القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
الصبر وهل هو عباده ؟
الصبر وهل هو عبادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اللهم صلِ وسلم على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ، أما بعد :
يقول ربي جل جلاله ، وأعظم الكلام كلام ربي سبحانه يقول جل في علاه :
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
، (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آياتِه)
آياته ما قال سوره ، صفحاته ، أجزاءه ،
كل آية لها والله مع قلبك حكاية وكفيلة
أن تنقلك من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة
(لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )
الله يجعلنا و إياكم من هؤلاء. قال جل جلاله :
(لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ )
أنا وأنت
( إليكم كِتَاباً )
ماذا يوجد فيه ؟
( فِيهِ ذِكْرُكُمْ)
أنت وأنا ؟ إي والله ، يقول ابن عباس رضي الله عنهما :
أي شرفكم ورفعتكم ، أي عندما تمتثل هذا الكتاب والله ترتفع عند الله جل جلاله و عند خلقه ،
والأهم عند ربي سبحانه وتعالى ،
( فِيهِ ذِكْرُكُمْ)
ما قال بعدها أفلا تسمعون أو أفلا
تقرؤون أو أفلا تحفظون ، قال :
(أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)
تحتاج إلى وقت طويل تفكر في هذا الكتاب ،
فيه ذكري وفيه شرفي وأنا بعيد عنه!
إي والله فيه ذكرك وشرفك و عزك ، إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع آخرين .
آية يقول الله جل جلاله فيها :
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِين)
من الذي يحتاج الصبر ؟
من منا يحتاج أن يصبر ؟
المصاب ! أو جميع الناس يحتاجون الصبر ؟
الكل منا يحتاجه ، المريض يحتاج صبر ، المعافى
يحتاج صبر ، المهتدي يحتاج صبر ، الضال يحتاج صبر ،
المكروب يحتاج صبر ، المهموم يحتاج صبر ،
كل من على الأرض يحتاجون يصبرون والكل سيصبر
، لا يوجد أحد منا لا يصبر، لكن نريد أن نعرف هؤلاء
الصابرين وبشرهم رب العالمين ! نحتاج نعرف
على ماذا نصبر ؟ وكيف نصبر؟ ومن الذي يصبرنا؟
يا أخوان فيه قضية
كل ما افتقر العبد لله عز وجل كل ما تولاه الله
سبحانه وتعالى على قدر افتقاره ..
ما معنى هذا الكلام ؟!
كل ما زاد افتقارك لله عز وجل كل ما زاد عطاء الله
لك وقل تعبك ..
وأنت فقير ؟ إي والله وأنت فقير ..
لأجل هذا حبيبي الغالي الواحد منا لما يروح
رحلة بالطائرة يحتاج وجبة و يطلب زيادة أحياناً ماء
أو كأس شاي وهي رحلة بالطائرة ولا يوجد بها
أي تعب ، موسى عليه السلام لما وصل إلى مدين
(وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ )
الشاهد أنه سقى للفتاتين ، الآن الموقف يحتاج
صبر جائع و يحتاج وظيفة و لا يوجد لديه مسكن
و لا يوجد لديه أي شيء ولا يعرف أي أحد
(فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ )
إلى أين ؟
(إِلَى الظِّلِّ )
ماذا قال ؟
(فَقَالَ رَبِّ إِنِّي )
أريد وظيفة ؟ لا ، يا جماعة نريد أن نرى الناس الناجحين الأفذاذ في
القرآن ونعمل مثلهم ، لو كنت مكان موسى ماذا تطلب؟
يالله يارب وظفني ، أعطيني وظيفة أسترزق منها ، صح ؟
انظر إلى موسى عليه السلام حبيب الله
-اللهم اجعلنا من أوليائك المقربين وأحبابك الصالحين-
(فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)
يقول أنا فقير ولا أعلم ما الأشياء التي أحتاجها
حتى أستوفي الرضا ، انظر ما حدد ، يقول أنا فقير
وأنت غني و أنا أحتاج كل شيء منك هو خير لي ، ماذا أعطاه
الله ؟ كان لا يملك أي شيء ، أعطاه الله
وظيفة أو لم يعطيه ؟ هو ذهب لها أو هي جاءت له !
