القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
رسائل
رسائل
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ)
وقال:
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)
وقال:
(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)
وقال:
( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا )
وقال:
(ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً )
هذا الكلام قد ذُكّرنا به جميعنا،
إذن الجزء الأول من الآية طُبّق علينا لأننا ذُكّرنا،
حيث قال الله عز وجل:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا)
وهناك في آية أخرى قال:
( هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ)
قال : (فَأَعْرَضَ عَنْهَا)
الإنسان بعد أن ذُكِر بهذه الآيات ماذا كانت ردة فعله؟
قال : (فَأَعْرَضَ عَنْهَا)
أعرض عنها وماذا؟ ما حَفِظ؟ لا، القضية ليست قضية حفظ ..
وأعرض عنها وما سَمِع؟ لا، القضية ليست قضية سمع..
أعرض عنها ولم يقرأ؟ لا، القضية ليست قضية قراءة..
إذًا ماهي القضية؟
( فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ)
ماذا نسي؟
نسي ما حفظه من هذه الآيات؟ لا، نسي شيء مهم أكثرنا نساه وأسأل الله أن يتوب علينا جميعًا، قال:
( فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ )
ما شأن ما قدمت يداي– الفعل – في التعامل مع القرآن!
يقول هو سمع وقدّم غير الذي سمع
الآن هو سَمَع وذُكّر بأيآت ربه..
( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )
هو ذُكّر لكن ماغض إذًا نسي ماقدمت يداه،
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا)
أين في بيوتكم؟ لا ،
(مَعَ الرَّاكِعِينَ)
( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا )
يسمع الآيات ولم يطبق ما فيها،وبالنسبة له عادي وليست مشكلة!
هل القرآن عندنا فقط للقراءة والاستماع؟ لا والله ،
قال الله سبحانه:
(وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ)
الآن هو ذُكر بهذه الآيات عن طريق السمع أو القراءة صح ؟
إذًا لماذا لم يقل الله ونسي ماسمع!
؛ لأن أعماله بوادٍ والذي ذُكر فيه بوادي، أجارنا الله وإياكم ،
( وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا)
الله سبحانه يقول -إنا-
إذا كان ابن آدم يسمع ولا يُطبق فهل هذا معناه أن ماعندنا غلط؟ جميعنا غرقنا إلا من رحم الله،
لكنك تغلط وتنسى وكأنه لم يحدث شيء،هنا المشكلة، كلنا نُخطئ لكن ماذا يحدث في قلبك إذا أخطأت؟
فأنت هُنا تكون خالفت كلمة من كلام رب العالمين،آيه قال الله عز وجل فيها:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا)
جعلنا أين؟ في أهم عضو فيك، قلبك..
( إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) كالتوابيت أو التابوت
( أَنْ يَفْقَهُوهُ )
لم يقل أكنةً أن يحفظوه، لا،فالكل يستطيع الحفظ ..
أن يقرؤوه؟ لا، العين مفتوحة اقرأ ما تريد،
واللسان شغال، حرّكه،
والأذن اسمع بها ما تريد،حتى لو تسمع القرآن كله،
لكن والله لن تفقه شيء مادام على قلبك أكنة،
تجده في رمضان ما يلبث حتى يصل للجزء العاشر، وحين تسأله بماذا شعرت؟ لاشيء!
عشرة أجزاء ما شعرت بشيء،
عشرة أجزاء ما استفاد منها شيء لأن القلب مُقفل والعياذ بالله،أسأل الله أن يفتح قلوبنا وأن يفتح اغلاق قلوبنا .
حبيبي الغالي لو وضعت عسل سدر، وعسل بلدي، وعسل جبلي،
وخل، وماء مع ملح، وماء مع تراب،وضع ما تريد ..
ثم أحضر واحد ليس له لسان، مغلف لسانه، الخلايا مغلفه فيه،
ثم قل له أن يتذوق من الملح والخل وملعقة العسل وما يليه مما احضرت، ثم اسأله ما الفرق بينهم ؟ ماذا شعرت؟
لن يشعر بشي، يذوق العسل والملح كلهم عنده واحد،
لأجل ذلك أكثرنا إلا من رحم الله كل شيء عنده سواء،
فأحبتي هل لدينا هذه المشكلة؟
إذا كان لا يذوق العسل من ليس له لسان، فوالله لن تذوق طعم هذا الكتاب العظيم إن كان الإيمان في قلبك ضعيف، وأسأل الله أن يقوي إيماننا.
أحبتي هذا العضو خطير،أخطر عضو فيك،
أمامك الآن أستطيع أن أقف وأأمر جسمي يركع ويركع، وأأمره يرفع فيرفع، وأأمره يسجد فيسجد، وأأمره يرفع فيرفع،
لكن لا أستطيع أن أأمر قلبي يخشع فيخشع،
لا تقدر عليه، لا يقدر عليه إلا الله عزوجل،
لأجل ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فهم الدرس
قال الله عزوجل:
(وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ) ،
لم يقل لولا أن ثبتَّ، لا،
لا أحد يُثبّت هذا القلب إلا الله،
(وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا. )
ثم النبي عليه الصلاة والسلام استعان لثبات قلبه بأحد غير الله عز وجل،أصبح أكثر دعاءه "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" ؛ لأنه لا يستطيع أن يثبته بنفسه.
والصحابة في مجلس واحد يَعدّون للنبي عليه الصلاة والسلام من سبعين إلى مئة مره "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم"
تخيل مئة مرة في المجلس،ومع ذلك لم يكن أكثر دعاءه الاستغفار،
بل كان أكثر دعاءه "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
إلى كم كان يقولها هو؟ و كم كنا نقولها نحن؟
إذا أستمرينا على حالنا هذا يا جماعة فسنرى الفقر في ثباتنا وفي ديننا،
بينما كلما أفتقرنا لله كلما أغنانا،وكلما أستغنينا عنه بسواه كلما فقرنا،
فالله عزوجل يتكلم عن القرآن بكلام عجيب، قال سبحانه جل جلاله:
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)
هذا الكتاب – القرآن –
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)
أين نزل به؟
النبي علية الصلاة والسلام بعينيه، وأذنيه، ولسانه، وشفتيه، واقف أو جالس أوعلى ناقته يتلقى قرآن أين؟
في قلبه، فهذا القرآن مكانه القلب،
قال الله جل جلاله :
( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ )
طيب واذن النبي عليه الصلاة والسلام؟ ولسان النبي عليه الصلاة والسلام؟ لا ،
( عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِين )
( المص ۞كِتَابٌ ) ،
ما دام كتاب فسيُبيّن لك أين سيذهب،
( كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)،
وإن لم يكن ذكرى؟وإن لميذهب لقلبي؟
لابد إذًا أنأ راجع كلمة المؤمنين، هل أنا فعلًا من المؤمنين؟
لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
(إِنَّمَا)أداة حصر،
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) من هم المؤمنون؟
أول صفة:( َالَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ )
لماذا كل شيء هُنا بالقلب؟ !!
