عرض المادة

اختبار الإيمان


اختبار الإيمان


أحمد الله تعالى الذي له الفضل كله ..حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه .. وأصلي وأسلم على أشرف من وطأ قدمه الثرى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام .. ثم أسأل الله جلا وعلا أن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا إلى أحد من خلقه .. وأن يجعل كل كلمة وكل حرف يقال مُوفقًا منه وخالصًا لوجهه جل جلاله ليس لأحد من الضعفاء الفقراء البشر شيء فيه .

أما بعد ؛ نحن كلام الغرب وخُطبهم لا نحتاجه..

نحن يكفينا القرآن .. الله سبحانه و تعالى يقول " أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ" نعم والله يكفينا يا رب , فقد فصل الله فيه كل شيء .. قال الله سبحانه وتعالى لنا " إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ " علمنا الله " فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ  " من هم  ؟ هؤلاء الأعداء " إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ " لكن هناك فرق هو يتألم وتقطع يده , والمسلم المجاهد الصادق يتألم وتقطع يده ، هذا يتألم وتخرج روحه من الجراح يموت ، وهذا يتألم ويموت لكن مات هذا ومات هذا أين ذهبوا ؟!

انظر للتفصيل ، يعلمك الله التفصيل حتى بعدما تنتهي الأرواح .. نحن لا نعلم عنهم , دفنا هذا ودُفن ذاك .. قال الله " إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ " انظر الفرق مثل السماء والأرض " وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ" هذا ينزف قطرة دم وتخرج الروح يغفر له كل ذنب فعله في حياته ، والآخر يبدأ حسابه , يُقطع في جهنم إلى خلود الخالدين " وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ "

فنحن أصلًا لا ننتظر كلامه ، يقول الله جل جلاله : "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ " انظر ليس تصريح بشر مسكين لا نقيم له وزنا .. بل هو كلام رب العالمين .. أعلم العالمين وأحكم الحاكمين جل في علاه ..

" إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ " ألم " فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ " لماذا ؟ أحدهم يقول لماذا يا رب لا تنتهي القضية وتكون الأيام للمسلمين ؟

وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا " كلمة كبيرة آمنوا ، هذا المؤمن لا يخرج لو القضية كلهم فازوا .. لا بد أن يمحص هذا المؤمن ، ينتصر الكفار يذبحون أخوه وأخته ويقتلون فيه وهو ثابت ، هذا اسمه "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ " أتظن أن الله يحب هذا حتى يسلطه على المؤمن " وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ " هذه لام التعليل يعني كل هذه الأيام نداولها لأجل واحد ، واثنان ، و ثلاثة  ، ما هو الثالث " وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ " لما كل هذا يا رب ؟! أَمْ حَسِبْتُمْ " الآية التي بعدها يقول لو كنت تحسب أن قضية الجنة سهلة أنك تقوى وتفوز وتنتصر وتأخذ الجنة بالأخير فأين الاختبار ؟!

إذا أردنا ننصرك في الدنيا مباشرة ، ولم نجعل الكفار يتقوون عليك ويتعاونون عليك ويتكالبون عليك إذا أين الاختبار والابتلاء ؟! لا بد من الاختبار " وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس  " ، " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ " إذًا نحن لا ننتظر تصريح من هذا ولا من ذاك , وقلناها من أول حلقة , قلنا مسكين من يتابع أخبارهم ويتكئ على أقوالهم وتؤثر فيه إن قالوا خسرنا فرح , و إن قالوا فزنا حزن ! لا لا نحن عندنا في هذا القرءان " قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ "
بعضهم يقول الآن في هذه القضية لو جاء خبر أن أمريكا ستدخل الآن وتقتل بشار ، ألا يطمئن قلبي لهذه القضية هم قادرين يقتلونه ! ما المشكلة ؟!
أول شيء هل هم قادرين ؟! والله لا يقدرون قال الله عز وجل : "
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً " يصنع طيارة ! لكن لا يقدر يخلق ذبابة فيه جهاز تنفس وجهاز هضم , لا يستطيع " وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ" بعض الناس يرى أن أمريكا على كل شيء قدير هذا إيمان ..
يقول لك لديهم طائرات بدون طيار يقصفون من مكاتبهم يذبحون يا شيخ !!
هذا الذي قال الله "
وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ " أصلًا هذا من اختبار الإيمان أن يقوي شوكة الكفار لأجل أن يختبر الإيمان الذي بقلبي وقلبك ، أناس الآن يعتقدون أن أمريكا فعالة لكل ما تريد ، وهذا من صميم حكمة الله تعالى أن يخرج الناس الذين هم في خط الرمادي يذهب يمين أو يسار ، لأجل هذا " فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ "  طائرات دون طيار قادرون انتهت القضية ،، انتهت ، ليست معهم أسلحة وهذا فرعون أكبر سلطة في الدنيا أكبر من أمريكا رجل قال أنا ربكم الأعلى ، لا أحد يأكل معه ، قالوا :" إِنَّا لَمُدْرَكُونَ " كلهم سقطوا إلا موسى وأخيه هارون قال : " كَلَّا " هذا كلام غير صحيح لأنه إيمان وقر في القلب "  كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ " والله لا يحركون ساكن ، جاءهم إعصار دقائق وتشتتوا وهم يدرون أن الإعصار قادم إليهم ويقولون تبقى دقيقتين و يصل !  حسنًا ردوه ! لا يستطيعون كشف الضر عن أنفسهم ولا تحويلا ، 
سبحان الله الإعصار أتى في غضون الأزمة !
هم يقتلون هنا قال الله "
فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا  "
هذه رسالة للناس !
كل ما يحصل هي رسائل من الله عز وجل "
وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ  " هي رسالة لكن أنت تعرض عنها أو تراها صح !

