عرض المادة

التوحيد أعظم مسؤولية

 

التوحيد أعظم مسؤولية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة، وأتم التسليم، أما بعد..

 

أحبتي الفضلاء، وأخواتي الفاضلات،

 

العنوان جميل ورائع،  لكن في القرآن والسنة لا يُقال جميل أن تعيش في مسؤولية؟ بل قال: الواجب عليك أن تعيش في مسؤولية

من المسؤول؟ وعن ماذا ؟

قال الله عز وجل:

﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ) من سيسأل؟ سيسألني أنا وأنتَ وأنتِ أختي الغالية .

(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)عن ماذا ؟

(عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)السؤال ليس الآن، الآن اعملوا ما شئتم، الآن أنت لديك خِيار، وأنا كذلك،

لديك بصر وأنا كذلك ، اذنين تسمع بها ما شئت وأنا كذلك، باستطاعتك أن تفعل ماتريد، وأنا كذلك ، لكن ..

(عَمَّا كَانُوا) سيأتي لنا يوم بعد مضي الزمن وتنتهي حياتنا،أنا وأنت، ثم نُحشر،ثم يسألك عمّا كنت تعمل

(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)عن ماذا ؟

(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ)يمكن أن يكون سمعي وبصري جيد لكن ليس هناك إخلاص! أعمل للآخرين فما يقبله الله عز وجل ، أو يكون العمل صائب والنية خاطئة . وقد ترى أحدهم يصلي وبشكل جيد وأداءُه جيد ولكن قلبه زائغ ..

(إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ) مابهم ؟

(كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)سيسألنا الله عز وجل عن كل شيء..

 

ولهذا الله سبحانه وتعالى أعطانا موقفين ..

وأسأل الله أن يجعلنا من أصحاب الموقف الأول، والا يجعلنا من أصحاب الموقف الثاني..

قال الله عز وجل:(أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)

نهاية الاية مخيف قال:(اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ)

افعل ماشئت، واختر الموقف الذي تريده

(اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ)لم تنتهي الآية ..

(إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)

 

من أعظم الأسئلة التي سوف نسأل عنها، هذا السؤال الخطير، سؤال لا يبدأ به الله حتى يشفع النبي صلى الله عليه وسلم،

(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ)الآن الناس كُلها تريد الشفاعة،  جعلنا الله ممن تشمله هذه الشفاعة..

 

ينطق النبي صلى الله عليه وسلم، والأمة تظن أنه سيقول يا ربي هذه أمتي أريد أن أشفع فيها، لا ،

أول قضية ينطق بها النبي صلى الله عليه وسلم " (يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي)

ما قال اليهود ولا النصارى،أو قوم موسى وقوم عيسى، ولا قوم صالح،

قال:(إِنَّ قَوْمِي)ماله قومك يا رسول الله؟

 

الآن كلُّنا حفاةٌ عراة، نرى وننتظر فقطولا ندري ما سيقال، أفئدتنا هواء،

 

(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)  وماذا تعني مهجور؟ هل تعني أننا لا نقرأه؟

لا، هذا نوع من أنواع الهجر، هناك نوع آخر، وهوأنك لا تتلذذ بطعم القرآن  ..

ولكن لماذا لا نتلذذ بطعمه؟

الله عز وجل يقول:(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ)يقصد القرآن الكريم

(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ) هو عظيم، ولكن المشكلة فينا نحن.. ما هي هذه المشكلة؟

(أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ)  "ولكن نحن قرأنا في الصلاة" لا،

الاعراض المقصود هنا ذَكَرَه الله عز وجل في القرآن،  وأعظم وأقوى أنواع التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن.

