القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
قلبٌ يتدبّر
قلب يتدبر
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..
الحمد لله رب العالمين و أصل و أسلم على أشرف خلق الله أجمعين
نبينا محمد عليه وعلى آله و صحابته أفضل الصلاة و أتم التسليم ..
أما بعد أحبتي الفضلاء ..
فحياكم الله و بياكم , وسدد على طريق الحق إلى جنة المأوى خطاي وخطاكم ,
واسأل الله جل في علاه أن لا يصرفنا من هذا المكان إلا وقد قبلنا كلنا ,
وغفر ذنوبنا كلها , جلها و دقها , أولها و آخرها ,
و اسأل الله جل في علاه أن يجعل عملنا كله صالحا ,
و أن يجعله كله لوجهه خالصًا , و أن لا يجعل لأحد من
خلقه البشر الضعفاء حظ ولا نصيب , فمن أراد أن يتعب
بلا فائدة فـلـ يرائي ضعيفاً..
وهذا القرآن الذي اسأل الله جل جلاله أن يجعل الله هذا الكتاب
ربيع قلوبنا , و نور صدورنا , و جلاء أحزاننا وذهاب همومنا
و غمومنا و قائدنا إلى جنات النعيم ..
هذا القرآن نزل به الروح الأمين , على قلب محمد عليه الصلاة والسلام ..
جاء في هذا الكتاب أوامر وآيات وقصص تعلم كل
واحد منا أن لا يعلق قلبه بضعيف مثله ..
عنوان هذا اللقاء " قلبٌ يتدبر "
اسأل الله جل جلاله أن يفتح أغلاق قلوبنا ,
لأنه والله ليس بوسعك
ولا بوسعي ولا بأموالنا ولا بأجسادنا أن نفتح القلب
يقول ربي جل جلاله ,,
وأعظم الكلام وأجل الكلام وأقوى الكلام وأثقل الكلام
هو كلام الله يقول ربي جل في علاه
((وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) ..
قبل أن ننتقل للآية التي بعدها , تعرف ما هو معنى هذا الكلام أخي الغالي ؟!
يقول نواس بن سمعان أحد أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام
سمع هذا الحديث الصحيح من لسان النبي عليه الصلاة والسلام ,
يقول إذا أراد الله أن يتكلم بالوحي , انظر إلى القرآن كله
من الفاتحة للناس لا يوجد ولا آية نزلت إلا أنطبق عليها هذا الحديث ,
كل الآيات , قال ( إذا أراد الله أن يتكلم بالوحي)
يعني آية ستنزل لم يقلها بعد , قال
(أَخَذَتِ السَّمَاوَاتُ السَبع رِعْدَةً )
تصدقون هذا الكلام ! هذا كلام محمد عليه الصلاة والسلام حديث صحيح ..
قال أو قال رجفةً شديدة يعني ليست أي رجفة قال
سبع سماوات طباق ترتجف وهو لم يتكلم ربي بالوحي بعد ,
قال فيتكلم الله بالوحي جل جلاله , تكلم قال أي آية ,
قال فيخر كل ملكّ في السماوات السبع سجدًا لله , كل الملائكة ,
فيه ثمانية منهم وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام
في حديث أبي داوود وعند الطبراني في الأوسط .. قال النبي عليه الصلاة
والسلام جالس مع أصحابه قال أُذن لي ,
يعني الله عز وجل أذن لي وسمح لي , أن احدث عن أحد الملائكة
من حملة العرش واحد , سيصف النبي صلي الله عليه وسلم الملك , قال ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه , قم بقياس المسافة
بين أذنك وكتفك هذا العاتق .. قال ما بين شحمة أذنه إلى
عاتقه مسيرة سبع مئة عام يخفق فيها الطير..
يعني لو أن طير تحرك من عام 700 هجري يكون قد وصل في عام
1400 هذا مقدار المسافة ما بين شحمة أذن الملك إلى عاتقه , هذا الملك يسجد ..
كل الملائكة تسجد إذا تكلم الله بالوحي جل جلاله ,
قال سيكون اول من يرفع جبريل عليه السلام قال
فيسمع ما قاله الله عز وجل ..
قال فإذا نزل من السماء السابعة إلى السادسة إلى الخامسة
كل ما نزل سماء جاءه الملائكة قالوا ماذا
قال ربنا ! من الصاعقة ما سمعوا قالوا ماذا قال ربُنا قال:
قال الحق وهو العلي الكبير سبحانه فينزل
وهذه القصة الآن وهذه الآية تعلمك نزوله
(وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِين )
انظر لـ هذه الآيات الثقال إنا سنُلقي عليكَ قولاً ثقيلا
( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِين )
أين نزل !! هذا المربط أين نزل !!
يا أحبتي قال أحد الصحابة إنه لكان ينزل عليه الوحي
وهو على دابته القصواء فتخر
( قولاً ثقيلا)
آيات نازله تسقط الناقة , أو النبي صلى الله علية وسلم أو مع عائشة ,
واقف قائم جالس عليه الصلاة والسلام ما نزل القرآن على أذنه !!
يا جماعه يجب أن نفهم القضية قبل أن ندخل في الموضوع !
جميعنا وصل القرآن إلى أذاننا إلا إن كان بيننا أصم ,
لكن القرآن وصل النبي عليه الصلاة والسلام ما وصل القرآن لأذنه ..
في هذا دلالة يا جماعه لأجل أن نعرف أين المشكلة !
و نستطيع أن نحلها بإذن الله ونستعين بالله عز وجل
قال الله عز وجل ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِك )
كيف !! هل يعني أن النبي عليه الصلاة و السلام لم يسمعه !
لماذا على قلبك !
يا جماعه هذا مكان القرآن .. القلب , كل آية شعرت أنها
مرت عليك سواءً سماعاً أو قراءة و لم تحرك فيك شيء
تأكد يقيناً أنها والله ما نزلت على قلبك , ما وصلت المكان
الذي يريده الله ..
لأجل هذا أحبتي في الله نقرأ اليوم ثم إذا نسي أحدنا أين توقف ,
ممكن يرجع خمس صفحات ثم يفآجأ في آية بعد خمس صفحات
قال لا هذه قد قرأتها
نعم , هذه هي التي وصلت قلبك , الباقي كلها
ما وصلت لأجل هذا نسيتها , هذا كله نعاني منه ..
أين مكان التذوق تريد أن تتذوق شيء أين مكانه ! اللسان صحيح أم لا !
يعني لون الآن أحضرت لك أي طبق أو أي عصير و
اسكبه على يدك لن تشعر بشيء , لن تعرف طعمه صحيح أم لا !
