عرض المادة

نحو حياةٍ أفضل


نحو حياةٍ أفضل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي على عرشه استوى له مافي السماوات ومافي الأرض ومابينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السرّ وأخفى.. سبحان الله جل جلاله خلق خلقه من تراب ثم أسكنهم الحياة الدنيا فمن عمل منهم صالحا وعده أن يسكنه بدار وصفها بأنها خير وأبقى!

وأصلّي وأسلّم على من بعثه الله للخلق أجمعين محمدًا صلى الله عليه وسلم عليه أفضل الصلاة والتسليمأفديه بأبي وأمي

أما بعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماذا تظنون أني طارح عليكم وعلى نفسي قبلكم اليوم؟

موضوع ..حتى تكون هذه الحياة أجمل

من أعلم أحد بهذه الحياة ؟؟

ولماذا التاجر يتاجر ؟ ولماذا الشخص يسافر ؟

ولماذا الراقص يرقص؟ولماذا الممثل يمثّل؟ ولماذا المغني يغني؟ ولماذا الساعي نحو الشهرة يسعى؟ ولماذا أصلا نتعب في هذه الحياة ؟!

والله لا نريد إلا السعادة ولا نريد إلا الجمال..فكيف تكون حياتنا جميلة إن لم يكن فيها سعادةّ!!

إسأل نفسك هذا السؤال لمدة ثوانِ.. سؤال صريح: هل أنا سعيد؟؟

أنت تذهب كل يوم لعملك وتعود ؟ وتلك المرأة تذهب لعملها وتعود متزوجة كانت أم لا ؟ فهل نحن سعداء؟؟

إذا كنا سعداء- أعني السعادة الدائمة وليست المؤقتة – وإلا فكل واحد منا سعيد بسبب معيّن لمدة معينة ثم تزول هذه السعادة !!

اسمحلي أن أقول لك أننا لسنا سعداء !!

فذلك المدخن عندما يُشعل سيجارته يشعر بنشوة هي ليست سعادة لأنه بمجرد أن تنطفيء يقول : طفشان !! سبحان الله!!

يحضُر لمسرح غناء ينتهي يعود للبيت يريد أن ينام لا يستطيع أن ينام لماذا؟

لأجل هذا كثير من الناس يظنّ أن السعادة بمسبباتها فقط ,وسوف ترون لا ماتسمعون ..والخبر ماترى لا ماتسمع..فإن كنت سعيدًا في حياتك في عملك في بيتك في أشد الظروف سعيد !!

وتشعر بهذه السعادة في وقت السرّاء ووقت الضرّاء فهنيئا لك !!! فوالله ستسعد في الدنيا والآخرة .

لأن هذه السعادة الدائمة لا تحصل لأي أحد !

أبى الله جل جلاله الذي خلق خلقه وهو أعلم بهم أن لا يسعد الناس سعادة في كل أحوالهم إلا إذا اتخذوا طريقاً واحدًا فقط !

لو أتيت لأي كاميرا وأردت أن أشغّلها لابد أن أرجع إلى دفتر التعليمات الخاص بها لأن الذي صنعها كتب الخطوة الأولى :أن توصلها بالكهرباء والثانية كذا ,والثالثة :كذا , ثم سلسلة من التعليمات حتى تعمل هذه الكاميرا!!

أي خطوة خاطئة في التشغيل لن تعمل الكاميرا وستحترق.

كذلك إن أخذ أحدهم سيارة ثم عبأها عسل بدلاً عن البنزين فهل ستمشي السيارة؟

لن تمشي!!

لأجل هذا لابد أن أعرف كيف أسعد في حياتي ..مادام جميع العالم يسعى ويلهث خلف هذه السعادة ولم يجد هذه السعادة إلا فريق واحد !!

اختصر الموضوع اختصارا جميلا من أروع مايكون ..

نظر هؤلاء في حالهم من أعلم واحد بهم ؟؟ وإذا بتلك الآية تُلامس مسامعهم (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) ثم بدأ الإستفسار فإذا بآية أخرى (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) بلى والله يعلم من خلق !!.

إذا تعالوا ننظر مادام هو الذي خلقنا وهو الذي قال (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) مادام هو الذي خلقنا فهو أعلم بسعادتنا ..وسنرى أشخاصاً علموا هذه الحقيقة فاختصروا الطريق ..

وأصبحت الآيات التي قرعت مسامعهم كأنها نور يُضيئ لهم خطواتهم خطوة تلو أخرى !!

إلى أن يصلوا إلى ماسأخبركم وأُخبر به نفسي ..

آيات تدل عليه جل جلاله وتدل أين الطريق (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى) مساواة لكن في ماذا؟؟ في السعادة الحقيقية(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ) تستطيع ان تحقق الشرط وتنال الوعد!!

من الذي وعد؟ الله جل جلاله!!

حقق الوعد وخُذ ماعنده (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)

تعال حبيبي الغالي وانظر لأكثر الناس تجد السعادة في واد وهم في واد..

تجدهم يستنقصون أهل الدين ! لماذا؟ لماذا يستنقصون أهل الدين ؟

اسمع حبيبي الغالي : قالوا أن المطيعين لله تضيق صدورهم ليس لديهم أغاني أو رقص أو ستار أكاديمي أو شو تايم !!

سنقبل هذا الكلام فتعال ننظر لحال من عنده كل هذا !! تجده يدخن وتسأله كيف حالك؟ فيقول: أشعر بضيق ! ثم يأتي أصدقاءه وهم ساروا على نفس خطواته فيقولون له في محاولة لإنقاذه – وهو إنقاذ من الجنة إلى النار والعياذ بالله – فيقولون مازلت تدخن ؟! تعال وخذ حشيش والله سيجارة واحدة منه تنسيك كل شيء!!

دعونا نسأل : ماذا تنسيه ؟؟ يجب أن نسأل بعقولنا حتى نعي, ماذا ينسى ؟ فمشكلتنا أننا لا نسأل!

هو يريد أن ينسى الهم والألم لأن الأصل عنده التعاسة والكآبة والكدر!!

مادمت سعيد ولست كالمطيعين لله فماذا تنسى ؟؟؟؟

ثم أطاعهم وأخذ بنصيحتهم وضحك في البداية ثم عادت الكآبة  ..ثم جاءت النصيحة الأخرى تعال وجرب الهيروين ستنسى وتسعد!! ماذا ينسى ؟؟

أجل هذا الإنسان ليس سعيد مادام أنه يريد أن ينسى وينسى وينسى!! فماهذه السعادة !!

ثم في النهاية تجده ميت في دورة المياه – أجلّكم الله – بعد أن أخذ جرعة زائدة فهل هذه هي السعادة !!

سوف ترون مالا تسمعون .. أهذه هي السعادة المطلوبة!!

الله سبحانه وتعالى لم يجعلها مسألة عشوائية وفوضى ولم يقل كل شخص يبحث عن السعادة حتى يجدها .. لا بل أعطاك الطريق إليها!

فقال سبحانه لأنه أبى أن يُسعد من عصاه (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) لاحظ حتى كلمة حياة استكثرها فما قال حياة بل قال: معيشة !

و ضنكا .. ض : من الضيق , ن: من النكد , ك : من الكآبة هذا في الدنيا!!

(وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) رجل لم يشعر بالسعادة في الدنيا ولا في الآخرة (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا) أنا لم أجعلك تشعر بالراحة لا في الدنيا ولا الآخرة .. اسمع السبب(قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى)!!