أعطاه الله مسكن أو ما أعطاه ؟ أعطاه زوجة أو ما أعطاه ؟
لو قلت من أقل شخص عنده فرصة زواج كان قلت هذا
، ما عنده أصلاً بيت ، كيف يدفع المهر ؟
لكن العظيم جل جلاله إذا كمل افتقار العبد له
كمل عطاء الله عز وجل ، فأعطاه وظيفة و أعطاه
الزوجة والسكن و آتاه النبوة ، ما أعظم الله !
لما تكلم ابن القيم عليه رحمة الله على مسألة
عناية الله عز وجل بالعبد -أسأل الله عز وجل
أن يعرفنا قدره و يعرفنا قدرنا وضعفنا-
إذا عرفنا ضعفنا سنلجأ لله عز وجل في كل شيء
وسنصبر على كل شيء ، لأن الصبر أساساً ليس
من عندنا من عند الله عز وجل ، الطفل في رحم أمه كم ؟
تسعة أشهر صح! من الذي يرعاه؟
تسعة أشهر لو تمكنت من عمل مقابلة
معه وسألته عن الجوع؟ لا يعرف شيء اسمه جوع ،
ما جرب أصلاً جوع ، الدم يجري أربعة وعشرين ساعة له ،
ينقص من أمه ولا ينقص منه ، أمه ما تمتص الطعام
ويمتصه هو ، إذا جاعت الأم هو يصل له الغذاء
وهي لا يصل لها ، هو لا يعرف شيء اسمه جوع
مع أنه أفقر شيء وأعجز شيء
، بعد تسعة أشهر أين طريق الطعام ؟
الحبل السري طريق واحد ثم يأتي أحد من البشر
ليقص الحبل السري ، انقطع رزقه ؟ لا ،
انقطع واحد وفتح الله له اثنين ، ثديَّ أمه ،
أعطاه الضِعفْ وأعطاه قوة الامتصاص ، وأصبح
هناك أحد يعينه ويطعمه فبدأ الإحساس بالجوع
وبدأ البكاء ، لأن افتقاره لله قل ، ودخلت أمه في
المعادلة و هو دخل بشيء من عنده , لكن ما أن
يبكي إلا يسخر الله له أمه تعطيه ، بعد
السنتين ينقطع المصدرين التي فتحها الله له عز وجل ،
خلاص تفطمه أمه ، يموت جوع ؟ لا ، الله عظيم
جل جلاله ، إذا أغلق عليك باب فتح لك باب أعظم منه
-إذا اتقيت رب العالمين –
، الآن عندما فُطم و جف الحليب فتح الله
له عز وجل أربعة ، شرابان وطعامان ، الشرابان
اللبن والماء و الطعامان النبات والحيوان ،
وبدأ الأمر أكثر صعوبة الآن لأنه أصبح أقوى لديه
أسنان و يدين و يستطيع يتحرك و يمشي ، وبدأ كل ما
كبر و قوي كل ما بدأ يفكر بالوظيفة والرزق
و أصبحت تغلق عليه الأمور أكثر لأنه ظن أنه
(إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) ..
تريد أن تكسب مع الله؟
دائماً افتقر لله عز وجل ، اصبر وافتقر ، والله يبشرك رب العالمين.
انقطع له باب فتح له الله اثنين و انقطعت اثنين فتح له أربع
، حسنًا إذا مات ؟
وكان من عباد الله الصالحين يفتح له الله ثمان أبواب للجنة ،
الضِعفْ . لاحظت !!
أنه كل ما كان أضعف كل ما كانت ولاية الله
و عناية الله عز وجل له أعظم ، لأجل هذا الأنبياء
ما كانوا يحتاجون لأحد إلا الله ، تعرض عليه أي
عروض ما يريد إلا الله عز وجل.
إذا صبرت و افتقرت أبشر ، انظر كل ما رفع الله عز وجل
النبي عليه الصلاة والسلام كل ما خضعت نفسه لله عز وجل ،
كيف دخل مكة؟ دخل وهو منزل رأسه عليه الصلاة والسلام ،
لماذا؟ لأنه أعرف الخلق بالله عز وجل ،
يعلم أن الله يريده هكذا ، وفي البخاري ومسلم
لما عرضت على النبي صلى الله عز وجل كنوز الدنيا ،
قال لا بل أجوع يوماً وأشبع يوماً . أحبتي
نحتاج إلى الافتقار مع الصبر ..