قال الله عز وجل: (وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبّه)

كلنا ذكّرنا بآيات الله ، كلنا نعرف (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)،

وكلنا نعرف (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)أينفي بيوتكم؟ لا، مع الراكعين في المسجد ،

و(وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا)أيضًا كلنا نعرفها ،

إذن اين المشكلة؟ كيف اصبح ظالم وأنا مُذكّر بآيات ربي؟

قال:(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ)أعرض عنها

هناك قال:(أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ)،

قال(فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ)نسيَ ماذا؟ الحفظ ؟

لا، فالقرآن مانزل كي نحفظه فقط، اذًا ماذا نسي؟

(وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) نسي كل ما عمل ..

ولكن ما شأن أعمالي في مسألة أني ذُكّرت؟ ما شأن آيات ما قد ذُكّرت به في آيات ما أعمل؟

اتضح الآن ماهو الاعراض؟

الاعراض هو أن تُذكّر بآيات الله ولكن ما تعمل بها، هُنا تكون من أظلم الناس، هُنا تكون ظلمت مسؤوليتك أمام رب العالمين.

 

نكمل الآية..

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَمَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ)

الآن الله سبحانه وتعالى سيقول: لو أنك تصرفت بهذه الطريقة،تسمع ولا تُطبق،

حركاتك وتعاملك يكون بغير الكلام الذي سمعته من القرآن،  ماذا سيحدث؟

يقول الله تعالى:(إِنَّا جَعَلْنَا)ماهو الأمر الذي سيجعله الله؟ وأين؟

(عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ) هذا القلب ليس مُعرِض، يقرأ ويسمع ويحفظ، عين تقرأ،

هذا الجزء الآن جعل الله فيه شيء، جعل فيه مصيبه، ماهي؟

(وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) تخيل واحد نظر اللهإلى قلبه، فوجده يعمل بغير ما يسمع من القرآن،فجعل على قلبه أكنّةمثل التوابيت أو التابوت، ولكن الأكنّة هذه ما وظيفتها؟

(وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ) ما قال جعلنا على آذانهم أكنة أن يسمعوه، أو أنيقرؤوه، أو يحفظوه، بل قال أن يفقهوه.. لماذا؟

الآن البعض يقرأ القرآن ويُنهي جزء، جزئين، أوعشرة أجزاء، وفي فترة قصيرة ما شاء الله تبارك الله ينتهي منها كلها، ولكن حين تسأله بماذا شعرت؟ يقول "لا شيء"

إن كان هذا يا جماعة ما نشعر به حين نتعرض ونقرأ القرآن نكون حينها قد أُصبنا بمصيبة خطيرة .

 

الآن لو غلفنا لسان أحدهم ببلاستيك، وشربناه عصير وهو مغمض عينيه،ثم تسأله هل العصير مُر أو حلو؟ لن يجاوبك لأنه لن يدري

تعطيه ماء،لا يعلم أنه ماء

وتعطيه خل،لا يشعر بلذاعته

لن يشعر حتى بطعم العسل لأن لسانه قد غُلّف ، كذلك قارئ القرآن لن يشعر بلذة القرآن حين يُحرم من الإيمان به،

لذلك قال الله عز وجل:(وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ)النبي عليه الصلاة والسلام قرأها أمام الناس والصحابة،

قال:(فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ)هناك أناس تكون قلوبهم مفتوحة للقرآن فتدخل الآيات لقلوبهم مباشرة،

(فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ) الآن القرآن قرئ ،تجدهم يسألون بعضهم البعض أيكم زادته هذه؟ .

يعني القضية أنه المفروض أن يزيد عندي شيء عندما أقرأ آيه؟

المفترض نعم ، إذا ما زاد عندك شي لابد أن هناك مشكلة، وأنت وأنا المسؤول ان عن حل هذه المشكلة.