حسنًا لو وضعته على خدك لن تشعر بشيء !
على رأسك لن تشعر بشيء ! على قدميك لن تشعر بشيء إلى
أن يصل إلى لسانك ستشعر بطعمه ..
تخيل لو اللسان هذا مغلف بمادة بلاستيك و أعطيتك
كأس ليمون وكأس عصير وكأس عسل وكأس حامض ومالح ,
كلهم عندك سواء صح ! لأن مكان التذوق مغلف ,
إذا كان لا يذوق العسل من ليس له لسان , اذًا والله لن يذوق طعم القرآن
من حرم لذة الجَنان بقلبه, أن يكون مفتوح ..
لأجل هذا الله سبحانك وتعالى لا يذكر القرآن
في قضية تدبر إلا يذكر القلب دائماً , يذكر هذا القرآن معه القلب ,
إذا ما شعرت بشيء عند تلاوة القرآن راجع قلبك !
أحدهم يسأل يقول ما هو أحسن كتاب تفسير !
و القضية ليست قضية كتاب تفسير !
مثل لو نقول ما هو أحسن نوع من أنواع العسل !
إذا أنت ليس عندك لسان كيف تتذوق أحسن عسل صحيح أم لا!
أحدهم مُقطعة رجليه و يبحث عن حذاء أعزكم الله ,
نقول له لا تبحث عن أحسن حذاء ! هل اتضحت المسألة يا جماعه !!
دعونا نبحث كيف نحل المشكلة الموجودة عندنا هنا أولًا ..
قال الله عز وجل ( المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ )
فأول قضية تركز عليها لا تبحث عن تفسير
( كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ ) أين المشكلة ؟؟
( فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ )
أهم شيء قم بتنظيف هذا المكان ..
( فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )
( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ ..)
أين ؟؟
( عَلَى قَلْبِكَ )
لا نريد أن نقرأ التفسير بالعيون نريد أن نرى أين المشكلة لأجل أن نحلها ,
أسأل الله أن يعيننا على حلها ..
الله عز وجل اختصر القضية ومرت السور كلها قال الله عز وجل
( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ ..)
إذا لا تتدبر لا تذهب تبحث عن تفسير ولا تبحث عن صوت قارئ ..
أخبرك إذا لا تتدبر أين تذهب
( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) .
باختصار هل تشعر بطعم القرآن !
هل تشعر نفسك متلذذ عند تلاوته تود أنك لا تتوقف أم لا تشعر !!
إذا شعرت بذلك فأسأل الله أن يثبتني وإياك لأنها أعظم نعمة أُعطيها
بشر في العالم , إذا لا تشعر بذلك والله العظيم لديك مشكلة ,
هذا القلب الضعيف فيه مكان مُقفل وهو أهم مكان .
بمعنى الإنسان يصبح أصم ليست مشكلة يصبح أعمى
ليست مشكلة فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب
هذه هي المشكلة لأجل ذلك قال الله
( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
لا تبحث عن تفسير وهذا المكان ( القلب ) مغلق حاول أن تفتحه ,
و لو أحدهم كان أُمي يبحث عن تفسير نقول له اقرأ تعلم القراءة أولًا !
ما هو أصعب عضو في العالم عند أي أحد! ما هو
أصعب عضو و أخطر عضو ,, هذا القلب صح !
أعطيك دليل سريع ..
الآن هل أستطيع أمامكم أن آمر جسمي يركع أمامكم ركع صح ؟
وآمر جسمي أن يرفع .. رفع , وآمر جسمي أن يسجد .. سجد ,
وآمر أن يتحرك .. تحرك , وآمر عيني أن تتحرك تحركت ,
كلها أستطيع أن أتحكم بها , لكن لا أستطيع أن أقول لقلبي
اخشع فيخشع صح ؟
حرك عينك كما أردت , وحرك أذنك كما أردت , لكن قلبك والله
لا يحركه إلا الله , لابد تفتقر إلى الله من أجل أن يصلحه لك
تستطيع أن تأمر أي عضو من أعضائك يستجييب بما تريد بإذن الله ,
إلا قلبك جعله الله عز وجل لأجل أن تعرف ضعفك ..
وأنزل لهذا القلب , الكتاب لأجل أن يصلح هذا العضو فقط ,
القرآن نزل من أجل أن يصلح قلبك ؟
نعم , هذه القرآن كله نزل من أجل أن يصلح قلبك فقط وإذا صلح قلبك
في الصحيحين إذا صلح ( مضغه إذا صلحت ) كل جسمك يصلح ..
فاسأل الله أن يصلح قلوبنا ..
دعونا نفهمها واحدة واحدة ..
الآن عرفنا أن أخطر عضو أين ! هذا القلب ,
وعرفنا أن الكتاب هذا نزل ليصلح العضو هذا لوحده صحيح !
لكن هل القرآن هو الذي يصلح القلب ؟؟ لا
لو كان يصلح القلب لوحده لقلنا إنا ختمناه صحيح !
كان صلحت قلوبنا منذ زمن ..
لأجل هذا أرسل الله في القرآن دروس ومن الدروس درس
نزله الله على محمد علي الصلاة والسلام
الدرس هذا اسمه
( وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاك )
أرجوكم انتبهوا لكلمة ثبتناك لأن كل حرف في القرآن له طعم ..
الله لم يقل ولولا أن ثبت , و لم يقل لولا أن ثبتك القرآن أعطاها
صريحة لا تلميح فيها مباشرة قال
( وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا )
أول ما نزلت الآية هذه تغير النبي صلى الله عليه وسلم , فهم الدرس ,
فهم أن القضية ثبات ليس من عند أحد فكان أول
أكثر دعاءه الاستغفار في المجلس من سبعين إلى مائة مرة بعد
ما نزلت هذه الآية كان أكثر دعاءه ماذا ! يا مقلب
القلوب ثبت قلوبنا على دينك ..
إذن القضية الأولى أن قلبك لن يتدبر القرآن ولن يثبت على شيء ولا على
خير إلا بالله واضح يا جماعة
جعل الله أسباب تعيننا على هذا الثبات منها هذا القرآن قال
( كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَك )
انظر إلى الدقة لم يقل كذلك ليثبت القرآن فؤادك
باقي القضية من المثبت هو الله قال ( لنثبت ) نحن سبحانه جل
جلاله ( به ) هذا القرآن سبب
هذا القرآن أيها الناس يتحدث عن ماذا ؟؟
عرفنا يا جماعة الآن نقاط مهمة أول الأمر , أبحث عن
قلبي المسكين وكيف استصلحه بالاستعانة بالقوي العلي
الكبير جل جلاله
وعرفنا أن ثبات القلب بعد أن يصلح ليس بيدي , بل بيد الله سبحانه
وتعالى
حسنًا , هذا القرآن نزل يتحدث عن ماذا ؟
, يتحدث عن مواضيع قوانين في الأرض ..