الآن تخيل أنولدك مريض بالكلى، ويُغسّل يوم وراء يوم، وتحمله من مستشفى لمستشفى آخر، ويُقفلون ملفه ويَمنّون عليك،
وتذهب لمستشفى ثاني وثالث ورابع وخامس ،تعبت مع هذا الولد تعب شديد،
ترجع إلى بيتك بعد الدوام تجده هاوٍ على الأرض، ومره تجده في سيارته مُنهار، وقبل أن تنام تطمئن عليه إن كان يشعر بتعب،
ثم جئتُك أنا من بين الناس وقلت لك يا فلان ابنك تعبان؟
قلت:نعم! .فقلت لك: ابشر والله، أنا سأتبرع لابنك بكلية،
ودخلت المستشفى أنا وابنك، وأخذوا التحاليل مني،واصبح الوضع ممتاز، وتحدد يوم العملية، اخذوا ولدك على السرير وأنا على السرير المقابل،
وتمت العملية ونجحت بفضل الله، ثم مع مرور الأيام ابنك لم يعد يحتاج يغسل كليته، بفضل الله ثم الكلى السليمة التي أعطيته إياها،
ومرت الأيام ومرت السنين ثم وأنت جالس بمجلس تتحدث في أي قضية،وإذ بأحد الجالسين جاء وقال: السلام عليكم يا عبد المحسن.
وكان يسلم على أحد الجالسين، وبالصدفة اسمه كاسم المتبرع لابنك،
ماذا سيحدث بك ؟ يفز قلبك،
سيكون اسم عبدالمحسن اسم عظيم عندك، وتجدك نسيت الموضوع الذي كنت تتحدث به وتدعي لعبد المحسن المتبرع الذي أعطى ابنك كلية
فكم أعطانا الله، أعطاك اثنتين وابناؤك اثنتين وجميع أهلك أعطاهم اثنتين، عيناك نعمة من عند الله،
هناك أناس إن رأى ابنه يضحك تذكر أن الذي أضحكه في السماء جل جلاله هو الله ،
وإذا رآه يتحرك وغيره معاق تذكر الله،هؤلاء إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم،
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ )،
تمر هكذا بمرور الكرام؟ لا،
( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )،
لكن لماذا نزل القرآن؟
( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا )،
ليدبروا ماذا؟
سُورَه أو صفحاته ؟ لا، بل آياته
مع كل آيه تقرأها اجعل لها مع قلبك حكاية،
ليس فقط مع لسانك الذي يقرأ، ولا مع أذنك التي تسمع، ولا مع عينك اللي تقلب النظر بالصفحات، لا،
(لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )،
إذا تدبرت تتغير نظرتك للحياة، يصبح ما يراه الناس شيء كبير لا يؤثر فيك أصلًا، تجدهم يخافون من قضايا وأمور وانت لا تهتم ولا تخاف،
لماذا؟
( لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب)،
قل لرجل يتدبر القرآن " يا فلان إن مديرك ينوي قطع رزقك، وسيفصلك من العمل"
إذا كان متدبر للقرآن لن يخاف،أما إن لم يتدبر القرآن فإنه سيجزع ويترجى مديره وسيبكي عند الناس،
بعكس من تدبر القرآن لم يحرك به ساكن، لماذا؟
لأن الله عزوجل يقول:( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ) خص الموقنين،
( وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ۞ وَفِي السَّمَاءِ )
وفي السماء ماذا؟
( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ۞فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ )
مثل ماذا؟
(مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ)
مثل ما أنكم تنامون؟
لا ، أنا مستيقظ ،لقد أعطاك شي دائمًا معك،
( ٌّمِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ )،
هل سبق ورأيت قط ينطق؟ لا،
إذن والله أن رزقك بالسماء،
الله جل جلاله هو الوحيد القادر على أن يُدخل القرآن في قلبك بإذنه،
اللهم أدخل واجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا،
أقسم بالله أن من يفتح الله على قلبه،سيعلم أنه لا يوجد قرار في الأرض يُوقّع إلا بعد ما يأمر به الله عزوجل أن يُوقّع،
وأقسم بالله لن تُفصل من عملك إلا إذا أذِن ربي من فوق سبع سماوات أنك تُفصل فستفصل .
مع أننا نسمع أناس يقولون " فلان لا يرحم ولا يدع رحمة ربي تنزل"
نسمع هذا الكلام أم لا؟ بلى نسمعه وقد يكون أحد منا يقوله..
مع أن هذا كلام خطيــر،
"لا يرحم"لا مشكلة ولكن "لا يدع رحمة ربي تنزل"
كيف!!وهو ذرة ضائع في مدينتهم وفي الحي الذي يسكن به، الذي حتى لو أخذت له صورة من على طائرة لن ترى على الأرض أحد .
فمن هو هذا الذي لايدع رحمة ربي تنزل!!
تعالى ربي علوًا كبيرًا
لذلك يا جماعة هذه الكلمات كلها قيلت لأنه لم يتدبر القرآن،والله سبحانه وتعالى يقول:
(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ)
إن أراد الله أن يرحمك من فوق سبع سماوات فمَ الذي سيحدث؟
(فَلَا مُمْسِكَ لَهَا)
والله لا أحد يمسكها
(وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) سبحانه..
علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان مسافر وأراد يصلي فوقف عند قرية،
وأخذ يبحث عن مكان يعقُل فيه ناقته،فما وجد،
فقال لرجل وجده عند الباب: تمسك ناقتي حتى اصلي؟
قال: نعم. وأمسك ناقته.
دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وصلى ثم وهو في طريقة للخروج أخرج من جيبه درهمين ليعطيها للرجل الذي أمسك ناقته،
فلما خرج لم يجد الرجل، ولا اللجام، فقط الناقة دون لجام، والرجل اختفى..
عندها ذهب ليشتري لجام جديد لناقته بعد أن سأل عن مكان بيعها، وعندما وقف أمام أحد الدكاكين وجد لجام ناقته فسأل البائع من أين أتى به!!
فقال البائع: باعني إياها رجل قبل أن تأتي
سأله بكم؟
فأجاب: بدرهمين.
فقال علي "أردت أن أعطيها إيّاه حلالًا فأبى إلا إن يأخذها حرامًا فيأكل حرامًا فيسأله الله يوم القيامة"
إذن ما كُتب لك سيأتي إليك لا محالة.
الآن في هذه الحياة كمستعيش؟ ستين سنة؟
وعلى مدى هذه الستين سنة كم تحتاج ؟
إن كنت تأكل منذ كنت في رحم أمك
غفر الله لأمهاتنا جميعًا وآبائنا ورحمهما كما ربونا صغارًا..
غير ما تحتاج إليه من أكل وشرب،وملابس،وسكن، ونوم كل هذه بتكلفه،فإن كانت تكلفة حياتك تسعين ألف إلى أن تموت فأقسم بالله لن تموت حتى تُصرف عليك التسعين ألف، وإن كتب لك مليون لن تأخذ تسع مئة أو مليون وزيادة، بل ستأخذ منها ما كتب لك فقط،
لذلك يقول أحد المفسرين المعاصرين توفي قبل فترة بسيطة عليه رحمة الله، قال: "أنت لك حرية بين قوسين،القوس الأول أنك جئت للدنيا غصب عنك.فهل وُلد أحد باختياره؟ جميعنا وُلدنا دون أن نختار ذلك..
والقوس الآخر هو أنك ستخرج من هذه الدنيا أيضًا غصبًا عنك،
وما بين هذين القوسين أنت لك حرية نسبية تعمل فيها ما تشاء،
لكن علّمك الله في القرآن أن سكنك سيكون بعد القوس الأخير، وعيشك بعد القوس الأخير،
و متاعك من حزنك بعد هذا كله يعتمد على الحرية التي بين القوسين وماذا عملت فيها؟"
فاعمل ما تشاء فأنت لك الحرية
فعندنا حرية بين قوسين نستغلها وأسال الله أن يُعيننا على أنفسنا.
(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)
قبل 17 سنة من اليوم ألقى الشيخ علي الطنطاوي عليه رحمة الله وعلماء المسلمين وموتانا وموتى المسلمين..
ألقى محاضرة في الرياض وقام أحد الشباب وقال: يا شيخ ممكن اسأل سؤال؟ قال: اسأل.
قال: يا شيخ والله أنا أصلي وأصوم، وأزكي وأحج ولي أعمال خير، لكن يا شيخ عندما أفكر أو أسمع آيات الجنة وأنه يجلس الرجل على الارائك ثم ينظر في الثمار فيشتهي واحدة منها فلا يُكلف نفسه عناء النهوض لجلبها لأنها ستأتي إليه بنفسها و
(وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ)لم تدخل رأسي!
يقول كيف؟
هذا اسمه الإيمان، هو الآن يفعل الإسلام وهو بمتناول الجميع، ولكن يقصد الايمان بالغيب، شيء لا نراه..
قال الشيخ: يا ابني تخيّل لو كانت أمرأة حامل بطفلين تؤمين، كيف سيعيشون؟ في أنوار أم في ظلام؟
قال الله جل في علاه: (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ)،
أنت إذا أطفئت نور بيتك يعم الظلام وتنعدم الرؤيا، وفي بطن الأم كذلك ولكن ظلام وراء ظلام وراء ظلام .. لن ترى أحدًا بتاتًا،
فسأله الشيخ: كيف سيعيشون؟ في مكان نظيف ومؤثث؟
قال: لا يا شيخ ليس مؤثث!
قال الشيخ:وهل يأكلون من أكل المطاعم ؟
قال: لا،فهو لا يملك سوى الحبل السري.
فقال الشيخ: يا ولدي، لو جاء أحد ما لهذين الطفلين في رحم أمهم، وقال لهم:أنتم تعيشون في هذا المكان الضيق الذي لو خرجتم منه سترون الشوارع و الأنوار ومطاعم وسيارات وطائرات تطير في السماء..
كيف ستكون ردة فعلهم ناحية من يقول لهم ذلك؟ بالطبع سيكذبونه لأن كلامه لم يدخل رؤوسهم، صح؟
لأن الله قال:(ذَلِكَ مَبْلَغهمْ مِنَ الْعِلْم)
يرون ما نراه من ظلام وضيق، سعة وسعادة وبالنسبة لهم سيكون الرحم أفضل مكان للعيش!
قال الشيخ: يا ولدي، لو احد هذين الطفلين خرج قبل الثاني بساعة، و فور خروجه أغمض عينيه بسبب الأضواء، وحوله والده يحمله وهو فرحان والممرضات هُنا وهُناك..
الطفل الآخر سيبكي على أخيه الذي بالنسبة له قد اختفى ومات، بينما الطفل الذي خرج قبله سيقول ياليت قومي يعلمون،
يعلمون عن الحياة والأضواء والشوارع والمطاعم ووو
فالحياة ماهي إلا رحم كلنا مررنا به، ثم خرجنا منه إلى حياة أخرى واسعة وبها أضواء ونهار وشمس وطيارات وسيارات، ومنها سنرجع إلى رحم مظلم إلا إذا أناره الله، وأسأل الله أن ينوّر علينا قبورنا،
ثم بعدها نُبعث إلى الحياة الحقيقية
في الدنيا أعلى شيء نراه فيها السماء،
لكن إن دخل الإيمان في قلبك لن تكون السماء أعلى شيء في نظرك
لذلك النابغة الجعدي الشاعر الذي حياته كلها غزل،
لما أسلم، وشهد أن لا إله إلا الله، وتُليَت عليه الآيات، وسمع القرآن، وسمع أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام.
