خردل

ولا يصعب عليك شيء

 

ويقول وأنا جالس أدعو الله وكنت أمشي،

طبعًا الرجل كان يصف لي يقول وأنا أمشي في الطريق كانمن المفترض أن أسلكاليمين،

يقول لاتسألني لماذا مشيتلليسار، والله لا أعلم لكنني سلكتاليسار وقلت يارب أنا اثق بك،

يقول فسلكتاليسار ثماليمين وكانت معي سيارة صغيرة،

يقول وأنا أفكر وأدعو الله سبحانه "يارب لاتخيبني وتجعل إدخالي السرور حتى ترضى عني"

يقول فأكلت مطب قوي ضرب في السيارة من تحت وكأنه ضرب قلبي،

يقول فضرب المطب وكان أمامه مطب آخرفقلت كي لاأعبر من عند المطب الآخر سأذهب يسار،

يقول أنا تفكيري على الارض والأمور يدبرها من في السموات

(يُدَبِّر الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْض )

أمور ماتدبرفي الأرض،

نحن فشلنا عندما لم نفهم القرآن،

 

الشاهد يقول ذهبت يسار كيلا أضربفي المطب الآخر يقول سلكتاليسار ثماليمين لأني أريد أن أرجعإلى طريقي الصحيح

فيقول ذهبت يمين وأنا لا أزال ادعوا الله،

فرأيت سيارة صالون وكان بعدها سيارةبنفس لون سيارة صاحبي وبنفس الموديل،

يقول لكن السيارة كانت بمنتصف سيارتين والسيارة التي قبلها صالون كبيرة

فاتصل على صاحبه وقال له أين أنت؟

قال: أنا في التشليح؛

لأن بعض الذين يسرقون السياراتيذهبون بها للتشليح.

قال ذهبتكي أرى إن كانت هناكوقالوالي لابدأن آتي برقم الشاص وكان متضائق.

فقلت له إن شاء الله يأتي بها الله.

 

يقول فنظرت في لوحة السيارة التي أماميإلا وأرى أنها قريبة من لوحة صاحبي،

فعاودت الاتصال على صاحبي لأسئلة عن رقم اللوحة.

قال لي حرف كذا كذا كذا وعدد لي الثلاث أرقام .

يقول أنا أنظر للسيارة أماميواختلطت عندي مشاعر عظيمة

أول أمرهو يقيني بالله ثم تيسير الله سبحانه وتعالى ثم إدخالي للسرور،

فقلت: فلان والله سيارتك أمامي.

فقال: ياأخي هذا ليسوقت مناسب للمزاح .

قلت والله سيارتك أمامي تعال الآن في الموقع الفلاني،

يقول أثناء مكالمتي له سجدت شكر لله سبحانه وتعالى على الازفلت،

والله لوسجدنا على أسنة الرماح لكان قليل.

انظر لليقين .

فسبحان الله تذكرت قول الله عز وجل:

(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )

أي سوء تقع فيه

(وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّه )

أين المشكلة؟

(قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ)

نحن مشكلتنا في تعاملنا مع القرآن،

لأجل هذا حبيبنا الغالي أصبحت معيشتنا ظنكا،

وهذه الأحداث الي تحدث بأن يصبح هناك وفيات، وتصير مشاكل وإصابات وإعاقات وأمراض الله سبحانه فصلها في القرآن،

وفصل كل حدث ..لماذا يحدث، وكيف تخرج منه..

ليس كيف يحدث فقط ،لا، بل كيف تخرج منه أيضًابتفصيلات الأمور،

قال الله سبحانه وتعالى:

(وَكُلَّ شَيْءٍ)

فكر في أي شيء في حياتك منذ يوم ولدت إلىأن تموت ..

أي شيء مر في حياتك،أي شيء رأيته،أي شيء سمعت عنه، أي شيء تعيشه..

