القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
الشرك بالله
الشرك بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله و أصلي و أسلّم على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله عليه أفضل الصلاة و أتمٌ التسليم وعلى آله وصحبه و من والاه .
أما بعد ؛
أحبتي الفضُلاء لنفترض أنّ إنساناً قام الليلَ كُله طوال حياته
وهو قائم صام النهارَ كُله وحج و أعتمر و قرأ القُرآن في وقته كُله
ثمّ عمل عملاً بسيطاً ثمّ هذا العمل هدّ كُل هذه الأعمال!
هل ممكن أن يفعلها الحكيم العدل سُبحانه جل جلاله الذي لا يظلم الناس فيها؟ نعم والله !
موضوعنا اليوم يتحدث عن أمر قد يأتي فيُفسد عليك أعمالك كُلها
من أولِها إلى آخرها
جلّها ودقّها ، كبيرها و صغيرها !
ليس لو فعلناها نحنُ فقط ، لا بل لو فعلها نبياً لا والله!
لو فعلها رسول لا والله!
لو فعلها من أولي العزم من الرُسل !!
لان لا يخفى على أمثالكم ، أن الله خلق الخلق ثمّ اصطفى من الخلق الأنبياء
ثمّ اصطفى من الأنبياء الرُسل ثمّ اصطفى من الرُسل أولى العزم من الرُسل
ثمّ اصطفى من أولى العزم من الرُسل الخليلان إبراهيم عليه السلام
و محمد عليه الصلاة و السلام
ثم اصطفى من هؤلاء الخليلين مُحمد صلى الله عليه وسلم
أعظم مخلوق
ثُمّ أرسل له رسالة ربٌ العالمين جلّ جلاله قال سُبحانه في سورة الزُمر
{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ }
هذا أحب مخلوق وأعظمُ مخلوق خلقه ربٌ العالمين يقول الله له
{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ }
أي موسى و عيسى وإبراهيم عليهُم السلام أبطالُ الدُنيا ، ما الذي أوحيت إليه يا ربّ ؟
{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ }
وحاشاه عليه الصلاة والسلام ، لو حدث يا ربّي أمر واحد!
{ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ }
كل عمل ؛ عمل به عليه الصلاة و السلام!!
ونحن في ميزان حسناته والدعوة كُلها في ميزان حسناته
وكل شي ويحبط عمله ؟
ويا ربّ لو أشرك وحاشاه انظروا للقضية بإمعان!
لو أنه الرسول عليه الصلاة و السلام
الأمر عظيم عند الله سبحانه و تعالى
لا يُحبك أن تشرك حتى لو كُنت أحبٌ خلقه إليه ، ما هي الآية التي تليها
{ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ }
إذاً لا تدعو غير الله ، لا تذبح لغير الله ، لا تُصلي لغير الله
انظروا هذه الآية في سورة الزُمر ارجع لأول آية أول صفحه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }
ماذا بعدها؟
{ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ }
كُل آياته وسوره لما ؟ قال الرسالة
{ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ }
لا نريد أن تدعو مع الله غيره!
يا جماعة هل أبو جهل وعتبة و لديهم مُشكله في الشرك بالربوبية ؟
أي أن الخالق غير الله ؟ لا ، الرازق غير الله ؟ لا
هو يعترف يقيناً راسخاً لا تزعزها جبال
انه لا خالق إلا الله ولا قدير قُدرة مُطلقه إلا الله
ولا عزيز إلا الله
ولا مُعطي و لا مانع إلّا الله !
أذاً ما حكايتهم؟
أين المُشكلة ؟
الله يقول عزّ وجل يا رسول الله قُل لأبي جهل و أبي لهب وأمثالهم
قل لهم لمن الأرض ؟ ومن فيها ؟
{إن كُنتم تعلمون}! الإجابة سيقولون الله !
إذاً ما مُشكلتهم ؟
قُل من رب السموات السبع وربّ العرش العظيم؟ سيقُولون الله
{ ولئن سألتهم من خلقهم }
سيقُولون الله !!!