قال الله جل جلاله : " مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا  " قوات " وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا " هذه هي قضية الإيمان !

رأيت الآن تقوية هؤلاء الكفار حتى يخرج  الله ما في قلبي وقلبك ، أنت ترى قوتهم وهم يقدرون لأجل هذا لما قالوا لقارون لما رأوه " فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ " طيارات بدون طيار " قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا" لا يفهم من هو الله جل جلاله , الإيمان لديه حكايات ، لكن ما وقر الإيمان قلبه فقالوا " يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُون" ما هذا العز طائرات دون طيار "  إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ  * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ "

المقدم : كيف أعرف بأني مؤمن ! أنا الآن أشارك في القضية صحيح ؟  كلنا , كيف أعرف أني أنا مؤمن أم لست بمؤمن ؟

الذي في الساحة كيف يعلم أنه مؤمن!  كيف الاختبار كيف نعلم ؟ لأجل نقف ؟

انظر الآية التي قبلها " وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ", حسنًا نحن مؤمنين نحن هذه مشكلتنا اللي نضل نناقشها , ليس الآن فقط نناقشها , في كل حياتنا كل حياتك كل لحظة فيها تعلمك أنت مؤمن أم لا ؟

ماجاءت الاختبارات هذه كلها إلا لأجل تخرج الذي في قلبي وقلبك ,

من الذي يقول هذا الكلام؟ دعنا نأخذ هذا الكلام ونضبطه بكتاب الله و سنة نبيه عليه الصلاة والسلام قال الله سبحانه وتعالى " الم * أَحَسِبَ النَّاسُ" كلام موجه لك أخي الغالي و لك أختي الغالية , لك موجه الكلام هذا الله قال : " النَّاس "  لم يسميهم الآن مؤمنين انظر دقة القرآن و لا سماهم مسلمين قال الناس , " أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا "ماذا ؟! ما قال أسلمنا إذا قلت أسلمت يمكن ما تختبر في الاختبار هذا , لكن الاختبار هذا خاص للذين قالوا أمنا الذين هم نحن , " أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ " يعني والله لن أتركك ما دام قلت مؤمن , والله لأفتنك سأفتنك في بصرك , و سأُخرج هل أنت مؤمن وإذا ما أنت مؤمن سأفتنك في سمعك سأفتنك في حركاتك في كلامك سأفتنك حتى في أفكارك وأفتنك حتى في خطرات قلبك , قلت لي أمريكا لا أحد يقواها إذن فتنت , هذه ما تقع في قلبك إلا لما يفتن الله فتنة خارجية تزلزل الإيمان في قلبي وقلبك قال الله" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ  * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ  "يعني أنت قلت مؤمن سيختبرك الله , حين تقول مسلم في القرآن قد لا يأتيك الاختبار هذا , الاختبار للمؤمنين , لما قالوا  سحرة فرعون " قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى"  قال مؤمن أي لابد تأتيه فتنة تبين أنت يمين ولا يسار , فما هي الفتنة " فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم قالوا  " فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاض " نجـــاح  ..

فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ"  قبل الايمان كانوا يقولون لفرعون أئنا لنا أجر أما الآن لا يرونه شيئًا , هذا الإيمان الذي دخل قلبك يغير نظرتك أنه لا أحد أقوى من الله جل جلاله , لكن ليس كلام فقط  , بالأفعال ..

سأقطعكم قطع ! أقضي ما أنت قاض , اذبح افعل ما تريد , والله لن نحيد بعد ما عرفنا الله رب العالمين..

يقولون لو كان مجلس الأمن قرروا أن يتدخلوا في الشام !! معناه سينهون على الأقل !! حسنًا الآن الموقف موقفنا نحن إذا فرحنا ؟

أقول له سوف أتيك بالكلام بإذن الله المؤمن له علامات  ..

قد استولوا الكفار ولديهم طائرات بدون طيار وعندهم إمكانات وعندهم جهاز يفجر الدولة وعندهم و عندهم .. ..

المؤمن هذا لا يحزنه قوة الكفار ولا يحزنه ما عندهم من القوة أبدًا..

ماذا قال في الآية التي بعدها " وَلَا تَهِنُوا  " يعني لا ينهزم متى تنهزم ! إذا أنت رأيت أنهم أكبر منك وأقوى منك وتصمت هذا اسمه هوان ..