(وَكُلَّ شَيْءٍ)

كل شيء ماذا؟

(فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)

 

قال الله:

(الَر كِتَابٌ)

ماأعظم هذا الكتاب. اسأل الله أن يجعله ربيع قلوبنا

(كِتَابٌ)

مابه؟

(أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ)

ليس سورةأو جزء، بل كل آيهنزلت لك قد أُحكمت،

كل حرف يليه حرف لام التعليل أو فاء الفورية، كل حروفه التي كُتبتمحسوبة، ليست محسوبة وحسب بل مُحكمة،

(أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ)

أحكمت فقط؟

لا

(ثُمَّ فُصِّلَتْ)

من أحكمها؟  الله

ومن فصّلها؟  الله

(مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)

احكمت تحتاج حكيم،

فصلت تحتاج خبير،

 

حين يكون عندك أمر معقد ويحتاج لدقة لاصلاحه، تبحث عن خبير كي يصلحه لأن الأمر الآن دخل فيالتفاصيل( وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)

سبحانه وتعالى فكيف هذا العبد الضعيف يخلقه الله سبحانه وتعالى ثم لا يجعل له مخرج في كل قضيه في حياته،

(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)

 

·         الكون الآن من عرشه إلى فرشه، ومن سماءه إلى أرضه،

أيعقل أن يكون هذا الكون بهذا النظام وهذه الدقة وهذا التركيب وهذا التناسب فقط لأجل أن يأكل الناس ويشرب ثم ينامون؟

أبدًا.

لأجل هذا الله سبحانه وتعالى يقول:

(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ۞مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ)

 

الله سبحانه وتعالىلمّا خلق هذا العبد وأنزل له القرآن قال:

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۞مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ)

لذلكعندما فهمنا الهدف الأساسي من خلقنا أصبح الانسان يرضى للدنيا،

ويزعل للدنيا وما يريد من أمر إلا في الدنيا،أصبح الأمر كله قضية أرضي في أرضي لايفكر أين سيذهببعدها، بل يريده الآن. قال الله:

(ذَلِكَ مَبْلَغهمْ مِنَ الْعِلْم)

 

هناك كلام جميل للشيخ الطنطاوي عليه رحمة الله يقولهُ لأحد الأخوة قبل أربعة عشر سنة.

يقول حضرت للشيخ درس في الرياض فتكلم الشيخ عن الإيمان واليوم الآخر والجنة والنار،

وأن الإنسان في الجنة يجلس وينظر للثمار من حوله، جنان من حولها ثمار،

وهو ينظر ثم يشتهي ولم يتكلم، ماقال اشتهيها، إنما وقعت عينه عليها واشتهاها فقط

(وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ)

يجيء عنده ويقطف ثم يرجع

(قُطُوفهَا دَانِيَة)

(وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا )

يقول فقام رجل بعد المحاضرة وقال: ياشيخ أنا سأقول لك سؤال لكن لاتزعل

هو الآن يسأل الشيخ علي الطنطاوي

فقال له الشيخ: يابني..

 

الشيخ ماشاء الله عليه صدره رحب

 

قال: يابني لماذا أزعل!هذا سؤال نجاوبك عليه إن عرفنا، فاسأل.

فقال: ياشيخ أكيد اسألك ولن تزعل؟ قال: اسألني ولن أزعل إن شاء الله.

فقال للشيخ:أنت يا شيخ تقول كلام جميل،ونحن نصوم ونصلي،

لكن ياشيخ أنا أتفكر هل أنا بيوم من الأيام تفتح لي الأبواب ثم يأتونالملائكة

ويدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقب الدار،

والانهار تجري من تحتي، أنهار عسل وأنهار لبن، أنهار عجيبة..

يقول:عذرًا ياشيخ هذا الكلام مادخل عقلي، فهمني.

 

فأجاب الشيخ وكان أروع من الرائع توفيق له من الله سبحانه وتعالى،وفتح من الله..

قال له الشيخ: تخيّل معي لو أن هناك اثنين توأم في بطن أمهم،

في ذلك الرحم كيف سيكون وضعهم؟

قال الرجل: ظلام .

قال الشيخ: يعني كل حياتهم سوائل ومنقلبين وحينتميل الأم يميلون معها،وإذا انقلبت انقلبوا معها،

إذا نزلت مع الدرج صار عندهم زلزال،لا يأكلون إلاعن طريق الحبل السري، ولا يجدون له طعم ولايمر على اللسان أصلًا،

وأقصى ما يتصورونه من ارتفاع هو جدار هذا الرحم .. هذا أعظم شيء عندهم ولا يعلمون ما وراءه.

