احصائية الزوار

437
زوار اليوم الحالي
139
زيارات اليوم الحالي
1335
زوار الاسبوع الحالي
4514
زيارات الاسبوع الحالي
139
زوار الشهر الحالي
437
زيارات الشهر الحالي
5549626
كل الزيارات

الزوار

انت الزائر رقم : 2697913
يتصفح الموقع حاليا : 45

عرض المادة

من روائع الصلاة


من روائع الصلاة


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ,

 نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

        ( التقوى )

 

ما أحوج القائل لها أن يعتبرها قبل أن يخرجها من صدره

وقبل أن تنطق بها شفتاه ..

( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )

الله جل جلاله خلق السماوات العلى وخلق الأرض ,

 وله الحق سبحانه وتعالى في أن يختار ما يشاء ..

قال جل جلاله (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَار )

له وحده سبحانه الحق في ذلك  (مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَة ) ..

أي أحد تحته والكل دونه جل وعلا هو رب العالمين

 الذي على عرشه استوى جل في علاه

فاختار لنا هذا الدين ،قال

:( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُون )

أي دين اختاره رب العالمين ..؟!

نَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلام )

فاختار الله عز وجل من بين الأديان دين الإسلام،

ثم جعل لهذا الدين شعائره ، الزكاة والحج والصيام

 والصدقة وأعمال البر ظاهرة و باطنه ..

جعلها لا تقوم إلا على عامود ..

متى اهتز هذا العامود اهتزت جميع

شعائر الدين وسقط!

 

هذا العامود كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر ،

 داهمته المشاكل والمصاعب والمصائب توضأ

وقال : الله أكبر ..

يعرف أين يشتكي ، يعرف أين يبث هذه المصائب ،

 يعرف أن هذه الاضطرابات النفسية والمشاكل

 من حوله في أبنائه وبناته وبيته ورزقه وماله ،

يعلم أنه ليس لها من كاشف إلا رب العالمين سبحانه وتعالى ،

 فكان لا يشتكي ..

يستطيع صلى الله عليه وسلم أن يجمع الناس ويقول

 حلوا لي مشاكلي !

لكن !  إذا حزبه أمر يعلم من يملك كشف الضر ..

الذي لا يملكه إلا هو سبحانه وتعالى 

(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاه )

 ما قال إذا ذهب لأحد يدعوه ..

هذا الأمر وهذا العامود

لا يُصلح ما في نفسك فقط ..

لا والله ، يعني ليس أمر عندك نفسي تستطيع أن تحله

 أو مشكلة بينك وبين أولادك أو رحمك ثم

 تريد من الله سبحانه أن يقلب قلوب الناس و يهدئها

و يسكنها حتى تصلح ، بل والله إذا كسفت

 الشمس وخسف القمر ، وصارت أمور لا نملك حلها ،

 ولا نملك مركبات حتى نصعد إلى السماء حتى

نعدل الخسوف أو الكسوف ،ثم أمرك رب العالمين جل جلاله

وأمرني ، إذا أردت أن أغير ما

 في الكون وأصلح القضية في السماوات وفي هذا الكون العظيم ..

 

تعال وأقم هذا العامود بإخلاص وأنت

 تصلي حتى تنكشف ..

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حصل كسوف وخسوف

يصلي ثم تنكشف الأمور ،بل أعظم من هذا

 ،في خارج نطاق البشر , بل أعظم من قضايا الأرض

 ومستوى الأرض إذا جف الضرع ومات الزرع

وأجدبت الدنيا وجفت الحناجر وتنمرت الشفاه

·      ماذا شرع الله لنا جل في علاه ؟!

شرع لنا هذا العامود من حبه سبحانه وتعالى له ..

و والله لو علمت القلوب قدر رب العالمين لعلمت

 ما معنى أن الله يحب شيئاً ..

 

لأجل هذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

عليهم رضوان الله جميعا , كان أحدهم ينتفض

 وهو جالس في بيته ثم يقوم يتذكر شيئا ثم يذهب للنبي

عليه الصلاة والسلام ثم يقول يا رسول الله،

 لا يقول يا رسول الله علمني شيء في الدين ، لا ..

يقول يا رسول الله علمني ما أحب الأعمال إلى الله , لماذا ؟؟

لأنه نظر في نفسه و نظر في أولاده ، أنفاس تخرج و تدخل ،

قلوب تنبض ، أعضاء تتحرك

نِعم , يرزقون ويأكلون ثم ما كان من الفساد يخرج و ما

كان من النعمة والنفع ينطلق الى سائر الجسد  ..