أول قاعدة يتحدث عنها القرآن يعرفك من هو الله
من القواعد في القرآن
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )
يقول ابن القيم عليه رحمة الله:" أبى الله إلا أن يكون هو الغني
و أبى الله إلا أن يكون خلقه عبيد فقراء "
قال : كيف لا يكون فقيرا وقد أخرجه الله من موضع البول مرتين !
الملوك من أين خرجوا من موضع البول ؟ إذن والله فقراء ..
أبى الله أن لا يكون إلا هو الغني ، وأبى الله إلا أن يكون خلقه
فقراء إليه سبحانه يقول الله عز وجل
في هذا السياق في سياق هذه القاعدة
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّه..)
قال ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّه )
تخيل إنك كنت في يوم من الأيام ، وأنت في بر منقطع ليس عندك
أحد يساعدك ولا لديك وجبة وليس لديك أي قضية،
ونمت جائع ثاوي ، وأول ما استيقظت وجدت سفرة أمامك فيها جميع
أنواع الأطعمة و الشراب ، هل تشرب تأكل على
طول بتسمي !! ماذا تفعل ؟؟ نشكر صح ؟؟
ماذا بعد الشكر نسمي صح ؟؟ ماذا بعد الشكر ؟؟
ستبحث عن الذي وضعها , مادام فيه نعمه لا بد فيه مُنعِم ،
لا إله إلا الله
حسنًا , تستيقظ من نومك و تتحرك و غيرك لا يستطيع أن يمشي ،
تستيقظ من النوم يديك تتحرك من الذي وضع هذه النعمة ؟
أعصابك توافقت مع عضلاتك بالذي تفكر فيه ,
أمر الله النعم تتحرك كيفما أردت أنت ، من هو الذي أعطاك إياها ؟
لأجل هذا يا جماعة لو فكرنا النبي 'صلى الله عليه وسلم'
كان إذا قام يمسح على وجهه ويقول :
الحمد لله الذي أحياني - فيه نعمه فيه مُنعِم - بعد ما أماتني
عيون مغمضة لا ترى و نائم وأذن لا تسمع لا يوجد شيء - أحياني –
فإذاً يا جماعة مادام فيه نعمة لابد فيه مُنعِم.
أعطاك الله إنه هو الغني و أثبت الله لك أن كل خلق الله فقراء ،
قبل ثلاث أيام أقرأ في سورة النحل ، أسأل الله أن يفتح قلوبنا لهذا القرآن ،
يقول عز وجل :
( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ
مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُون )
ما معنى هذا الكلام ؟
مشكلتنا قرأنا , ضرب الله مثلاً ضرب الله مثلاً و لا نقف عندها ،
أرجوكم دعونا نقف أنا و إياكم مع هذا المثل ..
الله يصور لك لو دخلت في قرية و رأيت رجل عنده عبد مملوك العبد
المملوك منطوي في زاوية ليس عنده شيء , الله يقول - لايَقّدِر –
أصلا لو قال عبداً مملوك أنت ستعلم أنه ليس
عنده شيء ولا ؟ المملوك ماله شيء , بيد سيده
فوق إنه مملوك ، مملوك عنده صفة خاصة إنه لا يقدر على شيء جالس ،
وأنت داخل وقع نظرك على العبد المملوك الذي لا
يقدر على شيء ثم نظرت وإذا احدهم عنده شيكات وأموال وعقارات
وجالس يعطي ، يعطي هذا سراً وهذا جهراً و يوزع ..
وأنت محتاج ستذهب لمن ؟ أي واحد منهم ؟
واحد فقير عبد مملوك لا يقدر على شيء ,
والثاني ينفق أمامك يوزع يقول للناس تعالوا خذوا
ستذهب لمن ؟ للذي ينفق ، لماذا ؟ لأنها قناعتك ، يا جماعة أي فعل
نفعله ناتج عن تصور عندنا ، فتصورك أنت إن هذا لا يقدر
على شيء لنفسه فكيف ينفعني صح ؟
الله لماذا ضرب هذا المثل ! قال إذا كان عقلك يفرق
بين عبد مملوك لا يقدر على شيء و واحد يعطي
وكلهم مخلوقين من طين -
فكيف ما علمك ربك بين عبد فقير بالدنيا و رب العالمين ،
إذاً كل ملوك الأرض الذي فوق تراهم مثل العبد المملوك
إذا ما أمره الله يعطيك والله لن يعطيك ..
لماذا الآن أنت لما تقدم معاريضك عشرين واحد يقدمون معروض ثم
يطلع ثلاثة أربعة وستة عشر لا يخرج لهم ، هؤلاء
من عند الملك نفسه ؟ لا والله ، أقسم بالذي لا إله غيره لن تشرب شربة
في حياتك حتى يأذن فيها الملك الذي في السماء ،
يموته الله , يموتك الله ,يمنعه الله , يكرهه فيك , المهم والله لن
تصلك حتى يأذن الذي في السماء .
لأجل هذا الله عز وجل يقعد القضية يقول
( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ )
و رزقكم ليس عندكم ولا في الأرض
( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )
الله عز وجل يرى عبادة لم يفهموا هذه الآية فأقسم جل جلاله
( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ )
يقول والله إن الكلام حق والله العظيم لا يدخل جيبك ريال
من عند الناس والله لا يدخل ريال حتى يأذن فيه هو ..
( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ )
أنت تنطق بإذن من ؟ بإذن الله ، طيب هل تشك إنك تنطق ؟
لا تشك ، أجل كيف تشك - أنت تريد تتكلم كلمة تكلم بإذن الله ,
وإذا أردت تسكت أسكت ، حسنًا الله عز وجل يقولك
إذا كنت مقتنع أن كلامك الذي ستقوله قادر عليه والله العظيم وحقيقته
أنك أنت تتكلم تقول ما تشاء أن رزقك ليس عند الناس رزقك في السماء
.
- الشيخ عادل المقبل حفظه الله - يقول : فيه امرأة فقيرة
معدومة و مسجلة عندنا في أوراق الصدقات ، يقول : فأرسلت الذي
يوزع و معه رقم هاتفها فكلموها وأخبروها
بأنهم في الطريق إليها ، يقول طرقّوا الباب خرجوا الأبناء و سألوهم
قالوا أين الوالدة موجودة ؟ قالوا نعم الوالدة
بالداخل ، قالوا تعالوا أنزلوا معنا الأشياء التي أحضرناها لكم , يقول نزلنا
أكياس الرز والزيت ، أنزلوها الحمد لله ، و رجعوا وهم بالطريق
تتصل عليهم المرأة قالت أين أنتم تأخرتم علي ؟ قالوا كيف ؟
قبل قليل أنزلنها في بيتك , الآن أنزلناها في بيتك ,
قالت والله لم يأتي أحد أنا إلى الآن أنتظركم ..
