القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
صبر النبي عليه الصلاة والسلام
صبر النبي عليه الصلاة والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين نبينا محمد عليه وعلى أله وأصحابه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
أما بعد :
ابدأ بسم الله مستعينا راضٍ به مدبراً معينا والحمدلله الذي هدانا إلى طريق الحق واجتبانا أحمده سبحانه وأشكره ومن مساوئ عملي استغفره واستعينه على نيل الرضا واستمد لطفه فيما قضى
عن ماذا نتكلم وعمَّن نتكلم ؟وأي مواقف في حياة المصطفى ؟روحي ونفسي له الفداء عليه الصلاة والسلام؟ عن صبره قبل البعثة أو عن صبره يوم أن كان رضيعاً بفقد أغلى من تعود ومن اعتاد عليه آمنه ومن ثم بعدها ينقل إلى أجواء جديدة لا يعرفها في بني سعد ثم تتغير عليه الوجوه ثم بعدها بعد أن اعتاد على حليمة السعدية ثم يرجع مرة أخرى فيتقطع قلب النبي علية الصلاة والسلام
منذ نعومة أظفاره وكل ما أحب أحداً فقده ,,عندما رجع إلى أمه واعتاد عليها وأحس بحنانها ثم فجأة يفقدها فأي تقطيع وأي ألم صبر عليه الصلاة والسلام منذ نعومة أظفاره كل ما تعود في حياته على أحد فقده ثم تموت تلك الأم ثم فجأة يرعاه ذلك الجد ثم يحب هذا الجد ثم يموت,, قلب تقطع لكن الله سبحانه وتعالى شرح صدره ويسر أمره ورفع ذكره
ثم بعدها نتكلم عن صبره عليه الصلاة والسلام على بداية الدعوة وعلى أذى قريش أم نتكلم عن صبره على أصحابه وهذا يُكذِبه وهذا يتكلم عليه والرابع يأتي يقول له لم تعدل ..أم عن إيذاء المشركين له وهم يقولون له هذا الساحر.. جاء الكاهن ( إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا ) أم على أبو لهب الذي يطارد النبي عليه الصلاة والسلام
في كل مكان ويرجمه.. أم صبره في الطائف عن ماذا نتكلم أحبتي الفضلاء نحن لم نأتي هنا لنسرد سيرة النبي عليه الصلاة والسلام لأن الكل قد قرأ والكل قد علم من السيرة ما علم
القضية لماذا أتيت أنا وأنت؟؟
والله ما أتينا لنسرد قصص النبي عليه الصلاة والسلام وكيف عاش لكن السؤال ما الذي نريده أنا وأنت من سيرته عليه الصلاة والسلام التي لو سميناها كلها سيرة الصبر لاستحقت هذا الإسم صبر في البعثة,, بعد البعثة ,,قبل في بيته ,,على الناس في الجهاد في كل مكان صبر عليه الصلاة والسلام
الذي يعنيني ويعنيك أخي الغالي وأختي الغالية كم عندنا من هذا الصبر الذي تحلىٰ به عليه الصلاة والسلام
يقول الله سبحانه وتعالى ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ )
الخطاب كان للنبي عليه الصلاة والسلام في تصبيره وتثبيته على الدعوة يقول الله سبحانه وتعالى ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )
أمره أن يصبر كما صبر من كان قبله ثم أمرني وإياكَ وإياكِ أخيتي أن نأخذ من هذه السيرة العطرة وتكون لنا أسوة حسنة حتى نلقى ربنا جل في علاه
من هم أولي العزم من الرسل الذي أمر النبي عليه الصلاة والسلام بأن يتخذهم قدوة ( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ ) تتكلم عن إبراهيم علية السلام ستلاحظ أن هناك أمر جمع بينهم جميعهم أنهم كلهم صبروا ليس هذا فحسب بل هناك رسالة للجميع للمتكلم قبل السامع
أنك إذا أُمرت بأمر من الله سبحانه وتعالى أو جاءك الخبر صحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام عن سيد البشر وأُمرت بتكاليف صعبة فلا تصدو بمناك عن هذه التكاليف عن أشياء لم تكلف بها
أعني أن تقوم بما كلفت به ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ )
تجد أن الشيطان له مداخل علينا بحيث أنه يقطع أمالنا في الصبر ويثبطنا أنه يأتينا قبل أن نستكمل وسعنا
ثم يثبطك يقول لك مثلاً أنت الآن ستكلم فلان وتنصحه لقد جاءه قبلك عشرة ولم يستفيد !! سبحان الله وهل أنا أمرني الله عزوجل أن يستفيد أم أمرني أن اذكره بما علمت من كلام الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ؟؟
أنظر كيف ينقلك من المحيط الذي كُلفت به إلى أمور لم تكلف بها إذا أمرُه وكلموه عشرة قبلي وأخذوا أجر من الله عزوجل أنا رقم 11 بأخذ الأجر
تعال عند كاتب في جريدة وقل يا أخي
أنت تتعب نفسك وتكتب لن يقرأ الناس مقالك لن يقرأ الناس ماتطبع ماذا يقول لك؟؟ يقول إذن لن أكتب بعد اليوم !! لا يا أخي أنا لم اكلف أن أراقب الناس يقرؤون أو لا يقرؤون أنا آخذ راتبي على كتابتي فسأكتب كتابتي فقط أنا استلم عليها راتب
وأنا أقول أخي الغالي لو جِئتَ عند مدرِّس في المدرسة وقلت له يا أخي أنت أتعبت نفسك تحضير وشرح وتدريس,, لكن من قال لك أصلاً أن الطلاب هؤلاء سينجحون أو أنهم فهموا الدرس؟؟
يقول لك يا أخي أنا أتقاضىٰ راتب على مجرد إعطاء الدرس والتحضير أنا لا أتقاضىٰ راتبي على نجاحهم أو رسوبهم,, صح ؟
لماذا نفهم هذه الأمور في أعمال الدنيا ولا نفهمها في أمور الآخرة ؟؟
ولأجل هذا ستلاحظ في أولي العزم من الرسل جميعاً والنبي عليه الصلاة والسلام على رأسهم أنهم فعلوا ما أمروا به يوم استنفذوا كل الطاقات التي عندهم
بلغهم الله عزوجل ما يستطيعون فعلوا هم وسعهم والذي يستطيعونه
مثال من أولي العزم من الرسل نوح عليه السلام 950 سنة ,, أمرالله النبي عليه الصلاة والسلام أن ينظر ويصبر كما صبر 950 دعا قومه 1000 سنة إلا 50 عاماً أنظر استنفاد الطاقات التي عنده كل ما يستطيع قال ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا )
هل عندنا أوقات غير الليل والنهار؟؟
( فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا *** وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ ) يقول أني مازلت أكرر,, مازلت أطلب ,,
أدعوهم لا أملك قلوبهم أنا لا أملك هداية الإعانة والتوفيق أنا أملك هداية الدلالة والإرشاد وأمرت بها
ولم أؤمر بالتوفيق أو أن أقلب قلوب الناس
( أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِين )
(وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ )
أصبعين تكفي أن تسد الأذان الاثنتين (جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ ) كلها انظروا الإعراض هذا لم يرده عن الدعوه لأنه لم يُطلب منه أن يُزيل أيديهم عن أذانهم
(جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ )
يؤشر لهم ويشير (وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا)
ثم يأتي إلى أناس ويعلن لهم في مقام مثل هذا الجمع المبارك ثم فيه أناس يحتاج أن يصر لهم ويمسك فلان ويتكلم معه ومع هذا كله ما آمن معه إلا قليل هل هذه النتيجة التي توصل لها نوح عليه السلام ,,
الذين ءامنوا معه في أكثر الروايات 75 أو 70 رجل هل أنقص في قدر نوح عليه السلام ؟؟ هل أنقص من مكانته أو من منزلته؟؟ كان من أولي العزم من الرسل
لكن هذه النتائج لا تكفي أنه يكون من أولي العزم من الرسل فنزل مقامه ؟؟ لا ,, لأنه فعل ما أنيط به أصلاً وأنت افعل المطلوب منك ,,والله ما ثبط شبابنا ونساءنا في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وقالوا خلاص يا أخي الناس لن تعد تثني ولا تسمع,, لا ليس عليك,,
يقول الله سبحانه وتعالى عن إبراهيم عليه السلام فعل ما بوسعه يقول:
(يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ )
(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ )
أنا هذا الذي كلفت به وأمرت به فأنا أحاول
والله سبحانه وتعالى يعلم النبي عليه الصلاة والسلام أن صبر إبراهيم عليه الصلاة والسلام بدأ من بيتهم من أقرب الناس أبوه ويقول (لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ)
( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا
) أطلع خارج البيت ,, هل انتقم لنفسه؟؟
لا فإن الله أدبهم قال ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ )
في قضية الشرك لكن انتبه لا ترفع صوتك عليه,, هذا وهو يجاهدك في الشرك,,
قال ( سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيَّا ) هل استسلم من اول تجربه..وترك الدعوة؟؟,, لا,,, ذهب إلى قومه ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ *** إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ *** قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا )
سبحان الله قرآن يحرك مشاعرك
يقول أنظر لِنَفَسِكَ يخرج وينزل ويصعد أعطاك إياه مَن؟ أولادك أمامك يتنفسون من تذكر إذا رأيت أنفاسهم؟؟؟
يقول هؤلاء ينظرون لأصنام ما أعطتهم أنفاس ولا حركت أقدام ولا أنبضت قلوبهم ومع ذلك يعتزون أنهم يعبدون أصناماً ويفتخرون ويعلنون يقولون (نَعْبُدُ أَصْنَامًا ) ليس هذا فقط بل حتى نعتكف عندها (فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ) لم تعطيهم شيء ,,,
صابرين عليها ( قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ )
لأن له رب يسمع في الليل والنهار إذا قال يارب
( أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ) لا ( قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ * ** قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ *** أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ***فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ) ماذا فعل لك الله سبحانه وتعالى ( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ) ستة لتر من الدم تجري في دمائي ودمائك الآن لو أراد الله أن يعرفني وأياكَ قدرها لفعل
لن أتكلم عن ستة لتر من الدم ، سأتكلم عن ملليلتر مكعب يعني أربع قطرات ،
لن أتكلم عن اليوريا والكيرياتين والكريات البيضاء ، سأتكلم عن الكريات الحمراء فقط ،
في كل أربع قطرات خمسة ملايين كرة حمراء ،
لن أتكلم عن الخمسة ملايين.. لو تدفع على كل واحدة ريال ستدفع مع كل نبضة قلب خمسة ملايين على أربع قطرات من الدم فقط عن الكريات الحمراء
" الذي خلقني " داخل كل كرة حمراء واحدة مائتين وسبعين مليون جزيء هيموقلوبين
لو يموت كل أولادك لن تستطيع الدفع عن ثانية واحدة ، مائتين وسبعين مليون في الكرة الواحدة مع كل جزيء هيموقلوبين وأنت تتنفس الآن
تتعلق ذرات الأكسجين بكل جزيء هيموقلوبين ،
الله سبحانه الذي أمرها ليس لي ولك من الأمر شيء ، في الكرة الحمراء الواحدة أكثر من مليار وثلاث مائة مليون ذرة أكسجين يضخها قلبك إلى عينيك فتراني الآن ،
يضخها قلبي إلى لساني فأتكلم الآن ،
فيقول إيراهيم " الذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهدِين "
انظر الدافع الذي لديهم للصبر أن ربي يستحق سبحانه وتعالى ، " خَلَقَنِي فَهُوَ يَهدِين * والذِي هُوَ يُطعِمُنِي " ماشربت ولا أكلت في حياتي إلا بفضله سبحانه وتعالى " وَإذَا مَرِضتُ فَهُوَ يَشفِين * والَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحيِين " فهذا الصبر عند إبراهيم عليه السلام
أمر الله النبي عليه الصلاة والسلام أن ينظر في هذا الصبر ،
انظر للدروس التي أرسلها تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام ، إبراهيم عليه السلام كان معرَّض أن يحرق في نار جهنم! لا!
في نار الدنيا يحرق قال : " اقتُلُوه أو حَرِّقُوه " " فَمَا كَانَ جَوَابَ قَومِهِ إلَّا أن قَالُوا اقتُلُوه أو حَرِّقُوه " ما الذي حصل ؟ " فَأنجَاهُ الله مِن النَّار " لماذا ؟!يستطيع هو ؟!لا يستطيع لكن هو فعل ما كلف به فكفاه الله مالم يكلف به ، أنا لا أستطيع أطفئ النار ،
فإبراهيم عليه السلام عاش لكن يتوقع أنه عاش طريقة فريدة ,,
كان عزيزا وكريما وعنده من الذرية " وَجَاءَ بِعِجلٍ حَنيِذ ، " وَجاَءَ بِعِجلٍ سَمِين " هذه الآيات في القرآن ، عندما يتعرض إبراهيم عليه السلام من أولي العزم من الرسل لكل هذه المصائب أن قومه ، الدولة كلها تحكم " فَمَا كَانَ جَوَابَ قَومِهِ إلَّا أن قَالُوا اقتُلُوهُ أو حَرِّقُوه " هناك خيار ثالث ؟ لا!