عيون تنظر ،أذان تسمع ، كل هذا من فضل الله وحده

فشعر أنه عاجز عن شكر هذا الرب العظيم

فأخذ يبحث عن أحب ما يرضي ربه  ..

فوالله نحن نرى حينما نفتح لمريض ملف في المستشفى

 أو نمدد له في العلاج أو غسيل الكلى ترى أنه

 يتمنى لو يقبل قدمك ، لو أنه يفعل أي شيء يرضيك ,

يتمنى لو يزحف حتى يشكرك .

فمن أعطاك !! (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّه )

(وَآتَاكُمْ مِنْكُلِّ مَا سَأَلْتُمُوه )

لو أنك جربت فقدها و أصبحت تغسل كل يوم في المستشفى

 ثمان ساعات , لعلمت أن الله عظيم وأنك

 تحتاج أن تبحث عن أحب الأعمال إلى الله ..

اختار الله عز وجل هذا العامود وهذه الصلاة حتى يقوم عليها الدين ،

 فإن لم يقم هذا العامود لا

 يقوم الدين ولأجل هذا ترى أكثرنا متذبذب و يقول فتن ,

 وتجده في خلواته يعصي الله بسهولة

كل هذا لأن العامود لم يشتد ..

الله سبحانه وتعالى جعل هذه الأركان الخمسة بعد الشهادتين

 

أي ركن فيه استثناءات أنه يسقط عنك ولا يسألك ربي عنه ,

وهو ركن من أركان دين الله ،

تسقط الأركان ..

تأتي إلى الحج الذي قد وعد النبي عليه الصلاة والسلام

 والله لا يخلف وعده رسله أن الحج المبرور

ليس له جزاء إلا الجنة بل قال الله عز وجل

( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ

يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق )

ومن لا يستطيع..؟ (مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )

يسقط إذا مرضت ، أركان عظيمة تسقط ،

 عندك مرض لا يرجى برءه يسقط عنك الصيام

مريض أو على سفر لا تصم ، أجّل ..

الزكاة إذا ليس عندك مال، ليس عندك ما يبلغ النصاب يسقط ..

أركان ثلاثة تسقط إلا ذاك الركن العجيب ذاك العامود الذي

 لن يستقيم والله إلا به ..

ولن تشعر بطعم في حياتك حتى تقيمه

 ليس حتى تؤديه ، حتى تقيمه ..

لأجل هذا قال الله عز وجل

 (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)

, ما قال ( أدوها)  , هناك آية واحدة فقط قال صلوا ..

وسنأتي عليها في هذه الخطبة إن يسر الله لنا ,,

هذا الركن العظيم لم يأذن الله سبحانه وتعالى أن يؤجل

لأنه صلة بينك وبين رب العالمين

لا يعينك إلا الله  , ولا ييسر أمرك إلا الله ,

ولا يرفع الضر عنك إلا الله , ولا

يجلب الخير لك إلا الله ,,

فـ والله لا يكون خير في الدنيا إذا كان

 عامود دينك غير قائم أو أنه

مهتز أو انه متخلخل ,,

 

قال الله جل جلاله والنبي عليه الصلاة والسلام وهو يصف الجيش

(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ )

تقدم يا فلان ، انطلق إلى الميمنة ، أنت كن في الميسرة ،

أنت كن هناك رابط ..

فجأة إذ يغشاه صلى الله عليه و سلم ما يغشاه

عند نزول الوحي, جبريل يتنزل من فوق سبع

سماوات , والله عز وجل ينظر ويسمع ويرى ثم

 يأمر جبريل فينزل جبريل إلى السماء الدنيا ..

ثم يغشى النبي عليه الصلاة والسلام ما يغشاه

 فيتصبب منه العرق يراه الصحابة ثم يُسرّى عنه ثم يقول قال الله :

(وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ )

أمر مهم جدا لن تنصروا إلا به بعد الله ..

 (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ )

جيش أمامنا يضرسون يرعدون ويزبدون ويتمنون

لو يقطعون

نصلي يا رب أم نأجلها بعد الجهاد في سبيلك !

نحن لم ننشغل بمتابعة مباراة أو  متابعة برنامج أو مع الأبناء

نضحك , يا رب نحن نجاهد فهل نؤجل الصلاة..!!

(فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَك )

 لم يأذن الله حتى أن يصلوا فرادى ! و إلا الجيش

 لن يخسر إذا كل واحد يصلي وحده , و يرجع ,,

لا ، الله يريدها أن تُقام جماعة ,قال:

( فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَك )

 انظر كيف يحب الله عز وجل الصلاة !

لو كان عليهم صيام ذاك اليوم يفطرون ,,

 عندهم زكاة أجلوها غدًا ,,لو كان عندهم أي أمر إلا هذا

(فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا )

هذه منية الأعداء يتمنون رؤية أعدائهم ساقطين تحت

هذا أعظم هزيمة أنه يرى عدوه واضع رأسه في الأرض  ..

حسنًا يا رب نؤجلها ..؟   لا

لاحظ  واو الجماعة كم تأتي الآن

(فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ)

(فَإِذَا سَجَدُوا) واو جماعة , (فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ  )

جيش يتغير تقسيمه كله من أجل فريضة واحدة

ويرجع النصف الثاني في الجيش

(فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ)

تقوم الطائفة الأولى ثم تأتي الطائفة الأخرى

 ( وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ )

حسنًا يا رب في هذه القضية أما نخاف أن يهجموا علينا

(وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا)

الله يعلم ماذا في قلوب الكفار ..

(وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ)

يراقبون يتمنون

 يكون سلاحك بعيدا عنك  , لما يا رب ؟!!

 (فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً)

من شدة حنقهم وغضبهم يميلون كلهم مع بعض

حسنًا يا رب نؤجل ؟  لا ,,

ثم جاء التيسير والفرج بعدها في نفس الاية

 (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ)

من يسمع الآية يظن أن هناك استثناء أنه يؤجل الصلاة  !

(وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ )

 ماذا ؟ أن  تؤجلوا الصلاة.؟ لا

ليس فيها مفاوضة  ,,

(أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ) لكن تصلون

(وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا*

 فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ  )

الآن انتهت الصلاة ، صلاة مع خوف

صلاتكم هذه التي كانت بخوف , و ليس فيها خشوع ,

 و ليس فيها حضور قلب , هذه الصلاة

 مكسورة مخروقة تحتاج لأن تذكر الله بعدها ليجبر كسرها

 

  ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ )

حتى تجبروا كسرها !

(فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ)

ذهب الحرب ولا عاد سلاحك جنبك  , هنا ما قال صلوا.. هنا قال :

 (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ  )

تصلي وأنت تعي عندما تقول الله أكبر !

واذا وضعت جبينك في الأرض تقول:

( سبحان ربي الأعلى)

 , أنا الأسفل وأنت الأعلى يا رب

اللهم ارزقنا ذلًا إليك , وعزًا بك يا رب العالمين ..

(فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)

 حسنًا يا رب لما لا نأجلها !

 

(إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)

فهي قطعة من قلوبهم ،

رجل قلبه معلق بالصلاة ..

 

لأجل هذا في المستشفى رأيت رجلا أحيانا أأتي

 أأذن في المسجد ليس هناك مؤذن ثابت

فأأتي أأذن ، فو الله ما رأيته يوم بدون دموع ,رجل أجنبي

 لا ينطق العربية ترى الدموع تسيل من

 عينيه، التفت أسلم عليه إلا والله والدموع تسيل ,

 أراه أول واحد يدخل وآخر واحد يخرج ..

فسألته أنت موظف جديد معنا !

قال: لا ، أنا موظف من قديم لكني لم أسلم إلا قبل

 أسبوع أو أسبوعين

قال: فأصبحت أدخل المسجد فأرى العالم

 كلهم سابقين لي ..

اللي سابقني بثلاثين سنة لرب العالمين

واللي سابقني بخمسين سنة لرب العالمين

واللي سابقني بعشرين سنة لرب العالمين

فأحسست أني أقل الناس وأبعدهم من الله سبحانه وتعالى،

 فأخذت أبحث وأسأل كل من عنده علم

أي عمل يسهل وصولي لرب العالمين !

أي عمل هو إلى الله أحب !

أي عمل يجعلني أجاري هؤلاء الناس حتى أصل

 لرب العالمين

فكُشفت لي الحجب حين قالوا : إن أول الأعمال يكشفها

 رب العالمين سبحانه إذا عرض عليه العبد , الصلاة

يقول فعاهدت نفسي أن أول ما يكشف هذا الكتاب ,

إلا ويراني الله عز وجل أول من دخل المسجد وآخر من خرج منه ..