*ما أشق أنواع الصبر؟!!
- الصبر على الطاعة
- الصبر على المعصية أنك ما تفعلها ،
-الصبر على الأقدار .. و له أنواع : نوع بدني , ونوع نفسي
البدني نوعين : إما اختياري -أسأل الله أن يجعلنا
وإياكم من هؤلاء- مثل الذي يقوم الليل وهو
يستطيع أن لا يقوم ، يصبر عن شهوة له بالنظر
وهو يستطيع ألا يصبر عليها ، ويصبر عن أن يقول
كلمة ويخوض مع الناس و هو يقدر ،
فيحمل نفسه على هذه المشاق و الأعمال و يزور مريض
و يصبر يبتغي رضا الله تعالى ، يذهب في
طريق ثم يعود ليخدم أحد محتاج يبتغي بذلك مرضاة الله
عز وجل ، يعرض عن من يتكلم عليه و يشتمه
ويصبر ببدنه وجهده ابتغاء مرضاة الله
(وعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)
، هذا النوع البدني الاختياري.
وهناك نوع غير اختياري , مثل شخص
مسجون ويُضرب ويعذب أو مريض ، هذا غير اختياري.
وأيضاً النفسي نوعين : اختياري وهو أني أستطيع
أعصي الله و نفسياً أشتهي هذا الشيء الذي يغضب الله
لكن أمنع نفسي وأصبر وأجتنبه لأرضي الله ،
والنوع الآخر غير اختياري اضطراري ،
مثل موت حبيب أب ، أم ، أخو ، ولد ، نفسي
لكن ليس لك يد فيه
النوعين الاضطراري يشترك فيه الإنسان و الحيوان ,
هل رأيت حيوان يبكي والله قد رأيت وأكثرنا قد رأى,
من رأى حيوان دهس بنته وإلا أخته وفجع عليها ؟!
حتى النبي عليه الصلاة والسلام لما كان مع
الجيش ورأى الحمره طير يمر ويجيء منفجع قلبه فقال
من فجع هذه بأولادها ,أحد من
الصحابة مر وأخذ صغارها الذي عندها فقال أرجعها رُدها
, والبعير الذي جاء يشتكي للنبي عليه السلام
, فيا جماعة نحن عندنا صبرين بدني ونفساني ,
اختياري واضطراري :
فأما الاضطراري فيشترك فيه الفجار والأتقياء والحيوانات
, أما الاختياري الذي أنا أصبر نفسي
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)
انظر للهم
( وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
ما هو أشق أنواع الصبر ؟!
يقول ابن القيم عليه رحمة الله :
( ما كان الباعث عليه قوي وهو سهل المنال )
ما معنى هذا الكلام ّ!!
يعني شاب وعنده الشهوة متأججة ويلاقي صوره
بين يديه أو موقع أمامه سهل ! أو يجد له فتاة
يتعرف عليها بسهوله هذا أشق أنواع الصبر, شخص
فقير وأبناءه جياع أمامه و سيطرد
من المسكن ثم جاءه شخص قال له تعال اعمل
معي في المخدرات وأعطيك بيت وسيارة وووو فـ هنا
يوجد دافع قوي , محتاج وسهلة القضية يأخذها
هذا أشق أنواع الصبر فأحبتي يقول ابن القيم عليه رحمة الله
: ( لأجل هذا لما تنظر إلى السبعة الذين يظلهم الله
في ظله يوم لا ظل إلا ظله كلهم كان
نوع الصبر عندهم أشق نوع في أنواع الصبر كلها
قال فإذا رأيت الحاكم العادل ترى مجرد الحكم هذا دافع
قوي لأن تطغى صحيح ! وإلا لا وسهولته
من سيكلمك سهل صحيح ! لكن يوم عدل وهو يستطيع
وكان الباعث قوي اختار الله أن يظله في ظله يوم
لا ظل إلا ظله , ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
هذي سهله أمام الناس لكن الدافع إذا خلوت
الدافع انك تعصي صحيح أم لا ! يا جماعه الدافع
أننا نطيع إذا كنا أمام الناس حسنًا إذا أصبحت لوحدك !
