القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
بلدةٌ طيّبة وربٌّ غفور
بلدةٌ طيّبة وربٌ غفور
أبدأ بِسْم الله مستعينا .. راضى به مدبراً معيناً
والحمد لله الذي هدانا .. إلى طريق الحق واجتبانا
أحمده سبحانه وأشكره .. ومن مساوئ عملي أستغفره
و أستعينه على نيل الرضا .. واستمد لطفا فيما قضا
وبعد إنّي باليقين أشهد .. شهادة الإخلاص أن لا يعبدُ
في الكون معبود سوى الرحمن .. من جل عن عيبِ وعن نقصان
وأن خير خلقه محمداً .. من جاءنا بالبينات والهدى
روحى وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفدى عليه الصلاة والسلام.
ما أعظم نعمه على الإنسان ، نعمة الأولاد؟ أم نعمة المال؟
الله عز وجل يقول سبحانه: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ)
كلام قوي وثقيل (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلً)
ولكن لا نشعر بـ ثقله! (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا)
سبحانك تخيل الله سبحانه وتعالى يقول ألم يكفيهم ؟
يكفيهم ماذا ؟
أن أعطانا السمع ! نعمة عظيمة ، اسأل أصم يخبرك!
يقول يا حظك يا أخي أنت تسمع بلا تأشيرات , ولا تقعد في المجالس
لا تعي ماذا يقولون تنظر شفاه فقط لكن لا تعي حديثهم ،أولا يكفيهم
ما أعطاهم عيون اسأل أعمى يخبرك ؛ أن احمد ربك أنك تقطع
الشارع بدون أن تحتاج إلى أحد , تذهب وتعود ولم تحتَج أحداً
تعرف حتى تدخل الخلاء (أكرمكم الله) تعرف إذا دخلت السوق ،
كما أنك تعرف ما الموجود في البيت و أين مكان الماء و أين مكان
الصنبور هو أعمى لا يدري إذا دخل أين الصنبور , إذا دخل تكون دنياه
ظلام في النهار وفي الليل .
فالله لم يقُل أعظم نعمة هي البصر ولا قال أعظم نعمة هي السمع
أو قال "ما يكفيهم" الكلمة أكبر ما تصورها
قال الله (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ )
يقول ما عندك سمع ولا عندك بصر ومعاق لا تتحرك أبرص مجذوم
وصمامات القلب عندك متفتحة لا تستطيع النوم من النفس تنكتم
ولا بك غدد تشتغل والسكر عندك يضرب ،
ولو أن كل هذه المشاكل والمصائب فيك تكفيك نعمة واحده
أن تجعلك أسعد مخلوق فوق أرض تحت أرض ويوم العرض
نعمة ربي وكلام ربي ليس كأي كلام
أي: كلام رب العالمين ، أن الله خلقنا ألا يعلم ما خلق؟
يقول أعلم أعطيتك سمع وبصر وأولاد ورجلين ودماء تتحرك و أجريت لك النفس .... وأعطيتكم كل هذه النعم
لكن لو نعمة واحده فقط أعطيتك أيها ستكفيك عن كل هذه النعم
النعمة هي : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ)
يقول احمد ربك أني أعطيتك كلامي تسمعه .
فيه ناس أحياهم الله ستين سنه مات ما شرّفه الله عز وجل
أن هذا القران يُتْلَى عليهم
(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ)
واحد يقول طيب هذه نعمة ؟
نعم إذا ما شعرت بها فلن تشعر أنها نعمة
لأنها أصلاً لم تصل لـ المكان الذي يجعلك تملك الدنيا وما فيها
تشعر هذا الكلام فاضي , القران دائما نسمعه لم يحدث شيء إلى الآن ؛ لأنه لم يصل
(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ)
ما تشعر أنت لكن لا تشعر أن كل الناس لا يشعرون
" ومن أصدق من الله قيلا " هذا كلام صحيح والله شرف
الله قال سبحانه( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً )
أنت تشعرها وأنت تقرأ القرآن وتسمع القران وتحفظ القران
تشعر بشيء يدخل في قلبك , تشعر الرحمات تنزل عليك ؟
أو لا يختلف ؟ قرأنا خمس صفحات أو عشرين صفحات لم يحدث شيء؟
(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) لم يقُل يحفظون ، يقرؤون
يسمعون , لا قال يُؤْمِنُون , ماذا يريد الله منّا ؟
مثل رجل بدون لسان يذوق طعم العسل ؟،
يعني لـ الذي لا يتوفر له عسل ؛ لا يذوق , بدون لسان ؛ لا يذوق
هذا أحلى وهذا طيب وطعمه لذيذ لا يعلم ، حسناً مقنع الكلام ؟،
هذا وضعنا مع القران لا نعرف أن هذا الكتاب لماذا نزل ؟
وأول هذا الجمع أنا المسكين , أما الكلام سهل
والله الذي لا اله إلا هو ذُق طعم القران في قلبك ستعرف معنى الحياة.
