القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
( مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى )
مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى
بسم الله , الحمد لله الذي لا إله إلا هو وأُصلي وأسلم على أشرف خلقه نبينا محمد عليه وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
أسأل الله بأسمائه الحسنى , أسأله باسمه الذي إذا سئل به لا يرد أن ينصر اخواننا المسلمين في كل مكان , وأن يجعل هذا اللقاء مباركًا موفقًا من عنده خالصًا لوجهه سبحانه , ليس فيه لبشر ضعيف فقير حظًا و لا نصيب و أن يتقبله جل جلاله ..
لو تبحث الآن في الصدور وفي كل البيوت وفي كل الأنحاء تدور حول التجار والفقراء والموظف والعاطل والمريض والصحيح ما منهم أحد إلا وداخله هم أو غمّ أو أمر ينغص عليه حياته إلا أُناس قد تعدهم على الأصابع ..
هؤلاء يمرض , يفقر , يصاب , حياته مختلفة .. ليس هذا من كلام الـمسكين ولا تقييم إحصائيات عالمية دارت على المنازل وسألت الناس , هذه أمور لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى هي في أعماق هذا القلب ..
أنت حينما تسعد ما الذي يسعد فيك عينك ! لا .. أذنك ! لا .. يدك ! لا .. الذي يسعد هو مكان واحد فقط القلب ، تأتي الآن عند إنسان فقد أبنائه غرقا وماتوا , ثم تلبسه أحسن لِباس لا يتغير شيء , تكحل عيون أمه بأحسن كحل وتجملها بأحسن مكياج وتلبسها أحسن فستان مازال الهم داخله , حسنًا .. تسكنها أحسن قصر تقول لك أنا لا أريد قصر أنا أريد أبنائي , لماذا لأن القضية ليست قضية لباس ولا قضية بهرجة خارجية , القضية قضية ذاك القلب الذي بين جنبيك , هذا القلب لا يملك إسعاده إلا الله سبحانه وتعالى , إما أن يشرح الله ذالك الصدر ف والله لا تضرك أي شيء , وإما أن يجعله حرجاً ضيقاً ف والله لو تسكن أحسن القصور وتطير في السماء وتنزل في الأرض أنك أضيق من سمّ الإبرة كأنك تتنفس منه ..
الله سبحانه وتعالى قال في جل علاه ( أَفَمَن شَرَحَ الله ) من الذي شرح ! الله ..
إذاً لن تشرح أنت صدرك بكم عندك من رصيد , وكم تملك , وماذا تركب من سيارات , لن تشرحه أنت . هذه قضية يجب أن تفهمها ( أَفَمَن شَرَحَ الله ) إذاً لابد أن نعرف أن الذي يشرح هو الله ( صَدْرَهُ للإِسْلاَم ) حسنًا نحن مسلمين ! نعم .. لكن إن لم يشرح الله صدرك إذًا عندك مشكلة ..
إذا لم يشرح الله صدرك , أنت مسلم لكن أفعالك راقبها هل هي أفعال مسلمين التي وصفهم الله في القرآن ؟! ( فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن ربِّه فَوَيْلٌ لِّلقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ الله) آية فيها كلام عظيم كلام كبير كلام ثقيل ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلا) ..
إذًا إما أنك شخص شرح الله صدرك وأنت على نور من ربك ، الناس ينظرون لهذه المصيبة مشكلة , أنت كيف عايش وكيف مربي لحيتك وكيف مقصر ثوبك وكيف و كيف ... وأنت تنظر بنور , هؤلاء جالسين بالظلمات ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْييْنَاهُ ) حسنًا هو فوق الأرض مازال حي لا لا لا . حياة مختلفة هو ميت فأحييناه وهو يمشي على الأرض , هو ميت فأحييناه وهو يتنفس قبل وبعد لكن هذه حياة مختلفة ليست حياة جسم يمشي , حياة قلب (فَأَحْييْنَاهُ وَجَعَلْنَا ) لست أنت الذي تجعل , يجب نعرف بيد من لأجل لا نطلبها من أحد غيره ( وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الُّظُلَماتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ) الله قال هو في الظلام يبحث و يفعل , يذهب و يعود , يريد يتاجر , يريد يرتشي , يريد يسعد نفسه غصب , لكن هي لا تَحصل كذا , وإذا أنت ما فهمت أين تُحصل مرادك لا تتعب ..