جاء ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سلّم وجلس وقال : إني تذكرت والذكرى تهيج على الفتى.
قال النبي عليه الصلاة والسلام : هيه - أي زوّدنا-
قال : إني تذكرت والذكرى تهيج على الفتى ومن عادة المكلوم أن يتذكرى .
قال النبي عليه الصلاة والسلام : هيه - أي زودنا-
قال : إني تذكرت والذكرى تهيج على الفتى ومن عادة المكلوم أن يتذكرى، بلغنا السماء عزًا ومجدًا وسؤددًا وإنّـا لنرجوا فوق ذلك مظهرًا .
قال النبي عليه السلام: أين المظهر يا أبا ليلى؟
قال : الجنة التي وعدت و وعدنا الله سبحانه وتعالى .
يقولك إنّا بلغنا السماء عزًا و مجدًا ولكن ليس هذا ما يهمنا ويشغلنا، بل إنّا نريد ما فوق السماء،
أسأل الله أن يبلغنا وإياكم أعلى مراتب الجنان إن ربي على ذلك قدير .
حبيبي الغالي هذا القرآن يعطيك قضايا تُفصل في حياتك ..
لماذا قال الله سبحانه وتعالى( فَمَن تَبِعَ هُدَايَ )
لاحظ حبيبي الغالي لم يقل ومن قرأ هداي، ولا من سمع هداي، ولا من حفظ هداي، لأن السماع والحفظ في متناول الجميع.
بل قال (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ)ماذا يحصل له؟ لا يضل ولا يشقى؟ لا،
(فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )اللهم اجعلنا منهم..
لاخوف عليهم من المستقبل.
أتحداك أن تخوّف مؤمن على رزقه، أتحداك أن تخوّف مؤمن لموته،
تخوّف مسلم ممكن، ولكن أتحداك تخوف مؤمن.
( فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) من المستقبل،
تقول له عن رزقه
يقول لك: رزقي عند ربي،أمرني أفعل بأسباب مشروعة ولا أخرج عنها أو أتعداها ورزقي عنده سبحانه.
لكن ضعيف الإيمان ممكن يشك في رزقه، فيسرق كي يبحث عن رزقه،
أو يرتشي كي يبحث عن رزق، لأنه لم يضمن رزقه،
قال: ( وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )لا يحزن على الماضي،
في آيه أخرى في سورة طه قال: ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ )
الناس اليوم وقد نكاد نرى هذا المشهد كل أسبوع تقريبًا،
لو يُصاب أحد أفراد الأسرة بمرض، مثل مرض السرطان، تجد كل من في البيت حزين وتجتمع هموم الدنيا كلها في ذلك البيت صح؟
ورأيت كثير من المرضى دخلوا المستشفى وتعالجوا وخرجوا منه ولم يعلم أحد من أهلهم بذلك والسبب خوفهم من جزع أهليهم لو يعلمون عن تلك الأمراض.
وتجد الكثير من الأهالي يُخبئون عن المريض حقيقة مرضه ويتشاورون يخبرونه أم لا وينبهون الدكاترة عن عدم إخباره.
ولكن لماذا نخاف من السرطان؟ لأنه فتاك؟
تجد فرق بين ردة فعل من تقول له "تحليلك يُبيّن أن عندك صداع" مما لو قلت له "يُبين أنك تعاني من سرطان" .
تجده في الموقف الأول يحمد الله ويذهب، بينما الموقف الأخير يجزع ويخاف!
وذلك بسبب أن الإيمان ضعيف، فيظن أن السرطان لأنه فتاك سيقرب منه الموت.
إذا كان الإنسان نُطفة في رحم أمه، وينزل عنده مَلَك لا نراه،
فيسأل ذلك المَلَك الله عز وجل فيقول: ربي،أذكرٌ أم أنثى؟
الطفل الآن لم يصل حتى إلى الشهر الرابع ..
يسأله: شقيٌ أم سعيد؟
اللهم اجعلنا من السعداء يا رب العالمين..
قال: ما أجله؟
الآن الله سبحانه أنشأه في ذلك الرحم، والمَلَك يسأل متى المرجع؟ متى تُقبض روحه؟
فيُكتب الأجل في 16- 6- 1436 في يوم كذا ..
ثم يولد هذا الطفل و يكبر ويعيش لسنين حتى جاء يوم 10- 6 وبُلّغ بإصابته بالسرطان، وفي يوم 16- 6 توفي ولم يتقدم ..
لو الآن لم يصيبه المرض، هل كان ذلك سيُحدث فرق؟
لا، لأن يوم مرجِعه قد قُدّر منذ كان في رحم أمه،
لذلك المؤمن لا يخاف، مرِض بالسرطان يحمد الله ويرضى بذلك ،
الناس تخاف من السرطان ليس لأجل أن اسمه سرطان؛ بل تخاف من السرطان خوفًا من الموت،
وهذا القرآن العظيم يقول الله عز وجل فيه:
( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ )ماذا يحدث؟
(لَا يَسْتَأْخِرُونَ) يومًا؟لا،
(لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ).
فالمؤمن لا يخاف، لأ نخوف الناس من السرطان لأنه لن يُقدّم أو يؤخر الموت.
البارحة قبل إقامة صلاة العشاء في الحرم، توفت امرأة وطفل، وقد كانا في آخر شوط لهم، توفيا أمام الناس
في أعظم بقعة على الأرض مكة،
فـكل نفس لا تعلم في أي أرض تموت.
كم واحد فينا ذبحته وقتلته كلمة - لو - ؟
تجد رجل جاء ليشتري سيارة، ثم شاور نفسه و شاور الناس، ثم لم يشتريها،
وقبل أن يخرج من المعرض جاء رجل آخر واشتراها، وعندما اشتراها الرجل الآخر، عرض عليه أحدهم أن يشتريها منها ب50 ألف، أعلى من سعرها..
ماذا كان سيفعل حينها؟
سـ يعضّ على أصابعه ندمًا ويقول: لو أني اشتريتها، وياليت ووو...