رجعوا للبيت الذي سلموهم الأشياء ؟ و سألوهم عن الرقم هل
هم المتصلين منه ! ، قالوا والله ليس عندنا جوال
خاضعين تحت خط الفقر ، قالوا أين الوالدة أخرجوها ، خرجت قالوا أنت
متصلة قبل قليل نحضر لك الأكل !؟ قالت والله لم أتصل
على أحد لكني سألت ربي إنه يرزقنا , تريدون تأخذون الأغراض خذوها
لكن نحن والله محتاجين لها ، و الحمد لله الذي
أحضرها يحضر غيرها ..
كلموا الشيخ عادل المقبل , قال الشيخ عادل سجلوا الآن العنوان
و خذوا وصفهم وأدرجهم في أوراقه , كتبها الله لهم في
السماء قبل أن يكتبها الشيخ في أوراقه .
-
الشيخ محمد حسان وأخذت الكلام منه -حفظه الله- يقول : في المنطقة
التي يسكن فيها الشيخ في مصر , رجل كبير
في السن كبير يقول للشيخ نحن معدومين ليس عندنا شيء ، رجل كبير
و ابنته و بنت ابنته ، زوج البنت مسجون والعائلة
فقيرة بدأت تتعب البنت ، البنت طفلة صغيرة وتعبت وثارت عليها
الحمى وارتفعت الحرارة ، الأم تقول أنا ليس عندي
مال للأكل فكيف أحضر مال أذهب بها بالتكسي! لو وجدت تكسي
يوصلنا مجانًا من الذي سيدفع ثمن العلاج !
ولو وجدنا ثمن الكشف , العلاج من سيشتريه ؟
تقول فتذكرت ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاه )
وأن الله هو الغني الحميد ، تقول أخذت ماء بارد
و منشفة و وضعت المنشفة في الماء و وضعتها على رأس البنت ,
وقمت أصلي لله عز وجل , و تقول أبي يبكي
يقول ليس لي حيلة يا ابنتي ، فقالت له أنا عندي حيلة ، فقامت تصلي تقول :
يا من يجيب المضطر أنا مضطرة , إذا دعاه أنا دعوتك يا رب قلت
( وَيَكْشِفُ السُّوء )
يا رب أنت تعلم ما فيني من سوء ،صلت ركعتين و وجدت المنشفة
احترت من حرارة البنت , تغمسها مرة أخرى ، و تضعها على
جبينها ، وتصلي ركعتين ، و تدعو يا رب إلا الباب يدق ، الأب يقول من ؟
قال له : افتح ، لبس الأب ملابسه وفتح الباب ، وجد
واحد معه شنطة قال : أين البنت ؟ ، قال البنت في الغرفة ، دخل الطبيب
وكشف على البنت كانت الساعة اثنتان ونصف في الليل ،
وقت نزول الله جل جلاله نزولا يليق بجلاله وعظمته يقول :
هل من داع فأستجيب له ؟
، كشف وكتب الوصفة وأعطاها البنت وقال لها : الحساب كذا ،
قالت له : حساب ماذا ؟
، بدأ يسب و يرعد و يزبد يقول : ما هذه المسخرة ؟
وقلة الحياء ؟
ما تستحون ؟!
الآن تكلموني في نصف الليل وأترك أهلي وفي غرقة النوم وآتي
وأكشف عليها ، ثم تقولون : حساب من ؟!! ، قالوا : والله العظيم ما عندنا
مال ، قال : أنتم اتصلتوا قبل قليل وقلتم أن ابنتكم مريضة! ،
قالوا : والله العظيم لا يوجد لدينا جوال! و لا تلفون! ، قال :
وهذا رقم من إذا ؟! ، قالوا : لا ندري! وبعد قليل إلا وأب
الجيران طلع ينتظر الدكتور ، فقال له :
يا دكتور ننتظرك ، قال له : هذا رقمك ؟!
قال : نعم ونحن اتصلنا عليك! ابنتنا مريضة تعال الحق عليها ،
ودخل الدكتور عليهم وطلع ، وجاء وجلس يبكي عند الأول ، وقال :
والله العظيم لا يكفر ذنبي إلا الله عز وجل ، وما ساقني
إليكم إلا الغني سبحانه ، و والله العظيم لستم أنتم الفقراء بل أنا الفقير ،
وسأذهب وأشتري لكم طعام - لا يوجد عندهم عشاء –
وأشتري لكم علاج للبنت ، وهذا مصروف الشهر ، كل شهر لكم مثله.
يا جماعة يدبر لنا ، لم نرى نملة ميتة جوعا ، لا يوجد لدى النمل وظائف !
، يدبر النمل والصراصير والفئران ، كلها مدبرة لا تجوع ولا يوم ،
كل وجبة يرزقها الله تعالى ..
قضيتنا الآن القرآن أتى ليعلق قلبك بالله وحده سبحانه وتعالى ،
من القواعد في القرآن - انظر كم قاعدة نستفيد منها –
هذه قاعدة فهمناها يا جماعة ؟ أسأل الله أن يفهمنا بقلوبنا ..
أن رزقك ليس عند الناس ، رزقك هو عند الله عز وجل ،
ومثلما يأتي الفقير يبحث عن الغني ، ترى أقسم بالله هناك أغنياء
يبحثون عن الفقراء ..
