القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
مشاهد من العناية المركزة
مشاهد من العناية المركزة
الحمدلله العظيم ,الملك , كل ملوك الأرض عبيد عنده ولايملكون شبراً من الأرض لولاه! وكل أغنياء الأرض فقراء عنده حُفاة عُراة لولاه سبحانه!! وكل الأقوياء أقوياء الأرض والسماء ضعفاء لولاه , وماعافاهم وماحرّك مفاصلهم إلّاه!! ، كلٌ منّا كان نطفة أصغر مِن أن تُرى ، مَن سوّاه؟ ثم كان قطرة دم علقة متعلقةفي الرحم مَن أوصل له دماه؟! ثم كان مضغة قطعة لحم متعرجةليس لها يد ولا أقدام ..
مَن بالله شق سمعه؟ مَن شقّ بصره؟! مَن أطعمه؟ مَن سقاه؟!
لاإله إلا الله..
وأُصلّي وأُسلم على أشرف خلقه محمد صلى الله عليه وسلم ،
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .........أما بعد:
إخوتي كثيرٌ منّا قد رأى العناية المركزة وقد دخل فيها ورأى كيف أن الله عزوجل يفتح للبشر مجال لأن يساعدوا إخوانهم البشر ،يااللهكم هو حجم الضعف فينا !
تدخل العناية ترى هذا أنبوب التنفس في فمه وأنبوب الغذاء في أنفه , والجهاز عن يمينه وعن شماله ! فمن بالله حين أنت تكون متعلق بهذا الطبيب الضعيف ، الذي ما أُوتي من العلم إلا قليلاً ،إي والذي نفسي بيده كثيرًا من المواقف يُحار لها البروفيسور والإستشاري لأن الله عزوجل يقول (وَمَا أُوتِيتُم مِنَ العِلمِ إلا قَلِيلاً) (وَفَوقَ كُلّ ذِي عِلمٍ)يعني صاحب علم (عَلِيم) فالكثير منّا حين يرى شخص من هؤلاء الأشخاص عن يمينه الأجهزة وعن شماله الأجهزة , والأنابيب قد خرّقت جسده ، هناك يعرف عظمة الجبار الملك سبحانه !!، هناك يومين فقط ثم تجد كل العائلة كل الأهل مستائين ، حزن في البيت وحزن في المستشفى لايجلسون معه أربع ساعات أو خمسة ساعات لا ، بل مجرد ساعة واحدة ، فأنت يامن جلست في بيتك مع إخوتك وأخواتك هلّا استشعرت هذه النعمة!!
هلّا تذكرت من أعطاك هذه النعمة ،
معنا مثال بسيط هنا :هذا جهاز صنعه البشر ليساعدوا بعضهم البعض ، هذا جهاز تنفُّس انظر الآن هذه الأزرار مؤقتة، هذه الأزرار لابد لها من رقابة شديدة ،كل زر خاص !!هذا مثلاً زر للضغط داخل الرئة ، والآخر لكمية الهواء الموجبة وهذا عدد الأنفاس في الدقيقة .
لو أتى طفل والجهاز قد وُضع على المريض وحّرك هذا الزر!! ، مالذي سيحصل ! قد يموت هذا المريض !!، هذه مدة الشهيق ،
أخوتي بعد التأمل في هذا الجهاز أسألك بالله من الذي نظّم لك وضبط لك مدة الشهيق حينما تكون نائم فتجدها تقل!! ، وحينما تكون مسرعاً تزيد معك ! من الذي تكفل بك وأغناك عن مثل هؤلاء الناس كلهم ! الله سبحانه .
أخوتي كنت في أحد الممرات في المستشفى قبل شهرين فرأيت رجل قد متّعه الله عزوجل في سبع وعشرين سنة!!