نضرب مثال في رمضان مع الأجواء الرمضانية الروحانية وإيمانية
يدخل واحد منا يصلي صلاه الترويح ثم تأتي آية تضرب قلبه تهز أركانه
انظر أثر الآية كيف إذا وصل كل القران ، هذا القران لماذا نزل ؟
قال الله عز وجل (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
صعبه أن تقف عند كل كلمه والله أكبر لا تقف معها
(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) انظر للأعلى فوق انظر لـ السموات كلها
قبضه يوم القيامة فيها ست السموات
الله يتكلم يقول (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) له ست مائة جناح
إذا مدّ جناح واحد سدّ الأفق ؛ واحد فقط أي سـ يبقى 599 جناح شاغر
أي أنك لن ترى الشمس والقمر و النجوم فقط ترى جناحه
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)
أين نزل ؟ (عـلَىٰ قَلْبِكَ )
القران إذا لم يصل لقلبك لا تقول حفظ ولا تقول قريت ولا سمعت
إذا ما وصل يعني أنك تشعر بمعناه بعد , يقول الله
(المص،كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ
لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ)
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ ﴾
كلام قوي يا جماعة كلام ليس لديك عشرين خيار لديك خيارين
ذقت طعمه ششعرت أن النعمة تكفيك
العالم كلها إذا عاشت مع كتاب الله والله تقول يا رب لا تقبض روحي
إلى أن أشبع من هذا الكتاب ولن تشبع منه
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ ﴾ ما هو الخيار الثاني ؟
يا ربِّ أنا لم أتدبر ؛ أشعر أنّي أقرأ فقط صفحة صفحة صفحة
لكن لا أشعر بشيء، ما هي المشكلة ؟
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ ﴾ سبحان الله! قال لك اقرأ!
الجزء العلوي من جسمك مفتوح لك ؛ اقرأ واسمع و احفظ
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾
إذا لم تشعر بقلبك هناك مكان مقفل، أنت فقط تقرأ
صحيح لك أجر على كل حرف ؛ لكن لم ينزل هذا القرآن لتقرأه
لأجل هذا حياتنا بلا طعم ولا لون إلا من رحم الله وفتح عليه الله
ما هذا القول جديد!
لا والله أنا أقول لنفسي إي وربي إني أعني ما أقول وأكلم نفسي
بصوت مرتفع لأني أحبكم ما أحبه لنفسي
يجب أن نقف الوقفة الجادة هذه، يا أخي قف مع نفسك وامسك القرآن في الليل
وقل يا ربِّ هذا القرآن لماذا نزل!