الله يقول المؤمن لا يكون عنده هذا الأمر إذا أختبره الله في الأختبار , و قوي الكفار لا ينهز قال الله " وَلَا تَهِنُوا  " حتى خطرات القلب الحزن الداخلي لا تكون عنده "وَلَا تَحْزَنُوا " لماذا ؟ هم  الآن أعلى منا , لا  , "وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم  " عندكم أسلحه ! لا , إن كان معكم مجلس الأمن !لا , أجل متى لا تحزن ولا تهون " وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "  إذا كنت مؤمن أنت تكون أصلًا في عزة إنك ما تخاف أحد إلا الله  , ولا تقيم أصلا وزن لأحد إلا لله جل في علاه , "إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ " وهذا الأمر أين يكون فيه , لا يكون هنا في طرف اللسان , لازم أن تكون عقيدة في القلب , وهذا رد على سؤالك ..

ماذا يعني الإيمان فعلًا ماذا يعني الإيمان !

خذها ببساطة لن أُعرفها لك تعريف اصطلاحي ولا تعريف شرعي , سأُعرفها لك تعريف أنت وأنا نعرف هل نحن مؤمنين في كل قضية , العقيدة أمر عقد في القلب تخيل شي مربوط في قلبك , أي قضية تؤمن بها عُقدت في القلب هذا اسمه إيمان إذًا غير قابلة أن تطفو للسطح فتناقش مره ثانيه , إذا طفت للسطح تناقش وتقول هؤلاء عندهم أقوى , هذه طفت للسطح ..

وإذا طفت للسطح إذن لم تؤمن بها إيمان كامل , و الله سبحانه وتعالى يجعل الذي في الخارج يؤثر كلها ضدك لأجل يخرج القضية , هل هي معقودة في القلب أم فوق , لأجل هذا أبو بكر رضي الله عنه الإيمان معقود مربوط في القلب فجاءوا وقالوا رأيت صاحبك يقول إنه ذهب لبيت المقدس و صعد إلى السماء , و القضية لدى أبو بكر لا تناقش هو قال إن كان قد قالها فقد صدق يعني لا أحتاج أسمعه , لكن إن كان في مشكلة فهي في نقلكم أنتم , أما إن كانت كلمة خرجت منه فوالله إنه صادق , قال هو ينزل عليه الوحي , أصدقه بالوحي يأتيه من السماء ولا أصدقه على هذه !سبحان الله  ..

القضية التي عُقدت في القلب غير قابلة للنقاش, أي قضية عندك الآن , أن تقول رزقي على الله ثم يبتليك الله برزقك فتُفصل من العمل و لا تجد وظيفة , المهم تأتيك  قضايا فتُخرج هذا الذي في قلبك , فهل هو قابل للنقاش وتقول الله الرزاق لكن هؤلاء قطعوا رزقي أي يعني رزقك عندهم  ليس في السماء لأجل هذا الله سبحانه وتعالى " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ  " ربطها الأن القضية معقودة في قلبك ماذا قال " فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ " يجب أن تعتقد في قلبك أنه حق " فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ " أقدر أُشكك في أنك تتكلم ! لو قلت يا أخي لا تتكلم أصلا أنت لا تستطيع ترد , القضية هنا معقودة عندك , لماذا تشك في رزقك أنه عند الناس ! القضية التي أنت مؤمن فيها معقودة في القلب ..

أعطاك في الصفحة التي بعدها مباشره مباشرة أقوام حصل عندهم هذا الأمر قال سبحانه وتعالى " وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ " سبحان الله ما هي صفاتهم يا ربي , ماذا يفعلون هؤلاء ! قال : " فَمَا وَهَنُوا " وهنالك ولا تهنوا , تطبيق عملي هنا , يخبرك أن القضية ليست تنظيرية بل هنالك أُناس اختبرهم الله و نجحوا , الله ينجحنا معهم يا رب العالمين  " فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ " الحرية . لا! أو الوطن . لا! العروبة ! لا ..  قومية لا كل هذه  صفر .. ," فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ  ", حسنًا ما وهنوا يمكن يكونوا ضعفوا ! لا .. " وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا " امتحنهم الله في أول شهر ثبات ، في ثاني شهر ثبات ، بعد سنة ثبات ؛ لأنه في سبيل الله ..

القضية عنده هنا في القلب لم يعد هناك قضية قابلة تناقش ( ضعفنا .. ما عندنا أسلحة ..) لا ! هو أصلاً ليست قوته بالأسلحة هو عنده قضية واضحة " إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ " خلاص انتهت القضية . حسنًا كيف ينصرنا الله ؟ " إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ " فقضيته محسومة .