نحن نسمع ونعرض، دون أن نطبق فتقفلت قلوبنا ،

دعونا نسمع، ونطبق، ونرجع فترجع قلوبنا ،

قال:(أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا)

طيب حبيبي الغالي، القران هذا أين مكانه؟أين المفروض أن ينزل؟

قال عز وجل:(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) جِبرِيل ،

أين؟ النبي عليه الصلاه والسلام واقف بلسان، وشفتين، وأذنين، ورجلين أين ينزل القران؟

جِبرِيل الآن يقرأ فأين يذهب القران؟

قال:(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ) هذا مكان القرآن، القلب،

لو تقرأ القرآن كل يوم ولم يذهب لقلبك مباشرة لن تستفيد شيء؛ لأنه لم يذهب للمكان الذي أنزل عليه،

قال الله جل في علاه: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ)هناك مسؤولية بعدها، ماهي؟

(لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ) إذًا ثلاثة عناصر، القران ينزل، وقلب يستقبل، ثم تنذر بهذا القران،

هل هذا الكلام فقط في سورة الشعراء؟ لا،

تريد مثال آخر؟اقرأ صدر سورة الأعراف،

(المٓصٓ۞كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن) انتبه من أن يخرب ذاك المكان أو يُقفل،

(فَلَا يَكُنفِي صَدْرِكَ) لكن ما شأن صدري فأنا سأقرأ وأسمع وأحفظ! لا، هذه كلها أدوات ليصل القرآن إليك، ولابد أن تتوفر الثلاثة عناصر، وعلى الأخص –قلب يستقبل- إن فقد هذا العنصر فقد كل شيء،

(فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ ) إذا دخل القرآن قلبك تكون عليك مسؤولية أنك تنذر بهذا القران،

(لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) ماهي الآيه التي تليها؟

أحدهم يتمنى أنه يشعر بهذه الأمور كلها، الآيه التي تليها تُعلمك كيف،

(اتَّبِعُوا) ما قال اسمعوا،احفظوا،أقروا، لا،

(اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ)

 

القران هذا العظيم أمتدح أقواممن غير البشر،لنأتكلم عن البشر،

أقوام حملوا المسؤولية بمجرد أن سمعوا القران، منهم أقوام يعيشون معنا لكن لا نراهم،

هم الجن، أول ما سمعوا القران فهموا المقصود منه،

والقران يمدح الذين يحملون هم أُمَمِهم، مهما كانت هذه الأمة حتى ولو كانوا من الطيور أو الحشرات، فقد ذُكروا في القرآن ،

أول ما حضر الجن،

(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ)

النبي عليه الصلاة والسلام قائم يصلي في وادي نحله لا يراه فيه أحد إلا الله عز وجل،ثم بدأ يقرأ الآيات العظيمة، وهذه الآيات العظيمة ضربت في قلوبه أقوام لم يسعهم المكان، الله عز وجل يقول:

(وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) كانوا فوق بعضهم البعض لما سمعوا القرآن،

قال الله تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ) فلنقارن أنفسنا وحضورنا للقرآنبحضورهم هم، قال:

(فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا)

أنت الآن في سيارتك وتستمع للقرآن، أثناء ذلك رن هاتفك، ترد على المتصل وتتكلم والقرآن يُقرأ وعادي لماذا؟

لأنك ما قدّرت هذا الكلام العظيم،باستطاعتك أن تغلق المسجل وتتكلم .

نحن الآن نسمع القرآن في التلفزيون يُقرأ، والعالم تتحدث من حوله دون أي اهتمام أو تقدير!

وهذا الكتاب أحبتي عزيز (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ)

والعزيز من البشر إذا  أكرمته يكرمك، وإذا تركته لا يسأل عنك،وأنت الحكم، هو يغنيك عن كل شيء، والله لو ذقت طعمه فسيغنيك عن كل شيء آخر،

انظروا إلى الجن لما سمعوا القرآن ماذا فعلوا،انظروا إلى الأدب مع كتاب الله عز وجل،

(فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا)اصبح كل منهم يسكّت الآخر،"اسكت فهذا الكلام لا يُقاطع"

قال تعالى:(فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ ) انظر إلى الأدب،انصتوا وجلسوا حتى انتهى من قراءة القرآن

(فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا) الآن القرآن نُزّل،والقلوب استقبلته،

(وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ ) قومهم مسلمين؟  والله سيكون إنجاز لو كانوا مسلمين،