قُلنا في الدنيا (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) فقرأتها ونسيت !!وبقيت تنظر للمؤمنات !!

قلنا للمؤمنة (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ)فنسيتِ وأرتديتِ تلك العباءة الشفاّفة والضيّقة التي تحتاج فوقها لعباءة!!

قلنا  (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ) أي ليست أمامنا وتضرب برجلها فنسمعها بل خارج المكان إن مشت وضربت برجلها وسمعنا صوت خلخالها لسألها الذي حّرك أقدامها يوم تقف بين يديه!!

طيب يارب نحن مارأيناها !! قال : نعم أعلم أنكم مارأيتموها لكن حتى لا يُعلم فتشعر أنها ترتديه سبحان الله !!

الذي يشرع هذا كيف يشرع كشف الوجه ؟ إنما يتذكر أولوا الألباب.

هنا أحبتي نسينا الآيات ثم نريد أن نسعد في هذه الحياة .. مستحيل !!

لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق ومادام هو الذي خلق أبى!!

اسمع حبيبي الغالي وأختي الغالية : لأنه بسبب التخبُّط يظنّالكثير أن له نفسين يعيش بواحدة فإذا خسرت ودخلت النار يدخل بالأخرى الجنة!!

(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ) (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا)(إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ)

أحبتي الفضلاء :ماأجمل أن تأخذ الأمورباختصار ووضوح وتعرف الهدف من الآن..

أحد عرض عليك تفّر من الله تعالى ؟ إن كان أحد عرض عليك ذلك فأطعه واترك ماأمرك به الله جل وعلا ؟ لن تجد !!

إذا لماذا لاتختصر الموضوع و تطيع الله جل وعلا !!

أسألكم سؤالا سريعا :لو أن الله سبحانه وتعالى شرع أن الرجل يحلق لحيته كل يوم !! ولا أرى في ذقنك شعرة واحدة ؟ فماظنكم بحال الناس؟

لوجدنا الناس تقول : كل يوم نفعل وتقطّعت وجوهنا وامتلأت بالبثور وخسرنا الأموال لأنها من الشرع !

لكن ماألذّها من إبليس عندما قال : احلق ..حلق !!

يتعجب إبليس يقول : عجبت من بني آدم يكرهونني ولا يعصون لي أمر!! ويحبون الله ويعصونه !! تعجب إبليس لكن استطاع أن يضحك علينا إلا من رحم الله..

ألقيت محاضرة في مكان في حي الجزيرة الرياض ولما انتهيت منها جاءني ثلاث شبان تقدّم أحدهم واثنين وقفوا خلفه فقال: أريد أن أتكلم معك ياشيخ قلت : تفضّل

قال أحدهم بكل أدب: ياشيخ نحن نسكن بجوار المسجد وكل يوم نذهب لبيوتنا فقطلننام ثم نأتي ونجلس هنا نعد السيارات ليس لدينا أي عمل يشغلنا (فاضين)

وفي يوم فكرت –مااجمل هذه الكلمة – يقول :ٍ

ووالله مابقي معصية إلا وفعلناها .. ومابقي خيردلنا الله عليه إلا وتركناه..

ففكرت وسألتهم: هل أنتم سعداء ؟؟ ألا تلاحظون أننا فعلنا كل شيء أردناه ومازلنا غير سعداء!! أتظنون أننا سندخل الجنة ؟!

فقال أحدهم : والله ماندخل

فقلت لهم : ألا ترون أننا لا نملك عقولا !!الآن لم نسعد فوق الأرض  ولا نرتاح تحت الأرض ولا نرتاح يوم العرض !! أجل متى نرتاح ونسعد؟!

انظر لجمال الفكرة والسؤال!!

فقال: تعالوا إذا لنتعب في الدنيا قليلا حتى نسعد في الآخرة كثيرًا ..فوافقوا

 

فقال : هل تظن ياشيخ أن الله يقبلنا إن تبنا !!

قلت : أكيد يقبلكم الله سبحانه وتعالى يقول للكفار(قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ) هذا وهم كفار !! لكن إياك أن ينتهي عمرك وأنت لم تفكر بعد !!

هناك ستصيح وتبكيلكن ستسمع قوله تعالى (قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ)

وقبل شهر كلمني هذا الشخص المتحدث الرسمي للثلاثة قال: والله ياشيخ أبشرك أنا الآن في دورة الراجحي في الرياض والله ياشيخ حفظت خمسة وعشرون جزء !! هذا الذي كان لا يحفظ الإخلاص !!

يقول : وأنا أقوم الليل أدعو الله إني ما أرجع لبيتي من الدورة إلا وفي صدري القرآن من الفاتحة إلى الناس !!

عندما فكّر وفّقه الله والآن أظن والله أعلم أن هذا القرآن كاملا في قلبه !!

تدري ماذا يعني أن يحفظ القرآن ؟؟

يعني أن الله سبحانه وتعالى لن يخلف وعده معه ! الله وعده على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام قال قل لهم (يؤتى بأحدهم يوم القيامة ثم يقال له : اقرأ)والله أني تخيلت أنه يقول يوم القيامة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ثم يرتقي درجة (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يرتقي درجة والناس تنظر (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) درجة أخرى ثم (الم) ثم (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) الله لا يخلف وعده أبدا !!

فيقرأ حتى يصل (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) وهو يقرأ ويرتقي ويرى في كل درجة قصورها وأنهارها ثم يرتقي للتي تليها فيرى قصورها أجمل من سابقتها حتى يصل لآخر درجة في الجنة !!

آخر درجة هذه التي وعده الله تعالى !! أيوجد عز أكثر من هذا العز!!

(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) والله قال لي : هذه أجمل إجازة قضيتها في حياتي !!

كيف لا تكون أجمل إجازة وقضاها مع كلام الله عزوجل !! أين ستجد السعادةإذا كان هو ملك الملك فقط الذي يستطيع أن يسعدك ولو كنت معاق .. هل تعرف أحمد الشهري ؟!

خرج معي على التلفاز ثلاث مرات.. كان الأول في الدورة العسكرية في القوة والنشاط !!يقول والله كنت أمشي كيلوين ولا أشعر أني مشيت من نشاطه !!تخيل فقد كان الأول على الجنود والعساكر والضباط ثم يأخذ الأول في الدورة ..

أصيب في حادث على طريق القصيم فأصبح معاق لا يتحرك إلا رأسه عربته مصممة بشكل خاص فيها مكان للمصحف يديه مربوطتين ثم قضيب طويل معلق به سواك ليأخذه بفمه ويفتح به القرآن !!

والله العظيم حفظ القرآن من الفاتحة إلى الناس بفمه بهذه الطريقة !!

فهل تستطيع أن تحفظ القرآن بيديك التي حركها الله عزوجل لك !!!

والله لقد دخلت عليه ذات مرة في مستشفى النقاهة وهو يمسك الحديدة ويفتح مايتحرك فيه إلا رقبته فقط و360 مفصل متعطلة !! تخيّل أنه يمسك القضيب ويفتح ثم يعود ويرجع بطريقة معاكسة وأنا أنظر إليه من خلف الباب ثم دخلت عليه فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..قال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقلت : أحمد مابك ؟

قال : أنا أريد صفحة 320  ففتحت وصارت صفحة 200 ثم 290 وفتحت صارت 312 فتحت صارت 490 لأنه ليس مثلنا يفتح بيديه ويتعذب حتى يفتح القرآن !!