 

بعضهم يسأل يقول : لما يأتينا رجل صالح ، إمام مسجد ، يقوم الليل ، يصوم النهار ، قدوة ، ثم يُقطع ويتعذب .. ما هذا ! كيف نقرأ هذا يا شيخ ؟

 

الله أكبر ! لن يكون خير من حمزة أسد الله - رضي الله عنه وأرضاه - أسد الله ، قريب النبي عليه الصلاة والسلام وليس إمام مسجد ! ، وصحابي .. لو أنه قُتل أي قتله لن يصل إلى سيد الشهداء .. الله جلّ في علاه إذا أراد لك منزلة هو عدل سبحانه ، سيوصلك إليها ، فقتل حمزة ما تكفي لتوصله إلى تلك الدرجة .. فقطعوه وهو ميت ! فترتفع الدرجة لأعلى ، كل حرف ، كل خدش ، كل لمسة ، باقي يوصل بس بقيت كبده في مكانها ! فقطعوها وأخرجوها ، فيرتفع لأعلى حتى أكلت منها هند رضي الله عنها يوم أن كانت .. " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ " فالله إذا أراد لك منزلة لأجل هذا بلغ بهذا التقطيع وكل قطعة لأعلى ولأعلى أصبح سيد كل الشهداء ، كل الشهداء تحته .. الآن كل قطعة حتى بعد الموت في التمثيل هذه ترفعك درجات ..

يعني الرجل يتكلم في سورة ( يس ) لما قال السُدي ردموه وهو حي حتى مات . دفنوه في سورة يس .. طبعاً نحن لا نستطيع القول بأنه مات لأن هذا في سبيل الله والله يقول " وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ " إذا أدباً مع القرآن نقول قُتل ردماً .. يمكن لو أن آخر حفنة تراب جاءت عليه لو قبلها ستوصله للمغفرة لكن الله يريد أن يجعله من المكرمين زيادة على المغفرة .. فلازم ينقطع نفسه بهذه الطريقة ، لأجل هذا والتراب يأتيه مع التراب يمكن ما يسمعونه فيرفع صوته " إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ " ، يعني الذي لا يسمع يسمع ، ورأيناها في الرجل الذي دُفن حياً . من ثبته ! يقول أشهد أن لا إله إلا الله وهو مكتوم أشهد أن لا إله إلا الله .. طبعاً انقطع الآن المشهد فالغير مؤمن أو ضعيف الإيمان يرى الآن المشهد وقف هنا ! حالة مأساوية فيبكي ..

لكن الآن تقرأ في القرآن " قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ " تحت الأرض ويدخل الجنة .. هذا الذي تحت الأرض وتبكي عليه يقول " يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ " ، يقول أنتم المساكين !! " بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي " أرأيتم حفنة التراب التي جاءتني ! الدقائقً التي عانيت فيها ! مرت على صحائفي كلها ولم تبقي ولا ذنباً واحداً . ولا ذنب ! حسنًا  هذه الآن يدخلك الجنة .. قال : لا لا لا .. " وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ " يعني يوم القيامة رب العالمين ، ابراهيم عليه السلام مكرم من المكرمين ، محمد صلى الله عليه وسلم من المكرمين ، وهذا أيضاً من المكرمين .. بعدها قال الله سبحانه وتعالى " وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ " انظر إلى الإكرام ! هم قومه أم قوم الثلاثة الرسل ! ما قال الله ( من قومهم ) يكرم هذا الرجل وكأنه رسول .. يقول  " مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ " مو طيارات !! فلم ننزل الآن جنوداً من السماء يهلكونها إهلاكاً ! لا لا .. قال " وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ " .. " إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً " قال أمرت ملك في السماء فصرخ " فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ " دقائق الفرق بينهم وبينه هو في الجنة وهم في النار .. " إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ " هذه القضية ما تُفهم كذا من هنا ! ولا تفهم بأن أقلب نظري في الصفحات ! هذه تعقد هنا () أن الله قال " قُلْ صَدَقَ اللهُ " لأجل ذلك " وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا " لا تقبل النقاش ! مقعودة في قلوبهم .. هل إذا رأيت أنه اليوم خرج ملك روسيا وقال نحن سندعم ، تهتز ؟ أو يزداد ايمانك ؟ هذا يعلمك كم قدر إيمانك .. طلع اليوم مجلس الأمن والناس متأملين أنهم سيساعدون ! وقالوا سنؤجل وننظر ، ثم ضاق صدره والله ليس الإيمان في قلبك كما يريد الله عز وجل ، لأن المشهد نفسه رآه المؤمنون ورآه المنافقون قال الله " وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا " هي الآن هكذا قضية الإيمان لدينا قضية معقودة هنا لا ترتفع لأعلى ، والله جل جلاله سيبتليك حتى يخرج مافي قلبك ولذلك قال " وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا " وفي آية أخرى "  وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ " سيخرج ما في قلبك هل هو معقود فعلاً ! ولا طالع ونازل ! إن كان قد قالها فقد صدق .. هذا هو الإيمان حبيبي الغالي .. فَ أكمل الآية ، قال الله عز وجل " وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا " وما صفاتهم يارب العالمين ؟ " وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ " ،

