القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
كيف نعيش مع القرآن؟
كيف نعيش مع القرآن
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , الذي أحسن كل شيءٍ خلقه وبدأ خلقي وخلقكم وخلق الإنسان من طين, وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفداء عليه الصلاة والسلام..
أما بعد فأهنئ جميع من يسمعني في هذا اللقاء أن الله تعالى بفضله ومنّته علينا أن بلغنا هذا الشهر ونحن فوق الأرض , اليوم في جامع في الرياض عشرة جنائز لم يأذن الله لهم أن يسمعوا هذا اللقاء ولا يؤدوا صلاة التراويح فاسأل الله أن يغفر لموتانا وموتى المسلمين , أما هذا القرآن الذي سنتكلم عنه فلن نتكلم عن ولا قطرة من قطرات ذاك البحر العظيم يقول الله عز وجل ( قُلْ لَوْ كَانَ البَحْرُ مِدَادَاً لِكَلِمَاتِ رَبِّي ) فكيف بنا ونحن في هذه الساعة , فنسأل الله الإعانة فإن أعاننا الله سبحانه وتعالى فستسمعون ما يسركم , الغاية من إنزال هذا الكتاب ؟
لو تسأل وتبحث وتعمل استبيان في المدارس والشوارع تقول لهم لماذا أُنزل القرآن ؟؟
أحدهم يقول لك والله أنزل القرآن حتى نختمه في رمضان ..خطأ
أنزل القرآن حتى نقرأه ونأخذ على كل حرف 10 حسنات ..خطأ
صحيح هذه إجابات لكن والله خطأ ليست هذه الحكمة التي أنزل لأجلها القرآن!
والثالث يقولك والله إذا جئت مبكر قبل أي صلاة وتسننت وبقي عندي وقت دعني أقرأ
الله سبحانه وتعالى يقول ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ) لماذا؟
هنا سيعطيك الله ( لِيَدَّبّرُوا آيَاتِه ) لم يقل ليقرؤوا ! ولا ليسمعوا ! ولا ليتلوا ! ولا يحفظوا! مع جمال كل هذه , إلا أن الله سبحانه قال ( لِيَدَّبّرُوا )
لغة التدبر والتفكر لا يجيدها ولا يعطيها الله أي أحد..
طيب أنا كيف أعرف أني أتدبر أو أقرأ ؟
إذا قرأت أو سمعت أو حفظت فقط .. فلن يكون هناك أثر للقرآن في حياتك نهائياً, مجرد أن تُغلق المصحف تنتهي القضية , آيات تدكّ الجبال الراسيات انتهت !!
طيب كيف أعرف أني تدبرت القرآن ؟
لا بد أن يحصل بعد التدبر أمور قالها الله عز وجل ..
" لا م التعليل " (لِيَدَّبّرُوا آيَاتِه ) ثم تنتهي ؟ لا (وليَتَذَكَّرَ) تكون ذكرى معك أينما كنت ,,
القرآءة للجميع , أما التذكر والتدبر والتغير والأمور التي تحصل مع القرآن لمن ؟ (وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُواْ الأَلْبَاب ) اللهم اجعلنا منهم ,
الله سبحانه وتعالى قال ( أَفَلَا يَتَدَبّرُونَ القُرْآن ) لم يقل أفلا يقرؤون , قرأناه ياجماعه كم مرة ختمناه , لكن هل نفذنا أوامره ؟ تجد الواحد قرأ ( قُلْ لِلمُؤْمِنِين يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) ألف مرة وللآن ينظر إلى البنات ,,
الله سبحانه وتعالى يقول ( وَلَا يَغْتَبْ بَعضُكَم بَعْضَاً ) ..والله خص النساء أكثر في قضية الغيبة , فأنا أقول دعونا في هذا اللقاء نعرف لغة المعاملة ( لِيَدَّبّرُوا آيَاتِه ),, ( أَمْ عَلَى قُلوبٍ أَقْفَالُهَا )لا يوجد أذن ولا سمع ولا بصر , نحن اشتغلنا بالأمور الأخرى ونسينا القلب !
لأجل هذا,, الله تعالى يقول (أَمْ عَلَى قُلوبٍ أَقْفَالُهَا ) يقول الله ( إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلوبِهِم أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانهِمْ وَقْرَا ) لأن القرآن لم يصل ,, لكن لو وصل القرآن تحصل أمور, نسأل الله أن يمكننا في هذا اليوم أن نخرج بثمارها , والله قد قال عن أكثر الناس ( لَا يَعْقِلُون ) ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُم يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُون ) مشكلتنا أننا نقلّد أكثر هؤلاء الناس , الله يقول أكثر مشكله أمة محمد عليه الصلاة والسلام أين ما ذهب التيار هم معه ! والنبي عليه الصلاة والسلام يقول " لا يكن أحدكم إمّعة ", إن أحسن الناس أحسن "..
عندنا دستور عندنا قرآن هو أعظم كتاب أُنزل وتكفل الله عز وجل بحفظه , بإذن الله سنمر على هذه المحاور لن تجد مشكله إلا في القرآن ما يحلها ويشخصها ويحللها ويعلمك ماذا يكون وضعك إ ذا فعلت كذا ,وماذا سيكون وضعك إذا فعلت كذا , وإذا أردت أن تنجو افعل كذا , سألنا أحد الأخوة : أنه يقرأ القرآن لكن أثره ضعيف على حياته وسلوكه ويريد الحل : نقول أوّلاً إن هذا الكتاب وصفه الله عز وجل بأنه عزيز, والعزيز إن أتيته امتلكك وإن تركته تركك..