الدافع للغفلة قوي وسهولتها لا أحد يناظر إليك إذا كان
قلبك غافل عن الله عز وجل صح , فتخيل هذا تعدى
كل هذه الأشياء ثم ذكر الله عز وجل وعظمته
ثم فاضت عيناه , رجل تصدق بصدقه الدافع أن الناس
يرونك يا جماعه كلنا نتمنى الناس يروننا صحيح !
ودك الذي خرج من المسجد يراك والذي يمر يراك و الذي
قد جاء يراك صحيح ! وسهل أنك تخرجها أمام الناس
لأن المال معك والناس موجودين ولا يحتاج
تناديهم عند باب المسجد صحيح! وسهل انك تعطيهم إياه
, لكن أخفاها قال ابن القيم حتى عن بعض
بدنه يعني يتمنى اليسار لا ترى اليمين , ورجل دعته امرأة
ذات منصب وجمال يعني الدافع قوي و السهولة
أنها هي التي دعته فقال إني أخاف الله , وشاب نشأ
في طاعة الله يعني كل المغريات حوله مع ذلك
يعاند نفسه سهله عليه يذهب مع أي شباب سهلة عليه بدون
ما يفعل أي جهد إنه ينحرف , الشهوة عنده
ومراهق والعالم صحيح أم لا يا جماعه الآن الأغاني في
كل مكان , المواقع في كل مكان الصور
في كل مكان البلوتوث في كل مكان فيستطيع أن يفسد
لكنه !! نشأ في طاعة الله كل هؤلاء كان سهل
عليهم وقوة الدافع عندهم قويه ورجلان تحابا
في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه , سهل يا جماعه
إن اثنين يجلسون مع بعض يخططون يعصون
الله وهم شباب لكن هذان إذا قعدوا صابرين مع الله سبحانه
وتعالى وإذا تفرقوا أيضًا مع الله سبحانه وتعالى ..
في الجهة المقابلة أشد الناس عذاب يوم القيامة
والعياذ الذين عكس هؤلاء , الذين دافع المعصية
عندهم قليل والصبر عليها سهل ,
ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم
وأشد الناس عذاب , من هم !!
الملك الكذاب لأن الدافع عندك أصلا ضعيف أنت ملك
لا تحتاج تكذب أصلا كلهم يخافون
منك لو تكذب كلهم سيضحكون معك, فلا تحتاج أصلا تكذب ,
الدافع ضعيف وسهولة أنك تصبر عليها سهلة ! قل الذي تريد !
وشيخ زاني هرم وليس لديه شهوة ويذهب يزني
يعني أصلا الدافع ضعيف وسهولة الصبر , وعظامك وهن!
ما هو الثالث!! عائل مستكبر يعني
أنت الدافع إنك تستكبر ضعيف أنت ليس عندك
ما تأكل فلماذا تستكبر والصبر
على عدم الاستكبار سهل عندك!!
يا جماعه بالله لو لم يكن عندنا مصائب!!
لو ما جاء من البلاء كله إلا أنه يُخرج الواحد
منا كلمة يا رب من قلب لكفت بها نعمه , أقسم بالله أنا أقول
سبحان الله لو لم يكن عندنا مصائب
نصبر عليها كيف سنقول يا رب ونحن ساجدين !!
ترى فرق بين تقول يا رب أسالك الخير كله
وأعوذ بك من الشر كله بدون استشعار ,
وفرق بين تقول يا رب
وأنت تقتنع انه يسمعك فوق عرشه جل جلاله وأنت على يقين ,,
حبيبي الغالي والله الذي لا إله إلا غيره أرأيت الأدعية
التي قالها النبي عليه الصلاة والسلام في الكرب التي قال ما
دعا بها مهموم إلا فرج الله عنه همه! أريدك
تقولها وأنت ساجد لأي هم عندك وأنت على يقين
أن الله جل جلاله يسمعك ..