الله سبحانه وتعالى يقول نعم هناك أمر ثالث
"فَأنجَاهُ اللهُ مِنَ النَّار "
النبي عليه الصلاة والسلام يستقبل هذه الرسائل أن رغم المخاطر أن الأمر كله لله ،
إذا أراد الله أن ينجيه أنجاه ، فأصبح إبراهيم كريم وعنده أبناء ورفع الله ذكره وأعلى منزلته
يوم أن فعل ما عليه ، هذا من جانب إبراهيم عليه السلام ،الأعجب فيها وقفة لطيفة جدا لي ولك أخي الغالي وأختي الغالية :
قول الله سبحانه وتعالى :" وَلَنَبلُوَنَّكُم" حرف موطأ إلى القسم من المقصود فيه ؟
كل خلق الله عز وجل مؤمن كافر فاسق فاجر الكل سيُبتلى بماذا " وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَات " هذا البلاء لكل الناس
ولا تبشير لكل الناس " وَبَشِّرِ الصَّابِرِين الذِينَ إذَا أصَابَتهُم مُصِيبَة " في وقت المصيبة
"قَالُوا إنَّا لِله وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُون "
تعال حبيبي الغالي أسأل نفسي وإياك سؤال ، لو أني أتيت وأعطيتك مليون ريال ، قلت لك خذ هذا المليون ثم أعطيتك مليون بعدها ثم أعطيتك مليون بعدها ثم أتيت بعد ثلاث أسابيع وأخذت منك عشر ريالات تزعل ؟! تغضب علي؟! تقول لم يعطيني شيء ؟ ماذا تكون ردة فعلك ؟ تقول كل الملايين لك صح!
تقول أصلا كل الملايين لك أنا ليس لي شيء
والله لو كان عندي وعندك قلب لكان في وقت المصيبة أن تقول فقدت كلى وأقول لك والقلب مَن حركه ؟
تقول الله عز وجل ,,الله الذي حركه يستطيع أن يأخذه ؟ نعم يأخذ أربع صمامات التي تنبض مائة وخمسة عشر نبضة في اليوم
ويجعل بدل المصيبة مصيبتين ؟؟
، فانظر ماذا بقي عندك مثل ما نظرت للمليون وعشر ريالات ,,ونظرت للذي بقي وقلت: لا ,,لو أردت زيادة خذ ،
قال " الذِينَ إذَا أَصَابَتهُم مُصِيبَة قَالُوا إِنَّا لِله" كلنا أصلا لله عز وجل ،
عندي خمسة من الولد أخذ واحد سبحانه وتعالى
لو شاء أخذهم كلهم لو شاء لم يعطيني أحد
هم أصلا من الله " إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُون " وبعد كل هذا سيجازي عليها
يعني تخيل آخذ العشرة منك وأقول لك لو رضيت عن عشرة سأعطيك خمسة ملايين
يقول " إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُون " " أولَئِكَ عَلَيهِم صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهم وَرَحمَة وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُون "
لاحظت أن أئمة المساجد حينما يقرؤن هذه الآية يركعون هنا ولا يكملون الآية التي بعدها ،
ما الآية التي تليها ؟ " إِنَّ الصَفَا وَالمَروَةَ مِن شَعَائِرِ الله " لها علاقة بالتي قبلها! لها علاقة ،
سأختصر الإجابة ، والله الذي لا إله غيره لو بحثت في كتاب الله من الفاتحة إلى الناس تبحث عن آية تناسب أن تكون بعد هذه الآية لن تجد إلا " إِنَّ الصَفَا وَالمَروَة مِن شَعَائِرِ الله " ،
والله لو بحثت في كتاب الله من أوله إلى آخره لن تجد آية تناسب أن تكون الآن تقال إلَّا " إِنَّ الصَفَا وَالمَروَة " ومن الناس من سمعته يقول والله إني أدخل في جو الصبر والبلاء والعطاء من الله عز وجل ثم فجأة أقرأ " إن الصفا والمروة "
فيذهب عقلي إلى عمرة وأنسى القضية
، تريد أن نتكلم عن العلاقة بينهم يقول الله عز وجل " إن الصفا والمروة " يريد أن يعيدك من أين جاء الصفا والمروة ؟ من أين بدأ ؟ كيف بدأت الصفا والمروة ؟ قصة بلاء وافقها صبر ورضاً
ثم جاءت العطايا ، كانت هاجر وإبراهيم عليه السلام وإسماعيل عليه السلام ثلاثة
" وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ " كانوا في وادي مليء بالخوف " وَالجُوع وَنَقصٍ مِنَ الأَموَال والأَنفُسِ وَالثَّمَرَات " وادي غير ذي زرع " وَالأَنفِس " كانوا ثلاثة! ذهب إبراهيم عليه السلام كم بقي ؟ اثنين ،
كل هذه المصائب اجتمعت في صفا ، اجتمعت في أماكن غيرها لكن لم تُقابل بالشكر ولكن هذه البلاءات عندما اجتمعت وقامت هاجر تقول يا ابراهيم لمن تتركنا ؟ بلاء شديد ، لمن تتركنا؟ أحدنا يرى ابنه الصغير يبكي ثم يتقطع قلبه الصيدليه جنبه يذهب ويأتي له بالحليب مع ذلك لا يتحمل ،من له ولد يعرف ما ذا أقول ؟ لا يتحمل أنه يبكي,, ثم تتركه الآن ؟ يا ابراهيم ءالله أمرك بهذا ؟ قال : اللهم نعم، قالت : ما ذا نفعل ؟! لا! إذاً لن يضيعنا ورجعت ،
الأب صابر والأم صابرة ذهب إبراهيم عليه السلام
يقول الله عز وجل للنبي عليه الصلاة والسلام
أنه عندما ذهب قال ( رَبِّ إِنِّي أَّسكَنتُ مِن ذُرِّيَتِي بِوَادٍ غَير ذِي زَرع عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّم رَبَّنَا لِيِقِيمُوا الصَّلَاة ) هدف مع البلاء وشدة البلاء,, يارب همي وهم أولادي أن يطيعوك ( رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاة فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهوِي إِلَيهِم )انظر الطلب
لو أن إبراهيم عليه السلام ذهب للقبائل التي تسكن حول مكه كلها وأقنعهم قال أعطيكم ملايين الدنيا بس أرجوكم أتوسل أن تذهبوا إلى إسماعيل وأمه
تعطونهم ماء سيذهبون ؟!!
والله لايذهبون لكن يعلم إبراهيم من هو قادر سبحانه أن يجعل الناس كلها تأتيهم
قال فاجعل لأنه لا أحد قادر على هذا إلا الله ولم يقل فاجعل أجسادا قال فاجعل أفئدة اجعله يارب يشتاق لمكه الوادي غير ذي زرع
إذا أراد الله شيء فعله (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد) ثم بعدها البلاء والصبر تعالى الآن وأنت في الصفا والمروه وتذكر ماذا تعني ( أُولَئِكَ عَلَيهِم صَلَوات )انظر البركات هناك وثمار الصيف في الشتاء وثمار الشتاء في الصيف والمتر أغلى متر في العالم في مكه
هذا الوادي الذي غير ذي زرع !!