 

يقول: ولو جاء أحد قبل أن يولد هاذان التوأم وقال لهم أنتمتعيشون في هذا الرحم والظلمات والسوائل،ولو خرجتم منهستجدون مطاعم وطيارات وترون سماوات وشمس وقمر وقصور وشوارع ومزارع وأنهار.

بالتأكيد سيقولون هذا كلام لا يدخل العقل، لأن في نظرهم هذا الرحم كل الدنيا،

فلمّا يخرج احدهم قبل الثاني بخمس دقايق،

هو الآن خرجورأى الأنوار ورأى الأب فرحان فيه ويحمله، والناس تنظفه وحليب وعالم وفرش جميل.

 

الذيبداخل الرحم سيبكي ويقول مسكين أخي هذا ذهب وفقد الأمان الذي في داخل الرحم وهذا الجو الجميل والدفء.

والذي خرجماذا سيقول؟

(يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)

 

يقول الشيخ: هذا بالضبط نفس تفكيرك أنت،

أنت في رحم الأم تظن أن هذا كل شيء، فـ أي شيء فوق هذا لا تتصوره،

 

هي هكذا القضية مكان مظلم ضيق، ثم مكان واسع في الدنيا،ثم قبر اسأل الله أن ينوره علينا وعليكم وعلى المسلمين وعلى موتانا وموتى المسلمين،ثم حسابٌ اسأل الله أن يجعلنا في جنة عرضها الأرض والسموات،

 

لذلك قال الله:

(ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُمْ)

 

الإنسان الذي ما عنده لسان لا تحاول أن تصف له العسل،

ابن القيم قال كلام جميل..

يقول لا تصف لإنسان ما عنده شهوة أصلًا للنساء وفاقد الشهوة،

قال لا تصف له لذة الجماع لأنك بعد وصف وجهد جهيد لن يفهم شيء.

 

نحن الآن لدينا مرضى في المستشفيات يأكلون عن طريق أنبوب من الأنف إلى المعدة،

هذا الأنبوب الممتد من المعدة لو وضعت فيه عسل أوملح لن تكشل فرق، كلها سواء؛

لأنه تعدى اللسان هو من الأنف إلى المعدة لا يمر من اللسان، لا يتذوق،

 

هذه هي قضيتنا مع القران بالضبط،

إن لمنفهم القرانظننا أنه ليس هناك مخرج.

 

أنت  الآن لو كان عندك طفل جااائع ومعه شيك بخمسة مليار، فتقول له اذهب واشتري لنفسك حليب.

ويقول لك:لا أملك مال!

الشيك بيدهلكنّه يجهلقيمته.

 

لذلك الله سبحانه وتعالى قال:

(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيم۞ أَنتُمْ)

هو عظيم، أعظم من خمسة مليار بيد الطفل لكن

(أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُون)

كذلك قال الله:

(بَلْ أَكْثَرُهُم)

ماذا بهم؟

(لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ )

قد يستمع لمحلل سياسي وهو يحلل قضية.. فهو استمع لكلامه ثم فعل مثل فعله وصدق كل ما يقوله هذا المحلل

لكن هو ما عرف قيمة القران

( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ )

ماهي النتيجة؟

(فَهُمْ مُعْرِضُون)

 

التحدي واضح في أوائل سورة البقرة في قوله تعالى:

(ُلاَ رَيْبَ فِيهِ)

كل من كتب كتاب أو ألف مصنف قد تجدون فيه بعض النقص لكن الله استفتح كتابه وقال:

(ُ لاَ رَيْبَ فِيهِ )

يكفيكأنه كلام رب العالمين سبحانه وتعالى، قال:

(لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ)

أي لن تجد فيه ذرة ناقصة،

(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ)

لذلك الآن ترى بعض الجهلة الآن في المواقع يقولون لك: أنا أستطيعأن أكتب مثل القرآن!

كمسليمة الكذاب لمّا قال: يا ضفدع يا ضفدعين نقي ما تنقين.

ما هذا الكلام!