من منا ليس لديه مشكلة كلنا لدينا مشاكل
أهم شي أنك إذا ما التجأت إلي الله عز وجل وعرفت
تدعوه وتفتقر له في السراء ,
فعليك أنك تفتقر له بالضراء لأن الدافع عندك
قوي وهو سبحانه وتعالى وأقسم بالله
أنك ستذوقها وإذا ذقتها مره والله لن تتركها إذا سجدت
وقلت يا رب , الناس تريدك تشتكي وأنت تقول يا رب ..
حبيبي دمعتك هذه إن استطعت
أن لا تنزلها لأحد إلا لله ففعل , إن قدرت الشكوى
الشكـــوى كلمة شكوى في القرآن لمن بثت ؟
كل ما أتت شكوى كل ما أتت
شكوى شكى يشتكى تشتكى كلها لله
(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُون)
حبيبي الغالي
تعرف ماذا فعل بنا الشيطان في البلاء
إذا أتينا نصبر لا نصبر صبر جميل إلا من رحم الله عز وجل
الصبر الجميل : هو الذي ليس معه شكوى للبشر لا أشتكي لبشر !!
قال أحدهم حسنًا نريد أن نفضفض
يا أخي لماذا لا تفضفض وتقول هذا الكلام لله عز وجل
لماذا إذا سجدت لا يخرج هذا الكلام من صدرك !
يخرج جامد يا رب انك توظفني ويا رب وو ...... صح !!
و إذا جلس يشتكي لأحد من البشر أقسم بالله
يا جماعه ترى الناس يشتكون لبعضهم كأن الذي
أمامه مالك كل شي وكأنه بيده ملكوت كل شي
فقط تخرج الشكوى سيحلها وهذا ضعيف وهذا
ضعيف ويتشكون لبعض !!!
وهذا يقاطع هذا , حسنًا لماذا لا تشتكي
في سجودك ! لا أحد يقاطعك لماذا تتوقف وأنت ساجد !!
الله عز وجل يوم قال (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا )
يقول ثبت الأرض كيف ما أثبتك في مصيبتك !
إذا أصابت الواحد مصيبة يا جماعه فتجول به
الدنيا وتضرب به الأمواج
(وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا)
يفتح لك الذي لا ينفتح
(وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ)
يا أخي لا أحد يربط على قلبك إلا الله
(وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا )
بحرين سائلين ومع بعض
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَان )
إذا أراد الله عز وجل ان يعزلك عن مشكلتك والله
يعزلك ولو أنها داخله فيك وفي قلبك سيعزلك عنها
, كثافة هذا مختلفة عن كثافة هذا , ودرجة ملوحة هذا
مختلفة عن درجه ملوحة هذا ودرجه حرارة
هذا مختلفة عن درجه حرارة هذا وهم يموجون
مع بعض والرياح تلاطمهم والله قال
( وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
سبحانه بعدها قال (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)
انظر كيف إبليس كيف ضحك علينا في هذه القضية
صابر ثم كرمه الله عز وجل ببلاء ويجعله مضطر يعني
استوفى فيه خمسين بالمائة من وسائل الفرج
, طلب الله سبحانه وتعالى أمرين فقط مضطر وبدء
يبث الشكوى لله , الآن المريض مضطر صحيح !
والفقير مضطر ثم يأتي الشيطان لأنه يعلم أن الله لم
يطلب منك إلا أمرين وإذا استوفيت الأمرين هذه
سيعطيك رب العالمين , ماهي ؟! قال
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)
لم يقل ويشفى المرض ولا قال يغني الفقير لا
(وَيَكْشِفُ السُّوء)
مثل ما كشفها لموسى عليه السلام
(وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْض)
لأجل هذا تجد المرضى في المستشفى أين يذهبون !
يذهب يبحث له عن أحد يقرأ عليه صحيح !
والمهموم يبحث له واحد يدعي له !
الله طلب منك شرطين كلها فيك لماذا تذهب !
قال إبليس ما دام انك مضطر رغمًا عني
لن أدعك تدعو , سأدعك تبحث عن أحد يدعو لك ليس مضطر ..
فصار عندنا مضطر ما يدعو يبحث عن غيره يدعو له !