أخي الغالي في الجيش الحر : هل تشعر اليوم أنك بنفس همتك وعزيمتك يوم بدأت ! والله إن كنت كذلك فالله يحبك ، لأن الله جل جلاله حين يعلق في آخر الآية اعلم أنه جل جلاله إذا قالها فهو يعنيها جل جلاله ، " وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا " ، قال سبحانه " وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ " القرآن يُفصل القضية ! أنت حبيبي الغالي وأنت واقف الآن معك رشاشك معك مدفعيتك معك سلاحك وأنت بين إخوانك .. تريد أن تعرف أن الله يحبك أو لا ؟ تريد أن تعرف أنت من المحسنين أو لا ؟ انظر وأنت واقف في الصف ماذا تقول ! إذا كنت تقول مثل هؤلاء .. فوالله إن الله يحبك وأنك من المحسنين ، وإذا كنت لا تفعل مثل هذا الكلام فالآن عدّل قال الله جل في علاه " وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا " إذا كان هذا واقف في الصف يقاتل في سبيل الله وخائف من ذنوبه .. فياجماعة نحن متى سنخاف من ذنوبنا !! الرجل فهم لأن الله جل جلاله إذا أحب عبد يهديه " وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى " ويفتح لك أين مواقع الخلل ! ماذا يبطئ عنك الخير ؟ فتبدأ تدعوه ليتخلص من العوائق كلها قال " وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " ..

" فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا " ما أكرمه هم ما طلبوا الدنيا   " فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ " والجائزة الأعظم منها " وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " فما أعظم هؤلاء .. ماهو الدليل على هذا داوود عليه السلام ما طلب الدنيا لكن قاتل وهو ثابت وصابر حتى وصل إلى قائد الكفار وقتله وهو جندي " وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ " أعطاه الدنيا ؟ أعطاه الدنيا وأعطاه النبوة أعطاه الآخرة " فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ " فالقضية هذا التطبيق العملي لأجل أنا أقيس نفسي على القرآن أرى أنا ماذا أقول ..

أحدهم يسأل سؤال يقول ما دخل الذنوب في ثباتي في توكلي على الله عزَّ وجل ؟  هل ترى أنه سؤال مهم ، أنا والله أسأل نفسي !
يسألني رجل يقول أنا يا شيخ كنت سأسألك قضية التوكل أنا لا أستطيع أتوكل ، أتوكل ثمً صراحة يا شيخ ؟