نعم فيقلب الله الدنيا بما فيها إذا كان مع هذا الصبر رضا لله سبحانه وتعالى تأتيك من فوائد الصبر ( أُولَئِكَ عَلَيهِم صَلَوَاتٍ مِن رَبِّهِم وَرَحمَة وَأُولَئِكَ هُمُ المُهتَدُون ) لماذا تذكر إبراهيم عليه السلام النعم ؟وقال الذي خلقني ثم استعان بها على الصبر؟؟
أنت حبيبي الغالي وأختي الغالية نحن نصبر أحيانا على ناس.. تكون أحيانا تراجع في معاملة
تنتظر ساعتين,, ثلاث ساعات أقول لك يا أخي المعاملة هذه لك تقول لا ليست لي لفلان
طيب يا أخي مالذي جعلك تنتظر ثلاث ساعات لأجله؟
قال والله يستاهل الرجل وقف معي مره
فما بالك بالذي حركك وجعل كلاك تغسل سته وثلاثين مره باليوم ؟؟
لأجل هذا لن نصبر ولن نثبت على هذا الدين إذا ما فقهنا كتاب رب العالمين سبحانه الذي أنزله الله عز وجل ( كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَك ) كتاب يصبِّر النبي عليه الصلاة والسلام ويصبِّرني وإياك ..
يصبر النبي عليه الصلاة والسلام ويصبرنا احبتي الفضلاء ان كانت القضيه هذه في رسول وقد وُعد بالجنان تذكر نعمة الله سبحانه وتعالى عليك فما بالك في مخلوق لم يرسل بل لم يُرسل اليه لم يُنزَل إليه كتاب
بل لم يُكلَّف بشئ طائر جاء خبره في القرآن يقول الله سبحانه وتعالى
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ)
انظر لهذا الطير طير صغير لم يكلف فقال(أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يقين)
كيف امرأه تملك رجال؟ قال (وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ )
وجدتها على أي حال؟ قال (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُون)َ
طيب انت ماشأنك يسجدون للشمس أو للقمر؟ هل ارسلك الله رسول ؟ لا,, هل بعثك الله ؟ لا,,
ارسل لك كتاب ؟ لا,,, هل انزل لك ملك يوحي اليك ؟ لا,, كلفك ؟ لا,, اذاً مالذي حملك؟ ماذا تريد ؟
قال ألا يسجدوا لله ماذا فعل لك الله عزوجل حتى تصبر وتذهب لسبأ وترجع وأنت تعبان و قلبك قد احترق لأجله مالذي اعطاك اياه؟؟ قال ( أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي)
الذي ماذا؟ (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ )
يقول أنزل المطر واخرج الكلأ ثم والله لم أشبع إلا بفضله كيف لا أدافع عن دينه ؟لأجل حبتين قمح صبر على الدعوه ذهب وجاء ويذهب مره أخرى لأجل حبتين قمح وعش عزَّ عليه أمر يغضب الله سبحانه وتعالى كيف كل يوم آكل من فضله وأشرب ثم أرى ما يغضبه وأسكت؟؟
قال (أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ )
ثم يطلقها صرخه مدويه لكل من حضر من الإنس والجن والطير يقول
( اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَب العَرشِ العَظِيم)
تعالى خذ دراسه تفصيليه إذا كان صبره على هذه القضيه ,, الهدهد لا يملك تغيير منكر؟؟ هو رأى منكر لكن لا يعرف كيف يغيره لا أحد يفهمه في الدنيا هذه إلا سليمان فذهب وتحمل المسافات والتعب ثم ذهب إلى سليمان ويتكلم وكأنك ترى نياط قلبه تتقطع مع الآيات
( أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض )
تعرف هذا الهدهد لماذا اختار الله سبأ انظرالصبر ليس فقط تصبر على الدعوه إلى الله عزوجل بل تصبر على أمور تشتهيها نفسه نسيها ونسي حظه عندما تذكر الله عزوجل لماذا اختار الله سبأ ؟
احبتي لماذا الله اختار سبأ ؟
دعونا نفهم القرآن أحبتي اختار الله سبأ لحكمه وهو الحكيم سبحانه قال الله عزوجل يصف لك سبأ أنها كانت أجمل بقعه (لَقَد كَانَ لِسَبَأ فِي مَسكَنِهِم آيَه )صفها لنا يارب (جَنَّتآن) يقول هي جنان (عَن يَمِينٍ وَشِمَال ) وماذا يعنينا هذا أنها كانت جنان ؟ لأنك إذا أردت أن تُشغل بال الهدهد عن أمر اجعله يرى أنهار وأشجار وثمار ينسى كل الدنيا لأن هذه حياته اصلاً..
ماء يشرب منه وشجره عليها عش
إذا تريد أن تغريه عن أمر اجعله يرى هذه المواقف رأى هذه المشاهد الخلابه كلها لكن عندما رأى الله يُعصى نسيَ كل شئ ,,قال مارأيت إلا أن الله يُعصى أناس سافرت معي لأمريكا عاد فقال عندهم وعندهم وعندهم,, طيب ودينهم هو لا علاقة له بدينهم هو أكل وشرب بفضل الله وبقوته وبحوله,, تعالى وانظر احساس هذا الهدهد يصبر ثم يقول له سليمان سننظر أصدقت ام كنت من الكاذبين صدمه..!
لو تقول لأحد يا أخي والله نريد نشارك أو تأتي امرأه تقول السوق الفلاني فيه منكرات
دعونا نتعاون معكم (مع مكتب الدعوه )أو أي جهه نحضر أشرطه ونوزعها أو مطويات وننشر الدعوه في هذا المكان وتقول لها يا أختي أنتي كاذبه!!
والله سستترك كل شيء وتقول هذا جزائي؟؟
لكن الذي يعمل لله يقول: لا بأس أنا أعمل لله وأرجو ماعند الله فلا يضرني
النبي عليه الصلاة والسلام صبر وقد أوذي أكثر من مما أوذيت فالهدهد نسي حظه الآن
قل ماشئت ياسليمان عليك السلام ,,(صَدَقتَ أَم كُنتَ مِنَ الكَاذِبِين اذهَب بِكِتَابِي هَذَا) يحتاج لصبر مره أخرى اذهب لسبأ مره ثانيه أنا ليس عندي صحائف
لا بل مازال عنده حبتين قمح مؤثره في قلبه
يقول سأذهب وأرضي رب العالمين لأجل حبتين قمح وعده بجنه ؟ لاا وعده بحسنه ؟ لا,, بس حبتين قمح بس هذه اللقمه التي ملأت جوفه!! ثم اذهب
كم أسلَمَ على يده ؟ دولة سبأ
(وَأَسلَمتُ مَعَ سُلَيمَان لِلهِ رَبِّ العَالَمِين),, الذين كانوا يسجدون للشمس اصبحوا لا يسجدون للشمس
أصبحوا يسجدون لخالق الشمس سبحانه
(لَاتَسجُدُوا للشَّمسِ وَلَا للقَمَر وَاسجُدُوا لِلهِ الذِي خَلَقَهُن) هذه الدوله التي دخلت في دين الله وسجدوا لله لكن الهدهد ليس عنده صحيفه تسجل فيها هذه الحسنات كلها أنا وأنت عندنا صحائف كم سُجل فيها ؟ كم أسلم فيها ؟ الهدهد لا يستطيع أن يتكلم
ولم يُكلف ولم يُرسل له رسول ولم يقال له
(وَمَن أحسَنُ قَولاً مِمَّن دَعَا إِلَى الله)
ولم يقال له
(من دعا إلى هدى أو خير كان له أجر من عمل به إلى يوم القيامه ذلك لم ينقص من جورهم شيئا )
هذا سؤال حري أن نجيب عليه لأجل حبتين قمح
لو وعده الله بجنه ماذا سيفعل؟
تعرف ماذا أعطى الله الهدهد ؟
أول أمر أنه ذكره في كتابه سبحانه يكفي شرف نعم والله يكفي شرف!