, لذلك تأجلت مواضيعنا كلها وتأجل كشف السوء عنّا،
تجده حتى يفكر رد الشيخ أو لم رد الشيخ الذي سيقرأ علي ،
وجدتم أحد أو لم تجدوا أحد ! ،
الله لم يطلب منك !! قال
" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ "
لم يقل إذا أحضر أحد ، يريدك أنت يا صاحب القلب المحروق،
يريدك أنت يا من لا تنام من الهم ,
يا من تقود سيارتك وتفكر في قضاياك،
يريدك أنت الذي تذهب تقف في ساعة في ليل أو نهار
ثم تسجد ترفع وتقول يا رب،
حبيبي قل يا رب عندي وعندي و عندي ،
لا تقولها لأحد "
حدثني شاب يقول كنت في بداية حياتي
يعني عاقل ثم بعدها دخلت مع رفقة سوء
و مقاهي وسقطت في مشاكل و مساوئ لا يعلمها إلا الله
ثم ابتلاني الله، ما ألطف الله سبحانه يقول ابتلاني
الله بمرض وصار رأسي لا يسكن،
ضرر شديد يقول ذهبت من شيخ لشيخ يقرؤون علي ،
يقول ثم سبحان الله أراد الله لي الشفاء وشفاني
الله وأصبحت أصلي , لا أخرج من المنزل ,
وأسمع كلام والدي , يقول انتقلت لكلية المعلمين
في الرياض من منطقة قريبة من الرياض
يقول ثم وقعت في صحبة ثانية , وتعرفت على أناس وفسدت
يقول نسيت !
"وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا "
كيف؟
"لِجَنْبِهِ "
نوم ليس فيه ألم لو ذقت الألم و أنت تتقلب ستقول يا رب يا رب
"لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا"
لأنه يشعر بالألم معه في كل وقت
"أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ"
ماذا فعل !؟
"مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ"
كأن لم يكن في يوم قعد يبكي ويقول
يا الله يا رب يا رب فرجها من عندك! ،
فيقول سبحان الله ثم ذهبت أختبر يمكن
حوالي 120 كيلو مستعجل لم أنام أبريد اللحاق
بالمسلسل التركي مع الشباب في الشقة
يقول وأمشي 160 وأنا من الأمس لم أنم و مسافر ,
يقول غفيت وغفيت واستيقظت وأنا في
المستشفى 160 تقلبت السيارة أربع تقلبات يحسبون
أني ميت ! حملوني و حملني والدي ، و أبي عند راسي
يقول استيقظت اقسم بالله العظيم ليس فيني جرح !
ما أعظم الله إذا أراد أن لا يضرك ..،
انظر الله حبسه عن ذاك المسلسل
يقول قررت وتركت أصحابي وأرسلت لهم رسائل لا أريد أن أحادثكم !
قالوا لي ستعود .. يقول جلست أسبوعين وعدت!
يقول يا شيخ عاد لي المرض الأول , وجلست الآن
أقرأ و أصبحت في المسجد أول ما يأذن يقول
خلاص أريد ان أتوب وأريد و أريد و أريد ..
قلت له كلمتين يا جماعة والله يا أخي
مالا اعلم ماذا أقول لك لكن والله أحسب
أن الله يحبك، الذي نجاك ..
يا الله ما أعظم الله إذا أحب عبدا ابتلاه،
لا يريدك أن تذهب عنه لأنك أنت ستخسر ..
قلت الله سبحانه نجاك نجاك وابتلاك و
سيشفيك إذا خرجت وبعد ذلك ترجع ويرجع
"وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا "
قلت له يا حبيبي أنا ليس بيدي أن أفعل لك شي !
قال حتى أنا ساكن مع اثنين لا يصلون
وأنا أجاهد معهم لأجل أن يصلوا ..
فهل اتركهم ليس عندي صحبة ، جلست أهدؤه وهو يبكي
, قلت أرأيت هذا الكلام الذي تقوله لمسكين
قله للعظيم رب العالمين سبحانه,
اذهب أسجد الآن وقل الكلام الذي اسمعه منك ..
أنا رحمتك لكن لا استطيع أساعدك ,
فكيف رب العالمين سبحانه !