أنا أقول يا أخي مثلًا : الساعة التي تبحث عنها عندي وأراك تذهب يمين و يسار أقول لك عندي , وتذهب تبحث يمين ويسار وراء المخرج وراء المصور أقول لك عندي , فأنت في الظلمات ليس بخارج منها , تبحث عن شي ليس موجود عند الذين تبحث عندهم..
الله سبحانه وتعالى جل جلاله كلامه أصدق الكلام إذا قال لك شي هو الحق , إذا أنت أخطأت الطريق أنت يفترض تعدل ليس القرآن الذي يُغير لأجل يوافقك , أنت المخطأ أنت الذي تُصحح , أنا لما أقول لك الطريق يمين يسار ليس شرط أنك إذا رحت يسار يمين أذهب و أغير اللوحات لأجلك , لا الطريق هنا ( وَبِالحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالحَقِّ نَزَلَ ) ..
لما قال الله عز وجل (طـه * مَآأَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرءانَ لِتَشْقَىٰٓ ) إذا قال الله ما أنزلت عليك لتشقى يجب أن تتصور بل تعتقد يقيناً من أعماق قلبك أنك لو أتبعت هذا القرآن واللهِ لن تشقى ..
هل معنى الشقاء أني لا أكون فقيراً ؟ أو أني لا أكون مريضاً ؟ لا.. !
قد تكون مريض ونفسيتك أحسن من آلاف العالم ، هي اشعارات و أشياء ظاهرة , و هناك أشياء باطنة والله جل في علاه يختبرني و إياك في هذه الأمور , و يعطيك أمر شكله حسن أو سيئ لكن ماذا وراء هذا الحسن و السيئ ؟ لا يعلمه إلا الله..
الآن اليوم ماذا يعني عند الناس مفهوم النعمة ومفهوم النقمة - النقمة يعني أنه مريض , فقير ربما , والنعمة أنه صاحب مال , صاحب منصب , صاحب ثراء , صاحب مكانه , هذا فهمنا الذي ربينا عليه أولادنا و أكثرنا تربى عليه وهذا غير صحيح ؟ هذا ليس فيه ولا ١٪ من الصحة !
والقرآن كله جاء حتى يعلمك هذا المبدأ إذا ما فهمت هذه القضية من القرآن لن تفهمها من غيره , ولن تسعد , وستشقى
والدليل كل القرآن ،هذا الفرق بين من ينظر بنور الله وبين من ينظر بنوره هو ، يوسف عليه السلام لما جاءته المرأة وهو غريب و شاب و أعزب , أكثر الناس تشرئب نفسه أن يجد امرأة جميلة وذات منصب وجمال وقالت هيت لك
المقدم / يعني هي التي طلبته؟
هيت لك وغلقّت الأبواب في أمن , فالمكان آمن و الرغبة التي تريدها موجودة , وكل شي تريده , هذه كثير من الناس يسافر لينالها ينظر إليها كنعمة تحصل شهوتك ، يوسف عليه السلام لما شرح الله صدره للإسلام ينظر بمنظور مختلف , بميزان مختلف , أن هذه ليست بنعمة أصلاً !
هي ستجازيه أكثر , ستعطيه أكثر لو أطاعها ، نعمة أم نقمة ؟ نعمه عند الناس الذي يسافر لأجل يحصلها !
يوسف عليه السلام قال ( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ ) رجل فاهم عليه الصلاة والسلام ..
( وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ) الله أكبر !