لكن والله الخمسين ألف هذه ليست لك،
هذه - لو - التي تدل على شي في الماضي لا تغير شي في الحاضر ،
قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يقولنّ أحدكم لو كان كذا لكان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان) .
وقد قال الله جل في علاه(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)
كل مصيبة في الأرض هي بإذنه سبحانه، ماذا قال بعدها؟
(ومَن يُؤمِن بالله يهْدِي قلبه )
ما سبب نزول هذه الآيه؟
بلال رضي الله عنه يُعذّب، وعمار يعذب، يُسحَبون بالسلاسل وقد اهلكهم الكفار،
فقالوا الكفار للمسلمين:لو كان ما أنتم عليه حق لما مكننا الله منكم، الذي تدعونه أنتم الله، واحد احد، لو كان حق لما يسلطنا عليكم ونعذبكم أمام الناس،
فنزل قول الله ( مَا أصَابَ مِنْ مُصِيِبة فبإذن الله ومَن يُؤمِن بالله)
قال أبي طلحه وأبن عباس رضي الله عنهم اجمعين، قالوا: ومن يؤمن بالله أي أن يعلم أنها ما كانت لتنزل إلا بإذن الله،
يعني اقسم بالله لو لم يُرِد الله أن تنزل هذه المصيبة لن تنزل سبحانه جل جلاله،
قال:(ومَن يُؤمِن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ)
يقول ابن عباس: أي يهديه لليقين، يصبح موقن بأن ما أصابه لم يكُن ليخطئه، وما أخطأه لم يكُن ليُصيبه.
ماذا تعني "ما أصابك لم يكن ليخطئك" ؟
يقول: أي لو أن أحدكم أنفق في سبيل الله مثل جبل أحد ذهب، لم يقبله الله منه،
لا يساوي في الميزان شي..
قال: لم يقبله الله منه حتى يعلم أن ما أصابه لم يكُن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكُن ليُصيبه .
يعني لو كان رجل في سيارة يجلس في مكان الراكب، ثم عند الإشارة اصطدمت بهم سيارة أخرى ضربت في مكان الراكب ومات، سيقولون أهله "قلنا له اركب في السيارة الثانية ولم يسمع كلامنا" أو "يا ليته جلس في المقعد الخلفي" وعبارات ندم وتحسُّر،
لكن هُنا شيء اسمه ما أصابه لم يكُن ليُخطئه
الله قدّر أن تصطدم السيارة من هذا المكان، حتى لو كان يجلس في الخلف لكانت الصدمة من الخلف،
المنافقين لما خرج الناس للجهاد، قالوا : "لو أطاعونا ما قُتِلوا"
أي لو سمعوا كلامنا ولم يخرجوا للجهاد ما قُتلوا، يقصدون أنه من لم يخرج للجهاد لم يُقتل أو يموت، هل لأن عندهم أمن من الموت؟
انظر كيف رد عليهم الله جل جلاله ما اعظمه،
لم يقُل الله "فادرءوا عن الذين عندكم الموت" لا،
بل قال سبحانه: (قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ)
أنتم، إن كنتم صادقين فادرءوا الموت عنكم أنتم .
حسنًا، الآن لو كان هذا الرجل قد جلس في المقعد الخلفي وكانت الصدمة في الراكب الأمامي، وخرج هو من السيارة دون أي أذى، سيقول:
الحمد لله أني كنت في الخلف، ولو أني جلست في الأمام لكنت قد تأذيت أو مت.
هنا أيضًا شي اسمه ما أخطأك لم يكُن ليُصيبك
فـو الله حتى لو كان يجلس في الأمام لما تأذى، مادام الله لم يكتب له الأذيّة
قال تعالى: (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ)
ماذا تعني هذه الآية’؟
تعني أن الله عز وجل يقول ما سبق أن قلت لشي "كُن" وماكان، ثم قلت له مرة أخرى "كن" ،
لالالا، من مرة واحدة ، سبحانه ما أعظمه..
هذه المرة الواحدة كيف سرعتها؟
قال تعالى: (إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ)
يأمر الأمر فيُنفّذ في لمح البصر انتهى،
هناك أشخاص يؤمنون بالله حقًا، تجدهم يعيشون في سعادة و رضا حتى مع المرض، عنده يقين بقوله تعالى: (كُلُّنَفْسٍذَآئِقَةُ الْمَوْتِ).
فأحبتي، لو تذوقنا طعم الإيمان ستتغير حياتنا كليًا ،
الإيمان يا جماعة هل هو حلو أم لا؟ له طعم؟ يُحّبْ؟
الآن لو تسأل أحدهم: هل تحب ابنك؟ بالتأكيد سيجاوبك بنعم ،
والله أن الإيمان يُحب أكثر من اولادك لو تذوقته،
الله سبحانه امتدح الإيمان، قال جل جلاله:
(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ)
اللهم حبب إلينا الإيمان..
قال: (وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)
اللهم زيّنه في قلوبنا ..
يا أخي تخيل لو قلت لك: الملك زيّن مزرعة وهو بنفسه تولى تزيينها، كيف ستتوقع المزرعة؟ ماذا فعل بها؟ وماذا وضع فيها؟
لكن لو قلت لك أن ملك هؤلاء الملوك كلهم قد زيّن شيء في قلبك؟
قلبك تولاه ربي، يزين شيء فيه بالتأكيد سيكون جميل ..
أسأل الله أن يزين الإيمان في قلوبنا
قال:(لَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ)
اللهم كره إلينا الكفر الفسوق والعصيان ..
(أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)
اللهم اجعلنا من الراشدين..
بدأت أحبتي الفضلاء أُراقب والدي شفاه الله ومرضى المسلمين أجمعين،
وهو كبير في السن،أسأل الله أن يجعل عُمره في طاعته،
والله ما ذكرت أن أحد دخل قبله المسجد والله على ما أقول شهيد، يذهب قبل المؤذن حتى، وكانوا قد أعطوه مفتاحًا لأنه كان يجلس عند باب المسجد وينتظر المؤذن فأعطاه مفتاح،
الشاهد أنه24 ساعة منذ ولدت لهذه الحياة وهو ماسك قرآن،
ومع كبر السن بدأ ينسى وأحيانا لا يعرف الوقت حتى،
وقبل شهر ركبت له المصحف على القاعدة فجلس يقرأ
والله يا جماعة أنه ما يتعدى آية،
لا يلبث يقرأ آية واحدة حتى ترى هذه الدموع تنزل،
إن كانت آية فيها تعظيم قال: سبحانه وبحمده،
وإن كانتآية فيها نار قال: أعوذ بوجهك يا رب أعوذ بك من النار،
ثم يكمل الآية التي تليها، وكل آية عندها جنة قال:يارب أسألك من فضلك، ويقف يسأل الله من فضله.