ماذا سنقول لله أنا وأنت عندما نقف بين يدي الله فيسأله الله كيف حفظت القرآن قيقول : بفمي!!

فماذا نقول أنا وأنت وقد حرك الله أيدينا وماحفظنا !!

(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)!

أحمد هذا عرضنا لقاء في الكويت أنا والشيخ نبيل العوضي عن النقاهة ..وكنت أنا المقدم للبرنامج أسألهم ويجيبونني

فيقول أحمد : والله يأبا مجاهد كنت أسأل نفسي نحن المعاقين بحفاظاتنا لا نستطيع أن نتحرك وإن جاء أحد ليزيل نجاساتنا نتعذب بعد كل وجبة نأكلها !! لكننا والله نشعر بسعادة في صدورنا والله إني أخشى أن أصفها فيغبطني عليها من يتحرك!

فسألت نفسي مرة : ماذا لدي لكي أسعد ؟؟

فسبحان الله بدأت أقرأ القرآن فوجدت الإجابات على هذا السؤال ! وعرفت منغصات الحياة التي تضيق صدر الإنسان فالله تعالى يقول (يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء) أحد البروفيسورات تكلم عن هذه الآية وكيف يقل الأكسجين عند الصعود للجو!! فأخبرته بالآية وأنها تكلم بها محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن لديه جهاز ضغط لا في أعلى ولا أسفل !!

يقول أحمد :فوجدت منغصات الحياة هي الذنوب !!

والمعاق في كل يوم يتطهر من الذنوب وتقل  ذنوبه لأنه مبتلى والمبتلى لا يمر عليه ساعة إلا ومحيت خطيئة كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم (لا يزال البلاء في العبد المؤمن في نفسه، وماله وولده، حتى يلقى الله وليس عليه خطيئة) فيقول : والله عرفت أن السعادة التي نحن فيها من قلة الذنوب!!

وألقيت مرة محاضرة والشيخ محمد العريفي والشيخ علي محمد الشنقيطي ألقيناها كل ثلاثاء ثم بعد أنت انتهينا جاء أحمد الشهري بعد أن تكلمنا وأخذ كلا منا وقتا مابين نصف ساعة إلى أربعين دقيقة ..

فجاء أحمد وتكلم والله لا أظنه تكلم أكثر من ثمان دقائق فقال : لن أطيل عليكم أحبتي:

فقال : تخيّلوا وأنا أريدكم أن تتخيلوا..تخيلوا أب لديه ولد تخرّج من الثانوي فكافأه الأب بسيارة وهاتف نقال واستأجر له استراحة ..

ولم يمض شهر إلا واتصل المرور على الأب فقالوا : ولدك لدينا قد خالف المرور وصدم أشخاص هم في المشفى بالسيارة التي اشتريتها له !!

ثم بعد اسبوعين تتصل مكافحة المخدرات على الأب : تعال وجدنا ابنك ومعه أصدقاءه يتعاطون المخدرات في الاستراحة التي استأجرتها أنت له !!

ثم بعدها بفترة يأتي اتصال من المستشفى ..أنت والد فلان تعال ابنك مصاب في العناية قد تعرض له وضربه إخوة الفتاة التي كان يحدثها بالهاتف الذي اشتريته أنت له !!

يقول: إن كان هذا الأب عاقل فماذا سيفعل؟!

تذكروا أن الابن قبل أن يهديه والده لم يفعل أي شيء من هذا لكن بعد أن أعطاه فعل !!!

فقلت له أنا مباشرة : سيأخذها !

قال : فالله إذا أعطاكم عيون وغيركم أعمى وأعطاكم أيدي لا تعصيكم وغيركم مثلي لا يستطيع تحريكها وأعطاكم أقدام تمشون بها وغيركم معاق مثلي !!

ورأى سبحانه أن كل نعمة أنعم بها علينا نعصيه بها فماذا يفعل ؟

فقلت : يأخذها منّا !

قال:لا !! فتعجبنا كيف لا يأخذها!!

فقال : إن كان يحبك فقط أخذها منك في الدنيا هنا في الدنيا التي لا تسوى شيئا!! لكن إن كان لا يحبك يأخذها منك هناك في الحياة الأخرة التي لا تعادلها حياة فتخسر هناك !! ثم قرأ قوله تعالى (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ*) لأنه يحبه !!(وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)

يذكر أن فرعون لم يشعر يوما بألم في رأسه لكن الله أخذها منه في الحياة الأخرى !

عرفت أن السعادة ليست والله في الأجساد فكل من يرى أحمد لا يراه إلا ضاحكا !!

هنا حبيبي الغالي فتش عن نفسك ليه الصلاة ماتريحك هذا يعني أن لديك مشكلة !

أقسم بالله لأنه إذا صار خسوف ماذا نفعل؟ إذا صار كسوف ماذا نفعل ؟ نصلي فيتغير الكون!

فكيف لا تتعدل حياتي أنا الضعيف وأنت الضعيف حياتنا إلا لأن فينا خلل !!

إذا قحطت الأرض ؟ نصلي فينزل المطر !!

كل الكون يتعدل بالصلاة !! فكيف لاتتعدل حياتنا بالصلاة !!

كيف نسعد في حياتنا؟؟!

سنحكي الآن قصة من أروع القصص لرجل تونسي يعمل حلاق أراد أن يسافر لفرنسا فلم يجد فيزا إلا للسعودية فجاء لجدة وفي نيّته أن يذهب بعدها لفرنسا ..

جاء واشتغل هنا فرأى المساجد تؤذن للصلاة وتغلق المحلات ثم بدأ يرى النورفشعر أنه كان يفهم الحياة بطريقة خاطئة فبدأ يفهم الحياة الآن بطريقة صحيحة (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) فشعر أنه يعيش في روضة من رياض الجنة يقول: كنت أخرج من المسجد وأقول : يارب يؤذن حتى أعود لأصلي الفرض التالي يقول يخرج الناس وأظل أنا في المسجد وأدعو ربي أشعر أنني في بيته !!

وفي المحل إذا لم يأتي زبائن ..أسعد بالقرآن وأفتحه وأقرأ و أتأمل في الآيات (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الذي خلقك يدلك على السعادة!

تريد السعادة فاعلم إنك إن بحثت عنها في مكان آخر لن تجدها أبدا !!

يقول إن أتاني شخص أستغل الفرصة وأفتح شريط ليسمع ثم في لحظة قرر قرار !

قرر أنه مادام وجد السعادة فلابد أن يدل الناس لهذا الطريق !! فقررت أن لا أعصي الله في شيء ! فقررت أن لا أحلق لحية لشخص أبدا .

فكلما جاءني شخص يريد أن يحلق لحيته تكلمت ونصحته فإن خرج أخشى أن يذهب لغيري فيحلق فأخرج خلفه وأقول له : حبيبي هذه سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنت تريد شفاعته يوم القيامة ترميها وتجعل حلاق يمشي عليها ! لا تروح تحلقها ! وبقي على ذلك زمنًا

فسمع صاحب المحل بذلك ثم جاءه فقال : هل ماسمعته صحيح !! أنت لا تحلق اللحى !!

قال : نعم حرام.

قال صاحب المحل : لاأريد أن أسمع هذا مرة أخرى حلق اللحى واترك عنك عمل الهيئة

فقال الحلاق : احمد ربك لحمك ولحم أبناءك حلال والفضل لله وحده ثم أنا.

صحيح أن أمي مريضة وأنا أعمل هنا لكن حتى لو قطعت هذه اليد لن تفعل أبدا ماتريده أنت !!