والله تخون خيانة والله لن يهدى كيدك و والله ستراها الآن , غداً , بعد سنة ! والله ستراها , إن لم تتب ويتقطع قلبك عن هذه الخيانة وتعدل , و إلا والله ستراها , و في أسوأ أحوالك أنك ما تراها في الدنيا ، هنا تكون أنت قد وقعت في مصيبة كبرى لأن أسوأ الناس من يؤخره الله ،يذنب الذنب فيؤخره الله هذا أسوأ الناس .
قال الله تعالى ( كَذَٰلِكَ ) يعني هذه الآية يفترض أن تكون جهاز إنذار في قلب المؤمن وهو يقرأها في القرآن ..
( كَذَٰلِكَ ) يقف قلبك مع الآية كذلك ماذا يا رب ؟ ( كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ ) سبحان الله ! السوء مقدمات الفاحشة ( وَالْفَحْشَاءَ ) لمَ ؟ ( إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) لو لم يكن مخلص لفتحنا له الباب ..
إذا منعك الله من شر فاعلم أنك في نعمة عظيمة , إذا فُتح لك الشر ( سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ ) , الله يقول سبحانه أني عصمته من المعصية لأنه يستحق ..
سأعطي بإذن الله تعريف بسيط بعد هذه القصة , قصه يوسف عليه السلام ، لما جاءت القضية للتهديد قال الله سبحانه وتعالى ( لَيُسْجَنَنَّ ) تقوله امرأة العزيز ، نعمة أم نقمة ؟ نقمه! كيف يسجن بين أربعة قضبان!
( لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ ) الأولى تقدر عليها , الثانية ما تقدر عليها على مؤمن ! مؤمن مستحيل يصغر ، مؤمن مستحيل ينذل ! مؤمن مستحيل يحزن ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ ) ما قال العالين ! قال أنتم الأعلون ما قال إن كنتم تاجرين , إن كنتم صحيحين ! إن كنتم ملوك ؟ لا .. قال ( إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) أنت الأعلى إن كنت مؤمناً ..
ماذا قال يوسف عليه السلام ؟ رجل ينظر بنور الله , موازينه غير موازيننا, النعمة عنده لها تعريف سأعرفه الآن ( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِليَّ. ) سبحان الله ! من ماذا ؟ من التعذيب ؟ لا ، من الحرق ؟ لا، من التقطيع ؟ لا ، من الصلب ؟ لا ، (مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْه ) سبحان الله , يعني رغبتي التي يراها الناس نعمة , و إشباع رغباتي وشهواتي يراها هو نقمة الآن , لأنها !سأعطيك التعريف لأنها تفعل شيء ( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ ) نعمة عظيمة فصرف عنه كيدهن ..
إذًا من هذا الكلام ما هي النعمة وما هي النقمة ؟
النعمة أي عمل يقربك من الله عز وجل , يأتيك مرض فيكسرك لله فترى كأنك تخاطب الله جل في علاه فهو الآن نعمه ..
يأتيك فقر فيجعلك أقرب وقلبك أخشع لله ! أنت..والله إن الله أراد بك خيرًا ..
تأتيك أموال فتنشغل بها عن رب العالمين , تبدأ تضيع صلواتك , تتأخر عنها بسبب تجارتك ، أنت تبعد عن الله ! والله أنك معذب و والله أنك في نقمة ..
أعظم نعمة ينعم الله بها على العبد أنك تستطيع تعصي الله عز وجل و تشتهي المعصية ثم لا تفعلها ، هذي أعظم نعمة أن تبلغ منزلة المحسنين , فهذه أعظم نعمه يبلغها الله عبد من عباده
الله جل في علاه قال سبحانه هو خلقنا ويعلم ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ. ) النفس تريد ! والنفس تشتهي ( وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ) لأجل هذا يعطيه الله أعظم شيء ( فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) ..
إذًا القضية أي أمر يقربك من الله عز وجل والله إنه نعمة ! و أي أمر يبعدك عن الله فوالله إنه نقمة!
أكثر الناس الذي يرى أن العذاب هو أن تشل أركاني , أرى الكوب و ما أقدر أرفعه أريد أن أغسل نفسي أعجز , لا هذه ليست نقمة و لا عذاب لا لا ..