يا أخي كلنا ذاك الرجل فـلابد الأن نعرف ، الله سبحانه أعطانا كتاب علمك أنت ما تتوكل ترى الذي أفسد عليك هذا ، حسنًا ما الذي أفسد علينا ؟ الذنوب ؟ ماهو الدليل ، نحن اتفقنا أن لا نتكلم بدون كلام الله لأن هذه العطية مِن الله ، فلابد نرى ما يريده الله لأجل نرى هل نحن طبقنا ، مستحيل نطبق ما أراده الله ثم لا يرزقك بالتوكل مستحيل ، مستحيل يحصل عندك هوان وحزن وأنت مؤمن مستحيل ، مستحيل يكون قلبك مفتوح وما تتدبر القرآن مستحيل ، لأن الله جل في علاه ما فيه أحد أصدق منه قِيلا جل في علاه قوله الحق قُل صدق الله ,لكن لما نرجع للقرآن نقول يا رب أنا لا أتوكل ، تفتح آيات التوكل تعرف أين المشكلة يقول الله جل في علاه
"
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ "  والله إنَّـا متوكلين على أحياء كثير فيه حيّ وزير , وفيه حيّ ملك , وفيه حيّ مدير وفيه حيّ ، حسنًا الآن نحن في السّليم توكلنا على حيّ وهو فيه صفة الحياة ، أكمل الآية سـ يسقط كُل أحد " وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ " يسقط كل أحد و لا يبقى إلا الله جل في علاه " وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ"
أكمل الآية نعرف أين مشكلتنا مع التوكل ، نعرف لماذا نحن نهتز إذا جائتنا أي مصيبة كبرت أو صغرت ، ماذا قال في آخر الآية "
وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا " يعني الذي يجعلك لا تتوكل على الحي الذي لا يموت ويجعلك تتوكل على الأحياء الذين يموتون أنه عندك ذنوب هو بها خبير ، فجعلك تلتجئ لأُناس تحت ,وتعلق بفلان وتدق ويخذلك وكثير ما نخذل ولا نفهم , عظمة رب العالمين إنه جلّ في علاه جعل هذا الكتاب ينقلك نقلة أنه لا يطمئن قلبك لِأحد إلا لله ، يتكلم وزير روسيا يتكلم أوباما والله يتكلمون أو لا يتكلمون ، ينقلك هذا الكتاب العظيم لا تطمئن لِأحد إلا الله جل في علاه .
يقولون لدينا دليل حسي يا شيخ منذ بدأت الأزمة كلهم سوف يخرج الأسد سوف نقتل وسنتين الآن ! 
وهم لم يفعلوا شيء ،  والله كنا نتكلم من أول الأزمة تَذكر ، الله المستعان ..
هي قضية أسأل الله أن يرزقنا الإيمان ، هي  القضية التي تُدمي قلوب الناس تشعر أنها ليست شيء ،
إنك القضية ليست عندهم ، يعني أنا قلت كذا مرة عن الآية اللي حصلت مع أحد  الأخوة في المعتكف قال كلام عجيب ، جلس ثلاث أيام مع آية واحدة ، وأنا قلتها لكن نكررها بسرعة حتى نأخذ الدرس الذي بعده , الذي فتحه الله عز وجل لذلك الرجل ، جلس في المعتكف ثلاث أيام في سورة النحل ، فـ الذي حوله ظنوا أنه ختم القرآن ثم رجع مرة أخرى لِـ سورة النحل ، يعني ثلاث أيام وأنت معتكف طبيعي إنك تختم القرآن في ثلاث أيام ، فـ الذي حوله يظنون أنه ختم ووصل لنحل فقال له أحدهم, قال لا أنا لم أنتهي من النحل ، فقال له أحدهم يا أخي أنت معتكف يعني لو أنك بالخارج لقلنا أشغله التلفاز أشغله الانترنت لكن أنت جالس ليس عندك إلا صلاة وقرآن ، جالس ثلاث أيام في النحل !! قال لا وأزيدكم من الشعر بيت بل من القرآن آية والله إني لم أتجاوز آية واحدة من ثلاث أيام ، يقول لكن الآية هذه كشفتني عند نفسي والله قالها : كشفتني , كشفتني أني لست بشيء أمام نفسي ، يقول أنا جالس الآن أراجع كل المواقف التي جئتها , يوم أقدم للوظيفة ويوم أقدم لدراسة ويوم أذهب .. يقول كشفتني فضحتني أمام نفسي يقول علمتني إني فاهم خطأ ،
ماهي الآية ؟ الآية يقول الله عز وجل وأنا أريد كل واحد يقيس نفسه الآن ، قال الله عز وجل "
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ " عبداً , لوحدها تكفي هو عبداً يعني ما يقدر يتحرك بحرية , هناك من يتحكم به يأمره و ينهاه , لا يستطيع أن يساعدك هو لوحده ، قال مملوكاً , يعني يؤكد لك أنه عبد ومملوك وفوق هذا لا يقدر على شيء نكرة في سياق النفي ، ولا تطلب منه كأس ماء لا يقدر على شيء هذا مثل رقم واحد ، مثال رقم اثنين " وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ " واحد ثاني يعطي سراً وجهراً ، تسديد مليارات ملايين , خذ أنت مليون ,  تريد تتزوج خذ ,  وأنت عليك دين خذ ، قال الله " هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ " الله يعلم جل جلاله أنه كلنا سنقول لا , لا يستوون ، لو أنا أريد حاجة سأذهب لهذا ولن أذهب للذي لا يقدر على شيء ، هذا لا يقدر على شيء لنفسه كيف لي , صحيح ؟ قال الله " الْحَمْدُ لِلَّهِ " يقول الحمد لله أنك فاهم بس ليتك تطبق " بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " مع إنك تعترف أنهم لا يستوون لكن إنك ما تعلم إلى الآن , ولا تطبق في واقع حياتك ..

يقول الله جل جلاله ضرب المثلين هذين لمن ؟ أن العبد المملوك هذا لمن ؟ يمثله بمن ؟ بملك المملكة العربية السعودية و أوباما و رؤساء الدول كلهم ، كلهم يقعون تحت عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء لازم يأتيه أمر من فوق ولا والله لا يمشي معاملاتك والله لو على تمشية معاملتك أن الله يميته هذا اليوم ولا تمشي معاملتك يميته الله ، عبداً مملوكاً ، وضرب الله سبحانه مثلًا بنفسه الذي ينفق حيث شاء جل جلاله سراً وجهراً .
ماذا يقول الرجل هذا ؟ قابلته بعد فترة يقول والله العظيم صرت الآن أراجع أي وزارة وأحضر عند مكتب الوزير وأنا قد جعلته عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء ، يقول أعرف أنه مسكين ، فَـ علمت كلهم جعلهم الله حتى يبتليني وإياك ..
فـ أنظر الآن أنا لماذا ذكرت هذه القضية أنه ينقلك الله بهذا القرآن نقلة من الظلمات إلى النور ، والله قال الله
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ " ماقال لِـ الناس ولا لمن يقرأ القرآن قال " عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ " ما معنى عبرة ؟
يعني تنقلك من حال إلى حال ..

حتى لو كنت نبياً ، ويوم أن قلت نحن لا نفهم والله إنك صادق نحن لا نفهم وأسأل الله أن يفهمنا قبل الموت جميعاً ، حتى الآن مع الأنبياء لكنهم يفهمون ، يعني الفرق بيننا وبينهم أنه تأتيه الدرس يفهم ولا ينهي الله السورة حتى يعلمك أنه فهم الدرس .
مثال ؛ الآن قضيتنا ما الذي نناقشه أنه لا يطمئن قلبك لِـ أي أحد إذا أنت مؤمن والقضية معقودة هنا...