قال الله تعالى ( وَإنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز ) على قدر ما تعطي هذا القرآن من نفسك وتدعو الله أن يرزقك التدبر .. الله يقول ( وَالذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) , ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ) لكن ماذا قال بعدها (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرْ) ؟
الله يمتنّ علينا ,,الآن حتى يخرجون في الطب هل الجهاز هذا أفضل أم الجهاز هذا أفضل يجلسون 4 أو 5 سنوات حتى يعملون الاختبار على 20 مريض ويبحثون ووو.. في الأخير يتبيّن لهم أن هذا أفضل وبعد 4 سنوات أو 5 سنوات يقولون لا والله هذا الثاني أفضل , القرآن أعطاك الأفضل بدون خلل ولا شك ولا أي شيء (الم * ذَ'لِكَ الكِتَابُ لاَ رَيبَ فِيهِ هُدًى للمُتًقِينَ ) ولا خلل في أي قضيه ,,
الله تعالى قال لك إنه كتاب عزيز,, أنت حتى تفهمه وتعرفه لابد أن تعطيه من وقتك لا أن تعطيه من فضلاتك , وللأسف أننا نعطي القرآن فضلة أوقاتنا , ,
الأمر الثاني انظروا إلى النبي عليه الصلاة والسلام كيف كان يعامل هذا القرآن ؟ كان يدعو دعاء طويل عريض.. تسمع الدعاء تقول سيدعو بعد هذا الفردوس الأعلى : اللهم إني عبدك ,ابن عبدك ,ابن أمتك , ناصيتي بيدك ,ماض فيً حكمك , عدل فيً قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك , أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك , أو استأثرت به في علم الغيب عندك , أن تجعل القرآن ربيع قلبي , ونور صدري , وجلاء حزني , وذهاب همي, ماذا تريد يا رسول الله ؟
أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي " لم يقل ربيع لساني يتحرك به وأسمعه , بل قال ربيع قلبي يبغى يتغيّر عليه الصلاة والسلام "وجلاء حزني " القرآن يفعل كل هذا ؟؟ نعم ..لكن..
لو خالط القلوب لو تعمق وتغلل في داخل تلك الصدور ,,
الأمر الثالث .. بصراحه كم مرة أمسكت بالمصحف وعندك استعداد وقناعه أن هذا كلام الله وأني سأطبق ما أقرأ ؟ كم واحد فينا قرأ في حياته كله بهذه الطريقه؟
الله تعالى لم ينزل هذا الكتاب لنقرأه ويذهب أدراج الرياح ! لا .. قال ( إنَّ فِي ذَلِكَ لّذِكْرَى) يذكرك أينما ذهبت (لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُو شَهِيدٌ ) ما يكفي أنك تلقي السمع فقط فهل عندنا هذا الاستشعار ؟
هل يوم قرأنا وفتحنا هذه الصفحه ولم نعرف ما معنى هذه الكلمة.., إذا قرأنا ومافهمنا هل نرجع للمعاجم وننظر في القواميس ؟, لو تسأل في المجلس ماهي شروط قبول الجامعة الكل يجاوب , من هو الفائز في كأس العالم الكل يجاوب , مامعنى صمد لا أحد يجاوب ! والله ما سألت عن الصمد في يوم من الأيام وأحد جاوب لي إجابة كاملة , ونقول والله نقرأ المعوذات ونصاب بالعين ونصاب بالسحر! ..
ها أنت قرأتها بلسانك أقصر سورة من سور القرآن ولم تعرف فيها اسم الله عز وجل وصفته الصمد التي يدعى بها فتفرّج بها الكربات , عندنا واحد يقرأ الجريدة إذا لم يفهم الخبر يبحث عن التفصيل,, يذهب يبحث ,, فهل يفعل هذا مع التفسير؟ إذا لم يفهم كلمة هل ذهب يبحث ؟؟
أحبتي الله تعالى يقول ( قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ) طيب يا رب نحن لا نحس بهذه العظمة !
دعونا صريحين مع بعضنا ,أي شركة تريد أن تنجح لازم تعرف وتبسط الموضوع ويصير بشفافية , وتقول هذا خطأ وهذا خطأ يلا نعدله , تعالوا نشوف الخطأ عندنا مع القرآن ,
الله يقول القرآن ليس به أي خطأ (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ) طيب يا رب نحن لا نحس بعظمته نقرأ خمس صفحات ونغلق المصحف عادي !! قال ( أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُون ) أرأيت كيف كان الجواب ؟
لكي لا يجعلنا نحتار ونبحث أين الخلل .. قال الخلل عندك أنت !
قال ( أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُون )
الولد إذا ذاكر يقول سمعوا لي راجعوا لي صح ؟ لأنه يعرف انه سيُسأل عن هذا الذي ذاكره صح ؟ طيب ..القرآن سنُسأل فيه أم لا ؟ الله تعالى قال في آية سنسألكم !
قال ( وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْألُون ) فهل عندنا هذه المشاعر ونحن نقرأ القرآن ؟
سؤال لماذا أُعطانا الله تعالى الترغيب الذي يقول الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لماذا ؟ كل هذه لكي تكثر مواجهتك مع القرآن وتتدبر الحكمة هناك ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَك ) الحكمة لا للتعليم بل للتدبر..