متى ما أراد أن يشرب مد يده و شرب,ليس لأحدٍ فضلٌ عليه و متى ماأراد أن يمشي تحركت أقدامه بأمرٍ منه فمشى ، رأيته ياإخوتي بعد 27سنة هو بنفسه يقول لي :أنا أدّبني الجبار وياليته يُعيد لي ما أعطاني والله لا أعصيه ، وأنا أقول في نفسي االآن ؟!
كيف رأيته ياترى؟
رأيته في أحد ممرات المستشفى والله بهذا الشكل ،قد أُلقي على العربية في أحد الممرات فلما رآني استبشر لأنه لايستطيع أن يخرج ويرى الناس! فيستبشر إذا رأى أي مخلوق مرّ من عنده ، فقال لي بالحرف الواحد :الله يعافيك اعذرنيسأُثقل عليك فلما أتيت عنده طلب مني طلب غريب !!
قال لي :عافاك الله أنا أريد منك خدمةهلاّ دفعتني إلى دورة المياه (أعزكم الله)المشوار لميأخذ مني إلا سبع خطوات ، فلما وصلنا عند باب دورة المياه (أعزكم الله)إذا به يرفع البصر إليّ وإذا بي أرى الدموع قد ملأت العيون، يشعر أن لهذا الإنسان فضلٌ عليه ، قال: جعلك الله في جنات النعيم ورضي عليك ،.. لكن إلى الآن لمتنتهِ حاجته ..،قال :أرجوكأدخلني فلما أدخلته فإذا بالرأس يُطأطأ والدموع تُذرف!!، لعله كان يتذكر حينما كان لايحتاج لأحد!!
فقال لي بالحرف الواحد وهو عاجز عن الشكر يتمنى لو أن قلبه كان في يديه ويقول شكرًا!! ،يشعر أن لي فضل عليه فقال : جعلك الله في جنات النعيم ورضي عليك ،.. لكن إلى الآن لمتنتهِ حاجته أيضًافقال:ضعني على الكرسي وارفععني ثيابيولاتنظر إليّ!!
أسألكم بالله وأسأل نفسي قبلكم كم مرة نقضي هذا الأمر في اليوم ؟؟
أربع أو خمس مراتأكثر أقل!!
مَن مِنا في يوم واحد حينما حملته قدماه هو وفتح الباب بيديه هو وأغلقه بلا فضل من أحد ثم جلس ونزع ملابسه بنفسه وانتهى من قضاء حاجته خرج !!
وعند الباب استشعر مِنّة المنان سبحانه!! الذي فضّله على كثير من العالمين ليست سبع خطوات ،بل عشرون عام من حرّكك!
من مِنّا تذكر واستشعر النعمة وقال اللهم لك الحمد أن فضلتني على كثير من العالمين!!
قال الله عزوجل (يَا أَيُّها النَّاس إن كُنتمْ فِي رَيبٍ مِن البَعْث فَإنّا خَلَقْنَاكُم مِن تُرَاب)
نسينا أننا كنا تراب هل ترى التراب الذي تمشي عليه؟!! والله هو أصلك، ثم كنت نطفة قطرة ماء مهين تُزال من الثياب وبعدها جبار السموات والأرض جعل لك القرار المكين !، ثم أصبحت علقة قطعة دم متعلقة في الرحم والله لو اجتمع الإنس والجن بعلمائهم وخبرائهم على أن يخلقوا لك شعرةوليس كلى تغسل ست وثلاثين مرة في اليوم ولاقلب ينبض مئة وخمسة عشرنبضًا في اليوم ،لاوالله ما استطاعوا خلق شعرة!!،
بعدها كنت مضغة قطعة دم متعرجة لالها أيدي ولا قلب (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ)لماذا؟ ! حتى يخرج الإنسان يقول لا تتشدد ياأخي كن واسع الصدر !
لا بل(لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(!
انظر لهذا المخلوق العجيب (صورة نطفة) من هو ياترى؟! ،
ماهذا المخلوق ، هل ترى له أي ملامح تعجبك !هل ترى له أية جاذبية ! ماأضعفه!!