 

سأعطيك آية واحدة وأنا أتحدى فيها أي شخص بالعالم أن يأتي بمثلها،

وبالطبع كل الآيات ما تستطيع بأن تأتي مثلها.. قال الله سبحانه وتعالى

(وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ) صمًا وبكمًا وعميًا.

هل أتى الترتيب هكذا في الآيه؟

لا، هل الترتيب بكمًا وصمًا وعميًا؟

لا، بل كان الترتيب(ْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً )

هذا الترتيب أتحدى أحد يأتي بمثله في العالم، لماذا؟

(مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرا)

أسأل الله أن يعافيني وإياكم وكل مسلم من هذا الأمر.

 

تعال الآن للترتيب .. دائمًا تكون صمٌ بكمٌ عميٌ لكن لماذا في هذه الآيه أتت عميًا وبكمًا وصمًا ؟

انظر لتفصيل القرآن (لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ )

الله سبحانه وتعالى سبحانه جل جلاله إذا تحدى كان أهل للتحدي جل في علاه. لمّا قال: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى )

تخيل الإنس والجن، تأتي بهم وبعلماهم، علماء ناسا كلهموعلماء الطب كلهم، علماء الهندسة، علماء التشريح كلهم وقل لهم تعالوا عندنا آية واحدة نريد أن نرتبها،

ما الذي نضعه أولًا عميا أو صما أو بكما؟

يقول لك يا أخي مادام ترتيب كل القران صم بكم عمي إذن ادعلها صم بكم.. مستحيل يأتون بمثل القرآن ..

فسبحانه جل جلاله،لذلك قال الجن( سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ).

 

ماهو الفرق؟

لماذا بكمًا وعميًا وصمًا ؟

إذا فهمت ما عاد تخطئ بإذن الله..

 

الآن في طبيًا مركز البصر ومركز السمع ومركز البكم في المخ،لكن كيف تركيبها؟

مركز الرؤية البصر هنا لذاعندما تصاب هنا يفقد الإنسان البصر ..

أمامها مكان الكلام ويليه مكان السمع..

فعندما يكون الإنسان مقابل لك يكون الترتيب صم بكم عمي .

لكن في الآية يحشر على وجهه فهو مقلوب،

وإذا قُلب تكون القضية عكس عميًا وبكمًا وصمًا لأنه يُسحب على وجهه.

 

من علّم النبي عليه الصلاة والسلام أن مركز الرؤية هنا؟

 

تجد الآيات التي فيها الأعين .. تختلف في قضية متى يكون تجويف العين،

يعلم الله العلماء الأجنة، كيف ومتى يبدؤون في تجويف العين، غير مركز الرؤية في حاسة الإبصار.

أمر عجيب ،

 

ومع كل ذلك يظنون أن القرآن شيء عادي!

لالا الله سبحانه وتعالى يقول:

(أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ)

الذي خلق ألا يعلم من خلق؟

هو الذي خلقه سبحانه بهذا الترتيب..

ثم تعال قبل أن يعرف العلم الطبي التشريح

من علمك حتى تكتب أنه يحشر يوم القيامة على وجهه؟

لن تصل أصلا لهذه النقطة.

 

فإذن آية واحده ستعجز عن تركيبها من أولها إلى آخرها، من قال لك أنه من لم يهده الله فلا هادي له؟  إلا بالقران،

 

جاء القرآن مفصل،

طبعا هذه قطرة وإلا والله أن القرآن يُعجزمدام هذا الكتاب أحكمت آياته وفصلت.

 

·      من المسائل المهمة العالقة اليوم مسألة الرزق ..

كثير من الناس يخشى من أن يُفصل من الدائرة التي يعمل بها،

يخشى أن يتخلى عنه مديره، واحدهم إلى الآن لم يجد وظيفة، ويخشى الفقر

الأمة كلها واحد يطير إلى السماء وواحد ينزل إلى قعر البحر وكل ذلك من أجل البحث عن الرزق،

فما هو سر  الرزق في القران الكريم؟

 

مهما طرحت من أي تساؤل شئت، أي تساؤل سامي يكون تساؤل فعلًا ستجد جوابه في كتاب الله عز وجل،