فعندما تكثر العروض لك وتكثر المحفزات لك لتتواجه مع القرآن ليس لتقرأه فقط بل لأجل أن تتدبر هذا الكتاب !!
أحبتي ..
لدينا هذه المعضلة وعند أمة محمد عليه الصلاة والسلام لأجل هذا دعني أخي ودعيني أخيتي أعطيكم مثال ..وأعطيكم بغيتي منه
الآن لما تكلَم هذا النكرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم صعق الناس كيف يتكلم هذا عن الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
دعونا نفصل الموضوع وقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (تركت لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) كتاب الله القرآن قد فصل لنا الموضوع منذ زمن والناس تحلل الآن لماذا تكلم ؟ومالدوافع ؟؟
وهي موجودة في القرآن فالله عزوجل يقول (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ * وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ)
فقالت الناس: نريده أن يعتذر ..مساكين !! فالله عزوجل يقول (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) يعني أنك لم تر شيئا فهذا الذي رأيته لا شيء فلو كشفت لك عما في صدره لرأيت حقدا وكرها أكبر من ذلك فالله عزوجل يقول (وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)فهذا شيء قليل فلا تستغرب لأنهم لا يحبونك !!
ثم قال بعدها مباشرة (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) فالله سبحانه وتعالى يقول لو أنك اطلعت على القرآن بقلبك وقرأت لعرفت كل ذلك فقد بيناه دون أن تحتاج النظر إلى أي قناة إخبارية فالله عزوجل بيَنه ثم قال (هَاأَنتُمْ أُولاء تُحِبُّونَهُمْ) ثم قال بعد ذلك يصف مشاعرنا ومشاعرهم ((وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا) فنحن لا نشعر بأي مشكلة تجاه المسلمين نحن نحبهم ثم إذا أطفئت الكاميرات وانتهت الاجتماعات ,, وخلف الكواليس تجدهم كقول الله تعالى(وَإِذَا خَلَوْا عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ) فانظر للتحليل !! انظر لأخلاقهم لترى حقيقة مشاعرهم تجاهنا كمسلمين !! و تخيَل لو كنت تملك هذه النظرة؟! لكان الناس جميعهم يرون بنظرة البشر وأنت ترى بكلام رب العالمين!!
س/ إحدى الأخوات تحفظ لكنها لاتطبق مانصيحتك؟
يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: كنا لا نجاوز العشر آيات حتى نحفظها ونتدبر ما فيها ونعمل بها !
نقول الإجابة على السؤالين :
أولا: اشتركت الأختان في قضية الحفظ والنسيان وقضية الفتور.
إن من المشاكل لدينا أننا إذا حفظنا القرآن مانقرأه في صلاتنا ! بل نقرأ قصار السور !!
فما المانع أن نقرأ محفوظنا في صلاتنا ؟! فنحن لدينا سبعة عشر ركعة من الفريضة وهذا لا يشمل النوافل سواء كانت السنن الرواتب أو الضحى أو قيام الليل ..
فهذا كله نستطيع أن نقرأ فيه من محفوظنا ونراجعه في نفس الوقت فيكون تواصل بيننا وبين القرآن!
أما أن نقرأ - وحتى لو كان عندنا برنامج - ونحن نعتمد على حفظنا فلا..
كم مرة دعوت الله عز وجل وأنت تفتح المصحف اللهم يسِر لي , اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا ..اللهم اجعله خالصا لوجهك !!
فأين دعاء الله سبحانه وتعالى وهو يقول (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)!
الله سبحانه وتعالى يتكلم عن موسى عليه السلام وهو أحب الخلق إلى الله عز وجل في زمانه فيقول (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي) ومع هذا لم يذهب مباشرة إلى فرعون حتى دعا الله عزوجل فقال (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) بمعنى أنه يوجد دعاء .. يوجد استعانة بالله عز وجل..
القضية الأخرى أن نحفظ ثم نفهم ونطبق عند فهمنا للآية ثم إذا طبقناها نجد أثرها على صدورنا
فتجد قول الله تعالى الذي هو مجموع هذه الإجابات هو (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)الآن مثلا اغتبت ثم تذكرت مباشرة (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )فانظر إلى لذة الحياة !!
هنا يأتي التميز مع الله عزوجل... فالله عزوجل ينظر إليك يرى الكلمة توقفت في حلقك لم يوقفها إلا خوفك منه تعالى ! أو كنت تسير في الطريق مثلا ثم جاءك شخص وشتمك أنت تستطيع أن تشتمه لكن تخيَل أنك تذكرت قوله تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) فتذكرت.. أنت تشعر أنك تريد أن تفصح عن مشاعرك وغيظك فيحرك الله مشاعرك بنهاية الآية حين يقول (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) سامح فقط وسيحبك الله عز وجل؟!
يعني أكتم غضبي في هذه اللحظة ويا رب أُكتب عندك ممن تحب .؟!! ( أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ...) بلى يا رب نحب أن تغفر لنا ..