تجد الآيات ستعلمني وإياك وأحياناً تجد العلاج في المستشفى مٌرّ لكن تأخُذه
أحياناً يجب أن تُمسك الجرح ما الذي يؤلمك ؟ هذا العضو؟
الآن يؤلمك! نعم يؤلمني إذن نعمل لك إشاعة لنرى أين المشكلة لأجل أن نحلّها
نحن نريد أن نعمل إشاعات لنحلها قال الله عن هذا الكتاب العظيم
﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَك ﴾ لماذا؟ ﴿ لِيَدَّبَّرُوا ﴾
قف كثيراً هنا ﴿ لِيَدَّبَّرُوا ﴾
قف وقل لنفسك ؛ لا تهمك العشر حسنات , قف قل أنا مِن هؤلاء؟
﴿ لِيَدَّبَّرُوا ﴾ ماذا؟ صفحاته؟ سوره؟
لا الأمر ألذ وأعظم من هذا الأمر، ليست صفحاته ولا أجزاء
﴿ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ﴾ والله كل آية لها مع قلبك ، ليس مع أذنك ولسانك الذي يتحرك بالقرآن
وعينك التي تقلب النظر في الصفحات ! لا
لها مع قلبك ألف حكاية وحكاية ، كل آية لا تشبع منها
كيف كان الرسول ﷺ يقوم الليل بآية ؟
رجل اعتكف معي هذه السنة وجلس ثلاث أيام على آية واحدة! وليست كثيرة والله عجِز، معتكف معي في نفس الغرفة في نفس المسجد
أقول له ما شاء الله يا فلان أنت ختمت مرة أخرى ؟
قال لا والله أنا ثلاث أيام في هذه الآية ، قال الله عز وجل
﴿ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ﴾ إذا ضربت الآية هنا " في قلبك " تتغير فيك أشياء كثير
﴿ لِيَدَّبَّرُوا آَيَـــاتِهِ وَ لِيَتذَّكَّرَ أُولُوا الأَلبَابِ ﴾ سبحان الله!
هي هنا غيرت إيمان ؛ غيرت قناعة ؛ تغيّر فلان الذي كان متوكل على الناس
ويحسب أنّ سعادته مع فلان أو فلان أو في الجهاز الفلاني أو في الوظيفة تلك
فلما دخلت الآية في قلبه قلّبت موازينه
وصار مِن أولي الألباب بشهادة رب الأرباب سبحانه وتعالى
والله يا جماعة لم تتدهور حياتنا إلا بعد إعراضنا عن هذا الكتاب
من الذي يقول، الكلام هذا! قال الله عز وجل
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ﴾ أي القرآن
﴿ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ﴾ حتى لم يسميها حياة، قال هو متخبط
﴿ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكا ﴾ يعطيه الأموال لكن لا يستطيع النوم
لا يرتاح إلا إذا وضعت بجانبه "اللآب توب" و " الآي باد "
و الـ " كمبيوتر" الذي لو انتهى شحنه وفقد الشاحن يُهبل
هذا الواقع الصحيح، لو تأخذه مكان لا يوجد فيه DSL
يضطرب
هذا وضعك الطبيعي أنت جرب لا تتمسك بشيء , البعض نراه متضايق ؛ يجب أن نذهب ؛ لمَ ؟
لأنه من داخل سقيم!
حسناً لأجل هذا قال ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ ﴾
أنظر إلى الضمانات ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾
متى هذا ؟ في المستقبل الذي كل الناس تلهث لأجله ﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
إذا الله ضمن لك عدم الخوف من المستقبل وعدم الحزن على الماضي!
إذن أنت أسعد رجل في العالم!!
لكن ماذا قال الله؟
لم يقل فمن
قرأ هداي قال ﴿ فَمَنْ تَبِعَ ﴾
يقرأ الآية كثير من الأوقات ولم يطبقها ولن يطبقها
يقرأ ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ ولم يطبقها
طبقها اليوم وجاهد نفسك
وهذه ؟ طبقها اليوم والله ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾
في كل مجالسي أغتاب لكن اليوم والله سأطبقها
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ ﴾
تشعر بطعم القرآن في قلبك
سأحكي قصة حصلت معي في الطائرة
كنت في الطائرة وبجانبي شخص
الشاهد معه كتاب ؛ المضيفة تُحضر له العصير ولم ينظر إليها
ويشرب العصير وعيناه على الكتاب لا يريد أن يفوت أي ثانية
كان المصحف بجيبي فأصبحت أتأمل الكتاب الذي معه
رواية أجهل مؤلفها ؛ أي كلام فارغ ؛ كلام بشر
فاستحيت و قلت الآن أنت معك كتاب رب العالمين
و أي شي يشغلك عنه ؟ ؛ هذا ما أشغل نفسه عن القراءة في هذه التفاهات
حتى العصير ؛ فهل تركيزه في القرآن سيكون مثل الرواية ؟
فتحت المصحف معه وكنت متأثر لأن كلام رب العالمين الذي يمسك
الطائرة هذه أن تقع ؛ ففتحت المصحف
من دون أي علامة
فتحت المصحف فمررت على آيات والله يا جماعة إني حافظ الآيات
في اللقاءات لكن أول مره أشعر بشيء ؛ لن أقول طعمها لكن
شي من طعمها قرأت قول الله عز وجل ؛
وكأنك ترى بالصوت والصورة سليمان عليه السلام أتى و وحوشه
و جنوده من الإنس والجن والطير والوحوش يسمعونه
ويفهمون عليه ويفهم عليهم والجن والإنس قال
﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ ﴾ الوحوش حاضرين الجن حاضرين الإنس حاضرين
بقي الطير ؛ الهدهد غائب
﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴾
بدأ يهدد والكل يركع يعرفون من سليمان!