حتى وصل عند آية فيها فرعون،أنا قلت: الآن ماذا سيقول؟
آية عن فرعون تشوقت لأسمع ماذا سيقول؟
أقسم بالله يا جماعة لم يكمل بعدها، قال: أسأل الله العافية اللهم لا تجعلني مثله.
"اللهم لا تجعلني مثله"
هل سبق لك في عمرك كله أن قرأت آيه وقلت "اللهم لا تجعلني مثله" ؟
هل يقدر أن يجعلك مثله؟
يقدر ما يميتك إلا حتى يزيغ قلبك سبحانه،
أقسم بالله يا أخواني ما أدبني شيء مثل وقوفه عند الآيات،
الله لم جعلك أنت مثل فرعون , وهو قادر على ذلك،
فرعون له يدين ورجلين، وأنت كذلك لك يدين ورجلين ولكن الله جعله طاغي وجعلك مستقيم،
أعظم نعمة(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )
نحن نقرأ آيات الكفار ولا تشكّل فارق لنا
لكن لا , إذا قرأت آيات الكفار, قف واحمد ربك أنك أنت لست من هؤلاء.
وقل يارب أنا عشت الحياة ولم أكن مثلهم، فيا رب لا تُميتُني وتجعلني مثلهم.
(وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
ختامًا أحبتي الفضلاء..
في أيام السلف، جاء رجل كان مسافر ثم رجع، في الطريق تذكر أبناءه،
تذكر أولاده مثلما نتذكرهم في السفر،
أسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح نياتنا وذرياتنا،وأن يجعلهم من أعظم من رضي الله عنهم سبحانه..
فجاء ليشتري لأولاده ملابس وكان يتفاوض مع البائع،
وفجأة فرّ البائع،نظر الرجل لليمين ولليسار لم يجد أحد في السوق!
بعدها بثوانِ دخل الملك ومعه حاشيته، ثم وقف حاجب الملك عند الرجل وسلّ سيفه قائلًا له:
مالك لا تتنحى عن الطريق؟
لتتنحينّ عن الطريق أو لأضربنّ عنقك,
ثم الملك وموكبه يمشي قال: لا يا فلان دعه لا تقتله.
فضحك الرجل.
قال له الملك: ما يضحكك؟ .. لماذا تضحك؟
قال: اضحك من حاجِبُك هذا، يريد أن يقرّب أجلي ساعة، وأنت أبَيْت تريد أن تؤخر أجلي ساعة،
والأمر ليس لك وليس له، الأمر لربي جل جلاله،
قال ربي: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ).
كيف تتخيل حياة هذا الرجل؟
هذا تصرفه وحياته مهدده ، كيف سيتصرف إن لم تكن حياته مهدده؟
سأتذكر هذا المثال حتى أموت؛ نفعني الله به كثيرًا،
وأسأل الله أن يتم علينا وعليكم من نعمه وأن يُزيّن الإيمان في قلوبنا،
تخيل أن الطاولة التي أنا جالس أمامها الآن فيها نملة،
هذه النملة تحبك، وأنت ترحمها وفي الجهة المقابلة جاء 40 نملة ينووا نقتل هذه النملة،
فأنت قلت للنملة أريدك تفعلين كذا وكذا وكذا واعتمدي علي,
عملت النملة بكل ما أمليته عليها، ثم رأت النمل يقتربون,
أنت إن كنت تريد أن تختبر هذه النملة ماذا ستفعل؟
تريد تختبر صدق كلامها، هي قالت أنا أحبك وواثقة أنك لن تخيبني، وأنك قوي وأنك قدير..
وأردت أن تختبرها، فماذا تفعل؟
ستجعل النمل يقتربون؟ لن تضربهم؟
مع أنك بحركة واحده فقط قادر على أن تميتهم عن بكرة أبيهم
لكن حينها لن تعرف إن كانت النملة صادقة، فتدعهم يقتربون ويقتربون ويتقربون،
لو النملة ما عملت بما أمليت عليها وتركتك وذهبت لنمل مثلها لينقذونها ستعرف أنها كاذبة صح؟
يا إما إنها ما وثقت أنك موجود،أو ما وثقت بقدرتك، أو ما وثقت بك كلك، صح؟
قدرتك على النمل،أنت قادر تضربهم قبل أن يقتربون،
وقادر أن تجعلهم يقتربون قليلًا ثم تضربهم،
وقادر أن تضربهم قبل وصولهم بدقائق،
وقادر أيضًا أن تنفخهم فيطيرون كلهم،
ومن الممكن أيضًا أن تأخذ كوب الماء وتسكبه عليهم فيذهبون
أنت الآن تقول لي أنك قادر عليهم، فهذه النملة المفروض أن تطمئن؛ لأنك قوي وأقوى من النمل، وأنك قادر على النمل،
لكنك أنت مسكين تنام، فمن يحفظها إذا نمت؟
أنت مسكين تموت،فمن يحفظها إذا مِت؟
لذلك الله جلّ جلاله ما وكّلك لأي أحد.
قال جلّ جلاله:
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِ)
الناس أحياء، لكنهم سيموتون،
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)
الله وحده حي لا يموت،
لأجل هذا قال الله عز وجل:
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ۞ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم )
أي يسمع ويعلم،
اقرؤوا آيات القرآن، ستجدون أن الله لا يختبر أحد وأعداءه بعيدين،
بل يختبرك ويقرب أعدائك منك،
لما قالوا عن إبراهيم عليه السلام أقتلوه و احرقوه، ما خسف بهم الله عزوجل الأرض مع أنه قادر، بل جعلهم يقتربون حتى جاؤوا عند إبراهيم،
لكن لأن قلب إبراهيم ملئ بالثقة بالله عز وجل كان مطمئن،
أمسكوا بإبراهيم وعرّوه عليه السلام، لأجل ذلك هو أول من يُكسى يوم القيامة،
اللهم أسترنا فالدنيا والآخرة..