ولوا إلى قومهم ماذا إذن؟

(مُنْذِرِينَ ) الله ،

إذا رأيت نفسك تذكّر بالقرآن فهذه بشارة لك أنه وصل لقلبك،وإذا رأيت أنك تجلس في مجلس وما ذكرت فيه آية ولا حديث اعلم أن لديك مشكلة،

حسنا الجن الآن (وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ۞قَالُوا يَا قَوْمَنَا) هم كانوا يعيشون في خراب، منغمسون في ملذات الدنيا، سحر، وزنا، ووسوسة للناس، وتفريق بين المرء وزوجه، ثم ولّو إلى قومهم منذرين!

أول ما رأوهم قومهم قالوا: ماذا بكم؟ مالذي تغير؟

تغيرت سماتهم، تغيرت نظرتهم للدنيا ،

(قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا )سمعنا وتغيرنا.

نحنكم مرة سمعنا؟

هم سمعوا مرة واحدة وغيرو كل شيء،

بينما نحن كم مرةسمعنا؟ وكم مره غيرنا من شيء؟

قالوا:(إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) ماذا يوجد في هذا الكتاب؟

قالوا:(يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ) كل ما يعمله باطل وهذا يهدي إلى الحق،

(يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ۞يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ ) ثم بدؤوا يذكّرون، هم على الأقل كانوا مكلفين،

لكن هناك حيوانات أحست بالمسؤولية وذكرها رب العالمين، قال الله عز وجل:

(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ) جاء سليمان معه جنده وملكه وتفقد الطير، لم يجده

(فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ۞لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ۞فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ )

إلا جاء إليه الطير ورفع رأسه يكلم سليمان الذي آتاه الله ملك لم يؤته أحد من العالمين،لم يعتذر لأنه تأخربل قال:

(أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ۞إِنِّي وَجَدتُّ)  هو يتكلم عن نفسه وهو يشعر بالمسؤولية ،

(وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ )ولكن أين المشكلة ؟

(وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا) ماذا بهم؟

(يَسْجُدُونَ ) رأيتهم واضعين رؤوسهم في الأرض لأجل الشمس من دون الله،

(وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ) هدهد مستحقر المشركين وهم ساجدين لغير الله،

(فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ ) حسنا وماذا تريد؟ قال:

(أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ ) سبحان الله

حسنا وما علاقتك يسجدون لله أو للشمس أو للقمر هل طلب منك أحد أن تدعو للدين؟ لا،

هل قال لك أحد أن لك حسنة؟ لا،

هل قال لك أحد أن لك الجنة ؟ لا،

وما شأنك إذًا؟

سيجيبك القرآن،قال: (أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ ) لله، لا يتخيل الهدهد أن بشر خلقه ربي و أجرى الدماء في عروقه، وحرك أنفاسه وأطرافه، وشق سمعه وبصره ثم يسجد ويضع رأسه تحت لغير الله، أبت عليه نفسه الهدهد .. قال:

(أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي)الذي ماذا؟ ماذا أعطاك أعطاك مثلنا سيارات وملابس؟ لا،

وعدك بجنة؟ لا،

إذًا ماذا؟

ما الذي يحرق قلبك ؟ قال:

(أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) أنا أخرج مع زقزقة العصافير وبزوغ الفجر أخرج وأنا لا أعلم ولا أعرف أين آكل،ثم سبحانه جل جلاله ينشئ السحاب الثقال، وينزل المطر ويشق الأرض شقًا، ثم يخرج حبًا، ثم أشبع بفضله، كيف لا أحمد الله!

لأجل حبتا قمحٍ شعر أن لديه مسؤولية تجاه الدين، أحس بمسؤولية تعبيد الخلق للخالق!

إذًا لو أعطاه الله ما أعطانا!

جلسات وبيوت ومكيفات، ماذا كان سيفعل لو وعده الله بحسنة؟

هذا وليس عنده حسنات، في النهاية سيكون تراب!