ثم بعدها يَمنّ عليك الجبار ، (قُتِلَ الإنسانُ مآ أَكْفَرَه مِنْ أَي شئ خَلَقَه مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَه فَقَدّره) كنت هكذا بعدها يَمنّ عليك بعد شهر تكون في هذه المرحلة !!
أمك مَن تحملك لاتعلم أنك بهذا الشكل ، مَن يُطعمك؟ مَن يسقيك؟،
والله كل مِنا مرّ في هذه المرحلة ، بعدها انظرللضعف!! ما أضعفه بعد شهرين ، لو يشاء الله عز وجل أنقص يد فخرجتَ بلا يد!!، بعدها انظر وتأمل معي قول الله عز وجل (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ )انظر للظلمات من يراك؟؟ من رآك هناك؟! ،
الله عز وجل ماأعظمه!!
وبعدها تسعة أشهر وهو يرعاك ،انظر هذا الشكل بالله عليك ، والله قد مررت بهذه المرحلة!
لو يشاء الله عزوجل ماشق هذه العينين فخرجت أعمى!!، لويشاء الله ماشق هذه الأذنين ، لهذا قال الجبار (إِن الإِنسَانَ لَيَطغى ) متى ؟!
إذا أخذها الجبار! ، هل رأيت أعمى متكبر ؟ هل رأيت إنسان معاق و متكبر على الناس؟ لا !
متى يطغى ؟( إِنّ الإِنسَانَ لَيَطغى أَن رَآه اسْتَغْنى ) عندما حرّكه الجبار!! وأعاق الملايين !!
عندما جعله يبصر وغيره خمسون عاممع أهله ولايعرف شكل واحد منهم!، أثاث لا يهتم ماهو الأثاث لأنه لايرى ،
يسمع الناس يتكلمون عن الشمس لكنهلايعرف ماشكل الشمس!!
لايعرف إبنه أأسمرهو أم أبيض ؟، تراه يتلمّس وجوه أبنائه !!
والآخر يأتينا في المستشفى يراجعنا ثلاثون سنة ، لم يسمع حرف في حياته كلها !!، يجلس مع أهله يرى الشفاه تتحرك فجأة يضحكون ،لكنهلا يضحك لأنه لايدري ما الذي أضحكهم ؟!!
يرى أهله على التلفاز خطبة جمعة أو محاضرة ثم تنزل دمعة أخته ينظر إليها لكن هو لايبكي لأنه لايدري مالذي أبكاها ف(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) .
وفي المستشفى نرى الكثير من الحالات التي ربما لا تُصدق!! لكن والذي نفسي بيده إنها حقيقة وموجودة في الكتب العلمية .
نرى وجوه قد تشوّهت خِلقتُها !! وأنا أسألكم بالله إن كان رجلًا أو فتاة قد تشوّه وجهها أو وجهه فهل سنراه يؤذي المؤمنات في الطرقات ؟! أم هل سنراها تكشف وجهها في كل مكان ؟
وماذا لو رآها ذاك الذي يجزع لأن ابنته ولدت سمراء البشرة أو سوداء هل تُراه سيجزع من لون بشرة ابنته ؟
الله سبحانه وتعالى يقول (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)
خلل بسيط في الكروموسومات يؤدي إلى تشوّه كبير!
فيأتي مولود بعينواحدة في منتصف وجهه !! تخيّل لو كانت هذه المولودة بنت هل كانت ستكشف وجهها للرجال ؟!
والله ياأحبتي لو كان في وجه إحدانا عاهة أو كانت عوراء والله لن تكشفه!!
لأجل هذا نحن بنعم الله نعصيه !!
و نرى آخر له كامل الأعضاء لكن بلا دماغ !! فلماذا إذا رُزقنا بولد سليم تجدنا نشكر الطبيب والممرضين ونكيل كلمات الشكر لهم وهم ماخلقوه ؟! فلماذا لا تصعد هذه الكلمات للملك الجبار ؟!!الذي والله لولاه لما خرجلك !!