يقول عدلت في وقت راحتي فترة راحتي 45 دقيقة

وعلمت أن عامود هذا الدين هي الصلاة ,

 فأردت أن يكون عامودي هو الأقوى

 

و جائني يقول كلِّم الناس الذين يصلون إذا خرجنا من

الصلاة أراهم يتسننون , والواحد منهم ينظر

يمين ويسار وهو في الصلاة ، يقول : ألا يعلمون أنهم

بيدي رب العالمين ، يقول قل لهم , يسمعني

 أتكلم في المسجد يقول قل لهم ألا يعلمون

 أنهم بين يدي رب العالمين وأحدهم لو قابل شخص هام

تجد قلبه كله حاضر ولا يفكر في شيء ،

 يقول ثم علمت أن الصلاة هذه تحجب بيني

و وبين الشهوات التي فتحت على مصراعيها  ..

قال الله عز وجل {  فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ}

يقسم أبو بكر -رضي الله عنه- والله

 ما تركوها إنما صلّوا خمس و لكن ضيعوا

مواقيتها و شروطها و أركانها ..

يصلي كيف ما أتفق و يخرج , لأجل هذا حياته متلخبطة ,

يصلي بسرعة يريد ينهي عمله ,

 ويأخذ عمله منه شهر بدل ما يأخذ يوم ! لو أنه أحسن في صلاته

{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }..

أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم

 من كل ذنب ولسائر المؤمنين والمؤمنات الأحياء

 منهم والأموات فـ استغفروا إن ربي قريب مجيب . .

 

*’

الحمد لله على إحسانه والفضل له على توفيقه و امتنانه ,

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

، و أصلِّ و أسلم على خير خلقه بِـ أبي و أمي عليه

 الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه و إخوانه و

 خلانه و أحبابه . أما بعد أيها الفضلاء : -

كان النبي عليه الصلاة والسلام ذاك الرجل الذي قال الله

عز وجل إن أردت الهداية و إن أردت

 الفلاح إن أردت أن يطمئن قلبك ، قال كان النبي

عليه الصلاة والسلام الذي قال الله عنه ..

{ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا } تهتدي إلى ماذا؟!

{ تَهْتَدُوا ۚ إلَى سُبِلِ السَّلَام }

إلى أحسن وأعظم حياة في الدنيا والآخرة ،

 كان النبي عليه الصلاة والسلام يلاعب أهله ويمازحهم

 كان النبي بِـ أبي و أمي عليه الصلاة والسلام يخسف نعله ،

 تخيل بِـ أبي و أمي يخسف نعله في البيت ويضاحك أهله

ويمسك الحسن والحسين

عليهم رضوان الله ويتكلم مع فاطمة ثم إذا

قال المؤذن

 - الله أكبر –

 علمونا ماذا كان يفعل ! لأننا هو قدوتنا الذي قال الله عز وجل

 

{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ }

أما اللي يرجو غير الله فلا يهمه ماذا يفعل محمد عليه الصلاة

والسلام ،

 وكان إذا أذن المؤذن يسمع الله أكبر يعلم يقيناً أن الله أكبر

 من ذريته ،

 وأن الله أكبر من زوجه ، أن الله أكبر مما في يده فلا يقوم يستأذن ،

 قالت قام كأنه لا يعرفنا عليه الصلاة والسلام ..

إذا أردت أن تشعر بطعم هذه الصلاة ,

 فكن مثل ما كان النبي

عليه الصلاة والسلام جُعِلت

قرت عينه الصلاة ..

 

تعالوا اخوتي الفضلاء ,,

نبدأ بداية سريعة أسأل المولى جل جلاله أن يوصلها إلى

قلب المتكلم بها

قبل سامعها , لأن الكلام والله لي بصوت عالي والله

ما وقفت هذا الموقف إلا

 متكلم لنفسي ، اللهم انفعني بما أقوله وانفع أحبتي

بما أحب لهم يا رب

 العالمين ..

يوم أن تتوضأ تسمع المؤذن ثم تتوضأ أنت تستشعر أن

عندك بلايا ومصائب قبل قليل كم كلمت !