الأمر الثاني أن الله سبحانه وتعالى ضربه مثلا للنبي عليه الصلاة والسلام ولأمته من بعده
قال انظروا إلى هذا الهدهد ذهب لأجل حبتين قمح ملأت جوفه انتم يامن وُعدتم بجنه ماذا عساكم ان تصنعون؟ ،
الأمر الثالث يقول الصحابه نهانا رسول الله عليه الصلاة والسلام من أن نقتل الهدهد,,
اقتل أي طير إلا الهدهد انتبه أن تقتله لماذا ؟
الذي تكلم عن الدين وصبر واحد يحفظ الله الفصيله كلها لأجل واحد !!
والله لو فعلنا ذلك ورآنا الله عزوجل نبتغي ماعند الله سبحانه وتعالى نبلغ دين الله على هدىً من الله وماعلمتَه أنت مطالب بإبلاغه وإيصاله إلى الناس
(بلّغوا عني لو آيه)
إن كنت تعلمها على بصيره وعلى علم علِّمها
كيف يحفظ الله الهدهد في هذه القضيه كلها لأجل واحد دافع عن الدين !! لو دافعت أنا وأنت ,,وكان ابوهما صالحا,, لأجل هذا كانت كل هذه الآيات تثبِّت النبي عليه الصلاة والسلام على الدعوه والقرآن يحرك المشاعر من هنا وهناك
تاره يذكر لك اولوا العزم من الرسل فصبروا وكيف كانت النتائج كل المخاطر كانت ضدهم كل الأمور كانت ضدهم ومع ذلك ينجيهم الله سبحانه وتعالى
ثم يحرك مشاعرك من ناحية مخلوق يعطى ولم يكلف لكنه حمل هم الدين
ثم يحرك مشاعرك بكلمات اطلقتها تلك القلوب قلوب الكفار عندما قالوا واسمع بقلبك يقول الله عزوجل (وَانطَلَقَ المَلأ مِنهُم أنِ امشُوا وَاصبِرُوا )
يتواصون بالصبر على ماذا؟
(أنِ امشُوا وَاصبِروا عَلَى آلِهَتِكُم )
اصبروا على الأحجار ودافعوا عن الأحجار وتحملوا يقول ابو لهب للنبي عليه الصلاة والسلام
انه كاذب
( إِن تَكُوُنوا تَألَمُونَ فَإنَّهُم يَألمُونَ كَمَا تَألَمُون وَتَرجُونَ مِنَ الله مَالَا يَرجُون وَكَانَ الله عَلِيمَا حَكِيمَا)
فقال الله عزوجل عنهم لأجل أحجار قاموا وانطلقوا انظر لم يقل مشوا بل منطلقين
(أَن امشُوا وَاصبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُم إن هذا لشئٌ يُرَاد)
يقولون أن النبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يقلب دينكم ويجعلكم لاتسجدون للاحجار .
هذا صبرهم على الأحجار؟!!
ثم يقول لك قلبك " هذه همتهم ,,انطلاق,, وتواصي بالصبر على باطل وعلى احجار! فكيف لا أصبر على دين الواحد القهار سبحانه وتعالى؟!
يقول الله عزوجل عنهم في استفزازهم للنبي عليه الصلاة والسلام (أَهَذا الذِي يَذكُرُ آلِهَتكُم)
انظرالإستحقار يقول هذا الذي يذكر آلهتكم يقول وردَّ عليهم الله( وهُم بِذِكرِ الرَحمنُ هُم كَافِرُون)
هو كافر بالرحمن مااستنكر على نفسه لكن استنكر على من يطيع الله سبحانه وتعالى يقول الله عزوجل
(إن يَتّخِذُونَك الا هُزُوا)
يستهزئون بالنبي عليه الصلاة والسلام والواحد فينا يقول أخشى أن ألتزم ويستهزئون بي ؟!
هل أنا وأنت أكرم من النبي عليه الصلاة والسلام ؟ لاوالله ومادام ارتضى الله عزوجل للرسل ولقد استهزئ بأعلى طبقه في الكون ولقد استهزئ برسل من قبلك إن كان يرضي الله عزوجل,,
إن صح منك الود .. فالكل هينٌ .. وكل الذي فوق الترابِ.. ترابٌ ..
قال الله سبحانه وتعالى (إِن يَتّخِذُونَك إِلَّا هُزُوا)
أهذا الذي بعث الله رسولاً؟؟
لأجل هذا عم النبي عليه الصلاة والسلام كان مقتنع بالدين وكثير من الناس مقتنعين بالدين
لكن ليس عنده الجرأه وعنده خور في نفسه وخوف لامبرر له والله لقد حُرِمَ من الجنه!
يوضع تحت قدميه جمرتان يغلي منها الدماغ اسأل الله لي ولكم العافيه من العذاب في الدنيا والاخره
هذا لماذا؟ يقول ولقد علمت ,, يقوله عم النبي عليه الصلاة والسلام يقول ولقد علمت بأن دين محمدٍ من خير أديان البرية دينا طيب لماذا لا تدخله؟؟
لولا الملامه ,,أخاف يهزئوني يقولون انظروا دخل الدين ,, لولا الملامه أو حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا ,,!!
ولم ينفعه مَن ترك الدين لأجلهم لم ينفعوه لا,, قدموه ؟؟ لاوالله بل اخروه..
تعال وانظر حبيبي الغالي واختي الغاليه
كيف كان يصبر النبي عليه الصلاة والسلام، علم أن الثبات والصبر ليس من عنده ،يقول الله سبحانه وتعالى:
{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
(( عن القرآن)) لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا) سيرضون عنك هذا الدين العصري!! هذا الإنسان الممتاز ماشاء الله عليه هكذا الدين ياأخي ؟؟ لا تقول صلوا في جماعة، لا ياأخي الدين يسر، الدين يسر لكن ليس بتحليل ماحرم الله سبحانه وتعالى ،
فيقول الله جلّ في علاه: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا}
أنا لم أكلف برضا الناس على رضا رب العالمين سبحانه وتعالى، لابد أن نعرف نطاق ما كلفنا به!!