فأبو بكر رضي الله عنه حين تكلم مسطح في عائشة رضي الله عنها .. تخيًل شخص يشتم عرضك وأنت الذي تنفق عليه وتطعمه ثم بعد ذلك ترى ابنتك كسيرة , وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم , تراها وقد مرضت وهجرها رسول الله من أجل تلك الكلمة ,
فقرر أبو بكر وقال : والله لا أعطيه بعد اليوم ..سيتركه ليذهب ويسأل الناس ,,
ولما نزلت الآية (وَلا يَأْتَلِ أُوْلوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا)أنت لست كأي أحد يا أبي بكر ! انظر كيف حركته الآية !! هو بشر ويرى ابنته تبكي قد تقطع نياط قلبها من البكاء فقالت : ما كنت أعرف ما أقول حتى قلت كما قال يعقوب(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ) فانظر للحزن كيف سيطر على المنزل ثم لما قال الله تعالى (أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) قال أبو بكر : بلى نحب أن يغفر الله لنا ..-أحب أن يمحو الله ذنوبي كلها- والله لأعطينه أكثر مما كنت أعطيه !
فانظر كيف حرّكه القرآن !!
فتعالوا نجاهد أنفسنا ونطبق ما نحفظه ثم سنرى كيف تكون بركة حياتنا فكلما تعلمت كلما زادك الله عز وجل وكلما طبقت كلما زادك الله عز وجل, كيف لا وقد قال تعالى (هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ)وكلما ازددت عند الله رفعة كلما أعطاك ..فقد قال تعالى (وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)
شيخنا ..هناك من يحصر علاقته بكتاب الله عز وجل في مجال الحفظ فقط إما أن يحفظ القرآن ويتمه, يختمه وإلا يكون بعيد عنه فهو لا يتصل به إلا في مجال الحفظ !
مجال التلاوة بالالتصاق بكلام الله تلاوة ..هذا مجال فيه من الخير الكثير
والله الذي لا إله إلا هو لو عرفنا واستشعرنا هذه الكلمات التي نطق بها الله عز وجل !! لو استشعرنا يا جماعة من نطق بهذه الكلمات ؟ الله نطق بها سبحانه ..
لو استشعرناها فلن تحصل لدينا مشكلة في الدنيا أبدا فالله عز وجل يقول
(طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى )أي ما أنزلنا عليك القرآن لتعيش في مشاكل!
دعنا نقول مثال لأن التنظير سهل .. أنا أقول إن القرآن يحاكي واقعنا ..والقرآن يحل مشاكلنا ..
الآن أنت قدمت قضية في المساهمة ثم خسرت !! أو قدمت على وظيفة وتعبت ودعوت الله أن تتيسر ولم تتيسر !! ثم ضاق صدرك فإن كان هذا القلب حي قد أقول لك آية تنهي قضيتك كلها !!
فالله تعالى قال في سورة نحن نقرأها في كل يوم جمعة ..سورة الكهف ..انظر كيف أثر القرآن وجماله وانظر كيف يحرك القلب ؟
قال الله تعالى ثلاثة أمور ذكرها الله أولا ذكر سريع ثم ذكرها بواقع وتفاصيل وذكرها بشكل قصص .. ثلاث قصص في القرآن وتحل مشاكل كبيرة في العقيدة والقضاء والقدر ومشاكل لا نستطيع إدراكها !!
العيادات النفسية ملأى لأننا ابتعدنا عن القرآن !! بدأ الضنك والمعيشة الضنكى تأتي .. قال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) يبدأ بالبحث فيما عند الناس وهو يملك حلولا.. فما أنزل الله عليه القرآن ليشقى ؟!
قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَة الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أمرين,, ثم قال (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا) ضع تحتها مليون خط ..
ما يهمنا ذكرها لك بشيء من القصص قال تعالى (فَانطَلَقَا) أول واحدة كانت المال ..( حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا) فموسى عليه السلام قال (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا)هذا قول موسى عليه السلام ولو أننا عملنا استبيان ووزعناه على جميع البشر لقالوا :خطأ وهذا الفعل خطأ وهؤلاء لا يستحقون وهم مساكين لا يملكون غيرها كما قال هو بالضبط ! فهذه كانت نظرة موسى عليه السلام ونظرة البشر جميعا فكلهم متفقون.. لذلك جاء قوله (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا) وهذا كان مشكلة المال!
خذ الأمر الآخر ..ثم قال تعالى (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ)غلاما بريء يلعب مع الأطفال لم يفعل شيئا قفز عليه الخضر فطرحه أرضا ثم قتله !!مشهد عظيم رآه موسى كاد أن يجن !!
لو سألتك إذا دخل أحدهم وقطع عنق طفل هل ستقول هذا فيه خيرا؟
الأمر كله مليون في المائة شر وخطأ لأننا بشر نقول ذلك !! لكن الله تعالى يريد أن يغير الفهم ..فقال موسى عليه السلام (قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا) ثم فوجيء موسى عليه السلام برد الخضر (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا) موسى عليه السلام كاد أن يجن ثم سكت فدخلوا على أهل قرية وهم جائعين فسألوهم الطعام (فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا) فخرجوا فوجد الخضر (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ) فشمّر الخضر وأقامه فكان موسى متعجبا ,, الآن هؤلاء الذين ساعدونا ونقلونا خرقت سفينتهم والغلام الذي لم يفعل شيئا قتلته !! وهؤلاء الذين لم يقدموا لنا شيئا وطردونا وأخرجونا تبني لهم الجدار ! فقال له موسى(قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) على الأقل خذ عليه أجرا تأخذ به طعاما تأكله فقال الخضر (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) سأعلمك أن كل هذه القرارات التي تراها أنت خطأ هي صحيحة ..فقال (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا) يريدوا المال ليأكلوا به ويسدوا جوعهم..انظر كيف تعيش مع القرآن..