العذاب أن الله يجعلك في حال أن ما يكون بينك وبين المعصية إلا أن تشتهيها , ولا بينك وبينها إلا أن تقدر عليها , يعني أنت عندك معصية تقدر عليها وتشتهيها لا أحد يمنعك ! أنت هنا معذب عذاب أكثر من الأصم الأبكم الذي لم يبقى فيه عضو الا .. والله لو يجتمع في عبد ورم سرطاني ولا يرى ولا يسمع هو ليس معذبًا , مادام قلبه مع الله إذًا هو ليس معذباً ! المعذب هو الذي ليس بينه وبين المعصية إلا أن يشتهيها ، من يقول هذا الكلام ؟ يقوله الأسد البطل الفذ الذي عرف ويرى بنور الله لأجل هذا نحن نحتاج نرجع ونعيد موازيننا مرة ثانية على أساس القرآن , لأجل هذا ستشقى وسأشقى إن لم نرى بمنظور القرآن ..
انظر إلى إبراهيم ما حمل هم أبيه إلا في قضية واحدة , ما قال يا أبت لا تعصي الله فيسلط عليك مرض , ليس هذا العذاب ..
العذاب أني أقدر على المعصية وأفعلها هذا العذاب..
إبراهيم عليه السلام ما خاف على أبيه إلا من شيء واحد فقط وسماه عذاب قال إبراهيم لأبيه ( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِيْ مِنَ العِلْمِ مَا لَم يَأْتِك ) منظورك مغبّش معوجّ أنا عندي منظور صح ( فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيَّاً ) إلى أن قال ( يَا أَبَتِ إنِّي أَخَافُ ) ما أخاف عليك إلا من شيء واحد ( إنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَاب ) عذاب كلمة كبيرة الواحد يتوقع مرض أو أمر كبير , لا لا ( عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنْ ) ماذا بعدها ؟ ( فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيَّا ) يعني الشيطان يقول لك اذهب كلمها .. تكلمها , اترك الصلاة يا أخي لا تصلي الآن ( فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيَّا ) هذا أكبر عذاب لأنه يوصلك إلى أعظم عذاب لاحظ ما ذكر أي عذاب آخر , ما ذكر أنه يقطعك أو يسلط عليك مرض أو ورم أو سرطان هذه كلها تصيب الجسد ثم يموت الجسد أصلا ما فيه شيء , لكن قضيتك أين ! قال الله ( نَسُوْا الله فَنَسِيَهُم ) ..
قال الحسن البصري عليه رحمة الله : هانوا على الله فعصوه ولو عزّوا عليه لعصمهم "
فالآن عرفنا قضية النقمة والنعمة وتعريفها " كل ما يقربك من الله فهو نعمة وكل ما يبعدك عن الله فهو نقمة ". هذه القضية الأولى , القضية الثانية في القرآن قضية التقديم والتأخير يا أخي يجب نفهمها ليس عندنا خيار تريد تعيش صح الله قال ( فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِنِّي هُدَى ) ما قال فمن قرأ هداي , كلنا قرأنا هدى الله , وما قال حفظ هداي, لكن الله قال ( فَمَنْ تَبِعَ) ..
قال الله ( لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ ) خلاص لا تحسبوه شرا لكم , ( وَ لَا تَحْسَبَنَّ الذِين قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتَاً ) خلاص لا تحسبونهم أموات ؛ تنقلب الموازين ( فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمِ يَحْزَنُون ) إذا شفت إنك تحزن و يصيبك هم لأجل هذه الأمور فاعلم أنك للآن ما تبعت هدى الله , لأن الله سبحانه قال ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ الله نُورٌ ) نور يا جماعة والله نور , تشوف الأمور التي تكسّر مجاديف الناس لا تكسّر مجاديفك , لأنك في النهاية مسكين ما تعلم , ففهمت من القرآن هذه القضية قضية يقدمك الله عز وجل أو يؤخرك هذه قضية يجب تفهمها من القرآن .