وليس أي جواب قد تجده ولا يشفي غليلك،

لا لا، ستجد جواب مفصل تفصيل لن يبقي لك سؤال دون إجابه،

والذي لميعطيكإياه الله سبحانه لا تسأل عنه،

سأعطيك مثال سريع قبل أن أدخل في إجابة هذا السؤال،

الله سبحانه وتعالى لما قال عن أصحاب الكهف.. قال

( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ )

وفي قراءة تزّاور بتشديد الزاء وتزْور،

(عن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ )

أنا لا أود أن أسترسل فيها لأن فعلاً كل آية تستوقفك تحتاج لها حلقات،

الآن سؤال سريع أنت الآن إذا هرب أقوام خوفًا من أمر، وكان وراءهم من يلحق بهم يريد أن يقتلهم،

ولن يقتلوهم أي قتل، لا

(إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُم)

أسوء طريقة في القتل

(أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِم)

سبحان الله!

ما قال يرجموكم ثم تقطعون مع أنها آلآم لكن يريدون أن يوصلون رسالة أن الموت والرجم أهون عليهم من أن يرجع عن دينه، قال:

(يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا)

لمّا قالوا يرجموكم .. لم يعلّقوا ،

بينما في يعيدوكم قال :

(وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا)

انظر كيف يرون الحياة الدنيا!

 

مشكلتنا النظر بعين عوراء،

أنك تنظر للقريب للدنيا وتنسى أن وراءك الآخرة

(وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا )

أسأل الله ألا يجعل هذا من نصيبنا.

 

الشاهد..

الآن لو كنت تريد أن تؤمّن هؤلاء ..أين ستسكنهم؟

في قصر أو بيت أو غرفة أو كهف؟

ما هو المكان الذي سيكون آخر مكان تضعهم فيه؟

الكهف، لماذا؟

لأن الكهف أصلًا خطير،

أدخل الكهف تجد المرئخائف من وجود أفاعي وثعابين،

وأيضًا الكهف ليس به أبواب فلن يكون مكان آمن لشخص هارب

لابد أن يكون مكان له باب حتى لو نام لايدخل عليه أحد وهو نائم

فكيف أأمن أناس خائفين في مكان مخيف وأجعلهم ينامون فيه!

ماهذا التحدي من الله

 

هذا الذي جعل الجن يقولون

(إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا )

أناس فارين يضعهم الله في كهف،

وكهف دون أبواب جعلهم ينامون فيه أيضًا،

على الأقل لو أحد من البشر سيُقدر هذه الأمور ويضعلهم باب أو على الأقل لا يجعلهم ينامون جميعًا دفعة واحدة،

سيجعل أحدهم يراقب والآخرين ينامون..

لكن الله عز وجل يعلّم كل من يقرأ القرأن أنه إذا أراد أن يحفظك فهو ليس بحاجة مساهمتك أو لأسبابك.

هم فعلوا أعظم سبب وهو التوحيد، نجحوا في أعظم اختبار،

الله سبحانه وتعالى لمّا وصفهم ما قال أنهم فتية عندهم عضلات أو عندهم أموال مع أنهم كانوا أبناء ملوك، بل قال:

(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى۞وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ )

نجحوا

(إِذْ قَامُوا فَقَالُوا)

نحن ما نقوم ونقول

نحن نقول ولكن لا نقوم،

انظر لترتيب القرآن !

هو قام وتكلم في ذات الإله ثم لما رأى عدم الاستجابة ترك مكانه مع العلم بأنه خاسر،

لأجل ذلك هم قالوا (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً )

نحن ليس لدينا شيء.

هذا الذي جعل الجن يتغيرون

هم قالوا إذا تغيرنا يصبح مالنا علاقة بعدها؟

نرضي الله وتنتهي القضية .

 

مالذي حصل لهم؟ قال الله سبحانه وتعالى:

(فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )

نحن متعاملين معه،

يملك السماوات ويملك الأرض، ويملك كل شيء

فأنا إن نجحت في اختباري معهتنتهي قضيتي

أين سأذهب؟ من يدبرني؟

ليس عندي أحد يستقبلني في البلد الثانية؟

هذه الأمور إنأنت نجحت في الأول انتهت قضيتك .