أنا والشيخ خالد الغامدي قبل أربعة أيام كنا في جازان من مطار
جازان في السيارة إلى منطقة بيش ، ونحن في الطريق شارع عام
عجوز والله يا جماعة معها عصا تدب دبيبا لا تمشي تدب ,
سائق التكسي يقول : هذه مجهولة ، بعضهم يأتي من اليمن بسبب
الفقر فجاءت تقـتات ، والعجوز لا أحد لها ، لها رب العالمين جل جلاله ،
المهم تجاوزناها ، والسائق مسرع والطريق عام
و بعد اثنان كيلو قلنا ارجع يا رجل ؟ قال: لا يوجد طريق للرجوع ، قلنا له ؛
ستجد ويسر لك الله بإذن الله ، من الذي أمرنا أن نرجع ؟
هي أمنا ؟! المهم رجعنا ، لأن الله أراد لنا الرجوع ، خلاص انتهت القضيةط
مع أنا لسنا من أهل جازان أتينا من الرياض ، رغمًا
عنك في ذاك اليوم يأتيك اللحظة وفي تلك الساعة
مكتوب أنها تمشي هنا ، طوأنت تصل بهذا القضية ، والله
يا جماعة هذه
الرحلة جاءتنا بعد خمس حجوزات ، لأن الله لا يريد أن
نذهب قبلها بيوم ، لأن العجوز كانت ليست موجودة ، رجعنا بعد
المسافة الطويلة هذه ورجعنا ، ونحن راجعون ننظر إلى اليسار ،
وننظر ، المنطقة فيها شجر ، كنا ننظر يسار ، ولم نجدها ،
وأردنا أن نمشي ، أمر الله واحد فينا قال : ابحثوا عنها في اليمين ،
والله يا جماعة دقيقة واحد وتدخل في الشجر ولا نستطع
رؤيتها لو تأخرنا ، لكن كيف نتأخر ؟ وهذه الأمر كله تقدير العزيز العليم
سبحانه ، ولما وجدناها قلت للشيخ خالد سأنزل
، نزلت إلا وهي داخلة على الطريق ، قلت : السلام عليكم ، قالت
: وعليكم السلام ، قلت هذه من الله عز وجل ، قالت : لا إله
إلا الله هو الرزاق ، ما قالت : جزاك الله خير! والله العظيم في ذاك
الموقف كأني أنا الفقير وهي الغنية ،
أقسم بالله قالت : لا إله إلا الله هو الرزاق ، ولما رجعت إلى السيارة ، و
الله العظيم في نفسي يتردد : ارجع باقي معك لها ،الباقي ليس لك ،
اقسم بالله رجعت رغمًا عني , فرجعت لها قلت
دعني أسألها : يكفيك الذي أعطيتك ؟ أقسم بالله كلمة تبكي قالت :
يا ولدي لو ريال من الله يكفي! لو ريال من الله يكفي ،
المهم أعطيتها الذي معي وذهبت للسيارة ،
لحظات إلا وهي مقبلة علي ، قالت : يا ولدي الكلمة الطيبة من المؤمن
خير من الصدقة والله هو الرزاق وذهبت ،
يا جماعة أقسم بالله كأني أنا أتيت وأطلب منها ، انظر إلى الكلمة:
من الله الريال يكفي ، طيب لماذا لم تقل أنت الذي أعطيتني ؟!لماذا ؟!
هذه القضايا كلها في القرآن ، ومن يستغن يغنه الله ،
لأجل هذا يا جماعة ، كل نعمة تأتيك ولا تردها إلى الله وتذكر أحد قبل الله
أقسم بالله إنك فاشل في التعامل ، فاشل في الدنيا ،
فاشل! ! الله عز وجل لما تكلم عن سليمان عليه السلام ، قال ؛
( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ
عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِك )
إلى أن قال الله عز وجل :
( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَه )
هل قال : بيض الله وجوهكم يا شباب ما قصرتوا !
لا ،، قلوب لا تذكر أحد قبل الله ، يعرفون أن الله المدبر ،
( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْض )
نحن نريد أن ندبرها من الأرض إلى الأرض ، لا يصلح!
واضح يا جماعة ، وهذه تقاس على كل الأمور ، الأمور الدينية والدنيوية ،
لا تأتي هذه الأمور من الأرض إلى الأرض ،
القرآن يقول الأمور ليست من الأرض إلى الأرض ، بل من السماء إلى
الأرض ، لكن يبقى قضيتك أنت كيف تستنزل الرحمات بافتقار ؟
اللهم يا رب أغننا بالافتقار إليك ، ولا تفقرنا بالاستغناء عنك فنهلك ..
القاعدة قبل الأخيرة ، انتبه هذه القاعدة أصلها ربي في القرآن
ليس كمثله شيء لا أحد مثل الله عز وجل ، لا تعامل خلق الله مثل الله انتبه ،
لأن كل واحد من أهل الأرض تستطيع أن تصلح
علاقتك معه إلى أن تأخذ منه ما تريد ثم تتنكر عليه ، مثال : أستطيع
أن اقول وأنت وزير أريد منك أن توظفني ،
ثم توسطت عند وزير آخر و أتوظف ، استطيع من بعدها لا أسلم عليك ،
صح؟! ولا تستطيع تفصلني قانونًا لا تستطيع ،
إلا الله ، إلا الله ، أين القاعدة هذه في القرآن ؟! في غير ما موضع ،
منها قال الله عز وجل في سورة الإسراء :
( وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْر)
كنت في البحر وتلاطمت الأمواج ونظرت إلى أبنائك يغرقون ،
( وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُون)
لم تعد تذكر إلا الله ، لا يستطيع عليك إلا الله باختصار .
( ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاه ) سبحان ربي
( فَلَمَّا نَجَّاكُمْ )
لا إله إلا الله , كم مشكلة مرت علينا و ربي نجانا منها ؟!
( فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ )
ذهب الخوف صح ؟ الآن للتو وضع رجله على البر قال الله:
( فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا )
خلاص آمن الآن خلاص! ماذا قال الله بعدها ؟
هو في البر الآن ،
( أَفَأَمِنْتُمْ )
خلاص أمنت؟
( أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَر )
يعني هل البحر لي والبر ليس لي! بل كلها لله، أنت في
قبضة الله قبل أن ينجيك وبعد أن ينجيك
( أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا )
لا أحد ينفعك ، حسنًا ما أخذك البر ؟
( أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى )
يقول أستطيع أن أنسيك وأرجعك مرة أخرى البحر , يعني
أستطيع آخذك في البحر ولا أستجيب لك , وأستطيع
استجيب لك وأنجيك وآخذك في البر وأستطيع أن أنسيك قضية البر
وأرجعك في البحر ما هي القدرة! يعني واحد ركب
طيارة ورجع فيها قال والله لن أركب طيارة ، نسّاه الله وركب طيارة صح أم لا؟
بسبب هذا قال: ( أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىٰ )
لكن والله لن تأتي مثل الأولى قال:
( فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ۙ
ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا )
والله لن تجد أحد يتابع موضوعك ، في الدنيا ممكن يتابعون
بعضهم يتوسطون لكن لا أحد يتابع موضوعك مع رب العالمين ،
فُهمت القاعدة ؟ إذا فُهمت القاعدة
لن تظن أنك آمن مكر الله عز وجل.
قال الله عز وجل في سورة يونس:
( وَإذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا )
والله أكاد أجزم أن كلنا مررنا بهذه المرحلة لكن أسأل الله لا
يجعلنا في الذين قد نكسوا على أعقابهم ..