قلت اسجد و قلت له كلمة وحده يا جماعة
حبيبي الغالي لا ترفع من سجودك وباقي بخاطرك شي
، طلبتك حبيبي الغالي وأختي الغالية لا ترفع يا أخي عندك هم لا ترفع قل يا رب يا رب يا رب مالي إلا أنت ..
يا أخي تكلم بالعامي لا تنسق ..
قال ما تقول في دعاءك قال أسال الله الجنة
وأعوذ به من النار !
لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ , قال وحولهما ندندن
مرت أيام جاءتني رسالة:
يا شيخ أنا الذي كلمتني وقلت لي (لا ترفع)
وضعها بين قوسين
لا ترفع من سجودك وفي صدرك حاجة , يقول أبشرك
صليت في مسجد وجاب لي الله واحد من طلبة العلم
وجاء وأخذني و يحقق معي كأن أحد أرسل
لي وعرفت أن لم يرسله إلا الله سبحانه وتعالى ,
وقال ماذا عندك و أين ستذهب و أين تسكن
ومن معك وأخذني من السكن الذي أنا فيه
لأنه يقول حالتي المادية صعبة يقول أخذني و أسكنني
في سكن أحد المشايخ في القصيم
بالمجان والآن أحضر الدروس يا شيخ معهم وجدول
طلب علم , ودخلت في كلية أصول الدين
وقبلني ربي , عمل لي أشياء , أجلس سنين والله لا أخذها
يقول أنا عرفت الطريق والله ما أرسلت لك
إلا لأشكرك بعد شكر رب العالمين , و أرجوك ياشيخ
بلغ هذه الرسالة , قل لكل شخص لديه هم
, لا ترفع من السجود وفي قلبك شي ، لا ترفع من
سجودك وفي قلبك شي ..
أسأل الله جل جلاله أن يجعلنا و إياكم من الصابرين،
أسأل الله جل جلاله الذي يحب الصابرين
أن يجعلنا وإياكم من الصابرين الشاكرين
، اللهم لا تجعلنا نبث شكوانا إلا لك، اللهم ولا تجعل
تفريج كرباتنا إلا من عندك، اللهم يا ربي أغننا
عن من أغنيته عنا، اللهم يا رب الأرباب أعطنا ولا تحرمنا
اللهم آثرنا ولا تؤثر علينا،
اللهم يا من بيده الدنيا والآخرة اللهم عرف القلوب
خالقها وبارئها يا كاشف الهم ويا فارج الغم،
اللهم لا تبقي لنا في مقامنا هذا هما إلا فرجته
ولا كربا إلا نفسته ولا يا ربي ضالا إلا هديته ولا مهتدي
يا رب إلا ثبته، اللهم أجعلنا من أحب خلقك إليك يا رب العالمين،
لا يُسأل هذا إلا منك، اللهم إنّا نشكو إليك فسادا
في قلوبنا لا يصلحه إلا أنت اللهم تولى قلوبا أنت خلقتها،
اللهم أجعلنا أفقر خلقك إليك أغناهم بك و أجعلنا أذل خلقك إليك
أعزهم بك و أجعلنا أضعف خلقك بين يديك أقواهم بك،
اللهم يا ربي ربي لنا ذريتنا وربّي لنا يا ربي أنفسنا وقلوبنا،
اللهم لا تفرق هؤلاء الجمع إلا وكتبتهم
عندك من المصطفين الأخيار، اللهم أخلصنا وإياهم
عندك بخالصة ذكرى الدار اللهم لا تبقي لهم
أمنية في صدورهم عاجلة أو آجلة هي لك رضا ولهم
فيها صلاح إلا كتبت قضاءها قبل أن يقوموا من
مجلسهم هذا إن ذلك عليك يسير وإنك بالإجابة جدير،
اللهم يا ربي ما سألناك من خير فأعطنا وما لم نسألك
وأنت تعلم أنه خير لنا فابتدأنا فأنت
أهل التقوى وأهل المغفرة وأصلي وأسلم على
أشرف خلق الله، جزاكم الله خير.
للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :
http://www.abdelmohsen.com/play-538.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.
-
السبت PM 06:24
2014-11-01 - 9205