المهم فكلم هذا الحلاق أحد المشايخ في جدة وقال أنه سيسافر فقال هذا الشيخ له: اصبر سنحاول أننشتري لك هذا المحل .,

فذهبنا لصاحب المحل لنشتريه مع العلم ان المحل لا يساوي شيئا فطلب صاحب المحل مبلغا يساوي أربعة أضعاف سعر الذي يستحقه المحل !!

فحاولنا مع صاحب المحل وفجأة !!

ينهض الحلاق من مكانه ويقول : شيخ علي اخرج من المحل ! أنت وإمام المسجد ! وهو الذي جاء بنا والآن يطردنا !!

ثم التفت إلى صاحب المحل وقال : أنت أيضا اطلع من المحل !

فقال صاحب المحل : هذا المحل لي تطردني منه !

قال الحلاق : نعم اطلع برا !إما أن آتيك بالمال غدا أو أسافر غدا ..أنا أعمل عندك صحيح لكن أنت لم تخلقني !!اطلع

فخرج صاحب المحل !!

ثم يقول الشيخ علي : اتصل علي الحلاق اليوم التالي في الصباح وقال : ياشيخ تعال أريدك

فقلت : تطردني بالأمس وتريدني اليوم !!

فقال : ياشيخ تعال أرجوك

يقول الشيخ : فذهبت إليه في المحل فقال : افتح الدرج ياشيخ ! ويفتح الشيخ الدرج ويخرج ورقة مكتوب فيها:

أنا صاحب المحل فلان ابن فلان تنازلت عن المحل بكامله للحلاق مقابل أن يدفع فاتورة الماء والكهرباء والمحل بمافيه له !!

يقول الشيخ : كنا نحاول مع صاحب المحل بنصف المبلغ فرفض فكيف الآن!!

يقول الحلاق : ياشيخ أنا أحضرتك لأعتذر منك عن ماحصل مني بالأمس لكن هل تعلم لم طردتكم بالأمس ؟؟

يقول : طردتكم لأنني أحسست أني كذاب فقبل أن تأتوا بالأمس كنت أقرأ قرآن والله يقول لي (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ) وأنا ظننت أنك أنت وخطيب المسجد تجيبون المضطر فلجأت إليكم !! فأردت أن أُري ربي أني مستغني عنكم وعن خدماتكم !!

(قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ماقال ادعُ الشيخ علي !!

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)

تدري ياشيخ ماذا فعلت بالأمس ؟

أنا خرجت من المحل والله ياشيخ أنا مانمت من أمس ولا ساعة ذهبت أصلي واستغفر ربي سبحانه إني دعوتك ونسيت أن أدعوه !! بقيت أصلّي حتى طلع الفجر !!

قلت : يارب أنا كذاب !!أنا أقرأ القرآن وما أطبق !!

يارب انت تعلم ولا يعلم الشيخ علي ولا يعلم أحد أن أمي مريضة إلا أنت !!

والله يارب إن تقدر لي أن لا يوافق صاحب المحل وتموت أمي وآكل من القمامة ماآكل حرام بس أنت لا تغضب علي يارب!!

ثم ذهبت لأصلي الفجر فجلست حتى الإشراق صليت ركعتين ثم جئت لبيتي فوجدت صاحب المحل عند بيتي وقال : أنا آسف أنت رجل طيب وأنا وقفت في طريقك مع الشيطان !!

يقول :والله ياشيخ لو كنت أنت من أقنعه لاستغربت لكنني أعلم ان الذي يقلب القلوب هو الله جل جلاله !!

مرّت الأيام وهذا الحلاق لم يحج لكنه يحيا في جنة لا يعلمها إلا الله وجاءه الشيخ علي فسأله : هل استخرجت تصريح ؟

قال : لا فقال الشيخ : لن تستطيع أن تذهب هذا العام !

فقال الحلاق : كيف لا يمكنني !!

قال: لن تستطيع بدون تصريح إلا أن أردت أن تلبس إحرامك وتذهب فإما أن ييسرلك الله وإلا قد يحدث لك شيء

فقال الحلاق: والله أقسم بالله أنني سأذهب للحج هذا العام وبتصريح

فشعر الشيخ بأن هذه سوء أدب مع الله فقال : كيف تتجرأ على الله وتقسم على الله.

فبكى الرجل وقال: ياشيخ أنا والله ما أقسم على الله لأني أنا عظيم أنا أقسم على الله لأنه هو عظيم فهو من قال (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا) فهو الذي استضافني وهو الذي ينادي الناس وأنا واحد من الناس.

فقال الشيخ وهو حزين على الرجل : أنا أعرف نقيب في الجوازات إن شاءالله يحاول يستخرج لك التصريح .

فقال الحلاق : أنت تعرف نقيب جزاك الله خيرا لكن أنا أعرف مَنوضعه نقيب فلا تُتعب نفسك !!

والله أنا ياشيخ أعرف الذيوضع الملك !!

الشيخ علي خرج من المحل وقال له اذهب ّ!

يقول الشيخ علي :اتصل علي قبل المغرب فقال : ياشيخ تعال

فقال الشيخ :أنا مشغول

فقال الحلاق : الله يرضى عليك تعال ياشيخ

فجاء الشيخ فقال له الحلاق: لماذا تغضب مني ياشيخ افتح الدرج !!

يقول الشيخ ففتحت الدرج فوجدت تصريح نظامي !!

فقلت له : كيف فعلت هذا !

قال : والله ياشيخ أنا ماخرجت ولا ذهبت للجوازات !!ولكن بعدما خرجت من عندي جاءني أحدهم ليحلق شعره فجلست أنصحه لصلاة الفجر وأنكم في هذا البلد في نعمة عظيمة أسأل الله أن يُديمها عليكم يارب العالمين.

فنصحته فقال : ماشاءالله أنت منذ متى جئت للسعودية ؟

فقلت : هذه أول سنة لي هنا !

فقال : هل حججت ؟

فقلت : لا

فقال : هل تحتاج خدمة أو شيء؟

فقلت : جزاك الله خيرا لا أحتاج شيء

قال : أنا رائد في الجوازات هل تريد أن أساعدك بشيء ؟

قلت : أعطني رقمك فالله يسّرك لي أنا سآتيك غدا بإذن الله .

فقال: والله لا تأتيني أنا أريد الأجر فقط وأريد منك أن تدعولي !! وسأحضره لك هنا !!

يقول الحلاق للشيخ: هل تظن أنني حلقت له دون مال ؟

والله لقد أخذت منه خمسة عشر ريالا لأنني أعلم أنه ليس هو من سيحضر التصريح لكنه الله عزوجل (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ) اتق الله يجعل لك ماذا (يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)

يقول ابن عباس : لو اطبقت السماء على الأرض وفيها متقي واحد والله لجعل الله له فتحة يخرج منها !!

لا حظت هل توجد سعادة كهذه! (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ)ماأعظم هذا الإسم لو عرفنا من هو الله جل جلاله(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)!!

(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ) مجرد أمرنا أن يُعطى هذا تصريح (أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)تظن أن الحلاق هذا يضيق صدره ؟؟

أقسم بالله أنه يعيش ملكا !!

قال أحد أبناء الملوك يُقال له إبراهيم بن أدهم وكان الناس ينظرون إليه هل هذا إبراهيم بن أدهم ؟؟وهو يجلس على النهر معه قطعة خبز يغمسها في الماء ويأكلها !