قبل أشهر وُلدت فتاة في المستشفى كاملة الأعضاء لكنها بنصفشَفَة !!
والأنف فتحة واحدة فقط !!وعين واحدة كبيرة والأخرى والله العظيم خط وبه أربعة رموش !! أتظنون هذه الفتاة ستعصي الله وتخرج كاشفة ؟؟
لن تفعلها والله ولن تستطيع .
أفلما أعطانا الله النعم وأسبغها علينا كاملة ظاهرة وباطنة هل يعني هذا أنه لا يستطيع أن ينتقم منا ؟!(لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا)
والسؤال : الله - ما أعظمه مالك الملك - فهل من يعصيه سعيد في حياته؟؟
لو كانت هذه الجملة صحيحة لما رأينا في بلاد الغرب وعندهم من كل المُلهيات من خمر و وزنا و سينما وكل شيء يحتاجونه , بل الدنيا بزخرفها بين أيديهم! فلماذا نجد إحصائية دولة واحدة فقط في العام الماضي واحد وعشرون ألف حالة انتحار ؟؟
فلماذا؟؟
إخوتي : لا يعيش الواحد منّا في غفلة حتى يموت, أوفي سبات! بل قف مع نفسك دقائق معدودة اسأل نفسك لماذا ؟ واعرف الحقيقة وبعدها إن أردت أن تعود لسباتك عُد!!
مادام كل هذه الأشياء موجودة ومع ذلك يوجد لديهم ضنك !!
فرّغ السمع بأنواع الغنا ..ثم زاد الهم !!
ثم تعاطى الخمر مااستراح !!
ثم راح يعبث بالنسا !!
ثم زاد الهم .. ملّ من دنياه ثم قرّر و انتحر !!
يحسب المسكين راحته الممات !!
إخوتي : الله سبحانه وتعالى عظيم هو الذي خلقنا قال تعالى (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)
حتى أجيبك على هذا التساؤل الذي غفل عنه الكثير من الفتيات والشباب
فصرنا نتابعهم في أي شيء (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ, قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى, قَالَ: فَمَنْ؟) قال تعالى (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)
لا نحتاج إثبات فهذه واحد وعشرون ألف حالة انتحار !! ونحن نرى من شبابنا تأثّر بهم فتجده يطوف الشوارع ثم يقول : هذه البلدة ليس فيها راحة !!
ثم يسافربعدها فما يلبث أن يملّ و يقول : اشتقت للرياض وهكذا يظل يعيش في هذه الدوّامة حتى يموت !!
فلا يسعد فوق الأرض ولا تحت الأرض ولا يوم العرض !!
في حين تجدنا في قسم العناية المركزة يدخل عندنا المريض وقلوب أهله وعائلته إلا من رحم الله معلقة بهذا الطبيب !!
سبحان الله .. حين يقول (أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) فمن خلقه عندما كان نطفة ثم صار علقة ثم جعل له قلبًا ينبض مئة وخمسة عشر ألف نبضة والله ماجعله الطبيب ولا المستشفى !!
بل الله سبحانه و جعل له كلى تغسل في اليوم ست وثلاثين مرة!!
و فوق كل هذاهو مستو على عرشه كما يليق بجلاله وكمال سلطانه ’ عنده الملائكة المدبرات أمرا حينما يقول (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
فالمشكلة التي نواجهها كثيرا عنما نرى البشر قد تعلقت قلوبهم بالأطباء أو تعلقت قلوبهم بالأسباب ونسوا مُسبّب الأسباب سبحانه !!
حينما نقول للمريض: سنفتح صدرك يقول : أنتم أعلم افعلوا ماتشاؤون ’ فلماذا قال هذا ؟؟
لأنه يعلم أننا نعمل على علم ! هنا نسأل : هذا الذي يعمل على علم من علّمه؟؟
إذا كان الله عزوجل خلقك من تراب فهل يعجز مَن يُحيي الموتى سبحانه أن يشفي المرضى ؟!