أحبتي الفضلاء، أنظر ماذا قال الله بعدها:
{ وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ ..}
الثبات من أين؟؟ فهم النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل الله: لولا أن ثبت؛ لأني أنا وأنت لن نثبت ولن نصبر على الدين ،بأنفسنا لا حول لنا ولا قوة إلا بالله { وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ ..} شيئاً ماذا؟ كثير ؟؟
لا { شَيْئًا قَلِيلا..} هذا التنازل ليس من حقك؛ لأن الدين ليس لي ولك الدين لله عزوجل ،هذا التنازل ثمنه:
{ إِذًا لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ }
ضعف العذاب في الحياة وضعف العذاب في الممات لمحمد عليه الصلاة والسلام وحاشاه والله ،
لو ركن إليهم شيئاً قليلا، لكن حاشاه عليه الصلاة والسلام
أنظر كيف يحرك القرآن مشاعرك! أصبح النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك اليوم أكثر دعاءه
" يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك"
تعالى وانظر في حياة النبي علبه الصلاة والسلام، حين يسمع عن موسى عليه السلام، موسى يواجه في القرآن مواجهات شديدة، وينقل الله سبحانه وتعالى هذا الخبر للنبي
عليه الصلاة والسلام، قل لي كيف يستقبل النبي عليه الصلاة والسلام مثل ذاك القلب الطاهر هذه الآيات ؟؟
يقول الله سبحانه وتعالى عن موسى عليه السلام أنه عندما ذهب إلى فرعون والرسالة إلى النبي عليه الصلاة والسلام ؛ لأن موسى قد مات عليه الصلاة والسلام، وللنبي عليه الصلاة والسلام ثم لقومه، لي ولك { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }
قال { قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي }
الآن أمر ستمر به يامحمد بأبي أنت وأمي عليك الصلاة والسلام، لكن أنظر أولوا العزم من الرسل كانت عندهم نفس المخاوف ونفس المواجهات ونفس القضايا التي تحتاج لصبر،
قال أرسلناه إلى فرعون الطاغية المتجبر في الأرض، ومع ذلك يذهب موسى وهو بشر
{ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا }
النبي عليه الصلاة والسلام يتلو هذه الآيات، ماذا فعل به الله سبحانه وتعالى ثم يقول الله جلّ وعلا { قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}
كل الأمور الذي سبق ذكرها هي لك ،لكن انظر يقول الله عزوجل مذكراً موسى عليه السلام في وقتها،
ومذكرا لي ولك وللنبي عليه الصلاة والسلام قبلنا جميعاً،يقول الله سبحانه { قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى* وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى}
الآن أنت بقوتك تريد أن تدخل على فرعون وتخرج سالماً، قد أدخلناك وأنت ضعيفاً لا تملك لنفسك حراكاً ولا دفاعاً، {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى*إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ..}
أنظر حبيبي الغالي ، واسمعي أختي الغاليه الكلمات" أقذفيه" كلمه قويه،
لم يقل ضعيه في التابوت، قال " اقذفيه"
يارب هذا رسولك عليه السلام أضعف وهو رضيع أن يتحمل أن يُلقى في التابوت،والله ياجماعه الذي يريد أن يجرب، هل تستطيع أن تسقط ابنك من ارتفاع متر ؟؟ لم أقل تقذفه إسقاط فقط،
تتركه يسقط بهذه الجمجمة الضعيفة الهشه تفقده مباشرة، لكن أنظر ماذا يريد الله أن يوصل إلينا، قال الله سبحانه { اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ (( فلا تضعيه في اليم )) فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ ..}
سبحان الله هذا إذا خفت عليه!! إذاً إذا لم تخاف عليه ماذا تفعل؟؟ هذا إذا خفت عليه أقذفه في التابوت وأقذفه في اليم يلقه اليم بالساحل، ثم الرابعة{ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ..} الذي خفت منه سأدخله في بيته وإن كان قادر أن يفعل شيء من تلقاء نفسه لم آذن به فليفعل؟؟ ما أعظم الله !!
أربع محطات كفيله أن تقتل موسى، من أول مايلقى في التابوت، ومع ذلك يقول الله عزوجل
{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي..} هل أرجعه لأمه أو لا ؟؟
أرجعه لأمه{فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ }
موسى فهم الآن، مادام نجاني وأنا رضيع وهو يبحث عَنِّي ليقتلني، إذاً الآن أنا أقوى!
ومعي رسالة ربي سبحانه وتعالى،
فهم النبي عليه الصلاة والسلام أنه لا أحد يملك نفع ولا ضر إلا بإذن الله سبحانه وتعالى،
لأجل هذا عندما فهمها من أولوا العزم من الرسل، من كتاب الله سبحانه وتعالى بعد توفيق الله، قالها لابن عباس يريد أن يعلم الناس أن لا يخافوا من أحد، قال ياغلام: " احفظ الله (( كما حفظ موسى الله فحفظه الله عزوجل ، احفظ الله كما حفظ الله ابراهيم فحفظه الله سبحانه وتعالى، احفظ الله كما حفظ الله نوح عليه السلام فحفظه الله سبحانه وتعالى، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله"
ستواجه؟ نعم ستواجه.
من دول الكفر؟ نعم كما واجه فرعون، كما واجه موسى من قبل فرعون.
تعلم ماذا يقول فرعون لموسى،يقول فرعون لموسى:
{ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ ..} معروفه فعلتك سبحان الله جريمتك لن ننساها !!
ماهي جريمته؟؟ كم إحصائية القتلى؟؟ واحد
والذي يلقي الإتهامات كم إحصائية القتلى عنده؟؟ ملايين
{ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}
بسم الله عليك يالمسلم! وأنت مسلم يافوعون !!
لا حظ تقليب،{وقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} لماذا تقتله ؟؟
{إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأرْضِ الْفَسَادَ} هذا سيفسد الدنيا كلها! طيب هذا يفسد الدنيا كلها لأجل أنه قتل واحد، أنت قتلت ملايين ماتقييمك لنفسك ؟؟
قال: {مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ}
لا أريد فيكم إلا كل خير! كذب والله.
ففهم النبي عليه الصلاة والسلام أنه لا بد أن يصبر؛ لأنه سيواجَه بأنه ساحر وأنه مجنون وأنه يسفه آلهتنا، هذا الذي استفاده النبي عليه الصلاة والسلام من سيرة أولي العزم من الرسل، لا بد نحن أن نستفيد من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنه هو الذي علمنا بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام بعد توفيق الله سبحانه
تعالى وانظر إلى نوح عندما استنفذ طاقته كلها، استنفذ الطاقة كلها ثم قال
ربي { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ }
هذا لا يقدر عليه، لكن هو فعل الذي يقدر عليه ، ففهم النبي عليه الصلاة والسلام أنه مطلوب منّي أن أفهم ما كُلِّفت به؛ حتى أصبر على أمر رب العالمين .
نوح عليه السلام لا يستطيع فتح أبواب السماء ولا أن يفجِّر الأرض قال الله { وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا}
فقال وفجرنا الأرض عيونا، لم يقل فجرنا عيون الأرض؟؟ قال: {وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ ..} وحملناه ولم يقل حملته؟
انظر التوحيد، لم يقل حملته السفينة
هي كلها ألواح ودسر أصلاً،لكن الذي حمله هو الله سبحانه وتعالى { تَجْرِي بِأَعْيُنِنا}
ياربي سبحانك ما أعظمك!!
نعم كل الناس تغرق إلَّا نوح ومن آمن معه، وما آمن معه إلَّا قليل .
فهم النبي عليه الصلاة والسلام أني أصبر على ما كلفت به؛ حتى يبلغني الله عزوجل مالا أكلف به.