قال : والله لو علم الملوك وأبناء الملوك مانحن فيه من السعادة لجالدوناعليه بالسيوف !! تلك السعادة النابعة من القلب من الداخل وليست سعادة زائفة بملهيات الدنيا والأغاني والمحرمات .

سبحان الله ماأجملها من سعادة !!

أحد الإخوة جاء ومعه أشخاص آخرين معهم مشروع يريدون أن يعرضوه على الشيخ خلف العنزي وهذا المشروع ظلوا سنوات يعملون عليه .

هل تعلم ماهو هذا المشروع ؟ والله لا يخطر لك ببال !

قبل رمضان آخر عشر أيام من شعبان يذهبون لمحلات السباكة ويشترون مستلزمات دورات المياه وأدوات التنظيف ثم يذهبون للحمامات الموجودة على طريق مكة الرياض في كل المحطات الموجودة  فينظفونها !

يقول هؤلاء الإخوة : لا نريد شخص يذهب إلى مكة ويدخل دورة مياه فيجدها غير نظيفة !!

بالإضافة لتركيب وتبديل التالف من أدوات دورات المياه والمساجد .

ويقول أحدهم : والله أن أسعد أيام حياتنا هي التي نقضيها في التنظيف !

إسأل أحدهم : هل تنظف حمام منزلك ؟

يقول : لا والله وقد يُهينك ويُسمعك مالا ترضى.. فلماذا تنظف حمامات الناس؟

قال: لأني انظفها مقابل مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر !!

عرف الطريق و سارعليه فتكفل الله له بكل أموره التي في الدنيا !(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)

الأرض التي تحمله تحبه والسماء التي تُظلّه تحبه !!لأنه حمل أمانة ماحملتها الأرض ولا الجبال ولا السماوات وحملها الإنسان !!

يمشي على الأرض وهو أقوى من الأرض , يسير بجانب الجبال وهو أرسى من الجبال , تُظلّه السماء وهو أقوى من السماء وأشرف عند الله من السماء !!

فكيف وجد هؤلاء هذه السعادة ؟!

هل تعلم أن الأرض تبكي على هؤلاء !! هل تستطيع أن تجعل الأرض تبكي عليك !!

قال سبحانه عن أقوام (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ)مابكت لأنها لم تحبه !!ليس له أعمالا صالحة !

والأرض التي يمشي عليها تراه إما زانيا او راقصا أو مسيئا لأعراض المسلمين فقال تعالى (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) يُقال لها : حدّثي!! فتقول الأرض : ربي إن فلانة من الناس مشت في الأسواق وعطرها كذا وعبائتها كذا وتفعل كذا !! وأنت قلت يارب (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ)

يقول ابن القيم في كتابه مدارج السالكين أن امرأة في زمانه كانت تمشي مع مجموعة من النساء فوقعت قدمها على شفرة فانقطع اصبعها قال : فأرادت أن تبكي ثم ضحكت !

انظر للسعادة حتى في الضرّاء !!

فقالوا لها وقد ظنوا انها جُنّت :أجننتِ! فقالت لهم:أخاطبكم على قدرعقولكم ..حلاوة أجرها أنستني مرارة ألمها!!

تريد أن أوضح لك أكثر !!

لو جئت وأخذت من محفظتك مئة ريال ففتحت فمك لكي تعترض ثم وضعت في جيبك الآخر مليون ريال !! فهل ستضحك أم ستحزن !

يوجد ناس يعيشون هكذا حتى وإن مات ابنه قال : الحمدلله لله ماأخذ وله ما أعطى !

لأجل ذلك عروة ابن الزبير عندما قطعوا قدمه بعد أن أصابته الآكلة –قطعوها بدون مخدر- صاح فقال : الحمدلله يارب لك الحمد فقالوا : جُنّ عروة! – تخيل لو أن ضرسك خلعته دون مخدر فكيف بقدم يبترها دون مخدر- فقال : الحمدلله الذي أعطاني أربع أطراف أخذ واحد وهو يستطيع أن يأخذ ثلاث ويترك لي واحد !! لكنه أخذ واحد فقط وترك لي ثلاث !! هؤلاء الذين فهموا الحياة بشكل صحيح!

لدينا برنامج في النقاهة يقام كل ثلاثاء تريد أن تسعد وأريد أن أسعد أعطيك إياه والله

دخلنا يومًا أنا ومعي اثنين على المعاقين ومعنا بعض المأكولات فأحد من كان معنا ظل يبكي ! شعر بأنه تعيس !! أحضرنا لهم طعاما و شرابا في رمضان !!

وكل واحد منّا نحن الثلاثة يظن أنه في الفردوس الأعلى ..كل واحد يظن أنه سيدخل بيته وسيرى رؤية أنه في الفردوس الأعلى!

وعندما دخلنا ونحن مع المعاقين على الطاولة الكبيرة نطعم هذا وهذا رأينا واحد كان معهم خرج مباشرة ومعه عبوات الماء والعصيروالشاي والقهوة فخرج مباشرة ولا أدري كيف خرج !!

فواحد من المعاقين ظل يبكي فقال : ياأبو مجاهد هل رأيت الذي خرج الآن ؟

فقلت والله لا أذكر ملامح وجهه لكنني رأيت أحدهم يخرج ..

فقال : هذا أبو فلان حتى اسمه لم يُخبرنا به ! له أربعة أعوام لم يفطر مع أهله يومًا واحدًا !!

يأتي كل يوم ليفطر معنا !! يضع لهذا الطعام في فمه وللآخر يطعمه الشوربة والآخر يمسح فمه وهكذا ووالله منذ ذلك اليوم لم يرجع إليهم !!

منذ أن عرف أننا نأتي إليهم ونجلس معهم لم يرجع إلى هناك !!

أعطانا درس والله أن الرائد الذي كان معنا بكى !!

حتى اسمه لم يُخبرهم به !! لماذا؟ لأن الهدف هو الله !والله يعلم اسمه إذا انتهى !!

الآن نحن لا نعرفه ولم يطعمنا يومًا لكننا نُجلّه و نحبه! ونشعر بسعادة لذكره فكيف بسعادته هو !!

الله وحده يعلمه ويكفيه أن الله يعلمه !!

أحبتي يقول الله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ *أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) لماذا يُسارع ؟

لأنه وجد سعادة فأراد سعادة أكبرمنها !!

أحبتي الفضلاء : قام قيصر يوما من الأيام فزعا وزمجر ونادى وارتعد فقال لأحد قادة الجيوش فقال: ويحكم كيف ينتصر عليكم المسلمون ؟أهم أكثر منكم عددا ؟

فقال:والله ماقاتلونا قط وهم أكثر منا عددا بل دائما نحن اكثر منهم !

فقال: أليسوا بشرا مثلكم قال : ألديهم خيول ومنجنيق ؟

قال القائد : بل لديهم سيوف متكسرة !

قال : إذا كيف ينتصرون عليكم ؟ ثم قال : إن أمسكتم منهم أحدا فأتوني به .

فأسر الروم خمسة من المسلمين ثم رأوا أحدهم وكأنه يعيش ملكا وليس أسير– مثل ذلك الحلاق – يقول لأصحابه أبشروا بما عند الله !

فجاءوا به إلى قيصر فقال له : أتعلم أنك أسير عندنا ؟ قال : نعم أعلم !

قال : وهل تعلم ماذا نفعل بالأسير ؟ قال : نعم أعلم .