أسأل الله أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا , قضية التقديم والتأخير في القرآن جاءت قضية عظيمة , يعلمك أنك ليس الأهم أن تكون الأول في الدنيا , الأهم أن تكون الأخَْيَر لأنك إذا كنت عند الله الأَخْيَر ستكون أنت الفائز الأول عند رب العالمين جل جلاله , اسأل الله على قدره _جل في علاه _ لا على قدر حاجتك ..
دخل السجن الثلاثة يوسف عليه السلام ومعه رجلين , لكن هل يوسف هو أول من خرج ؟ قضيتك ليس أن تكون الأول أنت قضيتك أن تكون مع الله , يوسف لم يفعل شيء لكن قضيته مع رب العالمين , رجل سبحان الله الكل شهد له بالإحسان , بهداية من الله هو الذي زكاه ربي بالإحسان , حتى المساجين حتى أخوانه حتى امرأة العزيز , رجل لا يتغير تضعه في السجن تضعه في أي مكان ذهب لا يتغير , بعض الناس لو يتولى منصب ينقلب على الناس, هذا عنده نقص في شخصيته , أما يوسف عليه السلام محسن فقضيته قضية واحدة مع رب العالمين , يضعني أول , يضعني الأخير أنا ليس لي علاقة أنا علاقتي أن أنجح معه , فقط أني أنجح , فالذي خرج الأول أين ذهب ؟ خرج وأصبح قهوجي خمر , الثاني خرج و صُلب وصارت الطير تأكل من رأسه , أما آخر واحد خرج هو أعلى واحد يوسف عليه السلام صار عزيز وله ملك مصر , قضيتك أن تكون مع الله ..
هذا يعصي الله ويعطيه , لم يعطه الله بل معذبه , وبعض الناس يقول لك أنا أعبد الله و تبت وتركت الأغاني وتركت و تركت وما زلت , لكن الله ما أعطاني , أنت لم تفهم , هو قد أعطاك أعظم نعمة الآن , أنت عن ماذا تبحث ؟ , إذا أعطاك الدين فقد أعطاك أعظم نعمة ( اليَوْمُ أَكْمَلْتُ لَكُم دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُم نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلَامَ دِينَاً ) إذن أعظم نعمة أعطاها الله لك أنك تبت , بعض الناس يتوب و هو غير فاهم يقول الله ما أعطاني , هو أعطاك لكن أنت لم تفهم ما هي العطيّة , أعطاك أعظم نعمة في الدنيا , لذلك أول كلمه يقولونها أهل الجنة ( الحَمْدُ لله الذِي ) ماذا ؟ أعطاني بيت ملك ؟ ( الحَمْدُ لله الذِي هَدَانَا لِهَذَا وَ مَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا الله ) إذن هو أعطاك لكن أنت لست تعرف النعمة والنقمة , وضحت ؟
قضية التقديم والتأخير , أنت قضيتك الوحيدة أن تكون مع الله فقط ،تعمل ما يريد الله سبحانه وتعالى وما يرضيه عز وجل، يُقدمك أو يؤخرك! من آخر ناس في السفينة ! في السفن التي ذهبت لما خرقها الخضر عليه السلام، آخر سفينة وصلت كانت سفينة المساكين المخروقة , لكن لم ينجُ ولا سفينة إلا هذه السفينة ﴿ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴾ إلا هذه لم يأخذها ولم يغصبها.