، قبل قليل كم سمعت ! ، قبل قليل في المجلس كم

 نطقت في ما يغضب رب العالمين

رب الأرض والسماوات التي تخافه السماوات العلى ثم

استوى إلى السماء وهي دخان

 (فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين)

انتهت القضية , وهو لم يعدها بجنة ولم يخوفها بنار

 ومع ذلك لا تتحمل أن تتأخر عن

أمره جل جلاله ( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ )

عجيب ( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ

خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون )

لن تحس بالسعادة إلا إذا ألمتك

 خطيئتك والله لن تشعر بطعم

 في الحياة حتى تؤلمك خطيئتك ,

وحتى تفرحك الحسنة ..

حتى لو منديل ترفعه تفرح بفضل الله ورحمته ،

 فتأتي تصلي وأنت تعلم أن هذه الأيادي أجرمت في

حقك أنت ،

وأن هذا اللسان ثم تتمضمض والماء يمر في فمك ويتقلب

 بين لسانك وأنت تستشعر كم كلمة

سوَّدت صحائفك من هذا اللسان ثم يمر هذا الوضوء

ليطهرها كما قال

 النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم

 ( يخرج ذنوبه مع قطرِ الماء أو مع آخر قطرِ الماء )

وأنت تنظر للقطرات تنزل تشعر بالفرح ,

 أنها تحمل معها سيئات يدك ، إذا استشعرت هذا ،

لا يقبل من العبد ولا يكتب لعبد

من صلاته إلا ما عقل منها وهذه مقدمات الصلاة

فأنت تصلي وأنت مهموم , تصلي وأنت مُحمّل وتخرج من الصلاة مبيضّة صحائفك تخرج وربك راضٍ عنك ، يا رب أخرج بصورة تختلف عن تلك التي دخلت بها ، تستشعر وأنت ترى قطرات الماء لا تريد أن تمسحها دعها تقطر وأنت تستشعر وتقول : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله ، اللهم
- ماذا ؟ اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين ،
لماذا من التوابين قبل المتطهرين ؟ أنت توضّأت الآن مفترض متطهرين قبل توابين ! لا , يذكّرك الله حتى بالدعاء أنك تتذكر الخطايا التي سقطت ، ثم تأتي لتدخل المسجد وأنت تستشعر كل خطوة بحسنة - إذا لم تعرف قدر الحسنة لن تذوق السعادة - وتضع عنك سيئة ، ثم تدخل المسجد حتى لا تدخل باليسار حتى يعلمنا الله عز وجل أن الدنيا التي عشت فيها ثلاثة أقسام - خلاء , ودنيا , ومسجد - تدخل من الدنيا إلى الخلاء بيدك اليسار تخرج من الخلاء إلى الدنيا بيدك اليمين لأنها أرفع ، ثم تأتي إلى أرفع منزلة من الدنيا إلى المسجد تدخل باليمين لأن المكان الذي دخلته إلى الله أرفع وأحب

{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ

يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ }
{ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ }

 دخل باليمين يعرف أن الذي خلفه تحت ثم يخرج لـ الدنيا باليسار ، يذكرك الله حتى وأنت داخل بـ أي قدم عشان تغلق جوالك وتعلم أنك في مكان كل مخارج هذا المكان والله بيد من

 تدعوه في هذا المكان ، ومن تلجأ إليه وأنت تسجد وأقرب ما

 تكون إلى الله وأنت ساجد ثم تأتي وتقول الله أكبر فـ تصلي السنة ثم تقول اللهم يا ربِ إني ما خشعت في صلاتي اللهم

 يا رب أذقني طعم هذه الصلاة اللهم اجعلها قرة عيني ، نستعين يا جماعة بالله نشتكي لِـ الناس لا نخشع ! طيب خلنا

نشتكي إلى الله أننا لا نخشع ،هل تشتكي إلى الله وأنت ساجد تقول يا رب أنا ل لدي مشكلة يا ربِ أرى من ينتفض في

 صلاته أرى من يخشع في صلاته يا رب أنا لا أخشع يا رب

 لا تحل بيني وبين ما أشتهي فإني أشتهي الخشوع ،

 قلها في سجودك وأنظر إذا قامت الصلاة بعد ما تمسك كتاب

 الله وتقرأ ثم تقام الصلاة أنظر إلى قلبك وأنظر إلى قلب

الذي الآن أتى مع الإقامة أو مع الركعة الثانية تجد الفرق ،

 ثم تقول الله أكبر ، الله أكبر من ماذا ؟ أكبر من مالك أكبر

 من بيتك أكبر من مرض أولادك كل ما تريده هنا الله أكبر

 منه سبحانه وتعالى ، جعلها متكررة حتى كلما ضاع

 شكرك وضلّ تتذكر أن الله أكبر .
لن أقف إلّا مع موقف واحد في الصلاة ؛ إذا ركعت ثم قلت