إذا ما هي مُشكلتهم يا أخوة؟
مُشكلتهم يقع فيها أكثر مُسلمين اليوم يا أخوه انّه يقول
{ أَجَعَلَ الآَلِهةَ إِلَهاً وَاحِدَاً إن هَذَا لِشَيْءٌ عُجَاب )
يقول أنا اعترف أنهُ خالق ورازق ومدبر ومُحيي وممُيت وكل شي
لكن لا أدعوه لوحده سُبحانه وتعالى
هذه القضية يا أخوه وقعوا بها كثيراً من المسلمين اليوم!
أن يدعوا مع الله سُبحانه وتعالى يا شاعر يا بدوي يا فلان يدعونهم مع الله سبحانه
هل هذا شرك ؟ يا أخوه هذه قضيه قضية في قُرآن قال الله عزّ وجل
{ يُولج الليلَ في النهار }
اُنظر صياغ الآيات {
يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك واللذين تدعون من دونه }
كُل احد تدعونه ! قبل أن تدعوه تذكّر
{ والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير }
لم يقُل تمره!
يقول ما يملك ولا نواة التمرة قالوا الغشاء الذي على التمرة ما يملكونه!
هل تُريد أن تدعوه؟
أنت و شأنك! لكن ما يملكون من قطمير قال
{ إن تدعوهم }
انظروا الحوار في الآية التي تليها ، لا والله يا ربّي أنا اعترف وأن هذا صاحب القبر أنه يستجيب قال
{ إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم }
يقول لا يسمعون! قال
{ ولو سمعوا ما استجابوا لكم }
القضية التي تِريدها لا تتوفر ، اذاً يا ربي ويوم القيامة ؟
هذه يا أخوه تكلمه الآيات
{ ويوُم القيامة يكفرون }
سيُخرج الله من دعا و من دُعي جميعهم بين يديه
{ ويوم القيامة يكفرون بشرككم }
ما قال بذنبكم ولا بعملكم قال سيُخرج هذا ويقول نعم والله ما قلت ادعوني
من دون الله ولم أقل تعال اتخذني لـ أُقربك لأجل هذا من يقول
{ ما نعبدهم }
نحن لا نُؤمن بأنهم يخلقون ويرزقون لكن يُقربون قال الله
{ والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلفى }
نحن نعترف بان الله خالق كل شي لكن هؤلاء يقربونا قال الله في نهاية الآية
{ ان الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار }
يقول من قال لك أنّ أحد يُقرب إلى الله فقُل له أنت كاذب كفار
قال الله عز وجل في سورة يونس{ ويعبدون من دون الله }
يتقرب له بالدعاء والنذر والذبح قا
ل {ويعبدون من دون الله مالا يضُرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شُفعائنا }
لا يخلقون ولا يرزقون لكن شُفعائنا عند الله انظر الرد قبل نهاية الآية يقول الله
{ يقولون هؤلاء شفعائنا عند الله قل أتُنبّئون الله بما لا يعلم بما في السموات ولا في الأرض }
هل أنت تُذكر الله بما وضعه بالقران قال سبحانه في آخر الآية
{ سبحانه و تعالى عما يشركون }
فيا أخواني لا نشرك مع الله سبحانه وتعالى احد
{ قال ربكم ادعوني }
الله سبحانه في جميع القران يقول ادعوني لأنه يجيب المضطر إذا دعاه ليس إذا أتاه
قال الله { وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعان }
ما قال إذا ذهب إلى أحد !
فيا أخوه لنجرب لذة الإخلاص أن أعمل عمل لا أرجو به إلا الله سُبحانه وتعالى ،
لا يُهمني ما يقول فلان وفلان ولا أرجو ما عند فلان وفلان
ما أريد إلا الله يقول ربي سبحانه في حديث قدسي
" أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عمل أشرك به أحدا غيري "
يعني أنا موجود لكن معي غيري " تركته وشركه"
ويُقال للرجل المشرك إذا أشرك اذهب لفُلان وخذ أجرك من عنده
لا اله الله له الملك والحمد و يا أخوه فلنخلص عبادتنا لله سبحانه
على الدين الخالص
جرب أن تعمل عمل لا ترجو به إلا الله ،
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم واصلي واسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :
http://www.abdelmohsen.com/play-46.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.
-
الجمعة AM 01:45
2015-03-20 - 2609