لا ينجيك إلا الله ، ولا يملك النفع والضر إلا الله ، ولا ينصرك إلا الله "رب العالمين" حتى لو كُنت نبي ..

يعقوب عليه السلام اقرأ في حوار دار بينه وبين أولاده ، قالوا: " مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ " ، لما أنت خائف أن يوسف  لا يعود لك إذا أخذناه ! قال:- " إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُون " الكلام كله أرضِ أرضِ ، وضمانات أرضية ، ومخاوف أرضية ، " وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "، ضمان أرضِ وخوف أرضِ وضمان أرضِ ، كل الآيات في المقطع هذا ما ذكر فيه _الله جل جلاله _ ، ولم تنقل القضية في السماء ، للسماء من جهتهم هم  فماذا حدث  ، يوم صار الضمانات أرضية وكانت مخاوف أرضية. هل يوسف عليه السلام حُفظ ؟ لا.. ضاع يوسف عليه السلام . والذي ضيعوه مصدر الحفظ ..

رسالة ..  لا تطمئن لغير الله عز وجل ..

دارت الأيام لكنه عليه السلام بطل فهم الدرس . فقالوا له:"  قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "، الآن ليس هناك دعوه أرضيه ، قال:- " هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ " ، وأنتم ليس مصدر أمان , " هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ "..

أين ذهبت القضية الآن ؟ " فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ". ما عاد فيه أرضِ ، فلما رفعها إلى الحافظ الحقيقي جل في علاه ، أعاد الله الاثنين و تأتيه الخيرات عنده ، ورفع أبويه على العرش " وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "، هذا بعض مما علمه الله لـ يعقوب عليه الصلاة والسلام ..

نفس القضية في سورة يوسف لما جاء يوسف عليه الصلاة والسلام ، قال:- لذاك الرجل " وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ "، قل له أني مظلم يخرجني قليلًا ، سبحان الذي لا إله إلا هو يحب عباده و يغار جل جلالة على قلوبهم أن لا تذهب لأحد غيره لو ثانية ، والله كم ذهبت ؟ مو ثواني ساعات ، يظن فلان ينهي القضية ، والله كلما زاد هذا الفكر ستوكل إلى ما وكلت إليه ، فلبث في السجن بضع سنين ولما جاءهم بعدين قال:- تعال الملك يريدك يكرمك ويكلمك ، ماذا قال لهم ؟ قال:- " ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ " ، القضية ليست عنده بل عند رب العالمين ..

ا يقول بعض الناس أنا من أسقطت الطائرة , أنا قمت بهذا التفجير لماذا ينسب لغيري ؟ ثم يحترق ألمًا

لماذا تنسب هذه العملية لغيري و أنا الذي فعلت أنا الذي قمت بهذه العملية هذا جهدي .. لماذا لا يظهر ؟

وأنا أقول إن كانت القضية على احتراقه في الدنيا فهذا أمر هين ؟ لكن أخشى أن يحترق عند رب العالمين لأن الله سبحانه و تعالى ذكر لما أنزل الملائكة و في بدر الكبرى قال لهم خُلاصة القضية " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ " لا هي عمليتك و لا عملية فلان " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ "  ما قال قتلهم و إياكم " وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ " رأيتم الأدب هذا , جاء عند النبي صلى الله عليه و سلم فلما دخل إلى مكة فاتحًا قال ( لا إله إلا الله وحده ) أعظم انتصار دخل مكة المطرود منها فاتحاً منتصراً , كلهم وضعوا رؤوسهم تحت وهو عليه الصلاة و السلام فاتحاً منتصراً

كيف دخل ؟!

هل قال أنا الذي أسقطتكم ؟ دخل مطأطأ برأسه عليه الصلاة و السلام أدباً مع من ؟  مع الله عز وجل

ما خاف من أحد و لا قال عمليتي و لا قال غزوتي قال (لا إله إلا الله وحده نصر عبده ) حتى ما قال هنا رسوله , انظر الذل حتى يعزه الله عز وجل ( عبده و أنجز وعده ) هو الذي وعدني قال ( و هزم الأحزاب ) هزم الأحزاب أكمل ؟ وحده  !

لأجل هذا حينما يحترق هذا في الدنيا القضية هينة, لكن أخشى أن تحترق لأن الله عز وجل قال " مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ"

بعضهم يفتح قضية ثانية أن بعض الناس في تفجير خلية الأزمة سيذهب لكن حصل ظرف و لم يذهب و حدث ذلك التفجير  و قتّلوا و حزن شديد و يقول ليتني معهم

ممتاز ممكن هناك أُناس ذهبوا و ما أُجروا و فيه ناس جالسين و أُجروا و هذا حصل يا شيخ في كتاب الله عز وجل , القضية قضية صدق مع الله جل في علاه , المسير إلى الله عز وجل مسير قلوب و ما تستطيع من الأعمال قد لا أستطيع , يتمنى أن يذهب , وهناك من الناس من هو جالس على فراشه هنا و مكتوب له أعظم من أجر بعض المجاهدين في الميدان ..