خرج موسى عليه السلام مطروداً خائفاً يترقب ثم رجع أرجعه الله ملكاً صح ؟، أنظر ماذا فعل
الصبر في قلوب أولوا العزم، عندما خرج
بعد أن نصره الله سبحانه وتعالى أمام السحره،
يصف الله لك المشهد كأنك تراه وكأنك تسمعه بالصوت والصوره يقول الله سبحانه وتعالى:
{ لَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ (( أنظر الناس التي لاتصبر!!)){قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ }
{ أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا}
القلوب تعودت أن لا تصبر لله عزوجل ،
تصبر على الإهانه تصبر على الذل؛
لكن أصبر في سبيل الله لا لا أعرف،
قال الله عزوجل { قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } من أسوأ الحالات في الدنيا التي تواجهك حينما يخذلك أقرب الناس لك، حينما يخذلك عدوك هذا ليس بغريب، لكن
حينما يخذلك الذي معك الذين معه جميعهم القلوب خرج ما فيها من قلة يقين وقلة إيمان
قالوا{إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } لو تركتنا نغسل لهم ملابسهم وثيابهم أفضل، مَن الذي كان يقتل أبنائكم ويستحي نسائكم قال:{ قَالَ كَلا..}
انظر الآيه كيف يسمعها النبي عليه الصلاة والسلام من جبريل{ قَالَ كَلا
إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِين } كيف سيأتيك، أين أسلحتك أين دباباتك؟؟
قال ليس عندي، أنا عندي رب العالمين سينجيني من هذا ، أنا فعلت الذي كلفت به هذا لم أكلف به ولا أستطيع فعل شيء، قال:{ كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِين فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ ..} وما تفعل ياربي عصا ،في بحر حمل أطنان من البواخر والأخشاب؟؟
لن تفعل العُصي,, سيفعل الله، لم تفعل سفينة نوح!!
فعل الله سبحانه وتعالى؛ لكن لابد أنها استنفذت الطاقات التي عندهم قال
{ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ }
ثم نجى موسى عليه السلام ومن معه،
سبحانك ربنا!!
عندما سمع النبي عليه الصلاة والسلام نعم نصبر، ضاقت عليه الدنيا حتى جاء في مكان ضيق، رسول الله عليه الصلاة والسلام أحب مخلوق خلقه رب العالمين، يكون في يوم من الأيام في غار قد انطوى في ذاك الغار مع صاحبه أبو بكر رضي الله عنه الصديق، ومع ذلك مازال الظن بالله,, لأنه؛ كما أوذي من قبله وصبر لا تحزن
{لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ..} كيف لا أحزن وهم سيوفهم مجردة وسيقطعوننا تقطيعا؟؟
{لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ..}
" ما ظنك باثنين الله ثالثهما"؟
عنده عزيمه قويه بأن يصبر لله تعالى،
إذا تعلمنا الصبر من النبي عليه الصلاة والسلام تجد عندك طاقة لتتعامل مع المشاكل التي تأتيكم في الدنيا، بل والله العظيم يوصل الله لك من الأمور مالا تدرك ،يكفينا أن الله عزوجل يقول:{ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ } لأجل هذا فقد صبر النبي عليه الصلاة والسلام وهو الرسول الوحيد بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام، الذي جرب جميع المشاكل.
أنت يتيم يصلح يكون قدوة لك النبي عليه الصلاة والسلام ، أنت فقير ليس عند أكل!!
يروي البخاري رحمه الله يقول ( ما شبع آل محمد عليه الصلاة و السلام منذ أن قدم المدينه من بُر – طعام بر- حتى لقي ربه ) ما شبع من بر فأنت فقير يصلح قدوتك النبي صلى الله عليه و سلم ربط على بطنه الحجر من الجوع طيب أنت ملك يصلح يكون قدوتك النبي صلى الله عليه و سلم لأنه كان ملك أنت متزوج واحده يصلح أن يكون النبي قدوتك أنت متزوج أربع يصلح يكون النبي صلى الله عليه و سلم قدوتك و معه تسع عليه الصلاة و السلام
في التعامل صبر في كل المواطن أنت قل ما شئت فقير غني جرب أن تكون بجميع الحالات
الظروف الصعبة كلها مرت على النبي صلى الله عليه و سلم , يفقد أقرب الناس له و هذه إشارة قويه جدا لكل من يسمعني الآن إذا ضاقت عليك و أبعد الله سبحانه و تعالى عنك المعين من البشر فاعلم أنه سيتولاك إن صبرت و اتقيت
لما أراد الله سبحانه أن ينصر النبي عليه الصلاة و السلام النصر العظيم أُبتلي بموت خديجة الأمان الذي كان يحسه في البيت لم يعد موجود و صبر بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام ( فَاصبِر صَبرَاً جَمِيلَا ) تخيل كانت تواسيه و فجأه ينظر في غرفتها ليس فيهاأحد ’ كان عمه يواسيه ثم فجأه يفقد عمه
انظروا الله سبحانه و تعالى إذا أراد أن ينصر
ثم فجأة يُطرد و يذهب إلى أهل الطائف
ثم يرده أهل الطائف و يقول ما مرَّ بي يوم مثل ذاك اليوم يوم أن طردوني ( يقول لعائشة رضي الله عنها فعرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما طلبت ثم رجعت مغموما على وجهي و لم أفق إلا و أنا في قرن الثعالب,, يوم أن ذهبت المساعدات البشريه و ما كان إلا هو عليه الصلاة و السلام أرسل ,,قال لم أفق إلا بسحابه و إذ بجبريل يسلم عليه و يقول هذا ملك الجبال ليس عندك أحد يساعدك ارسلنا لك واحد أحسن من مئه ألف رجل إن أردت أن يطبق عليهم الأخشبين,, و ما كُلِّف بقتل الناس هو كلف بأمر أن يدعو الناس إلى دين رب العالمين قال : ( كلا إني لأرجو الله –انظروا الصبر , أنا لا أنسى همي و وظيفتي الأساسيه – إني لأرجوا الله أن يُخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده ) خرج من أصلابهم من يعبد الله وحده ؟؟!!سبحانه
حبيبي الغالي أختي الغالية حتى نلملم هذا الشتات
من أقوى ما يثبتنا و إياكم على الصبر أن نستعين بالله ولأجل هذا من أنواع الصبر ( وَ اصبِر وَ مَا صَبرُكَ إِلَّا بِالله ) و هذا يأتي في باب الاستعانة ,,و الاستعانة وسيله موصله إلى مرحله أعلى منها وهي الصبر لله و هي العبادة و هي الإخلاص , فأنت لن تصبر إلا بالله من يتصبر يقول النبي عليه الصلاة و السلام من يتصبر يصبره الله ,,قدوتك.. إذا فقدت طفل لك تذكر محمد عليه الصلاة و السلام و هو يمسك بإبراهيم و قلبه أرحم بابنه منا جميعا ( وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلَّا رَحمَةً لِلعَالَمِين )