﴿ لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾
الذين لم يكن التهديد لهم خائفون فما بالك بالهدهد الطير الصغير
﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾ إلا السواد يأتي من السماء ونزل على الأرض
ويخطو خطواته الصغيرة بين يدي سليمان
﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ ﴾
لم أكن قريب كالمساكين الذين حولك لا
﴿ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴾
كل هذه الأخبار تشدّت قلب الهدهد قال
﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ* أَلَّا ﴾
حسناً وما شأنك أنت!
لا يسجدون لله ؛ يسجدون للشمس أو للقمر أنت لم تُؤمر في القرآن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولن تُحاسب ستكون تراب
كل واشرب ونم ستكون تراب، قال
﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾
حسناً ماذا تريد ؟ قال ﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ ﴾ ماذا فعل لك الله لتغضب
لأجله! تأتي من بعيد وتُرهق نفسك من هناك وكأن قلبك سيخرج
﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ ﴾ ماذا فعل لك الله!
قال ﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي ﴾ ماذا فعل لك!
﴿ الَّذي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
قال الله الذي تتجمع السحب بأمره
ثم أنزل الأمطار ثم شق الأرض شقّا
ثم أخرج النبات أنا ما شبعت إلا بفضله كيف ما أغار على دينه!
سبحان الله!
كلها حبتين قمح أثرت في قلبه، يقول كيف لا تريدني أحزن وهم لم يسجدوا لله!
لكن ما أحد أرسل لك رسول ؛ ما أحد قال لك حسنة إذا بلّغت!
أثرت فيه حبة قمح وعشب تذروه الرياح
أما نحن ماذا يؤثر بنا؟
الله لم يقل له لك جنة لكن لأجل حبتان قمح ذهب وأتى بـ من؟ كم؟
أتى بـ دولة مسلمة على يد من!
على يد هدهد
في الأخير ليس لديه صحيفة
حسناً أنا وإياك لدينا صحائف وكم أسلم على يدينا ممن بشر ؟
كم من رجل كان لا يصلي وأصبح يصلي!
فتاة كانت لا تتحجب وأصبحت تتحجب ؟
كم! وأنت وعدك ربي إن آمنت وبلغت بالجنة ، ما الذي سيفعل الهدد لو وعده الله بها ؟ والله سيأتي بـ الدنيا كلها .
ختاما الله سبحانه وتعالى لماذا ذكر سبأ!
لماذا هنا بالتحديد! لأن سبأ في ذاك الوقت هي أجمل بقعة على وجه الأرض من اللي يقول! الله يقول
(لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ)
جنتان !! أي وأنت تجلس في المنتصف هناك جنة عن اليمين و جنة عن الشمال !!
سبحان الله هذا الطير من أجل
حبتين من القمح ماذا فعل ؟
جاء بقرية !!
أنا وأنت من أجل جنة ماذا فعلنا ؟؟
وماذا أعطى الله الهدهد لفعله هذا ؟
أولا : ذكره الله في الكتاب ! أعظم كتاب ذكره الله فيه!!
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى : إذا ذكر الله أحداً
في كتابه وأثنى عليه فاعلم أنه يحبه !!
الأمر الثاني ضربه الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
من أجل هذا ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وذهب لكل مكان
الثالثة : أن الله عز وجل أمّن الهدهد من كل سوء !
من المهدد بالقتل ؟ الهدهد من دون الحيوانات
ومن حمى الهدهد ؟ الله عز وجل يقول أحد الصحابة
(نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الهدهد)
فأنت ترى حمامة أو صقر أو أي طائر يمكنك أن تطلق عليه إلا الهدهد لماذا؟؟
لأن واحد من هذه الفصيلة دافع عن دين الله عز وجل!!