فربطوا إبراهيم عليه السلام، وأوثقوه وشدّوا وثاقه، ثم بدؤوا يجمعون الحطب وهو ينظر،
انظر لعظمة الله، يجعلهم يقتربون، ثم بدؤوا يُشعلون الحطب،
واشتعلت النار وبدأ يأكل الحطب بعضه بعضًا، وإبراهيم ينظر والله ما تزلزل الإيمان في قلبه،
اللهم ثبت الإيمان في قلوبنا..
يقول بعض أهل التفسير أن نارهم كانت تلتقط الطير من السماء من عظمتها!
تخيلتم يا أخوان،، الطير عندما يمر فوق النار يسقط من شدّة الحرارة!
الآن إبراهيم ينظر إليهم وهم يقطّعون الحبل، حبل المنجنيق، ولم يتزلزل!
مازال واثق في ربي سبحانه،أنه هوَ الحي الذي لا يموت، وأنه العزيز الحكيم، وأنه هو كافيني،
انفك الحبل، وسقط إبراهيم عليه السلام
يقول النبي عليه الصلاة والسلام في البخاري:حسبُنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم يوم أن أُلقي في النار.
تلك المسافة الشاسعة، ويقول حسبي الله ونعم الوكيل،
لم يقل حسبي الله وسكت ، بل أردفها بـ ونعم الوكيل
أي ونعم الحفيظ .. انظر لقوة الثقة بالله
قد تجد رجل يقول والله نحن لا نعرف إلا المَلِك،
وقد رأيت بنفسي رجل في إحدى المجالس يفتخر أن عنده واسطة، وأصحابه يجلسون حوله يريدون واسطة منه،
وعندما سألت عنه، من هو؟
قالوا هذا أبوه قهوجي عند الملك.
أنا عبد لرب العالمين جل جلاله، هو واسطتي..
لأجل هذا لما جاء الحجاج بن يوسف الثقفي ورأى رجل عند الكعبة يدعوا الله عز وجل،
والناس قد تفرقوا وهذا لم يبارح مكانه،فجاء وجلس عنده الحجاج،
فلما أنتهى قال له: الحجاج قتل 18 ألف مسلم.
فقال الرجل: من أين؟
قال: من اليمن،
ثم سأله: ماتقول في محمد بن يوسف الثقفي؟
أخو الحجاج..
قال الرجل: أخذ أموالنا وظلمنا.
قال: ويحك، ألا تعلم أنه أخي!
قال: وأنت ويحك، ألا تعلم أن الله ربي.
قال الحجاج: قاتله الله،وذهب..
دون أن يتجرأ ويلمسه،
هو ربك، إذا سجدت لاترفع إلى أن تقول كل ما في خاطرك،
لا ترفع من سجودك بسرعة وتذهب لتشتكي لنمل ضعفاء،
بل اشتكِ للعظيم.
هناك مقال في الأثر أن جبريل عليه السلام الذي روت عنه عائشة رضي الله عنها في البخاري بأن له ست مئة جناح،
قالت في البخاري أنه بجناحه يسد الأفق،
جناح واحد يجعلك لا ترى الشمس أو القمر ولا حتى سماء، واحد فقط
والخمس مئة وتسع وتسعون جناح الباقية شاغرة!
لأجل هذا في سورة هود وتفسير سورة هود..
(جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا)
بطرف جناح واحد فقط،
قال أهل التفسير أنه حمل أربعة قُرى لقوم لوط، وقيل أربعين، وقيل ثمان، نسفها بجبالها ومساكنها،
فلما قال ابراهيم " حسبي الله ونعم الوكيل"
كان جبريل عليه السلام يقول لإبراهيم: يا إبراهيم ألَكَ من حاجة؟
وكان باستطاعة جبريل أن يطفئ هذه النار..
فقال إبراهيم: منك فلا، ولكن من الله فنعم.
من الممكن أن اطلب مساعدتك فيُميتك الله قبل أن تساعدني، أنا أعرف الذي خلقك،
أعرف الذي أنت لن تساعدني إلا بإذنه، فلم أطلبك أنت إن لم يكن بيني وبين خالقك حجاب؟
وأقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد، وهذا من نعم الله علينا، أن لم يجعل بيننا وبينه واسطة ..
إذًا قال ابراهيم: منك فلا، ولكن من الله فنعم.
(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)
لو أطفأ جبريل عليه السلام النار بجناحه لكان من الممكن أن يسقط ابراهيم وبدل أن يحترق يتكسر،
لكن (بَرْداً وَسَلَاماً)
فسقط إبراهيم عليه السلام ومشى،
قال أهل التفسير ما أحرقت النار إلا الحبال التي في يده ورجليه،
فأول ما خرج من النار يمشي رآه أبوه آزر،فقال: ياإبراهيم نِعم الربّ ربُك إذ أنجاك.
نَعم والله نِعم الرب هوَ جل في علاه،
فأحبتي الفضلاء..
بعد هذا المفترض علينا أن نخاف ممن؟
ألقيت كلمة في جامع الصفيان عنوانها أغنى فقير!
وأنت باستطاعتك أن تصبح أغنى فقير في العالم، كيف؟
الآن قد تجد وزير تعتقد أنه لا يخاف من شيء، لكن عندما يأتي من هو فوقه إذ هو ينتفض خوفًا،
وذلك يعني أنه فقير عند من هو أكبر منه،
بينما قد تجدر جليس بوزير يمكن أن يكون عامل نظافة، لكنّه لا يُذل إلا لله ولا يخاف إلا من الله، هو فقير، لكن فقيرٌ غني.
فالشاهد أني تكلمت عن قضية الافتقار لله سبحانه وتعالى وهذا الكلام كانفي أول يوم رمضان،
بعدها في يوم 19 رمضان جاءتني رسالة على جوالي ، أتذكرها باليوم والتاريخ ..