لا أدري كيف يحصل هذاالقنوط من رحمة الله؟؟
القنوط من رحمة الله هذامرض في الدينومرض في الدنيا ,
فالله -عزَّ وجل – لايحب من يقنط من رحمته!
هذه البلاءات والله ما جاءت إلا رحمة منه : أنه إذا أحب عبداً سبحانه لايريد أن يعلّقه بالدنيا؛ يريد أن يرفعه درجات في حياةأخرى سرمدية , القصور تجري من تحتها الأنهار! ليست كبيوتنا تجري من تحتها المجاري -أعزكم الله- .
الشي الثاني : وهذا كثير مايغفل عنه كثيراً من المرضى ! تجد الله -عزَّ وجل- يؤدّب هذا الإنسان بطريقة محطة! محطة الوقوف تراجع فيها نفسك ... وكثيراً من الناس نراهم مايتأثر ! يقولون : إن هذا المرض شيء طبيعي و ليس له أية أسباب.. والله -عزَّ وجل- يقول(فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ) فمن أجل هذهِ الأسباب يا إخوتي ؛ التعلق والله بالله - عزَّ وجل- !
ولأني رأيت موقف بنفسي .. فبالرغم من المواقف الكثيرةالتي رأيتها لكن هذا الموقفمختلف !!
إنسان قد تعلق قلبه بالله - عزَّ وجل – رأيته يا إخوتي بعد أن حصل عنده نزيف فأصيببجلطات في المخ , نتيجة تقرير الأشعة المقطعية هو: أن أجزاء من المخ قد ماتت! فالرجل دخل يسمع... ويبصر... أما الآن نراه لا يسمع... ولا يبصر... ولا يتكلم... , أنبوب التنفس في فمه , متعطلة جميع الأجهزة إلا القلب مجرد أنه يضخ وعلى جهاز التنفس , كنا قد وضعنا له تسع أنفاس في الدقيقة كل دقيقة يعطيه الجهاز تسع أنفاس , فكان لا يتنفس زيادة عن ذلك !!
لو تنفّس أي نفس زيادة نراه على الجهاز يظهر على الشاشة الصغيرة .. فكان على هذا الحال لمدة أسابيع فبينما أنا كنت واقف أمامه إذ بإبنه يقول بالحرف الواحد عند إذنه: أبي ! أأنت بخير ؟ أبشرك التحاليلسليمة ؟ والأب ... لاحراك , ويتكلم وفجأة قال الإبن:أبي الروضة في المسجد مشتاقة لك!! ولم يعد يؤذن عنك إلا فلان .. والله حينما ذُكرابنه المسجد والروضة والأذان وأنا أنظر إليه إذ بالأنفاس ترتفع من تسع أنفاس إلى ثمانية عشر نفسًا! ثم قال : وخالي محمد يبلغكالسلام فنزلت الأنفاس !!
فلما خرج ابنه علمت أن هذا لا يحتاج إلى هذه الأجهزة ؛ هذا رجل قلبه متعلق بالله يرفرف حول العرش ! فأتيت عند إذنه يا إخوان والله! صرت أتلوا عليه الآيات وأنظر إلى الجهاز فقلت:(لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ)ليس على رجل... بل على جبل ! مشكلتنا الآن أننالانقتنع! كل مريض يستطيع أن يكمل لك الآية هذه لكن اليقين؟لايوجد يقين!!
فلما استرسلت في الآيات ( لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ) والله لما ذكرت من خشية الله إذا بالسبابةترتفع!
وأكملت ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)لعله يستيقظ! لعله يتعلق فيمن فوق العرش! قرآن لو أنزل على جبال لحركها ! ولما رأيت هذا والله ما ملكت إلا والدمعات تنزل , فلما قرأت قول الله -عز وجل- وياليت تركز معي في هذه الآيات حين يقول من بيده ملكوت كل شي: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ)
أو كُلِّم به مَن ؟ الموتى .. ماقال المرضى ! هذه الأية تفسيرها : أي لو كان فيه كلام يقال فتتحرك الجبال من مكانها وتتشقق الأرض وتتقطع ويُحيى هذا الميت ! لكان هذا القرآن !!.