يا أخي ليست قضيتك فقط في الدنيا، قضيتك في الدنيا أن تعيش قليلا ثم تكون تحت الأرض طويلا ثم تأتي يوم العرض طويلا ثم بعدها جنة , أو نار والعياذ بالله، لا يصبح تفكيرك كله هنا، على العكس هذا الاختبار [ جائتني رسالة قبل ثلاثة أيام لا أعرف المرسل رجل أو امرأة , يقول تركت المعاصي وتركت و تركت وكذا , وأرى أن غيري أُعطوا مع أنهم يعصون الله سبحانه وتعالى , فأنا تخاذلت نفسي عن الدعاء وأشعر أن الله لم يستجب لي ] ، قلت الآن أثبت لنفسك أمام نفسك أنك لم تعبد الله إلا ليعطيك ، أنت لا تعبد الله لأجل الله , لأن الله سبحانه وتعالى قال : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ﴾ هذه حياته! إن أصابه خير زوجناه أعطيناه ﴿ اطْمَأَنَّ بِهِ ﴾ ﴿ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ﴾ فقط يحرمه الله أمر معين واحد حتى لو كان خير له ﴿ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ ﴾ أنظر إلى تصوير القرآن ﴿انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ﴾ أن تعرف أنت تعبد الله لأجلك أو لأجل! هو يختبرك سبحانه ويختبرك بأمور ..
[أنا الآن أتيت معي بصناديق ، لا أعرف هل أنت تعرف ماذا بداخلها أو لا تعرف , لكن أنا أُخيرك الآن بين هذين الصندوقين ، ماذا تختار!
المقدم / الصراحة راحة سأختار الجميل الأفضل
الشيخ / شكله صدقت هو جميل و شكله جذاب، أنت ليس لديك إلا خيار واحد إما هذا أو هذا فأنت إذا أردت استشارتي أو لا، هذا هو أمامك أنا أعرف ما بداخلها
المقدم / أنا قلبي يميل للأجمل الصراحة
الشيخ / تأخذ نصيحتي!
المقدم / نعم
الشيخ / أنا أقول لك خذ هذا
المقدم / شيخ رغم إني أثق فيك وأحبك لكن هذا لا يصلح
الشيخ / هذا أحسن لك ]
سبحان الله , ولله المثل الأعلى هذا ما ننظر له أمام الناس، دائما تأتيك عطية وظيفة مسابقة أي قضية، وتختار أنت الأجمل على تفكيرك أنت , وعلى اختيارك أنت وعلى عقلك أنت وعلى قدرك أنت، هذا تقييمك ﴿ ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ﴾ لأن الآن رأيت شي أُعجبت فيه فظننت حتى أنك رغم على ما قلت "واثق فيني" إلا أنك لم تحترم رأيي ولم تأخذه، [ خذ الآن الكرتون الذي نصحتك فيه] والله هكذا نُختبر في الدنيا والله نُختبر بأشياء شكلها الخارجي تعبان [ أريدك أن تقرأ ما فيها وتفتح ما فيها ] [ هذا طبعا شيك بكم مقداره!
المقدم / هذا يا شيخ ب120 مليون " 120مليون ]
الآن نحن دائما نخدع بالصناديق التي لا نحبها، الملحد قضيته هذه غبي، الملحد أغبى شخص في العالم لماذا ! لأنه يريد ما يراه هو حق و ما يراه هو جميل , الله سبحانه وتعالى في هذا المثال قال الله ﷻ ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا ﴾ أنت كرهت الصندوق ! ﴿ وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ الفرق الذي بيني وبينك العلم فقط ، أني علِمت ما بداخله ولأني أحبك حاولت أُعطيك إياه .. ذاك فيه ﴿ وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ ما تكرهه فيه خير! شيك ب120 مليون والله يا جماعة الشيك فيه 120 مليون، كثير ما نُحرم ..
لو أنا أرغمتك عليه ستأخذه وأنت متضايق، فأنا سأسحبه منك أقول مادام لم تثق فيني خلاص وأعطيك هذا قد يكون فيه أفعى سُمها زعاف، هكذا قال الله ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ﴾ أزمتنا أزمة ثقة مع رب العالمين , حتى الشخص عندما يستخير الله ويعطيه الله " الحسن" هو يختبرك يا أخي أنت هنا موجود للاختبار..
س / ماذا بعد القرآن ماذا بعد حفظه!