كان من نص الرسالة:
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياشيخ، وجزاك الله خير،
بإختصار .. أنا حضرت لك كلمة في جامع الصفيان في 1 رمضان،
وأنا ياشيخ متزوج وعندي ولد وكنت أشتغل براتب ألفين ووالله أنها لا تكفي حتى الفواتير، ولا تكفي شيء
فضاقت علي، وأنا يصرف علي جدي وأمي "
يقول انفصلت من العمل، لأنه تَعِب،فأصبح جدي يصرف علي
يقول فجاء جدي وقال لي في أحد الأيام: يا ولدي،أنا لن أدوم لك.
يقول كأنه ضربني كف على وجهي، فحلفت في نفسي أني لن أخذ منه ولا ريال،
ثم دخلت مهموم لأول صلاة تراويح، وأسمعك تتكلم عن أغنى فقير،
وقلت كلمة في المحاضرة،
الرجل ذكر لي هذه الكلمة ولكنني نسيت ماهي، و ستجدونها في موقعي في قسم المحاضرات..
الشاهد كيلا أُطيل عليكم أن القصة والكلمة ذكرها الرجل، ثم بدأ يشتكي ويبكي بكاء شديد، كان يشتكي لي عبر الجوال،
فقلت له:
لو كنت أنا ربك وتعالى الله علوًا كبيرًا، ورأيتك تبكي والله لأعطيك،
ثم سألته: هل تستطيع أن تقول هذا الكلام الذي قلته لي بنفس هذا الأسلوب الذي تكلمت معي فيه وأنت ساجد؟
فـردّ عليّ : عندك غير هذا الكلام؟
فقلت: لا يوجد لديّ غير هذا الكلام، أنت عبد ضعيف والذي تريد منه أن يساعدك ما يستطيع،
فهل باستطاعتك أن تقول كلامك هذا للغني بنفس الطريقة؟
ليس بأسلوب بارد،كمن يدعي الله فيقول يا رب ارزقنا، يا رب أعطنا، يا رب اغفر لنا فقط، لا،
لماذا إذا كنّا نشتكي لبعضنا تكون شكوانا من داخل القلب، بينما إن كنّا نشتكي لرب العالمين يختلف الأسلوب؟
الشاهد،
قلت له كلمه واحده، قلت :انظر يا حبيبي، لا ترفع من سجودك وفي خاطرك شيء لم تقله لله، كل كلمة أخرجتها لفقير في الأرض قُلها لمن خلق هذه الأرض، أخرج ما في قلبك للغني سبحانه.
ابن مسعود كان يقول لأصحابه أثناء مروره بالمسجد وهو يؤشر على موَاطِن السجود ثم يقول:هُنا أنزلوا حوائجكم.
أنزل حوائجك هُنا وأنت ساجد، قُل يا رب ولن يخيّبك الكريم سبحانه..
الشاهد،
أغلقت منه، ثم بعد فترة قصيرة كلمني، قال: أبشرك كل الأمور حلها ربي سبحانه، لكن سأقول لك كلمة،
قال:أنا كنت أكلمك وأشتكي، لكنّي الآن أُكلمك ناصح لك،
قلت: تفضل أنصحني.
قال:سأخبرك بنصيحة وأريدك أن توصلها للناس في كل محاضرة، وصلها للناس ما استطعت،
ثم قال: قُل للناس لا يرفعون من سجودهم وفي خاطرهم شي.
فأنا بعد ذلك قلت هذه الكلمة في الجامع على الهواء،
يقول هذا الرجل أنه سمع الكلمة فخرج يبكي بكاءً لا يعلمه إلا الله عز وجل،
يقول تذكرت شكواي للناس وضعفهم، وهذا يقولُ لي لن أدوم لك وهذا يقول وهذا يقول، وصحيح لن يدوم لي إلا الله عز وجل،
فمنذ ذلك اليوم أصبحت أسجد لله وأنسى نفسي، فقط أدعي أدعي أدعي،
ثم قدمت على وظيفة، يقول طوال حياتي أقدم على وظائف ولا أُقبل، فعندما قدمت على هذه الوظيفة دعيت الله بأربعة أشياء،
أحد هذه الأربعة أن أحصل على وظيفة، فلما ذهبت للمقابلة الوظيفية في شركة لا تتناسب مع تخصصي الجامعي أبدًا،
يقول: والله أن المدير يُعاملني كأني أحد أبناءه، قابلني مقابلة عجيبة، أحسست بأني أنا المدير وهو المتقدم!
فقال لي المدير وأعلم أنه لم يقول ذلك إلا بعد أن أمر الله بذلك،
يقول قال المدير له:
أنت شاب عندك طموح ما شاء الله، وأنا عندي مجموعة مدارس وبإذن الله سأجعلك أنت تُشرف عليها كلها، وسأعطيك تسعة آلآف مبدئيًا،
يقول هو يتكلم ويضيفني بالعصير وما إلى ذلك، وأنا لا أدري بماذا وكيف أشكر الله على فضله، يقول فسألني: هل أنت متزوج؟
فقلت: نعم، وزوجتي جامعية.
قال: إذًا نوظف زوجتك معك.
يقول: والله خرجت وجلست أبكي، وأقول يا رب سألتك واحدة فأعطيتني اثنتين.
فما أعظم الله عز وجل،
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
لكن تتوكل دون يقين، لا ينفع
تتوكل دون فعل بالأسباب، لا ينفع
لابد أن تعمل بالأسباب ، وتكون فيما يرضي الله
اعمل بالأعمال التي أمرك الله بها، وتوكل عليه، ولا ترفع من سجودك وفي خاطرك شيء إلا قلته للغني سبحانه
ختامًا..
أسأل الله أن يجعلنا من الصالحين و ذرياتنا يا رب العالمين ، اللهم اجعلنا خلفاء لدينك، اللهم اجعلنا أفقر خلقك إليك وأغناهم بك، واجعلنا أذلّ خلقك بين يديك وأعزهم بك، واجعلنا يا رب أضعف الخلق إذا وقفنا في سجودنا وصلاتنا بين يديك، وأجْبَرَهُم بك يا رب العالمين، هذا وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
للاستماع
للمحاضرة صوتيّاً :
http://www.abdelmohsen.com/play-695.html
إن كان من
خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.
-
الجمعة PM 08:16
2015-05-08 - 3761