لأجل هذا ختمت هذه الآية : (بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ) فلما قلت بل لله الأمر جميعا والذي نفسي بيده حرّك رأسه ورفع السبابة !
لأن القلوب متعلقة ! (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
وبعد هذا الموقف لنقف قليلا مع الرقية الشرعية النافعة!!
حقيقة كلام الله عزوجل أو الرقية الشرعية والله هي شفاء لكل مريض,والآن نرى بأعيننا حينما يقرأ القاريءأو صاحب الرقية الشرعية على الأطفال والله إن الأطفال ينتفعون بذلك لأن الأطفال لايعتقدون أن النفع بيد أحد إلا الله عزوجل وهذا منتهى الفطرة ،، لكن يوجد بعض الناس تعلقت قلوبهم بالناس , فكبار السن والشبابوالنساء تقرأ عليهم فيقولوا فلان أقوى نفث!
فلان اتقى!!،، ليس القضية بالتقى ولا بالنفث ،، القوة أو العلاقة بالله عزوجل!!
.. فأحبابنا الكرام هذا التصرف أو هذا الكلام دليل على أن الرقية الشرعية نافعة ..
سبحانك ربنا ماعبدناك حق عبادتك سبحانك ربنا ماشكرناك حق شكرك سبحانك ربنا ماعرفناك حق معرفتك !
عجباً يا إخوان... عجباً للإنسان ! كيف يتولى والله أنعم عليه ؟ كيف يعصي والله يرخي ستره عليه ؟ أحد الشباب يا أيها الأحباب يا أيها الإخوة والأخوات في صحة وعافية وهذا أعرفه حقيقة في أمان واطمئنان.. حصل له حادث يا أيها الأحباب وبعد جهد وإجراءات كبيرة أُجريت له عمليتان خطيرتان ! ظلفي المستشفى شهراً ثم خرج إلى بيته وجلس أيضاً أشهراً يُرعى ويُخدم!!
وبعد أن عافاه الله ماذا تظن أنه فعل ؟ هل تظن أنه شكر؟ هل صلّى و افتكر ؟ هل و هل؟؟ بل والله إنه رجع إلى أسوأ مما كان عليه والله المستعان, رجع إلى المعاصي والذنوب والإصرار على الخطايا والسيئات أليس هذا إنذار يا أحباب من الله ؟ أليس هذا تنبيه ؟ أليس هذا تنبيه للغافلين ؟؟ أيا غافل يامن أنعم الله عليك إنتبه! فإن هذه إشارة علامات لماسيأتي بعدها ! قد منّ الله عليك تعالى وأعطاك وعافاك ! اختم بكلامي هذا بأننا ما سبّب والله هذا الجحودلما أنعم الله بهعلينا إلا والله طول الأمل ! يوم أن يأتي طول الأمل إلى الإنسان, يوم أن يأتي الأمن والأمان يوم أن يأتي أمن مكر الله سبحانه وتعالى والغنى... يأتي هذا الجحود!!
يامن بدنيـاهُ اشتغل ... وغرَهُ طـولُ الأمل
الموتُ يأتي فجأةً ... والقبرُ صندوقُ العمل
فلنعود إلى الله جميعاً ..ولنشكر نعمه علينا فإن الله يزيد ويعطي من شكره ويَحرِم من عصاه وتجبَّرعليه ..
أسأل الله أن يوفق الجميع للصحة والعافية وحسن الختام.
للاستماع
للمحاضرة صوتيّاً :
http://www.abdelmohsen.com/play-13.html
إن كان من
خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.
-
الثلاثاء PM 11:36
2015-04-28 - 4156