و مع ذلك يمسك ابنه ثم تنزل دمعته عندما فاضت روح إبراهيم ابن النبي علية الصلاة و السلام بين يدي النبي عليه الصلاة و السلام موقف ليس بسيطا و ليس سهلا أحبتي تخيل لو واحد من أبنائك اليوم تمسكه وهو يتقعقع بين يديك ثم تنزل دمعته
فيسأله عبد الرحمن بن عوف ماهذا يا رسول الله تبكي ؟ قال إنها رحمة إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله و إنا إليه راجعون
فمتى تأسينا بسنته عليه الصلاة و السلام و اتبعنا أمره نهتدي لأحسن الأخلاق ( و إن تطيعوه تهتدوا )
فالصبر و طاعة النبي عليه الصلاة و السلام و التقوى اجمعها كلها فإذا صبرت و قلت إنا لله و إنا إليه راجعون خذ العطايا من ربك صلوات ..رحمة ..ثم أولئك هم المهتدون هناك صبر مع تقوى إن تصبروا و تتقوا يقول سبحانه (إِنَّهُ مَن يَتَّق وَ يَصبِر فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِين)
رفعك إلى درجة الإحسان
سأختم بموقف رأيته في المستشفى الذي أعمل فيه درس عملي للتأسي بالنبي عليه الصلاة و السلام رجل عنده طفله كان اسمها لمى عمرها ثمان سنوات عندها عضلة القلب ضعيفة جدا اللون أزرق و الله يا جماعة أني أنا لست أباً لها و إذا رأيتها يتقطع قلبي
تراها ترحمها يتقطع قلبك عيون صفر و الكبد فشلت لأن القلب ضعيف الرئة محتقنة لا ترى إلا الدم لأن القلب لا يضخ الدم الذي فيه فيبدأ الدم يتراجع للكلى و فشلت الكلى و القلب فشل و الرئة فشلت و الكبد فشلت فتغير كل ما فيها
عندما توقف قلبها و بدأنا نعمل إنعاش لها ,,أحد فوق صدرها يضغط على القلب حتى يضخ الدم للمخ و للرئة و الثاني هناك على جهاز التنفس يعطيها أنفاس و الرابع هناك يعطيها أدويه قابضه للشرايين و مقويه للقلب و الأب و الأم هناك وراء الستار
و الله يا جماعه إن الأب ينظر ثم يرجع يقول للأم يا أم لمى لا تنسين و الله لا ندري ماذا يعنى,,!
لا تنسين يا أم لمى لا تنسين لاندري ما معنى لا تنسين ثم يرجع و يقول لابنته الحمدلله
و يرجع و يقول لأم لمى لا تنسين و يرجع في الثالثة يا أم لمى لا تنسين ثم بعدها عندما انتهت و استنفذت طاقات البشر أربعين دقيقة إلى خمس و أربعين دقيقة إنعاش قلنا القلب متوقف و لم يستجب و لن يستجب إلا أن يشاء الله وانتهت القضية
و الله العظيم التفت إلى زوجته و قال يا أم لمى لا تنسين احمدي الله عز وجل ثم خر عند السرير ساجدا اللهم لك الحمد رضينا عنك فارض عنا
تنظر للمرأة تسجد جنبه اللهم إنا رضينا فارض عنا أسأله و يسأله الإخوان ماذا كنت تقول للأم؟
كما قال النبي عليه الصلاة و السلام إنما الصبر عند الصدمة الأولى درس هز المستشفى كله يقول إني أقول لها لا تنسين ثمان سنوات و هوسبحانه يحرك قلبها و يمتعنا بها لا تنسين
يقول لا تنسين الثمان سنوات ليس لنا أصلا حق في ثانيه واحدة لكن متعنا الله و أعطانا إياها ثمان سنوات يا أم لمى لا تنسين إن هناك ملائكة تسمع ما نقول و سترجع إلى رب العالمين
و إما أن تقول حمدك و استرجع و إما أن تقول جزع و في النهاية لن يقدم هذا في حياة أهلنا شيء
إنما الصبر عند الصدمة الأولى
الصبر أحبتني الفضلاء الذي علمناه رسولنا عليه الصلاة و السلام صبر إختياري و صبر إضطراري فالنصبر الصبر الإختياري فهو أعظم و أغلى من الصبر الإضطراري ,, والاضطراري مثل مرض لازم تصبر و لن يتغير شيء,, مات لك أحد ولن يتغير شئ لكن الصبر الذي باختيارك الذي عليه النبي عليه الصلاة و السلام كان عنده أشياء كثيره أقلها أن يأمر ملك الجبال يُنهي قريش التي عذبته و يمحي أهل الطائف ومع ذلك صبر باختياره لأنه يريد ما عند الله سبحانه و تعالى و نحن نريد ما عند الله سبحانه و تعالى
فخلاصة الموضوع كله أن أفعل و تفعل ما بوسعي ووسعك و أصبر
و الله الذي لا إله إلا هو سيكون الجزاء أنك توفى أجرك بغير حساب إذا لقيت الله
اللهم جعلنا يارب من الصابرين في سبيلك اللهم اجعلنا من الصابرين في سبيلك اللهم إنك ذكرت مزية إن لم تكن إلا هي لكفت أنك أنت مع الصابرين اللهم فكن معنا كما كنت معهم فلا يضرهم من كان ضدهم
اللهم يا رب الأرباب يوم تجمع الأولين و الآخرين فحرم وجهي و وجوههم عن النار اللهم كما شرفتني بان جمعتني بإخوة لي هنا و أخوات فوق هذا الفرش
اللهم شرفني برؤيتهم أخرى تحت العرش
اللهم إنك تعلم أن في صدور أحبتي هؤلاء و أخواتي أمنيات لا يعلمها إلا أنت فاطر الأرض و السماوات اللهم لا تبق في صدورهم أمنية هي لك رضاً و لهم فيها صلاح إلا كتبت قضائها قبل أن يقوموا من مجلسهم هذا إن ذلك عليك يسير و إنك بالإجابة قدير و إنك يا رب العالمين قادر أن تسعد هذه الوجوه
فاللهم لا تفرقها إلا و قد كتبتها مع سعداء الدنيا و الآخرة يا رب العالمين اللهم اجعلنا من الصابرين اللهم اجعلنا من الصابرين
ووفق كل من قام على هذا اللقاء و اشكر يا رب سعيه اللهم اجمع كلمة ولاة أمور المسلمين و شعوبهم يا رب على البر و التقوى و على ما تحب و ترضى اللهم يا رب ولِّ علينا خيارنا و اكفنا شر شرارنا
اللهم أصلح لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير و تدلهم عليه اللهم خذ بنواصيهم للبر و التقوى اللهم يا رب إنا صبرنا في هذه الساعة نرجو ما عندك اللهم لا تردنا خائبين
و أصلي و أسلم على أشرف من وطئت قدمه الثرى بأبي و أمي و جزاكم الله عنا خير
للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :
http://www.abdelmohsen.com/play-715.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.
-
الاربعاء AM 08:09
2015-01-14 - 5941