 سبحان ربي العظيم تجد أنك ترفع ثم تقول سمع الله

 لمن حمده ثم تقول ربنا ولك الحمد ، اسأل نفسك سؤال :

هل تعرف ربنا ولك الحمد على ماذا ؟

 الذي أوقفك وغيرك لم جرّب هذه الوقفة في حياته ، تعرف

 ربنا ولك الحمد على ماذا ؟ إن غيرك يتغذى عن طريق

 الأنف وأنت قبل قليل أفطرت من فمك ، الآن يسمعك

وأنت تشكره ، الذي جعل أولادك بين يديك

يتضاحكون ويحضنونك ويقبلونك وغيرك ينظر إليهم مرضى

 في غيبوبة في مستشفيات ما رأى اصبع لِابنه يتحرك ، هل

 تعرف ربنا ولك الحمد لمن ؟ هل تعرف ما معنى ربنا ولك

 الحمد ماذا تعني فيها ؟ هل تعلم ما ورائك بعد قليل موعد

 في المستشفى لغسيل الكلى وغيرك آلاف ضاقت بهم

المستشفيات وأنت وأولادك جميعكم بفضل الله لا تغسلون ،

هل تعرف ما معنى ربنا ولك الحمد ؟
لِـ أجل هذا يقول قائلاً ربنا ولك الحمد حمداً ما يجد له أي

تعبير طيباً كثيراً مباركاً فيه ، كم ؟ مِلء السماوات -يشعر أنه عاجز والله لا يكفيه- و مِلء الأرض والله ما يكفي ، و مِلء

 ما بينهما والله ما يكفي ، و  مِلء ما شئت من شيء بعد.


لما كل هذا هو أهل الثناء والمدح وكلنا له عبد ، والله لا يكفي

 شكرنا ، لِأجل هذا لا تجد بعدها ما تعبر به من كلام ، حتى

تخضع وتقر من أعلى طولك وأعظم ما فيك من جبين وتجع

ل هذا الجبين يلاصق في الثرى وتقول : سبحان ربي الأعلى - لِأجل هذا أحبتي الفضلاء أترك جميع الصلاة لي ولكم حتى تستشعرها و ندعوا الله أن نخشع ، لِأجل هذا إذا قلنا السلام

 عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله - إن كانت

صلاتك صلاة فـ ستحس بعدها أنك تقول أستغفر الله ما تكفي أستغفر الله ما وقفت بين يديك كما تحت يا ربِ ولا كما ينبغي

 ثم تقول أستغفر الله ، تستغفر وأنت تصلي ،
لو كانت صلاتك صلاة كان بعدما تخرج  ترى حرام تقولك

 الآن مصلي وحاط راسك في الأرض فتقول أستغفر الله

الآن وش بتقول

 { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى }

الصلاة ليست الحركات، دخل رجل في الصحيحين على النبي

 عليه الصلاة والسلام وهو جالس ثم قال السلام

عليك يا رسول الله ثم راح ركع وسجد كما سجداتنا يا جماعة

 ركع وسجد وسلّم ، ثم جاء وقال السلام عليك يا رسول الله ،

 الحبيب بِـ أبي وأمي عليه الصلاة والسلام لا يريد هذا أن

 ينخدع لا يريد هذا أن يُخدَع ويَخدعه إبليس إنّ صلاتك

 هذه ستثقل موازينك بل واللهِ قال ارجع ، يحبه النبي

 عليه الصلاة والسلام يحب الخير بالمؤمنين رؤوف رحيم

 دع الجسد يتعب لكن أريدك ترتاح بعدين ، قال ارجع فصلي

 فإن صلاتك ناقصة ؟ لا
فإن لم تُحسب لك إلا نصفها  ؟ لا ، قال : إنك - نفى عنه

الصلاة أصلاً- إنك لم تصلِّ ، رجع الرجل

يريد أن تكتب وتثقل موازينه وتحِل مشاكله صلى ثم رجع

 ثلاث مرات والنبي عليه الصلاة والسلام يقول والله

ما كتبت والله ما ثقلت موازينك والله ما كتبها الله لك لم تصلِّ

 أصلا ، قال يا رسول الله علمني والله هذه صلاتي كل يوم

قال كبِّر حتى تطمئن ، هذا يا جماعة شيء بالقلب

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين َ}  { إِيَّاكَ نَعْبُدُ }