قال تعالى (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)
فاسأل الله تعالى أن يأمّنا و أن يجعلنا نشكر النعم التي لا تحصى فأتمنى أن نتأسى بالهدهد الذي من أجل حبتين من القمح فقط
هدى أمة بأسرها وأتمنى أن نشكر النعم التي أنعم الله بها علينا
نعود أحبتي لصديقي المعتكف الذي ظل ثلاثة أيام لم يتجاوز الآية.. جلسنا أنا وهو في نقاش فقلت له : هذه آية واحدة لامست
قلبك فبقيت معها ثلاثة أيام !
فماذا لو لامس القرآن كله قلوبنا كم سنجلس ؟؟
لو بقينا مع كل آية ثلاثة أيام!!
يقول: لا تسألني والله قد عجزت أن أتجاوزها كلما قرأتها
لا أستطيع أن أكمل الآية التي تليها أفكر أين أنا من هذه الآية ؟؟
يقول : أعاتب نفسي على هذه الآية أين كنت منها!!
الرجل لديه زوجة وأولاد ومدير !!
لكن يقول أين أنا ؟؟أين حياتي من هذه الآية ؟؟؟
وهو حافظ للقرآن !
يقول والله لو كنت أعرف هذه الآية لو شعرت بها في السابق كما شعرت بها الآن لاختلفت حياتي بالكلية لما استقبلت ولا استدبرت !لتغيرت مواقف في حياتي مواقف كثير ! ما هي هذه الآية
يقول الله تعالى في سورة النحل (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً)
يقول : تخيلت نفسي أدخل قرية لا أعرف فيها احد ثم رأيت المشهد أمامي ماذا رأيت ؟
رأيت أمامي (عَبْدًا مَّمْلُوكًا) يجلس في زاوية مربوط
ثم زاد الله وصف هذا العبد فقال(لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ) ولا شيء!!
ثم نظرت للجهة الأخرى فرأيت مشهد مخالف تماما للمشهد الأول.. رأيت رجلا آخر ما شكله ؟ (وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا)
هذا عنده ملك !!( فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا)
واحد يسأل الناس: أنت كم تريد؟
فيعطي هذا وهذا يعطي سرا وجهرا!!
(هَلْ يَسْتَوُونَ)
يعني أنت لديك حاجة تريد أن تقضيها وأمامك الرجلان هذا العبد وهذا الذي ينفق فأين تذهب ؟؟
إلى هذا أو هذا !! أو تحتار إلى أين تذهب؟
ثم ماذا قال (هَلْ يَسْتَوُونَ)فماذا قال بعدها (الْحَمْدُ لِلَّهِ)
ثم تأتي ختام الآية لتضرب على قلب المؤمن
(الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)
ماذا يريد الله من هذا المثل ؟؟
من أكثر الناس الآن مالا؟
أي رئيس دولة الآن هو أعظم من جميع الناس
الله الآن يضرب مثلا لنفسه عز وجل فرئيس الدولة الذي تراه
هو عبد مملوك لا يقدر على شيء!!
الملك يقدر يخدمك بشيء ؟
لا يقدر إلا إذا أراد الله عز وجل-الملك الأكبر- لك هذا الشيء
فلماذا نتزلف للآخرين وهم لا يملكون شيء؟؟!!
من أجل هذا كان سالم بن عبد الله بن عمر بن رضي الله عنهم
أجمعين لما كان يدعو الله عند الكعبة وجاء خليفة المسلمين
آنذاك فرآه فقال : من هذا ؟
قالوا : هذا سالم بن عبد الله بن عمر فمر عليه وقال :
السلام عليك يا سالم
فقال : وعليك السلام
قال الخليفة : هل لك من حاجة
فقال سالم :أما تستحي أن تسألني في بيت ملك الملوك سبحانه !!
فخرج الخليفة بمن معه وانتظره خارج الحرم
فعندما خرج سالم من المسجد الحرام وأنزل نعليه من تحت إبطيه
ولبسها ثم قال له الخليفة : ها قد خرجت يا سالم من بيت ملك الملوك
ألك من حاجة نقضيها لك ؟؟
فقال سالم – انظر كيف يكون الإنسان عندما يفهم الآية-
أمن ملك الدنيا أم الآخرة ؟
فقال الخليفة : أما الآخرة فلا أملك فيها شيء لكن من الدنيا
فقال سالم : كنت في بيت من يملكها فما سألته إياها فكيف أسألها من لا يملكها !!