السفن تمشي في البحر وكل أصحاب السفن الأخرى ينظرون لهذه السفينة ويقولون : هؤلاء مساكين لن ترجع سفينتهم فمن الذي رجع ؟!
سفينة المساكين هي التي رجعت!! قال تعالى (وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) هناك ملك ينتظرهم فلما قدمت السفن أخذها الملك جميعها غصب وقهر ثم نظر في هذه السفينة وبالرغم من أن القضية كانت مجرد لوح منزوع وكان يستطيع أن يعيد اللوح وتنتهي القضية لكن ذلك السبب وذلك الخرق جعل السفينة تعود لأصحابها المساكين !!
وذلك يعلمنا أن ليس كل ما رأيناه وقدّرنا أنه خطأ فهو خطأ..فقد تكون هذه قضية سفينة ولوح, لكن القضية الأخرى قضية روح !!
فقال:( وَأَمَّا الْغُلامُ) وموسى عليه السلام يسمع ما به الغلام ؟ماذا فعل ؟!
(فَكَانَ أَبَوَاهُ) لو قرأت أبواه فقط لظننت أنهما فعلا شيئا فتتفاجأ بقوله (مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا)..
يا رب لو كانا أبواه كافرين ما رضينا , كيف و أبواه مؤمنين ؟! الذي معه الطيب و يحبونك و يعبدونك يا رب و تأخذ ولدهم !
قال (فَخَشِينا) انظر كيف الله سبحانه و تعالى يحمي الأسر الصالحة من أي عنصر يُدمِّرها و يذهب بها إلى جهنم قال (فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا) هذا الغلام لو كبُر كان كفر و كفَّر أمَّه و كفَّر والده ولظلوا يدعون يا رب انك تأخذه ,
قال (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) فجاءهم طفل بار,
الله تعالى يقول (وَأَقْرَبَ رُحْمًا) انظر كيف الله سبحانه و تعالى يحفظ الأسر التي يُحبها من أي عنصر يختل فيها ,, القضية لو كبر, و الثلاثة كفروا جميعهم لكانوا قُطِّعوا في نار جهنم , و قالوا يا رب ليتنا كُنَّا عقيمين فقط تُخرجنا , يوم يفِّر المرء من أخيه,,
نكمل الثالثة ..الآن قُلنا الأولى المال السفينة و مساكين يعملون في البحر يريدون مال, ثم البنون, بقي الباقيات الصالحات قال الله ( وَأَمَّا الْجِدَارُ ) هذا الجدار قصته عجيبة, قال (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ) الأيتام كثيرون في المدينة وليس هذا السبب (وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا ) الناس لم يكن لديها بنوك كانت الكنوز كلها تحت الأرض إذن أين الميزة في هؤلاء؟!
قال (وَكَانَ أَبُوهُمَا ) ماذا؟! تاجرا؟ لا..لو كان تاجرا من الممكن أن يُأمن لهم قليل ثم لا يحفظهم الحفظ التام كما يحفظهم الله عز و جل قال (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) يا رب تُرسل موسى عليه السلام من مصر و الخضر من مجمع البحرين من جدة لكي يُصلحوا جدار ! طيب يوجد دول تهدمت , و يوجد دول تزلزلت هذا جدار لم يأذن أنه ينهدم لأن أبوهم كان يُحبه الله عز و جل لهذا السبب قال (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) يقول ابن عباس و ابن قتادة والله لم يكن أبوهما كيف يا ابن عباس؟! الله يقول وكان أبوهما قال كان جدُّهما السابع !!
تخيلوا لو أحبَّك الله يحفظك في نفسك و يحفظ ذريَّتك ثم تموت تحت الأرض ثم يأتي يحفظهم جدار سينهدم عند سابع جيل الله لم يأذن له انه ينهدم من أجل رجل واحد ! نعم والله.. خير عند ربك ثوابا و خير أملا..
لأجل هذا انظر كيف يُحركهم القرآن يقول عبدالله ابن الإمام أحمد رحمه الله : أنظر إلى أبي صلَّى الليل ثم أتى لينام ثم تقلَّب و قام وتوضَّأ و صلَّى ثم ذهب قلت له يا أبتي إرأف بحالك نم قليلاً , قال نم أنت يا عبدالله , والله إنِّي لأزيد في صلاتي- التقلُّب هذا كُله- إنِّي لأزيد في صلاتي و صيامي من أجلك أنت و أخوتك ,,
ألم تسمع- لم يقل - ألم تقرأ و انتهت القضية انظروا الآية حرَّكته ,,
قال ألم تسمع قوله تعالى (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) أنا أأمِّن مستقبلك أنت و أخواتك في هذه الركعات
فهل نستشعر من اليوم إذا صار لديك مشكلة !
أنت لا تدري الخير في ماذا ! قد يقدم شخص على كُلِّية ثم تحدث له إصابة بالكُلِّية و يتوفَّى لأجل هذا .. هذه الآيات تحل لك القضايا , أنه ليس كل ما رأيت خطأً فهو خطأ.. يقول الله تعالى (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا ) يا الله ما الذي أتى بهذا الأمر لي, والله لا أريده ولو أدفع كل ماعندي و يُزال عنِّي,, يقول الله لو أكشف لك مافيه من الخير لك لكنت دفعت كل مالك لتأخذه , قال ( وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا) فرحان بالوظيفة يُهنئون بعضهم قال (وَهُوَ شَرٌّ لَكُم) ماذا قال بعدها؟ قال (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
الأخت تقول : هنا حرب مع الشيطان هنا تحدِّي الشيطان الفارغ .. الآن حافظ القرآن يقول والله أنا أخاف أصلِّي من حفظي يأتيني الشيطان و يُخطئني أو أني أخاف أني أخطئ .. طيب يوجد حلول نقهر الشيطان , يوجد حلول لدينا, أني أُصلي وبجانبي على الكرسي المصحف أفتحه قبل أن أصلي , أخطأت آخذه و أقرأ ..