لما قاله سليمان عليه السلام قال:

(قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ )الآن لو ذهب أحدنا وقال لمديره في العمل خبر تعب لأجله ورد عليه المدير بتشكيك لمصداقيته ماذا كان سيفعل؟ سيقول هذا جزائي وأنا أعمل لدينكم وسيغضب، هذا لأننا مساكين، نعمل بالمنة لكن هل الهدهد محتاج؟

لا ما يحتاج، هدهد فاهم صح،

(قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ) المفروض يقول "ياسليمان أنا أعمل بدون حسنات احمدوا ربكم أتيت لكم بالخبر وفليذهب أحد من البشر الذين عندهم حسنات" صح؟

ولكنه لم ينسى إطعام الله له ونفذ أمر سليمان،

لاحظ ملحوظة عجيبة في قصة الهدهد أن عمله أكثر من كلامه،

نحن كلامنا أكثر من عملنا بينما هوذهب وعمل ثم تكلم قليلًا ورجع ليعمل، فكلامه قليل معدود على الأصابع لكن أفعاله رفعته،

الآن حبيبي الغالي لماذاالله ذكر سبأ؟ لماذا تحدث الله عنها؟

الله سبحانه وتعالى لا يضيف حرف للقرآن إلا وله دلاله،

لماذا اختار سبأ من بين الكرة الأرضية؟

لأنها أجمل بقعة في الدنيا، من الذي يقول هذا الكلام؟ ربي سبحانه، يقول:

(لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ )بلدتهم أصلًا معجزة،وإذا وصف الله بلدة بأنها معجزة فتفكر كيف ستكون؟

الآن لو قال رجل فقير "فلان تاجر" لا يكون وقع هذه الجملة على نفوسنا كما لو أن من قالها ملك؛ لأنه حين يقولها ملك تعرف أنه تاجر،

فالله يقول بلدتهم معجزة، ماذا بها ياربي صفها لنا، وأنا واقف في سبأ ماذا سأرى؟ قال:

)لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ) إذا خالق الجنان يصف شيء بأنه جنان فاعلم أن القضية غير متصورة،

(جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ) حسنا أحدهم يسأل نفسه، الهدهد هذا لما رأى الأنهار تجري ورأى الثمار،

ما هو أحب شيء لدى الهدهد؟

أن يرى نهر يشرب منه وشجرة يصنع عليها عشه وثمر يأكله،

يأكل، يشرب، ينام،والحمدلله صح؟

لكن كل الطيور مرت أكلت، شربت، وذهبت إلا هاذا الطائر، لأجل ذلك عندما ترى الهدهد أقسم بالله إنك ستحبه في الله،

والله إن لدينا في المستشفى هدهد وإني أحبه في الله؛ يذكرك بالله عز وجل,

الآن عندما يسافر أحدنا إلى بلد ثم يرجع، يبدأ فورًا بالتحدث عما رآه لديهم،

الهدهد رأى الجمال هذا كله لكن لما رجع ماقال  لسليمان رأيت عندهم أنهار وجنان، لا،

لأنه رأى شيء أهم قال وجدت شرك عندهم لابد أن يُعدّل،

سبحان الله،نحن عندما ندخل الاسواق ونرى الثياب والمنكرات لما نرجع نكلم الناس نقول رأيت ثياب وتخفيضات!

طيب ولكن هناك منكرات لابد أن تُحَل، فكري بطرق حل، فكري بكتب ومطويات توزعينها، تنصحين فلانة وفلانة، وفلان ينصح فلان،

اذًا لابد أن تكون هناك مسؤولية أحبتي الفضلاء،
ماذا أعطى الله عز وجل الهدهد؟

أعطاه عدّة أمور،
اول أمرأن الله عز وجل ذكره في أعظم كتاب،هذه ميزة،  يقول ابن القيم: "إذا ذكر الله أحدًا في كتابه فاعلم أن الله يحبه"ذلك يعني أن الله يحب الهدهد،
طيب الهدهد هذا هو الوحيد الذي كان مهدد بالقتل من بين الطيور كلها صح؟

(وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَالْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ)

الطير الوحيد المهدد بالقتل هو الهدهد، وهو الوحيد الذي أخبر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام أن يخبر أصحابه أن لا يقتلوا أي هدهد،

سبحان الله!