هل أنت تعبد الله ولا تعبد هواك وتعبد شياطين الإنس والجن ؟
{ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

هل أنت حقاً تستعين بالله ؟ يا ربِ حبب إليّ الإيمان يا ربِ

اعصمني عن ما يغضب وجهك يا رب تولى أمري كله

جله ودقه يا رب حبب إلي الإيمان ، هل نحن نستعين

 بالله عز وجل ؟  ثم بعدها تقرأ ما شئت من السور التي

 تزلزل الجدران والجبال الراسيات ثم بعدها تكبر الله

أكبر وسمع الله لمن حمده قال حتى تطمئن راكعاً ،

 حتى تطمئن ساجداً ، حسناً سجدت ما اطمأننت ؟

قل يا رب ما شعرت بشيء يا رب أنت تجيب المضطر ، يا جماعة نحن ندعو بالدعاء المضطر لشفاء أولادنا و

 لرزقنا و زيادة مرتباتنا ، يا جماعة لدينا مشكلة في الصلاة

لو صلح أمرك كله ، دعونا ندعو دعاء المضطر إذا سجدت

 قل لا إله إلا الله العظيم الحليم إذا سجدت قل لا إله إلا الله ربُ

العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ، دعاء المكروب أنت مكروب لا تخشع .
اللهم ربَّ الأرباب منشئ السحاب هازم الأحزاب

اللهم إنَّـا نسألك بِـ أحب اسم إليك و بِـ أحب عمل رفع إليك ،

 اللهم يا رب أقِرّ أعيننا بصلاح نياتنا و ذرياتنا وصلواتنا

 يا رب العالمين ، اللهم إنك اخترت ثُلة من خلقك يخشعون

 في صلاتهم ويستشعرون ما يقولون اللهم إنَّـا لا ندرك كشف

 الضر عن أنفسنا ولا تحويلاً اللهم تولى أمرنا

اللهم أصلح شأننا ، اللهم اجعل قرة أعيننا في صلاتنا

يا رب العالمين
اللهم يا من بيده ملكوت كل شيء اللهم أصلح أحوال المسلمين

 في كل مكان يا رب العالمين اللهم وإنه قد مسَّهم من السوء

 بذنوبنا ما أنت به عليم ، اللهم يا رب أنصرهم في كل مكا

ن فوق كل أرض وتحت كل سماء اللهم يا من بيده ملكوت

كل شيء أصلح ولاة أمور المسلمين

 اللهم يا ربِ خذ بنواصيهم إلى البر والتقوى ومن العمل

 ما ترضى ، اللهم من علمت من بطانتهم فيه صلاح

اللهم زده هدى وتقى وأمن به يا رب العالمين ،

 ومن علمت به فساد للإسلام وأهله اللهم يا ربِ أنت حسبن

ا عليه ونعم الوكيل اللهم يا من بيده ملكوت كل شيء

 اللهم يا من لا يرد سائله اللهم يا ربِ إنّ بنا من الأوباء في

 صلاتنا وفي عبادتنا ما لا نشكي إلا إليك اللهم يا ربِ تولى

 أمرنا وأصلح شأننا اللهم أنظرنا يا

رب في سلك المتقين المحسنين واجعلنا من عبادك

 المقربين لا يسأل بهذا إلا أنت ، اللهم أرزقنا بِرّ أبائنا

 وأمهاتنا أحياء كانوا أو ميتين ، اللهم أجعلنا بهم بارين

 وأجعلهم عنا راضين ، اللهم لا تفرقنا من مجلسنا هذا

وفينا واحد في صحيفته ذنب إلا غفرته ولا هم إلا فرجته

 ولا دين إلا قضيته ولا كرب إلا نفسته ، اللهم إنَّـا

عندنا ذنوب عظيمة  ولا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم

وأنت عظيم ، أقول قولي هذا وسبحانك

رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين

و الحمد لله رب العالمين.

 

للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :

http://www.abdelmohsen.com/play-35.html

إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.

 

 



  من روائع الصلاة word   من روائع الصلاة PDF


  • الجمعة PM 02:46
    2014-11-14
  • 4847
Powered by: GateGold