لأجل هذا يقول الله عز وجل:

(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ )

يقول تركتموهم لأجلي

(وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ)

فقط هذه هي قضيتكم

(فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ )

كهف مخيف ولكن جاء شيء وغير كل الموضوع؛ قال:

(يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ )

لما نُشرت الرحمة أصبح الكهف أأمن مكان في الدنيا..

الآن هم داخل الكهف .. قال الله:

(وَتَرَى الشَّمْسَ)

أنت في الكهف تحتاج للنورأو شعله أو شمعة

الله أعظم ، يعطيك أصعب الأشياء وأعظم شيء،

ماهو أعظم مصدر للنور؟

الشمس

سأدخلها لك، لكن الكهف مظلم حتى لو طلعت الشمس في النهار داخل الكهف سيكون مظلم؟

الله جعل الشمستتعامل مع الكهف تعامل عجيب

تعاملها في الدنيا كفة ومع هؤلاء الذين في الكهف كفة أخرى

إذا أحبك الله تنتهي قضيتك.

أسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يحبهم ويحبونه.

(تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ)

أنت تحتاج فيتامين د لذلك تحتاج أشعة الشمس

ولكن انت لا تعلم لأن من الممكن أن تتعرض للشمس ساعتين وأنا أتعرض لها ساعة

فتكون فائدتك من الشمس غير فائدتي أنا، وممكن نتعرض لأشعة أكثر أو أشعة أقل .

الله عز وجل حسبها لهم بالحساب فكانكل ما يحتاجونه من الشمس يأتيهم إذا أشرقت الشمسو إذا غربت الشمس.

 

لكن سيموتون!

ستتقطع أجسادهم!

ثلاثمئة وتسع سنين، لدينا أناس في المستشفى في العناية، الممرضة تكون عنده أربع وعشرين ساعة،

ساعة تقلبه يمين وساعة تقلبه يسار، تجد التقرحات وعنده هبوط في الضغط بعدها،

وآلام وصديد مع أنه على فرش جميل وأفخم أنواع الأسفنج،

 

أما هؤلاء فهم على حصى وتراب منشور فيه الرحمة

أسأل الله لي ولكم وللجميع أن ينشرلنا  من رحمته ويهيء لنا من أمرنا مرفقًا حسنًا.

 

القضية أنك أحيانا تسأل عن أشياء ليس لها لها علاقة فينا فيُضيع علينا الشيطان قرائتنا للقرآن قال الله:

(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ )

لا يريد الله منك أن تمر على هذه الآيات دون تدبر، قال:

(ذلك)

وانتبه إذا قال الله ذلك،

(ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ)

ثم أعطاك الهدية

(مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ)

إذا هديتك والله لأعمل لك أعظم من هذه الأشياء،

أدبرلك الأماكن كلها لك و أجعل أخوف مكان هو آمن مكان إذا نشرت لك فيه الرحمة. قال:

(مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا)

والعياذ بالله.

الآن تجد من يبحث عن عددهم

(سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ)

يا أخي الله لم يذكرها لك هو لا يريدك أن تبحث عنها..

ابحث في الشمسكيف صارت معهم؟

 

لكن كلبهم بوليسيأو أمريكي؟

يا أخي الله ما كلفك أنت

 

الآن فيه أناس تبحث عن ما هي النملة التي كلمها سليمان!

 

الشاهد من القضية والرسالة التي أريد إيصالها لنفسي أولا ولمن أحب،

أن كل جواب سامي تبحث عنه تجده في القرآن

لكن لا تضيع وقتك في آشياء مالك فيها.

 

قضية الرزق ..

الله سبحانه قال:

(وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ)

آيات للمسلمين؟ لا

(لِلْمُوقِنِينَ)

الموقنهو الواثق أن رزقه عند ربي .

 

كل واحد منّا سيأتيه رزقه.. حتى الحيوانات والحشرات سيأتيها رزقها، وقد يجعلك الله سبب لذلك..

تخرجإلى البرفتجد نملة لا تملك بيت ولا أحد يطعمها ويسقيها

فتتساءل كيف تعيش؟ من أعطاها؟

إذا أراد الله سبحانه وتعالىأن يطعم الذباب في البر ذرة من جسدك،فسيجعلك تذهب وتخيم كي يأخذ الذباب رزقه منك.