هذا كله كلامنا من الأول ، أن القضية ليست قضية حفظ ، القضية قضية عمل وأسأل الله أن يوفقنا لهذا
س / أخت تعاني من وسواس قهري وتؤخر الصلاة فهل هذا استدراج!
الكلام يطول في قضية الوسواس لكن أقول أبشري بخير، أطيب الناس الذين يصابون بالوسواس , أطيب الناس وأكثر الناس من أكثر الناس خوف من الله سبحانه وتعالى , والدليل أنه يتقطع ألماً أنه يفوت الصلاة ، يتوضأ منهم من يتوضأ 30 مرة ، أنا أقول أختي الكريمة والناس كلهم وأعلنها من يرى في نفسه يتوضأ أكثر من مرة , ويقرأ الفاتحة أكثر من مرة ، يقول بسم الله الرحمن الرحيم وينسى , والشيطان دائما في كل صلاة إذا صليت ركعة يوسوس باقي السجود باقي التحيات باقي .. .. ، ضعوها في ذمتي بين يدي رب العالمين لا تُــعيد، إذا قال لك صليتي صلاة المغرب صليتي اثنتين قولي بل صليت وحدة و إخسأ و سلمي وقولي في ذمة عبد المحسن الأحمد , والله سأقف وأسأل الله ﷻ أن يُحسن وقوفي ووقوفكم بين يدي رب العالمين , أني أدين الله بهذا الكلام..
الله سبحانه وتعالى علمنا في القرآن قال ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ ) حسنًا , عدو فهمناها , المصاب بالوسواس فاهم أنه عدو لكن قال الله ( فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) هذه القضية , يريد لنا فيها وقفة شديدة بالذات من أصيب بالوسواس اتخذيه عدواً , عدوك إذا قال لك يمين عيدي الصلاة قولي لن أعيد , إذا قال اثنتين قولي واحدة بعد ..
إذا قال التحيات لم تقوليها قولي لم أقلها بل لم أسبح أصلاً لم أكبر تكبيرة الإحرام , كأني لم أصلي لم أنوي , هو الآن عدوي يا جماعة , الله سبحانه وتعالى علمنا أنه عدو وهل عدوك هو حريص على صلاتك ؟؟
هو أصلاً قضيته يخرب على المصلين صلواتهم ..
فهل سيصلح صلاتك أنت الآن إذا قال لك باقي رجلك هنا لم تتوضأي ؟!
قولي في ذمة عبد المحسن الأحمد , لم تغسلي رجلك قولي لم أتوضأ أصلاً ..
لأن هذا الشيطان كل ما أعطي مساحه يخطوا لو أعطيته سنت متر واحد , إذا قال لك لم تسمي وسميت غداً يقول لك لم تقل الحمد , إذا قلت لو ما قلت قلت الحمد يقول تراك لم تقرأ الفاتحة كلها وصلاتك صحيحة بإذن الله بإجماع العلماء , و والله إن الله أعظم و أعز و أكرم من أن يخذلك لكن أنتِ اتبعي كتاب الله لأنه جل في علاه ما يظلم جل في علاه قال ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )..
تعرف يا أخي عدوك واحد عدوك يكرهك يتمنى أمنيه أن يضعك في النار , ليست أمنيه بل تعهد على نفسه قالها بعزتك وأقسم بعزة الله لأغوينهم أجمعين , لم يقل لو أنهم موسوسين سأذهب لأنصحهم لأجل يُعدلون وضعهم معك , أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين الله يجعلنا وإياكم منهم ..
كلام الوسواس يطول لكن " عدوك لن ينصحك بشيء فيه خير لك فكل ما قال لك يمين قل له يسار "
حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام (( انه ليأتي في دبر أحدكم فينفخ فيه )) سيقول أكيد يوجد شيء خرج مني أكيد يوجد غاز خرج مني أكيد , يوجد ريح خرجت مني , يقول النبي عليه الصلاة والسلام (( فلا ينصرف من صلاته )) بالذات الموسوس لا ينصرف أبداً أبداً , القضية لا نريد نطيل فيها لكن ( إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)
س/ في شروط المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات أنه أعد الله لهم مغفرة واجر عظيم تقول هل هذا يشمل مغفرة جميع الذنوب ؟
أولًا هذا تفصيله يطول يا أختي الكريمة , في قضية كبائر , في قضية صغائر , هذه الصغائر يكفرها الصلاة إلى الصلاة و الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان, الكبائر تكفرها أن يتوب العبد توبة نصوحًا ..