قال الله: ( وَإذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا )
ألا يقدر الله الآن تأتيك رسالة الآن تقرأ وأنت خارج إن ابنك في
العناية المركزة ، يستطيع الله أم لا يستطيع؟ وتطلع ماذا تعمل في الطريق ؟
يا رب ، هل ستسمع الأغاني ؟
لا يا رب ، وأنا في السيارة يا رب وأنا واقف في المستشفى يا رب صح ؟
( وَإذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ )
يقول أستطيع أخليك تقول يا رب طول وقتك.
( دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا )
يقول أستطيع أخليك لا تنساني رغما عنك !
أبناءنا أينهم ؟ في المنزل ؟ ومعنا ؟
اللهم أوزعنا أن نشكر نعمتك يا رب
( فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ )
انظر للقلب فورًا !
ذهبت و وجدت ابني اخرجوه الحمد لله والأمور في أحسن الحال ..
( مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّه )
رجعت ألبس الذي أريد , وأسمع الذي أريد , وأقول الذي أريد ,
ولا أفكر في ربي ..
( فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ )
يقول كأنه لم يحتاجني أبدًا ! تصرفاته تصرفات واحد لم
يحتاج ربي أبدًا ومستغني عن ربي دائما ..
( فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ ۚ
كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
في نفس السورة
(وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا )
ماذا قال الله بعدها ؟ أنت قدرت ؟
قدرت لما اطمأننت على ابنك انقلبت على الدين!
مكرٌ في آياتنا قال: ( قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ )
سبحانه سريع تغييره حالك من سيء إلى جيد أسرع عند ربي.
أسأل الله أن لا يؤاخذنا بذنوبنا ونعوذ برضاه من سخطه
وبمعافاته من عقوبته.
( قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ )
امكر ! مكتوب على طول , أول ما تمكر مكتوب.
( إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُون )
ماذا قال بعدها ؟
( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر )
سيارتك تمشي ما بين كل عشرين متر لو انفجر الكفر ودخلت الماصورة
ودخل الحديد وكسر عظامك من يملك لكم من الله نفعا أو ضرا ؟
يعني إنت يا جماعة يمكن كفر وخلاص تنتهي القضية صحيح ؟
قال هو الذي يسيركم في البر
( قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَن )
من الذي حافظك تذهب و تعود وغيرك يذهب و لا يعود لأولاده
بسبب حادث قال
( بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُون )
قال الله
( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّى)
والله لا يدركه إلا قلب متدبر أسأل الله أن يجعل قلوبنا متدبرة لهذا الكتاب ..
( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْك )
انظر وصف لحياتك كلها من أولها إلى آخرها
( حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَة )
لا تحمل هموم , لديك وظيفة و أبناء في البيت ولا أحد منهم مريض ,
و الأم والأب والأمور كلها في أحسن ،
الحمد لله راتبك موجود , أكلك موجود , أمنك موجود ,
الذي تريده تذهب تشتريه لا يردك إلا لسانك الأمور كلها طيبة ، قال:
( وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا )
يقول الله أستطيع أوصلك من الراحة إلى أن تفرح لكن ... قال:
( حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِف )
تقلبت السفينة ورأى أبناءه يسقطون , ويريد أن ينقذ هذا ,
ويمسك الثاني وأمه غرقت أمامه , ورأى الدعوة كلها تغيرت قال:
( وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ )
أحيانا تنقلب عليك الدنيا وكلنا جربنا أوقات رخاء وشدة
( وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا )
أي أيقنوا
( أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ )
لا يوجد ملجأ لا أمام ولا خلف ولا يمين ولا يسار كل المكان مقفل مصائب
( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ )
من يسألون ؟ ما لهم إلا الله
(دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )
ماذا يريدون ؟ لا يريدون كل شيء فقط يريدون هذه , لئن أنجيتنا من هذه ،
كم مرة قلناها بيننا وبين ربنا ؟ كم مرة قلنا فقط يا ربي هذه المرة ،
يا رب فقط هذه المصيبة فرجها عني ، كم ؟
لئن أنجيتنا من هذه ثم تأتي الوعود النفس تنكسر فتأتي الوعود ,
نقول لئن أنجيتنا من هذه لنكونن والله لأشكرك شكر يا رب
والله لأفعل كذا و كذا .. ووووو .. صح؟
( لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ )
هم عايشين هكذا ..
( فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ ۖ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )
أنت كل مرة ستفعلها ! أنت لست محتاج لي في الدنيا فقط ,
أنت حتى في الآخرة تحتاج إلي قال
(مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ )
لكن المرة هذه أخرجتك من البر , من يخرجك من النار
اسأل الله في هذه الليالي أن يعتق رقابنا من النار ..
أخر قاعدة يا جماعة القاعدة الأخيرة حتى لا نطيل وقد أطلنا
لكن أبشروا أنها في ليلة وتر , و في كل ليلة عتقاء
و أسأل الله العظيم إن كنتم تعبتم من الجلوس فأنا والله تعبت من الكلام ,
لكن نرجوا هذا عند رب العالمين غيرنا يغني يا جماعة وصوته يتعب
( إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ )
لكن عندنا شيء ليس عندهم
(وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ )
أنت تخرج من هنا كل هذه لك , و أسأل الله أن ترفع أسماءنا وأسماء
والدينا و ذريتنا ومن نحب والمسلمين يا رب العالمين
من عتقاء هذه الليلة و ما ذلك على الله بعزيز ..
القاعدة الأخيرة يا جماعة وهي تندرج تحت قاعدة يدبر الأمر من السماء ,
و هذه القاعدة يا جماعة أكثرنا فشل فيها يوم فهمها خطأ ,
لأجل تحبني أنت , هل أستطيع أجعلك تحبني ؟ لا أستطيع ..
هل ستطيع أجعل أثنين منكم يحبوني والباقي أعجز عنهم ؟
لا أستطيع ولا واحد ! ولا واحد .
لكن أقدر أرضي ربي سبحانه فيحبني فيحببك فيني رغمَا عنك ,
لأن الأمر يدبر من أين ! من السماء..