إذا أراد الله سبحانه لدابة أوهمر من هوامر الأرض أن يطعمها من المطعم الفلاني

فسيجعلك تذهب لهذاالمطعم وتشتري منه، ثم يضعلك حبةالرز في الكيس وهذه الحبة لا تأكلها أنت و لايأكلها كل الناس رغم أنها موضوعهأمامك،

فتبقى هذه الحبه لنملة في الأرض في البر

الله يريد أن يطعمها من المطعم الفلاني.

طبعًا قبلها من أين جاءت حبة الأرز هذه؟

هذه الحبة كانت مزروعة ثم اثمرت ثم اشتروها ثم ثم ثم .. حتى أكلتها هذه النملة .

كل هذا محسوب أنهذه الحبة لنملة في البر.

الرز جاء من الهند والنملة في الثمامة فتأكلها.

 

أحيانًا في الولائم تجلس عند صحن رغم أنه هناك صحون كثيره.

تجلس على سفرة معينةثم يأتيك صاحب البيت و الله ما تجلس هنا اجلس هناك..

يكون الله كاتب أن هذهليست لكفوالله لن تأكلها.

 

هو أمر مقدر،

الله سبحانه وتعالى هيئ ما هو لك فسيأتيك.

 

انتقلت انت للصحن الآخر ثم يأتيك رجل ويقطع لك قطعة لحم في صحن ليس قريب منك بل من صحن بعيدويقول لك يا أخي والله أني احبك وهذه لك،

ثم نصف اللحمه هذه مكتوبة لك ونصفها للذي بجانبك

فتقطعها وتقول له بيني وبينك..

أمر عجيب!

كلٌ سيأتيه رزقه

 

(وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ۞ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)

عضلة القلب عندك و انت تأكل تطعمها؟لا

من يوصل لها الاكسجين والغذاء؟ الله

 

في أنفسكم أفلا تبصرون؟

الشعرة هذه انت الذي موكّل لتغذيها؟

طول حياتك إلى موتك الشعره التي على رأسك الله الذي يغذيها.

الظفر عندك ينمو لكن كيف جاء الاكسجين والغذاء له؟

والله لو تضع تحته مظلة أكسجينوتغطسه في دم ما توصل إلى ما تريد.

 

قال الله تعالى:

(فِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)

لكن أين رزقي؟

(وفِي السَّمَاءِ)

انظر للّذه فوق،

(رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)

ثم يقسم الله،

و الله لا يحتاج ليقسم كي يجعلك تصدقه.

(فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)

و الله مثلما أنت تنطق رزقك سيأتيك

كل ما يدخل جيبك من مال حتى تموت كحقيقة نطقك،

 

مثلًا الآن أنت عندك خمسة ملايين

الله حسب لك كم وجبة ستأكلها منذ كنت نطفة،

حسب كل ماسيدخل في هذا الجسد إلى أن تموت.

 

اقسم بالله لو أن عندك خمسين مليون لن تأخذ من الخمسين مليون هذه إلا ما كتب الله لك.

ما ليس لكسيذهب لورثتك،

 

هنا الانسان قد يقول:إذن أجلس في بيتي دون أن أبحث عن الرزق لأنه سيأتيني؟

نقول له قول النبي عليه الصلاة والسلام:

"لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بطانا"

تغدو خماصًا أيتذهب وتفعل سبب لجلب الرزقلكن في داخل دائرة الحلال ..

نحنمالذي ورطنا؟

عدم الثقة.

فيقول لا سأحصلها بقوتي ويخرجيأخذ رشوة!

"أيما جسد نبت بالسحت فالنار أولى به "

الله سيرزقك،

والله سيرزقك لكن لا تظن أنك ستأخذها بقوتك.

 

أما قضية العمل بالسبب..

فقد قال الله تعالى لمريم:

(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)

فلو شاء الله أن تجنيه من غير هز لجنته، لكن لكل شي سبب..

كل القرآن يحث على العمل

(وَاصْنَعْ الْفُلْك بِأَعْيُنِنَا وَوَحْينَا)

وأيضًا

(وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا)

و

(اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ)

كلها أصلا أسباب ما تفعل شيء .. ضعيفة.