الله سبحانه و تعالى قال هذا في كتاب الله لما جاءوا السبعة قالوا يا رسول الله زاد و راحلة سنذهب معك عملية خطيرة قال سنذهب معك قال النبي عليه الصلاة و السلام قال كل راحلة أخذها مجاهد فلم يبقى لكم راحلة و لم يبقى لكم سلاح و لم يبقى لكم زاد ليس عندي لكم شيء ..

لم يبكوا عند النبي عليه الصلاة و السلام و الله إنا صادقين , لا ! قال الله جل جلاله " وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ " لتحملهم أين ؟ سيأخذون منصب الداخلية و إلا وزير الخارجية , سيذهبون في سبيل الله يفقد روحه تارك أهله " قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ " قال الله عز وجل " تَوَلَّوا " ذهبوا  , لم يشارك لكنه محترق من الداخل , الحرقة هذه التي في قلبه ساواها الله و كأنهم ما وطأ هؤلاء موطئًا يغيض الكفار و لا ينالون من عدو نيلًا و لا عملوا عمل صالح أو استغفر أحدهم استغفار أو قام الليل في تبوك إلا كُتب لهم به عمل صالح " تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ "  تفيض ما قال تدمع " تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ "

كاد يجن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رجعوا بعد المعاناة كلها يقول للنبي صلى الله عليه و سلم والله إن في المدينة أقوام ما سلكتم واديًا و لا عانيتم معاناة و لا ضربتكم الشمس إلا كتب لهم مثل ما كتب لكم , ابن عمر بن الخطاب كاد يجن قال يا رسول الله وهم في المدينة و أحدنا من العطش ينزل من راحلته فينحرها ليشرب ماءها يعني يمشي على رجليه بس يريد يشرب سيموت قال و الله ما سلكتم واديا و لا قطعتم طريقًا و لا نلتم من عدوٍ نيلًا إلا كتب لهم به عمل صالح , فلا يضيق صدرك , القضية أن تَصدُق و الله يبلغك ما لم تبلغ ..

يسألني بعض الشباب يقولون : الله أكبر يا شيخ قضية هناك ناس من السوريين نجا من الأزمة و الله نجا و ذهبوا ,  و هناك ناس موجودون هناك كيف ينجون يا شيخ ؟

وأنا أقول خذها قاعدة حبيبي الغالي أقسم برب العالمين , لن ينجوا أحد من الكارثة إذا جاءت و عمت لن ينجوا أحد إلا صنف واحد فقط ليس صنف المسلمين و لا صنف السنة , و الله لن ينجوا أحد و لا الموحدين لن ينجوا أحد إلا من كان يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر , فأمر الآن في الرخاء ينجيك الله في الشدة , و الله سبحانه إذا أراد أن يُخرج و يصفي يصفي جل جلاله "  قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ  "

العقاب جاء للدولة كلها قال " فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" لو لم يكن فيها إلا بيت واحد " فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ " هؤلاء كانوا ينهون عن السوء , هل البيت نجا كله ! لا , " إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ " فالتصفية ستحدث , فمن الذي سينجوا قال الله سبحانه و تعالى " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ"

إذا أردت تعرف هل أنت من الناجين ؟ و أن تختبر إيمانك الآن الآن وأن عندك ذرة إيمان , انظر إذا فعل منكر أمامك في مجلس تجلس! إذا جلست مهما كان حتى لو أنكرت بقلبك و أنت جالس و الله أن ذرة الإيمان تحتاج تُدخلها , و أنت تموت و ليس عندك ذرة إيمان كما قال النبي عليه الصلاة و السلام (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) واحدة !هذه نختبر إيماننا في الحلقة أسأل الله أن يجعلنا و إياكم من المؤمنين الصادقين و أن ينصر المسلمين في كل مكان و أن يصحح نية كل مجاهد و أن يقبلهم و أن لا يفتنهم ولا يجعل قلوبهم تطمئن و لا قلوبنا إلى غيره جل في علاه  ..

وأخيراً في هذا اللقاء أسال الله سبحانه و تعالى الذي بيده الدنيا و الآخرة الذي جل في علاه أنجى موسى الضعيف الجنين الرضيع و أهلك فرعون المتكبر المتعجرف الذي قال جل في علاه " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ "

اللهم أري كل طاغية ما كان يحذر , اللهم أنصر بنا دينك و كتابك و سنة نبيك علية الصلاة و السلام , اللهم أقر أعيننا هذه الليلة بنصرة الإسلام في كل مكان , و هلاك كل طاغية يا رب ظاهرًا أم باطنًا , أنت ولي ذلك و القادر عليه و أصلح قلوبنا يا رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد

للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :

http://abdelmohsen.com/play-1858.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.

 




  اختبار الايمان   اختبار الايمان WORD


  • الجمعة AM 12:13
    2015-03-27
  • 5766
Powered by: GateGold