قال قيصر : نقتله . قال : أعلم

فقال قيصر : إني عارض عليك عرضا .- دعونا نعيش القصة بتمعن –

أن أفك أسرك فتعود لأهلك لكن بشرط أن تتنصر ؟!

الآن ألا يستطيع هذا المسل أن يتنصر ثم يعود لأهله ودينه ويستغفر الله ولا يؤاخذه الله جل وعلا ؟!

(إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ) كان يستطيع لكنه يقول : أبت علي نفسي !! لم أستطع!!

أردت أن يراني الله وانا أقول لا !

قال :إذا نقتلك قال : نعم – الآن حتى الكلمة هذه لا تضيع عند الله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا) الآن كتبت له في الصحيفة هذه الكلمة !!-

ذهبوا به للسجن ثم أعادوه على قيصر فقال له قيصر : أعطيك نصف ملكي وتتنصر ؟!

قال : ففكرت – انظر يقول ففكرت تفكيره يختلف عن تفكيرنا فنحن نفكر ننام ونأكل ونشرب ونلبس حياة كلها في الأض !! الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ..ونحن نعمل لما قبل الموت –

قال : ففكرت وتذكرت أن رسول الله قد وعدني أن موضع السوط في قصري في الجنة خير من الدنيا ومافيها !! فقال المسلم : ولو أعطيتني ملكك كله !

أيُلام هذا الرجل ؟ أبدا !!

فالرؤية واضحة عنده والهدف واضح مليون أو ريال ؟!!

فقالوا لقيصر هذا لن ينفع معه إلا أن تأتيه بشهوته ..ومازالت نفس الخطط يمررونها علينا بنسائهم !!

فقال قيصر كيف ذاك ؟فأحضروا أجمل نساء الروم ! ووعدوها ووعدوها حتى دخلت عليه ونزعت ملابسها تريد أن تغريه فإذا به يفر منها ويصيح مذكرا نفسه (ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها )(إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) فبدأ يهرب ويذكر نفسه !!

فخرجت فقالوا لها : ماذا فعلت ؟ قالت : والله لا أدري أأدخلتموني على بشر أم على حجر ووالله هو لا يدري أأنثى أنا أم ذكر !!

-        الآن نجد الرجل ما إن يرى امرأة تصعد السيارة حتى ينظر لساقها !! ضاعت النفوس وضاعت السعادة ووذهب يبحث عنها في ساق !! يبحث عن السعادة في قناة !!فماهذه الحياة التي نعيشها ! نريد أن ننسى حتى نموت فماهذه الحياة !!-

ثم قال قيصر : لا تقدّموا له الطعام اليوم فمر اليوم الأول واليوم الثاني جاؤا له بخمر فماشرب منه ! ثم اليوم الثالث جاؤا له بلحم خنزير مشوي فقالوا : تريد أن تشرب اشرب !

فامتنع حتى انطوت عنقه فظنوا أنه مات فصبوا عليه الماء وأحضروه إلى قيصر ..الرجل له ثلاث أيام لم يأكل ولم يشرب فقال له قيصر : مامنعك ان تأكل ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علمنا أن نأكل إن خشينا الموت (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)لكنوالله أبت علي نفسي أن يهزأ أمثالكم بالإسلام وأهله عن طريقي أنا!!

الآن لا يحتاج الروم أن يجوعوننا أو أن يفعلوا بنا كل هذا فالآن يسافر أحدنا ويدفع المال ليذهب ويشرب خمر !! هل رأيتم لماذا نحن لسنا سعداء!! لأننا نعيش حياتنا بشكل خاطيء!

نراهم يفعلون شيء فنفعله دون أن نفكر !! حتى لو حلقوا شعورهم حلقنا مثلهم !!

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما صاموا عاشوراء صوموا يوما قبله أو يوما بعده خالفوهم !! وهذا صيام طاعة نهانا أن نشابههم! فكيف في الحرام !

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (" لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : " فَمَنْ ؟ ")

تعرف لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم جحر ضب ؟النبي إذا قال جحر ضب فهو يعني جحر ضب لأن الذي علّمه هو اللطيف الخبير..إذا قال الله بعوضة فهذا يختلف عما إذا قال ذبابة !!

وجحر الضب أعقد من أي جحر آخر ويعرف هذا من يبحث فيها!

لذلك نجد النصرانية إن دخلت جحر ضب  وجدنا المسلمات يدخلنه إلا من رحم ربي !!تلبس النصرانية البنطال فتلبسه المسلمة لذلك قال الرسول صلى الله علي وسلم (يامعشر النساء تصدقن وأكثرن الإستغفار فإني رأيتكن أهل النار )

المهم أننا لأجل هذا لا نسعد !!

فقال جنود قيصر : نرى أن تقتله ! فقال : كيف أقتله ؟ فأحضر القناصة وقال : سوف أخيره وأعرض عليه النصرانية وقال للقناص إن رفض ذلك فأطلق ولكن بجانب وجهه وهكذا بجانب عينه ويده فأحضره وسأله وفي كل مرة يقول : لا لا لا

ثم قال قيصر : أشعلوا القدور(كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً) فأشعلوا القدور ثلاث أيام !! – ماهان على قيصر يشعل القدور يوم واحد بل ثلاث أيام لنجاسة قلبه – ثم أحضر اثنين من رفاقه المأسورين وسألهم هل تتنصران ؟فقالوا : لا ..

فألقوهم في القدور ماهي إلا ثوان حتى طفت العظام !!

ثم عاد قيصر يسأله : هل تتنصر ؟ قال : لا

فقال : خذوه فأخذوه ولما ساروا به أنزل رأسه ونظر إلى صدره وبكى فأشاروا لقيصر أن الرجل خار ويريد أن يرجع فقال : أحضروه فلما أحضروه قال له قيصر : أتتنصر وأعطيك نصف ملكي ؟!

قال : لا ياعدو الله ..قال ويحك ولم بكيت ؟ فقال المسلم :ياعدو الله إني نظرت إلى صدري فوجدته قد امتلأ بالشعر فقلت في نفسي : هي نفس واحدة تلقى في هذا الزيت فماتلبث أن تموت فوددت لو أن لي بعدد شعر جسمي أنفس كلها تلقى في سبيل الله !!

هل تعلم لم عاش هؤلاء سعداء؟ لِمَ يُطعن أحدهم فيرى دمه ويقول فزت ورب الكعبة !! وأنا وأنت نصاب بشوكة فنتألم ونتلوى !!

أحبتي : لو أن أحدهم ذهب يشتري كفر من عند البقال لن يجد ! ولو أن أحدهم ذهب يشتري لبنا من الحلا ق فلن يجد !! هذا نحن نتخبط في أمور الدنيا نبحث عن السعادة !! ونخسر الدنيا والآخرة !!

والله السعادة لن نجدها عند المرأة التي باعت نفسها ولا الرجل الذي ترك دينه !!

نجد السعادة عند حفظ القرآن ..نجدها عندما تعلم أبناءك كيف يدخلون الجنة !

أحدهم مذيع في قطر يقول:أعيش مع أبناءي بهذه الطريقة يقول : إذا جلست مع أبناءي أعلمهم القرآن والأذكار حتى لو ذهبنا للسوق أو كنا في مواقف السيارات أعلمهم أن ندعو دائما فيظل أبناءي يدعون : يارب نجد موقف لسيارتنا ! فإن ماوجدنا أقول لهم : أكيد اليوم أحدنا قد أذنب ذنبا !