والسؤال الذي كان على قضية تأخير الصلاة لن تؤخريها بأذن الله بعد اليوم , وأنصح كل موسوس ضعها في ذمتي يا جماعه قولوا هذا المسكين طلع على التلفاز وقال في ذمتي والله أتحملها عند رب العالمين جل في علاه سبحانه وهو أرحم بخلقه جل في علاه ..
لكن أحب أعلق تعليق بسيط حين تشترط أمور في الآية لابد من تطبيقها حتى يحصل الوعد قال الله جل في علاه (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ ) علم أنه سيُآخذ بالذنب , أعلم أن الله تواب رحيم و سيبدلها سيئاتها حسنات (ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) تُحقق الشروط ! يعطيك الله سبحانه وتعالى ..
س/ عن المؤذن ..
الشيخ / المؤذن أقول له احتسب أجرك عند الله وأخلص النية وأنت تخطو إلى المسجد أن كل حجر يسمعك وشجر سيشهد لك يوم القيامة , وأن بهذا الصوت المرتفع سيرتفع عنقك , أطول الناس أعناق يوم القيامة وأحتسب أن أذانك هذا يطرد الله به الشياطين , جمع كل النوايا و أسأل الله أن يجعلها مقبولة عنده..
سائل يقول : أنه مريض بالسكر و الحمد لله ويقول أنه بترت ساقيه و الحمد لله ، لكن ذكر قضيه مهمة قضية أن يستشعر الإنسان حظور النبي عليه الصلاة والسلام والقرآن ما أمرنا بهذا واسأل الله أن يحفظك و أعلم حرصك ويكفيك شرف أنك رأيته بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام والشيطان لا يتمثل به ,وقد وعدك خير والرؤيا فيها خير عظيم لك أسأل الله أن يجعلك تراه في دينك ودنياك و آخرتك ومن يسمعنا , لكن القضية الكبرى الله جل في علاه قال سبحانه ( أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ ) فهذه أعظم من استشعار أي قضية قال الله سبحانه ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّه ) بجانبه طفل صغير لا يعصي الله أمامه لا يفتح موقع إباحي عنده زوجته عنده أخوه عنده أخته قال ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطً ) استشعار عظمة رب العالمين أعظم من استشعار أي قضية , فأسأل الله جل في علاه هذه المنزلة منزلة المحسنين , أسأل الله أن يبلغني وإياكم إياها ..
حبيبي الغالي أن يقدمك الله أو يؤخرك , أن يعطيك أو لا يعطيك القضية الأولى ماذا أعطاك عنده ؟! أهم شي هل أنت تعصيه ولا تشعر بالذنب ؟
أم تعصيه و تتقطع !
إذا هذه فقد أعطاك أعظم نعمه لا تدور بعدها شيء , إذا أنت ليس بينك و بين المعصية إلا أن تشتهيها فهذه القضية مصيبة !
ليس أنت من تعرف الخير من الشر, وليس كل ما رأيته خير هو خير , و ليس كل ما رأيته شر فهو شر ..
لكن أنت قضيتك الكبرى أنك تُصلحها مع رب العالمين لو يعطيك صندوق يعلوه الغبار خذه , والله إنه وراءه خير .. ما دام أنت على طاعته , والله إنك على خير , يقرب لك شيء شكله جميل وأنت على معصية والله إنها ليست خير وإذا قرب لك شيء جميل وأنت على طاعة هذا نِعم من الله سبحانه
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :
http://www.abdelmohsen.com/play-1997.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.
-
الجمعة PM 05:30
2015-04-03 - 5435