الذي دافع عن الدين واحد، ولكن الله حفظ سلالته كلها،
الأمر الثالث أن الله ضرب مثل للنبي عليه الصلاة والسلام، نملة رأت سليمان عليه السلام قادم ويمشي هو وجنوده ناحيتها لم تَفُر وحدها، لا، بل قالت:

(يَا أَيُّهَا النَّمْلُ)هي شعرت بالمسؤولية،والله يحب من لديه مسؤلية تجاهه، حتى لو كانت من الحشرات،

(يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ) ثم تعتذرت لهم تقول:(وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

يا جماعة إذا الله ذكر نملة في القران لأنها حملت هم قومها، فهل يذكرك الله عز وجل؟يذكرك عنده بأنك عملت عمل؟ شعرت بمسؤولية تجاهه؟


ختاما أحبتي الفضلاء،

حتى نعلم أن أعظم مسؤولية لنا هي مسؤلية التوحيد، سأقول لكم حوار دار بيني وبين مشركَين في هذه البلدة في هذه المدينة بالضبط،
في شهر مضان الماضي جاءني رجل بلغاري قالوا ليبأنه يسأل عن الاسلام،
جاءني يسأل على استحياء، ووالله من يرىتعابير وجهه يشعر بأنه يسأل لأنه يريد الخير،هناك أناس يسأل فقط للجدال، بينما هذا يسأل يريد الخير،

فقال لي:"هل ليأن أسألك سؤال؟"  بكل أدب

قلت: اسألني ما تريد،
قال: "لن تستاء؟"

قلت:أبدًا اسألني بكل ما يجول في خاطرك،
قال:"أنتم لماذا تسخطون إذا قلنا أن عيسى ابن الله؟" تعالى الله علوًا كبيرًا،إنها كلمة كبيرة يا جماعة! يقول الله جل جلاله
:

(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً)
تحسَبُها كلمة بسيطة!!يقول:

(لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا)كم يبلغ كبر هذا الإد ؟

الآن واحد في الأرض قال أن لله ولد. لو تركت الكون يعبر لهذا الواحد بما قال، ماذا كان سيحدث؟  قال تعالى:

(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ)تتشقق السماوات،
(وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً)كل هذا الدمار يا ربي وكل هذه الجبال تتدمر لماذا؟
قال:(أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً).

 

هناك آيه في القران تقول(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،

فعندما سألني قلت له:أنا سأجاوبُك لكن أود أن أسألك سؤال، لماذا أنتم تقولون أن له ولد؟حتى أعرف دليلك وأرد عليه.
قال:"لأن عندنا في الانجيل أنه وُلِد من أم دون أب" ،

قلت: ممتاز حتى نحن عندنا سورة كاملة بإسم أمه، وأنه خُلق من غير أب، فهل هذا الذي جعله ابن الله تعالى الله عن ذلك؟

قال: "نعم"

قلت: والله أنك ذكي؛

لأن هذا عنده تحليل منطقي،فكل الناس لديهم أموأب إلا هذا عليه الصلاة والسلام جاء من أم دون أب،

 

قلت:إذا كان هذا السبب الوحيد الذي جعله ابن الله أنا سأعطيك مثَل في القرآن وعندكم في الانجيل أيضًا،ينسف عنك القضية التي سألتني عنها،
(إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَا للَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ)

إن كانت لديك مشكلة أن واحد خُلق بدون أب،فآدم عليه السلام خُلق دون أب ولا أم أيضًا،فهل هو ابن الله؟

قال:" لا "

إذًا كيف؟

قال:"لم أفكر بها في حياتي! ، لكنه يُحيِي الموتى"