الشيخ عبد العزيز ابن باز عليه رحمة الله يحدثني واحد من المشايخ
الذين معه يقول : كنت مع الشيخ عبد العزيز ابن باز
خارجين من المسجد يقول جاءنا واحد من قرية بعيدة يقول والله قال
اسمها أنا لا أعرفها , يقول قال يا شيخ والله العظيم فقط
سأقول كلمة وحدة , أنا لا أريد مال ولا أريد واسطة ولا أريد شفاعة ولا
شيء , سأقول لك أنا في قرية والله ليس عندهم
لا كهرباء ولا عندهم شيء , والله يا شيخ أنهم يحبونك ويدعون لك
وإذا ذكروك يبكون , قام الشيخ ابن باز أنزل رأسه يبكي ,
قال اللهم أجعلنا خير مما يظنون , لكن نحسبه والله حسيبه صلحها
مع واحد فقط وهو المطلوب أن تصلحها مع ربي يصلحها
هو في الدنيا وفي الآخرة وتحت الأرض وفوق الأرض ويوم العرض
لأجل هذا يا جماعة القاعدة يدبر الأمر من أين ! من السماء ,
لأجل هذا أين تطبيقات هذه القاعدة في الآيات التي سمعناها اليوم
(وَمِنْ آيَاتِهِ ) والله يا جماعة مثل هذا المسكين الذي يتكلم أمامكم
أقسم بالله أني أقف معكم مسكين مثلكم وأصلي معكم والله
العظيم مثلي مثل واحد وقفته ورميت علية ألف صحن وقلت له أمسكها
وما معه إلا يدين آيات أقسم بالله لا أعلم ماذا نقول ..
اسأل الله عز و جل أن يجعل فيما يسر هو خير لي ولكم عنده سبحانه وتعالى
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا )
نطبق القاعدة هذه أن الأمر يدبر من أين ! من السماء قال
( وَجَعَلَ بَيْنَكُم )
من الذي جعل ؟ أنت معها في البيت لا تستطيع أن تجعل
بينك و بينها مودة , فاهمين خطأ نريدها أرض أرض ..
أنت من عندك تصلحها مع ربي يصلحها مع كل الناس , فيا جماعة
القضية هي قضية أننا نأخذ دورات ونأخذ و نأخذ , إذا ما اتقيت الله ما يصلحها لك
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )
مسائل القلوب يا جماعة ما يملكها أحد إلا الله
( لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا )
تعال يا فلان خذ 100 ألف , تعال يا فلان خذ مليون يمكن تشكرني في
وجهي لكن ما تحبني وأتحداك أنك تسجد و تدعو لي
( لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ )
إذا يا جماعة القضية يدبر الأمر أين ! يدبر الأمر من السماء ,,
قضية الإخلاص الله عز وجل يا جماعة ما يقبل أي عمل
فيه شريك مع ربي لو واحد بالمئة لا يقبله ..
محمد حسين يعقوب الله يحفظه ويزيده في علمه ويثبتنا وإياه , كنت في
ندوة أنا و إياه في الكويت قال لو واحد جالس هو و زوجته وقال
لزوجته ما مقدار حبك لي ؟ قالت له أنا بحبك 98٪ يقول الآن 98٪
كثير وإلا قليل ! كثيرة مرة , لكن يقول الحين ما يفكر في 98
تفكيره في 2 الباقية أين ذهبت! صح ..
فتجده لا يفرح يقول 2هذه أين لو قالت نصف الـ 2 %
أحب فيها ولد الجيران يقول والله أنه ينسى 98 ويطلقها ..
هو زوجها هو المستفيد أصلاً ومع ذلك ما رضي وهو ضعيف لأجل هذا
الله عز وجل يقول في الحديث القدسي
( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي)
مو أشركني مع غيري
(أشرك فيه معي)
يعني أنا الأصل
( أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)
القضية كيف طرحها القرآن القضية باختصار لا تظهر للناس
وتتعب نفسك وتخرج لهم أنك أنت صالح , لا تتعب نفسك
وتوضح للناس أنك صالح , أن كنت رجل أو كنتِ
امرأة وضح لنفسك أمام الله أنك صالح في خلواتك , أُعيد لا تتعب نفسك
و تخرج للناس أنك صالح لكن أنت إن كنت
صادق فأخرج واستعن بالله عز وجل أنك أنت تثبت لنفسك أمام الله
أنك صالح وأنتِ أعرف بنفسك وأنا أعرف بنفسي ,
هذه القضية طرحها القرآن بكل وضوح وبطريقة هذه , قال لا تدمع
عينيك أمام الناس لأجل يقال والله فلان خاشع!
أصلاً الأثر هذا اللي يبقى في قلوب الناس
ليس بيديهم أساسًا صح أو لا يا جماعة !
إذًا أنت منك لله عز وجل وهو يصلحها , يدبر الأمر من السماء
أنت لا تحاول تصلحها أنت ..
ما هو الدليل في القرآن ! جاء المنافقون ودخلوا
على النبي صلى الله علية وسلم مثل ما دخلت في هذا المسجد
والنبي علية الصلاة والسلام جالس ثم دخلوا علية وجاءوا قالوا ,
ماذا قالوا ! ( قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ )
كل واحد جالس عند النبي صلى الله علية وسلم يقول بأبي وأمي
أنت يا رسول الله روحي لك الفداء أنت رسول الله ..
أظهروا الصلاح و إلا ما أظهروه ! أظهروه بتأكيدات
( نَشْهَدُ إِنَّكَ ) أداة تأكيد (لَـ) تأكيد ( لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ )
ماذا رد الله عليهم
( وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ )
أن الذين قالوا لك هذا الكلام كاذبين
( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) ..
القضية كان فيها قرآن يُنزل فيكشف للناس صح ! الآن كيف يكشف !
سأخبرك به الآن من القرآن ومن ثم في الجهة المقابلة
يأتي سبعة أشخاص ودعوا أهلهم , ما عندهم أموال تركوا
أولادهم وتركوا بيوتهم وجاءوا عند النبي
صلى الله علية وسلم و النبي علية الصلاة والسلام جالس فقالوا يا رسول
الله الحديث في الصحيحين قالوا يا رسول الله
زاد و راحلة , نريد دابة تحملنا وأكل يبلغنا إلى أن نقدم أرواحنا في سبيل الله ,
النبي علية الصلاة والسلام وزع الإبل التي عنده كلها ,
لم يبقى معهم شيء ..
السبعة هؤلاء لم يبقى لهم شيء يكفيهم , قال النبي عليه الصلاة
والسلام والله لا أجد , يعني الأكل بالكاد يكفي الذين
سيذهبون الآن جاهزين , والجمال لا تكفي , فيه ناس يروحون على
أقدامهم (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ)
ناس على أقدامهم ,,
فيوم قال لهم النبي صلى الله علية وسلم ماذا فعلوا ؟
لم يبكوا عند الرسول ..
هم يعبدون الله ما يعبدون رسول الله , و يعلمون أن الأمر يدبر
من السماء
ما حملوا هم النبي , حاملين هم الله لأنهم يعبدون الله ..