لكن الله يريد أن يعلمك أن قلوب هؤلاء متعلقة به سبحانه،

لأجل ذلك قال موسى : معي عصاي أنا ذبحت فيها امس سحر السحرة. لا بل قال:

(إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)

انظرلليقين .. هو ماقال سوف يهدين

يعني للمستقبل البعيد .. لا، قال: (سَيَهْدِينِ)

 

الشاهد ..

كان في المعتكف أحد الاخوة جلس في آية واحدة ثلاث آيام!

وهي في سورة النحل،

حتى كان من معه يقولون له أنت معتكف مفروض تكون ختمت مرتين أو مرة على الأقل..

لكنه قعد في سورة النحل فكشف لهم بعض الأمور التي في قلبه..

قال هذه الآيه التي استوقفتني أنا لم اقدر على أنأتعداها.

 

هذه الاية والله الذي لا إله الا غيره لو وعتها قلوبنا اقسم بالله ألا نحزن في حياتنا آبدًا.

أقسم بالله لتعلم أن لو اجتمع عليك كل الناس في العمل المدير ورئيس مجلس الإدارة والوزير يقولون و الله فاصلينك فاصلينك ما تهتز ولا ثانية.

يقول الله سبحانه:

(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا)

طبعًا الله لن يقول الآيات للناس، قال :

(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ)

كل الناس تقرأ القران لكن من الذي يستفيد من هذا المثل؟

(وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)

 

الله يقول:

(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا)

ماهو المثل ياربي؟

(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا)

 

أنا أريد أن تتصور و كل من يراني الآن،

دخلت أنا و إياك قرية أو أي مكان،

ووجدنا رجل جالس وينظر إلى سيدهالذي يقول له أمشفيمشي،

هو عبد مملوك والله ضرب المثل قال:

(عَبْدًا مَمْلُوكًا)

ماذا قال بعدها؟

(لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ)

يعنيلا تتوقع أن يخدمك هذا في شيء. ثم قال الله:

َمَنْ رَزَقْنَاهُ)

أنت الآن إلتفت من مشهد هذا الضعيف الفقير إلى واحد عجيبقال الله:

(وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا)

رجل عنده رزم من الأموالوواحدعنده الخيرات وعنده الصكوك، قال:

(وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا)

ماذا فعل به؟

(فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْر)

يعطي هذا خمس مليار، وهذا خمسين مليون وانت عليك دين وأهلك في السجن تعال خذ، أنت تريد بيت تعال خذ..

 

فبالمقارنة بين هذين الاثنين .. لو كانت عندك حاجة لمن ستذهب؟

 

بالتأكيد للغني،لذلك الله قال:

(هَلْ يَسْتَوُونَ)

كل العقول تقول لا

قال:

(الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)

 

الله جل جلاله شبّهَ ملوك الأرض كلهم بهذا العبد المملوك الذي لا يقدر على شي،

وشبّهَ نفسه سبحانه وتعالى وليس كمثله شي بهذا الذي يُعطي سرًا و جهرًا، فهل يستوون؟

نحن نظن بأن قضيتي عند المدير،

لا، هذا المدير يحركه الله من فوق سبحانه.

اقسم بالله لن يوَقّع لك قرار في الأرضقرار توظيف أو تعيين أو حتى فصل حتى يدبر الله الأمر من فوق سبع سماوات.

ثم يأمر هذا العبد المملوك حتى يعطيك او لا .

ألا ترى أنه أحيانًا تُعرض قضية لوزير فيقول "رفض"

ثم يقول: لالا تعال ويوافق

 

هل هو الذي وافق؟

لا، ووالله بل الله سبحانه أمره بذلك لأنه عبدٌ مملوك لا يقدر على شيء و الله على كل شي قدير .

 

 

هذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

للاستماع للمحاضرة صوتيًا

http://www.abdelmohsen.com/play-1146.html

 

 

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان، وماكان من صواب فمن الله وحده.



  محاضرة قطرات من بحر عظيم بصيغة wrd   محاضرة قطرات من بحر عظيم بصيغة pdf


  • الاثنين PM 05:49
    2015-07-27
  • 10493
Powered by: GateGold