اليوم أعيش أنا وأبنائي في بيت كأنه الجنة إن نسيت ذكّروني وإن نسي أحدهم ذكرناه !! في كل يوم ابن يحفظ وآخر يدعو الله !!

قبل الختام أحد الإخوة كان قاضيًا بالرياض والآن في هيئة التحقيق الإدعاء العام يقريء في حلقة تحفيظ قرآن يقول : دخل علي طفل صغير فقال لي : أريد أن أسجل في حلقة تحفيظ قرآن

فقلت له : ماذا تحفظ ؟ فسكت وكان صغير الحجم فقلت له :كم عمرك فقال : سبع سنوات فقلت له : أتحفظ الإخلاص؟ قال : نعم فقلت : اقرأ فقلت تحفظ الفلق ؟ قال : نعم وقرأها

فقلت تحفظ الزلزلة ؟ قال نعم وقرأها فقلت تحفظ البينة (التي يخطيء فيها الكثيرإلا من رحم الله)فقال: نعم وقرأها فقلت تحفظ عم كامل؟ قال نعم.. فقلت : تحفظ تبارك قال : نعم وقرأ فقلت تحفظ جزء المجادلة ؟ قال : نعم وقرأ .

فقلت تحفظ الإسراء؟ قال نعم وأعطيه مقاطع صعبة ويقرأ !! فوصلت معه سورة يونس فأعطيه الآية ويقرأ حتى أوقفه !! وأنا أمسك المصحف وأفتح الصفحات فقلت له : تحفظ آل عمران ؟ قال : نعم فقلت : أنت تحفظ القرآن ؟ قال : نعم . قلت : لماذا تتعبني معك إذا منذ الصباح؟ فقلت له : أريد أن أرى والدك أحضره لي

فلما جاءني أبوه توقعت أن أرى رجلا ملتزمًا يشع النور من وجهه لكنني رأيت رجلا عاديًا لا تبدو عليه أي صفة من صفات الالتزام فقال الأب : أنا أعلم أنك مستغرب أنني والده ! لكنني لا علاقة لي بذلك ووالله أن له أم أسجد في كل يوم سجود شكر لأنها زوجتي !!

يقول الأب : يقوم الأبناء مع أمهم من قيام الليل وهم يدرسون حتى صلاة الفجر وحتى وقت ذهابهم للمدارس وهي معهم بالقرآن !!

ولديّ بنت والله ماتتكلم بس قول ياشيخ ماشاء الله وقولوا أحبتي ماشاء الله – والله ياشيخ تجلس مع أمها في المطبخ وتحفظها عم يتساءلون فتقول : عم يتساءلون

ولدي بنت في الثانوي تحفظ القرآن كاملا وكل أبناءي بفضل الله يحفظون القرآن !

يقول : أبناءي لديهم أم أسأل الله أن يجعلها في الفردوس الأعلى من الجنة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الدنيا متاع ) متاع حقيبة واملأها بما تريد ستفتحها عند الله يوم القيامة !!

كل ماستضعه فيها ستجده (وكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا)

(وخير متاعها المرأة الصالحة )ولم يقل الرجل الصالح ّ!! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

طلع الإمام أحمد رحمه الله وماعنده أب أو عم أو خال بل عنده أم !!

أحبتي السعادة أن تتزوج واحدة مثل هذه !السعادة أن تُعلَم أبناءك كيف تدخلوا الجنة معًا ! السعادة أن يأتيك أحدهم يقول سبقت أخي وحفظت أكثر منه !!

تعلم كيف ربّت أولادها ؟ من يحفظ أكثر هو الذي يختار أين نذهب ! ومن يحفظ أكثر يختار ماذا نأكل ونطبخ ! فصارت حياتهم منافسة أسأل الله العظيم أن يتمها عليهم ويحفظهم اللهم آمين ..

أحبتي :

مهما بحثتم عن السعادة فلن تجدوها في أي مكان لأن الله يقول (أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ) هم وأبناءهم وأزواجهم على الموائد وتدخل عليهم الملائكة فتقول لهم (سَلامٌ عَلَيْكُم)بماذا ؟ بما عصيتم ؟(سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)

وأناس قد سعوا وبحثوا عنها في غير أماكنها فما وجدوها!

...يامتعب الجسم كم تسعى لراحته                   أتعبت نفسك فيما فيه خسران

..أقبل إلى الروح واستكمل فضائلها                    فأنت بالروح لا بالجسم إنسان !!

وفي الأثر يقول الله تعالى  :

(لو لم أخلق جنة ولا نارًا ألست أهلا لأن أُعبد)

وسنسمع الآن لهذه القصة التي لن تندموا أبدا على سماعها تفضل أخي سامي :

يقول سامي : أنا لي ماضٍ مؤلم فقد نشأت مترفًا أمتلك محلات الذهب والمجوهرات وعشت حياتي ولم يكن خطأ أهلي بل كان كل الخطأ مني عندما تعرفت على رفقاء السوء وسرت في درب المخدرات حتى فقدت كل ما أملك ووالله ماوجدت السعادة إلا في طريقي إلى الله عزوجل !

وفي ذلك اليوم كنت متعبًا أريد المخدر فجلست من التعب فسمعت أحد الإخوة يُحدث ولده فيقول له : اذهب يابني واطلب الله اذهب صلّ ركعتين وادعو الله يفرج همك ..

كان الرجل يتحدث بصوت عال وكأن الرسالة لي وأنا لا أعلم ! حينها لم يكن معي إلا خمسون ريالا فقط وكنت في جدة في البلد فركبت سيارة أجرة من جدة إلى الحرم في مكة بهذه الخمسين !

ودخلت الحرم وأنا مطأطئ الرأس خجل من نفسي وحياتي فرفعت رأسي فرأيت الكعبة أمامي فقلت : يارب اسألك بكل اسم لك أن تنير بصيرتي وقفت في الحجر ودعوت دعوتين فقط قلت : يارب اهدني وارض عني .. ثم عدت

الآن أنا بفضل الله أعيش منذ ثلاث سنوات في سعادة لا يعلمها إلا الله ! دخلت للمشفى و تلقّيت العلاج ثم ساعدتني المستشفى لأؤدي فريضة الحج ..أنا ابن مكة لكنني لم أحج !! أنا ابن مكة لكنني لم أصم !!

حتى إخوتي تركوني لكنهم عادوا واحتضنوني وأنا أعلم أنهم لم يعودوا برغبتهم لكنه إلهام الله عزوجل مقلب القلوب(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ)!!

وجدت صعوبة كبيرة في العلاج من المخدر لكن رحمة الله بعباده تظل فوق كل شيء فرحمته بعبده أشد وأقوى وأكبر من رحمة الأم بابنها وهي سبب وجوده في هذه الحياة وأنا أعلم ان رحمة الله شملتني ولما علم الله صدق نيّتي فرزقني بفضله ومنته التوبة والإنابة.. وأقول أن السعادة لن تكون إلا في معرفة الله سبحانه وتعالى ومعرفة أسمائه وصفاته والحمدلله رب العالمين .

ونحن نشكر أخونا سامي على مشاركته اللطيفة وهذا هو الله عزوجل (من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا )لكن إياك أن تموت أخي وأنت مازلت كما أنت لم تتقرب إلى الله لأن الله يقول(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ)سبحانه !! لا يغير مابقوم حتى يغيروا مابهم من خير أو شر !!

و تذكر أنه تعالى يقول(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)عنده ذنوب تُدخله النار لكنه فكّر (أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْلا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) يعني خلاص إن أردت أن تسعد فهذا الطريق .