الأمر الثاني أخطأت في الآية أركع و أسجد ثم أسلم و أمسك المصحف ,, الشيطان ينقهر يقول بدل أن تكون صلاة و مصحف.. لا سأتركه إذن يُصلي (الآية التي تغلط فيها بعد أن تنظر إليها مرة مرتين لا تنساها أبداً سبحان الله (اللَّه بَصِيرٌ بِالْعِبَاد)
طيب هذه الآن تجعلك تقهر الشيطان ، الشيطان لا يُريدك أن تحصِّل , الشيطان يُحاول أنك تخسر مليون, إذا لم يقدر خسَّرك مئة ألف , إذا لم يقدر قال إذن لا تخسر ولا تكسب.. رآك تريد أن تكسب مليون قال اكسب مئة ألف ..لذلك رآك ستصلي و ستقرأ قرآن في هذه الحال!
فهو يحاول .. فدعونا أحبتي نقهر هذا الشيطان ,, ونسأل الله أن يعيننا على ذلك .. فأنا أقول اقرئي من حفظك و المصحف بجانبك , إذا أخطأتي امسكي المصحف..
لدينا طرق .. الشيطان يقول ( لا يوجد طريقة فلهذا أفضل شيء لا تقرئي أو دائما امسكي المصحف لابد أن تحفظي وإلا لا تقرئي )
،ناس يسعوون إلى كتاب الله , إنما أنزل ليتغير الناس لكي ينتقلوا من حال سيئة إلى طيبة حسنة ,, لا شك أن هذا الكتاب مغير.. غيّر أقوام , نقل أمم من حال إلى حال ..
أتى إلى هذه الأمة وهي لا ذكرى لها ولا تاريخ ثم نقلها نقلة كبيره في حياتها وكلما تمسكت به كلما ازدادت عزةً و رفعة وو.. ,, وكلما ابتعدت عنه كلما انغمست في أوحال كثيرة.
هذا القرآن إنما هو لكي يتغير الإنسان من حال إلى حال ..
كيف نتغير بكتاب الله عز وجل ؟ كثير من الكتب تُغيِّر لكن تُغيِّر لأسوأ إلّا هذا القرآن يقول النبي عليه الصلاة و السلام (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ) . رواه مسلم ,، هذا الكتاب الله تعالى يرفع به أقوام , قال الله عز وجل لما وصفه (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ ) ماذا يعني لذكرٌ لك ؟ يقول ابن عباس أي شرف لك, شرف للنبي صلَّ الله عليه و سلم(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ )
هو شرف يُغيِّرك , ينقلك إلى أعلى وليتذكر أولو الألباب , فيسمو عقلك .. أصلاً قال الله عزَّ وجل. ( لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً) فقط تقرؤونه ؟! لا.. فيه حروف؟ لا ( فِيهِ ذِكْرُكُمْ) فيه شرفكم (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ).. لا يوجد لديكم عقول تفهمون القرآن ؟!..
هذا يكون رفعة لكم في الدنيا و الآخرة ,, كيف نتغيَّر ؟
بدأت القصة عندما كنت أقرأ آية , كل الناس تحفظها , كنت أقرأ في سورة التوبة قول الله عزَّ و جل (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ ) فكنت أتخيل لو شخص الآن يضرب الباب ثم أفتح له إذ به مشرك.. القرآن يُعطيك خطوات عملية ماذا أفعل يا ربي ماذا أعمل به ! هذا كافر بك ..( فَأَجِرْهُ ) يا ربي أُدخله بيتي وهو مشرك؟! قد قال كلمة أنت يا ربي أنت قلت في كتابك أن الكلمة التي قالها لو أذنت للكون أن يُعبِّر (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ) وكل هذا لماذا؟! (أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً)
قال لو تركت الكون يعبر لتدمرت الدنيا .. وأُدخله يارب ! نعم سمعاً و طاعة سأُدخله أدخلته يا رب ,, طيب الخطوة الثانية عشان يرى الكرم العربي عشان يرى التراث العربي ؟! لا (حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ) يقول أنا حرمته من كلامي ما سمَّعته فأنت اكسب الأجر و سمِّعه كلام الله .. وقفت مع هذه الآية , قلت سبحان الله .. كافر أُسمِّعه كلام الله عز و جل بدون ما أُعطيه ولا أي شيء فقط أُسمِّعه (ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)
ثم رأيت الإجابات أن هذا القرآن أصلاً ما أُنزل إلا لغيِّرني و يُغيرك .
قال الله عز و جل قُل لهم يا محمد (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ) يقول فقط سمعوا هذا القرآن مره واحده.. تريد أن تسمع تعبيرهم ؟ ماذا فعل القرآن فيهم؟ كيف زلزل أركانهم ؟ كيف غيَّر مبادئهم كلها ؟
نسف و حرق جميع المباديء الفاسدة التي عندهم من سماع واحد.. اسمع كلامهم ,الله لم يتكلم عنهم قال هم قالوا ( فَقَالوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً) لم يستطيعوا أن يقولون قرآن هكذا (بدون أن يصفوه ) قرآن فعل فيهم أفاعيل سمعوا فيه آيات في حياتهم لم يسمعوا مثلها ,سمعوا كلام لم يسمعوا طوال حياتهم مثله..
(فَقَالوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً) ماذا فهمتم من الجن ؟ نحن دائماً نقرأه لم نفهم شيء قال ( يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ) هذه نعرفها و جميعنا معترفين ,, نحن فقط نقرأ و نقول يا رب اهدنا ..
(سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ )
اسمع القرارات اعط الجن أوراق اجعلهم يُعبِّرون ماذا فعل القرآن ؟
قالوا أول خطوة بعد سماع هذا القرآن ( فَآمَنَّا بِهِ ) كله ليس بعضه ، انظر القرارات الآن أنتم تسمعون مره واحده , للتو سمعنا.. انظر كم قرار (فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً ),, يقول عز وجل (إنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ) ..الله عز وجل يقول عمن يأتي السحرة (فَيَتَعَلَّمُون َمِنْهُمَا) قال الله ( وَمَا يُعَلمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ ) الله عز وجل يقول عن السحرة (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ) ثم أذهب إليه !!
..قالوا (وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا) مالذي جعلهم يقولون "تعالى" ؟ لماذا لم يقولوا وأنه ربنا ؟
سمعوا في القرآن كلام عن رب العالمين (وَيَسألونَكَ عَنِ الجِبَال فَقُلْ يَنسِفُهَا )
قالوا (تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا) ماذا فعل الجن؟ بعد سماعهم هذه الآيات بدؤوا يفضحون الجن الآخرين قالوا ( وَأَنَّا لَا نَدْرِي )لأن بعض الناس يقولون والله فلان يعلم و الجن يعلم و يعلمون الغيب .. لا يعلمون الغيب الله عز وجل يقول الجن يقولون ( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ )إلى أن قالوا (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى) الله أكبر! كم مرة نحن سمعنا الهدى؟
قالوا (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤمِن بِرَبِّهِ ) انظر للقاعدة التي يتبعونها والراحة النفسية التي تترتب عليها (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ) يقول من يؤمن بالله لا يخاف ، من أين أتى بهذه القناعة؟!
هذه الآية قرأناها أنا وأنت ، قرأنا فقط ! لكن هناك أناس يعيشون مع القرآن ،,
تقول له : المدير سيفصلك من العمل وفلان سيفعل بك و الآخر سيخرجك من بيتك ، فتأتي الآية تطبب الجروح و تطمّن النفس
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ ) الرسالة (فَاخْشَوْهُمْ) اجعل قلبك ينتفض ,، فانظر يخبرك الله قلوبهم ماذا فعلت؟ ( فَزَادَهُمْ إِيمَاناً ) انظر كيف يؤون إلى ركن شديد ( وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ) قناعة أن البشر الذين يخيفوننا (من خلقهم )؟ خلقهم الله عز وجل ، فنحن لا نخاف حسبنا الله عز وجل هو الذي سوف يكفينا ، حسبنا الله ثم عقَبُّوا (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
ثم يخبرك الله عز وجل بالنتيجة (فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّه) أصحاب هذه القلوب لا يصيبهم شيء (فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ) المس أقل أنواع الإصابة ,,
(وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ) هذه الآية ليتنا نفهمها لأنه يوجد أناس لو قلت له فلان سيفعل بك كذا ويصنع كذا ، يبدأ ينتفض و لا يعرف يصلي و لا يتبع رضوان الله (وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) يا ربي هذا الخوف من أين يأتينا
(إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ) إذن الرسالة بالقرآن لنا (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ ) الجن فهمِوا ..إذا كُنتُ مؤمن لا أخاف..
- يسأل كيف يحفظ القرآن ؟
كيف أولادنا يحفظون الأغاني والأناشيد؟ دائماً يكررونها و دائماً نرغبهم "ما شاء الله ولدي حافظ الأنشودة هيّا أنشدها"!
تعالوا نرغبهم في القرآن و انظروا كيف تصبح النتيجة ، يحدثني أحد الأخوة في حلقة تحفيظ شمال الرياض يقول : أتاني طفل صغير جداً لا يكاد يحسن المشي و الشماغ بطوله قال : "لو سمحت يا شيخ أبغى أسجل بحلقة التحفيظ" يقول أنا مستغرب كيف يعرف يتكلم ,صغير والله جداً.. فيقول سألته "حبيبي أنت حافظ قل هو الله أحد؟" قال : نعم و يقرأ و يرتل ، قلت له "حافظ قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس؟ " قال : نعم ، يقول مؤدب بشكل عجيب ، قلت له "طيب حبيبي حافظ القارعة؟" قال : نعم و يقرأ ، قلت له : حافظ البينة ؟ قال : نعم ، قلت : حافظ جزء عم ؟ قال: نعم ، حافظ تبارك ؟ نعم ، قلت حافظ يونس؟ قال: نعم و أحضرت المصحف و أسأله ، يقول والله ما أخطأ و لا خطأ ، قلت "حبيبي أنت حافظ القرآن ؟ " قال : نعم ، قلت الآن مشكلة لو وضعناه معلم يعلم من؟ و لو وضعناه طالب فهو أفضل منّا كلنا !