قلت: له ممتاز ، أنت الآن تقول أن إحياء الموتى فضيلة لا تُعطى لغير الإله، أنا الآن سأسألك سؤال ، هل موسى إله؟

قال: لا

قلت:ولكن عندنا في القرآن، وعندكم في الإنجيل، وعند اليهود في التوراة أن موسى عليه السلام فعل أعظم مما فعل عيسى عليه السلام،
عيسى عليه السلام ماذا فعل؟

هيَ روح كانت موجودة في شخص أخرجها الله بإذنه ثم سقط الشخص، ثم أراد الله أن يعيد الروح على يد عيسى بن مريم، صح؟
لكن موسى عليه السلام فعل ماهو أصعب من هذا، موسى عليه السلام حوّل كائن حي عصا نبات إلى كائن حي حيوان بعد أن نفخ فيه الروح، فتحركت،مَن أصعب موسى أم عيسى؟

قال: لا موسى،
قلت: طيب هو ابن الله أيضًا؟

قال:لا، أنا في حياتي ما فهِمت الشيء هذا، ولم أكن أدري عنه.


أثناء حديثي مع هذا المشرك البلغاري كان هناك رجل آخر أمريكي يقف ويستمع من بعيد، والله يا أخواني أني كنت أرى في عينيه الشر والكره وهو ينظر إلينا، وظن أني سأخرّب صاحبه البلغاري، فتعمتد أرفع صوتي كي أجعله يقترب،

بعد مُضي دقائق بسيطة حتى اقترب فقال:

" ممكن أسألك سؤال؟ " هذه المرة بقلة أدب..

قلت : نعم يمكنك .

" قال: حتى لو كان سؤالي محرج؟"

قلت : نعم حتى لو كان محرج

قال: "من الأفضل عيسى أم محمد؟"

اللهم صلّ وسلم على محمد

قلت له: أنت أيهم أفضل بالنسبة لك ؟

انظروا يا جماعة لابد أن نخاطبهم كالأطفال وبحلم،
النبي عليه الصلاة والسلام لما سأل حُصين بن عمران ماذا قال له؟

قال: كم إله تعبد؟  قال: سبعة.

قال:أين هم؟

فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يعامله كأنه يعامل طفل..


فقلت له: من الأفضل عندك؟

قال:أنتم من الأفضل عندكم؟

قلت:سأجاوبك لكن أجبني من الأفضل عندك؟

قال: أنتم عندكم أن عيسى أفضل من محمد -عليه الصلاة والسلام-

قلت: لماذا؟
قال: كم ذُكر عيسى في القرآن من مرة ؟16مرة، وكم ذُكر محمد؟4 مرات
هل رأيت؟ حتى عندكم في القرآن عيسى أفضل من محمد

قلت: فقط لأنه مذكور أكثر منه؟

قال:نعم

قلت: والله أنك ذكي، اذًا أود أنأ بشرك أن الشيطان أفضل منهم كلهم؛لأنك لا تكاد تقرآ صفحة إلا ذُكر فيها الشيطان، وقد ذُكِر بكل القرآن، وفرعون أفضل منهم إن كانت القضية بالكثرة ..

سكت، ثم قال: ولكن أنت كيف تقنعنا بدين ما فيه مساواة وظَلَمَ المرأة؟

الآن الإسلام فيه مساواة في الحسنات، لكن ما فيه مساواة مطلقة

أنت لا تحاول تلميع الدين لأن الدين قوي دون الحاجة لذلك، قال الله عز وجل في سورة النساء: (

(وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ)هل هناك مساواة ؟ لا،

قال: (لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ)،

هناك أمور تسبقنا بها المرأة بمليون مرة، وهناك أيضًا أمور يكون الرجل فيها أفضل من المرأة بمليون مرة،

 

لما سُئل النبي عليه الصلاة والسلام"أي الناس أحق بصحبتي؟"

قال:أمك.  قال: ثم من؟. قال:أمك . قال: ثم من؟. قال:أمك.  قال: ثم من؟. بعد أن ذكر الأم بثلاث مرات أخيرًا قال: ثم أبوك. مرة واحدة فقط


هل فيها مساواة؟لا،ليس هناك مساواة

لكن هل تستحق الأم هذا التقدير؟ نعم والله تستحق.