ختاما :
هذه قصة حدثت بالحي الذي أسكنه
رجل أصيب فجأة في ظهره يقول : أنا لا أستطيع حتى أن أنام !!
أي حركة يمنة ويسرة أستيقظ من شدة الألم فقلت :
سأدعو الله الذي بيده ملكوت كل شيء
فبدأ يحكي قصته يقول :
ذهبت إلى المسجد باكراً فدخلت فإذا رجل جالس وكان من
إحدى الدول وأنا كلما أرى هذا الرجل يزداد الألم في كل مرة !!
وهذا الرجل قد يسر الله له أمره كله من مال وغيره
وكان الآخر متغرب و أعزب لم يتزوج و في ضيق من الحال
ويبدو أنه قد أصابه بعينه !
الشاهد: فقلت في نفسي هل أطلبه الآن أن يغتسل ويعطيني غسله ؟!
ثم قلت : لن أسأله لكن سأسأل من يقدر سأسأل الله عز وجل
فدخلت وصليت وأنا ساجد أطلت في سجودي واشتد الألم
فدعوت الله وقلت : يا رب هذا الألم قتلني يا رب وأنت وحدك الشافي
ثم تذكرت هذا الرجل فقلت: يا رب إن كنت تعلم أن هذا الرجل سبباً
في مرضي يا رب يسر لي سبباً منه
ودعوت الله وأنا أثق بالله أنه لن يخذلني
ثم خرجنا بعد الصلاة فذهبت لألبس حذائي وكانت زوجتي قد اشترت
لي حذاء جديدا غالي الثمن وهذه المرة الأولى التي ألبسه !!
فلم أجده فبحثت في المكان الذي وضعته به فلم أجده فقلت :
اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها وكنت أشعر أن هذا خير
يقول الرجل: أتظن أنك لو دعوت الله سيخيبك !! لا والله لن يخيبك !!
وعندما هممت بالخروج جاءني الرجل وقال لي : أين ستذهب
قلت : سأذهب قال: وحذاءك ؟
قلت : ليس لدي حذاء فقال : خذ حذائي!!
فأخذته وقد نسيت أني دعوت ثم تذكرت فقلت :
فيها أثر وجاء به الله إلي !!
فعندما عدت للمنزل : أخذت حذائي ورجعت للمسجد فأعطيت الرجل حذائه
ثم قلت له: اركب سأوصلك فركب فقلت له : تعال معي للبيت
قال: كلا سأذهب لأغسل ملابسي عند الغسّال .
فقلت : والله لا يغسلها إلا أنا!
هذا أثر أتى من رب العالمين!
فأخذت ثوبه و غترته إلى بيتي وغسلتها ثم اغتسلت بها
و والله من بعد ذلك اليوم ذهب الألم تماما !!
انظر إلى تقدير الله هو أراد سبباً فأعطاه الله الأسباب
وليس سبباً واحدا فقط!!
يقول الرجل : لو ظللت أخطط مستحيل آخذ أثراً بهذه الطريقة !!!
فالأمر يا أحبتي: أننا لو كان بقلوبنا شيء فلا نطلبها من العبيد الفقراء
بل وأنت ساجد قل كل ما تريده وإن مررت يوما على آية
ولم تفهمها أغلق المصحف وادعُ الله
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري ..
وأسأل الله العظيم أن يخصني وإياكم برحمة من عنده
اللهم انشر لنا من رحمتك وهيئ لنا من أمرنا رشدا يا رب العالمين
اللهم لا تفرقنا إلا بذنب مغفور وعمل صالح متقبل مبرور
اللهم لا تجعل في صدورهم حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا
أعنتنا على قضائها و يسرتها لنا
اللهم أرضهم وأعطهم أكثر مما يرضيهم إنك على ذلك لقدير
وإنك بالإجابة جدير وأصلي وأسلم على خير خلقك محمد
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :
http://www.abdelmohsen.com/play-1000.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.
-
الجمعة PM 07:41
2015-02-20 - 3889