الشاهد قلت له غدا حبيبي تحضر ولي أمرك ، أريد معرفة هذا الصحابي الذي ابنه هكذا ، فدخل علي شخص ظاهراً - نحن لا نعرف عن القلوب- ليس له أي صفة خارجية تمُت أن هذا الشخص يطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : أنا أعرف إنك مستغرب لكن سأقطع حيرتك و أخبرك ، أنا لم أحفظه ولا آية ، عنده أُم تسوى الدنيا و ما فيها ، و عندي ثلاثة بالبيت جميعهم يحفظ القرآن ، أمهم من أول ما يبدأ يتكلم إذا نام عنده القرآن يشتغل ، و إذا قام و هي تتكلم معه تقول له الآيات و هي بالمطبخ مع الآيات ، ثم قررَت قرار: أن أفضل من يحفظ و أكثر من يتقن هو من يقرر أين سيذهبون في إجازة نهاية الأسبوع ولا يرد له أي طلب ، فأصبح أولادي جميعهم حريصين على الحفظ ومن الأوائل في المدرسة ، هذه الأم التي قال عنها الرسول صلى الله عليه و سلم ونحسبها والله حسيبها "الدُّنيا كلُّها متاعٌ ، و خيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحةُ"
انظر كيف تعاملت مع أطفالها ! يقول : و ينامون مبكراً ثم يقومون و يقرؤون في قيام الليل ما تم حفظه ومراجعته خلال اليوم ، ثم بعد ذلك انتقلوا للتفسير وهكذا يتنافسون..
فنقول دعونا نحفظ أولادنا بهذه الطريقة و ضع له جائزة إذا أتم الحفظ ، قل له أنت من ستأمر في المنزل إذا حفظت ، دعونا نشجعهم.. عقولهم مليئة بالأناشيد وأسماء الفنانيّن و الشعراء ووو ... هذه كيف حُفظت؟ بدلاً عنها لنحفظ كلام رب العالمين.
لأجل هذا , التغيير وارد ،
كان زادان الكندي مغنياً صوته شجي ويملك حنجرة عجيبة ، فجلس مرة في طريق يغني ويضرب بالعود وله أصحاب يطربون له ويصفقون ، فمر بهم عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - فأنكر عليهم فتفرقوا ، فأمسك بيد زادان وهزّه وقال: "ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله - تعالى -" لو كانت هذه الحنجرة تتغنى بكلام الله عز وجل تكسب في الدنيا والآخرة ، ثم مضى.. فصاح زادان بأصحابه فرجعوا إليه ، فقال لهم: من هذا؟
- أناس كثير لايعرفون المشائخ ولا الدعاة لكن لو سألته عن مغني أو ملحن أجابك - قالوا: عبد الله بن مسعود ، قال: صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!! قالوا: نعم. - هذا الذي مر هو من كان يجلس على نخلة فحركت الريح ثوبه فرؤوا الصحابة دِقة ساقيه فقاموا يضحكون فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ممَّ تَضحكونَ قالوا مِن دقَّةِ ساقَيهِ فقالَ والَّذي نَفسي بيدِهِ لهِيَ أثقَلُ في الميزانِ مِن أُحُدٍ " - فبكى زادان ثم قام وضرب بالعود على الأرض فكسره ثم أسرع فأدرك ابن مسعود وجعل يبكي بين يديه فاعتنقه عبد الله بن مسعود وبكى وقال: كيف لا أحب من قد أحبه الله ، ثم لازم زادان ابن مسعود حتى تعلم القرآن ، وصار إماماً في العلم.. كلمة تُغيّر قالها بشر ,، فكيف بكلام الله عز وجل!
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->
<!--[endif]-->
-الأخت تسأل عن فهم معاني كتاب الله عز وجل ؟
( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) القرآن سهل يفهمه الكل..
الآن مثال هذه الآية التي تحل قضايا نفسية كثيرة ، يقول الله عز و جل : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا)- انظر كلام الله ما أجمله وما أعذبه -
رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
ما فهمت معنى متشاكسون؟ افتح التفسير تجد معناها فيه ، انظر للمثال يقول الله عز و جل مثال رجل عنده مُدراء ، هؤلاء المدراء جميعهم متشاكسون ، كيف ستكون الحالة النفسية التي يعيشها؟ أنا الآن أشتغل عندك و لي مدير آخر, أنت و هو على خلاف دائم ، قلت لي اذهب بهذه الورقة يا عبد المحسن ، قال المدير الآخر يعاندك لأنكم متشاكسون : "إياك أن تذهب بها ! والله لأنحيك عن العمل " ..
كيف ستكون حالتك التي تعيشها؟ كل مدير يقول لك كلام مختلف ، وأنت توّد ارضاءهم جميعاً ، ستكون في شتات ، اضطراب ..
وقال (وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ ) لا يوجد لديه إلا مدير واحد ، قال له اذهب بهذه الورقة يذهب بها و هو مطمئن يعلم أنه أرضى مديره .. الآن وبما أنه أرضاك سترضيه ، ولا يوجد أحد آخر يهدده ، فإذا كنت أنت ترضي الله عز و جل لا تخشى أن يغضب فلان أو غيره ، أمورك تسير على ما يرام و لا تندم على أي شيء ، لأن كل ما تفعله أنت تفعله من أجل العظيم لا يوجد أحد أعظم منه لنرضيه...
للإستماع للمحاضرة على الرابط التالي
http://abdelmohsen.com/play-374.html
-
الاثنين AM 10:16
2015-02-02 - 16043