لن تجد ديانة في هذه الدنيا تقول لأتباعها الزموا قدمها.
أي اذهب عند رجلها وليس رأسها،
الزم قدمها فثم الجنة.

هل هناك دين أعطى هذا للمرأة؟لا،

الشاهد،

 

قلت له: صحيح أنت صادق،ليس هناك مساواة في الدين،

ثم سألته .. المساواة عدل أم ظلم؟

قال: المساواة عدل.

قلت:هل أنت متأكد؟ولن تغير كلامك؟

قال:لن أغير كلامي.

قلت: ممتاز،الآن هل من العدل أن أحضر طالب يدرس في المرحلة الإبتدائية وطالب آخر يدرس في الجامعة وأختبرهم  بالعدل،بنفس الاختبار الجامعي ونفس القاعة، ونفس المراقبين والمصححين هل هذا يعد من العدل أم الظلم؟

قال :لا، من الظلم.
قلت:لماذا ظلم وأنت تطالب بالمساواة والعدل؟

قال:لا، لأن قدراتهم مختلفة.
قلت: ممتاز إذن أي مساواة بين مختلفين ظلم، وإذا كانت المرأة تعمل 12 ساعة والرجل يعمل 12 ساعة من أقوى جسديا؟الرجل،

ومن التي يعتريها أسبوع من كل شهر دورة شهرية،تُضعف وضعها الجسدي والذهني وتغير في الهرمونات وتضعف أكثر؟ المرأة ،

من التي فيهم يحمل وهنًا على وهن وتعب ؟المرأة،

من التي بعد الحمل والولادة عندها-نُفاس-؟المرأة،

من التي ترجع من الدوام وترعى أولادها في البيت؟ المرأة،

ياظَلَمَة كل هذا الضعف والرجل لايحمل ولايتعب ولاتأتيه دورة، ماعنده مشكلة ومع ذلك يتساوون في الراتب يا ظالم،

صح ولا لا؟

امرأة ضعيفة، أنثى أفضل مافيها نعومتها، توظفها مع الشرطة ومع الجنود تطارد المجرمين يامجرم!

 

قلت له:أعطني دِين في العالم أو أعطني أي مؤسسة في العالم حكومية، إدارية، أو أهلية تُقدر وضع المرأة في الدورة الشهرية وتقول لها أنتِ تعبانه وتغيرعندك الوضع خذي إجازة أسبوع كل شهر.

قال: لا يوجد.

قلت:نحن عندنا في الدين يُعطيها الله عزوجل إجازة من ثاني أركان الإسلام، عمود الدين، التي لو تركها الرجل يكفر، الصلاة ، هي حتى لا تأخذ أكثر من 5 دقائق أو 10 دقائق بالكثير، ومع ذلك قُدّر وضعها.

 

سبحان الله، أركان الدين خمسة، ثلاثة منها تحتاج مجهود جسدي: حج، وصيام، وصلاة، كل هذه تُقدر فيها المرأة في وضعها هذا،

يقول لها لاتصومي ولاتصلي ولاتحجي تقديرًا لكِ،

عندهم .. سيرحمونها؟ والله مايرحمونها،

النقاش في هذا طويل وقد نزل بفضل الله في شريط بعنوان (الجواب في القرآن)  نقاش عن كل هذا.

 

وأخيرًا..

أسأل الله أن ينفع بما قلنا وأن يجعلنا معتزين في ديننا وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وجزاكم الله خير.

 

للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :

http://www.abdelmohsen.com/play-733.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.

 




  محاضرة التوحيد أعظم مسؤولية بصيغة wrd   محاضرة التوحيد أعظم مسؤولية بصيغة pdf


  • الجمعة PM 07:55
    2015-05-08
  • 4030
Powered by: GateGold