ولننظر إخوتي إلى إخوة لم يغيّروا مابأنفسهم كيف بحثوا عن السعادة ثم انتهت نبضات قلوبهم وتوقفت أنفاسهم و فاجأهم الموت (فلا تعجل عليهم)ومازالوا في غفلة نسأل الله العظيم أن يعفو عنا وعنهم وهؤلاء أحبتي ليسوا من السويد أو أوروبا بل هؤلاء من بلاد الحرمين !! لم يمت ساجد في مسجد و لا يطوف بالبيت ولا يصلي بل أخذه في أسوأ بقعة في الأرض في المرحاض وهو ساجد وفي أذنه السيجارة !

و يُحشر بهذه الطريقة لأن المرء يُبعث على مامات عليه !!

والآن إن رأيت أحدهم في أي مكان وسيجارته خلف أذنه وقلت له : أخي ماذا لو جاء ملك الموت يقبض روحك وسيجارتك هنا؟!

قال: اسمع الآن هذا الكلام بالله !! طيب انظر لهذا هل أخذالله هذا الرجل أم لم يأخذه ؟ أخذه !

يعني تلك الفتاة التي تفتن الناس بعبائتها كل يوم هل سيأتي الموت ويقبضها في عباءة ساترة !!

مستحيل لأن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم !!

وذلك الذي ينام عن صلاة الفجر ثم يستيقظ الظهر ماذا لو قبضك ملك الموت وأنت نائم !!

أحبتي فلنحذر أن يختم الله أعمارنا بهذا !!

يقول ابن القيم : إن الله ليحلم عن العبد حتى يظن أنه ناسيه (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا)

(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) كيف يحسب أن الله تعالى (تعالى الله)غافل ؟ بأفعاله بكلامه (يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)

وهذا الذي هان على الله الغفور الرحيم !! يبحث عن السعادة والسعادة والله العظيم ليست في حمام بإبرة !!انظر كيف سلط الله عليه الذباب يأكل من جسده هل هذه السعادة !! هذا ممن كان يضحك من المطيعين لله ويقول ضاقت صدورهم لأنهم ليس لديهم مايرفهون به عن أنفسهم عفا الله عنه وعنا جميعا

انظر للصورة مايقارب خمسمائة إلى ألف من الذباب في جسده !!

أهذه السعادة التي نريدها ونبحث عنها؟؟ هذه التي كانت بدايتها سيجارة ثم حبة من الكيبتاجون الأبيض ثم والله العظيم لو أنه كان يعلم بأنه سيموت هذه الميتة لما فعلها !!

ثم انظر لهم ساجدين !! لمن يسجدون ؟؟؟

أحبتي خسرنا إخوة لنا نحبهم بهذه الطريقة!!مهما فعلت ومهما فعلتِ فأنتما غاليين وماقلنا ماقلناه إلا راجين من الله أن ندخل الجنة جميعًا ومن لهم حقا علينا !!

أهذه السعادة التي نريدها ؟! انظروا لهذه الصورة انظروا للون البطن ولون الوجه ؟!

(ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) قال سبحانه : تُب الآن أبدّل لك هذه الذنوب والمعاصي حسنات !! أبدلها ولا أمحوها !! الله أكبر

انظر كيف تغيّرت الوجوه عند الموت نسأل الله حسن الخاتمة!!و انظر للآخر خلع ملابسه أتظن أنه كان يظن أنه لن يلبسها ؟!

لا والله بل كان الله يُمهله وكان يخلع ويلبس حتى خلع هذه المرة التي لم يلبس بعدها إلا الكفن !!

أحبتي لن يخبرنا أحد قبل الموت أننا سنموت !!بل سيأتي الموت فجأة ويُريد إبليس أن نموت هكذا (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ) (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (وانهم ليصدون)تسأله فيقول : أنا مؤمن وأعلم ان الله سميع بصير !

نحن نظلم أنفسنا وننسى اللهم تب علينا !!

 

انظروا أحبتي لهذه الصورة ! هذا الأسود هو الرأس !انظروا للدود كيف نخر في أأذانه ودخل في رأسه وفي كل مكان!

أهذه السعادة التي نريدها ؟!

لا والله فقد قال تعالى (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) أسأل الله أن لا يذيقنا هذه المشاهد أبدا .

وهذا قد نزع بنطاله أعزكم الله يريد أن يحقن نفسه بعجالة ويمضي !! ومازال الحذاء عليه وشماغه فوق رأسه !!

ونسي أن الذي أمشاه قدّر أنه لن يخطو بعد هذه الخطوة خطوة أخرى ! و في الصحيح قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)

يظلم ويعصي وينام ويمهله الله ألسنا أحبتي نعصي الله وننام وكأننا ما عصيناه !!

اللهم تب علينا .. كتب الله جل وعلا انه لن يقوم بعد هذا المكان (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍتَمُوتُ)كتب الله أن يموت في هذه الأرض !!

وآخر مات فإذا بهم يرفعون جسده من الأرض يريدون أن يروا وجهه وقد تحوّل وجهه لوجه غوريلا (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ)أهذه هي السعادة !! تعبنا من الكلام فلننظر بأعيننا وهذه الصور أخذناها من عميد في مكافحة المخدرات وعندما نُحدث الناس يقولوا : هؤلاء يكذبون !!

ألم يُرينا الله من مات وهو يغني ولم يستطع أن ينطق الشهادة ليُرينا الله انها ليست سهلة !!(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ*مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ*لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)

أحبتي انظروا للوجه للونه ولون الجسد وتذكروا قول الله جل وعلا (كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا)

والله ماتحمّل ألم الحقنة إلا وهو يظن أن السعادة في هذه الحقنة !

تخبطوا فما وجدوا السعادة !فهل نلقاها نحن ؟!

قد فاتت السعادة على الكثير ومازلنا نحن في المهلة ! (إن في ذلك لآية لمن كان)فهل نجد السعادة ؟!

لأن إبليس يقول :صح هؤلاء أخذهم الله لكن أنتم لا !! ويعدنا بالجنة وهو أول الداخلين للناروصدقناه (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا)

وتستمر المسألة ونخسر في كل يوم أحباب لنا والله مااجتمعنا ناخذ منكم درهما ولا دينارا(يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي)*

اللهم يارب إني أسألك أن تجعلني وإياهم ممن يعلم أين السعادة فتسعده فوق الأرض ثم يتبعها فتنبعث من قلبه فتسعده فوق أرضك وتسعده تحت أرضك وتسعده يوم العرض عليك اللهم آمين

اللهم لا تمتنا إلا وقد حفظنا كتابك بين صدورنا تطبيقا وعلما بحروفه وقياما بحدوده

اللهم تقبّل منا وتجاوز عنا جميعا

في صدورنا علما وعملا وتطبيقا يارب العالمين

اللهم لا تمرر لليهود خطة مرروها لنا وألبسوها لنساءنا وبناتنا وضيعوا بها الحجاب الذي هو مصدر عزهم وجعلوه مصدرا للفتنة والجاذبية ..

اللهم أحيي في ذكورنا رجولتهم يارب العالمين .. اللهم آمين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :

http://www.abdelmohsen.com/play-92.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.

 

 

 



  محاضرة نحو حياة أفضل بصيغة wrd   محاضرة نحو حياة أفضل بصيغة pdf


  • الجمعة PM 05:12
    2015-04-17
  • 4473
Powered by: GateGold