لما قال لهم النبي لا أجد قال الله
(تَوَلَّوا )
أول ما تولوا قال الله
( وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ )
ليست دمعة أو دمعتين
( تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ )
هل النبي صلى الله عليه و سلم يراهم ! لا يراهم فقد أعطوه ظهورهم ..
الله يقول عز و جل
( حَزَنًا )
ترى هذه الدموع صادقه من الداخل , من الذي يعلم الذي الداخل إلا الله!
أخفوها , جاهدوا على إخفائها لأنهم يعاملون الله
فأبى الله إلا أن يظهرها و تقرأ إلى قيام الساعة ..
القضية ليست من الأرض للأرض , لأجل هذا أبو بكر رضي الله عنه
لما جاء ومر هو و النبي صلى الله عليه و سلم عند بلال ,
و أبو بكر قبل قليل والده تكلم عليه كلام كان قاسي عليه , يقول أذهبت
أموالك كلها تعتق رقاب هؤلاء الفقراء الذين بالكاد يسيرون ,
مالك تعتق الضعفاء لعلك تعتق الأقوياء , على الأقل مادام أنك معتق
و ستضيع مالك على الأقل أعتق الأقوياء الذين ينفعوك
إذا انقلبت عليك قريش و يدافعون عنك ,,
ماذا قال أبو بكر ! قال يا أبت إنما أردت ما أردت لم يقل
بل نيتي طيبة و من هذا الكلام !
مر أبو بكر مع النبي عليه الصلاة و السلام و بلال يعذب ,
قال النبي عليه الصلاة و السلام : بلال يعذب , يعني افهمها ..
فأدرك أبو بكر مراد النبي صلى الله عليه و سلم ,
فذهب و أحضر مالًا و أعطاه لأُبي بن خلف و أعتق بلال ,
أول ما أعتق بلال اهتزت قريش , ماذا قالوا :
و الله ما أعتق أبو بكر بلال إلا ليد لبلال عند أبي بكر , يعني
بلال مقدم لأبو كر خدمة و الآن يردها له ليست لوجه الله ,
ما قال أبكر لهم شيئًا , و الناس يتكلمون نزل جبريل على النبي عليه
الصلاة و السلام , فقال قل للناس
( وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ *إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ(
يعني الله يعلم ما في قلبه , والله لم يعطها لبلال
و لا لغير بلال و لا لأحد إلا لوجه ربه الأعلى ,
( إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ * وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ )
الله لا يحتاج أن يقسم أنه سوف يرضي أبو بكر , لكن الله
يقسم اللام لام قسم أني سأرضيك يا أبا بكر ..
إذًا لا تتعب نفسك و تخرج للناس أنك صالح , أنت تتعامل مع رب العالمين ..
يقول أبو الدرداء رضي الله عنه :
( لو أطاع طائع ربه وراء سبعة أبواب لأخرج له أثر طاعته
للناس، ولو عصى عاص ربه وراء سبعة أبواب
لأخرج الله آثار معصيته للناس )
فيا جماعة انتهينا من هذه القواعد , ماذا فهمنا !
القرآن قبل نبحث عن التفسير دعونا نعمل بقلوبنا و ندعوا يا رب ,
اللهم أصلح قلوبنا فإنه لا يصلح القلوب إلا الله عز و جل ..
ومن يتكبر لن يتدبر القرآن , إن كنت تظنها من نفسك فلن تتدبر القرآن ,
إذا كنت ترائي لن تتدبر القرآن .
قاعدة : طبق ما تفهم من القرآن , يعلمك الله مالا تفهم ..
(أَقِمِ الصَّلَاة ) مفهومة لا تحتاج تفسير
(يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )
مفهومة ,, طبق ما تفهم من القرآن , يعلمك الله مالا تفهم ..
أسال الله بجوده و كرمه و إنعامه , نشهد أن الله الأحد الصمد
الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كُفُوًا أحد , اللهم إنا نسألك
بأحب أسمائك إليك و صفاتك إليك , اللهم إنا نسألك بأحب
عمل عُمل على الأرض خالصًا لوجهك أن تجعلني و إياهم من
المخلصين , اللهم اجعلنا و إياهم من المخلَصين
المخلصِين اللهم اجعلنا من المصطفين الأخيار , اللهم الأرض أرضك و
السماء سماؤك , و الجنة لك و الآخرة لك و الدنيا لك
و كل شي بيدك اللهم يا رب نسألك من كل خير ظاهره و باطنه
ما علمنا منه و ما لم نعلم , اللهم نعوذ بك من الشر كله
عاجله و آجله أوله و آخره ما علمنا منه و ما لم نعلم , اللهم إنا الفقراء
و أنت الغني اللهم اجعلنا أفقر عبادك إليك و أغناهم بك ,
اللهم اجعلنا أذل الخلق بين يديك و أعزهم بك , اللهم أغننا عمن أغنيته عنا ,
اللهم أغننا بفضلك عمن سواك , اللهم يا رب الأرباب
يا من بيده الدنيا و الآخرة , إنا نعلم علم يقين من كتابك العظيم أن لك
أصفياء من خلقك اللهم فاجعلها ساعة اجابة ,
اجعلنا منهم ووالدينا وذريتنا و من أحبنا فيك و من أحببناه فيك
و من أوصانا الدعاء له اللهم اجعلنا من أصفياءك المقربين ,
اللهم اجعلنا من أولياءك المقربين , اللهم ثبتنا على ما يرضيك حتى نلقاك ,
اللهم يا رب تعلم ما في صدور أحبتي و أخواتي من أمنيات اللهم
أنك قادر على تحقيقها كلها و ما ذلك عليك بعزيز اللهم
فلا تبق لنا أمنية هي لك رضا و لنا فيها صلاح إلا قضيتها في هذه الساعة
بمنك و كرمك و جودك يا رب الأرض و السماوات , اللهم إنك تعلم و
لا يعلم إلا أنت , إن كنت تعلم أن في الليالي الماضية
رفعت أسماء هم من العتقاء من النار وهذا كلام نبيك عليه الصلاة و السلام
من عتقاءك من النار فإن كانت اسماؤنا قد رفعت فأوزعنا
أن نشكر نعمتك إلى أن نموت , اللهم وإن كنت تعلم أن أسماؤنا لم
ترفع فيها إليك من العتقاء من النار فاجعل أسماؤنا ترفع ..
اللهم إنا الفقراء في كل شي و أنت الغني عنا في كل شي ,
نحتاجك في كل شي , فلا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا ,
اللهم أعطهم أعظم من أمانيهم و أعطنا معهم ,
و جزاكم الله خيرًا و صلى الله و سلم على نبينا محمد ..
للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :
http://www.abdelmohsen.com/play-948.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.
-
الجمعة PM 06:53
2014-12-12 - 5196